منظور الشرير - الفصل 74
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“جديا ؟”
إختفت ..
الباب الذي يفترض أن يتمكن من إستعاب 10 أشخاص دفعة واحدة قد إختفى تماما..
“هل أسأل شخصا ما عنها ؟”
لا .. لن يجيبني أحد هنا ..
كنت أرغب باستكشاف المزيد حول تلك المكتبة .. لكن الأمر لم يعد متاحا ..
إستدرت على مضض مغادرا المكان ، مشيت داخل الرواق غير منتبه لزوج الأعين التي كانت تراقبني باستمرار ..
الأن و بما أنني أملك الكثير من الوقت قبل التدريب مع كارمن قررت إستثماره من أجل البحث عن ملقي اللعنة..
شخص بمكانة رفيعة ، أقوى من فراي الأصلي..
تغيرت تعابير وجهي إلى الغباء بعد الجملة الأخيرة..
الجميع داخل هذه القلعة أقوى من فراي الأصلي..
أورا الفئة SSS لم تظهر إلا بعد وصولي إلى هذا العالم ، أورا فراي كانت D بأحسن الأحوال.
أولا سأستثني كل من يريدونني ميتا .. لو كان أحدهم هو المعني بالأمر لكنت ميتا منذ بعض الوقت بالفعل ..
شخص يختبئ خلف الستار .. لم يظهر نفسه لي بعد ..
إحتجت لجعله يخرج إلى الضوء بطريقة ما ..
أثناء تفكيري بخطة أسير عليها وجدت نفسي قد عدت إلى البهو الرئيسي لقلعة عائلة مونلايت ..
كان المكان مليئا بصور عشرات الأشخاص ، كل واحد منهم دون إستثناء تمكن من كتابة إسمه بالتاريخ ..
أحدهم كان والد هذا الجسد .. آبراهام ستارلايت..
واحدا تلوا الأخر ، رأيت مختلف الشخصيات التاريخية هنا.
تعرفت على البعض منهم ، بينما لم أفعل مع البعض الأخر..
بين هذا و ذاك .. بلغت إطار صورة كان أكبر بكثير من الآخرين..
امامه وقفت فتاة مألوفة تنظر إليه بوجه فارغ..
كانت سيرس ..
طبعا ، هي إنتبهت لوجودي بالفعل..
ياللسخرية ، بمكان ضخم كهذا لم يلتقي سوى أكثر شخصين لا يفترض بهما أن يلتقيا ..
لكنني لم أتجاهلها هذه المرة ، لم يعد جسد فراي يخرج عن سيطرتي بعد الأن كما أنني قد أخرج منها بمعلومة أو إثنين .. لذلك تقمصت الدور و واصلت السير نحوها ..
“طرقنا تتقاطع ثانية .. سيرس ”
كالعادة ، هي أخفت مشارعها بامتياز مظهرتا وجها خاليا من التعابير على السطح ..
“مالذي تريده ؟”
“على عكس الماضي.. أنا لا أريد شيئا الأن”
إستدرت نحو الصورة التي كانت تنظر إليها..
رجل يبدو في الأربعينيات من عمره .. شعر أبيض و جسد قوي نسبيا .. لحية خفيفة بيضاء و ملامح حادة ..
“اللورد دروغو مونلايت هاه ؟”
فقط نطق إسمه كان كافيا لأرى بعض التموجات فوق وجه سيرس الفارغ..
كان إسما لا تحبذ سماعه ..
كنت أعلم أنني لن أحصل على محادثة طبيعية مع هذه الفتاة أمامي لذلك قررت الضغط قليلا ..
“يبدو أن والدك الراحل لا يزال يشغل بالك ..”
“توقف .. لا تتكلم عنه ، فالتغادر فحسب .. لا أريد أيا من هذا بعد الأن”
لا تطيق وجودي في الجوار إذا ..
إبتسمت بينما سألت سيرس ..
“أخبريني .. هل تتمنين موتي ؟”
“…”
لم تعطني إجابة .. فقط بقيت صامتة تنظر إلي بأعينها الكرستالية ..
لكنني فاجأتها عندما سحبت سيفا رفيعا من خاتمي و رميت به أمامها …
“إذا أردتي قتلي ففعليها .. على عكس جميع الموجودين داخل هذه القعلة فأنت الوحيدة التي لها الحق لفعلها ..”
نظرت سيرس إلى مقبض السيف أمامها ثم الي تواليا ..
“أي نوع من الألاعيب تحاول القيام بها هنا ؟”
عبست على سؤالها ..
“لا توجد ألاعيب .. سئمت من رؤية عائلتك تحاول قتلي طوال الوقت بينما تجلسين هناك و كأن الأمر لا يعنيك ”
تقدمت خطوة نحوها ..
“إحملي ذلك السيف و أفعليها ”
لكن رغم ضغطي ، هي لم تتزحزح .. لقد كانت جيدة بإخفاء مشاعرها حتى النهاية .. لكن ليس ضدي ..
