منظور الشرير - الفصل 64
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
” آسفة .. لم أستطع القيام بأي شيء ..”
“لا عليك ، من المستحيل مواجهة تكتل إثنتين من العوائل الكبرى حتى بمركزك داك .. آدا”
“…”
“آدا؟”
“نعم .. على الرغم من أنني لم أستطع منع الأمر إلا أنني سأدعمك بكل ما لدي ”
“أقدر ذلك .. لكن كيف تنوين فعلها ؟”
إبتسمت أختي من خلف الشاشة قبل أن تلقي بكلماتها ..
“ستعرف عندما تبلغ وينترفيل..”
“إذن هي مفاجأة ؟”
“فالتتطلع لها ~”
بدأت أسمع صوتها بصعوبة الأن بسبب الضجيج العالي من حولي لذلك سرعانما وضعت إصبعي فوق زر إنهاء المكالمة .
“سأفعل ”
أطفأت ساعتي بينما أعدت إنتباهي إلى ما قبع أمامي ..
كنا الأن بمكان مختلف تماما من العاصمة بلغراد ..
مكان مزعج بأصوات صاخبة ..
“ياللإزعاج ”
بفضل إنهيار مكانة المعبد مؤخرا و التحركات الشديدة داخل الإمبراطورية على خلفية الحرب التي تهدد بالإندلاع قريبا ..
نحن لم نستطع إستعمال البوابات التي تنقل عن بعد بسبب الإزدحام الهائل عليها ..
في المقام الأول ، البوابات قليلة جدا و لم يستطع البشر التوصل إلى طريقة لنسخها بحيث أنها قد ظهرت مع الكارثة قبل 400 سنة ..
لذلك ها نحن ذا نتجه إلى ثاني أسرع وسيلة نقل داخل الإمبراطورية و مصدر الإزعاج الذي هدد بتفجير طبلة أذني ..
قطارات الإلباثيون ..
كانو وحوشا معدنية بقدرات عالية للسير بسرعة مرعبة دون خوف من خروجها عن مسارها ..
كانت التحفة التي شاركت العائلات الكبرى بصنعها ..
يوجد 35 قطار إلباثيون يربطون بين مناطق الإمبراطورية بأكملها و الأن كنت أقف أمام إحداها ..
هذا الوحش المعدني هو أحد الأشياء القليلة التي تستطيع تحطيم جليد مقاطعة وينترفيل الغربية و بلوغ الهدف..
لكن بإلقاء نظرة فاحصة على القطار الضخم … إنه أكبر من ما تخيلته حتى..
أخذت لحظة أتأمل هيكلها المعدني الضخم مفتونا بشكل واضح ..
“هل هذه مرتك الأولى هنا ؟ ”
تعابيري لم تفت دانزو الذي كان يقف بجانبي ..
“نوعا ما ..”
إجابتي جعلته يشك بالوضع برمته … بعد كل شيء كنت وريث أحد العوائل الكبرى..
لحسن الحظ ، لقد جئت بعذر مناسب .
“لقد كنت معتادا على إستعمال البوابات منذ طفولتي لذلك لم تتح لي فرصة تجربة القطارات ..”
بدا أن دانزو قد صدق كلماتي و هذا ما يفسر ردة فعله ..
“أحيانا أنسى انك طفل مدلل ..”
ابتسمت بضعف على تعليقه ، فراي كان فتى مدللا نعم ، لكن لم يفترض به أن يعيش حتى الأن..
أما أنا ، فوقتي بأرض الكابوس و طائفة الظلال يتجاوز ما قضيته هنا معه .. لذلك لا أستطيع نعت نفسي بالطفل المدلل ..
“يبدو أننا سنغادر قريبا”
فجأة سمعنا ذلك الصوت من جانبنا ما جعل كلانا أنا و دانزو نقفز من مكاننا ..
بجانبنا كان يقف غوست الذي ظهر من العدم ..
“كدت أعض لساني بسببك أيها اللعين ! من أين أتيت ؟!”
سأل الدانزو بعصبية لكن غوست رد ببرود .
“كنت أقف هنا لبعض الوقت لكنكما لم تنتبها ..”
تنهدت بضعف مدركا لحقيقة كلامه ..
أحيانا أنسى حقيقة وجود مغتالين أمثاله ..
ليس غوست فحسب ، كان الجميع هنا الأن.. ما عنى أننا سنغادر قريبا ..
