منظور الشرير - الفصل 66
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 66 – الظلام بالداخل
“همممم”
الرجل الحديدي كان يقف مكانه يحدق بذلك الفتى الذي كان يلكم نحوه دون توقف .
عشرات القبضات الفضية كانت تضرب ذلك الحاجز الغير مرئي من حوله مرسلة الموجات التي حملت طنا من القوة ..
“هذا الفتى لا يتوقف ”
بتلويحة من يده ، تم قذف دانزو ثانية بينما ظهرت دماء جديدة على جسده ، لكن ماهي إلا ثواني ليقف و يندفع من جديد ..
“فقط كم تبلغ قدرة تحمله ..”
مرر الرجل الحديدي أعينه محاولا إلتقاط ذلك الظل الذي كان يزحف كالأفعى من حوله ..
‘إبن ميست .. لم يظهر أيا من قدراته الحقيقية لأنه لم يجد الفرصة لإنهائي حتى الأن… عقلية القاتل المثالي .. لا أراه لكنني أشعر بأعينه تحاول النظر من خلالي و كأنني سافلة تنتظر أن ينقض عليها ..’
فجأة … هو أحس بموجة حادة من الصداع بينما حاول شيء ما التلاعب بحواسه .. ما جعله يتذكر أخطر شخص من بينهم ..
الساحرة سيلينا … كان السحر شيئا معقدا تجاوز المنطق السليم لدرجة أن دفاعه المطلق لم يستطع صد تلك الهجمات السحرية المعقدة من ساحرة موهوبة حتى بفارق القوى الهائل بينهم ..
‘هذا الجيل مختلف بالفعل ..’
كل بضع سنوات تظهر مجموعة جديدة من المواهب التي قدر لها أن تحمل الراية لقيادة المستقبل ..
كل جيل له محاسنه و مساوئه … لكن هذا الجيل كان مختلفا ..
هؤلاء الأطفال أمامه كانوا وحوشا صغيرة ستكبر ذات يوم لتكشر عن أنيابها و تصنع إسما لنفسها في المستقبل ..
الحديدي كان راضيا بالفعل عما رآه … الأن لم يبقى له سوى تأكيد ما جاء لأجله ..
وسط وابل الهجمات المستمر ، عرف الجميع أن القتال أكثر من ذلك لن يقود إلى أي مكان ..
خصمهم كان و بكل وضوح يتلاعب بهم ، لكنه لم يقتلهم لسبب ما ..
سيلينا كانت أول من أشار لهذا الأمر عندما إستعملت قوتها لنقل صوتها إلى الجميع من حولها ..
“أكره قول ذلك يا رفاق … لكن هذا ليس بالخصم الذي قد نأمل بهزيمته ..”
شخر دانزو باللحظة التي سمع بها تلك الكلمات..
“هذا لا يهم .. مادمت واقفا فكل شيء قائم ”
منطق دانزو كان خاطئا بشكل سخيف … لم يكن عقله ما قاد جسده بالوقت الحالي ، بل كانت مشاعره ..
منذ المعركة الأخيرة داخل المعبد هو لم يعد يطيق الوقوف جانبا ..
“هل أنت مجنون ؟ أنظر إلى تلك الدماء فوق جسدك ! أنت لم تصبه مرة واحدة حتى ”
“فالتغلقي فمك اللعين ذاك ”
صر دانزو على أسنانه قبل أن يهاجم ثانية ..
“أفضل الموت على التراجع الأن ”
قد تبدو مجرد كلمات ، لكنه عنى كل حرف منها بالفعل ..
تنهدت سيلينا بإنزعاج عندما رأت نوع المجانين الذي كانت تقاتل بجانبه ..
“أنا لا أقول لك أن تتراجع ، بل أخبرك بأن هذا القتال دون معنى .. أفضل سيناريو يمكننا العمل به الأن هو تجاوزه و محاولة الإنضمام إلى بقية السنوات العليا … أو إيجاد المصنفة جاين .”
“و هل تظنين أن وحشا كهذا سيقف متفرجا مفسحا المجال لنا للقيام بما نريد ؟”
هذه المرة غوست هو من أرسل صوته ..
