منظور الشرير - الفصل 8
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
…
…
…
تجولت رفقة آدا داخل أروقة القلعة الهائلة لعائلة ستارلايت .
كنت في حالة من الرهبة جعلتني أمشي حذرا على الدوام و لم أستطع الاستمتاع بفخامة المكان بسبب ذلك .
أحسست بشكل غامض بهالات جبارة تضغط علي من بعيد ، و كأن الاف الابر تنقر علي من كل مكان …
لم أستطع تقدير عددهم حتى .. عدد الأماكن التي إحتوت على هذا العدد من الوحوش في مكان واحد كانت على الاغلب تعد على الأصابع..
مشيت مطأطئ الرأس مدركا أنني كنت مراقبا من طرف هؤلاء العمالقة لذلك لم اجرؤ على القيام بأي شيء غبي … على الأقل ليس الأن .
كانت آدا تلتفت من حين الى اخر لتتفقدني و قد لمحت بعض الشفقة على تعابيرها لكنها لم تقل اي شيء و لم أفعل أنا الأخر .
من حين لآخر كنا نقابل بعض الأشخاص على طول الطريق ، كانت عائلة ستارلايت ضخمة فبجانب العائلة الرئيسية تواجدت العديد من عائلات الفرع .
لذلك كان من الطبيعي مقابلة هذا العدد من الأشخاص ، أنحنى معظمهم بأدب امامنا لكن أي شخص سيستطيع ملاحظة النظرات السامة التي كانو يرمقونني بها .
أحيانا أتساءل لماذا كره فراي لهذه الدرجة ، لكنني كنت أعرف الاجابة بالفعل لأنني إمتلكت ذكرياته .
إذا لم تخني الذاكرة فأول محاولة إغتيال تعرض لها فراي في القصة الأصلية كانت بعد دخوله المعبد ..
رغم أنه يموت في كل مسارات القصة الى أنه دوما ما بقي حيا طوال الثلث الأول من القصة بما أنه كان الشرير الرئيسي اثناء احداث السنة الأولى من المعبد .
لذلك يفترض أنني لم أكن أواجه خطر الموت ما لم اقم بشيء غبي ، بعد كل شيء من في هذا العالم يجرؤ على العبث مع عائلة ستارلايت ؟.
“حسنا حسنا أنظرو من لدينا هنا … أليس هذا عار العائلة الأوحد؟”
تم قطع حبل أفكاري من قبل صوت ذكوري صادر من الأمام ..
تتبعت الصوت لتسقط عيني على فتى يقف في نهاية الرواق ، شعر أبيض ناصع مع تسريحة مستديرة و أعين رمادية … إرتدى ملابس انيقة أرستقراطية بمزيح مثالي من الأزرق و الأبيض و الرمادي .
خلفه وقفت فتاة جميلة بنفس الصفات ما عدا أنها كانت أقصر منه ، لم أحتج لأن أكون عبقريا لأعرف أنهما كانا شقيقين من الشبه بينهما و الطريقة التي وقفت الفتاة في الخلف و رأسها يتدلى الى الجانب ..
‘من كان هذا ؟ و مالذي قاله للتو ؟ عار العائلة ؟’
جلت داخل ذكريات فراي لأعرف من كان لكن آدا التي كانت تقف في الأمام قد أخذت زمام المبادرة كالعادة ..
“مضى بعض الوقت … إيموند ، و كلانا …لقد كبرتما بشكل رائع ..”
‘آه نعم … كان الإثنان أمامي توأمين ، أبناء عم فراي … كلاهما في مثل سنه ..’
ردا على آدا قامت الفتاة بإيماءة و إبتسامة خبيثة على وجهها ، بالمقابل تقدم الفتى إيموند بخطوات خفيفة ..
