منظور الشرير - الفصل 67
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
ظلام … ظلام لا ينتهي..
و كأنني أغرق داخل محيط مظلم لم يصله أي ضوء .
أحسست و كأن جسدي لم يعد ملكا لي بعد الأن ، عقلي كان بحالة سكر.. كل فكرة كانت أثقل من سابقتها ..
شعرت بالنعاس الشديد و الرغبة بالنوم ، لكنني كنت أخشى أن أفعل ..
ربما إذا نمت الأن فلن أستيقظ أبدا و هذه الفكرة كانت تخيفني بشدة ..
كيف وصلت إلى هذا المكان ؟
كل ما أتذكره هو قبضة هايزنبرغ التي كانت ستمحيني من الوجود..
بعدها ذهبت مباشرة إلى الظلام ..
هل لربما أنا ميت ؟
لا .. لا أريد هذا ..
بالنسبة لشخص أراد الإنتحار بوقت سابق ، كنت أتشبت بالحياة بشدة الأن ما جعل الأمر مثيرا للسخرية ..
لا أريد الموت .. ليس بعدما أصبحت أملك الأمل أخيرا..
لعل أفكاري الثقيلة هذه جعلتني أفشل بملاحظة ذلك الشخص الذي كان يقف بجانب جثتي العائمة الأن..
كان المكان مظلما لدرجة أنك لن ترى سوى الأسود ، لكنني بطريقة ما تمكنت من رؤيته .. رغم أن كل ما رأيته كان مجرد صورة ظلية ..
شخص لم أتعرف إليه..
بالكاد فتحت فمي لنطق الكلمات التي أردتها ..
أردت أن أقول .. “من أنت ؟”
لكن لم يخرج شيء من فمي ..
بالمقابل حدق بي ذلك الشخص لبعض الوقت قبل أن اسمع صوتا لم أسمعه من قبل ..
“فالتنم ”
هذا غريب..
لقد أخبرني بأن أقوم بما كنت أتجنبه حتى الأن ، في العادة سأرفض هذه الكلمات بشدة ..
لكنني وجدت نفسي أقوم بما طلبه مني .. أحسست بالراحة و الأمان من صوته .. لم أفكر حتى برفضه .. أنا فقط أغلقت عيني ليغرق وعيي هو الاخر..
لسبب ما .. هو بدا مألوفا .
…
…
…
ببطء ، وجدت نفسي أعود إلى الضوء عندما أحسست ببعض الأصوات تداعب أذني ..
ذلك الصوت الخافت قد إرتفع بسرعة مرعبة ليتحول من ذلك الصوت المهدئ إلى ضجيج عالي هدد بتفجير طبلة أذني ..
فتحت عيني لأجد نفسي بمكان جديد كليا ..
أحسست بمؤخرتي باردة و ظهري متصلبا ما جعلني أتحسس الثلج تحتي .
كنت الأن أجلس فوق هضبة ضخمة غطتها الثلوج ..
متكئا على صخرة كبيرة نسبيا حدقت بذلك الحشد الكبير من الناس الذين تجمعو هنا في الأسفل..
بجانبهم كان القطار المحطم يرقد هناك بعدما تحول إلى مجرد كومة من الحديد المنبعج ..
كان عدد الأشخاص هنا كبيرا جدا و كانو من كل الفئات العمرية ما جعلني أتذكر وقتنا بمحطة القطار .. كان الأمر مشابها لهذا..
“إستيقظت أخيرا ”
لولا صوته لما لاحظته .. وجدت غوست يقف بجانبي ..
رفعت جسدي المنهك بصعوبة ، لحسن الحظ غوست كان مراعيا بما فيه الكفاية لدعمي ..
“اغغ .. منذ متى و أنا فاقد للوعي ؟”
“لم يمر الكثير من الوقت .. ساعة واحدة لأكون دقيقا ..”
سماع حقيقة أنني لم أذهب سوى ساعة واحدة كانت مفاجئة لي .. ظننت أنني غبت ليوم واحد على الأقل داخل ذلك البحر المظلم ..
بقي غوست ينظر إلي لبعض الوقت قبل أن يستدير نحو الحشد الصاخب أمامنا ..
“في النهاية ، لقد كنت محقا .. هذا بأكمله كان إختبارا من عائلة مونلايت..”
