منظور الشرير - الفصل 52
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بالتزامن مع الإقتحام و تحرك كاي لوك ، حدثت مواجهة مصيرية في مكان معين من المعبد ..
…
…
…
داخل غرفة منعزلة ، بعيدا عن أنظار الجميع كانت تنام فتاة بشعر أشقر فوق سرير كان شبيها بتلك الخاصة بالمستشفيات ..
يمكنك رؤية بعض الخيوط الملتصقة بجسدها هنا و هناك بينما كانت تحدث ظاهرة غريبة فوق جسدها الذي لم يغطه سوى فستان أبيض خفيف ..
من حين إلى آخر سترى أبخرة سوداء ترتفع من جسدها بينما كان يتم إمتصاصها من طرف تلك الخيوط و الأنابيب المتصلة بجسدها ..
و ما هي إلى بضع دقائق أخرى لتتوقف العملية بأكلمها و تستيقظ سانسا فاليريون من نومها أخيرا..
كانت قد إعتادت على مشهد الادوات الطبية و الجو الخانق من حولها منذ بعض الوقت الأن..
“أحسنتي عملا ، آنسة سانسا … ”
من جانب سريرها ظهرت إمرأة غريبة بشعر رمادي و جسد نحيل بدوائر سوداء تحت عينيها ..
“شكرا لك .. إيستريلدا أنا دوما ما أتعبك معي ..”
هزت المرأة التي على ما يبدو كان إسمها إستريلدا رأسها بكسل قبل أن تبدأ بنزع الخيوط و مختلف المعدات الغريبة من على جسد سانسا..
“اليوم بالذات كانت الأورا التي إستخرجتها منك أكثر من المعتاد… هل لربما بدأت ذاكرتك تعود أخيرا ؟”
قامت سانسا بوضع يدها فوق رأسها مستشعرة جمجمتها الصغيرة ..
“لا أعلم…”
بسماع الإجابة توقفت إيستريلدا لثانية قبل أن تواصل الإعتناء بجسد الأميرة..
“توقعت إجابة بنعم أو لا ”
“اممم”
شدت سانسا قبضتيها قبل أن تتكلم بتردد..
“مؤخرا … كنت أعاني من بعض الكوابيس ..”
“كوابيس ؟”
أومأت سانسا بالإيجاب ..
“كوابيس عن الفترة التي تم إختطافي بها ، داخل تلك الزنزانة الباردة … وسط أولئك الأشخاص الذين كانو يفقدون إنسانيتهم واحدا تلوا الأخر..”
“أنا أتذكر هذا القدر بوضوح .. لكن من حين إلى آخر ، تتبادر تلك الذكريات .. على شكل صور .”
كانت إيستريلدا تصغي باهتمام و لم تقاطع الأميرة أبدا بل دونت كل ما قالته داخل رأسها ..
لسبب ما بدا و كأن سانسا كانت تعاني لقول الكلمات التالية ..
“أتذكر رؤية ضوء قوي يعمي عيني كلما فتحتهما ، العديد من الأشخاص الملثمين بالأسود يقفون من حولي… بينما كنت انام فوق طاولة ..”
كانت سانسا على وشك محاولة تذكر المزيد لكن موجة من الألم قد ضربت رأسها لدرجة أنها تمسكت بجمجمتها بكلتا يديها ..
ربتت إيستريلدا على كتف سانسا مواسية إياها ..
“هذا يكفي لليوم ، لنأخذ الأمر بتأني … لا تحاولي الضغط الأن ، شيئا فشيئا ستتدفق الذكريات لوحدها ”
أومأت سانسا برأسها بينما إبتسمت إستريلدا لها ..
هذه الأخيرة كانت أشبه بجثة متحركة لذلك كانت إبتسامتها غريبة بعض الشيء ..
“بهذا تنتهي جلستنا لليوم ، يمكنك المغاردة الأن ”
نهضت سانسا من سريرها أخيرا ، بعد أخذ حمام سريع و إرتداء ملابسها شقت طريقها مغادرة المكان ..
“أراك الأسبوع القادم ~”
كرد على توديع سانسا لوحت إستريلدا بيدها دون أن تكلف نفسها عناء الإستدارة ..
هي كانت قد بدأت بالفعل دراسة ما حدث اليوم لذلك من المستحيل التكلم معها بالساعات القادمة..
بعلمها لهذا غادرت سانسا بهدوء ..
بمجرد خروجها ظهر امامها شخصان من العدم ..
أحدهما كان شابا بشعر أشقر أما الثانية فكانت شابة بشعر أسود و ندبة صغيرة تحت عينها اليسرى..
العامل المشترك بينهما كان إرتداء كلاهما لملابس المعبد
.
