منظور الشرير - الفصل 73
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“مرحبا بك داخل مكتبة السيدة سميراميس”
عم الصمت لبضع ثواني ..
كنت لا أزال أحدق بالمكان و تلك الفتاة فوق الكرسي المتحرك .
مكتبة سميراميس .. أي مكتبة المؤسسة ؟
بعد جولة تأمل أخرى عادت أعيني للسقوط على الفتاة التي كانت لا تزال مستديرة نحوي لأتذكر ترحيبها بي قبل قليل ..
“اه شكرا لك .. ”
“امم اعذرني على السؤال ، لكن من أنت ؟”
ترددت للحظة بعد سماع سؤالها ، لا يبدو أنها تتعرف علي ..
“لا تفهمني بشكل خاطئ ، أنا اميز الأشخاص عن طريق هالاتهم .. لكنني لم أشعر بخاصتك من قبل ”
أستطيع الكذب عليها الأن ، لكنني قررت الا أفعل..
“إسمي فراي ستارلايت .. أنا هنا مع بعثة المعبد ..”
فور سماعها لإسمي تغيرت تعابير وجهها قليلا ..
هي إستدارت ناحية الفتاة الصغيرة بين يديها بابتسامة ..
قامت بالمسح على رأسها قبل أن تسألها بهدوء ..
“آزورا .. هل أنت من قام بإحضاره إلى هنا ؟”
الفتاة الصغيرة -ازورا- قد فتحت أعينها البنفسجية لتنظر الي ثم إلى الفتاة الجالسة فوق الكرسي على التوالي..
“نعم”
أومأت الفتاة فوق الكرسي بمجرد سماعها للإجابة ..
“كل شيء بخير إذا ”
عادت الفتاة فوق الكرسي إلي بإبتسامة رقيقة ..
“إسمي ريم و أنا أمينة هذه المكتبة .. أشعر بالراحة للبقاء هنا قدر ما تشاء ”
لازالت ترحب بي .. كنت أنتظر ردا شائكا بعد سماعها لإسمي ..
“آنسة ريم إعذري سؤالي .. لكن الا تعرفين من أكون ؟”
“أعرفك جيدا .. لورد فراي ”
“رغم ذلك لازالتي تسمحين لي بالبقاء ؟”
أومأت لي ريم ..
“بما أن آزورا هي من أحضرتك إلى هنا .. فلا توجد مشاكل ”
“حسنا..”
تحركت بحذر و أعيني لا تزال تراقب تلك الفتاة ..
لم أرد القيام بأي حركة غبية مدركا لحجم خطورة التفكير بالأمر حتى ..
بعد كل شيء ، الفتاة أمامي لم تكن عادية ..
‘عين الصقر’
فور تنشيطي لرؤيتي المعززة ، رأيت هالة مرعبة تنبعث باستمرار من تلك الفتاة المدعوة ريم لدرجة ان هالتها قد لمست سقف المكتبة ..
هذا الضغط كان أقوى من كارمن ..
ريم قد إبتسمت مدركة لموقفي ..
“لا تقلق سيد فراي ، أنت ضيفي الأن ”
“اسف ، ما يحدث الأن مربك لي قليلا ”
فكرت للحظة بالخروج من نفس الباب الذي دخلت منه على الفور .. لكنني قررت عدم الإستعجال ..
“لربما أنت بحاجة لشيء ما ؟”
سألتني ريم و جاوبتها بغموض ..
“نوعا ما ..”
“الكتب هنا تحمل المعرفة التي تم جمعها ب 400 سنة الماضية .. لربما ستجد ظالتك هنا ”
المعرفة آخر 400 سنة ..
هل كان هنالك مكتبة كهذه في المقام الأول ؟
شغلت عقلي محاولا تذكر أحداث روايتي..
لم أتعمق كثيرا بعائلة مونلايت بالإعداد الأصلي.. لكنني لم أتحدث أبدا عن مكتبة كهذه ..
يستحيل أن أنسى شيئا مهما كهذا ..
ضربت رأسي منزعجا من الامر برمته ..
و كأنني لست الكاتب ، بل مجرد شخص يعرف بعض الأشياء التي ستحدث هنا و هناك ..