“أنا أفضل من يستطيع قياس قوة الآخرين هنا … و يمكنني القول متيقنا أن ذلك الضخم لا يستعمل سوى 10% لا… 5% من قوته بالكثير ..”
كلمات غوست كان له طعم سيء ..
“الهرب ليس خيارا …”
وضعت سيلينا يدها فوق جبهتها متأملة حجم الخطر أمامها ..
“إذا مالذي يجب أن نقوم به بالظبط ؟”
فجأة ، هي رأت تلك العين الحمراء خلف قناع الحديدي تلتف إليها بطريقة عنيفة ما جعلها تقشعر ..
لكنها أدركت لاحقا أنه لم يكن ينظر إليها ، بل ما كان يقف خلفها ..
هي إستدارت للخلف ببطء لتجد فراي ستارلايت يقف خلفها ..
“أنت ..”
لسبب ما هي رأته بضوء مختلف الأن..
هالته كانت مختلفة بشكل كامل عن السابق ، تعابيره كانت متجمدة مظهرة وجها كئيبا بينما توهجت أعينه بلون أرجواني خافت ..
هو تكلم معها بصوت آلي هادئ و كأنه ممسوس ..
“أجيبي على سؤالي .. ما هي شروط عمل قدرة الإنتقال التي قمتي بها سابقا ؟”
من دون مقدمات ، قام فراي بسؤالها عن أحد قدراتها .. تحديدا قدرة التبادل عندما بدلت مكانها مع حقيبة السفر تلك بعدما حاول الحديدي سحبها ..
عبست سيلينا عندما لم تفهم سبب سؤاله هذا..
“لماذا تسأل عن ذلك الأن ؟ بماذا ستفيدنا تلك القدرة عند-”
“إذا أردت وضع حد لهذا فأجيبي على سؤالي .. لا تجعليني أكرر كلامي مرتين ..”
هو لم يسمح لها بإنهاء كلامها حتى بل قاطعها مباشرة بنفس الوجه الفارغ ..
عقدت سيلينا حواجبها بعبوس قبل أن تخضع في النهاية لكلامه .
قال بأنه يملك طريقة لإنهاء هذا … تجربة ما يريده أفضل على الأقل من البقاء مكتوفة اليدين ..
“تقنيتي تعمل على الاشياء التي تحتوي على توقيعي مثل تلك الحقيبة … مادام سحري فعالا فأستطيع التبديل معها بأي وقت .. كما أستطيع نقل الاجسام التي أتلامس معها ”
هي شرحت بصبر تقنيتها الخاصة ، من جهة أخرى أومأ فراي ستارلايت و كأنه كان يعرف ذلك بالفعل و فقط أراد تأكيد شكوكه ..
“هذا ما أردت سماعه ..”
الحديدي في هذه الأثناء كان قد أبعد دانزو و وضع قدما بالفعل إلى مكانهم ..
لكن فراي لم يعطه وجها بل قام بحركة لم تكن متوقعة ..
هو تقدم على الفور معانقا جسد سيلينا بإحكام ..
برؤيتها لجسد فراي الملتصق بها لم تستطع سيلينا تمالك نفسها عندما صرخت على الفور محاولة الإبتعاد عنه ..
“مالذي تفعله ؟”
حاولت دفعه ، لكن فراي كان أقوى بكثير منها جسديا ..
ما جعلها تصاب بالجنون بشكل خاص لم تكن حركته الغريبة تلك … بل ما نوى عليه تاليا ..
“مستحيل”
تحول وجه سيلينا إلى الأزرق عندما ضربت قدم فراي الأرض قاذفا إياهم بسرعة من على القطار ..
ذلك المشهد لوقوع كل من سيلينا و فراي قد شاهده الاخرون بأعين مفتوحة على مصرعيها خصوصا الحديدي الذي صرخ بصوت عالي ..
“لا !”
ماهي إلا ثانية واحدة ليقفز هو الآخر خلفهما تحت نظرات دانزو و غوست اللذان لم يفهما ما كان يحدث
إمتزج صوت صفير الرياح بصراخ سيلينا بجانب أذن فراي عندما سقط الإثنان بسرعة مرعبة ..
سيلينا كانت في حالة فوضى الأن عندما رأت الأرض تقترب منهم بمعدل ينذر بالخطر ..
على الفور ، حاولت إطلاق سحرها و العودة إلى القطار ..
