منظور الشرير - الفصل 62
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 62 – عدو غير متوقع
-منظور فراي ستارلايت-
“هوف”
أخرجت فقاعة عملاقة من الأنفاس الحارة بينما دغدغت رائحة العرق أنفي …
“واحد ، إثنان ، ثلاثة ”
أخيرا بعدما أصبح المعبد مكانا فارغا تماما تمكنت من إبراز باليريون بحرية أكثر ..
زادت فعالية تدريبي الأن بعدما رفعت موهبتي إلى الفئة S ، كما ساعد سيفي كثيرا ..
“واحد ، إثنان ، ثلاثة ”
و كأنه يقطع الهواء نفسه ، أستطيع القيام بعشرات الضربات بثواني معدودة عندما يتعلق الأمر بباليريون على عكس السيوف العادية الأخرى..
زدت من حدة تدريبي مؤخرا بعد قتالي ضد فيريث ، لقد تعلمت الكثير من ذلك القتال ..
لا أستطيع الإعتماد بشكل كامل على سيفي ، إذا لم أكن قويا أنا الأخر فلن يشكل هذا فرقا كبيرا ..
إحتجت إلى تقوية أساسي ، و فهم قدراتي بشكل صحيح .
لدي القوة بداخلي ، أنا فقط بحاجة إلى إخراجها ..
دخل ذهني في حالة إنغماس تام عندما أطلقت مهارتي الجديدة ..
“التعالي”
أصبحت النظرة على وجهي أضيق ، بينما أضاءت أعيني بوهج بنفسجي مظلم ..
تغير منظوري الخاص بالكامل … و كأنني أرى جسدي من بعيد بينما إختفت كل الأفكار الغير ضرورية..
الأن لم أعد أرى سوى سيفي ، عقلي كان يركز على إعطاء أفضل مردود ممكن ..
هذا لوحده جعل تحكمي بالأورا يصل إلى آفاق أعلى بكثير ..
تمكنت من سحب كميات أكبر من بحر الأورا الذي ينام بداخلي ..
كان سيفي يرسل موجات أقوى بكثير من أورا الظلام مخلفا ندبات عميقة على الأرض من حولي ..
إذا كنت في الماضي أقاتل ب 100 % من قدراتي ، فأنا الأن أقدم آداء تجاوز هذه النسبة ..
“كسر الحدود” هذا شيء يحدث نادرا عندما يبلغ المقاتلون لحظات إلـهام بذروة تدريبهم أو بمعارك الحياة و الموت ..
لكن مهارة التعالي قد سمحت لي ببلوغ تلك النشوة متى ما أردت ..
هذا جعلني أتذكر ثانية مدى رعب هذه المهارة ..
لكن ، لا شيء يأتي بالمجان ..
بمجرد مرور 10 دقائق من الإستعمال المستمر ضربت عقلي موجة حادة من الصداع بينما سقطت بضع قطرات دم على الأرض ..
تفقدت أنفي الذي كان ينزف محاولا سده مقاوما الصداع الحاد ..
“هيهي … يبدو أن 10 دقائق هي حدي الحالي ..”
أكثر من ذلك و ربما يغمى علي …
ما أثبت من جديد أن أساسي لا يزال ضعيفا ..
ألقيت بنظرة من جهة أخرى على الأرض تحتي..
كانت الندوب التي خلفتها قبل قليل عميقة جدا و متشابكة مع بعضها البعض .. لكن ..
“هذا لا يكفي ..”
الشيء الثاني الذي إكتشفته بعد قتالي لفيريث ..
ضرباتي لم تستطع قتله أو التسبب بإصابة دائمة له ..
إحتجت وقتها للجوء إلى خطة مطولة من أجل خداعه و الإطاحة به بمساعدة غوست ، ما يعني أنني كنت سأهلك لو كانت 1v1 ..
في هذه الحالة ..
“أحتاج إلى مهارة نهائية … نوع من الضربات التي أخرج بها كل شيء … ضربة كفيلة بإنهاء أمثال فيريث ..”
لحسن الحظ ، لدي فكرة أولية عن الامر ، لكنها ستحتاج إلى عدد هائل من نقاط الإنجاز ..
المهارة الرابعة و الأخيرة التي ستضمن فوزي بالفيكتورياد..
“كن صبورا … فراي … كن صبورا ..”
قررت التوقف عن التفكير بالأمر الأن…
لا فائدة من التفكير الزائد عندما لا أملك ما يلزم ، لذلك قطعت حبل أفكاري ..
