منظور الشرير - الفصل 70
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“فاليصطف الجميع ، مرحبا بكم داخل الباراديسو ، هنا جنة المقاتلين ”
لربما ستسأل مالذي يحدث هنا و أين انا الأن ؟
حسنا .. هذا هو يومي الثاني داخل قصر عائلة مونلايت “الباراديسو”
كنت أقف بجانب فريقي من المعبد و باقي السنوات أمامنا..
رجل عضلي بشعر أبيض كان يفحصنا جميعا محللا كل واحد منا ، طلب منا التجمع هنا داخل هذه الساحة الضخمة التي بنيت من نوع خاص من الجليد..
تحمل الجو البارد كان جزءا من التدريب ، تدريب كنا سنتعرف عليه قريبا ..
“إسمي كروزر مونلايت .. سأكون مسؤولا عنكم طيلة الشهر القادم .. فالتعتادو على وجهي لأنكم سترونه كثيرا ..”
الجنرال كراوزر ، مقاتل متمرس داخل الفئة S ..
آدا كانت لطيفة بما يكفي لمشاركتي ما يجب علي معرفته عن هذه العائلة .. لذلك تعرفت عليه بسهولة..
“ستتساءلون لماذا جمعتكم جميعا هنا رغم إختلاف مراكزكم و تخصصاتكم .. ما هو هذا التدريب الغريب الذي تحضره لنا هذه العائلة ؟ لابد و أن الكثير منكم قد فكر بهذا السؤال ..”
تعليقا على كلماته سمعت صوت ضحكات مكتومة تصدر من الأعلى..
رفعت رأسي لارى الكثير من الأشخاص -معظمهم إناث- يراقبننا من الأعلى..
هذا طبيعي ، فهذه كانت ساحة تدريب مفتوحة ..
لمحت أختي آدا تجلس رفقة كارمن بينهن ..
“حسنا حان الوقت لإعطائكم الإجابة ”
صفق كراوزر بكلتا يديه لتنفتح بوابة من الجانب الاخر من الساحة ، من خلالها دخل العديد من الأشخاص الذين لم أتعرف عليهم..
“هذا يبدو واعدا ..”
دانزو الذي كان بجانبي قد علق على دخولهم ، الهالات المنبعثة منهم كانت قوية لدرجة مثيرة للسخرية .
بدا و كأن عائلة مونلايت قد جاءت بكامل قوتها إلى هذا المكان ..
“كل واحد منهم هو سيد بحذ ذاته ..”
أشار كراوزر إلى الأشخاص الذين دخلو عبر البوابة ..
“لكل تلميذ من المعبد سيكون أحدهم معلمه الخاص لشهر كامل ، تقدمك سينعكس عليك داخل المعبد ، و بنفس الوقت سيرفع مكانتهم هم الاخرين داخل العائلة .. صفقة رابحة للكل ، يمكن القول أن مستواكم بعد شهر من الأن سيغير الكثير”
“هوه”
بدأ الجميع يفهم طريقة التدريب التي تتبعها عائلة مونلايت..
تدريب مغلق واحد لواحد مع شخص أقوى منك بكثير ، ساعات سجال مكثف مع شخص يصحح لك أخطاءك على الدوام ، هذا بالتأكيد سيجعل تقدمك أسرع..
لكن .. كان لدي تحفظات حول الأمر ، و السبب كان بسيطا..
“الأن ، كل شخص سيتم إستدعاءه من طرف معلمه ..”
بنحو سلس ، تم إختيار الجميع من طرف المدربين المخصص لهم ..
من حصل على أفضل المدربين من فئتنا كانو سيرس و غوست على التوالي.. كانت هالات اولئك الأشخاص معهم فوق الفئة S ..
لكن السؤال هو .. لماذا بقيت بمفردي مجددا ؟
بينما تم إختيار الجميع ، وجدت نفسي أقف وسط الساحة وحيدا ..
تنهدت بانزعاج بينما ناديت ذلك الشخص ..
“المعذرة .. لا أحد تقدم إلي..”
كراوزر إستدار نحوي بوجه عابس قبل أن يتحول وجهه إلى إبتسامة..
“لا تقلق يا فتى ، مدربك سيصل قريبا ”
“سيصل قريبا ؟”
سألت بريبة ، و فور قيامي بذلك سمعت صوت خطى قادم من البوابة.
إزداد صوت الضحك الصادر من المتفرجين في الأعلى .
بينما ظهرت أصوات الإعجاب هذه المرة عندما دخل شاب خارق الجمال بشعر أزرق طويل و جسد مثالي ..