أومأت بضعف بينما سألت ..
“ماذا عن كل هؤلاء الناس ؟”
“إنهم الركاب الذين تم رميهم من القطار سابقا .. إتضح أنهم كانو متواطئين بهذا منذ البداية .. هم هبطو بأمان .. لم يمت أحد ..”
بحديثه عن الموت حدق غوست بي بينما إستذكر ما حدث..
“فراي ستارلايت ، لقد كنت الوحيد الذي واجه الموت بهذا الإختبار .”
ضحكت بضعف على ملاحظته تلك ..
“أفترض أن الكثيرين يريدونني ميتا .”
“إذا فالتغادر الأن .. لا تذهب الى تلك العائلة ..”
غوست إمتلك وجهة نظر جيدة .. لكنني هززت رأسي ببساطة ..
“لا أستطيع القيام بذلك”
كنت بحاجة إلى المواصلة .. عائلة مونلايت كانت عائقا بحجم جبل بالنسبة ل أنا الحالي ..
لكنني كنت مضطرا لإجتياز ذلك الجبل ما إذا أردت الحصول على ولو فرصة للنجاة من هذا العالم..
كان لدي هاجس لذلك ..
كما أنني كنت أعرف أن لورد عائلة مونلايت ، بايلور لا يريدني ميتا ..
لو فعل ، لكنت ميتا منذ بعض الوقت الأن..
لكن هذه الحقيقة بالذات كانت ما جعلني مغرورا و ساذجا سابقا ..
بايلور مونلايت هو وجود ضخم يوازي نقابات كبرى بأكملها أجل..
لكنه ليس الوحش الوحيد داخل تلك العائلة ..
هناك دوما إستثناءات .. هايزنبيرغ كان واحدا منهم ..
تحول وجهي الى الظلام فور تذكري لذاك العجوز ..
غلين مونلايت… هايزنبرغ ، الأيام بيننا .. أنا شخص يميل إلى رد الديون أضعافا مضاعفة..
لذلك تجهز لأخذ الرد مع الفائدة ..
“نية قتلك تتسرب إلى هنا .. فراي ستارلايت”
اوبس .
دوما ما أنسى ضبط النفس بهذا النوع من المواقف ..
“إعتذاراتي ، عقلي ليس بحالة جيدة بالوقت الحالي .”
“…”
بقي غوست صامتا ، لكن وجهه كان يقول الكثير ..
إبتسمة بإنهزامية مدركا ما أراده ..
“أعلم انك تريد السؤال عن الأمر.. تعال أنا لا أمانع ”
تردد غوست لثانية لكنه سأل رغم كل شيء ..
“في تلك اللحظة .. لقد تجمدنا جميعا .. عندما أظهر هايزنبرغ قوته الحقيقية لم يكن أمام أمثالنا الخيار سوى الجلوس و المشاهدة .. يمكنني القول بثقة أنه كان جديا وقتها ..”
“لكن… أنت نجوت رغم كل شيء .. ك”
“كيف نجوت؟ هل هذا ما تريد أن تسأله ؟”
أوقفت غوست بتنهيدة بينما هززت رأسي ..
“لا أعلم .. الأمر كان صادما لي أنا الأخر بقدر ما كان لك .. كل ما أتذكره هو قوة غريبة تلتف من حولي قبل أن أفقد الوعي ..”
“هل ربما تدخل شخص آخر لحمياتك ؟”
أدرت عيني تدريجيا بسماع تفسير غوست ..
“ربما ..”
كان ذلك الإحتمال مستبعدا … تلك القوة جاءت من داخلي بعد كل شيء ..
“إستيقظت أخيرا هاه ؟”
جاء دانزو من أسفل التل و التعب بادي على وجهه ..
“هاي ايها الجثة الم أخبرك أن تناديني عندما يستيقظ ؟ لماذا لم تفعل ؟”
“لم أقل أنني سأفعل في المقام الأول .. لا أعلم لماذا إفترضت من تلقاء نفسك أنني وافقت ..”
“اللعين”
فور إلتقائهما ، بدأ دانزو و غوست بالشجار ثانية … هذا ما سيحدث عندما يلتقي إثنان بشخصيات متضادة مع بعضهم البعض..
