منظور الشرير - الفصل 59
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 59 – وجهات نظر
يقال أنك سترى شريط حياتك يمر أمام عينيك عندما تكون مقبلا على الموت .
سيتباطأ الزمن للحظات ما يمنحك الوقت للتفكير بأشياء لم يكن يفترض بك أن تتمكن من إستحضارها بذلك الوقت بالذات ..
لارا كروفت قد رمت قوسها الأنيق و عانقت جسد سنو بشدة بينما تضخمت تلك المسامير السوداء داخل بؤبؤ عينها ببطء ..
‘هجوم ساحق’
‘قوة هائلة’
كان ذلك الهجوم هو المعنى الحرفي لكلمة “الفوضى”
مسامير سوداء إستهدفت بشكل عشوائي كل شيء أمامها ..
حاول كبار النخبة و على رأسهم إيلين إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، لكن مهما حدث يبدو أنه قد كتب على حكايتها الختام الأن..
أغمضت الفتاة أعينها برفق منتظرة تلك اللحظة التي تخترق بها مسامير الظل تلك جسدها النحيل ، لكن مهما إنتظرت من الوقت تلك النهاية لم تأتي أبدا ..
بل ما شعرت به كان برودا تقشعر له الأبدان جعل كامل جسدها يرتعش ..
هي فتحت أعينها لترى مشهدا غريبا أمامها ..
تلك المسامير السوداء التي هددت بمحق كل شيء قد علقت وسط صراع مع كتل جليدية أشبه بالكرستال تشكلت على شكل قمم الجبال ..
تعانق الأسود و الأزرق السماوي ليتوقف كلاهما في الهواء ..
إلتفتت لارا ببطء نحو مصدر تلك القوة … و من كان غيرها…
سيرس مونلايت كانت تتوجه بعنف بينما أضاءت أعينها بشدة ..
بدت أكثر شحوبا من المعتاد مثل شبح وسط حقل أبيض ..
“سيرس .. أنت ، كيف ؟”
بقيت ملكة الجليد صامتة كرد فعل تجاه ذلك السؤال ..
لم تكن لارا الوحيدة المتفاجئة ، بل حتى كبار النخبة و باقي زملائها بفصل النخبة حملو نفس التعابير..
“تلك الفتاة .. صدت هجوم غفارديول ؟”
تمتمت إيلين تحت أنفها ..
هي كانت على وشك إخراج كل شيء سابقا من أجل إنقاذ الجميع ، لكن سيرس سبقتها ..
“مذهل”
ضرب دانزو الجليد أمامه بقبضته مستشعرا شدة صلابته ..
“هذا الشيء لا يبدو سهل الكسر ..”
“أتخبرني أن تلك الفتاة أطلقت هجوما كهذا ؟”
كان راغنا يحدق في سيرس بشدة ..
“ثم لماذا لم تفعل شيئا منذ البداية ؟”
كلمات راغنا إنتشرت بالمكان ما نبه الجميع بحقيقة مهمة..
“هذا يكفي الان .. لقد نجونا و هذا هو ما يهم ”
يمكن سماع أصوات جنود الإمبراطورية يأتون من الخارج ما أثبت أن هذه المعركة الشاقة قد بلغت نهايتها أخيرا..
“لقد إنتهى الامر..”
تنهدت إيلين لكن صوتا أخر قد تدخل هذه المرة ..
“لا لم ينتهي أي شيء ”
“أجل ! إذا كانت تستطيع القيام بمثل ذلك الهجوم فلما لم تفعلها مبكرا ؟ لو فعلت لما فقدنا آطلس !”
“أجل!”
“لماذا لم تقومي بإنقاذه؟”
توالت الصيحات من السنوات العليا لفصل النخبة ..
لربما حدث الامر بسرعة ، لكن موت شخص كأطلس لم يكن بالأمر الهين بتاتا ..
لقد كان أحد أقوى مواهب المعبد ، و نجم السنة الرابعة ..
أولئك الذين لم يتقبلو موته هاهم الأن يعاتبون تلك الفتاة و كأنها كانت مجبرة على إنقاذه منذ البداية ..
زملاؤها بالصف لم يقولو شيئا ، لأنهم هم الآخرون كانو محتارين مما رأوه ..
سيرس تقبلت كل تلك النظرات التي حملت مشاعر مختلفة بصدر رحب ..
خف التوهج من حولها بينما تكلمت بهدوء ..
