منظور الشرير - الفصل 99
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
مع مرور السنين ..
تنتهي حقبة .. لتبدأ أخرى ..
دوام الحال كان من المحال .. هذا كان قولا شائعا و قد كان صحيحا ..
بعد مئات السنين من الإنقطاع والصمت المستمر ..
تائهين دون مرشدهم الأزلي ..
إستقبلت الكنيسة أخيرا وحيا من الكيان الذي عبدوه لسنين طويلة جدا ..
أوامر أرشدتهم إلى ما يجب عليهم القيام به .. و يالها من أوامر ..
يمكن القول أن الجزيرة المقدسة صيقلية كانت مشحونة في الوقت الحالي .
لحسن الحظ ، كان الرجل العجوز و كنوت حراس الصرح العظيم حكماء بما فيه الكفاية ليقومو بنقل الأمر مباشرة إلى السلطة العليا دون السماح لأحد بمعرفة ما رأوه ..
و قد كان خيارا حكيما نظرا لما تضمنه الوحي ..
الآن مر يوم كامل منذ سقوط الضوء العظيم لأول مرة ..
لم يسمح لأحد بالإقتراب من الصرح .. و ظلت محتويات الوحي مجهولة لدى العامة ..
واقفين أمام باب ضخم .. كان كنوت و الرجل العجوز ينتظران بصبر منذ يوم كامل الآن..
كلاهما لم يجرؤ على التقاعس ..
“سيدي … مالذي سيحدث الآن؟”
سأل كنوت المستجد بعدما لم يستطع إخفاء فضوله ..
من جهة أخرى ، أجاب الرجل العجوز الخبير بتردد ..
“أنا لا أعلم .. الأمر الأخير كان كارثة حقيقية ..”
تلك الاوامر فرضت عليهم القيام بإبادة عرقية ..
“برأيك … مالذي سيختاره من هم في الأعلى ؟”
وصل الوحي سابقا الى كل من يحمل رتبة مطران فما فوق ..
تحركهم هو ما سيحدد إلى أين ستتجه سيوفهم ..
“لا أعلم ..”
أجاب العجوز بينما فكر بعمق ..
“الامر الأول هو مثل الكابوس .. إبادة العائلة الإمبراطورية ستكون أشبه بطلب دخول الجحيم.. ناهيك عن حقيقة انهم أقوياء جدا .. فهم يملكون دعم العوائل و النقابات الكبرى بشكل كامل .. القتال معهم يعني تقسيم الإمبراطورية نفسها إلى إثنين ..”
الكنيسة كانت تملك السيطرة على عقول الكثير من الناس بفضل قوة الدين .. لكن النقابات و العوائل الكبرى هي من إحتكرت القوة الأكبر ..
الكنيسة كانت ضخمة جدا و كافية للوقوف في وجه العوائل 3 الكبرى لو تطلب الأمر..
لكن العائلة الإمبراطورية كانت بالمثل .. كما أنهم نسل البطل الأول الذي إتبعته الكنيسة..
كان الأمر متناقضا بشدة ..
“الأمر الثاني شبه مستحيل .. نحن نجهل الكثير عن الألتراس .. كما أنهم أشبه بقبائل متفرقة و عددها كبير جدا .. محاولة قتلهم جميعا لهي ضرب من الجنون .. تقول بعض الشائعات أنهم لم يرسلو نصف قواتهم حتى بالحرب الأخيرة قبل 15 سنة بسبب النزاع فيما بينهم ..”
قلب العجوز القديم عينيه ..
“أما الثالث .. ستارلايت..”
هو فكر لبعض الوقت ..
“كانو ذات يوم العائلة الاقوى بداخل الإمبراطورية لكن حالهم تغير الآن..”
صحيح أنهم أقوياء .. لكن مقارنة بالخيارين الآخرين..
“هم أضعف بكثير ..”
طبعا .. هذا لا ينفي إحتمال تدخل طرف ثالث في حال إستهدافهم لستارلايت لكن ..
“لربما هم الإجابة الصحيحة .. المشكلة الوحيدة هي حقيقة أن الكثير من أعضاء الكنيسة هم من ستارلايت .. الأمر سيكون مزعجا حقا ..”
