منظور الشرير - الفصل 82
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
بدأت أعتاد على الهدوء من حولي ، كل شيء كان يسير كما كان مخططا بشكل مثير للسخرية .. مثالي أكثر من اللازم ..
لم يتبقى سوى 5 أيام على نهاية الفترة التدريبية داخل منزل آل مونلايت ، مؤخرا إكتسبت الكثير ، أنا على بعد خطوة واحدة من إختراق الفئة C بعد التدريب المستمر رفقة كارمن ، جسدي تمكن من التحمل بطريقة ما .. أكثر بكثير مما يمكن للبشري العادي أن يفعل ..
كارمن الأن تستطيع إختراق الفئة SS- متى ما أرادت لكنني طلبت منها أن تؤجل الأمر..
لنقل أنني أردت الحصول على بطاقة رابحة إضافية .
الكثير كان يحاك في الخفاء و هذا ما إستشعرته من نظرات الغير ناحيتي ..
أيا كان ما سيحدث ، فهو قريب ..
من جهة أخرى آدا كانت لا تزال منعزلة عن الجميع بينما أصبحت شاحبة و متعبة أكثر من أي وقت مضى .. و كأنها تعاني من فقر دم حاد ..
هناك الكثير من الأمور التي لازلت جاهلا بها .. لكنني تمنيت أن أكون جاهزا بما لدي حاليا ..
الأن ، نحن دخلنا اليوم 26 رسميا .
كنت واقفا فوق ساحة التدريب كالعادة .. ما عدا أن ظلي كان أكثر سوادا ..
أوه .. نسيت ذكر هذا ، لقد حصلت على حليف غير متوقع .. قطعة قوية بامكانيات مستقبلية تفوق كارمن بكثير ..
كان لدي الإستعمال الانسب من أجله ..
“ليبدأ الجميع ”
صرخ كراوزر مونلايت المسؤول عن مراقبة التدريبات ..
كالعادة فروست البارد هاجمني على الفور بواسطة رمح جليدي رفيع ..
الضربة كانت شديدة السرعة ، على الرغم من أنه كان يتراجع بوضوح ..
كان رمحه يستهدف كتفي الأيمن ، على بعد شعرة من إختراقه و رش دمي الساخن على الأرض الباردة ..
لكنه لم يلمس شيئا سوى الفراغ ..
بحركة سريعة و بتوقيت مثالي تمكنت من تجنب هجومه ، حركة جعلت فروست يتفاجأ قليلا..
لكنه سرعانما تدارك الوضع بتلويحتين كل واحدة منهما كانت اسرع من الثانية ..
و على غرار الاولى ، تجنبت كلاهما باللحظة الأخيرة..
دون أن أدري ،كانت كل الانظار كانت موجهة الينا حاليا .. حتى المدرب كراوزر نفسه قد عبس بشكل واضح ..
ضرب فروست 10 مرات ، و قد تجنبت هجومه 10 مرات ..
طبعا لم ينتبه أحد ولا أنا لتلك القدرة التي كانت تتوهج باستمرار من بين إحصائياتي ..
“رقصة الظلال 0/7”
بعد التعرض للضرب المستمر لمدة 25 يوما .. جسدي بدأ يتجاوب بشكل تلقائي مع حركات فروست ..
لم أستعمل أيا من قدراتي الحقيقية أمثال التعالي ، هذا المستوى كان ممكنا فقط بقوتي الخام إضافة لخطوات الشبح و عين الصقر..
بهذا المستوى الهزيل فقط تمكنت من تجنب ضربات شخص أقوى مني بمراحل ..
لكن هذا لم يستمر كثيرا … جسدي كان معتادا على التجاوب مع فروست بسرعته الحالية فقط ، لذلك كل ما كان عليه فعله هو زيادة قوته و سرعته قليلا لنعود إلى نقطة البداية ..
شيئا فشيئا لم أعد أستطيع تفاديه أو صده و بالتالي طرحني أرضا بعد إعطائي عددا لا بأس به من الإصابات ..