فور قيامي بذلك تذكرت ذلك الرجل العجوز ..
منذ مغادرة شاهين للمعبد وجدت نفسي أتدرب أكثر من المعتاد و أسرح بأفكاري أكثر بكثير ..
مضى أسبوع منذ الإقتحام ..
إتجهت إلى غرفتي لأخذ حمام سريع ، ثم خرجت لأخذ جولة ليلية من أجل الحد من الصداع الشديد الذي أصابني نتيجة التعالي..
أثناء مشيي داخل أراضي المعبد المدمر ، وجدت نفسي أستذكر ما حدث حتى الأن .
بدأت الإمبراطورية بالتحرك بالفعل ..
بعدما غرقت وسط الإنتقاذات اللاذعة و إضطرارها لتحمل غضب الشعب و الأهالي التي فقدت أبناءها ..
هم بادرو بتحميل المدير بلودمادير المسؤولية عن طريق نشر الحقائق عما قام به على نطاق واسع ..
و كما هو متوقع ..
هم تمكنو من التحكم بالشعب بشكل أفضل بكثير مما توقعت ..
من السهل السيطرة على شخص غاضب عندما تمنحه هدفا ملموسا لينفس عن غضبه عليه ..
الأن بلودمادير مصلوب مباشرة أمام القصر الإمبراطوري أمام الشعب بأكمله ..
كل يوم سترى مئات الأشخاص يأتون لقذفه بمختلف القذارات بل و حاول الكثيرون منهم قتله ..
لكن مايكار لن يسمح له بالموت الأن…
هم يخططون لجعله يقاتل بالحرب القادمة و هذا ما أراده هو الآخر.. على الأقل هذا الجزء من القصة لا يزال كما هو ..
المشكلة كانت بي أنا .
تنهدت بإنزعاج متذكرا الحدث القادم ..
بما أن فراي ستارلايت كان ميتا بهذا الوقت ، أنا لم أعد أعرف ما سيحدث تاليا ..
كنت أملك فكرة عامة ، لكنني لا أعلم التفاصيل ما جعلني متوترا بالأيام القليلة الماضية منتظرا قرار المعبد التالي ..
هذا التوتر الذي كان يختفي عندما أذهب إلى مطعم شاهين سابقا بدأ يتراكم الأن مع إختفائه ..
“سحقا لك أيها العجوز ..لماذا رحلت بحق..”
كنت أراقب مشهد أحد البحريات الصغيرة أمامي مسترجعا بعض الذكريات ، لكنني توقفت عندما أحسست بشعور غريب يخالجني ..
شعرت بالراحة و الإنتعاش و كأن كل التعب يذهب بعيدا ..
لم أكن غبيا .. كنت أعلم أن هذا لا يحدث من فراغ لذلك سرعانما إستدرت نحو مكان معين شعرت بذلك الحضور قادما منه…
“فالتكشف عن نفسك ”
زدت عن عمد من حدة صوتي ، بالمقابل خرجت إمرأة فاتنة من الظلام ..
بشعرها الأشقر و أعينها الزرقاء الأثيرية إضافة إلى ذلك الجسد الممتلئ
كانت ترفع كلتا يديها بطريقة إعتذارية أثناء إقترابها مني ..
“آسفة ~ لم أقصد إزعاجك ”
تنهدت بخفة بسماع إعتذارها ..
“لا داعي للإعتذار … آنسة أوريل ، أعتقد أنني يجب أن أشكرك على ما قمتي به قبل قليل ..”
“أوه لا تذكر الأمر ، لقد بدوت متعبا جدا .. هل كنت تتدرب ؟ ”
متماشيا مع سلوكها و طريقة كلامها المباشرة أومأت لها بالإيجاب لتبتسم لي بطريقة مغرية ..
“أحسنت ! أنا فخورة بك ! جونيور ”
“جونيور ؟”
أومأت أوريل بشكل محموم قبل أن توضح أكثر ..
“بما أنني أعلى منك بعدة سنوات فيفترض بي أن أناديك بجينيور ، أما أنت فيجب أن تناديني بسينيور !”
“جديا ؟”
تعبيري خانني عندما أظهرت وجها فارغا كرد فعل ..
أوريل كانت شديدة الإنتباه لذلك هي إلتقطت الأمر بسرعة ..
“جرب مناداتي بها ”
“مناداتك بماذا ؟”
“سينيور ~”
أنادي مرشحة قديس الكنيسة … الشخصية التي إبتكرتها بنفسي ب “سينيور”
هل نحن بنادي كرة قدم أو ما شابه ؟ بالتأكيد لن أفعل ..