“غريب … هل تريدوننا أيها الكبار نحن أطفال السنة الأولى أن نقوم بإنقاذكم الأن ؟ ”
“هل موت شخص واحد قد جعلكم تتناسون ضعفكم و تلقون اللوم علي لعدم إنقاذه ؟”
ضحكت سيرس ببرود قبل أن تستدير لمغادرة المكان ..
“المهارة التي أطلقتها قبل قليل تسحب كل قوتي و لا أستطيع إستعمالها سوى مرة واحدة … أمام خصم بذلك المستوى لم أكن لأطمع أبدا أن أتمكن من الإطاحة به بهجوم كهذا ..”
“لذلك إنتظرت اللحظة المناسبة… وقد جاءت ”
كلماتها كانت واقعية جدا لدرجة أن من إنتقدوها سابقا لم يعرفو كيف يردون عليها ..
لكن موقفها المتعالي لم يساعد بالتخفيف عنهم خصوصا مع كلماتها الأخيرة ..
“لا يجب أن تسألني “لماذا لم تقومي بإنقاذه ..” ، بل يجدر بك شكري على إنقاذ مؤخرتك الصغيرة تلك .”
“أنت!”
كان الوضع على وشك أن يتصاعد أكثر ، لكن صوتا عميقا قد إنتشر بالمكان ليوقف الجميع…
“هذا يكفي ”
إستدار الجميع نحو مصدر الصوت ليرو شابا غريبا يظهر من العدم بجانب جثة آطلس ..
لمس غوست أومبرا صدر أخيه الاكبر بينما حدق به للحظات ..
جسد آطلس كان الأن مليئا بالثقوب التي فجرت جسده تماما ما جعله يبدو محطما تماما ..
“هاي أنت ..”
نادى غوست شخصا معينا ، أخذ منها الأمر ثانية لتدرك أنه كان يتحدث إليها..
“أنا ؟”
أومأ غوست لإيلين قبل أن يسأل ..
“كيف مات ؟ ”
برؤيته يقوم باستجوابها عبست إيلين..
“و من تكون أنت ؟”
كان الفتى امامها وقحا لدرجة أن ظهر من العدم و بدأ باستجوابها دون سابق إنذار ، لكن كلماته التالية جعلت تعابير وجهها تلين ..
“غوست أومبرا… اخوه الأصغر ”
“اوه”
تجمدت إيلين قبل أن تتكلم بصوت متردد ..
“آسفة … أنا لم أستطع
“لا داعي للإعتذار ..أجيبي على سؤالي فحسب ..”
رغم سلوكه الوقح ، إلا أن ايلين وايت سايرته … أخبرته عما حدث ، و كيف لم تستطع إيقاف غفارديول… و كيف قتل آطلس..
في النهاية أومأ غوست قبل أن يحمل جثة آطلس …
“كمغتال … الهجوم منذ البداية ، كاشفا عن نفسك مدخلا رأسك بفم الوحش … إستعملت نفسك كدرع للأخرين بينما كان يجب أن يكونو هم الدرع لك … كمغتال أنت فاشل و عار على عائلة أومبرا…”
بقي الجميع صامتين و هم يرون غوست يغادر حاملا جثة باردة بين يديه ..
“لقد قتلت نفسك بنفسك … أخي .. لكن لا تقلق ”
ظهر توهج غريب بداخل أعين غوست عندما تمتم بهدوء بجانب أذن أخيه ..
“سأقوم بما عجزت عن القيام به … و أنهي المهمة التي فشلت بها ..”
في ذلك اليوم ، حصل المغتال على هدف جديد له ..
…
…
…
– منظور سانسا فاليريون –
“هل أنت بخير ؟ سموك ..”
“أنا بخير … هناك الكثيرون غيري بحاجة إلى إنتباهك و خدماتك هذه … بدل سؤالي نفس الأسئلة مئات المرات يمكنك الذهاب لمساعدة الطلاب الآخرين..”
بعد سماعه لردي الحاد ..تنهد أوليفر خان قبل أن يستدير نحو المعبد الذي تم عث الخراب بداخله ..
“فقط لو وصلت أبكر بقليل ..”
لم يستطع احد معرفة أي تعبير كان يصنعه أوليفر خان الأن..
تحت قناعه الأبيض ذاك لم تبرز سوى أعينه الزرقاء أحيانا ..
بشعره الأبيض الطويل و جسده المبني بطريقة مثالية هو يستطيع أن يبرز بأي مكان ..
فقط لو جاء أبكر بقليل … لا ..
لو كنت أكثر وعيا بما حولي … لو لم أستخف بالوضع وقتها … لو كنت أميرة كفؤة ، لربما كان ذلك سيساهم بتقليل الأضرار و لو قليلا..
