منظور الشرير - الفصل 78
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
تنويه مهم قبل بداية الفصل :
هذا الفصل بالذات عرض أفكار لن تناسب الجميع .. كما أنه ليس مناسبا لكل الفئات العمرية خصوصا الأطفال..
الأمر يتعلق بالأفكار التي قدمها .. إذا كنت من الأشخاص الذين يتحسسون المواضيع التي تتحدث عن الإنتحار ، الإغتصاب و الأمور اللا أخلاقية فلا تقرأ هذا الفصل ..
لم أصف لك أي مشاهد جنسية أو عري كن مطمئنا ، الأمر هنا عن الأفكار نفسها التي قدمها الفصل .. كما أسلفت الذكر هي لن تناسب الجميع و لا من هم في سن صغير .. وجب علي التنويه ..
الماضي يعرض الكثير .. تفاصيل يتناساها العديد من الأشخاص ..
أحيانا تكون تلك التفاصيل المنسية مقززة لدرجة أنك سترغب بنسيانها في كل مرة ..
يمكن للإنسان أن يتغير بين ليلة و ضحاها ، و أحيانا تكون الرغبات داخل قلب الرجل مدمرة ..
أمام آدا و ريم ، لعبت تلك الطفلة طوال اليوم ..
كانت حيوية لدرجة أن إبتسامتها لم تفارق وجهها إطلاقا ..
“هل هذه حقا سيرس مونلايت ؟”
و كأنهما شخصان مختلفان تماما ..
إحداهما كانت تمثالا جليديا تكاد تنعدم المشاعر منه .
أما الأخرى فكانت طفلة حيوية مشرقة لدرجة أنها جعلت من حولها يبتسم تدريجيا ..
“هذا لأن روز كانت في الجوار ”
بوجود أختها الكبرى بجانبها ، كانت تعيش أفضل أيامها ..
روز لعبت دور الأم و الأخت لها ، و قد أتقنت دورها جيدا..
برؤية كم كانت الأخوات قريبات من بعضهن البعض شعرت آدا ببعض الفراغ لأنها قارنت تلقائيا ما رأته بنفسها هي و فراي ..
للأسف ، بفضل شخصية أخيها الشائكة سابقا هي لم تستطع أبدا بناء هذا النوع من العلاقات معه ..
رغم أن الأمر لم يكن بيدها إلا أنها شعرت بالذنب نوعا ما تجاه فراي ..
حتى و لو كان حثالة الأرض سابقا .. إلا أنه تغير كثيرا مؤخرا ..
لربما .. لو بقيت بجانبه بالماضي لكانت جعلت ذلك التغيير يحدث بوقت أبكر ..
لكن لا فائدة من التحسر على الماضي .. بل يجب التركيز على الحاضر و المستقبل و هذا ما كانت آدا ستارلايت على دراية به …
ريم كانت منتبهة بشكل خاص لتقلبات المشاعر و الهالة من حول آدا لذلك هي لم تحاول ازعاجها بل فقط واصلت محاولة فهم قلب اللورد الحالي لعائلة ستارلايت..
هذه كانت هوايتها بعد كل شيء ..
لحسن الحظ ، نزوات آدا لم تدم طويلا لذلك تمكنت ريم من عرض بقية أحداث الماضي بسلاسة ..
“روز مونلايت بجانب شخصيتها اللطيفة و جمالها الذي جعلها محط انظار الكثير .. هي إمتلكت أحد أعظم المواهب داخل العائلة بجانب أختها سيرس ”
تدريبها كان بطيئا بسبب إعتنائها بإخوتها الصغار سواءا سيرس التي كانت أختها الحقيقية أو بقية إخوتها من الأب فقط .
رغم تدريبها القليل ، إلا أنها تمكنت دوما من اللحاق بالركب بل و تجاوزت أحيانا اولئك الذين أفنو حياتهم من أجل التدريب ..
كانت إبنة أعظم متلاعب بالموجات داخل الإمبراطورية بعد كل شيء ..