لكنها شعرت بقلبها يغرق عندما حدثت لها ظهارة غريبة لم تختبرها من قبل ..
‘ سحري … لا يعمل ؟!’
بالتزامن مع أفكارها تلك ، وضع فراي ستارلايت إصبعه على فمها بينما همس بجانب أذنها ..
“ليس بعد”
بدأت سيلينا تشعر و كأن ما كان يحدث حتى الأن مجرد حلم مزعج ..
بعد كل شيء ، تعابير وجه ذلك الشاب الملتصق بها كانت لا تزال نفسها رغم سرعة سقوطهم ..
و الأغرب من ذلك .. بطريقة ما هو كان يمنع سحرها ..
هي صرت على أسنانها مراقبة وجهه الذي كان على بعد سنتمترات قليلة مقتنعة بأن مصيرها قد أصبح بين يديه بالفعل..
كل هذا حدث بأقل من 5 ثواني ، و ماهي إلا بضع ثواني إضافية ليظهر الحديدي فوقهم و هو يطير بسرعة مرعبة نحوهم ..
في تلك اللحظة عاد شيء ما للعمل ثانية داخل سيلينا عندما همس فراي من جديد ..
“الأن”
بكلمة واحدة… توهج سحر سيلينا ليختفي الإثنان بطريقة عجيبة و تظهر مكانهما حقيبة سفر ..
كان توقيت فراي مثاليا لأن يد الحديدي كانت على وشك إمساكهم ..
هو حدق غير مصدق نحو تلك الحقيبة التي إصطدمت بالأرض و تحطمت إلى قطع ..
مدركا لما حدث … طار الحديدي عائدا إلى القطار بعدما تم خداعه ..
فوق القطار ، ظهر كل من سيلينا و فراي من العدم ..
فور ملامسة أقدامهما للأرض ، سقطت سيلينا على مؤخرتها متاملكة أنفاسها بعد الجنون الذي حدث قبل قليل ..
هي حدقت بفراي ستارلايت الذي كان لا يزال على نفس حالته و كأن شيئا لم يحدث ..
بل و إستل سيفه مشيرا الى نقطة معينة…
“بالنسبة لشخص يتلهف لقتلنا ، لقد قفزت بسرعة حقا من أجلنا .. هل لهذه الدرجة تريد فعلها بيديك ؟”
كلماته و سيفه كانا يشيران نحو الحديدي الذي عاد بالفعل..
“أيها الغر ..”
صوته الأجش كان واضحا من تحت قناعه .. لقد تمكن فراي من إستفزازه .
“سراب”
فراي كان يتحرك دون مقدمات ..
ظهرت 30 نسخة منه بطرفة عين مهاجمة الحديدي من كل الزوايا..
ضربت عشرات الخطوط السوداء حاجز القوة حوله ، لكن و على غرار سابقاتها .. لم تخترق أي منها درعه ذاك ..
‘قوته و تحكمه بالأورا قد زادا بشكل كبير .. مالذي يحدث مع هذا الفتى ؟’
كانت أفكار الحديدي فوضوية بعدما تغيرت المعادلة بشكل كامل ..
لكن النتيجة بقيت نفسها… كان خصمه أضعف بكثير منه ..
سرعانما إختفت كل نسخ فراي التي كانت مجرد صور لاحقة و إنتهت على شكل جسد واحد ..
فراي كان يحلق فوق الحديدي بينما توهج سيفه بكمية كبيرة من أورا الظلام..
“10 آلاف خطوة من الظل: ظلام لا نهائي”
باستشعاره لنفس الهجوم الذي رآه بالسابق شخر الحديدي تحت قناعه مطلقا صوته الاجش ..
“هذا الهجوم ثانية ؟”
تضخمت قوة الجاذبية حوله بينما رفع يده نحو فراي ..
“ضربتك هذه أقوى من سابقتها ، لكنها أبعد من أن تؤثر علي ”
كانت كلمات الحديدي الضخم صحيحة ، و فراي نفسه كان يعلم ذلك ..
“هذا صحيح”
زادت كمية الظلام عندما قذف فراي بنفسه متجاوزا الحديدي..
“لكنني لم أكن أستهدفك أنت..”
