منظور الشرير - الفصل 77
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“حرب الضوء .. الحرب التي رجحت كفة الإمبراطورية على الألتراس قبل 15 سنة ”
الحرب لم تحدث سوى هنا .. الجانب الغربي من الإمبراطورية عندما غطت سفن الألتراس البحر مثل الجراد ..
الحرب كانت متكافئة بامتياز بحيث أن كلا الجانبين قد دخلا بعناصرهم الكاملة ..
العلامة الفارقة كان الشيطان البشري ، دراغوث … القائد السابق للألتراس ..
كان مرعبا لدرجة أن يقارن مع شياطين الرتب العليا و يمكن القول أنه أقوى من آستاروث المصنف 19 بين الشياطين ..
لكن بالمقابل ، جانب الإمبراطورية قد إمتلك آبراهام ستارلايت الذي كان وحشا هو الآخر..
الأول حامل لسيف ضوء القمر ، و الثاني حامل الدارك سيستر..
“معركتهم قد طغت على الحرب نفسها ، لم يسبق أن شهد العالم معركة كهذه من العصر الأسطوري..
كل ضربة ارسلتها سيوفهم كانت كافية لمحو مستيقظي الفئة S تماما ..”
كانت آدا واقفة الأن بجانب ريم تشاهد كلتاهما تلك المعركة المدوية التي اعادت تشكيل القارة نفسها …
آدا كانت ذكية جدا ، و قد إنتبهت لشيء مهم ..
“مهما نظرت إلى الأمر و بمقارنة قوات الجانبين .. كان من الواضح أن جانب الإمبراطورية كان أقوى..”
تحالف العوائل و النقابات الكبرى أضف الى ذلك ثلاثي الرتب SS+ آبراهام ، الإمبراطور مايكار و اللورد دروغو ..
تحتهم تواجد العديد من كان في الفئة SS ..
إذا لماذا ..
لماذا كان آبراهام ستارلايت يقاتل دراغوث لوحده ؟
مهما نظرت الى اللورد المظلم دراغوث ، ذلك لم يكن بشريا .. بل مخلوقا كريها تحت جلد بشري ..
تساءلت آدا بشدة حول هذا الأمر ، لكن ريم هزت راسها فقط ..
“ما حدث ذلك اليوم ، سيبقى مدفونا في ذكريات من كان حاضرا وقتها ..”
بلغت الحرب ذروتها بينما كانت آدا تنظر بعصبية نحو ميدان المعركة الذي كان أشبه بالجحيم و جمع بين والدها و ذلك الشيء ..
تكلمت ريم بهدوء أثناء جلوسها هناك ..
“لم يكن يفترض أن يواجه آبراهام ذلك الشيطان بمفدره ، هذا ما ظنه الجميع ”
تزامنا مع كلماتها حدث إنفجار يصم الاذان بينما طغى الضوء على كل شيء ..
“لكن من كان آبراهام ؟”
من بين الخراب و الغبار خرج رجل واحد يجر من خلفه جثة وحش تم محق أزيد من نصف جسده..
“إذا كان دراغوث هو الوحش الأخطر على الإطلاق ، إذا أبراهام كان المعجزة الذي أباد هذا النوع من الوحوش ”
كانت آدا تنظر مصدومة نحو والدها ..
خرج دون إصابات تذكر من معركة ضد وحش كدراغوث بعدما دمر جسد هذا الاخير بالكامل ..
جثة دراغوث كانت مجرد قطعة لحم دموية بسوائل سوداء فوقها ..
“هذا يخالف ما سمعته ..”
بقيت آدا تنظر إلى والدها منبهرة محاولة مقارنة ما راته بالمعلومات التي سمعتها في الماضي ..
يفترض أن ابراهام قد فاز بالكاد على دراغوث ثم مات نتيجة تراكم الاصابات على جسده ..
لكن ما رأته الأن كان شيئا اخر تماما ..
والدها بكل وضوح خرج دون إصابات..
“ذلك الرجل هو سر حتى بالنسبة لي .. لم أرى شيئا مشابها له طيلة السنوات التي عشتها ..”
علقت ريم بوجه فارغ ..
كان كل شيء يرونه حتى الأن مجرد ذكرى سجلتها ريم..
اشبه بفلم يشاهدونه من بعيد ..
فجأة تغيرت تعابير آبراهام ستارلايت إلى تعبير عجزت آدا عن فهمه ..