كانت ذكية جدا ، لذلك هي إنتبهت نوعا ما لما كان يحدث داخل العائلة في الخفاء .. و هذا سبب تمسكها الشديد بإخوتها .. هي أرادت حمايتهم مما قد يأتي ..
لكنها لم تكن تعلم أن الكارثة لم تأتي سوى من قائد العائلة نفسه ..
تغير المشهد ليعرض دروغو مونلايت و هو يتخبط بشكل غريب فوق مكتبه ..
كان وحيدا بينما التفت خيوط الشيطان بشكل أقوى حول رقبته ..
مثل شخص مجنون ، كان في حالة غريبة يجلس و يرتعش باستمرار بينما تمتم بشيء ما ..
“أنا آسف ، أنا آسف ، أنا آسف ، أنا آسف”
واصل الإعتذار بشكل غريب بينما تكلم مع نفسه طوال الوقت ..
أحيانا كان يلوح باستمرار في محاولة منه لضرب شيء ما بينما يصرخ “إبتعدو”
أيا كان ما رآه ذلك الشخص ، فقد بلغ دروغو مرحلة اللاعودة منذ زمن طويل ..
آدا لاحظت بشكل غريب وجود بعض الازهار السوداء فوق مكتب دروغو و بأماكن متفرقة داخل الغرفة لكنها لم تعر الأمر الكثير من الإنتباه لأن تركيزها كان منصبا تماما على الرجل امامها..
كل شيء كان يسير في إتجاه خاطئ..
إلى أن جاء اليوم الذي دخل فيه أحد أبناء دروغو مكتبه للزيارة ..
كان مجرد فتى في السابعة من عمره في احسن الاحوال..
مجرد صبي جاء ليعرض على والده آخر إنجازاته ..
“أبي ! أنظر”
شكل الفتى كلتا ذراعيه مع بعضهما البعض للتشكل المياه على هيأة زهرة تم تتجمد تلك الزهرة ببطء لتصنع شكلا جميلا تطلب مقدارا معينا من التحكم بالأورا…
دروغو رأى كل شيء بأعين فارغة و دوائر داكنة تحت عينيه .. كان يبدو مخيفا نوعا ما ..
لكن إبنه لم ينزعج أبدا.. لقد كان والده في النهاية ..
ببطء ، تحرك دروغو من على كرسيه متجها نحو إبنه ليعانقه ببطء ..
دروغو لم يستطع نطق إسم ذلك الإبن حتى ، فقد كان واحدا من بين العديد من الأبناء الاخرين لدرجة أنه لم يتكبد عناء تذكره ..
بعناق خافت ربت على شعر إبنه ممسدا إياه ..
الإبن شعر بالسعادة تلقائيا لأنه حصل على ما جاء من اجله..
لكن والده لم يفلته أبدا .
بجانب اذنه هو همس له ..
“آسف ”
داخل أعين دروغو ، هو لم يعد يرى طفلا بعد الأن ، بل كان يرا مجرد شيء ما يكتنفه الظلام مرسلا مختلف الهلاوس إلى عقله ..
حدث الأمر بسرعة عندما إخترقت قبضة دروغو صدر الفتى الصغير لتخرج من ظهره و الدماء القرمزية تغطيها تماما ..
الإبن الصغير شهق سحابة من أنفاسه الدافئة ، ثم جرعة من الدماء الحارة التي أصبحت باردة بشكل تدريجي ..
كان ينظر إلى والده الذي واصل الإعتذار باستمرار ، مد الطفل يده ببطء محاولا قول شيء ما ..
نظرته حملت الكثير من الألم الذي لم يتسطع عقل طفل صغير إستعابه ، لكن الحياة لم تستمر لوقت طويل قبل أن تفارقه ..
بمجرد حدوث ذلك ، تجمدت جثة الطفل الصغير ثم تحطمت إلى مجرد غباء بارد ..