لمحت سيرس مونلايت تقف بالقرب و بجانبها سيلينا هيمسوورث الساحرة التي إنضمت الينا مؤخرا ..
“إذن تلك هي الساحرة التي جعلتنا نتراجع جميعا رتبة واحدة ..”
“تقصد جعلتكم ..”
مشيرا إلى حقيقة أنه كان لا يزال الثاني بالفصل A ..
ظهرت علامات الغضب على وجه دانزو بسماعه لرد غوست السريع على كلامه .
“أتريد القتال أيها اللعين ؟”
“أبدا ، كنت أصحح كلامك فحسب ”
كل كلمة كان يقولها الإثنان لبعضهم البعض كانت تتسبب في تعجيل القتال بينهما لذلك سارعت بالوقوف وسطهما..
“حسنا الان ، على الأقل فالتتقاتلا عندما نصل .. لا أريد حتى تخيل ما قد يحدث في حال بدأتما الأن..”
شخر دانزو مبتعدا بينما أمال غوست رأسه ..
“لكنني لم أكن افتعل قتالا كنت أجيب على”
أوقفته في اللحظة التي كان على وشك قول كلمة أخرى بها ..
“توقف انا أعلم .. لذلك لا تقل كلمة أخرى ”
أسلوبه العفوي هذا هو ما يثير غضب معظم الناس من حوله ..
الاهم من ذلك … تقرب غوست منا الذي كان يظهر نفسه نادرا كان فرصة جيدة لسؤاله عما كان يدور بذهني ..
“غوست ، الا بأس بأن أسألك سؤالا شخصيا ؟”
تقابلت أعيننا للحظة ليجيب غوست بنفس الوجه الفارغ ..
“هذا يعتمد على السؤال نفسه ”
مجرد حقيقة أنه لم يغلق المجال أمامي كانت كافية لي ..
“لماذا عائلة مونلايت ؟”
دانزو الذي كان ينظر بعيدا قد أدار رأسه دون وعي منه ليستمع إلى كلامنا ما دل على إهتمامه بسماع الإجابة ..
غوست لم يأخذ وقتا طويلا للتفكير بل أجاب فقط ..
“هذا بسيط … لأنك هنا ، فراي ستارلايت”
“هاه ؟ مالذي ”
“الجميع هنا بالفعل … ”
صوت أنثوي غريب قد أوقف محادثنا ..
إستدار الجميع نحو تلك السيدة الغريبة التي كانت ترتدي حذاء ذو كعب عالي ، معطفا طويلا من الفرو و نظارات سوداء مع شعر أسود قصير ..
بدت مجرد فتاة في أواخر العشرينات من عمرها بمزاج متعالي .
لكن ذلك الضغط الخفي الصادر منها إضافة إلى صوتها الذي ضرب داخل عقولنا كان دليلا كافيا لإثبات أنها لم تكن بالبساطة التي بدت عليها..
هي لوحت بيدها اليمنى دون مبالاة مشيرة لنا للتقدم ..
“دعونا لا نضيع الوقت ، سأكون مسؤولة عنكم بهذه الرحلة بما أنكم تعانون من نقص في الأساتذة … إسمي جاين مونلايت ”
مجرد ذكر اسمها فسر السبب الذي جعل جميع الطلبة من السنوات العليا الذين إنتمو لعائلة مونلايت ينظرون إليها بعشق ..
جاين مونلايت أحد أقوى 15 مصنف داخل عائلة مونلايت… لكنني لم أكن متأكدا من فئتها بالظبط ..
أما نظراتها هي فقد أغلقت على شخصين إثنين لا ثالث لهما ..
سيرس مونلايت … و أنا ..
الضغط الذي أرسلته إلي كان مزعجا ، لكن لحسن الحظ هي لم تبالغ ..
كما أن وجودها هنا ذكرني ثانية بما حدث للأستاذة صوفيا التي يفترض أن تكون من يشرف علينا ..
سمعت أنها تعرضت لضرر قاتل و هي تتعالج بمكان ما ..
لكنها كانت مجرد إشاعات ..
سواءا هي أو بوناطيرو ، لقد إختفى كلاهما منذ بعض الوقت ..
“سننطلق على الفور يا أولاد ، سيتم تقسيمكم حسب السنوات التي تنتمون إليها ، كل سنة تشغل مقطورة مختلفة .. ”
هي سحبت بطاقة سوداء و عرضتها على الجميع..
“لقد حصلتم جميعا على هذه قبل دخولكم المحطة ، هي ما يحدد رقم مقطورتكم إضافة إلى مقاعدكم ، لذلك لا أريد رؤية أي فوضى ..”