بمجرد قوله لتلك الكلمات ، إنفتح الباب وراءه ليخرج رجل غريب ..
بشعر أبيض ، أعين سوداء غطت عليها نظارات قراءة ذهبية ..
كان يرتدي بدلة بيضاء نقية واضعا يدا خلف ظهره ، و حاملا كتابا من نوع ما باليد الأخرى..
بمجرد رؤيتهم له .. إنحنى كل من العجوز و كنوت ..
“أوه.. لا تزالان هنا ؟”
سأل الرجل باقتضاب ليجيب العجوز ..
“المعذرة .. سيد مايكا .. أعذر قلة حيلتنا ..”
تكلم عن الشيطان تجده أمامك …
الشخص الماثل امامهم كان أقوى مطران داخل الكنيسة .. تحت الأسقف مباشرة ..
لكن المميز به .. كان حقيقة أنه ينتمي لستارلايت .. رغم أنه تركهم منذ زمن طويل ليتبع إيمانه ..
كان الامر سخيفا لأنه في حال بقاءه بعائلته كان سيكون الاقوى حرفيا ..
“لا بأس .. يمكنكما العودة لعملكما .. نقلكم للوحي كان كافيا ..”
إنحنى كل من العجوز و كنوت ثانية .. لكنهم لم يستطيعو إخفاء فضولهم ..
“إعذر وقاحتنا .. سيدي ..”
أخذ الإثنان ثانية واحدة لطرح السؤال ببالهم ..
“مالذي قالته يوراشا بشأن الاوامر ؟”
بمجرد ذكر إسمها أغلق مايكا كتابه ..بعد كل شيء نحن نتحدث عن الوجود الاقوى داخل الكنيسة ..
“القديسة يوراشا موالية تماما لسيد الضوء و على عكسنا نحن الأقل إيمانا هي لا تحتاج إلى صرح المعجزات لسماع كلماته..”
تذكر مايكا تلك السيدة التي حتى هو قليلا ما كان يحصل على فرصة الكلام معها ..
“كما هو متوقع من شخص بمقامها .. لم تظهر أي قلق و قالت أنها ستواصل ما كانت تقوم به منذ البداية .. ستكون سيف الكنيسة إلى أن يظهر البطل الجديد .. و ستقوم بتنفيذ أوامر حاكم الضوء جميعها ..”
إتسعت أعين الحراس المساكين ..
“ج-جميعها؟”
إستدار مايكا مغادرا ..
“ستحارب الكنيسة جميع أعداء حاكم الضوء .. كما فعلت دوما ”
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
“ها أنت ذا ..”
نقاط الإنجاز الحالية: 1000 نقطة .
تضخمت الاورا من يدي اليمنى دون وعي محطمة المكتب ..
“اللعنة ..”
كنت اصبح أقوى الآن ما أوجب علي الحذر من الآن فصاعدا ..
لكن هذا النظام اللعين ..
“أن تأخذ مني 4000 نقطة إنجاز ”
لماذا أصبح جشعا لهذه الدرجة الآن ؟
أتريد أن تعاديني حتى النهاية سحقا لك ؟
“كل هذا خطأ تلك السافلة ..”
هذه النقاط كانت المبلغ الذي دفعته من أجل التخلص من لعنة المادام آي..
عندما قامت تلك السافلة بتقبيلي سابقا هي قامت بوضع لعنة يمكنها أن تجعلني عبد جنس لها ..
عندها لن أستطيع مخالفة أوامرها أبدا ..
إزالة هذا الهراء كلف الكثير..
سمعت أنها قتلت هايزنبيرغ ..
ذلك اللعين كان يملك دينا غير مسدود معي ..
و الان.. سأنقل ذلك الدين إليها..
“مادام آي..”
فاليدعو كل داعر منهم أن أعود إلى عالمي قريبا ..
و إلا من يعلم ما سأقوم به لكل أبناء السافلة ..
كل شيء كان يعتمد على إجابة النظام ..
محدقا بحاسوبي لاحظتها ..
تلك المهمة التي لم تتغير منذ أول يوم لي هنا..
المهمة النهائية : الفوز بالفيكتورياد
المهلة : سنتان (تبقى شهر واحد و 3 أيام )
عقوبة الفشل بالمهمة : ختم النظام لمدة سنة .