بقي دروغو راكعا على كلتا ركبته لبعض الوقت متمتما بكل أنواع الكلمات قبل أن ينهض و نظرة مظلمة على وجهه..
كان يمشي مثل السكير بين أروقة القلعة ، كانت القلعة التي انشأتها السيدة سميراميس أشبه بمدينة صغيرة و هذا المكان كان الجانب الخاص ب دروغو و عائلته
.. لذلك لم يتواجد غيرهم هنا ..
مع كل خطوة ، كانت آدا تلمح المزيد من تلك الزهور السوداء ما جعل الأمر يثير ريبتها أكثر و أكثر..
لكنها لم تستطع الكلام عن الأمر بسبب ما كان يحدث أمامها ..
واحد تلوا الاخر ، بدأ قصر عائلة مونلايت النقي يتلطخ بالدماء ..
بتعبير مرتعش تمتمت آدا..
“هذا جنون..”
الأطفال ، الكبار .. دروغو بدأ يذبحهم الواحد تلوا الأخر ممزقا إياهم ..
كلما إنتهى من أحدهم كان يحوله إلى تمثال جليدي ليتبخرو بعد ذلك و يصبحو مجرد قطع ثلج صغيرة ..
دروغو كان الأن يتمتم بطريقة غير مفهومة ، كلماته كانت غريبة .. لغة لم يسمعها أحد من قبل ..
لكن وقعها كان مرعبا ..
دروغو على نحو غريب لم يهاجم سوى الذكور و لم يلمس الاناث ..
كان أبناؤه كثيرين لدرجة مثيرة للسخرية ، لكنه واصل قتلهم ..
إستجابة لذلك ، بدأت أصوات الصراخ تتعالى منذرة بالمجزرة التي كانت تحدث ..
أصوات من شدة علوها يفترض أن يسمعها ليس فقط من كان بداخل القلعة ، بل وينترفيل بأكملها ..
لكن لسبب ما ، مهما صرخ للاطفال و حاولو طلب النجدة .. لم يأتي أحد .
كانو لوحدهم تماما بذلك الجانب من القلعة ..
حاول العديد من الأبناء المقاومة ، لكن من سيقاوم مستيقظا في الفئة SS+ ؟
ثم قامو بالعكس .. هربو منه ..
لكن حواجز من جليد أصلب من المعدن قد أغلقت طريقهم ..
كانت قوة ذلك الجليد و متانته من الفئة S و أعلى لذلك كان من المستحيل عليهم تحطيمه ..
لم يكن أمامهم خيار سوى تقبل حقيقة انهم كانو محتجزين رفقة ذلك الوحش ..
آدا ، ريم .. كلاهما شاهد بصمت إلى أن تكلمت آدا بصوت خافت ..
“لماذا لم تفعلي شيئا ؟”
“المعذرة ؟”
سألت ريم لأن صوت آدا كان خافتا جدا..
كرد فعل إنفجرت آدا بوجهها ..
“لماذا لم تقومي بأي شيء ؟؟ الست أداتا تركتها المؤسسة نفسها ؟ لماذا جلستي هناك تراقبين مكتوفة اليدين ؟”
لأول مرة .. ظهر تعبير مرير على وجه ريم ..
“هل تظنين أنني أشاهد رغبة مني ؟”
“هاه ؟”
هزت ريم رأسها بينما شدت قبضتيها بشدة ..
“كل قواي و قدراتي موجودة داخل المكتبة فقط .. لا أستطيع التدخل في العالم الخارجي .. ولا أستطيع مغادرة المكتبة ..”
“كل ما إستطعت القيام به هو المشاهدة فقط ..”
كانت ريم حساسة جدا تجاه هذا الموضوع بالذات ..
“أنا مخلصة لسيدتي ، لقد تركتني هنا لسبب .. تركتني مع نبوءة بين يدي .. نبوءة عن اليوم الموعود .. سنة تلوى الأخرى ، مرت السنوات و العقود و أنا انتظر هنا .. أنتظر ذلك اليوم ل 300 سنة لعينة ..”
