منظور الشرير - الفصل 95
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
“عقد شيطاني”
لم أكن مخطئا .. تلك العلامات المميزة فوق النصف العلوي من جسد بايلور ..
لقد حصل لنفسه على عقد إذا..
الضغط من حول بايلور قد اصبح أقوى بكثير الآن كما أن معظم إصاباته قد تعافت ..
من جهة آخرى ، ظهرت التشققات بشكل مرئي على وجه ريم و كأنها قطعة جليد كانت مهددة بالإنكسار بأي لحظة ..
“هاي هاي ، شظية الجليد . لقد كنت أقوى إستدعاء لدى سيدة الجليد نفسها .. هل إنتهيت بالفعل ؟”
“أطبق فمك ”
ريم قد وقفت لأول مرة الآن.. الحفرة العملاقة وسط بطنها قد أغلقت بالفعل ..
“إلى متى تنوي الحاق العار بهذه العائلة ؟ آل مونلايت قد حاربو الشياطين و الألتراس لسنوات طويلة الآن لكنك تجرأت على دمج دمائهم القذرة بدمك .. أنت يا من يفترض أن تكون لورد العائلة !”
أمام غضب ريم ، تنهد بايلور ..
“هل هناك أي فائدة من إخباري بهذا الآن ؟ شظية الجليد … سيدتك صنعتك دون أعين لذلك أنت عاجزة عن إدراك أي شيء ..”
فتح بايلور راحة يده ليتكون جرم سماوي فوقها ، الجرم تصخم ببطء جامعا اورا الجليد المصحوبة بالطاقة الشيطانية على حد سواء..
“لقد فشلتي بإدراك الحقيقة ..حقيقة أن هذه الإمبراطورية لا تمتلك أي فرصة ضد الأتراس ناهيك عن الكيانات التي تقف بالخلف ”
مستفيدة من الاورا التي تجمعت داخل المكتبة القديمة طيلة 300 سنة كاملة .. بدأت ريم تستعد للهجوم هي الأخرى..
“إذا ماذا ؟ هل يفترض بنا الاستسلام لهم ؟ أن نخطو خطاك و نخضع لكيان خبيث يلتهم الحياة نفسها ؟”
إبستم بايلور بينما دفع بالجرم السماوي ناحية ريم ..
“هذا صحيح ”
كرة الطاقة المدمرة تلك قد تم صدها بعشرات الحواجز التي أنشأتها ريم ..
تحطمت الواحدة تلوى الاخرى لكنها صدت ضربة بايلور المضغوطة بصعوبة ..
“لست مهتما بالموت مع إمبراطورية جاهلة كهذه .. ولا بدخول حرب قد حسمت نتيجتها منذ البداية .”
واصل بايلور الضحك بينما قصف ريم بهجمة جديدة مع كل كلمة ..
“حتى سيدتك تلك .. المؤسسة سميراميس كانت تعلم الحقيقة ”
“لا تجرؤ على نطق اسمها بفمك القذر ذاك !”
من بين الفجوات ، اطلقت ريم هجوما مباغتا على بايلور ، شعاع اورا مدمر لكن هذا الأخير قد حرف الهجوم بسهولة بيد واحدة..
“إنها الحقيقة ، بعد كل شيء أنت و هذه المكتبة بأكملها ..”
*ضحكة مكتومة*
“ما أنتم إلا ملجأ .. ملجأ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عندما يأتي اليوم الذي ستلتهم الشياطين كل شيء داخل هذا العالم ”
“مالذي ..”
ظهر بايلور أمام ريم ملوحا بقبضته ..
“حتى اداة غبية مثلك تستطيع إدراك الامر اليس كذلك ؟”
لكمة بايلور قد توقفت أمام وجه ريم التي كانت تجمد الفراغ نفسه لمنع ضربة بايلور من لمسها .
لكنه لم يهتم بل واصل الهجوم بكل أريحية ..
“هذا المجال الذي نتقاتل داخله الآن .. مكان ضخم كهذا كان الفرصة الوحيدة التي تركتها لكم سيدتك للنجاة .. مكتبة ؟ لا تجعليني اضحك ..”
طريقة قتال بايلور و كيفية تحريكه لجسده كانت تخص مقاتلا متمرسا و ليس مجرد متلاعب بالموجات يكتفي بالقتال البعيد المدى .. بايلور و بمساعدة عقده الشيطاني اصبح محاربا قريبا من الكمال ..
هذا ما إستنتجته ريم بواسطتها حواسها الخارقة ..
المعركة قد دمرت كل تلك الكتب و الارفف الانيقة التي ميزت هذا المكان سابقا ..
الآن كنا نقف فوق الخراب و سماء مزيفة تعتلينا ..