بدت جاين منزعجة حقا من وظيفتها الجديدة ، هي كانت على وشك المغادرة لتركنا نتولى الامر بأنفسنا لكنها تذكرت شيئا مهما ..
“اوه نسيت إخباركم ، سيسافر أشخاص عاديون معنا فهذه الرحلة ليست خاصة لذلك تعاملو باحترام ~”
بالتزامن مع إنهائها لكلامها ضرب صوت بوق القطار مع صوت إستغراب الجميع من كلامها…
حاولت البقاء بعيدا عن الانظار لذلك قمت بالتوجه إلى المقطورة التي حملت رقمي بتعبير فارغ ..
غوست و دانزو قد تبعاني ما جعلنا نشكل جماعة من 3 ..
كانت قطارات الإلباثيون ضخمة جدا ، و بالطبع كانت المقطورات واسعة و أنيقة من الداخل ..
إفتقدت أجواء ركوب القطار من عالمي الأصلي لذلك لم أنزعج أبدا من فكرة السفر مع العامة ..
بمجرد دخول المقصورة سقطت عيني على ذلك المنظر المعتاد لصفوف الكراسي من اليمين و اليسار مع ممر صغير في الوسط و نوافذ عملاقة من كل جانب ..
“إنه قطار بالفعل ..”
إتبعت الأرقام على بطاقتي التي وضعتني بجانب النافذة وسط المقصورة بالظبط ..
بجانبي جلس غوست ، أما خلفنا فكان دانزو يجلس بمفرده ..
ويال السخرية ، جلست كل من سيلينا و سيرس بالجهة المقابلة بالظبط ما تسبب في تقابل نظراتنا ..
في اللحظة التي قابلت بها نظرة سيرس مونلايت إستدار كلانا بطريقة تلقائية ما جعل ذلك الجو الشائك بيننا الآخرين ينتبهون ..
سيلينا فقط أحنت رأسها لنا بأدب تحت قبعة الساحرة خاصتها قبل أن تنظر بعيدا..
غوست بقي صامتا يراقب للحظة قبل أن يستدير نحوي و يتكلم بصوت خافت.
“الوضع صعب بينك و بين أميرة مونلايت..”
“هذا صحيح ”
لم أنكر الأمر … رغم محاولتها جاهدة عدم إظهار ذلك إلا أنني كنت أعلم كم كرهتني تلك الفتاة ..
“قصتكما مشهورة جدا داخل الإمبراطورية ، هل حقا حاولت إغتصابها ؟”
مع طرحه لذلك السؤال اطل دانزو هو الآخر من الخلف ..
“الجثة أشار لأمر مهم ، كنت أود سؤالك عن الأمر منذ بعض الوقت الأن..”
دون الإشارة لغوست الذي إستدار بتعبير بارد إلى دانزو الذي ناداه بالجثة ، تنهدت بضعف مجيبا على سؤاله ..
“لقد أجبت على سؤالي سابقا ، لذلك أظن أنه من العدل أن أجيبك أنا الأخر الأن .. نعم لقد حدث ذلك بالفعل ”
رفعت راحة يدي لينتشر بخار وردي بطابع أسود قبل أن يظهر كتاب غريب حمل إسم مهارة “الإفتتان”
“إستعملت هذه المهارة في ذلك الوقت لمحاولة إنتهاكها لكن محاولتي تلك قد إنتهت بكارثة ”
كنت أشرح بوجه ممل ، لكن المعلومات التي قدمتها كانت حساسة .. بعد كل شيء لقد كنت إتكلم عن الإغتصاب ..
“هواه … فراي ، أنت أجرأ مما توقعت … أنت لست مجرد مخنث بل مخنث منحرف أيضا ..”
“أنا مندهش من أنك تستطيع الكلام عن الأمر بسهولة ..”
جاءت ردود أفعال كل من دانزو و غوست على التوالي ، بالمقابل قمت باخفاء المهارة بينما إتكأت على نافذة القطار الذي لم يقلع بعد ..
“لا فائدة من إخفاء الأمر… ما حدث بالماضي سيظل بالماضي ..”
هز دانزو كتفيه عندما ألقى بنظرة على سيرس ..
“حسنا هي الاجمل على الإطلاق لذلك أتفهم نوعا ما رغبتك بها ..”
ضحكت بضعف على كلامه..
