منظور الشرير - الفصل 83
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“تبا له تبا له تبا له !”
بماذا كنت أفكر عندما كتبت عن هذا النوع من الشخصيات المريضة ؟ .. بايلور مونلايت شخص مريض غرق داخل ظل أخيه لوقت طويل جدا و هاهو الأن يقف أمامي ..
فراي كان أداتا من نوع ما بين يديه .. أفترض ان الحبكة الأولية التي كتبتها لم تكن كاملة ، و تم ملؤ الفراغات بطريقة آلية ما قاد إلى هذا الموقف الأن..
أمام شخص أقوى مني بكثير ، و الأسوء من ذلك .. هو يملك أفضلية كاملة ضدي بما أنني ملعون من قبله ..
جلست متكئا على الحائط البارد مفكرا بما سيحدث من الأن فصاعدا..
المشكلة كانت ببساطة هي حقيقة أن بايلور كان مجرد لعب أطفال مقارنة ببعض المجانين الذين سيظهرون بوقت لاحق من القصة ..
حتى لو نجوت من هذا .. بشخصيتي الحالية و طريقة تعاملي مع الأمور .. هل سأكون قادرا على النجاة ؟
لا .. أنا لا أستطيع..
لذلك لا يجب علي البقاء بهذا العالم ..
فجأة بدأت طريقة تفكيري تدور بالإتجاه المعاكس ..
لربما يجب أن احرق كل شيء في سبيل نجاتي ..
…
…
…
داخل حجرة مظلمة ، جلس شخصان رفقة بعضهما البعض ، و شخص ثالث يختبئ في الظلال ..
توهجت القوة الارجوانية المظلمة باستمرار مرسلة موجات متتالية من الأورا الخالصة ..
“فراي .. هذا يكفي ”
“لا!”
مبتلا بالعرق و الدم .. واصلت تحطيم جسدي بشكل متتالي بمساعدة من كارمن ..
“هذا غير كافي”
واصل جسدي إفراز الدم الأن من مسامي بدل العرق ما جعلني محاطا بضباب أحمر..
بهذه المرحلة ، الدم القذر كان يتسرب من أي فتحة يجدها .. لدرجة أن خطا من الدماء قد سال من فجوات عيني و أنفي ..
أحسست بالغثيان الشديد و ذلك الحبل الرقيق الذي حافظ على وعيي حتى الأن و هو على وشك التمزق ..
لكن هذا كان أقل ما أستطيع فعله ..
يجب أن أخترق الفئة C اليوم ..
بدأت التشققات البنفسجية تعصف بجسدي و كأن شيئا ما يريد تحطيمي لكي يتمكن من الخروج ..
“هذا جنون..”
كارمن و لأول مرة بدأت تدرك مدى جنون الشخص الذي تعاملت معه ..
سابقا كان تدريبه غير ممكن نظريا .. لكنه أتمه ..
لكن الأن ؟ كانت هذه المرة الثالثة التي يدمر بها جسده و رغم هذا هو لا يزال مواصلا ..
كنت أعلم أنني أبدو مجنونا الأن ، لكنني لم أنوي التوقف بأي وقت قريب ..
و بعد دقائق أخرى من تلك الحرب الداخلية ..
إنطفأت الشعلة المحترقة بداخلي بينما سقطت أرضا بجسد محطم تماما ..
*لهث*
*لهث*
*لهث*
كارمن كانت تنظر إلي للحظة قبل أن تتمتم ببطء ..
“فشل آخر..”
فشلت باختراق الفئة C مجددا ..
“مرة .. أخرى”
“ماذا ؟”
“قلت مرة أخرى! أخرجي القوة مني ثانية ”
أمرت كارمن بينما كنت أبتلع جرعات العلاج واحدة تلوا الأخرى..
“فراي ما تحاول القيام به الأن هو المستحيل ، جسدك لن يتفاعل قريبا مع الجرعات العلاجية من شدة إستهلاكك لها ، فوق كل هذا أنت ستصيب نفسك بإصابات داخلية لن تشفى أبدا .. حتى ول كان جسدك ذاك مميزا فهذا ..”