عانقت جسدي تحت ذلك الغطاء الذي منح لي بينما إستذكرت ما حدث حتى الأن..
غوست قد تركني هنا قبل قليل قبل أن يعود إلى المعركة على الفور لمواصلة القتال … فراي هو الآخر قد ذهب إلى مكان ما سابقا ..
كلهم يقاتلون … لكن ها أنا ذا أجلس هنا بلا حول ولا قوة…
“سموك … ”
“سانسا فقط ..”
“احم … آنسة سانسا ، مالذي حدث بالضبط ؟ هل تمكنتي رفقة إبن ميست من هزيمة أحد أصحاب العقود العليا … هل بطريقة ما ، إستعملت تلك القو”
“توقف … أوليفر ”
تنهدت بإنزعاج من سؤاله الأخير…
“أنا لم أفعل ، لم نكن أنا و غوست الوحيدين هناك ، لقد ساعدنا فراي ستارلايت هو الآخر… نحن تمكنا من الفوز بطريقة ما بعد جعلها معركة 3 ضد 1 ..”
“فراي ستارلايت ؟”
أومأت له ملتزمة الصمت كدلالة على أنني لا أريد الحديث عن الموضوع أكثر..
صمت أوليفر خان قد أثبت أن كلامي الاخير كان صعب التصديق ..
هو رأى جثة فيريث … شخص بمستوى سيد الحراس أوليفر يستطيع قياس قوة فيريث حتى و هو في حالة جثة ..
لذلك كان كلامي السابق غير منطقي بوجهة نظره ..
لربما يعتقد … أنني إستعملت تلك القوة لهزيمة فيريث ..
لكنه لم يرى ما رأيته ..
‘فراي’
ظهر من العدم .. وقف أمام فيريث دون خوف…
في البداية كنت مذعورة من فكرة رؤيته يقاتله …
كنت أتخيل تلك اللحظة التي يقوم بها فيريث بقتله بالفعل ، لذلك أنا طلبت منه أن يهرب ..
لكن موقفه و ما حدث بعد ذلك كان بعيدا كل البعد عن أكبر تخيلاتي الجامحة ..
كل شيء تغير في اللحظة التي أظهر بها ذلك السيف ..
تلك البرودة ، ذلك الضغط … و كأنه تحول لشخص مختلف تماما ..
هو أخذ فيريث الذي تضخمت قوته كثيرا بنزال واحد لواحد ..
قوته تلك كانت أعلى من الرتبة الأولى سنو ليونهارت ، بل أقوى من معظم من بالسنوات الثانية و الثالثة…
منذ البداية ، هو إمتلك اليد العليا ..
حتى عندما تم قمعه و تعرض لعشرات الإصابات … موقفه لم يتغير و لو قليلا ..
و كأن كل شيء يسير حسب إيقاعه … منذ البداية حتى النهاية… فيريث لعب داخل راحة يده ..
ذلك “الفراي” الذي رأيته … لم يكن فراي الذي أعرفه ..
و كأنه ..
“شخص آخر تماما ..”
بقيت شاردة لبعض الوقت إلى أن أيقضتني كلمات أوليفر ..
“سموك ..هل قلتي شيئا ؟”
“لا شيء …”
“لنغادر .. لا فائدة من البقاء هنا أكثر من ذلك ..”
تم تصفية الألتراس بالكامل الأن… لذلك كما قال … لا فائدة من البقاء ..
دخلت العربة التي تم تجهيزها لي بينما جلست بشكل منعزل ..
“ماذا أفعل الان ؟”
ألقيت بنظرة فاحصة على إنعكاس وجهي بزجاج العربة…
هناك ظهرت إثنتان من الأعين الذهبية … لكن داخل تلك الأعين سكن ظلام لم يراه أحد … لكنني علمت بوجوده ..
منذ إنقاذ فراي لي … و المواجهة ضد فيريث ، هي بدأت بالعودة ..
تلك الذكريات التي دفنت عميقا ..
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
“هاي يا فتى ، مالذي تفعله هنا ؟ هل ارغ”
طرحت أحد جنود الإمبراطورية أرضا بينما واصلت المشي داخل أراضي المعبد بوجه فارغ..
شعرت بالجروح التي تسببت بها لنفسي سابقا و هي تخزني بشكل مستمر لكنني لم أكن بوضع يسمح لي بالإستجابة لها …
أردت الإمساك بأكبر حجر أجده ، ثم أضرب رأسي به بأقصى قوتي على أمل أن تهدأ تلك الحرب التي كانت تحدث داخل عقلي ..