“دعكما من هذا … مالذي سيحدث من الأن فصاعدا ؟”
كان لدي فضول حقيقي ، هل سنبقى ننتظر هنا فقط في العراء ..
“بشأن ذلك … سمعت تلك المرأة جين أو جاين لا أعلم ماذا كان إسمها .. قالت بأنه سيتم نقلنا قريبا ..”
“نقلنا ؟”
بالتزامن مع آخر كلمة سمعنا صوت صياح غريب ..
“أنظرو هناك !”
صاح أحد الأشخاص وسط الحشد بينما أشار بإصبعه الى السماء ..
من بعيد رأينا أجساما طائرة تحجب السماء ..
“طائر ؟ ام طائرة ؟”
ضيق دانزو عينيه بمحاولة معرفة مالذي كان يراه بالضبط ..
لكنني أعطيته الإجابة بعدما رأيتهم بوضوح بفضل عين الصقر ..
“وايفرن”
“ماذا؟”
و ماهي إلا لحظات لتظهر تلك المخلوقات المجنحة و يراها الجميع بوضوح ..
كانو أكثر المخلوقات شبها بالتنانين ، أجساد ضخمة سوداء بأجنحة زرقاء ..
هذا النوع من الوحوش يرا بكثرة بأراضي الكابوس الشمالية ، لكن ما يميزهم هو إمكانية ترويضهم و هذا ما يفسر البشر الذين كانو على متنهم الأن..
“بقولك أنهم سيقومون بنقلنا .. أنا لم أتوقع هذا ..”
واحدا تلوا الأخر ، سقطت الوايفرن من السماء في مشهد مهيب ..
وسط هتاف الحاضرين ، نزل أفراد عائلة مونلايت الواحد تلوا الاخر..
تلك الهالات القوية التي إستشعرتها منهم أثبتت أنهم لم يكونو أشخاصا عاديين ..
سيكون علي إرتجال خطط جديدة أسرع مما توقعت .
بعد كل شيء هناك فرصة كبيرة أن يتم إستهدافي الأن..
لذلك في الوقت الحالي … سأبقى منخفضا قدر المستطاع…
بعيدا عن مكان وقوفي ..
تقدمت جاين لإستقبال أفراد عائلة مونلايت.
الذي قادهم كان شابا بدا في منتصف العشرينات من عمره ، كان شعره الأزرق السماوي طويلا لدرجة أنه إنسدل خلف ظهره .. أعينه كانت حادة و وجهه كان خارق الوسامة مع جسد عضلي إرتدى فوقه ملابس بيضاء بياض الثلج ..
ذلك السلوك و تلك الغطرسة .. وجدت نفسي أتعرف عليه دون سواه ..
جاين أزالت نظارتها الشمسية بينما إبتسمت في وجه ذلك الشاب ..
“مرحبا بك ، سيدي الشاب فروست ..”
مجرد ذكر إسمه جعل الجميع يتوقف للحظة من أجل إلتقاط أنفاسهم ..
“إذا هذا هو فروست مونلايت..”
تكلم غوست بصوت خافت بينما أمال دانزو رأسه ..
“فروست ماذا ؟ من يكون هذا الشخص ؟”
إستدار كلانا نحو دانزو .. كان سؤاله غريبا ..
“أحقا لا تعرفه ؟”
أعني .. حتى أنا الذي لم يكن من هذا العالم قد تعرف عليه بشكل مباشر ..
أما دانزو فقد هز كتفيه ببساطة..
“و لماذا يجب علي أن أفعل ؟”
سواءا أنا او غوست .. لم يجد أي منا ما يقوله ..
في النهاية كان غوست من تولى الشرح لحسن الحظ..
“فروست مونلايت ، هو إبن اللورد الحالي بايلور ، الموهبة الأبرز داخل عائلة مونلايت إلى جانب سيرس .. يقال أنه كان الأعلى بالمعبد و فاز بالفيكتورياد 3 مرات .. رغم أنه لا يزال بسن 24 سنة إلا أنه على أعتاب الفئة S بالفعل .. الكلام عنه كثير لكن هذا أبرز ما يجب عليك معرفته ..”
“مثير للإعجاب بالفعل..”
عادت أعيننا لمراقبة ذلك الشاب ..