“كارمن .. اخبرتك أن تخرجي الأورا من جسدي لا التكلم عن هراء أعلمه بالفعل ”
على مضض رضخت كارمن بينما بدأت باخراج الأورا الحارقة من جسدي ثانية ..
العملية إستمرت لوقت طويل جدا ..
…
…
…
يومان قبل الموعد النهائي ..
لم أذهب إلى التدريب الخاص بالمعبد .. و من يهتم ؟
أبناء السافلة يريدونني ميتا قريبا فلماذا أزعج نفسي بالذهاب إليهم الأن ؟
داخل ساحة تدريب مغلقة كنت أجلس وسط بقعة حمراء كبيرة من الدم ..
منذ بداية تدريبي المغلق ، أغمي علي 3 مرات ، و تمكنت من تكرار عملية التدريب 7 مرات.
لم أخترق حتى الان و قد بدأ جسدي الغريب يصرخ علي بأن أتوقف .. كنت أعلم أن هذا هو حده بالفعل ..
كنت أبذل جهدي للوصول إلى المستوى المطلوب بالوقت المناسب .. بدأت أرسم خططي النهائية على امل أن يكون هذا كافيا ..
لن أكذب .. هذه المرة فرص نجاتي كانت قليلة و لربما الموت أقرب مني أكثر من أي وقت مضى ..
ليكن .. الموت يمكنه أخذي عندما يستحقني ..
…
…
…
داخل غرفة أخرى كانت مغلقة معظم الوقت .. كانت تنام فتاة وحيدة ، حاليا كانت مستيقظة بعد زيارة شخص معين لها ..
كارمن كانت الأن تقف أمام آدا..
هذه الأخيرة كانت متعبة أكثر من أي وقت مضى ..
يمكنك رؤية الإسوداد تحت عينيها بشكل واضح و بشرتها شديدة الشحوب ..
“آدا .. هل أنت متأكدة من أنك ستتمكنين من تحمل هذا ؟”
آدا الصامتة هزت رأسها ببطء..
“ليس و كأنني أملك خيارا آخر..”
كارمن حتى بخبرتها تلك التي حصلت عليها بعد سنين طويلة لم تكن متأكدة من القادم ..
“كيف حاله ؟”
كانت تسأل عن فراي ..
“إنه يبذل جهده بطريقته الخاصة ..”
أومأت آدا بابتسامة .. كانت تعلم أن أخاها لم يكن نفسه ذلك الفتى الضعيف ..
لكن حتى بحالته الجديدة تلك .. هي كانت تعرف مصيره ..
بل بالأحرى ، أراها أحدهم إياه ..
“يا فتاة .. أنت تعلمين ، عندما ينتهي هذا .. ستسقط عائلة كبرى بقوة … و قد نكون نحن ذلك الطرف ..”
“أعلم ..”
إبتسمت آدا بضعف ..
“بصراحة ، في الأحوال العادية و بفرص متساوية لم أكن لأحلم بمجابهة أمثال بايلور .. أنا لا أضاهيه لا من حيث القوة و لا من حيث التخطيط ..”
لكن هذه المواجهة بالذات كانت مختلفة بشدة ..
هناك الكثير من القطع التي مهدت الطريق و كأنها كانت مقدرة منذ زمن طويل ..
و كأن أحدهم كان يتلاعب بكل شيء من الخلفية بينما يضع القطع بمكانها ، ثم يختفي للمشاهدة من بعيد ..
آدا كانت على دراية بشكل غامض عن وجود كهذا .. لكنها لم تجرؤ على التحرك ضده أو حتى التفكير بهذا .
كم عدد الأشخاص الذين يستطيعون رؤية المصير نفسه و التحكم به؟
ولا مايكار نفسه كان قريبا من ذلك حتى..
اولئك الأشخاص الذين يقودون التيارات من بعيد قدر لهم أن يبقو وجودا غامضا لا أحد يجرؤ على العبث معه ..