الأمر برمته كان غامضا جدا ..
وسط تخبطي فكرت بشيء ما فجأة..
المعرفة آخر 400 سنة .. إذا..
عدت إلى تلك الفتاة ريم على الفور ..
“هل توجد أي كتب هنا تتكلم عن اللعنات ؟”
و كأنها كانت تنتظر سؤالي ، أومأت ريم على الفور ..
“يوجد الكثير ..”
قامت ريم بإبعاد آزورا الصغيرة عنها بلطف بينما أشارت إلى الطابق العلوي ..
“آزورا ، هلا قمتي بإرشاده إلى قسم التاريخ القديم ؟”
أومأت الفتاة الصغيرة ثم جاءت تركض إلي..
فور بلوغها مكاني هي وقفت أمامي مادتا يدها اليمنى إلي..
أمسكت بيدها تلقائيا ، كانت صغيرة جدا لدرجة أنني خففت من قبضة يدي قدر المستطاع لكي لا أؤذيها ..
ريم كانت عمياء لكنني كنت أعرف أنها ترى أكثر مني بكثير و هذا ما يفسر إبتسامتها بمجرد تقرب الفتاة الصغيرة آزورا مني ..
“هي ودودة معك ”
“أظن ذلك ..”
لم أفهم لماذا كانت هذه الفتاة الصغيرة حميمة جدا معي منذ البداية .. لكنني لم أنزعج من ذلك أبدا..
عقلي رفضها ، لكنني كنت أخضع دوما بالنهاية .
قامت آزورا الصغيرة بقيادة الطريق نحو الطابق العلوي الأول ممسكة بيدي و أنا خلفها ..
ريم كانت تتابعنا من بعيد فحسب ..
“هل لا بأس بهذا حقا يا زهرة الجليد ؟ السماح لغريب بالتجوال هنا ..”
إنتشر صوت خشن لشيء ما ، صوت لم تسمعه سوى الفتاة التي تدعى ريم ..
هذا كان شيئا طبيعيا .. أنا لم أستطع رؤية تلك الأشياء التي كانت تقف خلف الفتاة العمياء بعد كل شيء..
إثنان من الأشباح الغريبة التي إمتلكت هيأة أثيرية و كل واحد منهم كان أكثر رعبا من الآخر..
“لا بأس ، أنا لم أرى آزورا ودودة مع شخص آخر غيري طيلة فترة تواجدي هنا .. هو ليس بالشخص السيء على الأقل ”
فقط كم من غريب قد دخل عليها في ال 100 سنة الأخيرة.. و كم من مرة رمت بهم جميعا خارجا ..
ما حدث اليوم كان شيئا غير مسبوق ، و ريم لم تنزعج من الامر بل تقبلته بصدر رحب .
وقتها لا أحد كان يعلم ما خبأه هدوءها داك ..
…
…
…
أوصلتني آزورا الصغيرة إلى فرع منعزل تواجدت به العديد من الكتب..
كتب حكت عن تاريخ الإمبراطورية بأوقات الحروب ، تحديدا عن طرق التعذيب التي إشتهرت بها ضد السجناء ..
رأيت كرسيا بسيطا وسط الرواق ، حملت آزورا و أجلستها فوقه ..
“إجلسي هنا بهدوء بينما أتفقد المكان”
أومأت آزورا دون أي كلمات ..
كانت هادئة على نحو غريب ، لكنني أحببت هذا الجانب منها ..
بدأت أمشي أمام الكتب الواحد تلوا الاخر إلى أن إلتقطت أحدها عشوائيا ..
فور قراءتي لبضع كلمات منه عبست على الفور ..
كان الكتاب باختصار يتحدث عن كيف عذبت عائلة مونلايت سجناءها أثناء الحرب ..
كانت الطرق مفصلة بشكل مثير للريبة لدرجة أنني شعرت بالإشمئزاز ..
كلما تعمقت بتلك الأسطر التي وصفت اولئك الجلادين شعرت بالفراغ ..
لكنني توقفت فجأة حول جزء معين ..
“التعذيب باللعنات ”
أحيانا كان الجلادون و الأفراد الكبار يلجؤون للعن ضحاياهم بحيث أن التعذيب الجسدي لا يثمر دوما ..