في تلك اللحظة … ظهرت مخططات فراي الحقيقية أخيرا..
الشخص الذي كان يشير إليه سيف فراي لم يكن الحديدي ، بل تلك الفتاة النائمة في الخلف ..
لو كان الحديدي دون قناع الأن ، لرأت تعبيرا لا يمكن تفسيره بمزيج من المفاجأة ، الرعب … و الخوف ..
“لا !!”
أطلق فراي ضربته المدمرة نحو سيرس مونلايت ، في تلك اللحظة توقف الحديدي أخيرا عن العبث و إستعمل و لو جزء من قوته الحقيقية عندما حطم الفراغ نفسه متجاوزا سيف فراي واقفا أمام الضربة ..
تمكن الحديدي من صد ضربة فراي ، بل إخترقها تماما محطما سيفه و مرسلا إياه طائرا ليسقط بعنف بعيدا ..
لكن بوقوفه أمام سيرس و حمايتها بتلك الطريقة … هو كشف عن نيته الحقيقية بشكل كامل الان ..
كان الحديدي ينظر بعنف نحو فراي الذي سقط بعيدا عنه ، و تلك الفتاة النائمة خلفه ..
هجوم فراي ستارلايت و بكل وضوح ، كان سيقتل سيرس ..
لهذه الدرجة كان ذلك الفتى مستعدا للمخاطرة ..
“مالذي يحدث هنا ؟ هل هو يدافع عنها ؟”
سأل دانزو بتعبير فارغ بينما ظهر غوست بجانبه ..
“يبدو أن نوعا من التلاعب يحدث دون علمنا ..”
سيلينا كانت لا تزال تجلس أرضا تنظر ذهابا و إيابا بين كل من الحديدي و فراي ستارلايت..
هذا الأخير قد نهض بصعوبة من مكانه و دماء جديدة تسيل من كل اركان جسده ..
هو تمسك بشدة برأسه بينما إختفى تعبيره البارد من السابق و ظهرت إبتسامة ساخرة على وجهه ..
“هنا تنتهي لعبتك السخيفة هذه .. هايزنبرغ ..”
بالكاد وقف ذلك الشاب مخاطبا الحديدي .. كلماته كان لها وزن كبير على مسامعهم ..
“هايزنبرغ .. أحد أقوى 3 ٱشخاص داخل عائلة مونلايت ؟!”
تمتمت سيلينا غير مصدقة ..
كان هذا مستحيلا … بعد كل شيء ، هايزنبرغ كان آلة دمار شامل بالرتبة SS- ..
هل حقا شخص أسطوري كهذا ، كان يقف أمامهم الأن ؟
بعيدا عن تساؤلات سيلينا ، فراي لم يهتم أبدا بما كان يدور بعقولهم بل واصل مخاطبة الرجل الضخم ..
“كدت تخدعني هناك .. رمي المدنيين من فوق القطار ، الإنفجار … عملية القتل .. كنت ستنجح نوعا ما لو حاولت إخفاء نية القتل التي كنت تطلقها نحوي دون سواي .. هايزنبرغ ..”
تنهد فراي بإنزعاج بعدما أزعجته إصاباته كثيرا..
“أفترض أن هذه هي نهاية المسرحية أليس كذلك ؟”
كإجابة على سؤاله ، عم الصمت المكان .. صمت لم يكسره سوى الحديدي بنفسه عندما أجاب على السؤال ..
هو وضع يده على قناعه مزيلا إياه كاشفا عن وجه رجل بلحية بيضاء كثيفة و تعابير مرعبة مع ندبة طويلة شطبت إحدى عينيه … شعره كان أبيض كالثلج و عينه الوحيدة كانت حمراء قرمزية ..
“بالفعل… إسمي غلين مونلايت ، الملقب بهايزنبرغ ..”
رمى هايزنبرغ قناعه أرضا بينما مشى نحو فراي بخطوات ثقيلة ..
“منذ البداية كان هذا إختبارا من عائلة مونلايت لمعرفة مدى قوة و فطنة القادمين الجدد .. كل شيء كان معدا له ، من الإنفجار إلى سقوط القطار .. كل شيء مخطط له ”
كلماته كانت صاعقة على مسامع كل من غوست ، سلينا و دانزو ..