تعبير حمل الكثير من المشاعر .. خليط غريب دل على الفرح ، الأمل و الخوف .
دون سابق انذار رمى آبراهام جثة دراغوث و كأنه مجرد جثة عديمة الفائدة ثم ضرب الأرض بقدمه ليختفي تماما تاركا خطا من الضوء خلفه ..
قليلون من كانو يعرفون مالذي يحدث هناك ..
غاب ابراهام ، في تلك الفترة اعتقد الجميع أنه لا يزال يقاتل دراغوث لذلك استغلو كبحه له من أجل دفع الألتراس و قد نجحو بذلك ..
“لا أفهم الأمر… أين إختفى والدي ؟”
هزت ريم رأسها بهدوء ..
“لا أعلم ”
توقفت للحظة قبل أن تتابع ..
“ما أعلمه أنه قد عاد بعد وقت قصير .. و عندما عاد ..”
فجأة ، سقط شخص من السماء بعيدا وسط الخراب الذي تسببت به المعركة ضد دراغوث ..
ذلك الشخص كان آبراهام ..
آدا قد أطلقت صرخة مكتومة مغطية فمها باحكام بعد ما رأته ..
ابراهام ، كان في حالة بعيدة كل البعد عن ما راته قبل قليل ..
فور هبوطه على الأرض سقط أحد عظماء ستارلايت على ركبته مباشرة ..
كان جسده الذي حمل أطنانا من القوة مثخنا بالإصابات و الجروح ..
حتى أن ذراعه بدأت تتشقق ببطء مصدرة مادة سوداء غريبة..
شيئا فشيئا بدأت ذراعه اليمنى تتحول إلى غبار بينما غمرت دماءه المكان ..
“أبي !”
حاولت آدا الركض نحوه ، لكن هذه كانت مجرد ذكرى ..
كتمت آدا دموعها لكنها تفاجأت من رؤية والدها يحمل شيئا ما عندما إقتربت منه ..
تعالت أصوات البكاء لطفل صغير بالكاد تجاوز عمره سنة واحدة المكان بأكلمه ..
ابراهام إبتسم بضعف معانقا ذلك الطفل بيده الوحيدة المتبقية ليتوقف الطفل عن البكاء ..
كان طفلا صغيرا بشعر أسود خفيف و بشرة بيضاء …
“هذا .. فراي ؟”
تفاجأت آدا برؤية اخيها في مكان لم تتوقع أن تراه فيه على الإطلاق ..
كان ينام فوق ذراع والدها ، لكن هذا الأخير كان في حالة مزرية لدرجة أن جسده كان يتفتت ببطء ..
رغم ذلك هو تمسك بإبنه و كأنه أغلى شيء في الوجود..
في تلك اللحظة ، و من العدم ..
ظهر شخص آخر ملثم بالاسود لم تظهر سوى أعينه الزرقاء التي أضاءت مثل مصابيح زجاجية ..
ذلك الرجل قد إستلم فراي من آبراهام .. الذي إبتسم له بضعف ..
“إعتني به ”
تلك كانت الكلمات الوحيدة التي خرجت من فم آبراهام بينما بدأ وجهه يتشقق ببطء ..
في لحظاته الأخيرة ، ابراهام واصل النظر نحو فراي بإبتسامة إلى أن إختفى الرجل الغريب بعد قول بعض الكلمات التي لم تمسعها آدا..
لكنها لم تستطع فهم شيء بعد الأن..
بعدما ارادت الحصول على إجابة على أسئلتها ..
وجدت نفسها تحصل على المزيد من الأسئلة دون إجابة ..
بعد كل شيء ، ذلك الرجل الذي حمل فراي قبل قليل ..
كان نفسه الرجل الذي جاءها قبل شهر من الأن و دخل مكتبها مظهرا لها الكثير ..
“مالذي يحدث ؟ مالذي حدث لوالدي ؟ ما هو الشيء الذي تسبب له بكل هذه الإصابات ؟؟”
آبراهام ستارلايت كانت أقوى بكثير من الحكايات التي سمعتها بصغرها ..
يكفي أنه أطاح بالوحوش دراغوث ذو الفئة SS+ و خرج دون إصابات…
ثم أي نوع من الأعداء واجه ليخرج بهذه الحالة ؟
مخيلة آدا لم تستطع تصور شيء كهذا ..
بمجرد إختفاء الرجل الغريب رفقة فراي ، حدثت القصة التي يعرفها الجميع ..
