منظور الشرير - الفصل 80
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
مضى يوم منذ جعلي لكارمن تابعة لي بشكل رسمي ..
كل شيء إستمر بشكل طبيعي بعد ذلك ، لا مفاجآت .. لا شيء ..
زملائي بالمعبد منشغلون جميعا بتدريباتهم الخاصة .. في هذه المرحلة الجميع يسعى لزيادة قوته ..
فروست لا يزال عنيفا كالعادة ، لكنني لم أعد أستطيع قراءة أي مشاعر منه .. كان مثل الجلاد يأتي لإبراحي ضربا ثم يغادر ..
وددت لو أطلق كل شيء و أجرب معركة حقيقية ضده ، لكنني كنت أعلم أن فرصي كانت ضئيلة ..
على العموم ، كان هذا النوع من الهدوء الذي لم أحبه إطلاقا .. لأنه كان يخبئ عواصف هوجاء خلفه ..
و هذا ما يقودني إلى الشيء الوحيد الذي كان يشغل بالي مؤخرا .. آدا لم تظهر ليوم كامل ..
تلك الفتاة كانت قادرة ، أعلم أنها تستطيع تدبر أمرها .. لكن تصرفاتها الأخيرة و بمعرفة أنها تخطط لشيء ما جعلني افكر بشكل عكسي ..
خصوصا أنها تفعل كل هذا من اجلي ..
إذا لم تعد آدا قريبا ، فسأبدأ التصعيد ضد المونلايت بأكملهم .. لكنني قررت الانتظار فقط في الوقت الحالي ..
كنت مشغولا بتدريبي الجديد .. إخراج كميات عالية من الأورا فوق إستطاعتي من أجل دعم كارمن كان له تأثير مدمر على جسدي ..
قنوات نقل الأورا كانت تتدمر بالكامل ، بعد قيامي بذلك أركز بشكل كامل على الشفاء عن طريق الجرع و التأمل الذاتي ، فور وصولي إلى درجة معينة من التعافي اكرر العملية و أدمر تلك القنوات ثانية ..
نقل الأورا داخل قنوات محطمة كان أشبه بتمرير حمم بركانية داخل عروقي ..
كان ألما لم أختبر شيئا مثله منذ أيام الكابوس ..
و أي جسد بشري عادي لن يستطيع تحمل هذا المستوى من التدريب في العادة ، لكنني تمكنت من المواصلة بطريقة ما ..
جسدي لم يكن عاديا و هذا ما كنت أستنتجه كل مرة ..
على هذا الحال إستمررت بتدمير نفسي ، ثم إعادة البناء بشكل أقوى و تكرار الأمر..
وسط كل هذا ، كارمن كانت تقترب من الفئة SS- و قد بدأت تلمسها بالفعل ..
أما أنا فقد عجلت من طريقي نحو الفئة C ..
فئة ستتيح لي الكثير..
بعد إنتهاء التدريب الجهنمي مع كارمن جلست على الأرض بينما إستدعيت باليريون .
إستشعرت الملمس البارد لذلك المعدن الأسود الصلب ، كان حادا أكثر من أي وقت مضى.. جاهزا لسفك الدماء ..
“لم يتبقى الكثير يا صديقي .. قريبا سأتمكن من إطلاق هيأتك الحقيقية ..”
بمجرد بلوغ الفئة C ، سأصبح قادرا على إبراز أقوى هيأة لباليريون الرعب الأسود .. رغم أنني لن أصمد لوقت طويل أثناء إستعمالها ..
لكن إمتلاك ورقة رابحة إضافية كان شيئا ارحب به دوما ..
إستمرت الأيام بالمضي قدما ، و في اليوم الثالث .. عادت آدا..
كانت تبدو متعبة ، ذهنيا و جسديا ..
لم تكن مصابة أو أي شيء من هذا القبيل .. لكنني أحسست و كأنها حملت الكثير ..
حاولت سؤالها عما تنوي عليه ، و مالذي كانت تفعله حتى الأن..
لكنها أجابتني فقط ب “لا بأس أنا أعلم”
رفضت البوح بأي شيء ، و لم أستطع دفعها للتحدث ..
أحيانا كانت كلماتها تعود إلي حتى أثناء التدريب ..
مالذي عنته ب “أنا أعلم ؟”
هل بطريقة ما إكتشفت أحد أسرار عائلة مونلايت ؟
لم أكن أحبذ هذه الفكرة ، هذا يعني أنها ستكون هدفا لملقي اللعنة هي الأخرى في حال ما علم عن الأمر..