“ديتو … إيلي ”
ركع الإثنان على ركبة واحدة أمامها لكن سرعانما أمرتهما بالوقوف ..
“أخبرتكما أنه لا داعي لملازمتي طوال الوقت … يمكنكما العودة بالفعل ..”
كان الإثنان امامها أكبر منها بشكل واضح ، بسنتهم الأخيرة لنكون أكثر تحديدا ..
لكن رغم هذا هم عاملوها باحترام رغم أنها تصغرهم ب 5 سنوات كاملة..
“إعذرينا ، آنسة سانسا لكن لا يمكننا الإمتثال لهذا الأمر ”
“من واجبنا حمايتك طوال الوقت داخل المبعد ”
كلاهما كان يتكلم بالتزامن مع الآخر مع جعل من الصعب مجادلتهم ..
تنهدت سانسا مدركة لكل هذا قبل أن تغادر ..
“لم أعد أهتم بعد الأن… سأعود إلى غرفتي لذلك فالتفعلا ما تريدان فحسب..”
“كما تأمرين ”
إختفى الإثنان بطريقة عجيبة ، لكن أي شخص بنصف عقل سيدرك انهما كانا لا يزالان يتبعانها عن قرب ..
كانت سانسا تسير دون مبالاة غارقة وسط أفكارها ..
الجلسة الأخيرة كانت شيئا تقوم به كل أسبوع ، الوحيدون الذين يعلمون عن هذا كان والدها بالإضافة إلى إستريلدا و المدير نفسه ..
كان هذا هو حالها منذ إنقاذها قبل ما يقارب السنة..
طيلة هذه الفترة هي كانت تتساءل عما حدث لها هناك … و لماذا فقدت ذاكرتها ، و سر تلك القوة التي أيقضتها بعد ذلك ..
كل هذا كان لغزا لم تستطع الإجابة عنه حتى الأن..
غارقة وسط أفكارها ، هي لم تدرك أنها كانت تقف أمام باب غرفتها بالفعل..
“أوه ..”
تنهدت سانسا بطريقة إنهزامية قبل أن تفتح الباب و تضع قدما بالداخل …
لكنها توقفت بشكل لا إرادي عندما وجدت ظرفا أبيض فوق الأرض امامها..
هي نظرت إليه للحظة قبل أن تقوم بالتقاطه بتردد ..
“رسالة ؟”
كانت رسالة تحتها وردة سوداء غريبة ، يمكنك حتى أن تشم عطرا غريبا منها ..
هي كانت على وشك فتح الرسالة بعدما زاد فضولها بشكل كبير لكن صوتا معينا قد أوقفها من الخلف ..
“لا تفعلي … أميرة ”
“قد يكون هذا الشيء خطيرا ”
كما كان متوقعا ، حراسها الشخصيون لا يزالون يتابعونها ..
بالمقابل هي فتحت الظرف بلا مبالاة..
“أنا متلاعبة بالموجات كما تعلمان … على الأقل أملك عيونا جيدة للحكم على هذه الأشياء..”
بمجرد فتحها له ، ضربت رائحة عطر معين أنفها ، بالداخل هي وجدت ورقة سوداء كتب عليها بخط أحمر..
عزيزتي سانسا .
لا يمكنك تخيل كم إنتظرت هذا اليوم ، أستطيع أن أقول بثقة أنني عشت من أجله فحسب ..
لطالما كان لدي إيمان راسخ بأن طرقنا ستتقاطع يوما ما ، و على ما يبدو لقد حان الوقت أخيرا.
كانت سانسا تقرؤ ما كتب بوجه فارغ ، حتى الأن كانت هذه مجرد رسالة حب من شخص مجهول لم يتكبد عناء كتابة إسمه حتى ، لكن الأسطر القليلة التالية قد غيرت رأيها بشكل كامل ..
أنا الوحيد المناسب لك ، أنت تكملينني و أنا أكملك … لدي الإجابة التي تبحثين عنها لذلك إعتبري هذا كبادرة عن صدق مشاعري ..
الذكريات التي تسعين خلفها بيأس ، و الأجوبة التي تريدينها .. و تلك القوة التي تملكينها ..
وددت لو أبوح بكل شيء الأن ، لكن هذا النوع من المحادثات لا يفترض أن يكتب فوق الورق .
الجهة الغربية من المعبد ، تحت النهر بنيت سابقا العديد من المنشآت المغلقة للتدريب … قابليني هناك بمفردك و ستحصلين على إجابتك ..
أحبك .
إنتهت الرسالة ، بالمقابل بقيت سانسا صامتة لبعض الوقت ..
أعادت قراءة الخطاب عدة مرات قبل أن تشد قبضتها ببطء..
“آنستي .. لا تخريني أنك..”