لكنها كانت منطقية بنفس الوقت و قد شرحت سبب نجاتهم حتى الأن..
لو أراد ذلك الرجل قتلهم ، فلن يأخذ الأمر ثانية حتى ..
في السابق ، لم تتعرف سيرس عليه مباشرة لأنه كان شخصا نفذ أعمال العائلة القذرة … شخص يقاتل في الظل و لا يظهر للعلن ..كونه بعيدا عن بقية عائلته الذين إستعملو الجليد ، أصبح هو الأداة المثالية ..
كانو الثلاثي على وشك قول شيء ما ، لكن تفسير هايزنبرغ لم ينتهي بعد ..
بجسده الذي لمس حاجز المترين و نصف ، هو كان يقف أمام فراي ستارلايت الذي أظهر تعبيرا كئيبا لأول مرة منذ بعض الوقت ..
“ما أنا بصدد القيام به ، هو خارج عن أمر عائلتي و قراري الخاص ..”
بالمزامنة مع آخر كلمة له ، إنتشر ضغط مدمر من جسد هايزنبرغ مطلقا القوة الحقيقة لمستيقظ الفئة SS- ..
ضغط جعل الجميع يتجمد مكانه غير قادرين على التحرك حتى ..
حدق العملاق بشدة بفراي ستارلايت الواقف امامه..
إستذكر كل ما حدث حتى الأن ، و وازن خياراته ..
كان متيقنا من أنه لن تأتي فرصة أفضل من هذه لإنهاء هذه الدودة المزعجة التي قامت بالكثير ، و علمت الكثير ..
بالكاد تمكنو من القدوم بهذه الفرصة بعد تواطئ عائلة ستارلايت نفسها ..
لقد تجاوز ذلك الفتى توقعاته بكثير ، و تلاعب به هو … أحد أقوى شيوخ مونلايت… شخص أفنى حياته بميدان المعركة.
لذلك هو حسم قراره بالفعل ..
“وداعا .. فراي ستارلايت..”
كل شيء حدث بالصورة البطيئة ..
هايزنبرغ قد أفرج على هجمة حملت القوة الكاملة لشخص وقف على قمة العالم ..
فراي ستارلايت وقف يشاهد ذلك الهجوم قادما نحوه بعيون الصقر و أفكاره تخضع لزوبعة الأن..
‘ هو حقا … سيفعلها ؟’
بدأ ذلك الشاب يدرك أخيرا كم كان متسرعا … و ساذجا ..
إفترض بأن هذا سينتهي باللحظة التي سيكشف بها خصمه مستندا على حقيقة أن لا أحد قد مات من بعثة مونلايت بالقصة الأصلية ..
لن يقتله أمام أعين أشخاص مثل غوست ، دانزو و سلينا ..
هذا ما فكر به .. إعتقد أنه قد تعامل مع كل الإحتمالات..
و الان ، هاهو يجد نفسه قريبا من الموت أكثر من أي وقت مضى ..
مصابا بشدة من الإلتحام السابق ، إنتهت مهلة التعالي الزمنية و قد كان بأسوء حالاته ..
“ماذا الأن؟ ماذا الأن ؟ ماذا الأن ؟ ماذا الأن ؟ ماذا الأن ؟!!!”
ذلك الشخص كان مستعدا لأخذ اللوم عن عائلة بأكملها ..
هايزنبرغ مستعد لأن يأخذ كل اللوم شرط أن يموت فراي ..
شخص بإرادة كهذه … كيف سيوقفه ؟
توهج وشم الأفعى بشدة فوق ذراعه اليسرى مستشعرا حجم الخطر..
‘لن أستطيع صدها ..’
حتى لو أخرج كل قوته … حتى و لو أبرز باليريون ..
‘لا يمكنني النجاة ..’
باليريون نفسه … كان يرسل له تلك الموجات مناشدا إياه .. عش ، اهرب .. أفعل شيئا ..
أخيرا … أدرك فراي ستارلايت أنه لن ينجو … مهما فكر بذلك الوقت المحدود المتاح له.. لم يجد المخرج ..
كل ما كان يقف أمامه .. هو الموت ..
أو هذا ما كان يظنه ..
بلحظة واحدة ، همس الموت و إنقلبت الأدوار و تحطم الواقع نفسه ..