صحيح أنني كنت بحاجة لكل أنواع المساعدة نظرا لموقفي الحالي ، لكنني لم أرد جرها هي بالذات ..
لم أرد أن أصبح مدينا لها أكثر مما أنا عليه بالفعل ، و لم أرد منها أن تتأذى ..
لذا في الوقت الحالي تركت كارمن معها إلى أن يحين الوقت ..
الوقت كان يمر بشكل غريب ..
أصبحت بالفعل أكثر شخص مشغول بهذا العالم ..
مؤخرا لم أعد أنام حتى..
التدريب ، التدريب ، التدريب ، ثم التفكير بما سيحدث قريبا ..
تفاعلاتي لم تكن سوى مع دانزو و غوست أحيانا .. و من حين لآخر أتبادل كلمة أو إثنتين مع سيلينا .
و أختي ..
بعد أسبوع ، لم تعد آدا تغادر غرفتها ..
أصبحت شاحبة نوعا ما ، و كأنها تعاني من فقر للدم ..
أي غبي سيكتشف أن شيئا ما ليس في محله .. لكن مهما فعلت و مهما حاولت . هي لم تكشف عن أي شيء لي ..
كانت ذكية جدا ، إستنتجت بالفعل أنني حصلت على كارمن ..
هي لم تعارض الأمر إطلاقا ، لكنها أصبحت متكتمة الأن أمام كارمن هي الأخرى..
بين آدا ، و التدريب المستمر ، و محاولة إيجاد خطة للتعامل مع ملقي اللعنة و ما كان يحاك في الخفاء ضدي .. بدأت أصل حدودي .. بل تحاوزتها منذ بعض الوقت ..
…
…
…
كنت أتجول الأن داخل الاراضي التي سمح لي بدخولها داخل هذه القلعة الباردة ..
رغم الازدراء الذي تلقيته من كل مكان ، إلا أن هذا كان أحسن من الموت بالتدريب ..
أصبح المشي شارد الذهن داخل هذه الاروقة أمرا أكرره من حين لآخر..
أجعل نفسي أتذكر حياتي السابقة ، و عائلتي و ال 25 سنة التي عشتها بينهم ..
كنت خائفا أن يأتي اليوم الذي أبدأ فيه بنسيانهم ، لذلك من حين لآخر أسترجع تلك الذكريات من أجل تجديد دافعي و تذكير نفسي بما يجب علي فعله .
إنغماسي داخل هذا النوع من الذكريات كان يجعلني أتناسى كل ما يوجد من حولي.
لذلك لم أنتبه لها إلا عندما أوشكت على الإصطدام بها ..
“أنت..”
نفس الطفلة من المرة السابقة .. كانت تنظر إلي بأعينها البنفسجية .
إتكأت على ركبة لأصبح على نفس مستوى طولها ..
“هاي .. لقد بحثت عنك كثيرا .”
داعبت شعرها بلطف ، كانت هي الوحيدة التي لم تنفر مني داخل هذه العائلة الكريهة..
“أين كنتي تختبئين ؟”
“امم”
اوه ..
باغتتني الفتاة الصغيرة بعناق سريع لم أكن أنتظره .. لكنني لم أكره الأمر..
إستغليت الفرصة لحملها …
بابتسامة أكملت جولتي حاملا إياها ..
“لا بأس بهذا اليس كذلك؟”
هي أومأت بشكل محموم ..
أثناء مشيي بارجاء المكان حاولت جعلها تتكلم ، لكن هذه الفتاة لم تقل الكثير..
“إسمك آزورا أليس كذلك ؟”
كانت تومئ كدلالة على نعم ، أما عندما ترفض الاجابة فهي تبقى صامتة فحسب ..
ملابسها كانت عبارة عن فستان ازرق صغير ارسل هالة باردة ..
كنت أعلم أن هذه الفتاة الصغيرة كانت غامضة ، لكنني إنجذبت إليها بشكل غريزي ..
“همم آزورا له وقع سيء .. سأناديك ب بلو فقط ..”
أزورا كان مناسبا أكثر كإسم قارة أو جنس ما .. و ليس طفلة لطيفة كهذه ..
لم تشتكي من الأمر لذلك سأناديها ب بلو من اليوم فصاعدا ..
