منظور الشرير - الفصل 76
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“هلا كشفنا عنه ؟ الماضي الذي أخفاه الجميع ..”
توهجت ريم بشدة ، تقلبات الأورا الصادرة من جسدها بدأت تعبث بالواقع نفسه لدرجة أن المكتبة قد إختفت تماما و الأن كانت ريم تجلس رفقة ادا وسط خلفية بيضاء غريبة ..
نظرت آدا من حولها بتردد قبل أن تعود للفتاة العمياء أمامها ..
“لم أتوقع أنك ستخضعين بهذه السهولة .. ”
هزت ريم رأسها بهدوء و نفس الإبتسامة على وجهها.
“تلك الفتاة مهمة لسيدتي ، لن أكذب عليك .. لقد كنت بانتظار هذا اليوم منذ وقت طويل ”
عبست آدا من موقف ريم غير المتوقع ..
“توقعتي مجيئي ؟”
“ليس تماما .. لكنني إنتظرت حدوث شيء كهذا .. رغم أنني لا أعرف كيف تمكنتي من الحصول على إشارات الدخول و حتى التعرف على هذا المكان ..”
مكتبة سميراميس .. كانت هذه أحد أسرار عائلة مونلايت القديمة ..
المكتبة يتغير مكانها بشكل مستمر و حتى لو مررت بجانبها فهذا لا يعني أنك ستراها بسبب التعويذة القوية التي تحيط بها.
من دخل هذه المكتبة إما دخلها عن طريق الحظ .. أو عن طريق دعوة ..
لكن ما لم يعلمه إلا قلة عبر التاريخ ، هناك إشارات تدل على هذا المكان ..
إشارات فقدت منذ زمن طويل ، لكن آدا ستارلايت قد تمكنت من تتبع تلك الإشارات بل و حصلت على ورقة مساومة قوية ضد أمينة المكتبة التي تعتبر الحارس النهائي ..
وصولها إلى هذا الحد كان شيئا حير ريم نفسها ..
آدا انزلت رأسها نحو الأسفل مستذكرة ما حدث قبل شهر من الأن.
ذلك الرجل .. بل الشيء الذي أتاها إلى مكتبها ..
كلماته ، و المستقبل المشؤوم الذي أراها إياه..
أغمضت آدا أعينها بإحكام قبل أن تفتحهم بتصميم جديد ..
“لدي طرقي الخاصة”
اجابت على ريم بطريقة غامضة ، لكن هذه الأخيرة لم تحفر في الموضوع .. بل فقط أومأت برأسها ..
“حسنا… إذا أردنا الحديث عن هذه العائلة فعلينا العودة عشرات السنين إلى الوراء ..”
بدأت الخلفية البيضاء تتلون شيئا فشيئا إلى أن تشكلت المشاهد و الذكريات و كأنها حقيقة لا يمكن إنكارها ..
آدا كانت تنظر الى الظاهرة التي كانت تحدث من حولها بذهول ..
“يمكنك إستدعاء ذكريات من الماضي ؟”
“بالطبع ، هذه المكتبة موجودة منذ تأسيس العائلة .. جدرانها سجلت كل شيء بالفعل ”
حاليا ، كانت الفتاتان وسط حديقة بنيت داخل حقل زجاجي ..
بين نباتاتها ركض طفلان بنفس الخصائص ..
شعر أزرق سماوي و ملامح شاحبة ناسبت الطبيعة الحقيقية لعائلة مونلايت..
“اللورد الحالي .. بايلور مونلايت ، و أخوه الأكبر .. اللورد السابق دروغو مونلايت ”
آدا قد نطقت بأسمائهم بمجرد رؤيتها لهم ..
كانت ريم راضية عما سمعته.
“أنتي قادرة على التعرف عليهم حتى بعمرهم هذا .. مثير للإعجاب ”
لم تتفاعل آدا مع مديح ريم ، كان هذا القدر طبيعيا بحكم منصبها كلورد و حتى قبل ذلك عندما كانت تشغل منصبا عاليا داخل عائلة ستارلايت .