بعد التحديق لبعض الوقت ، غادر فروست تاركا إياي مرميا أرضا..
نهضت من مكاني أنا الأخر متأملا إصاباتي الجديدة ..
رغم الضرب المبرح ، إلا أنني أشعر بها .
تلك القدرة الغامضة .. أنها تتقدم ببطء ، لكن بثبات ..
لم يتبقى الكثير على فتح المرحلة الأولى من هذه القدرة الغريبة ..
هذا كان شيئا تطلعت إليه .. للأفضل أو الأسوء..
“معركة جيدة”
رفعت رأسي لأجد يدا ممدودة إلي..
“بفت .. عن أي معركة تتحدث.. لقد تعرضت للضرب فحسب ..”
تمسكت بقبضة دانزو الذي رفعني بسهولة..
“لكنك كدت تصدم الجميع للحظة .. تلك التحركات لم تكن طبيعية ..”
كلمات دانزو جعلتني افكر .. كيف كان الناس يرونني عندما أنغمس بالتدريب على رقصة الظلال ؟
بالنسبة لي أرى كل شيء يتباطأ و أجد نفسي أتوقع حركات خصمي قبل قدومها .. لكن من منظور شخص ثالث لابد أن الأمر يبدو غريبا إلى حد ما .. التفادي بالثانية الأخيرة و بشكل متكرر..
“هذا المستوى طبيعي بعد شهر كامل من ممارسة هذا الهراء معه ”
أمضيت الدقائق القليلة التالية بجانب دانزو نتحدث عن مواضيع عشوائية ..
يفترض أنني أكبر منه بكثير إذا ما إستندنا على العمر العقلي لكل واحد منا ..
لكن بطريقة ما نحن تمكنا من القيام بمحادثة مستمرة ..
هذا يرجع في المقام الأول إلى حقيقة أنني إقتبست شخصيته من أحد أصدقائي الحقيقيين عندما كنت أكتب عنه ..
هذا النوع من العلاقات .. كان حتميا ..
أثناء وقوفنا بجانب بعضنا البعض لاحظت فرق الحجم بيننا ..
هذا لا يعني أنني كنت نحيلا .. بالعكس لقد كان جسدي مثاليا و كل عضلة كانت بمكانها الصحيح ما يصنع جسما رياضيا متنساقا ..
لكن دانزو كان شيئا اخر .. فقط العروق من ساعديه كانت تهدد بالإنفجار في أي لحظة ..
“أنظر إلى كتلة العضلات هذه .. لقد زادت مرة أخرى ، كيف تجعلها تنمو بهذه الطريقة ؟”
نظر الدانزو إلى جسده لمرة ثم عاد الي بتعبير فارغ ..
“لا أعلم ، أنا أتدرب ، آكل ثم أتغوط و أنام .. عندما أستيقظ أجدها موجودة بالفعل ..”
هو يجعل الأمر يبدو سهلا جدا.. قوته هو الآخر زادت بشكل متفجر مؤخرا ، لكن تدريبي لم يكن أقل منه على الإطلاق..
يبدو أن هذا هو الفرق بين المبارزين و الدبابات أمثاله ..
على أية حال ، القيت بنظرة سريعة على بقية زملائي ، بعيدا عن غوست الذي لا يزال يتحفظ عن إظهار قوته الحقيقية ، كانت سيلينا من جهة أخرى تتعامل بجدية مع سحرة عائلة مونلايت..
أفترض أنها تحاول إيجاد توقيعها الخاص بالسحر ..
“أنظر إلى كل تلك الخربشات .. لن افهم أبدا ما يفعله اولئك السحرة ..”
دانزو منذ البداية لم يكن مهتما أبدا بالسحر ، حسنا .. ليس وكأن الجميع قدر لهم أن يكونو سحرة ..
ما كانت تحاول سيلينا القيام به حاليا هو بلوغ توقيعها الخاص و إكتشاف لون السحر المناسب لها ..
التوقيع هو شيء يتفرد به الساحر عن غيره … قدرة مطلقة خاصة به ..