كانت هذه الفتاة الصغيرة مثل المهدئ بشكل سحري ..
فجأة راودتني فكرة مخيفة عندما حاولت تحليل الأمر ، أنا أنجذب لهذه الفتاة ، و بالمثل هي تأتي ركضا إلي في كل مرة متجاهلة الجميع ..
هل بطريقة ما توجد علاقة تربطني بها ؟
إنتظر ..
تذكرت أن فراي الأصلي كان شهوانيا..
الرواية لم تعد تتبع المسار الذي كتبته لذلك أي شيء ممكن الحدوث ..
هل لربما قام فراي بجعل أحداهن تحمل بإبنته ؟!
الفكرة فقط جعلتني أرتعب ..
أمسكت بآزورا على الفور من أجل إستجوابها ..
“بلو .. أخبريني .. من هو والدك ؟”
لم تقل أي شيء …
“لا تنظري إلي هكذا .. فالتقولي أي شيء ”
بدأت أهزها لدرجة أن رأسها كان يتأرجح بطريقة هزلية ..
“لا أعلم ”
هي تكلمت بصوت خافت ..
لا تعلم .. هي لا تعرف من هو والدها ..
“ماذا عن والدتك ؟”
“لا أعلم ”
تجهل هوية كلتا والديها ..
هذا لا يؤكد أي شيء لكنني سأفترض أنني مخطئ ..
هيا تبدو في الرابعة من عمرها .. حاليا عمري 18 سنة فقط ..
هل فعلها فراي بعمر 13 ؟
لا أظن ..
كنت مشغولا وسط أفكاري الغريبة ، لكن بلو قد أعادتني إلى الواقع عندما أشارت لشيء بإصبعها ..
“هل هو والدك ؟”
تتبعت الإتجاه الذي كانت تشير إليه لأجد نفس صورة آبراهام ستارلايت أمامي ..
والد هذا الجسد ..
“أظن ذلك ..”
“والدك مشهور ..”
فجأة بدأت بلو تتكلم أكثر و أكثر..
لكن عيني كانت لا تزال تركز على الصورة ..
واصلت الفتاة النظر بيننا قبل أن تسأل ثانية ..
“كيف كان ؟ والدك ..”
“والدي ..”
تمتمت بصوت خافت..
أبي ..
حملت بلو ثانية بينما ألقيت بنظرة أخيرة على الصورة أمامي ..
“والدي لم يكن مشهورا أو معروفا ..”
كانت بلو تصغي عن قرب ..
“لم يكن محاربا عظيما .. ولا نجما عالميا .. أبي كان فقط .. أبي ”
“رجل أفنى عمره من أجل أبناءه .. عندما كانت الحياة تغلق كل شيء أمامي كنت أجده دوما خلفي .. كان سندي و جزءا كبيرا لما أنا عليه الأن..”
“لذلك هو أعظم رجل عرفته ..”
و لهذا يجب أن أعود إلى عالمي .
لقد قدم ذلك الرجل كل شيء من أجلي ، بالمقابل مالذي فعلته أنا ؟
هل قمت برد ولو 1% من فضله علي ؟ .. لم أفعل ..
أعلم أنه لا ينتظر أي مقابل مني .. لكنني سأعود فقط من أجل جعله يراني يصبح الرجل الذي أراد ..
أعدك .. أبي..
والدي .. كان الرجل الموجود بذكرياتي .. و ليس ذاك في الصورة ..
آبراهام ستارلايت .. لا أعلم من تكون لأنني لم أكتب عنك أبدا .. لربما قمت بسرقة جسد إبنك العزيز لكنني على الأقل خلصت العالم من حثالة أخرى ..
لقد كنت بطلا نعم ، لكنك لم و لن تكون والدي ..
كانت بلو تحدق بي باستمرار ..
أدركت أنني قلت بعض الأمور الغريبة لذلك سرعانما إعتذرت ..
“آسف ، لقد قلت بعض الأمور الغريبة أليس كذلك ؟”
بلو هزت رأسها بالنفي ..
“أنت تحب والدك ..”
“أجل أنا أفعل ..”
من المؤسف أن هذه الطفلة لا تعرف والديها ..
في الأصل من أي جاءت ؟ المكتبة ؟
المكتبة .. إنتظر ..
“بلو .. هل يمكنك أخذي إلى المكان من السابق ؟ .. تعرفين .. المكتبة ”
بلو بقيت صامتة للحظة قبل أن تقفز من بين ذراعي ..