بينما كنت أراقب كل شيء بأعين الصقر خاصتي ألقيت بنظرة على السيدات بجانبي ..
آدا كانت تنظر بعصبية إلى القتال الماثل امامها … لا اعرف مالذي كانت تفكر به .. لربما شيء آخر لا أعلم عنه ..
لكنني لم أكن مهتما بها الآن ، بل إحتجت إلى تلك السيدة التي كانت تقف امامنا..
“كارمن ..”
ناديت عليها بصعوبة .. الكلام بحد ذاته كان مهمة شاقة الآن..
كارمن كانت شارذة تماما و نظرة القلق بادية على وجهها .. لذلك لا يبدو أنها سمعتني ..
“كارمن !”
“هاه ؟”
هذه المرة هي سمعتني بوضوح بعد أن صرخت بصوت عالي ..
هي نسيت وجودي خلفها نظرا لما كان يحدث امامنا..
بإلقاء نظرة خاطفة علي لمحت بعض الشفقة بأعين كارمن .. الدماء ، الجروح ، و ذلك الشعر الأبيض و البشرة الشاحبة ..
لربما بدوت مثل الزومبي بالنسبة لها الآن..
لكنني لم أكن آبها بما كانت تفكر به ..
“فالتستعدي للعودة إلى المعركة .. سنتحرك قريبا”
لربما كان أمري غريبا .. لذلك لم تأتي كارمن بأي رد إلا بعد مرور بعض الوقت ..
“العودة ؟ ترديني أن أقاتل بجانب تلك الدمية ضده ؟ ”
أومأت بالإيجاب ..
“لا أخبرك أن تقاتلي بجانبها ، لكنني سأحتاجك هناك قريبا ”
كانت كارمن تابعة لي منذ بعض الوقت لذلك أعطيت الاوامر بلا مبالاة .. لكن على ما يبدو هي لم تكن تفهم حتى الآن ما أردته ..
“فراي .. لا أظن أنها فكرة جيدة ..”
آدا هي من تكلمت هذه المرة ..
“لا أظن أن كارمن تستطيع إحداث أي فرق الان..”
هذه الكلمات كانت تؤذي كبرياء كارمن بشدة لكنها لم تجرؤ على النفي ..
بجانب كل من بايلور و ريم ، هي كانت الاقوى هنا لذلك كانت تمتلك فهما كاملا لما كان يجري ..
شدت كارمن قبضتها بينما توهج جسدها ، لكنه كان خافتا ..
“معركتي ضد إليانور قد إستنزفتني بشكل حاد لدرجة أنني لن أستطيع القيام بأي هجمات كبيرة الآن ، ناهيك عن الزيادة بقوة بايلور ..”
موجهة نظرها ناحية ساحة المعركة الفوضوية هي اشارت نحوه ..
“في المقام الأول هو كان أعلى مني بالفعل ، و الآن باضافة العقد الشيطاني لربما بلغ الرتبة SS+ بالفعل.. إذا تدخلت الآن سأكون مجرد عائق ..”
“لا هذا ليس صحيحا ..”
“هاه؟”
محدقة بي .. متساءلة أين كان الخطأ بكلماتها و تحليلها ذاك ..
وقفت بصعوبة بينما بدأت الإستعداد .. لم يكن لدينا الكثير من الوقت ..
أخذت نفسا عميقا بينما بصقت الكلمات التي أردت قولها ..
“أنصتو جيدا لأن الكلام نفسه مهمة شاقة في الوقت الحالي ..”
إستنادا على ما رأته مني حتى الآن و بمعرفتها ببعض أسراري كانت تعلم كارمن أنني لا أتكلم من فراغ ..
لذلك هي أقامت حاجزا عازلا من حولنا لمنع بايلور من معرفة ما كان على وشك الحدوث ..
ثقتها هذه كانت محل تقدير مني .. و لم اطلب أكثر من ذلك ..
“أولا ، صحيح أن قوة بايلور قد زادت بفضل ذلك العقد .. لكنها ليست بالزيادة المهولة التي تعتقدينها .. كارمن ..”
“مالذي تعنيه ؟”
“العقد الشيطاني في حالة بايلور لن يزيده قوة إلا إذا كان من شيطان أقوى منه بكثير .. و الوحيدون الذي يملكون عقودا كهذه هم اللوردات إضافة إلى قلة مختارة فقط .. في الحقيقة لقد رأيت هذه الرموز على جسده من قبل لأنني واجهت شخصا آخر بنفس العقد ..”
كل من كارمن و آدا كانا متفاجئين من كلامي .. هذا طبيعي بما أنها المرة الأولى التي أخبرهما فيها عن تفاصيل مواجهتي ضد فيريث ..