…
…
…
-وينترفيل-
تجولت إمرأة غريبة بينما كانت تهمهم بمرح ..
كانت تتميز بشعرها الابيض و ملامح عائلة مونلايت الفريدة ..
كانت تتمشى بهدوء و مسحة من اللون الوردي مصبوغة على كلتا خديها .. إبتسامتها .. أعينها الزجاجية بدت جميلة .. و غامضة بنفس الوقت ..
فجأة .. أضاء شيء معين من بين ملابسها .. كانت كرستالة بنفسجية ..
أصبحت إبتسامة تلك السيدة أكبر و أكبر عندما ضغطت على زر استقبال المكالمة ..
فور قيامها بذلك ظهر رجل أنيق ببذلة رسمية و تعبير مخيف ..
“مرحبا ~”
تكلمت الفتاة بودية ، لكن الرجل واصل عبوسه ..
“…”
“لماذا أنت عابس هكذا ؟ في العادة يكون الرجال سعداء جدا برؤيتي ~”
أمام طريقة كلامها المباشرة يمكنك رؤية الرجل خلف الستارة يشد قبضته ببطء ..
“هل تعلمين حتى ما مدى غباء ما تحاولين القيام به ؟ الذهاب بنفسك إلى هناك .. داخل معقل آل مونلايت..”
إختفت الإبتسامة على وجه الفتاة للحظة ، لكنها عادت على الفور ..
“اوه لا تكن هكذا ~ عبوسك هذا و تفكيرك السلبي هو سبب عدم تفضيل الشياطين لك .. ليندمان ~”
غافيد ليندمان تمنى لو كانت هذه المرأة امامه الأن .. كان ليقطعها على الفور بالأثير ..
“أعفني من هراءك اللعين هذا ..مادام آي أنت تعلمين أننا بحاجة لجميع اللوردات الاربعة بالقرب خصوصا بهذا الوقت ! لكنك لا تزالين تفعلين ما يحلو لك !”
حدقت المرأة المسماة .. مدام آي بالكرستالة للحظة قبل أن تلوح بابتسامة ..
“ليندمان ”
“باي باي ~”
هي أغلقت المكالمة لتواصل تجولها محاولة تقليد أغنية ما عبر أصوات الهمهمة الخاصة بها ..
“فقط أي واحد منهم يجب أن أقتل أولا؟ ♥”
…
…
…
داخل غرفة فخمة تواجد بها عرش فخم ..
أطلت تلك الغرفة على مدينة وينترفيل بأكملها من الأعلى ..
بايلور كان يراقب بأعين عميقة ما كان يحدث أمامه ..
من خلفه ، دخل شاب معين ..
“أبتي ”
أخذ بايلور لحظة ليستدير ناحية إبنه ..
“تعال ”
جلس بايلور ، بينما فعل فروست المثل ليقابل كلاهما الآخر..
“فالتبح بما يجول بخاطرك ”
“أبتي ، لقد جهزت كل شيء ”
“هوه ؟ هل فعلت ؟”
“بالطبع .. هو مجرد نكرة ”
هز بايلور رأسه رافضا ما سمعه ..
“لمجرد أنه أضعف منك أنت إعتبرته بالفعل نكرة ؟”
“أبتي ، إعذر وقاحتي .. بالطبع أنا لن أستخف بخصمي .. لقد وضعت كل القطع بمكانها بالفعل ، حتى أمام نكرة مثله فأنا سأذهب بكل ما لدي .. سأقدم رأسه و رأس من يدعمه على حافة الرمح الذي كرمتني به ..”
ظهر الرمح العظيم “الريمشارد” بين يدي فروست ..
“وقتها سنحكم قبضتنا على عائلة ستارلايت”
أومأ بايلور بنصف إبتسامة..
“تذكر .. أنت وحدك بهذا .. اللورد الأن هو أنت ، لن أساعدك بأي شكل من الأشكال لذلك ارني ما أنت قادر عليه ”
“تحت امرك أبتي ”
إنحنى فروست قبل أن يغادر و ابتسامة مرعبة تعلو وجهه ..