“لقد أصبحتي أجمل بكثير آنسة آدا ، إنه لأمر رائع أن أراك ثانية … لكن للأسف كنت أتحدث مع فراي “
أشار إيموند بخفة نحوي “ما الأمر يأبن العم؟ لماذا تختبئ وراء أختك ؟ ألست رجلا؟ ها؟”
وووووو
أنظر الى هذا ، لم أتوقع أن أرى شخصا يتحدث بهذه الطريقة مع فراي من قبل… لا أتذكر أنني كتبت أي شيء عن التوأم أمامي … ما يعني أنني كنت اواجه المجهول حاليا … شخصيات وجودها مثل عدمه ..
وقفت بجانب آدا بابتسامة …”نعم نعم ، أنا هنا يأبن العم كيف كانت احوالك؟”
عبس إيموند قبل أن يبستم بطريقة متكلفة هو الاخر “أرى أنك سعيد جدا لترسم مثل هذه الابتسامة ، هل منصب اللورد مغري لهذه الدرجة ؟”
هززت كتفي ردا “نعم أكاد أموت من السعادة ، في الحقيقة أنا سعيد لدرجة أنني أريد الصراخ بصوت عالي قائلا ‘أنا اللورد’ ليسمعني الجميع …ألست سعيدا أنت الاخر ايموند ؟..”
بخطوتين إلى الامام وقفت بالصدر للصدر أمام إيموند ..”إبن عمك الحبيب سيصبح لورد هذه العائلة رسميا … لابد أنك ترغب بالبكاء فرحا بهذه المناسبة …ألست محقا ؟”
ظهرت زوبعة على وجه إيموند بحيث أن ملامحه تحولت من السخرية الى العبوس ثم العضب .
من الجانب أظهرت أخته كلانا وجها مرحا و كأنها تشاهد عرضا جيدا ، أما آدا فبدت و كأنها على وشك التدخل في حال حدوث شيء ما ..
قام إيموند بخطوة هو الاخر واقفا أمامي و كأننا على وشك تقبيل بعضنا البعض ..
“هوي فراي … الا تخجل من نفسك ؟ بعد كل ما فعلته و مؤهلاتك المثيرة للشفقة … رغم كل شيء لازلت تظهر وجهك هنا ..”
“أحقا تظن أنك ستأخذ منصب اللورد؟ عديم اسلوب مثلك … لعين مثلك ..” كان إيموند غاضبا حقا بالمقابل واصلت الإبتسام .
“نعم أنا أفعل … بعد كل شيء من هو مؤهل أكثر مني ؟ أنت ؟”
إستجابة لإستفزازي صرخ إيموند “نعم أن”
لكن قبل أن ينهي كلامه أوقفته يد نحيلة من الخلف … وضعت كلانا يدها بنظرة خطيرة على وجهها … على الفور أوقف إيموند نفسه مستعيدا هدوءه ..
تراجع هذا الأخير بضع خطوات الى الخلف قبل أن يضحك بخفة ..
“إذا يا فراي … تقول أن مستعمل خاصية ظلام مثلك مؤهل اليس كذلك ؟”
“ربما أكون و ربما لا … من يعلم ؟”
كنت بشكل واضح أستفز إيموند كلما سنحت لي الفرصة لكن هذه المرة يبدو أنه أتى بخطة مضادة لأنه سرعانما إبستم بمكر .
“اذا لماذا لا تثبت جدارتك؟ فراي؟”
“هممم ؟ و كيف نفعل هذا ؟”
“هذا بسيط ..”
أشار إلي ثم الى نفسه قبل أن يلقي بكلامه …”أنا و أنت … واحد لواحد ، أريد أن أعرف مدى قوة لورد العائلة هلا فعلنا؟”
برؤية موقف إيموند الواثق لم أستطع سوى أن أعبس ..
ألقيت بنظرة سريعة على خصره حيث كان ينام سيف طويل داخل غمده .
أمام إيموند الذي ظن أنه حشرني في الزاوية أملت رأسي بطريقة جاهلة ..
