عبد الظل - الفصل 2180
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2180 : أسباب العيش
وقفت نيفيس بجانبه، وتنهدت بصوت خافت:
“تبدو وكأنك تعرف الكثير عني، لكنني… بالكاد أعرف أي شيء عنك. لطالما ترددت في سؤالك عن ماضيك، لأنني أخشى أنك لن تجيب.”
كانت لا تزال تفكر في معرفته بمدى عمق ضغينتها ضد السياديين، على ما يبدو.
وأشياء أخرى أيضًا. لم تحاول نيفيس أبدًا التطفل على ماضيه، ولم تذكر غرابة وجوده، لكنها لا بد أنها كانت تدرك مدى غرابة علاقتهما.
كانت علاقة مبنية على الانجذاب المتبادل، والعاطفة، والمودة… لكنها كانت أيضًا خفيفة وعابرة، كما لو أنها ستتلاشى بمجرد التحدث عن أمر كانا كلاهما على دراية به، لكنهما اختارا ألا يذكراه بصوت عالٍ أبدًا.
تردد صني للحظات، ثم ابتسم.
“ما الجيد في الماضي؟ اسأليني عن المستقبل بدلًا من ذلك.”
ابتسمت نيفيس ابتسامة خفيفة.
“حسنًا. ماذا ستفعل بعد انتهاء الحرب؟ بافتراض أننا انتصرنا، بالطبع… وهو ما سنفعله، بلا شك.”
تأمل صني للحظات.
“حسنًا، لنرَ…”
فكر في خططه. في الحقيقة، الحرب كانت تشغل تفكيره بالكامل، لذا لم يكن متأكدًا مما سيفعله وبأي ترتيب بالضبط.
لكن كان لديه بعض الأفكار، بالطبع.
“أولًا، عليَّ أن أحل مسألة ظلي الجديد… بطريقة أو بأخرى. ثم، أريد أن أصنع ذكرى رابطة ظل لنفسي. كنت آمل أن أفعل ذلك قبل المعركة النهائية، في الواقع – من كان يظن أن ذلك الوغد، جيست، سيلقي مفتاحًا في عجلتي.”
حك صني مؤخرة رأسه.
“ثم، عليَّ أن أعتني ببعض الأشخاص. تحتاج آيكو إلى عمل مستقر… السَّامِيّ وحده يعلم كم عانت في هذا الجانب. ثم هناك تلميذتي، التي أحتاج إلى تقديمها لمعلم جيد في السحر – في الواقع، هذه التلميذة تُشكِّل عبئًا كبيرًا! ليس فقط عليَّ أن أبتكر طريقة لجعلها تصعد بشكل طبيعي، بل عليَّ أيضًا التأكد من أن لا أحد يقتلها لمنع انتشار تلك المعرفة. سيكون الأمر فوضويًا بلا شك. وهناك بعض المعارف الآخرين الذين أرغب في الاهتمام بهم أيضًا.”
نظر إلى الأفق، وبقي صامتًا للحظات، ثم قال:
“لكن هذه مجرد أمور ثانوية. هناك بعض الأماكن التي يجب أن أزورها وبعض الأشياء التي يجب أن أجدها أيضًا. كل رحلة استكشافية ستكون مغامرة جادة. عليَّ استكشاف أطلال باستيون الحقيقية. كما أنني بحاجة إلى التوغل في قصر اليشم وكهوف الجليد أسفل قلب الغراب. ثم هناك حديقة الليل – لم أرها بعينيَّ من قبل، لكنني متأكد من أن استكشافها سيكون مغامرة مروعة، بطريقة ما.”
عبس صني.
“وأخيرًا… هناك العالم السفلي. هناك شيء يجب أن أجده هناك أيضًا. ستكون هذه الرحلة الأكثر إزعاجًا – ليس فقط لأنها واحدة من أكثر مناطق الموت رعبًا على الإطلاق، ولكن أيضًا لأن ذلك المكان مصمم إلى حد كبير لجعلي عاجزًا تمامًا.”