لقد حصل على أسهل مهمة بالتاريخ ..
شاب ضعيف ، و لورد عائلة أضعف .
الخطر الوحيد كان كارمن و كانت مجرد مستيقظ فئة S+ يستطيع التعامل معها بأكثر من طريقة..
فروست كان ممتنا لوالده على فرصة كهذه ..
…
…
…
نهاية الفصل ، الأن مع إضافة خاصة لنسمها بالفصل 82.5 .
فصل يحكي عن أحداث أخرى حدثت بنفس الوقت أو بالماضي القريب لكن من زاوية مختلفة تماما .. إذا احببتم هذا النوع من الفصول فلربما سأعرض المزيد مستقبل .. أعطونا أراءكم ..
الفصل 82.5 بعنوان ” ماذا نكون بدون العائلة ؟”
-منظور سيلينا فيرسموث-
“هاه ؟”
إستيقظت ببطء من ما بدا و كأنه سبات إستمر لوقت طويل جدا ..
أحسست بالحبال السميكة تقيد كلتا يدي و أقدامي الحافية ..
كنت مبتلة بالكامل ، شعري كان متراميا بشكل عشوائي ..
لم يأخذ مني الأمر سوى بضع ثواني لأستوعب ما كان يحدث من حولي..
كنت مقيدة فوق كرسي خشبي رفيع ، لكنني لم أكن الوحيدة ..
إخترقت أصوات النحيب و البكاء آذاني ببطء .. ما إكتشفته .. كان حقيقة أنني لم أكن الوحيدة هنا ..
من حولي و على نفس حالتي ، تم تقييد العديد من الشبان بنفس سني .. أشخاص تعرفت عليهم بسرعة ..
لقد كانو زملائي بفصل السحر ..
كنا نجلس مشكلين دائرة و جميعنا مقيدون على نفس الشاكلة ..
لكن على عكسي ، هم كانو مكممين ما سلب منهم الحق بالكلام ..
من حول الدائرة ، رأيت العديد من الأشخاص الذين كانو مقيدين .. لكن الظلام كان يكتنف معظمهم لذلك لم أستطع التعرف عليهم .. كل ما أدركته كان حقيقة ان عددهم كبير جدا ..
“سيلينا ؟”
سمعت صوت يردد إسمي ..
إستدرت لأجد شابا مألوفا ، لقد كان مقيدا مثلي ، لكنه لم يكن مكمما مثل الآخرين..
“إكزيفير ؟ مالذي يحدث هنا ؟ كيف وصلنا إلى هذا المكان ؟”
هذا الشاب كان زميلي هو الآخر بفصل الساحر كاي لوك ..
كان وجه إكزيفير الهادئ في العادة فوضويا جدا هذه المرة ..
“لا-لا أعلم .. عندما عاد وعيي ، كنا هنا بالفعل ..”
مالذي يحدث بحق ؟ كل ما أتذكره هو ما حدث داخل المعبد و كيف خان كاي لوك و معه العديد من السحرة المعبد ..
بالحديث عن الأمر .. بعضهم كان موجودا هنا بيننا ..
كان الوضع فوضويا لدرجة جعلتني أتمنى لو تمكنت من البقاء فاقدة للوعي ..
“سيلينا ، هل أنت قادرة على إستخدام سحرك ؟”
صحيح ! السحر .. مالذي يحدث معي ؟ لماذا لم أحاول ؟
حاولت على الفور التواصل مع الدائرة السحرية داخل جسدي ..
لكنني و بطريقة عجيبة ، لم أستطع لمس تلك القوة التي رافقتني طيلة حياتي ..
“أنتي أيضا هاه ؟”
من كلماته إستنتجت أنه الآخر لم يكن يستطيع إستعمال سحره ..
لم يتم إلغاء سحرنا .. لا ..
بل و كأن شخصا ما يضغط علينا لدرجة أننا لا نستطيع إستعمال قوتنا الخاصة حتى .. شخص شديد القوة ..