بقيت آدا صامتة أمام ريم التي كانت ترتعش بشدة ..
“لا تحدثيني عن البقاء مكتوفة اليدين .. لأنني أكثر من يعرف ذلك الشعور .. شعور أن ترى كل شيء يتحطم ببطء دون القدرة على القيام بأي شيء ..”
فجأة سمعت الفتاتان صوتا قادما من بعيد ..
كلام ريم أنساهم للحظة انهم كانو لا يزالون داخل ذكرى ..
تحرك الإثنان نحو المصدر ، ليرو فتاتا شابة تدافع عن بعض الأطفال الذكور ..
كانت روز ..
روز مونلايت قد وقفت بشجاعة أمام ذلك الوحش امامها..
من مكانهم ، تمكنت آدا و ريم من رؤية ذلك الارتعاش الذي طال جسدها .. كانت خائفة .
لكن رغم كل ذلك هي وقفت أمامه .. مناشدة إياه أن يتوقف..
كل شيء كان مفاجئا جدا لدرجة أنها لم تستطع إستعاب الأمر..
دروغو كان مجرد وعاء لبعض الأفكار المسمومة حاليا ، أي محاولة للتواصل معه الأن كانت دون جدوى ..
و هذا ما فهمته روز ..
حاولت إيقافه بالقوة ، لكن مالذي سيفعله مستيقظ في الفئة C مثلها ضده؟ ..
هو أبعدها بتلويحة واحدة من يده فقط ..
إصطدمت روز بالأرض مستشعرة الألم من ضربة دروغو الخفيفة ..
أمام عينيها ، هو قتل كل الأطفال الذين إحتمو خلفها قبل قليل وسط صرخاتهم المستمرة ..
لم تستطع روز سوى كتم دموعها ثم الهرب بعيدا ..
دخلت إلى غرفة معينة .. كانت غرفة لطيفة بسريرين ..
إتجهت فورا إلى خزانة معينة .. قامت بفتحها لتجد فتاتا تجلس هناك معانقة ساقيها بخوف ..
“أختي .”
نادتها صوت مرتجف لتعانقها روز ..
“لا بأس … أختك هنا ..”
عانقت روز أختها سيرس بشدة ..
بقيت كلتاهما على تلك الحالة لساعات يسمعن من حين لآخر أصوات الصراخ ..
و بعد ما بدى أنه سيستمر إلى الأبد .. توقفت الأصوات لتعلن نهاية المجزرة ..
في تلك الليلة ، قتل دروغو كل الذكور الذين نادوه بأبي ..
دماؤهم كانت كثيفة لدرجة أن الجليد النقي قد إتخذ صبغة حمراء جديدة ..
بعد فعلته الشنيعة تلك ، دروغو أغلق على نفسه داخل مكتبه و لم يرو وجهه لبعض الوقت منذ ذلك اليوم ..
لكن الحواجز التي أغلقت عليهم بالداخل كانت لا تزال موجودة ..
لذلك هم أضطرو للبقاء هناك لعدة أيام محتجزين رفقته خائفين من اللحظة التي ينفتح فيها باب مكتبه ثانية ..
كان هذا كثيرا على أعصاب فتيات في سن صغير أمثال روز ناهيك عن من كان في نفس عمر سيرس و أصغر منها ..
كل هذا ، تم مشاهدته من طرف آدا و ريم ..
في هذه المرحلة كلتاهما إلتزم الصمت .. تعابيرهم قالت الكثير ..
خصوصا بأصوات النحيب من حولهم ..
روز ظلت طيلة الوقت رفقة سيرس ..
بقيت معها مضطرة للكذب عليها..
“كل شيء سيكون على ما يرام ..”
هذا ما أخبرتها به على الدوام ..
“مالذي حدث بالخارج ، ما كانت أصوات الصراخ تلك؟”
كان هذا هو السؤال الذي طرحته سيرس ..