“الشيطان المتعاقد مع بايلور ، و الوحيد المتواجد بالقرب الآن هو الرتبة 19 ، آستاروث .. هذا الأخير بالفئة SS+ أي رتبة واحدة أعلى من بايلور بالتالي فكل ما سيحصل عليه هنا هو قدرة جسدية متفوقة إضافة إلى ذلك التجدد المزعج .. السبب الوحيد الذي جعله يقلب الطاولة على ريم هو ذلك الهجوم و الاصابة المباغثة من قبل.. والا لما كانت ريم لتصمد امامه الآن..”
يمكنك أن تخدع الجميع .. بايلور ، لكنك لن تهرب من عيني هذه ..
“ذلك اللعين خبير بالألعاب العقلية لذلك سيحاول إيهامك بالكثير من الأشياء مستقبلا .. أبقي نفسك يقظة .. كارمن ”
بإماءة مترددة ، وافقت كارمن على كلامي .. لكن سواءا هي أو آدا و حتى غوست الواقف في الخلف ..
بدو متفاجئين ..
لابد انهم كانو يفكرون الآن ب ‘ كيف تعرف كل هذا ؟’ أو شيء من هذا القبيل ..
لكنني لم أكن بمزاج يسمح لي بالشرح للأسف ..
“الآن ، بايلور لم يصبح أقوى بالضرورة .. لذلك لازلتي تستطيعين التأثير عليه بأقوى هجماتك .. كارمن ..”
“تعالي إلى هنا ..”
فجأة ، ظهرت خطوط بنفسجية فوق يدي اليسرى .. كانت تتوهج بعنف بينما شعر الجميع بتلك الاورا..
جسدي الآن كان عديم الفائدة .. لن أستطيع قتل مستيقظ في الفئة D حتى ، لكن الاورا بداخلي كانت قصة مختلفة ..
بحر الاورا من الفئة SSS بداخلي كان لا يزال كما هو حتى بعد إستعمالي لضربة الإنبعاث بالسابق .
كنت لا ازال بعيدا كل البعد عن استغلاله بشكل صحيح ..
“سأعيدك الى ميدان المعركة ..”
لربما لا أستطيع القتال ، لكنني أستطيع منح ما يكفي من القوة لكارمن لكي تعود إلى القتال من جديد .. رغم أن هذا سيكون مؤلما كالجحيم ..
“فراي .. فقط كم بحق أنت تملك ؟”
“ما يكفي ”
بوضع يدي على ظهرها أخذت نفسا عميقا ..
“لا تحتاجين قتاله مباشرة … فقط ضربة واحدة..”
“ضربة مباغثة ..”
سألعب معك بنفس تكتيكك .. بايلور ..
بدأت الاورا تنتقل من جسدي الى كارمن ..
هذه الأخيرة قد إبتسمت بشدة بشعورها بتلك الحرارة ثانية ..
“يبدو أن الاورا بداخلك أقوى بكثير مما كنت أظن.. أنا لم اعد افهم شيئا على الاطلاق فراي .. أنت ضربت بكل المعايير عرض الحائط .. هه ، لكن هل أنت متأكد من هذا ؟”
كنت أستمع ، لكنني لم ارد عليها .. مهمة نقل الاورا بحالتي هذه كانت أكثر من اللازم بالفعل ..
“هناك الكثير من الاعين هنا .”
نظرا للحاجز الذي أنشأته كارمن ، هي كانت تتكلم عن آدا و غوست على الارجح ..
أدرت رأسي نحو القاتل الصامت ..
“لماذا لم تغادر ؟”
لم أكن قلقا أبدا من آدا ، و يمكن قول نفس الشيء عن غوست .. كنت املك بعض الفضول ناحيته ..
بعد كل شيء ، هو يستطيع الهرب من المكتبة متى ما أراد..
“لا تزال تفاجئني في كل مرة فراي ستارلايت”
أنزل غوست رأسه بابتسامة بينما توسع الظل من حوله .
“أستطيع المغادرة متى ما أردت بالفعل بما أن تلك الدمية مشغولة هناك.. نحن الآن داخل مجال منفصل لذلك يكفي أن انشر ظلي هنا بعيدا عن مركز المجال و سأتمكن من فتح فجوة للهرب .. لكنني لن افعل ذلك ”
“هوه ؟ و لماذا لن تفعل ؟”
بوجه جاد اجاب غوست ..
“أريد أن ارى مالذي ستأول اليه هذه المعركة .. في حال فشلك أنوي اخذك بالقوة و الهرب من هنا ”
تفاجأت قليلا من كلامه ..
هو لا ينوي التخلي عني حتى بوضع كهذا؟
بابتسامة متكلفة ادركت انني و بدون قصد قد حرفت القصة من جديد..