“فروست مونلايت…”
“إبن اللورد و الموهبة الاعظم داخل العائلة سيكون مسؤولا عن تدريبك .. كن ممتنا يا فتى ..”
نظرت بريبة إلى كراوزر ثم فروست على التوالي ..
فقط مالذي كانو ينوون عليه ؟
كانت الساحة عملاقة حرفيا ، كل شخص تدرب بشكل منفصل عن الآخر داخل ميادين تدريب أصغر .. لكن كل الانظار كانت موجهة على الميدان الذي وقفت به لسبب ما ..
“نلتقي أخيرا ، عار ستارلايت”
من طريقة مناداته لي ، لا يبدو أن فروست ينوي على خير ..
بابتسامته تلك التي قد تسقط فتاة عذراء ، مد يده لتتشكل قوة زرقاء حارقة بين يديه ..
تلك القوة إنتهى بها الأمر لتظهر على شكل رمح عظيم بلون أزرق جليدي و شفرة عملاقة بنهايته مع نقش لتنين عظيم على هيكله ..
كنت أنظر بفضول إلى ذلك الرمح .. لأنني تعرفت عليه نوعا ما ..
“هذا..”
سمعت صوت هتاف الفتيات من الأعلى ، كانت كل حركة لفروست عرضا في حد ذاتها بالنسبة لهم ..
و إظهاره لذلك الرمح كان الذروة ..
الرمح العظيم “ريمشارد” أحد أقوى 5 رماح بالعالم ..
ضحكت بسخرية عندما رأيته يظهره بيده ..
“هل ينوي السيد فروست قتالي بذلك ؟”
فروست إستهزء بكلماتي عندما طعن الأرض الجليدية من حولنا بواسطة ذلك الرمح..
“لا تكن مغرورا يا فتى ، ذلك الرمح فقط لمن هم أعلى مني .. ناهيك عن ضعيف بموهبة فئة A فقط ..”
ضرب فروست كلتا قبضتيه مصدرا صوت طقطقة العظام..
“أمامك .. جسدي أكثر من كافي ”
أومأت لستفزازاته بوجه فارغ…
“عادل بما فيه الكفاية ..”
سحبت سيفي بينما بدأت السير فوق الحلبة الجليدية مركزا بشكل تام على فروست الذي بقي واقفا مكانه ..
“تحلل خصمك قبل أن تقوم بحركتك ؟ بفتت .. لا تضيع وقتك و تعال إلي بالفعل ..”
كلامه الساخر كان في محله.. فرق القوى كان هائلا لأستطيع القيام بأي ضرر له .. كان بالفئة S- بعد كل شيء ..
هذا لم يكن قتالا حقيقيا ، بل مجرد تدريب .. إذا فكرت بهذه الطريقة لكنت قد هاجمت بالفعل.
لكن لسبب ما .. تيقنت من أن هذا لم يكن كل شيء ..
للأسف… لم أستطع البقاء هكذا للابد ، و كان لابد من القيام بخطوة ..
قررت الذهاب بكل شيء ..
باستعمال خطوات الشبح مدمجة مع سرعة سيفي قطعت نحو رقبة فروست ..
هذا الأخير تمكن و على نحو غريب من تتبع حركتي بعينه فقط .. هذا ما إكتشفته بمراقبتي له بواسطة أعين الصقر..
بلا مبالاة ، هو تفاداها و كأنها لا شيء ..
“أنت بطيء جدا.. ايها الفتى المغتصب ، أفترض أن هذا ليس مجال قوتك ”
حاولت قطعه ثانية لكنه تفاداها بنفس السهولة ..
بدأت أحوم من حوله بسرعة لا يفترض أن يتمكن الشخص العادي من تتبعها ، أرسلت عشرات الضربات بفضل السراب ..
لكنها كانت تمر من جسده و كأنه مجرد شبح ..
عندما مر سيفي بجانبه ، هو لوح بقبضته بطريقة حتى عين الصقر لم تتمكن من إلتقاطها ..
كل ما رأيته كان الارض تنقلب مع سمائي عندما سقطت بعيدا عنه ..
مع تلك الضربة سمعت صوت هتاف عالي من الأشخاص في الأعلى..
نهضت من جديد على قدمي ماسحا فكي بواسطة ظهر يدي ..
ما ظهر عليها كان اللون الأحمر لدمي ..
“فهمت ..”
بدأت افهم نوعا ما ، ما كان يحدث هنا..