“يوجد بعض الأشرار في الخارج .. علينا الإختباء إلى أن يتم التعامل معهم ..”
هذا أسوء شعور ممكن .. أن تضطر للكذب على الآخرين و طمأنتهم مخبرا إياهم أن كل شيء بخير بينما تعلم أنه ليس كذلك ..
خصوصا عندما سألتها سيرس .. لماذا لم يتعامل والدنا معهم ؟ اليس الأقوى ؟..
لم تعلم روز ما تقول ..
ثم بأحد الايام ، إنفتحت بوابة من العدم داخل الجليد الذي إحتجزهم ..
من خلالها .. عبر رجل واحد ..
فور دخوله ، إنسد الباب مباشرة خلفه …
سار ذلك الرجل بين الاروقة الدموية متأملا الجثث من حوله إضافة إلى النساء اللواتي رأونه بأعين متلألئة ..
رأو فيه الأمل .
ركضو إليه.. لكنه تجاوزهم جميعا مكملا طريقه نحو الغرفة التي اوت ذلك الوحش ..
فتح بجرأة الباب الذي لم يجرؤ أحد على الإقتراب منه ..
دخل بايلور مونلايت على اخيه دروغو ..
هو وجد مكتبه محطما تماما ..
دروغو كان يجلس بزاوية بينما كانت أصوات النحيب تصدر منه باستمرار .
سالت دموعه و جفت لدرجة أنها أستبدلت بالدماء ..
قام بخدش وجهه باستمرار لدرجة انه أصبح مشوها بالكامل .. كانت هذه هي الحالة التي وصل إليها لورد عائلة مونلايت..
“تبدو بحال جيدة.. اخي ”
رفع دروغو عينيه نحو أخيه و الدموع الدموية لا تزال تنزل باستمرار..
“أنا آسف ، أنا آسف ، أنا آسف ”
“أعلم .. دروغو .. أنا أعلم ”
إتجه بايلور نحو منتصف الغرفة بينما عبث بحقيبة كان يحملها معه…
“أقتلني .. أقتلني ”
إزدادت الدموع الدموية بينما ناشد دروغو أخاه أن يقوم بقتله ..
“لا أستطيع القيام بذلك .. دروغو .. ليس بعد ”
سحب بايلور بعض الازهار السوداء واضعا إياهم بأماكن مختلفة من الغرفة .. و ابتسامة غريبة على وجهه ..
“أنظر.. أحضرت لك هدية ..”
لسبب ما .. تشوه وجه دروغو أكثر بمجرد رؤيته لتلك الزهور ..
عبست آدا برؤيتها لنفس الزهور السوداء ثانية ..
“ما هذا ؟”
سألت بشكل عفوي لتجيب ريم ..
“تلك الزهور .. ليست أشياءا تنمو بكوكبنا هذا ..”
بمجرد وضعها ، بدأت الزهور باطلاق نوع غريب من الغبار الذي بالكاد يمكن رؤيته .. غبار إستنشقه دروغو ..
“لم أفهم ماهيتها في البداية .. لكن تلك الزهور أشبه بمسكر قوي يتلاعب بعقل من يستنشقه في حال توفر شروط معينة ..”
شروط تحققت في دروغو..
بدأت الخيوط الأن تتشكل مع بعضها البعض داخل عقل آدا..
“إذا كل ما حدث حتى الأن ؟”
أومأت ريم ..
“كان بسبب ذلك الشخص ..”
بايلور مونلايت .. اللورد الحالي لعائلة مونلايت..
غادر بايلور مكتب دروغو تاركا إياه بمفرده ..
أثناء مغادرته المكان هو التقى بروز مونلايت و غيرها العديد من النساء.
“أرجوك ! ساعدنا ”
“لقد فقد اللورد عقله ، قام بقتل الجميع !”
“من فضلك ”
بوجه متأسف طمأنهم بايلور…
“أنا أعلم ، سأفعل كل ما في وسعي للمساعدة ، للأسف أنا لا أقدر على هزيمة أخي لذلك سأعود مع المساعدة بكل تأكيد ”
بكلماته الفارغة ، ألقى لهم وعوده الكاذبة ليغادر المكان و كأنه لم يكن موجودا..