هذا سيء .. يبدو أنه قد إختارني بدلا من سنو..
لا بأس ..
واصلت ضخ الاورا داخل كارمن ..
“لننهي بايلور اولا ..”
بعدها كل شيء سيصبح سهلا ..
…
…
…
بالعودة الى ساحة المعركة ..
بايلور كان يضغط بشدة على ريم .
كلتا قبضتيه شكلتا إثنين من رؤوس التنانين الغاضبة بواسطة اورا الجليد بينما واصل الضرب ناحية ريم..
هذه الأخيرة و بوجه ملأته الشقوق و ذلك الإسوداد من حول عينيها كانت لا تزال تقاوم .
“لازلت صامدة هاه ؟”
*بوم*
“لا بأس .. فما هي إلا مسألة وقت ..”
*بوم*
“قبل أن يتم تحطيمك”
“اللعنة ..”
ريم كانت تخسر بشكل واضح ..
في الحقيقة ، هي أدركت أن بايلور لم يصبح أقوى بكثير .. لكن قدرة التجدد التي أكتسبها كانت مشكلة حقيقية ..
“لا خيار آخر أمامي ..”
إتخذت ريم قرارا حاسما .. بلحظة واحدة تغير الضغط بشكل كامل ..
بايلور قد أحس به بشكل واضح .. ما دفعه للإبتسام بجنون ..
“إنها قادمة ..”
هو لم يكن يعلم ما كانت ريم على وشك القيام به .. لكنه كان يعلم أن هذه المعركة لن تحسم إلا بتقديم كل شيء من الطرفين .. سيفوز طالما أن أوراقه الرابحة كانت كافية للتعامل مع أسلحة ريم جميعا ..
هذا ما إستنتجه داهية من أمثال بايلور ..
و قد جاءت بالفعل.. حركة ريم ..
من بين يديها تشكلت دائرة غريبة مصنوعة من الجليد ..
“بهذا الكنز انا أستدعي ”
بمجرد سماعه لهذه الكلمات إنفتحت أعين بايلور على مصرعيها ..
“مستحيل!”
ريم لم تأبه بردة الفعل التي أطلقها بايلور بل واصلت ما كانت تقوم به ..
شعر الجميع في تلك اللحظة بكمية الاورا التي سحبتها ريم ..
“أستدعي جيش السبع سيوف ، تبولا سارماغادينا ”
بمجرد إنهائها لكلامها بدأت الأرض تهتز ليحدث مشهد مذهل لم يروى سوى بالقصص داخل عائلة مونلايت..
يحكى في الماضي البعيد ، أنه ذات مرة تمت محاصرة المؤسسة سميراميس بواسطة جيش من الشياطين الدنيا .
وقتها قامت سميراميس بإطلاق تقنية قوية قامت بنشر جليدها على مدى واسع جدا ..
ذلك الجليد قد تشكل على هيأة جيش كامل من فرسان شديدي القوة قامو لوحدهم بإبادة جيوش كاملة و هنا كانت تكمن خطورة سميراميس التي كانت فتاة واحدة لكنها مساوية لجيوش كاملة ..
و الآن ، و باستعمال الاورا التي جمعتها لسنين طويلة ، قامت شظية الجليد ريم بإطلاق تلك التقنية من جديد..
محاطا بمئات ، بل آلاف الجنود الجليديين وجد بايلور نفسه بوضع صعب ..
ريم التي كانت تلهث بشدة قد أشارت إليه بصعوبة بينما تم دك الأرض من تحت اقدام الفرسان ..
“حطموه”
قطعت السيوف ، و طعنت الرماح ، و دمرت الفؤوس .
الاسهم الجليدية قد مزقت الهواء .. كلها مصوبة نحو رجل واحد..
“مرعب”
من بعيد كنت اراقب ..
“لربما لست بحاجة للتحرك “..
لم أظن أن ريم تملك شيئا كهذا ..
اضعف اولئك الفرسان كان في الفئة S .. هذا كان جنونا تاما !
بايلور و برؤيته لتلك الهجمات تسقط عليه من كل مكان ..
تسابق مع الزمن بينما فكر عقله بمئات الحلول الممكنة ، لكنها لم تكن كافية ..
من أجل النجاة ، ضد تقنية امرأة كانت ذات يوم في الفئة SSS ..
أضطر أن بعتمد على كل شيء ..
ضم بايلور كلتا يديه مع بعضهما البعض..
أول من لاحظها كانت ريم ، ثم أنا بواسطة أعين الصقر ..
بايلور كان على وشك استعمال مهارة ..
مالذي ينوي عليه ؟
هجمة نهائية ؟
كيف ينوي تحطيم هذا العدد ؟
بينما كنا ننتظر الإجابة أطلق بايلور تقنيته ..