“روز ستكون سعيدة برؤية ثباتك هذا ”
مثل إعصار عصف بكل شيء ..
إختفى الهدوء و كأنه لم يكن موجودا في المقام الأول..
بدلا من ذلك ظهرت الكراهية بشكل واضح على وجهها ..
“بفتت .. هذه التعابير تبدو أفضل على وجهك الجميل ذاك ”
“من أين تعرف هذا الإسم ؟!”
هالة سيرس الباردة كانت خارجة عن السيطرة حاليا و هذا ما يفسر ذلك التوهج من حول جسدها ، لكنني لم القي له بالا ..
“من أين ؟ تعالي إلي و ستحصلين على الإجابة ”
سيرس كانت تفكر بشكل فعلي بمهاجمتي الأن.. لكن ما فاجأني كان حقيقة كبحها لنفسها .. فقط لأي درجة كانت تتمتع بضبط النفس ؟
“أخرجي ألوانك الحقيقية و تعالي إلي كما فعلتي مع اللورد المجنون ”
اغغ
بمجرد نطقي بالجملة الأخيرة .. سقطت مباشرة على ركبة ممسكا بصدي بشدة ..
*نبض*
*نبض*
*نبض*
“هاه”
أخرجت سحابة من الهواء البارد بينما أصبحت رؤيتي ضبابية ..
شعرت بالبرد الشديد و كأن أحدهم يعتصر قلبي بشدة ..
“تم تنشيط اللعنة ؟”
بدأت أحاول تفقد المكان من حولنا… أي شخص ..
أي شخص كان في الجوار ..
لكنني لم أرى سوى سيرس تقف أمامي ممسكة بالسيف الذي رميته لها قبل قليل ..
كنت متجمدا الأن أعاني من الم مبرح يعتصر قلبي بشدة لذلك لم أستطع الإتيان بأي حركة ..
أنا فقط حدقت بها ..
“هل تتألم؟”
سألتني بوجه عصبي ..
للأسف لم أستطع قول أي شيء بحالتي الحالية لأن كل ما خرج من فمي كان الهواء البارد ..
طعنت سيرس بالسيف عميقا داخل الأرض أمامي..
هي أعادته إلي.
“ستموت فراي ستارلايت ، لكن ليس الأن”
زادت البرودة حول قلبي بشدة مانعة إياي من الحركة ..
لم يكن الألم هو المشكلة .. بل تأثيره المدمر على جسدي.. أنا حرفيا لا أستطيع القيام بأي شيء في هذه الحالة …
“حسنا هذا يكفي ”
أمسكت يد نحيلة كتف سيرس مبعدة إياها بهدوء ..
“آدا ..”
تبادلت أختي النظرات مع سيرس قبل أن تبتسم لها ..
“إعذري وقاحة أخي ، سيرس لكن دعيني أتعامل معه بنفسي ”
تبادلت الإثنتان النظرات لبعض الوقت قبل أن تتراجع سيرس طواعية.
“إفعلي ما يحلو لك ”
غادرت سيرس بعد عودتها إلى تعبيرها الجليدي المعتاد تاركة إياي رفقة أختي..
كانت اللعنة لا تزال تنهش قلبي ما جعلني عاجزا تماما حتى بعد مغادرة سيرس ..
أفترض أنني خالفت أحد أوامر الملقي دون إنتباه مني .. أو أنه قام بتفعليها عن عمد ..
لكن سيرس .. بدت ملمة باللعنة التي أعاني منها ..
هل يعقل أن ملقي اللعنة ؟
ارغغ
لم أستطع التفكير بشكل صحيح حتى بفضل موجات البرد التي كانت تعذبني ..
فوق قلبي المتجمد وضعت آدا يدها..
“لا بأس فراي ..”
“آ.. آدا”
عانقتني آدا باحكام ما جعل موجة البرد تلمسها هي الأخرى..
“ليس عليك القيام بأي شيء .. فقط واصل ما كنت تفعله حتى الأن..”
حاولت إبعادها عني لكن جسدي كان خائر القوى تماما لدرجة عجزه عن القيام بأدنى قدر ممكن من الحركات ..
شعري الأسود نفسه بدأ يصبح باهتا مع مسحة من البياض عليه ..
كنت أعلم أن هذا الهراء كان مدمرا لذلك لم أرد من آدا أن تشعر به.. لكنها كانت تعتصرني بشدة..
“أختك ستتولى الأمر… كل شيء سيكون بخير .. فراي ”
“مالذي ؟”
كنت على وشك إستجوابها .. لكن عقلي لم يعد يستطيع التحمل لوقت أطول..
سقطت مغشيا علي بين أحضان آدا بعدما شعرت بأهوال اللعنة أكثر من أي وقت مضى ..
…
…
…
إستيقظت مجددا على فراش مألوف و نفس السيدة تجلس بجانبي ..
“كارمن ..”
“ها نحن ذا ثانية يا فتى ”
كنت انام على نفس السرير من المرة السابقة عندما أفقدني فروست الوعي ..