مكافأة النحاح بالمهمة :10000 نقطة إنجاز .
سؤال النظام : يستطيع المؤلف تقديم سؤال لمهندس النظام و سيكون هذا الأخير مجبرا على الاجابة مهما كان السؤال .
…
مهندس النظام ..
اه كم إنتظرت ذلك اليوم ..
لم يتبقى الكثير .. القليل فقط ..
أغلقت الحاسوب و خرجت من الغرفة ..
سأغادر قصر عائلة ستارلايت قريبا ..
كان علي إنهاء إستعداداتي قبل المغادرة ..
أثناء مشيي بدأت أنتبه لشيء معين يتكرر كل مرة منذ إستيقاظي …
“هاي ”
ناديت على المرأة التي كانت تقف أمام نافدة .
كانت تدخن قبل قليل .. لكنها رمت السجارة بمجرد رؤيتها لي ..
“لورد فراي .. بماذا أستطيع خدمتك ؟”
تظاهرت بأن شيء لم يحدث هاه ؟
لكنني لن ألومها .. كنت أتحرك بصمت و هذا كان شيئا أجبرت على تعمله منذ أيامي داخل اراضي الكابوس لدرجة أنني لم أعد امشي بشكل طبيعي على الإطلاق ..
“كان إسمك فريديريكا أو شيء من هذا القبيل اليس كذلك ؟”
“هذا صحيح”
على ما يبدو هي كانت الأكبر هنا ..
“أخبريني .. لماذا لا يوجد غيرك بهذا المكان ؟”
كنت متأكدا من وجود العديد من الخدم داخل القصر
… لكن لسبب ما أنا لا أرى سواها ..
“أعذر وقاحتي .. لورد فراي ، ظننت أن خدماتي ستكون كافية لإرضاءك ارجو المعذرة ..”
هل هي حقا تهرب من سؤالي الآن ؟
“لم أقل هذا فريديريكا .. بل سألتك لماذا لا يوجد غيرك..”
عم الصمت لدقيقة كاملة .. الخادمة العجوز كانت تنحني لي منذ بعض الوقت الآن..
“هل يمكن لهذه الخادمة قول ما تشاء .. لورد فراي”
مالأمر مع هذه المعاملة الغبية من القرون الوسطى..
“قولي ما لديك ”
“أمرك”
أخذت العجوز فريديريكا راحتها و كأنها كانت بانتظار ذلك ..
“سبب وجودي بمفردي هنا لورد فراي .. هو لأن الجميع خائف منك ..”
“خائف ؟”
سألت بوجه حائر ..
لكن العجوز فريديريكا أكملت بسرعة ..
“ملامح النضج بدأت تظهر عليك .. ذلك الضغط الغريب من حولك طيلة الوقت .. نية نابعة من رغبتك بالتدمير .. وجهك الجاد و تلك الاعين السوداء التي أحس و كأنها تنظر الى جسدي العاري كل مرة ..”
هاي هاي ..
الا تتجاوز هذه العجوز الخط الآن ؟
هل لأنها عجوز هي لم تعد تهتم بحياتها اطلاقا ؟
كختامية لكلامها .. رفعت العجوز رأسها للأعلى محدقة بوجهي ..
“يجب أن أخص بالذكر ذلك الشعر الأبيض الذي أصبحت تمتلكه الآن.. سيدي إنطباع الجميع هنا هو نفسه منذ مغادرتك .. الخدم لا يعلم ما يحدث معك بحياتك نظرا لبقائهم هنا طيلة الوقت ، لذلك هم يعتقدون أنك نفس الشخص بمظهر أكثر رعبا .. لهذا يحاول الجميع البقاء بعيدا عن جانبك السيء ..”
اه شعري ..
نسيت تماما أن مظهري تغير تماما الآن..
لربما أصبحت بنظرهم أقرب شيء لأمير شيطاني مرعب ..
عبثت بخصلة من شعري لبعض الوقت محدقا بذلك اللون الأبيض المميز ..
كان طويلا جدا ..
هل يجب أن أقوم بقصه قريبا ؟
لكن بوضع ذلك جانبا ..
أعدت إنتباهي لفريديريكا بابتسامة ..