في حالة كاي لوك ، توقيعه كان بسيطا لكن مؤثرا بحيث أنه سمح له بانشاء عدد لا نهائي من الدوائر السحرية وهذا ما جعله خطيرا بشكل خاص ..
التوقيعات تختلف من شخص إلى آخر .. و من بينهم جميعا كنت أعلم كم كان توقيع سيلينا قويا ..
في الواقع ، أنا قادر على إعطائها تلميحا حاسما سيجعلها تبلغ مستويات لن تبلغها في أي وقت قريب ..
لكنني لن أستفيد أي شيء بالقيام بذلك .. لهذا لم أفكر في الأمر حتى ..
سأترك أمر التعامل مع مشاكل هذا العالم لسنو ..
أما أنا ، فمشاكلي تكفيني ..
…
…
…
عندما يعتاد جسدك على روتين واحد .. خصوصا ما إذا كان روتينا من الجحيم ..
ستجد نفسك تغرق ببطء وسط ذلك الضغط اللامتناهي محاولا مواكبة الإيقاع ..
بلو .. تلك المخلوقة الصغيرة كانت ملاذي للهروب من ذلك الضغط مؤخرا ..
لكنني لن أجدها مهما بحثت .. ما لم تجدني هي فلن نلتقي أبدا و هذا ما كنت مدركا إياه ..
حتى بمعرفتي لهذه الحقيقة ، كنت آتي بشكل لا إرادي إلى المكان الذي التقيتها فيه كثيرا.
أصبحت أجد نفسي أحدق كثيرا في صورة ذلك الرجل ..
إذا ما تمعنت في ملامحه ، أجد أن هذا ما سيبدو عليه هذا الجسد في المستقبل ..
هو يبدو مهيبا .. قويا ..
آبراهام ستارلايت ..
لكنه ليس والدي ..
تحسست بشرة وجهي الباردة .. أصبح هذا الوجه وجهي .. و هذا الجلد الناعم الذي صمد كل هذا الوقت جلدي..
رؤية إنعاكسي بشكل متكرر جعلني أتناسى ببطء ما كان عليه شكلي في الماضي .. قبل أن آتي إلى هذا العالم ..
“آبراهام ستارلايت .. خيوط رفيعة تحاول ربطي بك بالقوة ..”
لقد حللت لغز النصيحة العشوائية ..
النظام كان بكل وضوح يعبث معي بشكل مباشر ، على عكس النصيحة الأولى الصعبة التي حصلت عليها بأرض الكابوس ، هذه المرة الأمر كان سهلا..
و كأنه يقول لي .. “تفضل .. هاهو الحل أمامك”
الحل ببساطة كان آدا ستارلايت ..
هي ملاذي للهروب من اللعنة .
كيف ؟
أنا لا أعلم ..
إذا سألتني قبل سنة من الأن ، فسأسخدم آدا بأقصى طريقة ممكنة من أجل النجاة و إكمال خططي..
لكن الأن .. تغير الكثير ..
هذا العالم ليس الرواية التي كتبتها .. تلك الشخصيات حية .. بل أكثر حياة من بعض الناس الذين عرفتهم بحياتي السابقة ..
آدا ستارلايت .. اخت صاحب هذا الجسد ، أكثر شخص إهتم لي أنا الذي كرهه الجميع .
منذ البداية .. اللحظة التي فتحت بها أعيني على سقف قلعة ستارلايت .. كانت هي العامل الأساسي لنجاتي حتى الأن..
أنا قررت بالفعل .. أنني لن أستغل آدا ستارلايت بهذا ..
سأفعلها بنفسي .. بطريقتي الخاصة ..
“أراك شاردا .. هل هو لقاء عائلي ؟”
ضربت كلمات ذات وزن أذني جاعلة إياي أستدير لتفقد مصدرها..
“لورد بايلور..”
أجد نفسي بجانب قائد هذه العائلة و أكثر شخص أثر عليها بالمئة سنة الماضية ..
بايلور سار إلى جانبي و أعينه لا تتزحزح عن الصورة أمامي..