لكن المساعدة لم تأتي أبدا ، و بقيت الفتيات لوحدهن هناك مجددا..
روز كانت تخبؤ سيرس باستمرار داخل غرفتهم ، لذلك لم تكن هذه الأخيرة على دراية بما كان يحدث خارجا ..
كانت مطيعة جدا لاختها الكبرى ، اذا أخبرتها أن تبقى مكانها إلى الأبد فستفعل ..
لذلك لم تستطع سوى الوثوق بأختها حتى النهاية..
و بعد بضعة أيام ، إنفتح ذلك الباب ثانية ..
خرج دروغو ، و هذه المرة .. لم يقل شيئا و لم يتمتم بأي شيء..
لا أحد يعلم .. أي نوع من الأفكار المسمومة كانت تدور بعقله ..
بمجرد خروجه ، قام بإمساك أحد الفتيات الأكبر سنا و قام بسحبها معه إلى مكتبه ..
مقاومته كانت دون جدوى ..
لذلك لم يستطع أحد سوى المشاهدة من بعيد..
فور دخوله رفقة شخص ما إلى تلك الغرفة ، ستسمع فقط أصوات الصراخ..
لساعة كاملة .. هذا ما ستسمعه فقط ..
بعد ذلك ستخرج فتاة محطمة تماما من تلك الغرفة ..
الفتاة التي تخرج من هناك لن تنطق بكلمة .. ستبقى صامتة .. لكن إستنتاج ما حدث لها لم يكن بالأمر الصعب ..
في البداية النساء اللواتي كان زوجات له ، ثم الفتيات الأكبر سنا من بناته ..
لم يعد يفرق بعد الأن..
بعد تكرر الأمر عدة مرات ..
علم الجميع ما كان يفعله دروغو داخل تلك الغرفة ..
آدا و ريم بشكل خاص كانو يعرفون لأنهم رأو كل شيء ..
هو إغتصبهم و عذبهم بأسوء طريقة ممكنة .. و أكثر الطرق مذلة على الإطلاق..
أصبحو مجرد دمى مكسورة ، الكثير منهم لم يستطع التحمل.. و أي شخص قد يعيش مع إذلال كهذا ؟
أصبح مشهد أولئك الفتيات المعلقات على أغصان الأشجار ، مشهدا مألوفا الأن..
واحدة تلوى الأخرى ، إنتحرت العديد من الفتيات بعد عدم تمكنهن من تحمل الأمر بعد الأن..
خصوصا بناته .. كان الأمر كالجحيم لهم ..
وسط هذا الجحيم ، بقيت روز مختبئة رفقة سيرس ..
لم تعد تجرؤ على الخروج من الغرفة .. و كيف تفعل في ظل ما كان يحدث في الخارج ؟
كل ما إستطاعت القيام به هو تخبئة الأطفال الذين كانو في نفس سن أو اصغر من أختها .. كان ذلك جحيما لا يجب أن يروه أبدا…
كانت تتفقدهم من وقت لآخر ، ثم تعود إلى أختها ..
من جهة أخرى ، كان دروغو يخرج الأن لممارسة هوايته الغير أخلاقية الجديدة كل يوم ..
إلى اليوم الذي لم يجد فيه ضحية مناسبة بعدما أصبحت الجثث المعلقة على الأشجار كثيرة جدا ..
لكنه كان يعرف أن المزيد كان مختبئا ..
“هذا يكفي .. لا أريد رؤية المزيد ..”
آدا بلغت حدودها الأن .. نفسيتها كانت على الحافة ، فما أدراك بأولئك الأشخاص الذين عانو من الأمر مباشرة..
لكن ريم هزت رأسها فقط ..
“للأسف.. نحن مضطرون لرؤية هذا ..”
خرج دروغو من غرفته ..