“لماذا ترينني هذا الأن ؟”
“لأن هذا هو المكان الذي بدأ به كل شيء”
كان الاخوان يلعبان مع بعضهما ، الاكبر كان واثقا و قد أخذ المقدمة دوما ، أما الثاني فقد كان خجولا و لطالما إتبع أخاه من الخلف ..
كلاهما كانا موهوبين بشدة .. تقاربهم مع الأورا قد ظهر منذ سن صغيرة جدا و هذا ما يفسر الهالة الغريبة من حولهما ..
لقد كان كلاهما محبوبا من قبل تلك القوة الطبيعية .
تاليا تغير المشهد لأوقات تدريبهما ..
كانت آدا تنظر اليهم بوجه فارغ ..
من جهة أخرى شرحت ريم ما كان يحدث بهدوء ..
“كانت عائلة مونلايت تعيش أفضل أيامها ، أبناء اللورد كلاهما أظهرا موهبة مرعبة منذ سن صغيرة ”
تأكيدا على كلامها قام بايلور الصغير بتشكيل شضية جليدية بين يديه قبل أن يطلقها بقوة لتترك ندبة عميقة على الحائط الزجاجي السميك ..
إبتسم بايلور مونلايت بسعادة مستديرا ناحية والده من أجل تلقي الإطراء الذي أراد سماعه ..
لكن إنفجارا يصم الاذان قد حدث في تلك اللحظة ..
إستدار الجميع نحو المصدر ، ليرو فجوة عملاقة بنفس الجدار…
تم تدميره تماما من قبل الضربة التي قام بها الأخ الأكبر .. دروغو ..
” اللورد الثالث لعائلة مونلايت ، والدهم إيمون قد رأى الكثير بذلك الطفل .. رأى موهبة ستقود العائلة إلى القمة ..”
“لذلك هو دعمه بكل ما لديه ..”
هذا المشهد تكرر كثيرا ، قوة دروغو مونلايت كانت تتزايد بشكل مخيف .. كل ذلك المديح المستمر الذي تلقاه جعل ذلك الطفل يبدأ ببناء طموح يليق بقوته تلك .
“الأقوى تحت السماء”
غطرسة لورد شاب ، لكن غروره كان له ما يبرره ، أراد أن يكون الأقوى ..
“طوال فترة شبابه ، ظهر دروغو مونلايت لم يلمس الأرض أبدا .”
“مركزه كمتلاعب بالموجات جعله سلاح دمار شامل داخل أي ميدان معركة .. كان ساحقا ..”
آدا كانت تتابع باهتمام ما كانت تراه و تسمعه ، لكن بعيدا عن إهتمام ريم المنصب على دروغو مونلايت .. هي لمحت شيئا مختلفا بشخص آخر..
كان قويا هو الاخر ، في الواقع قويا لدرجة أن يتم إعتباره في القمة بأي مكان يذهب إليه..
لكنه كان لا يزال بعيدا كل البعد أن يتمكن من بلوغ أخاه الأكبر… تعابير وجهه و وقوفه في الخلف دوما قد حكى الكثير .
أمام أعينها رأت بايلور يعيش داخل ظل اخيه..
هي إنتبهت لهذا بشكل خاص لأنها عاشت وضعا مشابها رفقة فراي عندما تم إختياره كلورد بدلا منها .. هي نوعا ما كانت تتفهم مشاعره ..
لكنها لم تمنحه الكثير من الإهتمام لأن كلام ريم كان يركز على الأخ الأكبر بشكل خاص ..
تغيرت المشاهد باستمرار عندما عرضت عبقري عائلة مونلايت دروغو و هو يبلغ سن 17 من عمره و يدخل أخيرا إلى المعبد ..