وسط التحديق المستمر لزملائنا المكممين ، و التوتر الذي طغى تماما على كل شيء آخر.. أنا حاولت البقاء عقلانية قدر الإمكان ..
“سيلينا .. علينا البقاء هادئين و محاولة القيام بشيء ما ..”
أومأت لإكزيفير .. كان هذا هو المسار الاصح للعمل فنحن لا نعلم من إحتجزنا هنا حتى..
“أولا ، لنقم ب ”
*تصفيق*
*تصفيق*
*تصفيق*
إنتشرت أصوات التصفيق بكل مكان ، بينما بدأت الأضواء تشتعل الواحدة تلوى الأخرى معمية أبصارنا جميعا ..
ببطء ، إتضح أننا كنا محتجزين وسط قبو عملاق تواجد به المئات من الأشخاص من حولنا .. معظمهم لم يكن بحالة جيدة ..
لم أستطع التركيز على وجوه الاشخاص العشوائيين من حولنا ، كانو كثيرين .. رجال و نساء .. اطفال و عجائز ..
من جهة اخرى ، ذلك الشاب قد سرق الانظار ببراعة .. شعر أشقر .. أعين ذهبية .
هذا كان وجها سأتعرف أينما ذهبت .. كان مشهورا بعد كل شيء..
“الأمير إيغون ..”
سار ببطء و هو يحمل شيئا ما بيده ..
“إستيقظتم أخيرا هاه ؟ لا فكرة لديكم كم إنتظرتكم ..”
“الأمير ؟ مالذي يحدث هنا ؟ لماذا نحن ارغ”
رجل إيغون إكزيفير الذي حاول إستجوابه ليرتد للخلف بعنف من على كرسيه ..
“أصمت ، هل تريد مني تكميمك أنت الأخر ؟ ”
عبث إيغون بشعره و الإنزعاج بادي على وجهه ..
“أغبياء لا يعلمون حتى كيف يستفيدون من الميزة التي منحتها لهم ..”
ما كان بيده على ما يبدو كان علبة كبيرة مليئة بسائل ما ..
بدون سابق إنذار بدأ إيغون بسكب أيا كان ذلك السائل فوق المتواجدين بشكل عشوائي و منفرد ..
“أتعلمون شيئا .. انتم السحرة مميزون ..”
حصل الجميع واحدا تلوا الأخر على حمام بتلك المادة الغريبة لدرجة أن البعض منهم لم يستطع التحمل حتى ..
“مميزون .. مميزون جدا”
جاء دوري سريعا .. و فور سقوط تلك المادة تعرفت عليها على الفور ..
كان هذا سائلا لا يتم إستعماله حاليا .. لكن ما ميزه كان حقيقة أنه كان سريع الإشتعال ..
فجأة بدأت أعصابي تشتد خصوصا عندما لم أعلم ما أراده إيغون ..
هو أمسك بمعصم أحد الفتيات من حولي و قام بسحقه ببطء وسط صرخاتها المكتومة ..
“أجساد السحرة هزيلة جدا .. لذلك أنا أحب السحرة بشكل خاص”
وقف ايغون بالمركز و أعينه تجتاحنا جميعا ..
بفرقعة من أصابعه إنفجرت شرارة من الكهرباء ..
“ما رأيكم ؟ لمن نعطي الشرف اولا ؟ أنت؟”
“أنت ؟”
“أنت ؟”
“أو ربما أنتي ؟ عزيزتي سيلينا”
“أ-أمير إيغون مالذي”
“ششششش”
بحركة من يده أخرسني إيغون تماما ..
“لا كلام .. أنا الوحيد هنا .. هذا عرضي”
تجمدت مكاني و أعين تتابع ايغون بصمت ..
*تنهد*
تراجع إيغون منزعجا بشكل واضح ..
“التعامل مع هراء معلمكم و الأن هذا .. تنظيف الفضلات سلط علي ثانية ..”
“السحرة هنا كان لهم أحلام جامحة .. فوضى و إنقلاب و بووووم إنفاجر كبير ! عرض العاب نارية كان سيحقق أحلامهم الصغيرة بفتتت ”
ضحك إيغون بجنون ينافي وقاره الملكي عادة ..