“جمد الفراغ”
فجأة و بدون سابق إنذار .. ضربت موجة برد غريبة جمدت الهواء نفسه ..
أصبح الواقع ازرق باردا بينما توقف كل شيء و كأنه بالصورة البطيئة ..
لم يستطع أحد الحركة ..
بايلور بطريقة ما كان يجمد الزمن نفسه .. لا بل هو جعل الفراغ نفسه أثقل ما جعل الحركة امرا شبه مستحيل..
تقنية كهذه لن تنفع ضد من هم بمستواه ..
لكن الجيش لم يكن يملك قوة فردية كبيرة ، بل قوته كانت بالعدد ..
بالتالي الوحيد القادر على الحركة ..
كان بايلور ..
في تلك اللحظة ..
دوى صوت التحطم بشكل مستمر..
تحطم جنود الجليد الواحد تلوى الاخر ،بينما إجتاجهم شعاع أسود على هيأة رجل واحد.
بايلور كان يتحرك بسرعة مذهلة محطما كل شيء بطريقه ..
يداه كانتا مغطتان بإثنين من الشفرات المظلمة محطما الجنود بسرعة مرعبة ..
كنت أشعر بها بوضوح ..
تقنية بايلور مؤقتة ..
قريبا سيستطيع الجميع الحركة ..
لقد كانت مقامرة … مقامرة يائسة من بايلور ..
سباق مع الزمن .
مع كل ثانية تحطم المزيد ، و بايلور لم يتوقف عن الجري بكل مكان..
بعد 5 دقائق بالظبط ..
تحرك الزمن من جديد..
بالعودة الى ساحة المعركة .. يمكنك أن ترى رجلا واحدا ساقطا على الارض بينما كان صدره يرتفع و ينخفض بجنون و كأنه محرك نفاث ..
كمية البخار التي أطلقها من فمه لم تكن لبشري ..
جالسا هناك وسط جيش من الجثث الجليدية..
صارع بايلور من اجل الوقوف بينما بدأ صوت الضحك ينتشر بشكل حاد ..
“هههههه”
شعرت بالعرق البارد ينزل من فوق ظهري ..
“ههههههههههه”
كان يخبئ تقنية كهذه ..
“ههههههههههههههههه”
بالضحك كالمجنون وقف بايلور من جديد ..
“ماذا الآن ؟ هل هناك أي حركات خاصة ؟”
*هوووف*
زفر بايلور آخر سحابة من الهواء بينما سار ناحية ريم المنهارة ..
“ضربة خاصة ؟”
*خطوات*
“تقنية سرية ؟”
*خطو*
“لا أعلم ، شيء تركته لك سيدتك السافلة ؟”
*توقف*
“لا شيء ؟”
تلاقت أعين بايلور الفارغة مع ريم ..
“فهمت .. إذا ..”
“فالتموتي”
بواسطة الشفرة السوداء المشكلة فوق يده قطع بسرعة لا تكاد ترى بالعين المجردة ..
في تلك اللحظة ، سقط النصف العلوي من جسد ريم على الأرض ليتحطم و كأنه مجرد مرآة فارغة ..
معلنا إنتصار بايلور..
في تلك اللحظة ..
*بوم !*
أحس بايلور بشيء ما يدغدغ ظهره ..
“مالذي ؟”
عندما إستدار طار رمح جليدي عملاق ناحيته ..
لكن الرمح قد تحطم قبل أن يلمسه حتى متأثرا بضغط الاورا من حول بايلور ..
“ماذا الآن ؟”
بإلقاء نظرة فاحصة أدرك بايلور أن الملقي لم يكن سوى..
“سيرس ”
تمثال الجليد .. لم تكن باردة في هذه اللحظة على ما يبدو ..
بوجه ملأه الغضب تشكلت الرماح من حول سيرس ..
“طيلة هذا الوقت .. كنت بجانبي .. أمامي”
أطلقت سيرس ناحية بايلور .. لكن الضربات كانت تتوقف أمامه في كل مرة ..
“الجميع .. أختي .. كان أنت !”
على عكس قتالها ضد غوست سيرس كانت جدية جدا الآن ما جعلها مقاتلة لا يستهان بها .. لكن أمام الخصم الخطأ ..
“كم هذا لطيف ..”
بابتسامة متكلفة مشى بايلور بهدوء ناحية سيرس التي واصلت الهجوم و كأنه يقوم بنزهة بالارجاء ..
“أجبني !”
دوى صوت صراخ سيرس الغاضب لكن بايلور لم ينزعج بل أجاب بهدوء ..
“أجل لقد كان أنا..”
“أنا من جعل والدك يفعل ما فعله .. أنا سبب موت أختك العزيزة ..”