“و لماذا سأفعل شيئا كهذا؟”
“ماذا قلت؟”
“أخبرك أنني لست مضطرا لإثبات أي شيء لأمثالك … أيموند . و الأن فالتفسح الطريق ليس لدي اليوم بأكمله للعب معك.”
تجاهلت إرتباك إيموند و شققت طريقي مناديا آدا ..
“هيا بنا .. آدا “
“نعم”
في لحظة تركنا التوأم خلفنا و إتجهنا الى الامام بالفعل
لم يستطع إيموند تمالك نفسه حيث دوت صرخته “فراي أيها الجبان! عد إلى هنا .”
حسنا لقد كان يخاطب صنما لأنني لم ألتفت حتى النهاية .
..
بإلقاء نظرة من الجانب تحدثت آدا …”لقد تعاملت معه بشكل جيد هناك ..”
هززت كتفي ..”أفترض هذا ..”
كان إيموند مجرد طفل لذلك كانت هذه هي أفضل طريقة للتعامل معه … بعد كل شيء لم أكن متفرغا لمجالسة طفل في 16 من عمره ..كما أنني كنت متأكدا من حقيقة أنني سأخسر في حال مواجهته .
لم أكن أعرف مدى قوة إيموند … لكنني كنت واثقا من أنه كان أقوى مني … جميع أفراد عائلة ستارلايت يستعملون أسلوب “غبار النجوم” الخاص بالعائلة الذي من أدنى شروط إستعماله إمتلاك خاصية الضوء .
أمام إيموند الذي على الاغلب أمضى طفولته بأكملها بالتدريب كانت خسارتي امرا مفروغا منه على الرغم من تدريبي طوال الشهر المنصرم و رفع رتبتي الى F الا أنها لا تزال لا شيء مقارنة بأبناء العائلة الآخرين.
في المقام الأول لقبت بالعار بسبب خاصية الظلام … لكنها كانت الخاصية المثالية للأسلوب القتالي الذي أستهدفه … لذا لنرى من سيضحك في النهاية.
…
…
بعد تجاوز التوأم وصلنا أمام باب ضخم زين برموز عائلة ستارلايت ..
“فراي هذا مكتب وصي العائلة ..”
“وصي العائلة ؟” كنت مجبرا على السؤال … رغم إمتلاكي لذكريات فراي الا أنها كانت أشبه بالملف الضخم الذي يحتوي على كمية لا حصر لها من المعلومات .
إستطعت دخوله لكن كان من الصعب العثور على ما أردت داخل كومة الفوضى تلك .
يبدو أن آدا قد إعتادت على جهلي لأنها أجابتني بتعبير فارغ .
“وصي العائلة …. هو الأقوى بعد مجلس الشيوخ ، خدم العائلة لعقود … رغم أنه يعتبر مجرد خادم عمليا الا أن قوته كانت كافية ليعامل باحترام داخل العائلة … بعد كل شيء هو دخل الرتبة S- منذ بعض الوقت ..”
إتسعت عيني كرد فعل لا إرادي … مجرد خادم رتبة S- ؟
رتبة كهذه ستجعله بطلا مصنفا في الخارج … لكن رغم ذلك هو فقط خادم داخل عائلة ستارلايت …
ربما إستخففت بهذه العائلة بعد كل شيء ..
نقرت آدا بخفة على الباب و على الفور فتح كاشفا عن ما قبع بالداخل .
مندهشا من الاستجابة الفورية رأيت رجلا عجوزا واقفا هناك كالرمح إرتدى بذلة توكسيدو سوداء يقف بطريقة أنيقة ، إرتدى قفازات جلدية بيضاء حيث أن اليد اليسرى كانت على مقبض الباب أما اليمنى فخلف ظهره .
لحية خفيفة غطت ذقنه ، شعره الطويل مربوط من الخلف و نظرته الحادة كانت تمسحني من الأعلى الى الاسفل ..