“هنا؟ داخل إمبراطوريتي ؟ أرضي ؟!”
سار إيغون ناحية احدهم و أمال رأسه ناحية جهة معينة من الجماهير المحيطة بنا ..
“هلا نظرت إلى ما يوجد أمامك ؟ عزيزي الطموح ”
الشخص بين يديه كان أحد الخونة .. ذلك الشاب قد نظر للحظة إلى الاتجاه الذي اشار إليه إيغون و فور قيامه بذلك بدأ يصرخ بشدة لدرجة أنه كاد يبتلع الكمامة و أعينه تكاد تهرب من محجريهما ..
“أوه .. يالها من مشاعر متأججة ، أنت يامن كنت مستعدا لتفجير المعبد و قتل الآلاف ترتعد الأن من أجل بضعة أرواح عديمة القيمة ”
“إفعلوها !”
فجأة ظهرت مجموعة من المقنعين و قامو بتقطيع الأشخاص الذي تواجدو أمام إيغون و الساحر المكبل ..
دماءهم قد بدأت تملؤ المكان ببطء وسط صرخات ذلك الشاب و أعينه المحقنة بالدماء ..
الجلادون توقفو بعد قتل 6 أشخاص بالضبط ..
“لماذا أنت غاضب هاه؟ لماذا أنت حزين هكذا ؟”
“لقد كان أنت … أنت من إختارهم هم ..”
إشتعلت الشرارة بيد إيغون ثانية بوجه الشاب المسكين الذي كان على وشك إبتلاع كل شيء فقط من أجل الإنقضاض على إيغون ..
“أتريدها لهذه الدرجة ؟ إذن خذها ”
بشرارة واحدة إشتعلت جثة الشاب ليحترق ببطء ..
السحرة كانو ضعفاء جسديا .. أجسادنا كانت الاقرب إلى البشر العاديين ما جعل المعاناة من هذا النوع من العذاب امرا ممكنا ..
إيغون لم يكن مهتما ..
كرر العملية مع التالي ..
ثم الفتاة التي تلته ..
و هكذا ..
فجأة ، بدأت أفهم لماذا كان الجميع يصرخ عندما يشير إيغون إلى جهة معينة من الجمهور ..
بعد فحص الجميع إنتبهت لوجوه معينة..
ثلاثة أشخاص تحديدا .. رجل و إمرأة إضافة إلى طفل صغير ..
كانو هم ..
“لا!”
صرخت دون وعي مني ..
أولئك الثلاثة .. أمي ، أبي .. أخي الأصغر..
*تنهد*
إنزعج إيغون من صوتي الصاخب ..
“ماذا الأن سيلينا ؟ الم أخبرك أن تبقي صامتة ؟”
“لماذا تفعل هذا ؟! لم يخن الجميع هنا الإمبراطورية .. لم يكن ”
*صفع*
دار وجهي بزاوية مستحيلة بعدما صفعني إيغون بظهر يده ..
“أوه ها أنت ذا ..”
“كل هذا الإنفعال الأن ، لأنك رأيتي عائلتك ؟ أنا محق ؟”
“أتظنين أنني سأهتم بأي ما كان يحدث داخل مستنقع القذارة خاصتكم ؟ من هو بريء و من هو مذنب و ذلك الهراء ؟ ماذا اكون؟ محاكمة من نوع ما ؟”
تراجع إيغون بخفة متنهدا بحسرة ..
“كما ترين هناك الكثير يحدث هنا”
“تراودني الكثير من الأفكار ”
بدأ الجلادون الأن بقتل الناس بين الجمهور بشكل عشوائي وسط صراخ الجميع ..
بفرقعة من أصابعه كان يواصل قتل الجميع من حولنا عن طريق حرفهم احياء .
“والدي ، الإمبراطورية .. الألتراس ”
“هم يأتون إلي ، إيغون إيغون إيغون ”
“والدي يفعل ، أتباعي يفعلون ، أولئك الحمقى من الألتراس يفعلون ”
ضحك إيغون بشدة ..