لتأكيد شكوكي هاجمت من جديد ، سيفي كان على وشك طعن وجه فروست لكن يده تمددت بشكل غريب متجاوزتا طول سيفي لأتعرض للكمة اخرى..
فروست ضحك على مشهد إرتداد رأسي للخلف ، بينما أخذ الخطوة الأولى أخيرا..
“بالنسبة لشخص يمتلك من الجرأة الكثير ، أنت ضعيف جدا ”
تعرضت لركلة طائرة جعلتني اسقط من جديد ، إستدرت بسرعة فوق الجليد متفاديا قدم فروست التي غرقت داخل الأرض التي كان من الممكن أن تكون رأسي ..
فور نهوضي من جديد تعرضت لتيار متواصل من اللكمات ..
مع كل لكمة تصيب وجهي كنت أبصق المزيد من الدم على الأرض ، أحيانا لم أكن أعرف من أين خرجت تلك الدماء حتى..
مشهد كهذا قد يكون مزعجا للبعض ، لكن عائلة مونلايت قد إستمتعت به بشدة و هذا ما يفسر صوت صياحهم الذي أصبح مزعجا لأذني ..
الأسوء كان حقيقة أن فروست قد حد من قوته بشكل كبير فقط لكي لا أخرج من المعادلة بسرعة و إلا لجعلني أفقد الوعي بضربة واحدة ..
بعد تيار اللكمات ذاك توقف فروست و الإبتسامة تعلو محياه ..
“إلتقط سيفك .. فراي ستارلايت”
تنفست بصعوبة موجها نظري نحو فروست ثم إلى السيف الملقى بجانبه ..
كنت أعلم أي نوع من الحيل كان يلعب علي .. لكنني سايرته فقط..
مددت يدي نحو مقبض السيف ، عندما أوشكت على حمله من جديد جاءت قدم فروست لتدعس يدي بقوة على الأرض الجليدية.
“بطيء جدا”
بركلة أخرى هو أعادني إلى الخلف ..
“تعال ثانية ”
وقفت من جديد ، و ذهبت إليه..
حاولت لكمه ، لكن حركتي كانت خرقاء جدا..
بالمقابل هو اسقط 10 لكمات على وجهي بأقل من ثانية ..
في هذه المرحلة ، كانت القفازات البيضاء التي غطت كلتا يديه مغطاة بدمائي بالفعل ..
أما وجهي فقد تكبد معظم الضرر ..
“المزيد!”
“إسحقه!”
هتاف المتفرجين قد أصبح وقحا أكثر من أي وقت مضى ..
“مالامر فراي ستارلايت ؟ لربما تريد مني أن أحضر لك فتاة ما لتكون شريكتك بدلا عني ”
أصبحت رؤيتي مشوشة الأن من شدة ضرباته و كمية الدم التي أعاقت رؤيتي ..
“لربما فتاة ضعيفة لتستعمل معها مهارتك القذرة تلك ”
بركلة واحدة ، دفنني فروست داخل جدار الحلبة الجليدي ..
*سعال*
سعلت الكثير من الدماء بجانبي ..
‘ياللهول .. هل هذا كله دمي ؟’
من بين الجمهور .. كانت آدا الشخص الوحيد بصفي ..
منذ البداية رأيتها تحاول التدخل لكن كارمن أوقفتها بكل مرة.. و كنت ممتنا لها على هذا ..
في النهاية هم لن يقتلوني في ظل تواجد أختي هنا .. لكن هذا لم يعني خروجي دون إصابات .. فروست كان يأخذ وقته بتعذيبي ..
أحسست بشعري عندما تم شده .. رفعني فروست بينما إتكأ على ركبة واحدة من أجل مواصلة مسلسل اللكم المستمر و الدماء التي شكلت مزيجا جميلا مع الجليد النقي ..
“هذا كثير ..”
بعيدا عن الأشخاص في الأعلى..
حتى باقي الميادين الأخرى قد توقفت مؤقتا من أجل مشاهدة قتالي ضد فروست.. هذا ما إذا أسميته بالقتال في المقام الأول..
“كارمن .. إفعلي شيئا ..”
آدا كانت على وشك طعن جلد يدها بأظافرها من قوة شدها لقبضتها .. لكن كارمن قد هزت رأسها فقط ..
“للأسف أنا لا أستطيع تلبية هذا الأمر..”
“لكن !”
“لقد قمنا بكل ما بيدنا .. آدا ، لو حاول ذلك الشاب قتله فحتى لو كان إبن اللورد نفسه .. لقفزت على الفور و دفنت رأسه داك ..لكنه يعرف كل هذا بالفعل.. لذلك لم يتجاوز الخط حتى الأن..”