بسماع أحد حراسها هي إستدارت بنظرة تصميم على وجهها ..
ذلك لخص بشكل كبير ما كانت على وشك القيام به..
“لا يمكنك الذهاب يا أميرة ! هذا خطير ”
هزت سانسا رأسها ببطء ..
“من الواضح أنه فخ ، أنا أعلم …من الممكن أن الشخص الذي كتب هذا لا يعلم أي شيء و فقط يحاول إستدراجي … لكن لربما تكون هذه فرصتي الوحيدة لأعرف الحقيقة ..”
إستدار حراسها لينظرو إلى بعضهم البعض…
“لا داعي للقلق رغم أنني لا أنوي تجاهل هذه الرسالة ، لكن من قال أنني سأذهب بمفردي ؟”
خطة سانسا كانت بسيطة… سيرافقها الحارس الذكر من الظلال ، بينما تذهب الانثى للتبليغ عن الرسالة التي وصلتها ..
منطقها كان يستند بشكل كامل على حقيقة أنهم كانو يتواجدون حاليا داخل أراضي المعبد ..
هي ظنت بأنها ستستطيع التعامل مع أيا كان ما يخرج بوجهها هنا ..
لكنها لم تعلم بما كان على وشك الحدوث داخل ساحة المعبد بعد قليل ..
…
…
…
لم تستعجل سانسا ، إستغرقها الأمر ما يقارب النصف ساعة لبلوغ المكان المذكور بالرسالة ..
هي لم تعلم حتى بوجود مكان كهذا في المقام الأول..
كان المكان ضخما بإضاءة خفيفة بمدرج ضخم و العديد من الحلبات هنا و هناك ..
يبدو أن هذا كان المكان الذي تمت به النزالات في الماضي ..
هي قامت بمسح القاعة بحثا عن أي حركة أو أشخاص بالجوار ..
لكنها كانت وحيدة هنا..
مشت ببطء حول الحلبات الضخمة التي بدت و كأنها تستعد لإستقبال معارك حياة أو موت عما قريب مستشعرة ذلك الضغط الغريب في الهواء ..
لا أحد ..
كان المكان فارغا تماما ..
وقفت سانسا هناك لبعض الوقت … بدأت تدرك جدية ما كان يحدث عندما توقفت ساعتها الذكية عن العمل بشكل مفاجئ ..
” لا إتصالات ها ؟”
هي صعدت إلى المدرجات لتجلس بهدوء مراقبة الساحة بأكملها تنتظر ظهور حامل الرسالة.
كان المكان مظلما ، لكنها تمكنت من الرؤية بوضوح …
للحظة كانت الحلبة العملاقة امامها فارغة ، بمجرد أن رمشت بعينها تفاجأت برؤية شخص يظهر بشكل عجيب بمنتصف الحلبة ..
نهضت بشكل محموم من مقعدها لتلقي بنظرة أفضل على الشاب الواقف امامها..
هو إنحنى لها بطريقة أنيقة بنظرة غريبة على وجهه ..
“أعتذر عن التأخير … عزيزتي سانسا ..”
عقدت سانسا حاجبيها عندما لم تفهم ما كان يحدث …
“فيريث ؟!”
…
…
…
“مالذي تفعله هنا ؟”
قفزت سانسا من المدرج إلى الحلبة و العبوس بادي على وجهها ..
“مالذي أفعله هنا ؟”
و كأن الإجابة كانت أكثر شيء واضح بالعالم هو أجاب بضحكة …
“بالتأكيد سأكون هنا … أنا من دعاك بعد كل شيء ..”
“أنت من كتب تلك الرسالة ؟”
سانسا لم تتوقع أبدا أن الشخص الذي ترك تلك الرسالة ، كان أحد زملائها بالصف ..
“إذا كان هذا نوعا ما من المزاح فهو ليس مضحكا … ”
هي لم تستطع أن تخفض من حذرها ، بعد كل شيء الشاب اماهما علم أشياء عنها لم يكن يجب أن يعرفها ..
كان فيريث يبدو و كأنه أسعد شخص بالتاريخ عندما مشى إليها بإبتسامة على وجهه ..
“هذه ليست مزحة … سانسا ، أنا صادق بكلامي ”
تاليا هو إختفى ليظهر بجانبها بشكل عجيب ..
سانسا تحركت بسرعة مبتعدة عنه بعدما لم تستطع رؤية حركته حتى ..
“لابد انكي تتساءلين ‘ كيف علمت بشأنك ‘ أليس كذلك ؟”
بينما كان فيريث يعبث معها هنا و هناك ، كانت سانسا تسابق الزمن لمعرفة مالذي كان يحدث ..