يمكنك الآن رؤية التقلبات بشكل مستمر على وجه سيرس .. بايلور ضحك عليها بشدة .. لقد كانت تحفة فنية ..
“حتى انني دفعت فراي المسكين لمحاولة إغتصابك .. كنت المفضلة لدي سيرس لذلك أحببت العبث معك”
“بااايلوور !”
“أتلومينني يا سيرس ؟ على ما حدث ؟ بفتت ”
ضحك بايلور بشدة ..
“في الحقيقة أنت لا تلومينني أليس كذلك ؟ ولا والدك دروغو … بل تلومين أختك روز ..”
“اخرس !”
“أنت تلومينها لأنها لم تبقى بجانبك .. إختارت الانتحار و ترك الحياة بدل العودة اليك ”
“أخبرتك أن تخرس !”
“اوه ، عزيزتي سيرس لا بأس.. اختك فضلت كبرياءها عليك .. لا بأس لكل شيء قيمة بهذه الحياة .. و على ما يبدو أنت لم تكوني كافية ”
ضحك بايلور ..
أما سيرس .. فقد سمعت ما يكفي ..
فجأة إهتاجت الاورا من حول سيرس بينما أضاء شعرها نفسه ..
“همم؟”
بايلور شعر بشيء غريب يحدث ..
“فالتمت !!!”
هذه المرة أطلقت سيرس شعاعا مدمرا من اورا الجليد .. الضربة لمست جسد بايلور على غير سابقاتها … لكنه قام بصده بسهولة..
ظهرت ابتسامة على وجه بايلور المتحمس..
“هوي هوي .. ما كان هذا قبل قليل ؟”
سيرس لم تكن تستمع .. كانت تعض شفتيها بشدة لدرجة أن خطا من الدم قد سقط بشكل مستمر تحت شفتها تلك ..
برؤية كيف أنها عاشت وسط كذبة طيلة هذه السنين ، كيف كانت تتخبط طيلة هذا الوقت بينما كان الشخص الذي دمر حياتها بجانبها تماما…
‘لا يمكن مسامحته’
‘لا يمكن قبوله’
‘لا يمكن تركه’
حتى لو حطمها .. حتى لو قتلها ذلك ..
يجب أن تقوم بقتله .
بناءا على ذلك إحترق جسدها ، و تجمد المكان من حولها بمعدل غريب ..
“جديا ؟”
بايلور ضحك بشدة عندما شعر بتقلبات الاورا..
فوق يدي و أذرع سيرس ، جلدها كان يتمزق بينما نقشت فوقه أزهر دموية شائكة سارت فوقها و كأنها أفاعي حية ..
أعينها المحقنة بالدماء كانت خير دليل على أنها فقدت صوابها بالفعل ..
“فالتمت!”
تشكلت الاشواك و الكروم الجليدية من تحت اقدام سيرس محطمة المكان ناحية بايلور ..
هذا الأخير قد شكل درعا شفافا من حوله بقواه الكاملة ليقوم بصد الكروم ، لكنها لم تتحطم بل إلتفت من حوله و كأنها أفاعي غاضبة ..
واصلت الكروم الشائكة الزحف من فوق الحاجز ، بل نجحت بتشكيل بعض الشقوق عليه ..
“هل تمزح معي الان ؟”
تعالت ضحكات بايلور عندما شعر بذلك الضغط ..
“هذه الفتاة ترسل ضغطا قريبا من الفئة S … و هجمتها الغريبة هذه تبدو و كأنها مخلوق حي ”
واصل بايلور الكلام منبهرا بما كان يراه ..
“إنها تحطمه ! تحطم درع شخص يكاد يلمس الفئة SS+ !”
برؤية تحطم درعه ، طار بايلور بعيدا ، لكن الكروم زحفت من خلفه على الفور ..
“هههه .. سيرس لطالما ظننت أنك مميزة .. لكن من ظن أنك بهذا التميز ..”
تفادى بايلور بشكل سريع تلك الاشياء و لم يقم بلمسها ..
شيء ما انذره بأن فكرة لمس الكروم لم تكن جيدة.. و قد كان محقا ..
بالمقابل .. سقت دموع من الدم فوق خذي سيرس ..
وجهها كان مرعبا الان وسط الغضب و الدم .
ارادت شيئا واحدا فقط..
موته ..
بالمقابل ، بايلور تحسر بشدة ..
“اه ياله من أمر مؤسف ..”
بايلور قد حسم قراره منذ البداية ، ما عدا ابنه الذي يستطيع التلاعب به ، جميع الحاضرين كان يجب أن يموتو بما انهم علمو بأسراره ..