خطوة واحدة تلوا الأخرى..
آلاف الخيوط الشيطانية تغطيه و تقوده إلى مكان معين ..
خطواته كانت ثقيلة ، لكنها كابوس لمن كان هناك ..
و هدفه كان يتضح شيئا فشيئا..
روز التي كانت تعانق أختها قد شعرت به قادما ..
لذلك هي سارعت لتقوم بإدخال سيرس إلى تلك الخزانة ..
“أختي .. أنت ترتعشين ..”
كانت روز تعلم ما كان بانتظارها ، لكنها قاومت فيض المشاعر و قامت بالإبتسام في وجه أختها ..
“سيرس .. مهما حدث ، و مهما رأيتي .. لا تخرجي أبدا من هناك حسنا ؟”
“أختي ..”
الخطوات كانت مسموعة من مكانها الأن..
بدأت الدموع تتساقط دون إرادتها الأن ..
“إختبئي جيدا و أغلقي عينيك .. لا تخرجي إلى أن اعود اليك حسنا ؟..”
بالكاد كانت تتكلم روز دون أن يرتعش جسدها ..
الكلمات كانت تخرج بصعوبة ..
مشاعرها تلك قد إنتقلت إلى سيرس ..
“أحبك .. أكثر من أي شيء آخر بهذا العالم ”
أغلقت روز الخزانة بينما إنفتح الباب ..
دخل دروغو ..
من بين الفجوات ، رأت سيرس كل شيء ..
كيف قاومت روز في البداية ، ثم كيف تم إنتهاكها بطريقة بشعة عندما إعتلاها ذلك الوحش وسط صراخها المستمر..
أخيرا ، تم سحبها من طرف دروغو إلى الخارج ليستمر مسلسل العذاب ذاك في مكان آخر..
عقل فتاة صغيرة مثل سيرس لم يستطع إستعاب الأمر بشكل صحيح في البداية ..
والدها …
أختها ..
أختها تتعرض للتعذيب من طرف والدها .. الاشرار الذين تحدثت عنهم أختها .. كان والدها ..
قام بفعل شيء غريب لها لم تفهمه سيرس في البداية .. لكن بدى أن أختها كانت تعاني ..
كانت تلك الفتاة الصغيرة ترتعش داخل خزانة هشة تنتظر عودة أختها .. لكن أختها لم تعد أبدا ..
في النهاية ، تمكنت سيرس من إستجماع الشجاعة لكسر كلمة اختها و ذلك الخوف بداخلها ..
فتحت الخزانة ، و خرجت ببطء من الغرفة ..
وسط حقل الجثث ، واصلت المشي بحثا عنها ..
“أختي ؟”
دخلت سيرس الى حديقة معينة ..
حديقة علقت عليها جثث النساء فوق أغصان أشجارها ..
كانت تمشي بين الجثث المعلقة متمسكتا بفستانها الرقيق..
“أختي ؟”
واحدة تلوا الأخرى ، مرت بأشخاص كانت تراهم كل يوم بحياتها ..
هي تعرفت عليهم جميعا .
لذلك دموعها لم تستطع التوقف أبدا..
في النهاية ، بلغت سيرس شجرة كانت أكبر نسبيا من سابقاتها ..
شجرة علقت عليها جثة فتاة واحدة فقط ..
لكن تلك الفتاة هي ما جعل سيرس تبكي أكثر من أي وقت آخر ، و تفقد الامل تماما ..
لم تستطع حتى ملامسة تلك الجثة ، لأنها كانت معلقة عاليا بحبل رفيع .
أخبرتها انها تحبها أكثر من أي شيء آخر بهذا العالم .
أخبرتها أنها ستعود ..
إنهارت سيرس وسط ذلك المكان المشؤوم ..
تلك الفتاة المعلقة كانت أكثر شخص قدرته في هذه الحياة .
لقد كانت روز ..
في تلك اللية .. تحطم شيء ما داخل سيرس ..
…
…
…