“أخبريني إذا.. فريديريكا ، بما أن الجميع خائف مني .. لماذا لا تفعلين أنت الأخرى ؟”
لقد أثارت إهتمامي قليلا ..
الخادمة العجوز لم تتزحزح اطلاقا بل أجابت بهدوء ..
“المعذرة لورد فراي ، لكنني رافقتك منذ اللحظة التي فتحت فيها عينيك بهذا العالم .. ”
“أستطيع معرفة الفرق بنظرة واحدة .. أنت لم تعد نفس الفراي الذي أعرفه .. كما أنني مجرد إمرأة عجوز لذلك أنت لن ترغب بجسدي أبدا ..”
“بفتتت ”
ضحكت دون وعي مني .. لربما كانت الاولى منذ بعض الوقت ..
“يالها من كلمات وقحة أيتها العجوز .. لكن لا بأس ..”
خطوت نحوها بينما مددت يدي ..
هي جفلت للحظة ، لكن يدي إستهدفت جيبها ..حيث خبأت السجائر…
“أخرجت أحدها واضعا إياها بفمها بينما غادرت المكان ..
“واصلي العمل الجيد .. فريديريكا”
…
…
…
بعد مغادرتي للخادمة العجوز ، كنت على وشك الإنغماس بأعمالي الخاصة ..
لكن آدا فاجأتني ما جعلني أدرك أن شيئا ما قد حدث ..
و ياللمفاجأة السارة..
“لقد إستيقظت كارمن..”
تلك السيدة المتوحشة كانت غائبة عن الوعي بعد تعرضها لضربة من غودفري سابقا .
بصراحة .. كانت إصابتها أخطر مني .. فهو قد هشم جمجمتها ..
لحسن الحظ .. هي لا تزال حية ..
في السابق إتفقت مع آدا الا نتكلم عما حدث داخل عائلة مونلايت إلى أن تحين لحظة استقاظ كارمن ..
و تلك اللحظة .. قد حانت أخيرا..
…
“اه اللعنة .. رأسي يؤلمني .. أنا بحاجة لسجارة لعينة ..”
جالسة بطريقة رجولية و الضمادات ملفوفة حول رأسها و بأجزاء متفرقة من جسدها ..
كانت كارمن حيوية كالعادة ..
“تريدين التدخين الآن بعد فتحك لعينيك مباشرة ؟ ”
متكئا على نافذة أطلت على حديقة القصر ، علقت على كلمات كارمن ..
“أجل ثم ماذا ؟ سجارة واحدة منعشة أكثر بكثير من هذا الهراء الملفوف حولي ”
لربما كان علي أخذ بعض السجائر من فريديريكا سابقا ..
“أهلا بعودتك .. كارمن ”
بابتسامة سعيدة .. كانت آدا الجالسة فوق كرسي تبدو مرتاحة لأول مرة منذ بعض الوقت الآن..
كارمن قد شعرت بذلك لهذا هي أومأت ..
“لأكون صريحة .. سبب نجاتي الأبرز كان الحيوية التي إكتسبتها من بلوغ الفئة SS- .. لولا ذلك لكنت ميتة عشرات المرات الآن لو كنت لازلت على نفس حالتي السابقة ..”
اومأت باقتضاب على كلامها ..
“سعيد بسماع ذلك ..”
“الفضل يعود اليك.. فراي ..”
في تلك اللحظة .. نظرت كلتاهما نحوي ..
و قد أدركت مالذي كانت تريدانه ..
“يمكنك الحديث يا فتى .. لقد عزلت المكان بالفعل ..”
تنهدت رفعت يدي قليلا ..
في تلك اللحظة إنتشرت خطوط بنفسجية مضيئة من تحت جلدي ..
كارمن تعرفت عليها على الفور .. كانت نفسها القوة التي دفعتها داخل جسدها حتى الآن..
“آسف .. أقسم أنني لا أخفي شيئا.. لكن حتى أنا لا أعلم من أين جاءت هذه القوة ..”
هذه لم تكن كذبة ..
بعد كل شيء انا جاهل بمصدر تلك الاورا من الفئة SSS ..
رغم أنني كنت شبه متأكد بأنها تمتلك علاقة من نوع ما بالروح المزدوجة ..
إجابتي جعلت الصمت يعم لبعض الوقت ..