“آنسة آدا… لورد فراي ..”
إنحنى الخادم بأناقة و أشار بيده الى الداخل …
“يرجى الدخول .. لقد كنت أنتظركما .”
“شكرا لك ، فولكان .”
إبتسمت آدا بينما أومأت بخفة أنا الاخر و دخلنا المكتب ..
أن يستقبلني مستيقظ من الفئة S بهذه الطريقة … كنت أشعر أن شيئا ما كان في غير محله عندما أتذكر أنني كنت مجرد فئة F ..
جلس كلانا فوق أريكة أنيقة بينما جلس الخادم فولكان أمامنا و طاولة بيننا .
في الخلف تواجد مكتب أنيق و بالجانب باب يؤدي الى حمام متصل على ما أفترض ..
كانت الغرفة واسعة و أنيقة ..
من الشاي فوق الطاولة و مختلف المقبلات أدركت أن فولكان كان ينتظر وصولنا بالفعل … كل شيء وضع فوق الطاولة بدا و كأنه جهز في اللحظة الاخيرة قبل دخولنا ..
لم أستطع سوى أن أثني على مدى دقته ..
عندما رأيت فولكان يرفع كأسه فعلت المثل و تذوقت ما أعده الخادم العجوز و إندهشت من حقيقة أنه كان ألذ شاي تذوقته في حياتي ..
حاولت ضبط نفسي و أعدت إنتباهي للخادم العجوز الذي على ما يبدو لم تسقط عينيه عني منذ البداية …
حاولت آدا كسر الأجواء الباردة و أخذ زمام المبادرة ..
“أرى أنك كنت بانتظارنا … فولكان .”
“بالفعل … لقد كنت أراقبكما منذ لحظة وصولكما … آنسة آدا .”
“كما هو متوقع من الوصي .”
‘اذا لم أكن مخطئا … كنت مراقبا بعد كل شيء ‘ تنهدت داخليا محاولا الهروب من نظرات الخادم التي رفضت أن تتركني .
قام الوصي بضم قبضيته منحنيا إلى الامام …
“أفترض أنكما هنا من أجل مراسم تنصيب اللورد بطبيعة الحال ..”
أومأت ردا على ذلك ..
“إتباعا لتقاليد العائلة سيمثل اللورد فراي أمام شيوخ العائلة في مجلس سيحظره أغلب أفراد عائلة ستارلايت ليشهدو على ولادة اللورد الجديد ..”
أدار فولكان رأسه نحوي قبل أن يواصل …
“يحق لك إحضار مرافق واحد معك أثناء مثولك أمام المجلس ، ستدخل في حوار مفتوح مع شيوخ العائلة قبل أن يتم تعيينك رسميا لوردا لعائلة ستارلايت ..”
“هل كلامي واضح حتى الان ؟”
أومأت ثانية .. لم أستطع قول أي كلمة أمام هذا الخادم العجوز ..
“جيد جدا … سيقام المجلس غدا أما اليوم فلدينا حفلة بسيطة بمناسبة بلوغك سيدي فراي ..”
“لكم حرية فعل ما أردتم و قد تم تجهيز غرفكم بالفعل … بهذا أظنني أنتهيت من شرح جدول سيادتكم ..”
أومأت للمرة الثالثة بينما إبستمت آدا بتهذيب .
“نعم لقد فعلت … شكرا لك “
إستدارت آدا نحوي ..
“اذا أظننا إنتهينا هنا اليس كذلك ؟”
حاولت آدا حثي على الخروج من الغرفة بسبب المزاج الخانق لكن سرعانما أوقفها فولكان ..
“قبل ذلك … آنسة آدا ، هلا سمحتي لي بدقيقة مع اللورد فراي؟”
جفلت آدا لثانية قبل أن تنظر الي … لم أكن أنا الأخر احسن حالا لأنني لم أتوقع هذا و لم أعرف ما أراده الخادم العجوز ..