اللعنة تفرض قيودا قوية على المتلقي و تجعله مقيدا بالعديد من القوانين والشروط الصارمة التي يحددها الملقي .. التالي أمثلة عن إستعمال اللعنات ..
قرأت تاليا عن الكثير من اللعنات المختلفة ، بعضها يعبث بالعقول و البعض الأخر يجعلك عبدا .. لكن الشرح كان ناقصا و لم يعطني ما أردت ..
فجأة أحسست بآزورا و هي تسحب قميصي ..
لا أعلم متى قفزت من الكرسي أو كيف جاءت بجانبي دون أن أشعر بها ، لكنها كانت تحمل كتابا بغلاف أسود بين يديها ..
هي دفعت بالكتاب نحوي كدلالة على رغبتها بأن أقوم بقراءته ..
لم أجرؤ على الإستخفاق بتصرفات هذه الفتاة الغريبة ، لذلك سرعانما أخذت الكتاب منها ..
“شكرا لك ”
عندما مسحت رأسها بلطف بدت راضية .. كم هي لطيفة ..
تركت آزورا و فتحت الكتاب ..
“اللعنات الاربع الكبرى ”
عنوان مثير للإهتمام ..
على عكس الكتاب السابق ، فهذا قد تعمق بشكل أكبر..
كثيرون يخطئون بربط اللعنات بالسحرة ..
السحر له الكثير من التفرعات و قد لمس هذا التفرع اللعنات ، لكنه ليس مقيدا به .. بحيث أن أقوى اللعنات لا تأتي عن طريق السحر .
و خير دليل على ذلك اللعنات الاربع الكبرى ، كل واحدة منهم تنتمي لأحد العوائل ..
لعنة السيف و الساعة الخاصة بعائلة فاليريون الإمبراطورية.
لعنة الإلياذة الخاصة بعائلة ستارلايت.
لعنة النار السوداء الخاصة بعائلة صنلايت .
لعنة القلب المتجمد الخاصة بعائلة مونلايت.
العنوان الأخير هو ما كنت أبحث عنه .. تذكرت ذلك الإحساس الغريب و كأن خنجرا ما ينهش قلبي ببطء ..
لم أكن متيقنا ، لكنني عرفت بشكل غريزي أن هذا ما كنت أعاني منه ..
بدأت أقرا عن اللعنة على الفور ..
لعنة القلب المتجمد ، لعنة خطيرة تجعل المتلقي عبدا لدى الملقي .
لا يمكن إزلاتها و تبقى نشطة طوال الوقت ، تأثيرها يتفعل تلقائيا عندما يفترب الضحية من ملقي اللعنة .
تقيد اللعنة قلب الضحية بالأورا الخاصة بالملقي ، يستطيع ملقي اللعنة إنهاء حياة الضحية بأي وقت يشاء .
لا يستطيع الضحية مخالفة اوامر ملقي اللعنة لأنها ستفرض عليه ألما لا يستطيع البشر تحمله .
اللعنة غير مستقرة ، في حال تنشيطها بشكل متزايد سيموت الضحية حتى دون أمر الملقي . الحد الأقصى الذي تم تسجيله هو 30 يوما ، في حال بقاء الضخية داخل نطاق الملقي فسيموت تلقائيا بهذه المهلة أو أقل حسب قدرة تحمله .
في حال الإبتعاد عن الملقي سيتوقف التأثير ، لكن الاوامر تبقى مطلقة و لا يمكن مخالفتها .
كلما قرأت المزيد شعرت بالعرق البارد على ظهري .. هذه البنود عنت حرفيا أنني بلا حول ولا قوة أمام أيا كان الشخص الذي لعنني ..
كانت كارثة بكل المقاييس ..
شروط الإلقاء :
الملقي عادة يجب أن يمتلك أورا قوية تتجاوز الضحية ، في حال العكس يجب على الضحية الموافقة على إستقبال اللعنة.
لا يستطيع الملقي لعن أكثر من شخص واحد بنفس الوقت .
طرق إبطال اللعنة:
إلغاء اللعنة من طرف الملقي .
موت الملقي ، لكن أوامره ستبقى سارية حتى بعد وفاته .