أسفه الوحيد كان تلك الفتاة التي تجاوزت توقعاته بكثير ..
“فقط لو كانت هناك طريقة .. ”
طريقة يستطيع مواصلة اللعب بها ..
لكنه لم يكن يستطيع تحقيق ما يريده دوما ..
بابتسامة متكلفة ، قام بايلور باطلاق كامل قوته ..
“حان وقت قتلها ..”
بتضخيم اورا الجليد ، تشكلت يد عملاقة ..
بحركة واحدة ، قام بالضرب ناحية سيرس بنية دفنها هناك و إنهائها تماما ..
ضربة حملت قوته الكاملة..
يفترض أن تموت سيرس من هكذا ضربة .. لكن الواقع كان مختلفا.
“هاه ؟”
شعر بايلور بشيء ما يدفعه للخلف ..
من تحت تلك اليد العملاقة ، قامت الكروم الجليدية بطعن يده يجنون بنيما كانت تدفعه للخلف ..
الآن ، كانت تلك الاشياء متشابكة بشدة من حول سيرس و كأنهم مخلوق حي ..
بايلور لم يعرف حجم الخطر إلا في اللحظة التي إخترقت إحداها ذراعه الايمن..
في تلك اللحظة ، هو شعر بشيء ما يحرقه من الداخل .. و كأنه طعن بعصا نارية ..
كان الامر غريبا ..
بسرعة ، هو أبعد تلك الكروم بينما تراجع للخلف ..
المنطق إنعدم تماما ..
“مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت !”
لقد جنت تماما ..
و الاسوء من ذلك ..
بشرة سريس شديدة البياض قد صبغت بالاحمر..
وشم الزهرة على كلتا ذراعيها ، و الدم الذي انفجر من كل جسدها ..
وكأنها كانت ممسوسة من قبل شيء ما ..
لكن الاورا الخاصة بها… كانت تتضخم بشكل مستمر..
بايلور .. قد أدرك أخيرا مدى خطورة الموقف ..
سيرس كانت على وشك إطلاق هجوم سيقوم بمحوه من الوجود على هذا المنوال ..
بالمقابل ، كانت تنزف بشدة على الأرض ملطخة المكان بدمائها ..
على هذا المنوال ، كانت ستموت قريبا نتيجة فقدان الدم ..
إستعد بايلور للعب كل اوراقه الآن… بعد كل شيء الهجوم امامه لم يكن مزحة ..
لكن سيرس لم تستطع اطلاقه .. تلك القوة كانت أكثر بكثير مما كانت تستطيع تحمله ..
الكروم عانقتها باحكام مبتلعة اياها ..
كانت تلتهم من قبل قوتها ..
بايلور راقب منبهرا مما كان يراه ..
“مالذي يحدث بهذا العالم ؟”
و فجأة ..
إندثر كل شيء ..
انتشر رذاذ الجليد بكل مكان بينما سقطت سيرس بمشهد ساحر ..
“مازال الوقت مبكرا ..”
أمام سيرس وقفت فتاة صغيرة أشبه بالدمية ..
كانت هادئة كالعادة .. مجرد فتاة صغيرة لكن كلماتها كانت اكبر منها ..
لقد كانت ازورا ..
قامت الطفلة الصغيرة بلمس جسد سيرس لتختفي تلك الوشوم الدموية بينما عادت بشرتها لبياضها المعتاد النابض بالحياة ..
“لا شيء اخطر من القوة المجانية .. القوة التي لا يمكن السيطرة عليها ..”
بايلور كان يحدق بوجه فارغ نحو ازورا .
“و ماذا تكونين انت ؟”
إبتسمت ازورا..
“مجرد امرأة عجوز قد دفنها الزمن”
بايلور لم يعرف ما يقول .. خصوصا برؤية طفلة تبدو في الخامسة من عمرها تنادي نفسها بالعجوز ..
“لم يعد هذا مضحكا بعد الآن..”
يمكن القول أن المتغيرات قد أصبحت لا تطاق ..
تحرك بايلور اعتمادا على حواسه ..
يجب أن يموتو .. هنا والان..
الأحداث الأخيرة جعلته يوجه إنتباهه بشكل كامل على سيرس و ازورا ..
لقد رآهم الاخطر ، و هذا ما إنتظره ذلك الشخص..
بايلور لم يرى ذلك الظل الذي تسلل من خلفه ..
من داخل الظل طار شعاع أبيض نجمي حاملا قوة مهولة ..
لورد مونلايت لم يراها إلا بعد فوات الاوان ..
“غبار النجوم: سوبر نوفا !”
مخترقة ظهر بايلور ، ظهرت يد دموية من صدره ..
كارمن الواقفة خلفه لم ترحمه .. يدها قد غرقت بداخله تماما بينما واصلت اورا النجم تحطيمه من الداخل..