جاء حلفاء ابراهام ليحيطو به ..
كل ما وجدوه كان جثة دراغوث رفقة ابراهام المثخن بالجراح ..
ظنو جميعا أنه تمكن من هزيمة دراغوث لكنه تعرض للكثير من الاصابات بالمقابل ..
هذا ما إعتقدوه جميعا ..
بعد ذلك مات ابراهام ستارلايت محاطا بحلفائه و كل ما ردده لسانه في آخر لحظاته كان إسم إبنه ..
ليسقط أحد عظماء ستارلايت و يختفي سيفه تماما منذ ذلك الوقت ..
بوجه فارغ ، راقبت الفتاتان هذه الذكرى ..
“مالذي .. حدث ؟”
“لا أعلم ”
شدت آدا قبضة يدها منزعجة من الامر برمته ..
“لماذا أريتني هذا الماضي إذا ؟!”
وصلت آدا إلى نقطة مسدودة لأن ما راته امامها كان يفوق إستيعابها ..
ريم كانت لا تزال هادئة مثل أي وقت مضى ..
“لا أعلم ما حدث لآبراهام ، لكنه بالتأكيد لم يمت بطريقة طبيعية .. سواءا المعركة ضد دراغوث أو ما حدث بعد ذلك .. لقد ترك ابراهام بمفرده عن عمد ”
موت ابراهام ستارلايت طرح العديد من علامات الإستفهام .. بطريقة أو بأخرى ..
من بين اللذين قد علمو و لو بجزء من الحقيقة ، كان ذلك الشخص ..
أشارت ريم إلى شخص كان يراقب من بعيد بتعبير معقد على وجهه ..
كان دروغو مونلايت..
بعد تركه لأبراهام يقاتل أقوى محاربي العدو بمفرده و رؤية تلك الشوكة التي علقت بحلقه طويلا يموت أحس دروغو بمشاعر مختلطة ..
باختفاء الشخص الذي قهره طيلة هذه السنوات هو لم يشعر بإحساس التحرر من قيود ذلك الرجل ..
بل ادرك أن تلك السلاسل ستقيده إلى الأبد الأن..
لقد مات ذلك الرجل و ماتت معه كل فرص دروغو لأن يصبح الأقوى..
صحيح أن دروغو لم يكن المسؤول عن ما حدث ولا من تآمر ضد أبراهام ، لكن شخصا بمقامه كان على دراية بالأمر.. علم بوجود شيء خاطئ … أن يتم عزل ابراهام بهذه الطريقة ..
لكنه إختار أن يبقى متفرجا رغم ذلك .
“لكن .. أبي لم يمت بسبب دراغوث .”
إشتكت آدا لتومئ لها ريم
هذا صحيح ، ما قتل آبراهام على أقل تقدير لم يكن بشريا ..
لكن هذا لا يغير حقيقة أن الكثيرين ارادو آبراهام ميتا في تلك الليلة ..
على أي حال ، في تلك اللية .. تغير الكثير ..
خصوصا داخل قلب دروغو مونلايت..
اليأس من إختفاء حلمه تماما ..
الندم لعدم قيامه بأي شيء ..
و الإحباط…
كل ذلك نفس عليه دروغو على الأشخاص من حوله ..
بدأ يتغير شيئا فشيئا ، و عندما ضعف قلبه … أصبح فريسة طازجة لتلك المخلوقات التي تغدت على هذا النوع من المشاعر ..
“مستيحل ..”
تكلمت آدا بوجه غير مصدق عندما بدأت ريم بعرض تباعيات الحرب ..
رأت بوضوح ذلك الطاغية دروغو و هو يتغير تدريجيا لشيء آخر..
كم مرة قام بقتل أشخاص فقط لأنهم أزعجوه دون سبب منطقي ..
زادت حالات ممارساته الجنسية بشكل حاد لدرجة أنه إنتهك بعض النساء فوق إرادتهم ..
كل ذلك من أجل ملئ فراغ داخل قلبه .. فراغ لن يتم ملؤه أبدا..
آدا لم تستطع تقبل الأمر..
“لقد كان أحد أقوى الأشخاص على الإطلاق .. يستحيل أن يسقط بهذه الطريقة لسبب كهذا ..”
أومأت ريم ..
“هذا صحيح .. هو لن يسقط بهذه السهولة”
فجأة قامت أمينة المكتبة بإطلاق ضوء أزرق من يدها ..