تنهد.
“أوه، صحيح… وعليَّ استكشاف عالم الظل. لكنه مجرد مشروع جانبي.”
قال ذلك، ثم نظر إلى نيفيس وتردد لبضعة لحظات.
“هناك مكان آخر أيضًا. لكني لم أقرر بعد إن كنت أرغب في العودة إليه حقًا.”
كان يتحدث عن مقبرة أرييل، بالطبع.
يبدو أنه كان مقدرًا له أن يعود إلى هناك، نظرًا لأنه التقى بنسخة مستقبلية من نفسه في المصب. لكن من ناحية أخرى، كان صني حاليًا حرًا من قيود القدر. لذا، فإن مستقبله قد يتغير جيدًا…
ربما.
تأملته نيفيس لفترة، ثم ظهر أثر خفيف من التسلية في عينيها الجميلتين.
“هذا كل شيء؟ أرى… أنت رجل طموح، سيد بلا شمس.”
…لكن كان هناك أثر لشيء آخر في نظرتها أيضًا.
عدم رضا؟ استياء؟.
تلعثم صني لبضعة لحظات، محاولًا فهم ما الذي قاله بالضبط وجعلها غير راضية.
ثم، وكأن مصباحًا قد أُنير في رأسه.
‘أوه!’
لا، حقًا… هل كان أحمقًا؟.
لم يكن الأمر فيما قاله… بل فيما لم يقله.
وضع صني ابتسامته الأكثر وسامةً وجاذبية.
“أوه، ذاك… عليكِ أن تتذكري أن لديَّ الآن ثمانية أجساد! يمكنني فعل أشياء كثيرة في آنٍ واحد. من الواضح أنني أخطط أيضًا للبقاء معكِ… يا سيدتي. سأكون هناك بجانبكِ، أساعدكِ في ترسيخ سلطتكِ، وحكم الامتداد الشاسع لعالم الأحلام، ومحاربة مخلوقات الكابوس، والاستعداد لاستيعاب عالم اليقظة في نهاية المطاف.”
حدقت به نيفيس لبضعة لحظات، ثم أومأت برضا.
بعد ذلك، أشاحت بوجهها بعيدًا وسألت:
“وماذا عن تحضير طعام لذيذ لي؟”
رمش صني.
“بالطبع، ولم لا؟”
ابتسمت.
“ماذا عن تدليكِ؟”
سعل.
“يسعدني أنكِ ذكرتِ ذلك. كنت أفكر في إعطائكِ تدليكًا الآن.”
ضحكت نيفيس بهدوء.
“وماذا عن المواعيد الرومانسية؟ زيارة المسارح أو القيام بجولات بالقوارب. والمبارزة.”
شعر صني ببعض الارتباك حول كيف انتهى الأمر بالمبارزة بين زيارة المسارح والتجول بالقوارب، لكنه بحكمة اختار ألا يعبر عن شكوكه.
“بالطبع. سنفعل كل هذه الأشياء، وأكثر، معًا. لا أريد أن يكون الأمر بأي طريقة أخرى.”
أومأت نيفيس برضى وهي تبتسم.
“جيد.”
لكن بينما كان صني يحدق في الأفق، بدأت ابتسامتها تخفت تدريجيًا، وأصبحت باهتة وهشة.
وبعد فترة، قالت:
“تأكد من ألا تموت إذن، سيد بلا شمس. لقد وعدت.”
“أنا صعب القتل، كما تعلمين. ما لم يتم تدمير روحي بالكامل، لدي الكثير من الأجساد الاحتياطية لأعود إليها.”
“فلننجُ إذن. كلانا. ما رأيك؟”
فأجاب صني:
“بالتأكيد”
أراد صني النجاة. كان عليه أن ينجو، مهما كان الأمر.
ترجمة آمون