“هذه النهاية … ايها اللورد القذر ”
من بعيد ، كان فراي ستارلايت يراقب بوجه فارغ ..
بالكاد كان واعيا ..
لكنه حرص على المشاهدة حتى النهاية .. لمعرفة مصير أحد اكبر اعدائه حتى الأن ..
بصق بايلور الدم بينما لم يستطع استعاب ما كان يحدث .
“كيف .. من أين لك ؟!..”
كان متأكدا من ان كارمن لن تستطيع القتال ضده الآن بعدما أستنزفت تماما .. كيف استطاعت القتال بكامل قوتها من جديد ؟
مستفيدة من ريم التي انهكته ، و سيرس التي لفتت انتباهه ..
تمكنت كارمن من توجيه ضربة قاتلة بفضل مساعدة غوست ..
ابتسمت تلك السيدة ..
“يبدو أنك لا تزال تستخف به ”
بايلور أدرك الامر..
فراي ستارلايت ..
هل لا يزال ذلك الفتى يخفي المزيد ؟
“ما بال هذا الجيل الملعون ؟!”
سيرس ، و فراي..
هل سيتم انهاؤه من طرف اطفال لم يبلغو نصف عمره حتى ؟
“لا تجعلني اضحك !”
إنفجر جسد بايلور مطلقا العشرات من الرؤوس الجليدية مبعدا كارمن ..
دماءه الشيطانية حاولت ملأ الحفرة داخل صدره بجنون بينما صرخ بشدة ..
“جميعكم تحاولون إنهائي ، و لأردنكم خائبين جميعا !”
واصل الجليد الإنفجار من جسد بايلور مهاجما كارمن ..
“أنا المنتصر .. أنا من فاز دوما ! بنهاية اليوم سأكتب مصير هذه العائلة كما فعلت دوما ! هذه هي عقلية المنتصرين !”
تخبط بايلور ارضا و هو يعالج نفسه بكل ما لديه ..
“استاروث ! سحقا لك.. اعطني المزيد !”
“المزيد ، المزيد ، المزيد ، المزيد !”
عالج بايلور نفسه ، بينما هاجم كارمن بنفس الوقت ..
هذه الأخيرة قد تخبطت وسط هجماته ..
“اللعنة ، الا يزال يستطيع القتال بهذا المستوى حتى بإصابة كتلك ؟!”
“لأقتلنكم جميعا!”
فقط .. إلا أي مدى سيستمر بايلور ؟
لا يبدو أنه سيتوقف بأي وقت قريب … كما أن إصابته قد إلتأمت بشكل كبير الآن..
لم يكن الوضع مبشرا ..
لكن وسط كل تلك الفوضى .. مشت طفلة صغيرة وسط الخراب ..
لم يستطع جليد بايلور لمسها أبدا..
هي لم تتوقف إلا بعد بلوغها لقطع الجليد المتناثرة ..
“إلى متى تنوين النوم هناك ، ريم ؟”
بلمسة واحدة مررت ازورا اورا غريبة نحو شظية الجليد..
من وسط الحطام تشكل كل شيء من جديد لتظهر ريم و كأنها ولدت ثانية ..
بالمقابل ازورا سقطت بين ذراعيها ..
“لا تفشلي هذه المرة ..
”
بقولها لتلك الكلمات ، غفت ازورا تماما بين ذراعي ريم التي انحنت بشدة ..
“أمرك ..”
رفعت ريم رأسها ناحية بايلور الذي إنتبه لوجودها ..
“كيف ؟! لماذا لا تزالين حية بحق ؟!”
“فالتخرس .. و مت ”
*تشكيل الجليد*
قام جليد ريم بتحطيم قوة بايلور تماما ، بل قام باجتياحه ايضا ..
طعنت الرماح الجليدية جسده بعنف محطمة اياه بينما ناضل من اجل النجاة ..
“انا .. أخسر ؟”
لن يخسر فحسب .. بل سيموت أيضا..
لأول مرة منذ ولادته .. وضع بهذا المأزق ..
هذه هي ..
“النهاية”
كانت ريم على وشك إنهائه .. لكن في تلك اللحظة حدث شيء لم يكن في الحسبان ..
تحطم الفراغ .
و ظهرت فجوة .. فجوة استغلها احدهم من اجل الدخول..
“آه يا الاهي ❣️”
سيدة ..
“أخيرا ضعف هذا المكان بما فيه الكفاية ..”
دخلت إمراة مرعبة المكان .. شعر اسود ، اعين قرمزية ..
مسحت المكان بأكمله ..
“لقد وصلت بالوقت المناسب ❣️”
لقد كانت المادام آي..
…
…
…