“توقف يا رجل .. إنه إغتصاب كما تعلم لا تقل أنك تتفهم الأمر ..”
عم الصمت للحظة قبل أن يتكلم غوست الفطن كالعادة ..
“فهمت سبب كرهها لك .. لكن الهذا تم إختيارك لهذه العائلة ؟ لربما ..”
“لم أكن لأقول أن هذا سبب كرهها لي ..”
قاطعت غوست الذي كان على وشك قول أمور خطيرة .. مصححا الجملة الأولى التي أخطأ بها ..
“الإغتصاب ليس سبب كرهها لك ؟”
عندما سأل كل من غوست و دانزو بحيرة من أمرهم .
أجبت بإماءة .
“هذا فقط ما قيل للجميع … لكن الحقيقة أكبر من ذلك بكثير … سبب كره سيرس لي ..”
“أكبر من الإغتصاب ؟”
حتى غوست لم يفهم الأمر… هل هناك شيء أسوء ؟ هذا ما كان بفكر به على الأرجح..
لابد أن الفضول كان يقتلهم لكنني هززت رأسي بإبتسامة ضعيفة ..
“أنا من بين كل الناس لا يحق لي الكلام عن الأمر… لذلك فالنتركه هكذا للوقت الحالي .”
سيرس مونلايت ، بمعرفتي للحقيقة الكاملة عما حدث كنت أعلم أنها لن تستطيع مسامحتي أبدا … لقد إستحضرت أكبر مخاوفها أمام عينيها بعد كل شيء … كان هذا شيئا لن تستطيع حتى هي التي تدعي برودة المشاعر تخطيه ..
لذلك كنت أتفهمها نوعا ما..
بعد آخر كلمة قلتها عم الصمت قليلا قبل أن يتذمر دانزو
“يا رجل ! هل تقول هذا بعد كل ذلك التشويق ؟”
هو حاول أن يضغط علي ، لكنني لم أعطه المجال ما جعله يستسلم بسرعة ..
لكن نظرة غوست كانت لا تزال تركز علي ..
“ثم ماذا ستفعل ؟ إذا كان كما قلت قبل قليل فأنت في وضع مأساوي أليس كذلك ؟ بعد كل شيء … نحن نتجه إليها الأن… ونيترفيل ..موطن المونلايت ..”
كإجابة على سؤاله ظهر تعبير فارغ على وجهي… وجه كنت أظهره كثيرا بأرض الكابوس .
“ثم ماذا ؟ الجواب بسيط … أنا لا أنوي التنازل ، ما حصل قد حصل إذا أرادت عائلة مونلايت العبث فسأرد بكل ما لدي أنا الأخر ”
بإنهائي لكلامي إبتسم غوست بعدما سمع ما أراد سماعه ..
“سأتطلع لذلك ..”
بعد بضع دقائق من ذلك ، إهتزت المقصورة بأكملها عندما تحرك القطار أخيرا..
مثل وحش غاضب إستيقظ من سباته ، إندفع قطار الإلباثيون العملاق مخترقا الرياح امامه..
تغيرت المشاهد خلف النافذة بشكل مستمر كلما زاد القطار من سرعته ما جعلني أنسجم معه بشكل تلقائي ..
هذه الرحلة ستجعلني أرى الأرض التي وصفتها بالكلمات على الواقع أكثر من أي وقت مضى..
لذلك سأكذب إذا قلت أنني لم أكن متحمسا ..
…
…
…
-منظور سيلينا هيمسوورث-
‘اممم لقد سمعت شيئا مثيرا قبل قليل ‘
كان أولئك الثلاثة يستعملون الأورا لجعل الآخرين لا يسمعون كلامهم ..
حيلة ناجحة و عملية ، لكنني سمعت كل شيء للأسف ..
إستدرت بشكل تلقائي نحو سيرس مونلايت..
وجدت نفسي أحدق بها و بتفاصيلها المذهلة ..
ملامحها الجميلة تلك جعلتني أتفهم الكثير من القصص عنها ..
ثم هناك هذه العلاقة المعقدة بينها و بين فراي ستارلايت..
أريد فهمهم … هؤلاء الزملاء الجدد الذين حصلت عليهم..
في الماضي ، كنت جزءا من فصل السحرة التابع للخائن كاي لوك..
أنا فتاة وجدت نفسها وسط فصل مليء بالخونة الذين إنقلبو بين ليلة و ضحاها ..
جميعهم تبعو خطى الأستاذ كاي لوك .. لذلك كساحرة وفية لوطنها … أنا قتلتهم جميعا.