“هم يريدونني أنا!”
“يريدون العبث بعقلي ، إفعل هذا إفعل ذاك ، شياطين هنا ، بشر هناك.. فقط من يظنونني ؟ ”
“إلى من ينتمي كل شيء داخل هذه الإمبراطورية اللعينة ؟ لوالدي الغبي ؟ الشعب الجاهل الذي يعيش حياته دون دراية بما يجري من حوله ؟ إلى تلك المخلوقات اللعينة التي تسمى بالشياطين ؟”
“لا لا لا لا لا لا !”
أمسك إيغون بجمجمتي و وجهه بالقرب ..
“كل شيء … ينتمي إلي”
“هم أم أنا ؟”
“أناااااااااا أم هم ؟!!!!”
“ههههههه”
ضحك و انتحب ايغون ..
ترنح بشدة بينما رفع إكزيفير .. فك هذا الأخير كان محطما تماما و الدماء تغطيه بالكامل بعد الركلة الأخيرة لدرجة أنه لم يستطع الكلام ..
“اوه انا أعلم”
إرتعشت بشدة و أنا أراقب هذا المختل ..
كل ما خرج من فمي كان كلمتين فقط ..
“سحقا لك ..”
كلماته كانت دون معنى لي .. كل بالي كان منصبا نحو مكان واحد فقط ..
“أنا أعلم سيلينا .. أنا أعلم”
“أنت غاضبة .. كلاكما غاضب ..”
بهذه المرحلة كانت النار و رائحة اللحم البشري المحروق إضافة إلى الدماء من جثث الضحايا منتشرة بشكل ساحق ..
“العائلة .. العائلة مهمة ، ذات يوم كنت مستعدا لحماية أختي مهما كلف الأمر .. كنت مستعدا للقتل من أجلها .. لطالما تعلق الأمر بالأشخاص الذين نحبهم ..”
بعد قتل الجميع عداي أنا و إكزيفير و عوائلنا .. أصبح تركيز إيغون منصبا علينا..
“لطالما تعلق الأمر بالعائلة .. ماذا نكون دون العائلة ؟ ”
“هاه .. لكنها مجرد عقيدة غبية حول الحب و الإنتماء .. إيغون إبني أخي..”
“كما ترون .. الأن أنا مستعد لطعن أختي لو تطلب الأمر.. لكنها لا تموت ! إنها لا تريد الموت بحق اللعنة .”
“أعدائي كثيرون ! بكل مكان ! هنا هناك ”
“و أنا أعشق سحق أعدائي ..”
“الأن .. إكتسبت عدوا جديدا .. عدو يرفض إظهار نفسه لي .. و هو جيد .. جيد جدا بما يكفي للعبث بخططي .. X جديد ..”
سار إيغون ناحية الجمهور
كل خطوة سارها إيغون كانت كافية لجعلي أصاب بسكتتة قلبية ..
“لا تلمسهم !”
صرخت بينما وقع كرسيي أرضا من كثرة الحركة التي قمت بها ..
“عجوز ، إمرأة .. طفل ”
عبث إيغون بوجه اخي الصغير الذي لم يستطع سوى التبول على نفسه من هول ما حدث من حوله ..
“فقط كم قتلت من أمثالهم ؟ كم من القيمة تحمله هذه الارواح الفارغة ؟”
“أبعد يدك عنه !”
حاولت الزحف نحوه لكنني لم أستطع الإقتراب كثيرا..
“حسنا .. حياة هذه المخلوقات التعيسة قد أصبحت بين يدي .. لوميني أنا .. لومي ضعفك .. لومي هذه الحياة التي لم تكن عادلة معك .. إفعلي ما تشائين ..”
“إنها تجارة .. تجارة بالأرواح ..”
عاد إيغون بخطوات ثقيلة ..
“تجارة تحتاج سعرا مناسبا .. أجل لطالما تعلق الأمر بمن أحببناهم ”
في تلك اللحظة ، أدركت أنني أصبحت عبدة لهذا الوحش أمامي..