“لا ألومك يا فتى .. فما لديك هو معجزة ..”
أومأت آدا بالإيجاب لتوضح ما أشارت إليه كارمن ..
“يفترض بجميع الإحصائيات أن تكون مقاربة لقوتك الإجمالية .. أن تكون في الفئة C لكنك تحمل اورا من فئة أعلى بكثير..”
أكملت كارمن هي الأخرى..
“كما أن موهبتك يفترض أن تكون A فقط ..”
كان الأمر غير منطقي تماما ..
“فراي .. هل أنت شيطان متنكر أم ماذا ؟”
بعد سماعي لسؤال كارمن .. رفعت كلتا يدي مستسلما ..
“أنا مجرد بشري ضعيف ..”
تاليا .. أعيني كانت على آدا..
و قد شعرت بذلك تماما لذلك قامت بمبادلتي النظرات ..
تصرفات آدا منذ دخولي إلى وينترفيل.. كانت مثالية أكثر من اللازم ..
ناهيك عن أنها كانت تعلم الكثير لدرجة غريبة .. أعني أنا المؤلف لم أكن اعلم عن المكتبة .. فكيف فعلت هي ؟
اهذه روايتي في المقام الأول ؟
“آدا..”
“أعلم ..”
بابتسامة طفيفة هي أجابت قبل أن أسأل حتى ..
“لابد أن الكثير من الأسئلة تشغل بالك .. فراي .. أنت أيضا ، كارمن ..”
سواءا أنا أو كارمن .. أومأ كلانا بوقت واحد ..
و إجابة آدا اتت سريعا ..
“أنا ببساطة .. رأيته ..”
أملت رأسي ..
“رأيتي ماذا ؟”
و أتت الصاعقة ..
“المستقبل ”
“ماذا ؟”
تاليا ..
ما إنفكت أعيني تتوسع بكل مرة تقول بها آدا كلمة ..
جاءها رجل غريب بأعين زرقاء أطلقت نورا غريبا و كأنه لم يكن ببشري .. كان ملثما تماما بالأسود ..
ظهر من العدم داخل قصر ستارلايت المنيع و أخبر آدا بالمستقبل..
لا ، بل إستعمل قوة من نوع ما لجعلها تراه بنفسها.
“في البداية أنا لم أصدق ما رأيته ..لكنه كان واقعيا لدرجة مرعبة .. مستقبل رأيت فيه موتك .. و تخبطك تحت تأثير لعنة المونلايت..”
شدت آدا قبضتيها عندما كانت تتذكر ما رأته ..
“أدركت أن ما رأيته لم يكن شيئا أستطيع تجاهله .. ذلك الغريب أخبرني الا أحاول تغيير أي شيء منذ البداية لأن أدنى المتغيرات قد تجلب مصيرا اسوء ..”
“لذلك أنا لم أتدخل إلا في اللحظة التي كنت قريبا بها من الموت .. أما تحركاتي بأكملها فقد كانت خطة أتيت بها بعد رؤية ذلك المستقبل ..”
رؤية المستقبل جعلها تعلم عن المكتبة و كل شيء عن اللعنة و ما إلى ذلك..
هذا يفسر كيف كانت آدا جاهزة تماما ..
لكنها توصلت لخطة كهذه بعد رؤية المستقبل لمرة واحدة فقط ..
جديا؟
“آسفة .. فراي .. لقد عانيت الكثير لأنني لم استطع التدخل منذ البداية..”
“لا تقولي هذا .. أنا هنا بفضلك ..”
هذه الكلمات كانت كل ما استطعت قوله لمواساتها
واضعا يدي فوق ذقني ..
لم أستطع منع نفسي من الغوص بالأمر .. رأسي كان يكاد يشتعل الآن..
هناك كيان غريب يحوم من حولي ..
كيان .. يعلم عن المستقبل ؟
و يري الناس إياه ..
و فوق ذلك هو مهتم بي لسبب أجهله ..
“لم أكن أنا..”
لم أكتب قط عن شخصية كهذه .. لم أفكر بواحدة حتى ..
فقط .. مالذي يحدث ..
أيعقل ..
بدأت الأفكار الجامحة بالظهور الواحدة تلوا الأخرى..
“مالذي يحدث بهذا العالم ؟”