أنا و لأول مرة منذ اليوم الذي دخلت به هذا العالم ، لم أعد أعرف مالذي يجب علي فعله ..
“آغاروث … العدو الأخير قد ظهر من العدم و زلزل كل شيء ..”
“هو يعلم من أكون … و يعرف عن دخولي إلى هذا العالم..”
كيف ؟
الأمر مختلف عن جساسة الضباب التي إستحضرت ذكرياتي الدفينة ضدي …
هو يعرف إسمي ، و يعلم أنني من أنشأ هذا العالم ..
أنا لم أكتب أي شيء عن هذا ، لم أعد أعرف شيئا بعد الأن..
الأسئلة التي كانت داخل عقلي كانت كثيرة ..
أسئلة لم أستطع الإجابة عليها ، كنت أعلم أن الوحيد الذي يستطيع أجابتي عن هذه الأسئلة هو آغاروث نفسه..
لا ..
هو ليس الوحيد..
هناك كيان آخر يختبئ داخل ذلك الحاسوب … كيان كنت متأكدا أنه يستطيع إخباري بكل شيء ..
لكنه لن يمنحني أي إجابات … لقد تغير كل شيء الأن..
أخذت نفسا عميقا قبل أن أتمالك نفسي ..
“لا … لم يتغير أي شيء ..”
كل ما يجب علي فعله ، هو مغادرة هذا العالم ..
هذا كل شيء … عندما يأتي ملك الشياطين، فلن يجد أي شيء لأنني سأكون بعيدا جدا وقتها ..
لدي بعض الوقت ، آغاروث لن يستطيع النزول إلى الأرض بأي وقت قريب بفضل القوى التي تقيده ..
ثم يجب أن أنهي الأمر بسرعة ..
“الفوز بالفيكتورياد ، ثم مغادرة هذا العالم..”
لا شيء تغير … فقط إكتسبت سببا آخر يدفعني لمغادة هذا العالم اللعين ..
بعيدا عن الدخول الساحق لملك الشياطين ..
كل شيء سار كما أردت ، حصلت على التعالي و منعت تدمير المعبد ..
ثم يفترض بأن يكون كل شيء على ما يرام الأن..
منعت المستقبل الذي أظهرته صور المستقبل و أبقيت المعبد على قيد الحياة…
فجأة ، تفطنت لحقيقة مهمة كنت غافلا عنها…
“إنتظر … صورة المستقبل الأولى التي رأيتها سابقا ..”
تلك الصورة قد أظهرت المعبد و هو نصف محطم ..
في البداية ظننت أن ذلك حدث بسبب تفجير جوهر قبة السماء..
لكن هذا لم يكن ممكنا ..
بعد كل شيء إنفجار الجوهر لن يمحي المعبد فحسب ، بل بعض المناطق بجانبه ..
“إذا … أي مستقبل أرتني إياه تلك الصورة ، كيف تم تدمير نصف المعبد ؟”
في تلك اللحظة ، ظهر سؤال آخر دون إجابة ..
…
…
…
داخل أعمق نقطة بالمعبد ..
أمام جوهر قبة السماء ، تحسس أحدهم الأرضية المبللة بالدماء ..
كانت باردة ما أثبت أن أيا كان ما حدث هنا … فقد حدث منذ بعض الوقت الأن..
“سيدي … هذه جثة كاي لوك..”
ما تبقى من جثة كاي لوك كان فقط قطع متفرقة من جسده ..
محاطا بفرسان الطاولة المستديرة ، بقي إيغون يحدق لبعض الوقت..
أيا كان الشخص الذي فعل هذا ، فقد قتل كاي لوك بوحشية ..
كان الفرسان ينظرون بعصبية إلى إيغون الذي كان يظهر وجها مخيفا الأن..
ذلك الوجه ، و تلك الملامح كانت هي نفسها التي أخفاها تحت قناع إبتسامته المعتادة ..
هو دهس على ما تبقى من رأس كاي لوك بينما ظهرت الاوردة على يده ..
لأول مرة ، تم تدمير خططه ..
و الأسوء من ذلك ، الذي فعلها كان شخصا مجهولا ..
“جيد… جيد جدا .”
ضحك إيغون ممسكا بفمه ..
“هذا أفضل! أفضل بكثير…”
ظهر متغير خارج عن سطرتي … قطعة شطرنج متمردة ..
“لنرى كم سيأخذ الأمر مني لأخرجك من مخبأك … ”
أيا كان هذا ال X الذي دمر خطتي بالنهاية ..
أتطلع لتحطيمك ..
…
…
…