ملاحظة : لعنة قوية مثل القلب المتجمد لا يتم تناقلها سوى بين أصحاب الرتب العليا و يصعب تعلمها ..
…
…
…
ماذا الأن ؟
فهمت أخيرا سبب منحي لمهلة شهر من النظام ..
حتى لو لم أفعل أي شيء فسأموت بعد 30 يوم في حال بقائي بالقرب من الملقي ..
اللعنة تم إلقاءها على فراي الأصلي منذ زمن طويل .. لذلك سر ما حدث بالماضي يقبع داخل ذكرياته ..
لكنني لا أستطيع الوصول لتلك الذكريات ..
كل ما أملكه هو لقطات متفرقة غير مفهومة ..
لا أعرف حتى ما هي الاوامر التي تم إلقاءها علي لذلك حتى ولو قتلت المعني فلن ينتهي هذا ، لكنني أفترض أنها تتعلق بسر عائلة مونلايت الذي أعرفه ..
و كما قال الكتاب ، الملقي هو أحد أصحاب الرتب العليا ..
كل من إلتقيت بهم داخل القطار كانو خارج الصورة ، بما أن اللعنة لم تتفعل إلا عند إقترابنا من قصر مونلايت ..
الشخص الذي لعنني أقوى مني بكثير على أقل تقدير ، يجب علي إيجاده قبل إنتهاء المهلة و إقناعه بطريقة ما بإلغاء اللعنة .
ضحكت بمجرد تفكيري بالأمر ..
“أليس هذا مستحيلا ؟”
إنتظر ..
عائلة مونلايت تريدني ميتا ، اذا لماذا لم يقتلني الملقي حتى الأن ؟ يفترض أن يكون الامر سهلا جدا له ..
إذا لماذا لا أزال حيا ؟
بدأت أشعر بالصداع لأنني لم أفهم شيئا ..
كنت ضائعا تماما ..
فجأة أحسست بيد آزورا تسحبني مجددا ..
توقيتها كان غريبا … و مثاليا ..
“هل أنت قلقة علي؟”
أعينها البنفسجية نظرت إلي لبعض الوقت قبل تمد كلتا يديها لي لأقوم بحملها طواعية ..
هذا المخلوق الصغير كان أفضل شيء حدث لي داخل هذا المكان البارد ..
أمضيت بعض الوقت بعد ذلك أحاول التعلم أكثر عن اللعنات ، عندما تأخر الوقت غادرت المكتبة تاركا خلفي كل من آزورا و ريم التي لوحت لي بإبتسامة..
يومي مر بسرعة بعد ذلك ..
كنت شاردا طيلة الوقت إما أفكر بما قرأته ، أو محاولا معرفة من كان ملقي اللعنة ..
لم أستطع حتى التركيز بالتدريب ما جعل كل شيء فاترا ..
من حين لآخر كنت أشعر بالبرودة من حول قلبي ما يذكرني بشكل غامض بالمهلة المتبقية لي ..
حاولت إزالة اللعنة بواسطة النظام عندما لم يستطع دماغي التوصل لأي شيء ، لكن التكلفة كانت خيالية نظرا لصعوبة إزالة هذا المستوى من اللعنات ..
جمع نقاط الإنجاز المطلوبة لم يكن ممكنا بالوقت المتبقي لي ما عنى أنني كنت بمفردي هذه المرة.
عندما بلغت أفكاري طريقا مسدودا قررت العودة لتلك المكتبة الغامضة ..
رغم أن الكثير من علامات الإستفهام كانت مطروحة حولها إلا أنني شعرت براحة غريبة داخل ذلك المكان ..
إتبعت نفس الطريق من البارحة ، كانت ذاكرتي جيدة لذلك تذكرت المكان على الفور ..
لكن ما رأيته في النهاية جعلني أشعر بالفراغ ..
تلك المكتبة إمتلكت بوابة عملاقة بباب صغير بجانب .. كانت واضحة و عملاقة لدرجة يستحيل تفويتها ..
لكن الأن بالمكان الذي يفترض به تواجد ذلك الباب لم يتواجد سوى حائط من الجليد كسائر الأماكن الأخرى .
تلك المكتبة .. قد إختفت .