ذلك الضوء غمر الذكرى تماما لتتشكل صورة لشيء لم يكن مرئيا حتى الأن ..
إنصدمت آدا بشدة لما رأته ..
شيء غريب مظلم متجسد على شكل إمرأة بوجه شديد البياض بأعين تم إغلاقها بواسطة خيوط غريبة ..
كانت ضخمة بشعر أسود طويل ..
ذلك الكيان كان يقيد دروغو مونلايت بواسطة عشرات الخيوط الغريبة ..
“ما هذا الشيء ؟!”
“شيطان”
عبست ريم ..
“شيطان خبيث يتغدى على المشاعر السلبية ”
هذا النوع من الشيطاين يدعى ب “السباي”
لا يعتبرون من الشياطين العلوية نظرا لضعفهم ، لكنهم كانو خطيرين بسبب سهولة تلبسهم للأشخاص دوي الإرادة الضعيفة ..
هذا كان العامل الأساسي لتأجيج تلك الصفات الخبيثة داخل دروغو مونلايت..
مثل العنف ، و الشهوة .
كل شيء كان غير منطقي حتى الان..
هذا ما فكرت به آدا..
“هل سيطر شيطان كهذا على اللورد دون دراية من الجميع ؟”
إبتسمت ريم بضعف ..
“بالطبع .. هذا غير ممكن ”
أشارت ريم لشخص يراقب كل شيء على الدوام ..
تعرفت آدا عليه مباشرة ..
لقد كان بايلور مونلايت ، الأخ الاصغر و اللورد الحالي لعائلة مونلايت..
رأى كل شيء و علم بوجود شيء ما يعبث بعقل اخيه ..
لكنه لم يحرك ساكنا .. بل العكس تماما ..
لقد منع الآخرين من الإنتباه للأمر .. تستر ببراعة عن كل شيء و ترك دروغو على هواه ..
“لماذا لم يفعل شيئا ؟”
سألت آدا بعبوس لتهز ريم راسها..
“في بعض الأحيان .. يتحول البشر الى مخلوقات أسوء من الشياطين ..”
من الإغتصاب ، إلى القتل العشوائي ..
يوما تلوا الأخر زاد الأمر شيئا فشيئا..
إلى أن أصبح عدد أبناء دروغو هائلا ..
تغيرت الصورة باستمرار لتعرض مشهدا لشخص معين ..
مرت العديد من السنوات .. واحدة تلوا الاخرى إلى أن بلغو حادثة معينة ..
كانت فتاة في 18 من عمرها تجلس وسط حديقة محاطة بعشرات الأطفال الذين نظرو إليها بأعين متلألئة ..
“روز مونلايت..”
تعرفت عليها آدا على الفور ، كانت من نفس جيلها بعد كل شيء ..
“أنت مضطلعة جدا .. آدا ستارلايت..”
أومأت هذه الأخيرة..
“كنت اراها كثيرا بالتجمعات بين العوائل .. كانت إبنة اللورد ..لكنها ماتت اذا لم يخب ظني..”
وافقت ريم على كلمات آدا..
فتاة بشعر أبيض و أعين زرقاء .. ملامح لطيفة و خارقة الجمال ..
كانت جوهرة عائلة مونلايت..
من بين الاطفال الذين كانو قريبين منها ، كانت إحداهن تعانقها بإحكام ..
“سيرس مونلايت..”
كانت مجرد طفلة صغيرة في ذلك الوقت ..
كل الأطفال داخل الحديقة ، أولاد و بنات كانو إخوة من نفس الأب… دروغو مونلايت..
لكن أمهاتهم كن مختلفات تماما ..
من بينهم ، كانت سيرس و روز بالتحديد من نفس الأم.. أخوات بدم واحد ..
لذلك كانت روز أقرب شخص تجاه سيرس مونلايت خصوصا بعد وفاة والدتهم لأسباب مجهولة ..
راقبت كل من آدا و ريم ذلك التجمع اللطيف أمامهم ..
“روز مونلايت … تلك الفتاة كانت الدليل الحي على أقذر جرائم دروغو مونلايت .”
في هذه المرحلة بالذات .. بدأ دروغو يفقد آخر علامات التعقل .. ليتحول الى ذلك اللورد المجنون الذي نعثه به الناس ..متسببا بأحد أبشع الجرائم التي تم التستر عليها داخل العائلة ..
تغيرت المشاهد باستمرار لتعرض الحقيقة الكاملة ..
….
….
….