“أنا أفقد الوعي كثيرا مؤخرا ..”
وضعت يدي على صدري بعجل .. إختفى الألم لكنني لازلت أشعر ببعض البرودة داخلي ..
تذكرت فجأة العناق الأخير الذي حصلت عليه قبل إغمائي ..
“آدا ..”
مالذي تنوي عليه تلك الفتاة ؟
كلماتها لازلت تدور في ذهني .. ‘سأتولى الأمر ‘
تتولى ماذا ؟ هل تعرف بالفعل عما أعاني منه ؟
إحتجت الحصول على إجابات ..
و الشخص الذي سيعطيها لي كان المرأة الجالسة أمامي..
“كارمن .. مالذي يحدث هنا ؟”
“مالذي يحدث ؟ انا على وشك التدخين”
هي كانت تشعل سجارتها بالفعل لذلك إستغلت الأمر للهرب من سؤالي ..
“آدا .. هي تنوي على شيء ما ..”
نفخت كارمن سحابة من الدخان محدقة بالسقف ثم بي ..
“تلك الفتاة ستفعل أي شيء من أجل عائلتها .. و حاليا أنت هو تلك العائلة بالنسبة لها .. فالتفهم هذا جيدا و لا تسبب المزيد من المتاعب لها من الأن فصاعدا ..”
نظرت إلى كارمن التي بادلتني النظرات هي الأخرى..
“لم تجيبي على سؤالي ”
هزت كارمن رأسها ..
“عليك سؤالها بنفسك .. لست الشخص الذي يجب أن تسعى للحصول على الإجابات منه ..”
تنهدت بانزعاج ..
“الإجابات هي الشيء الوحيد الذي لم أحصل عليه حتى الأن..”
نهضت من مكاني مستعيدا حواسي ..
إبتسمت كارمن بمجرد رؤيتها لما كنت أقوم به ..
“أتريد التدريب الأن ؟”
“هيا بنا ”
كنت بحاجة لتحريك سيفي قليلا و تناسي الهراء الذي كان يحدث من حولي..
هذا يعود جزئيا ايضا لحقيقة إكتشافي لهوية ملقي اللعنة ..كان مجرد تخمين .. لكنه كان الإحتمال الأسوء..
الف شخص داخل هذه القلعة اللعينة ، أنا حصلت على الأسوء من بينهم ..
أنا حقا .. ملعون ..
…
…
…
بعيدا عن فراي الذي قرر إيقاف أفكاره تماما و ركز على التدريب مع كارمن ..
كانت فتاة من نفس الدم تتجول داخل أروقة القلعة متبعة الإشارات من أجل الكشف عن ذلك المكان الغامض ..
بعد ساعة كاملة من البحث المستمر توقفت آدا عن المشي عندما وجدت نفسها تقف أمام بوابة عملاقة ..
بوابة غريبة موجودة وسط ساحة ضخمة ..
الباب كان موجودا ، لكنه خلف لم يتواجد أي شيء ..
لكن ما خفي كان أعظم ..
طبعا تلك البوابة لم يحن الوقت بعد لتنفتح أبوابها .. لذلك على غرار فراي في السابق هي دخلت من الباب الأصغر على الجانب ..
بمجرد قيامها بذلك وجدت آدا ستارلايت نفسها داخل مكتبة عملاقة ، بمركزها جلست فتاة عمياء فوق كرسي متحرك ..
تلك الفتاة إبتسمت لآدا ، لكن هذه الأخيرة لم ترد الابتسامة..
“مالذي قادك إلى هنا ؟ لورد ستارلايت”
“جئت أبحث عن الحقيقة ”
آدا دخلت دون مبالاة حتى بالضغط الذي كانت ترسله ريم ..
هذه الأخيرة كانت على وشك طرد آدا بما أنها كانت شخصا غير مدعو ..
لكن آدا قد قرأت نيتها تلك بالفعل..
قبل أن تتصرف ريم ، رفعت آدا ظهر يدها ليظهر رمز غريب بلون أحمر دموي و كأنه رسم بالدماء ..
ذلك الرمز توهج بعنف و قد عرفت ريم ما كان ذلك الرمز بوضوح ..
“سيدتك لن تسعد بإبعادك لي .. زهرة الجليد”
عبست ريم قبل أن تبتسم من جديد ..
“آدا ستارلايت … لست سهلة على غرار كل لوردات ستارلايت من قبلك ..”
“أبدا .. أنا سيئة جدا كسيدة لهذه العائلة .. كل ما أفعله الأن هو من أجل شخص واحد ..”
ريم كانت تعلم من هو الشخص الذي كانت تتكلم عنه ..
اخوها فراي ستارلايت..
“لا أعلم كيف تمكنتي من الوصول إلى أسرار سيدتي ، لكن لك ما أردتي ”
أضاءت ريم بشدة مرسلة موجات مرعبة من الأورا..
“حان الوقت للكشف عن أسرار هذه العائلة ”
…
…
…