ذلك الفتى قد دخل المعبد بطموح يهز السماء ..
كان أعلى بكثير من أقارنه و هذا كان واضحا منذ البداية ..
لكن رغم كل هذا ، هو صنف كرقم 2 رغم كل شيء …
و الأول لم يكن سوى الإمبراطور الحالي مايكار نفسه .
طبعا شخص كدروغو لن يقبل شيئا كهذا .. لذلك سرعانما تحدى مايكار الذي كان أميرا وقتها في نزال مباشر .
بعد معركة مدوية و إبراز قوة لا يفترض بأطفال بذلك العمر أن يبرزوها .. تعرض دروغو لأول هزيمة له على الإطلاق …
لكن رغم الهزيمة ، تلك كانت معركة متقاربة بامتياز ..
آدا راقبت برهبة المعركة التي قام بها إثنان من الشبان بمثل عمر اخيها..
بأم أعينها ، رأت مستوى مذهلا من القوة .. إمكانيات مايكار و دروغو كانت أشبه بقرش ضخم وسط بحر أسماك صغيرة ..
كان الإثنان أعلى بكثير من أقرانهم ..
رغم الهزيمة ، إلا أن ارادة دروغو مونلايت لم تتزحزح بل بقيت راسخة..
بعد كل شيء ، قتاله ضد مايكار كان متكافئا و قد فاز به هذا الأخير بصعوبة بالغة ..
بإيجاده لمنافس مباشر له ، بدأ دروغو مونلايت يبني قوته و شخصيته كلورد متغطرس لعائلة مونلايت .
كان له شخصية الملوك ، قوة هائلة ..
غطرسة لا متناهية .. و مزاج الحكام ..
فور بلوغه للسن المناسب أصبح يشرب باعتدال ، كان شهوانيا و قد حصل على كل النساء اللواتي أرادهن ..
بوجوده هو و أخيه الأصغر بايلور كيد يمنى له إزدهرت عائلة مونلايت أكثر من أي وقت مضى..
لقد حصل على كل ما أراده يوما ..
“تبدو هذه قصة سعيدة حتى الأن”
علقت آدا بلامبالاة لتتفق ريم مع ملاحظتها ..
“هذا ما كنت أظنه بدوري ”
مررت ريم يدها لتغير المشهد باستمرار إلى حدث معين ..
قمة العالم التي كان يحضرها فقط لوردات العوائل الكبرى رفقة الإمبراطور نفسه..
بهذه المرحلة ، كان دروغو هو لورد مونلايت بالفعل بينما اعتلى مايكار العرش بجدارة ..
كلاهما قد بلغ الفئة SS بذلك الوقت ..
لكن في ذلك الاجتماع و لأول مرة طرأ التغيير الأول الذي لم ينتظره أحد..
من البوابة ، دخل رجل بشعر أسود ..
كان أصغر منهم ، لكن حضوره بطريقة ما تجاوزهم ..
آدا حدقت به بأعين مفتوحة على مصرعيها ..
“أبي”
ذلك الرجل لم يكن سوى آبراهام ستارلايت ..
منذ الازل ، تميزت عائلة ستارلايت الرئيسية بلون الشعر الأبيض المميز بينما كان اللون الأسود يأتي فقط من الخط الفرعي للعائلة ..
“آبراهام بكل وضوح أتى من نسل أدنى ، لكنه بطريقة ما وجد طريقه نحو القمة فوق أولئك من ظنو أنهم هم النبلاء الحقيقيون ..”
” ظهور ذلك الرجل .. كان البداية ..”
عبست آدا بمزيج من المشاعر المعقدة لأنها كانت ترا والدها الذي لم تعش معه طويلا .. يتحرك و يتنفس امامها..
“ما دخل والدي في كل هذا ؟”
أجابت ريم بنبرة صوت هادئة ..
“لقد كان قويا ”
تغير المشهد باستمرار ليعرض المزيد ..