مع كل كلمة تقولها كارمن .. كانت المزيد من الدماء تسقط ..
لم يعجبها ما رأته … لكنها لم تستطع التدخل ..
“كل هذا سيندرج تحت مفهوم التدريب .. الأن كل ما نستطيع القيام به ، هو المشاهدة فقط ..”
كنت مدركا لحقيقة أن هذا سيستمر و لن يتوقف بأي وقت قريب ..
وسط صوت الضرب و هتاف اولئك الحمقى في الأعلى..
أنا نوعا ما ، أحسست بالحنين ..
هذا ذكرني نوعا ما ببعض الأصدقاء القدامى الذين إعتادو على ضربي طوال الوقت ..
فجأة توقفت قبضة فروست أمام وجهي بينما لمحت بعض العبوس على وجهه ..
هو قرب وجهه مني لأسمعه جيدا عندما لم يعجبه ما رآه ..
“أخبرني .. ايها اللعين ، لماذا تبتسم الأن ؟”
اه .. يبدو أنني شكلت إبتسامة دون وعي مني..
“آسف .. ارغ .. لا أملك مرآة لإدارة تعابير وجهي على الدوام ..”
لم أستطع إخفاء إبتسامتي عندما تذكرت أوقات الضرب المستمر من قبل سمايلي و ساد .. رغم أن ما كان يفعله فروست الأن يعتبر مجرد لعب أطفال أمام ما فعلته تلك التماثيل ..
لربما السبب إبتسامتي الدموية التي لم تعجبه ؟ ضربات فروست أصبحت أقوى..
هكذا ارادو تعذيبي في الوقت الحالي .. بالألم ..
وجدت نفسي أضحك من غبائهم ..
ضحكة لم يحبها فروست ..
لكن كيف ترديني الا أضحك ؟ لقد إختار أغبى طريقة ليعبث معي ..
بعد كل شيء ، هذا النوع من الألم لا يعني لي شيئا بعد كل تلك الاشهر داخل أراضي الكابوس ..
أنا شخص قد مات داخل تلك الأرض ، و ما هذا الجسد إلا جثة تحركها بعض الخيوط .. لذلك كيف تريدني أن أتأثر من هذا المستوى ؟
ما حدث اليوم أعاد لي بعض الذكريات الجيدة و السيئة على حد سواء .. موقضة شيئا ما بداخلي ..
حاولت التكلم ، لكن حلقي كان مسدودا بدمائي ..
“مالذي تحاول قوله ؟”
فروست كان يظهر بعض التغيير بعد تلك الإبتسامة التي لم تغادر محياه منذ بداية القتال ..
اذا كنت أذكر بشكل صحيح .. هذا الشاب يحب سيرس أليس كذلك ؟
“أنت.. و يم .”
“هاه ؟”
وضع فروست وجهه اقرب ..
“هل لربما بدأت تتوسل أخيرا ؟”
“لا .. أردت أن… أعترف ..”
تنفست بصعوبة شديدة محاولا بناء الكلمات .
أعين فروست قد أضاءت عندما سمع كلامي ..
هو دعم جسدي ببعض القوة لكي يستطيع الجميع سماع كلماتي ..
“يبدو أن فراي ستارلايت يملك شيئا ما يريد الإعتراف به ! هلا سمعنا ذلك ؟”
لربما إنتظر نوعا ما من الإعتراف بالذنب و التوسل ..
لكنه إرتكب الخيار الخطأ بجعل الجميع يسمع هذا ..
ترنحت قليلا قبل أن أقف و أتكلم بنبرة ساخرة ..
“أعترف .. بأنك وسيم جدا يا رجل .. أنت حتى أفضل بقليل من شخص أعرفه ..”
“ماذا؟”
“هيهي .. كان يجب أن نلتقي من قبل .. بملامح كهذه لابد أن أمك خارقة الجمال.. لربما كان يجب أن أختارها هي..”
بوجه مبلل بالدماء و أعين بالكاد رأت ما أمامها .. قلتها فقط ..
“بدل سيرس ”
إستمتعت بلحظة الصمت تلك ، و تلوي وجه فروست الذي بقي ثابتا حتى الأن..
أطلقت ضحكة خافتة .. لكنني لم أطل البقاء هذه المرة عندما أطاح بي فروست على الفور ..
تحول كل شيء إلى الظلام عندما رأيت كارمن تندفع نحو مكاننا بسرعة ..
لقد فقدت الوعي ..
…
…