قتلت الأشخاص الذين ناديتهم ذات يوم برفاقي …
حتى الأن عندما أنظر إلى يدي تحت تلك القفازات … أنا أستطيع رؤية دمائهم .. لبعض الوقت فكرت بمغادرة المعبد ، إلى أن جاء ذلك الشخص و أخبرني عن النخبة ..
كلماته كانت مسمومة تحت قناع إبتسامته تلك ، لكن كلماته كانت مؤثرة بشكل كبير .. بطريقة ما وجدت نفسي هنا..
هذه المرة أنا جزء من فصل النخبة..
قيل لي أنهم أقوياء … قيل انهم مختلفون .. لذلك أريد أن أفهمهم ..
إبتداءا بهذه الفتاة أمامي..
“سيرس ، ما رأيك بأن اقدم لك خدمة ؟”
كالعادة .. إستدارت سيرس بتعبير بارد على وجهها محاولة معالجة ما قلته لها ..
“أي نوع من الخدمات ؟”
إبتسمت لها بمكر ملقية بنظرة على الفتيان الذين جلسو بالطرف الأخر ..
“فراي ستارلايت هناك .. هل أقوم بقتله من أجلك ؟”
ببطء ، إتسعت أعين سيرس متفاجئة من كلامي… لكنها لم تطل الأمر بل سرعانما عادت لطبيعتها ..
“لا أحب هذا النوع من الدعابات .. سيلينا ..”
“أنا لا أمزح هنا ، الا تريدينه ميتا ؟ تعلمين .. بعد كل ما حدث..”
“لا”
إجابة فورية ..
تمددت الإبتسامة على وجهي أكثر بكثير هذه المرة عندما أشرت لبعض الحقائق المهمة ..
“عائلتك لا تشاطرك الرأي نفسه على ما يبدو ”
شدت سيرس قبضتها ببطء قبل أن تستدير نحو النافذة ..
“لا علاقة لهذا بذاك ..”
ببساطة تحاول أن تقول أن ما تريده عائلتها ليس نفسه ما تريده ..
تحاول أن تظهر دون مشاعر .. لكن مشاعرها قد خرجت بالفعل..
“أجد صعوبة لتصديق هذا … سيرس ، في النهاية .. أنت لم تقومي بأي شيء لمنعهم أليس كذلك ؟”
للحظة وجيزة ..
سريعة ، لكن بطيئة لتهرب من عيني ..
رأيت مشاعرها الحقيقية أخيرا..
لا تريد قتله .. لكنها لم تفعل شيئا لمنع عائلتها من فعلها ..
“ههيهي … عزيزتي سيرس .. هذا نفاق ..”
“مالذي تعرفينه ..”
هي سألت بتعبير مشدود على ساقيها ..
بالمقابل هززت رأسي ببطء كرد أخير ..
“لا شيء… أنا لا أعرف أي شيء..”
هذا هو يومي الأول بفصل النخبة … لا أريد أن أزعج أميرة عائلة مونلايت … للأن هذا يكفي ..
سرعانما عاد الهدوء بيننا عندما صمت كلانا ..
كنا مشغولين بشيء آخر الأن..
كان القطار يتحرك فوق جسر ضخم أطل على هاوية ..
كان هذا الجسر معروفا و يسمى ببرج الثلج ..
تحفة معمارية بنيت فوق هاوية ضخمة … ما جعل القطار يختصر الطريق بشكل فعال جدا..
منذ أن دخلنا هذه المنطقة ، لم تتزحزح أعين الحميع عن النوافذ متأملين المنظر المذهل مع تحرك القطار بسرعة عالية..
مشهد ساعد على تخفيف التوتر الذي حصل قبل قليل ..
كنت على وشك إغماض عيني من أجل الحصول على بعض النوم .
لكن يبدو أنني قد طلبت الكثير ..
حدث الأمر بسرعة ..
بجانب صوت بوق القطار .. نحن سمعنا الأن صوتا أخر..
جاء من العدم..
صوت إنفجار ..
فجأة ، تم تدمير الجسر من أمامنا ..
ثم بنفس السرعة إنضم صوت ثالث ..
صوت صراخ الناس ..
قطار يهوي من الأعلى ..
هدوء ثم ضجيج ثم دمار ..
قطار يسقط من السماء و جثث الناس تتقاذف بالداخل باستمرار ..
“آه … هذه الرحلة لم تكن هادئة في النهاية ..”
…
…
…