و ها أنا ذا أومئ للمرة الرابعة لكن لآدا هذه المرة ..
‘لا بأس … دعنا نرى ما لديك أيها الرجل العجوز ..’
خرجت آدا من الغرفة مترددة و تركت وحيدا رفقة الخادم العجوز .
مرت دقيقة صمت بيننا … حتى و لو كان خادما ، لم أجرؤ على قول الكلمة الأولى… لقد كان أكبر مني حتى و لو جمعت عمري في السابق مع الحالي … كما أنه يستطيع قتلي بنقرة من اصبعه ..
تلاعب الخادم فولكان بالكوب في يده..
“لورد فراي … هل تعلم من أكون ؟”
تركت وجهي خاليا من المشاعر و أجبت.
“أنت الوصي الاعظم لهذه العائلة .”
“هذا صحيح .” أومأ فولكان .
“لكنه خاطئ أيضا.”
“خاطئ؟” تساءلت عن ما عناه فولكان خصوصا مع إفتقاري للمعلومات .
“نعم … يمكن للناس مناداتي بما ارادو … وصي ، محارب فولكان .. لكن كل هذا لا يهم ..”
“أنا كنت و سأظل خادم اللورد .”
“خادم اللورد” أنا تمتمت .
“هذا صحيح .. “
“أي أنني سأكون خادمك إبتداءا من الغد ..”
مستيقظ من الفئة S- خادما لي ؟ كنت على وشك الذهاب بعيدا في معنى تلك الكلمات قبل أن يستوقفني فولكان ..
“دعنا نتكلم قليلا عن اللوردات من قبلك … سيدي فراي .”
وقف فولكان و إتجه الى مكتبه بيديه خلف ظهره .
“لقد كنت خادم اللورد الثاني ، إيزان ستارلايت .. جدك على أواخر حياته … و خدمت اللورد الثالث أبراهام ستارلايت … والدك طوال فترة حياته … ولازلت حيا لأخدمك .. هل تعلم ما عناه هذا ؟”
بقيت صامتا و لم أقل أي شيء ، لم أكن أعلم الكثير عن الاشخاص الذين تكلم عنهم و لم أفهم ما عناه بكلامه .
لحسن الحظ أجاب فولكان على نفسه و لم ينتظر اجابتي ..
“هذا يعني أنني مجرد خادم فاشل .. غير كفؤ بقي حيا حتى النهاية بينما مات سيده . وليس مرة بل مرتين ..”
إستدار فولكان و واجهني ثانية .
“كان كل من جدك و والدك محاربين عظماء ، أشخاص فاضلين أفنو حياتهم من أجل هذه العائلة ، و هذا العالم على حد سواء ..”
“مات كلاهما داخل ساحة المعركة منقذين روحا عديمة الفائدة مثلي روحي و عشرات بل مئات الاف الأرواح الاخرى .”
كان فولكان يقف أمامي الأن على بعد خطوات قليلة بحيث أنه محى المسافة بيننا بطريقة ما ..
لم يأبه فولكان لإرتباكي لأنه واصل كلامه ..
“لكن ماذا عنك … لورد فراي ؟”
جفلت بسماع سؤاله ..
“ماذا عني ؟” أجبت بسؤال .
“لورد فراي … أخبرني مالذي تراه ؟”
“مالذي أراه ؟”
إتسعت عيني على مصرعيهما و إرتجفت شفتي بقوة عندما رأيت و أحسست بما كان يحدث .
بدأت الغرفة تهتز بشدة عندما سقطت علي هالة مدمرة لمقاتل من الفئة S-
إنتشرت قوة مرئية غرق فولكان بداخلها … إختفى الخادم العجوز بالداخل و بقيت أعينه تلمع خلف ستار الأورا المدمر الذي وجهه نحوي .