“لورد ستارلايت ، شخص جاء من دماء أدنى .. أصغر منه .. بظروف أقل منه بكثير شق طريقه ليساويه ”
ما عرضته ريم الأن كان المواجهة الأولى بين آبراهام ستارلايت و دروغو مونلايت..
فتحت آدا فمها على شكل O بعد ما رأته ..
“هل هذا .. أبي ؟”
المواجهة التي رأتها الأن كانت بمستوى آخر بما أن ابراهام و دروغو كانا في الفئة SS ..
لكن العلامة الفارقة كانت اللورد الشاب لعائلة ستارلايت..
بسيف أسود مرعب بيده اليمنى ، كان مثل الشبح وسط ساحة المعركة..مغطى بهالة نجمية بيضاء طغى ضوءها على كل شيء ..
قوة جليد دروغو التي تكفي لمحق الجبال قد قطعت لمئات القطع ..
كل تلويحة من سيفه الأسود حملت أطنانا من القوة و ماهي إلا لحظات ليسحق ابراهام ستارلايت دروغو بشكل كامل ..
“أحد عظماء ستارلايت و حامل أحد السيوف الأسطورية السبعة “الدارك سيستر ” .. آبراهام ستارلايت ”
دروغو رأى آبراهام بمنظور آخر..
لم يكن مثل الإمبراطور مايكار الذي كان بنفس مستواه ..
لا ..
لقد كان أقوى منه بكثير ..
هذه كانت ضربة موجعة لكبرياء طاغية من أمثال دروغو..
طيلة السنوات التي تلت ذلك تحدى دروغو نظيره آبراهام 10 مرات ، و قد خسر 10 مرات. .
تدرب بشدة ، إخترق الفئة SS+ النادرة لكن رغم كل هذا كان خصمه يسبقه بخطوة دوما ..
يأس دروغو قد كان ينمو ليغطي رغباته نفسها ..
“بجانب التدريب ، لطالما أرضى دروغو شهواته باستمرار .. ”
إشمأزت آدا مما رأته عندما رأت دروغو ينتهك إحدى الفتيات بوحشية ..
“كان دروغو يتغير ببطء ، لكنه حافظ على إتزانه رغم كل شيء محاولا تدارك ذلك الشخص”
أراد أن يكون الأقوى تحت السماء ، لكن ذلك الرجل كان نجما تجاوز السماء ..
شيئا بعيدا عن يديه ..
لو كان شيطانا .. حاكما .. لتقبل دروغو الأمر..
لكن بشري ؟ و الأدهى من ذلك ..
بشري بدماء أقل منه ..
من التحدي و محاولة منافسة ذلك الرجل .. إلى اليأس من فكرة هزيمته ..
بدأ دروغو يصل حدوده غير قادر على تدارك ذلك الرجل ..
دروغو لم يكن يرى أحدا غير آبراهام ، لكنه لم يدرك أن العديد كانو يتربصون به بالمقابل من الخلف..
حاول التنفيس عن ذلك الإحباط بطرقه الخاصة و هذا ما قاد إلى بداية حصوله على لقب المجنون ..
كان سكيرا ، يشرب كثيرا .
كان مقاتلا وحشيا ، يقتل كثيرا .
و كان شهوانيا ، مارس شهواته كثيرا .
تكررت مشاهد إنتهاك دروغو لمختلف النساء و حصوله على مختلف الأبناء و البنات .. كانو كثيرين لدرجة تبعث بالسخرية ..
“اخيرا .. بلغنا تلك الحادثة التي دمرت كل شيء ..”
إنقلب الواقع من حول آدا و ريم ليجد الإثنان أنفسهم وسط ساحة معركة هائلة ..
“هذه ..”
“حرب الضوء”
تكلمت ريم بوجه جدي ..
“أقوى حرب شهدها هذا العالم آخر 100 سنة ..”
الحرب التي غيرت الكثير ..
…
…
…