“آبراهام ستارلايت .. كان نجما سطع ضوءه أكثر من أي شخص آخر .. لقد عاش حياته بالقمة دوما ..”
أعقبت على كلماته ببطء..
“أجل .. و مات بالقمة أيضا..”
أومأ بايلور بإبتسامة ..
“لكل منا دور يلعبه .. فراي ، والدك كلف بالمهة الأكبر و قد أتمها على اكمل وجه منقذا الإمبراطورية بأكملها ..”
“لكنه مات في النهاية ..”
إقترب بايلور مني أكثر بكثير بشكل يبعث على عدم الإرتياح و نفس الإبتسامة على وجهه ..
“بالطبع .. سيموت ، كان الأقوى لدرجة أن الكثيرين قد إعتبروه الحاكم الحقيقي لهذا العالم ..”
توقف بايلور للحظة قبل أن يواصل ..
“لكنه مجرد رجل واحد .. بقلب واحد .. و القلب أكثر حساسية مما يظن الكثيرون ..”
بأصابعه الرفيعة .. لمس بايلور صدري ..
تحديدا المكان الذي تواجد به قلبي ..
لمسته جعلتني أستعيد تلك الأحاسيس على الفور ..
خرجت فقاعة من الهواء البارد من فمي عندما شعرت بيد باردة تعتصر قلبي بلطف ..
اللعنة .. كانت تتنشط بشكل مباشر ..
تمالكت نفسي لكي لا أسقط بينما شتمت بكل أنواع الكلمات القذرة..
“اذا .. لقد كانت أنت”
الإحتمال الأسوء ..الشخص الذي لعن هذا الجسد .. ابن السافلة الذي سبب البلاء لعائلته كان نفسه الذي اوصلني إلى هذا ..
“اوه عزيزي فراي ، يبدو أنك نسيت دورك ..”
فجأة أحسست بصداع شديد عندما تدفقت بعض الصور من ذكريات فراي إلى رأسي..
“مالذي؟!”
واصلت أصابع بايلور النقر ببطء على صدري جاعلة إياي أحس و كأن الاعضاء داخل جسدي قد أستبدلت بقطع جليدية باردة ..
“أنت يا من فرضت نفسك كقطعة مهمة بهذه اللعبة .. حان الوقت لتنهي ما بدأته ..”
تمسكت بوعيي محاولا فرز كلماته ..
“لماذا شخص بمثل قوتك … هوف .. يلجأ لمثل هذه الحيل الغبية ؟ الست لورد هذه العائلة اللعينة ..”
صررت على أسناني متحملا البرد الشديد ..
“إذا أردت قتلي فافعلها الأن !”
أمام كلماتي القاسية هز بايلور راسه..
“لماذا أقتلك ؟ فراي ستارلايت..”
بلمسة واحدة سقطت أرضا متمسكا بالوعي بالكاد .
“كنت أنت من أدخلت نفسك إلى هذه الفوضى و أنا ممتن لهذا .. لقد كنت أداة الشحذ المثالية لإبنة دروغو .. و الأن ستنهي مهمتك و تموت بسلام أخيرا ”
بدأت أفقد الوعي ببطء مستمعا إلى كلامته ..
“بعد 3 أيام من الأن ، ستخوض معركتك الأخيرة ضد من يريدون موتك من هذه العائلة .. أعلم ، هذا غير عادل لذلك إرتأيت منحك أفضلية بسيطة للتحضير ..”
ربت بايلور مونلايت على ظهري مظهرا نفاقه أمامي..
“لن أتدخل بمعركتك تلك لذلك لا تقلق .. لن أكون الشخص الذي يقرر مصيرك .. لكن لا تفكر بالهرب .. في حال قيامك بذلك فسينهشك الخنجر المعلق بقلبك لتفارق الحياة بأكثر الطرق إيلاما .. لا نريد حدوث هذا أليس كذلك ؟”
بنقرة أخيرة فقدت الوعي غارقا وسط الظلام و كلمات بايلور مونلايت هي آخر ما سمعت ..
“حظا موفقا بنظالك الأخير .. إجعله مثيرا ..”