“ما .. هذا ؟”
لكمة هايزنبرغ الجبارة كانت متوقفة بعيدا ببضع سنتيمترات عن فراي..
حدق هايزنبرغ بأعين مفتوحة في ذلك الشيء الغريب الذي ظهر أمامه ..
ظهرت تشققات و خطوط أرجوانية مضيئة حول جسد فراي ، و كأن ذلك الشاب مجرد شرنقة لشيء ما رقد بالداخل ..
كانت مجرد لمحة ، لكن هايزنبرغ قد رأى تلك الصورة الظلية لشيء ما يصد ضربته بينما حمى فراي ستارلايت معانقا إياه و كأنه طفل صغير ..
هو لم يستطع حتى رؤية غبار الدم الذي إنفجر من يده عندما لمس ذلك الشيء ..
قبضته الجبارة تلك قد أصبحت مجرد عجينة دموية..
كل شيء حدث بلحظة واحدة .. سقط فراي مغشيا عليه و أعينه مفتوحة على مصرعيها ..
تلك القوة التي دغدغت قلب هايزنبرغ قد رحلت الأن تاركة إياه واقفا غير مصدق ..
هو لم يستطع حتى التفاعل مع الألم المبرح من يده ، بل فقط كان يفكر ..
“مالذي حدث ؟”
هل حقا ، تم صده هو المقاتل من الرتبة SS- من طرف فتى لم يدخل الرتبة C حتى ؟!
و الأهم من ذلك… ماذا كان ذلك الشيء قبل قليل ؟
مستغلين ذهوله ذاك ..
قيدت عشرات الخيوط السوداء من الظل جسد هايزنبرغ بينما ظهر غوست أمامه.
أما دانزو فقد أبعد جسد فراي عن ذلك الوحش الضخم ..
كلاهما رأيا ما حدث قبل قليل .. لكن لم يكن أمامهم وقت للتفكير ..
تحرك الإثنان بنفس الوقت لإنقاذ فراي ..
أما ذلك العملاق ، فقد تيقن الأن أكثر من أي وقت مضى بضرورة قتل ذلك الشاب ..
“خطير”
كان خطيرا ..
تهديد محتمل ..
بل مؤكد ..
ضاعف هايزنبرغ قوته قاذفا بنفسه نحو فراي ، لكنه تجمد ثانية لكن هذه المرة بتأثير من قوة أخرى ، لكن مرعبة هي الأخرى..
تجمد نصف جسد هايزنبرغ بطريقة سحرية بينما إنتشر صوت لم يسمعه سواه ..
“هذا يكفي .. غلين ، لا أستطيع إغماض عيني أكثر من ذلك ..”
هايزنبرغ قد تعرف تلقائيا على ذلك الصوت ما جعله يتوقف مباشرة و ظهره مبتل بالعرق ..
“لورد بايلور ..”
لورد عائلة مونلايت… بايلور ..
في الحقيقة ، بايلور لم يكن بأي مكان قريب بل بداخل قصر عائلة مونلايت البعيد جدا عن مكانهم ..
لكن رغم ذلك فقوته بلغت مكانهم و صوته سمع بشكل واضح و كأنه كان معهم مظهرا ولو جزءا بسيطا من قدرات قادة العوائل الكبرى ..
“نحن القدماء دعامات هذا العالم .. عشنا بالماضي و حملنا الحاضر و سنمهد للمستقبل .. غلين لقد تركتك تفعل ما تريد لكنك تجازت الخط .. عظامك القديمة تلك لم تعد مناسبة للتعامل مع هذا الجيل ”
جالسا فوق عرشه كان بايلور يبتسم و كأنه موجود هناك يحدق بذلك الشاب النائم ..
“ضغائن هذا الجيل ، سيحلها أبطاله .. و ما علينا سوى ترقب النتيجة..”
“لكن لورد بايلور ! هو ”
“هذا قراري النهائي … غلين مونلايت… إنسحب الأن من مكانك ”
بسماع الاوامر… و على مضض تراجع هايزنبرغ غير قادر على تجاهل أمر لورد العائلة..
“سمعا و طاعة ..”
إبتسم بايلور برضا بينما وقف من على كرسيه ..
“لقد رأيت شيئا مثيرا اليوم ..”
…
…
…