لم يتحرك جسدي و تجمدت مكاني أنظر إلى الكارثة أمامي .
لأول مرة داخل هذا العالم… شعرت بالخوف ..
“فراي ستارلايت … هذا الخادم العجوز لديه أمنية واحدة في حياته ..”
“هذه المرة … أريد أن أموت قبل سيدي التالي ..”
“لكن تأكد من كلامي … إذا بأي حال من الأحوال ..”
كانت شدة الضغط تزيد مع كل كلمة ما هدد بتفجير جسدي الذي كان في الفئة F فقط ..
“إذا تسببت في فناء هذه العائلة التي ذرف أسيادي الدم من أجلها ..اذا أهنت تراثهم … إذا جلبت العار لإسمهم … فتأكد !”
“أنني سأقتلك ثم أقتل نفسي بعدها…”
إتستعت عيني و أنا أنظر الى هذا الوجود المرعب … شعرت بقلبي ينبض بجنون و بقية جسمي يرتجف دون توقف ..
“ها ..
هاها ..”
“ههههههههههههههههه”
سمعت صوت طرق الباب من الجانب حيث أن آدا كانت تحاول الدخول لكن قوة العجوز منعتها ..
سمعت صوت ضحك في المكان … لكن لم يكن مصدره العجوز … إنتظر … العجوز على العكس … هو كان يظهر وجها أكثر عبوسا .
أوه … يبدو أنني كنت الشخص الذي يضحك .
مالذي قاله للتو ؟ يقتلني ..اه لقد تذكرت. .
فتحت كلتا يدي على مصرعيهما و صرخت بأعلى صوت إستطعت شحذه ..
“هيا إفعلها ! أقتلني !”
“مالذي؟” لم يصدق فولكان ما سمعه ..
يابن السافلة العجوز من ذا الذي أراد العيش في المقام الأول ؟!
أنا مجرد شخص يعيش على خيط رقيق من الأمل ، مجنون يجري وراء نقطة ضوء في نهاية نفق مظلم ..
“هل تظن أنني أريد الحياة في هذا العالم اللعين ؟ هيا إفعلها … على الأقل لن أضطر للقيام بشيء مجنون كالذي أنوي على فعله ..”
قاومت الرعشة التي أصابت جسدي و حشدت إبتسامة مرعبة في وجه العجوز ..
“هيا أيها اللعين… إفعلها ! ..”
سحقا لك و لأسيادك …
فجأة أوقف فولكان نفسه و إختفى الضغط الجنوني .. على الفور إنحنى فولكان 90° و إعتذر بصوت عالي ..
“أعتذر .. لورد ستارلايت … يرجى معاقبتي !”
إعتذر فولكان على الفور و تعابير الدهشة لا تزال على وجهه … لم يتوقع ردة الفعل أبدا … خصوصا من الجبان فراي..
“أعاقبك ؟ إنهض أيها العجوز … أنا لست سيدك .”
رفع فولكان رأسه بينما نهضت من مقعدي ..كانت آدا قد دخلت على عجل هي الاخرى ..
نظرت ببرود نحو فولكان ..
“لا أحتاج لخادم و لم أرغب بواحد في المقام الأول…لا تخف لست أنا من سيكون اللورد في المقام الأول..”
جفل فولكان العجوز..
“مالذي تعنيه ؟”
“ستحصل على إجابتك غدا .”
دون إنتظاره للإجابة خرجت من الغرفة تاركا فولكان خلفي …
“فولكان ..”
خاطبت آدا الخادم العجوز بتعبير ساخط …”لقد تجرأت على تهديد أخي .. تأكد أنني لن أنسى هذا..”.
على الفور تبعتني آدا تاركة فولكان المحتار في الخلف ..
لم يصرف هذا الأخير إنتباهه عن ظهري حتى النهاية …
كان يدور في رأسه سؤال واحد … ‘مالذي حدث للورد فراي ؟’.