أعينه فحصت الحشد بشكل سريع قبل أن تعود إلى جاين التي وقفت امامه..
“عمل جيد ، آنسة جاين .. نحن جاهزون للذهاب بأي وقت لذلك فالتفصلي الطلاب على حسب تقديرك و لنغادر ..”
“علم”
إستجابت جاين بسرعة لتبدأ بتنظيم الجميع ..
هذا حسم الأمر بالفعل ، سنغادر على ظهور الوايفرن اليوم ..
حاولت البقاء متخفيا قدر المستطاع لكنني لم أقدر في النهاية ..
شعرت بزوج من أعين الوحوش تقيدني من الرأس إلى القدمين ..
فروست قد رآني بالفعل وهذا ما كنت أريد تجنبه لأطول وقت ممكن ..
بعد كل شيء ، ذلك الشاب كان معجبا بسيرس .
و بالحديث عن الشيطان .. بعدما كان يغمرني بنية القتل قبل قليل ، رأيته يذهب إلى مكان وقوف سيرس و المودة بادية عليه ..
“مر بعض الوقت ، سيرس”
حتى نبرته كانت الطف… هل يستطيع شخص ما التغير لهذه الدرجة من أجل شخص واحد ؟
رد فعل سيرس كان باردا كالعادة عندما أومأت له بودية ..
“مرحبا ..”
دخل الإثنان بمحادثتهما الخاصة أما أنا فتجاهلتهم تماما .. آخر ما أريد فعله هو سماع ذلك المتغطرس يحاول التقرب من تمثال الجليد ذاك ..
لدي أمور أهم أقوم بها ..
مثل إيجاد من يقلني .. بعد كل شيء أراهن أن كل الحاضرين هنا من عائلة مونلايت يكرهونني ..
بقيت واقفا مكاني لبعض الوقت بينما كان الآخرون يشكلون مجموعات بالفعل ، لكن و على غير المتوقع أنا لم أكن وحيدا ..
“مالذي تفعلانه ؟”
سألت كل من غوست و دانزو اللذان كانا لا يزالان يتشاجران من حولي ..
بسماع سؤالي أجاب الإثنان بصوت واحد ..
“ماذا ؟”
“الن تذهبا لإيجاد مجموعة لكما ؟”
نظر الإثنان لبعضهما البعض قبل أن يجيبني دانزو و تعبير حائر على وجهه..
“مالذي تتكلم عنه ، نحن لدينا مجموعتنا الخاصة بالفعل ”
أشار الدانزو الي ثم غوست على الترتيب ..
“أنا ، أنت و هذه الجثة رغم أنني أجد صعوبة باعتباره شخصا حيا ”
هل ينويان البقاء معي ..
“أمتأكدون من هذا ؟”
إستدرنا جميعا إلى تلك الفتاة التي أخفت وجهها بقبعة كبيرة ..
“قد لا تجدون من يقلكم في حال البقاء من حوله ”
كانت سيلينا ..
شخر الدانزو بوجه مقرف كرد فعل ..
“فاليكن أنا لا أخون رفاقي كما أنني بدأت أكره تلك العائلة الغبية بالفعل ”
ضحكت سيلينا على كلامه ما جعل العروق تظهر على جبهة دانزو ..
“هل من مشلكة بكلامي؟”
لوحت سيلينا بيديها لتجنب الأسوء بينما تحدثت بإبتسامة ..
“على الإطلاق ~ في الواقع أنا هنا لأنني أريد الإنضمام إليكم ”
إستدارت إلي فور قولها لآخر كلمة ..
“موافق ؟”
نظرت إليها لبعض الوقت قبل أن اتنهد ..
“لا أعلم لما تعاملنني على أنني القائد لكنني لا أمانع ، فالتفعلو ما تشاؤون .. فقط لا تشتكو لاحقا ..”
سيلينا تجاهلت تحذيري الأخير بل فقط إنضمت الينا بنفس الإبتسامة ..
وجدت نفسي أعاني لضبط نفسي أمام هذا العدد من البطلات الرئيسيات ، كل واحدة منهم أجمل من الأخرى.. لولا حقيقة أنهم كانو لا يزالون ب 17 من عمرهم لربما كنت قد إنفجرت لبعض الوقت الأن..