أخرجت لساني مشمئزا من الفكرة بأكملها .. في المقام الأول أنا أكبر منها بالفعل إذا ما تحدثنا عن العمر الفعلي ..
“الن تفعل ؟”
عندما سألتني ثانية قررت إيقاف المحادثة العبثية و الدخول بالجد مباشرة ..
“أفضل مناداتكي كما فعلت سابقا … بالمناسبة آنسة أوريل ، ألم يحن الوقت لإخباري بسبب إتباعك لي حتى الأن ؟”
حدث تغيير طفيف بتعابير وجهها بعد المداخلة الغير متوقعة مني …
هي حاولت جعله لقاءا من باب الصدفة ، لكنني كنت أعرف شخصيتها جيدا .. لقد كانت إحدى بطلات قصتي بعد كل شيء..
“همم .. ظننت أنني أخفيت نفسي بشكل جيد ..لديك حواس جيدة جونيور فراي~ ”
لأكون صادقا أنا لم أشعر بأي شيء قط لدرجة مثيرة للسخرية … بنيت إستنتاجي داك على معرفتي بشخصيتها الحقيقية فحسب ، و على ما يبدو لقد كنت محقا …
الأن ، مالذي تريده مني عزيزتي أوريل بلاتيني ؟
الإجابة جاءت بسرعة منها عندما تحدثت بنفس الإبتسامة ..
“هل ستصدقني ما إذا أخبرتك أنني لا أنوي على أي شيء ؟”
حاولت أوريل أن تبدو هزلية ما جعلها مثيرة للشبهات أكثر ..
تصرفاتها تلك مع جسدها المثير ذاك يجعل من الصعب تصديق أنها أقرب مرشح لمنصب القديس ..
هززت كتفي كرد فعل على كلماتها ..
“أصدقك ، لا يحق لي الإعتراض فأنت أقوى مني بكثير لو أردتي إيذائي لما تكبدتي عناء إخفاء نفسك ”
على ما يبدو هي لم تكن تنتظر هذا الرد لكنها تجاوبت معه بسرعة عندما إقتربت مني بخطوة أخرى..
“كلماتك تلك ، هل تعنيها حقا ؟ .. أنني أقوى منك ؟”
“هذا طبيعي ، أنت مرشحة قديس بينما أنا مجرد ..”
“في الحقيقة فراي ستارلايت ، لقد إتبعتك إلى هنا لأنك أثرت إهتمامي ..”
لم أنزعج من مقاطعتها لي … كانت تعتبر نفسها الاكبر هنا بعد كل شيء..
“أثرت إهتمامك ؟”
هي أومأت ..
كلماتها تلك جعلتني أتذكر يوم قامت بمحاولة فحصي لمعرفة ما إذا كنت المتعاقد ..
وقتها قام باليريون بصد قوتها المقدسة … كنت أعلم أنها أدركت وجود خطب ما لكنني لم أعتقد أنها ستحفر بالأمر كثيرا…
“سمعت أنك نجحت بهزيمة المتعاقد الرئيسي رفقة الاميرة…”
“هذا صحيح … تمكنا بطريقة ما من الفوز عن طريق التعاون مع بعضنا البعض ..”
القصة الأن بدأت تنتشر عن كيف تمكنت رفقة سانسا و غوست من الإطاحة بفيريث لذلك لم يكن هنالك فائدة من إخفاء الأمر ..
“أتساءل إذا كان هذا ما حدث حقا ..”
“هذه هي الحقيقة ..”
إبتسمت أوريل بخفة على ردي السريع ..
“سأقبل إجابتك تلك ..”
بعد ذلك سكت كلانا لبضع ثواني محدقين بالبحيرة الهادئة أمامنا ..
كانت هي الشيء الوحيد الذي بقي سالما وسط كومة الخراب و الدمار من حولنا ..
الأجواء الليلية جعلت الوضع أفضل بكثير ..
وسط هذا الهدوء إبتسمت أوريل مستديرة نحوي و كلتا يديها خلف ظهرها ..
“كمرشحة القديس الابرز لدى الكنيسة أنا فشلت فشلا ذريعا عندما لم أستطع تحديد هوية المتعاقد ، لكنك صححت خطئي لذلك ما رأيك بهدية بسيطة مني ؟”
إبتسمت بطريقة ساخرة محاولا إعطاءها أفكار سيئة ..
“أي نوع من الهدايا ؟”
لكنها لم تتجاوب معي بل فقط عرضت هديتها المزعومة ..