هي أمسكت بيدي بينما بدأت تقودني بشكل عشوائي داخل القلعة ..
لسبب ما و على غرار المرة السابقة ، أنا شعرت بالدوار و كأن أحدهم يلقي سحرا من نوع ما علي ..
لكنني كنت راضيا فقط بالحصول على فرصة لدخول تلك المكتبة ثانية ..
فقط كم عدد الاشياء التي أستطيع إكتشافها هناك ..
و بعد وقت قصير وجدت نفسي أقف أمام باب عملاق ..
لكن ليس تماما..
بوجه فارغ أنا سألت ..
“امم بلو .. كيف يفترض بي دخول هذا ؟”
كنت أنظر إلى الأعلى لأن البوابة كانت تتواجد حرفيا وسط السقف ..
“إقفز”
“أقفز ؟”
أومأت بلو لي ..
ما خطب هذه المكتبة الغريبة ؟
حسنا أنا لن أخسر شيئا ..
أمسكت ب بلو و قفزت نحو الأعلى لتمتص البوابة كلانا ..
و ماهي إلا لحظات ليتشكل نفس المشهد أمامي كالسابق
مكتبة عملاقة بينت بالجليد ، تحفة معمارية حملت الكثير من الأسرار ..
“مرحبا بك داخل مكتبة السيدة سميراميس .. اوه هذا أنت.. لورد فراي ”
كالسابق تماما .. كانت ريم تجلس هناك ..
هذه المرة بقيت بلو بجانبي و لم تركض إلى ريم .
“آسف على التطفل .. لربما تجاوزت الحد .”
ريم هزت رأسها بهدوء ..
“لا بأس ، أنت ضيف آزورا بعد كل شيء .. على الرغم من أن عائلة ستارلايت بدأت تحتل المكان مؤخرا هيهي”
ضحكت ريم بطريقة لطيفة لكن كلماتها شدتني ..
“عائلة ستارلايت .. هل جاء غيري إلى هنا مؤخرا؟”
“أجل .. رأس عائلة ستارلايت حاليا .. أختك آدا”
آدا كانت هنا ..
كما توقعت ، هناك الكثير يحدث خلف ظهري ..
“هل لي أن أسأل عن سبب قدوم أختي إلى هذا المكان؟”
عم الصمت المكان و لم أحصل على إجابة لبعض الوقت ..
لكن الفتاة العمياء تكلمت بإبتسامة متأسفة ..
“آسفة ، لكنني لا أستطيع البوح .. هذا جزء من إتفاقي مع أختك..”
إتفاق ؟!
هل عقدت نوعا من العقود مع هذه الفتاة أمامي ؟
أحسست بصداع خفيف أثناء التفكير بالأمر..
تذكرت الحالة الشاحبة لآدا مؤخرا و كيف كانت تغلق على نفسها ..
فقط مالذي يجري بحق ؟
أحسست بيد تمسك بي عندما لم أستطع إخفاء تعابير الحيرة على وجهي ..
“بلو ..”
كانت تمسك بيدي ، ريم أحبت ما كان يحدث .. أشارت الي للتجول قدر ما أشاء داخل المكتبة ..
“يمكنك البقاء هنا قدر ما تريد ، لكن بمجرد مغادرتك فلربما لن تتمكن من العودة لذلك إستثمر وقتك بحكمة ، لورد ستارلايت”
ضحكت ريم قليلا قبل أن تتابع ..
“لكنني أشك نظرا لمدى تعلق ازورا بك ..”
“صحيح ..”
إستمعت لكلماتها بجدية .. كنت أنوي أن أجعل الأمر يستحق ..
أثناء صعودي رفقة بلو إلى الطابق العلوي إستوقفتني ريم فجأة..
“اوه .. لورد ستارلايت ، إعذرني على وقاحتي لكنني أنصحك بمراقبة ظلك مستقبلا ..”
عبست بمجرد سماع نصيحتها ..
“ظلي ؟”
إبتسمت ريم ملوحة لي أنا و بلو ..
قبل قليل عندما قفزت رفقة بلو ..
توهجت البوابة لتمتصني رفقتها ..
لكن البوابة طردت شيئا معينا .. أو شخصا لأكون دقيقا ..
شاب يكثنفه السواد قد سقط ارضا بعدما تم رفضه ..
“اللعنة .. لقد تم كشفي ..”
…
…
…