‘ تذكر .. مجرد شخصيات .. عالم بديل .. لا علاقة لي بهم .. لا علاقة ..’
أثناء محاولتي تنويم نفسي ، بدأت الدقائق تمر واحدة تلوا الأخرى..
بدأ الجميع يجدون من يقلهم ، إنخفض عدد الفرق واحدا تلوا الأخر… لكن لا أحد تقدم إلينا ..
“اممم .. هذا لا يبدو جيدا ..”
كانت سيلينا أول من أحس بخطورة الوضع اما أنا فهززت كتفي فقط ..
“أخبرتك الا تشتكي ، هذه ضريبة تشكيل الفرق معي ”
لم تعرف سيلينا ما تقول ، هي فقط تنهدت منهزمة ..
“هم حقا يكرهونك ..”
دانزو هو الآخر قد بدأ يصل حدوده … و كالعادة سلط كل شيء على الشاب بجانبه ..
“هوي أنت ، الست ابن ميست ؟ انت شخصية مهمة لماذا لا أحد يأتي اليك ؟!”
إستدرنا جميعا نحو غوست.. كلام دانزو كان منطقيا نوعا ما ..
غوست قد وجدنا نغلق عليه جميعا بأعيننا .. هو بقي صامتا للحظة قبل أن يشرح لنا الأمر..
“أنا أظل متخفيا طوال الوقت .. لذلك لا يعرف الكثيرون كيف أبدو حقا .. لربما قد أخطؤو بيني و بين شخص آخر بالفعل ..”
بقي الجميع صامتا ..
لم أعرف ما إذا أضحك أم ابكي على كلامه ذاك ..
على أية حال ، يبدو أننا سنبقى على هذه الحال ..
هذا ما كنت أفكر به إلا أن سمعت صوتا زئير مرعب يصدر من السماء..
“ما هذا بحق ؟!”
صاح الجميع عندما رأينا وحشا عملاقا يطير الينا من بعيد ..
بالتدقيق به … هو كان وايفرن ..
لكن ليس اي وايفرن .. بل واحد عملاق لدرجة أنني كدت أعتبره تنينا ..
كان طيرانه عشوائيا و فوضويا و كأنه يعاني من شيء ما ..
لا .. بل من شخص ما ..
كان هنالك بعض الأشخاص يقودون ذلك الوحش الهائل ..
لكن على ما يبدو هم لم يسيطرو عليه بشكل صحيح حتى الأن و هذا ما يفسر ذلك الشخص الذي كان يلكمه باستمرار..
و ماهي إلى ثواني ليسقط ذلك المخلوق المهيب أمامنا..
وجدت نفسي أنظر إليهم بأعين مفتوحة على مصرعيها .. ليس بسبب الوحش.. بل من كان على ظهره ..
ظهرت إمرأة مرعبة على مقدمة الوايفرن العملاق بينما لكمته ثانية ..
“كم مرة يجب أن أضربك لتطير بشكل صحيح أيها السحلية اللعينة ؟”
“توقفي ، ليس هكذا يتم تدريب الوايفرن ..”
“فالتخرس ايها العجوز ، من طلب منك أن تعطي رأيك ؟”
“أممم ، آنسة كارمن .. هل كان يجب حقا أن تختاري أضخمهم ؟”
“أنت لا تفهمين يا فتاة ، أنظري الى بقية تلك السحالي الصغيرة ، لا ٱحد منهم يقارن بخاصتنا ! هكذا يكون الدخول ”
“هاها .. مادمت راضية بالأمر فهذا كل ما يهم ”
كان الجميع ينظر الى ذلك الثلاثي الغريب ..
نزل من فوق الوايفرن سيدتان و رجل عجوز بملابس الخدم الرسمية ..
كارمن كانت لا تزال تبدو قوية و متغطرسة مثل أي وقت مضى مرتدية ملابس تناسب الرجال أكثر من النساء ..
الخادم فولكان كان في الخلف يتم التنمر عليه بواسطة الفتيات كالعادة .. أما أختي فكانت تتقدمهم مرتدية معطفا أسود من الفرو ..
أعيننا إلتقت على الفور لتلوح لي بإبتسامة حلوة .
وجدت نفسي أضحك عاجزا ..
“يا رفاق .. أنتم حقا ..”