“أنت فضولي ألست كذلك ؟ حول مالذي سيحدث للمعبد من الأن فصاعدا ..”
تغيرت تعابير وجهي على الفور بسماعي لهديتها .. لقد حصلت على إهتمامي ..
“هيهي رغبتك واضحة من تعابير وجهك ..”
“للأسف أنا فاشل عندما يتعلق الأمر بتعابير الوجه
.. هديتك تلك … سأقبلها بكل إمتنان ..”
إذا ما عرفت عما سيحدث مبكرا فستكون لي على الأقل الفرصة للتحضير ..
هذا كان قيما جدا لي ..
“سيتم الإعلان عن الامر قريبا ، لكنني تمكنت من الحصول على هذه المعلومات مبكرا قليلا لذلك لا ضرر من مشاركتها معك ..”
“حسنا الأمر بسيط جدا… جونيور فراي ، المعبد يمر بمرحلة إنتقالية مهمة جدا بالوقت الحالي .. هو لم يعد مؤسسة منفصلة بعد الأن ، بل ستتدخل به أيادي خارجية ..”
أومأت على كلامها … كان هذا شيئا أعلم عنه بالفعل..
“العوائل الكبرى … و الكنيسة ”
“هذا صحيح ..”
أظهرت أوريل إعجابها بفهمي السريع ما سهل عليها شرح الوضع بشكل أسرع ..
“بما أن المعبد سيحتاج لبعض الوقت من أجل إعادة البناء فسيتم إرسال جميع الطلبة برحلات تدريبية لدى النقابات الكبرى أما نحن طلاب النخبة ، فسيتم إرسالنا إلى العوائل الثلاث الكبرى ..”
إبتسمت أوريل بخفة لي ..
“ما رأيك .. جونيور فراي ، أي عائلة تظن أنهم أرسلوك إليها ؟”
أمام سؤالها الأخير بقيت صامتا للحظة ..
ما قالته قبل قليل يتوافق بشكل كبير مع أحداث القصة الأصلية ..
مثلما كان مخططا له ، سيتم إرسال الجميع إلى تدريب مغلق داخل العوائل الكبرى ، كنت أعرف هذا القدر بالفعل ..
ما أجهله كان العائلة التي سأذهب إليها..
يفترض أن يكون هدفي هو أكثر عائلة مناسبة لي ..
ثم الإجابة يجب أن تكون..
“عائلة ستارلايت ”
كانت الإجابة الوحيدة داخل رأسي ..
لكن أوريل هزت رأسها فحسب ..
“إنها عائلة مونلايت ”
“هاه ؟”
عائلة مونلايت… المسؤولون عن حدود الإمبراطورية الغربية … و عائلة سيرس ..
هذا غير منطقي ..
“تبدو متفاجئا جونيور فراي ..”
كانت أوريل بلاتيني تستمتع بقراءة تعابير وجهي .. لكنني لم أنزعج من الامر بل فقط أكدت كلامها ..
“في الحقيقة ، أنا متفاجئ بالفعل..”
“لديك كل الحق .. ”
توقفت أوريل لثانية قبل أن تواصل ..
“لقد أتيت اليك اليوم لأتعرف عليك بشكل أفضل … فراي ستارلايت ، أنت شخص قد أقاتل إلى جانبه مستقبلا و قوة قد تكون ضرورية لهذه الإمبراطورية..”
“لهذا يجب علي أن أحذرك ..”
كنت أصغي إلى كلماتها ، كل ما قالته أعطاني تلميحات عما يحدث و سيحدث مستقبلا ..
“هناك أيادي خارجية قد عبثت باختيار وجهتك لذلك لا تخفض دفاعاتك أبدا … و لا تمت ”
بقولها كلماتها الأخيرة إستدارت أوريل بلاتيني للمغادرة و نفس الإبتسامة اللطيفة على وجهها ..
بالمقابل أومأت لها ..
“شكرا لك … سينيور أوريل”
هي توقفت للحظة بعد سماع شكري قبل أن تواصل المشي بضحكة مكتومة
رغم أنكي قمتي بمحادثتي و أنت ترتدين قناعك داك لإخفاء مشاعرك لكنني كنت أعرف كم كنت شخصا لطيفا ..
خرجت على طول الطريق لتحذيري أنا الذي لا علاقة لها به..
كنت ممتنا لهذا ..
إستدرت أنا الأخر مغادرا و أفكار جديدة داخل عقلي ..
“الأن.. مالذي تريده عائلة مونلايت مني ؟”
…
…
…