لطالما كان الشخص أمامها محل جميع الشكوك ، لكنه كان يهرب دوما من دائرة الإتهام في النهاية…
بدأت الأورا تدور حول جسد سانسا التي كانت تستعد لأي شيء قد يحدث تاليا ..
برؤيته لهذا عبس فيريث ..
“لماذا الموقف العدواني عزيزتي سانسا ؟ ”
رفعت سانسا يدها نحوه بينما تصاعدت الابخرة السوداء منها ..
“أنت المتعاقد … أليس كذلك ؟”
كإجابة هو ضحك فقط ..
“يالها من تسمية جميلة هذه التي تصفونني بها ، لكن أجل… أنا هو ”
هي لم تمنحه الوقت لإنهاء كلامه بل هاجمته على الفور بواسطة سلاش أسود اسرع من الصوت ..
لكن و على نحو غريب ، تلك الضربة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة تم تفاديها بسهولة ..
“عدوانية و عنيفة … لكن هذا أيضا أحد أساب حبي لك ”
“ديتو ! سنقوم بإخضاعه معا ثم نحصل على إجابات منه ”
واصلت سانسا إطلاق ضرباتها السريعة في محاولة منها لإصابة فيريث بينما نادت على حارسها الشخصي ليقوم بمساعدتها…
كما في السابق ، هو تفادى الضربات بسهولة..
لكن الحارس المدعو ديتو لم يظهر أبدا…
و كأنه أدرك ما كان يحدث أخيرا توقف فيريث عن المراوغة بينما ظهر تعبير غبي على وجهه ..
“ديتو ديتو ديتو… أوه أتتكليمن عن ذلك الشخص الذي جاء معك ؟”
أحست سانسا بالبرود عندما رأت جثة غريبة تظهر بين يدي فيريث الذي واصل الضحك بتعبير سعيد ..
“نحن الأن بموعد خاص بنا عزيزتي سانسا … ليس من المناسب أن تتم مقاطعته من طرف الغرباء ..”
الجثة بين يدي فيريث كانت مشوهة لدرجة يصعب التعرف عليها..
لكن ملابس المعبد الملطخة بالدماء قد أثبت هويته بالفعل ..
“مستحيل ..”
سانسا كانت مصدومة بشكل خاص ..
ديتو نورمان … كان مستيقظا في الفئة B بسنته الأخيرة بالمعبد … هل هزمه فيريث بذلك الوقت الوجيز ، دون إصابات ؟!
ظهرت العديد من الشفرات السوداء من حول سانسا بعدما أدركت مدى خطورة الوضع …
قذفت بهم جميعا نحوه ، لكن فيريث لم يعد يتكبد عناء التفادي بعد الأن بل صد الضربات بيديه العاريتين ..
“لا أفهم … كيف تمكنت من الهرب عن أعين الكنيسة ؟!”
أزدادت الابخرة بين يدي سانسا مرسلة ضربات أقوى من السابق ..
“أوريل بنفسها من كانت مسؤولة عن كشف المتعاقدين … يستحيل تزييف الفحص !”
على ما يبدو بدأ فيريث يسأم من المواجهة العقيمة التي كانت تحدث الأن..
هو أبعد القذائف التي كانت تتجه نحوه ليظهر أمام سانسا و يمسك بيدها …
“أوه عزيزتي سانسا … أنت لا تعلمين شيئا ..”
بدفعة بسيطة من يده هو أسقطها مثبتا إياها على الارض..
جفلت سانسا لكنها لم تستطع الإتيان بأي حركة لأن قوة غريبة قامت بقمعها ..
“الكنيسة لم تستطع كشفي … أوريل لم ترى من خلالي ، ببساطة لأن الشيطان الذي تعاقدت معه أعلى من أن يكشفه أولئك الحمقى ”
عانق فيريث جسد سانسا بإحكام متحسسا بشرتها الناعمة بينما كانت ترتعش من كل حركة يقوم بها ..
“الجميع مهووس بالخطط … جميعهم يؤمنون بوجود مؤامرة أكبر مهما كان الذي يحدث..”
“الجميع كان يشك بي … كان من الواضح أنني كنت المتعاقد ، لكنهم فشلو بإدانتي … فيريث آمن ، فيريث نجح بفحص الكنيسة ، كلها أحداث جعلتهم يعتقدون أن مؤامرة أكبر تحاك في الخفاء ..”
همس فيريث ببطء بجانب أذن سانسا مستمتعا بالأمر برمته ..
“لا يمكن أن يكون فيريث هو المتعاقد ، لابد من وجود متلاعب ما خلف الظلال … شخص بعيد عن الانظار… هاها ، علي أن اشكر تفكيرهم الغبي هذا ..”
غرق قلب سانسا عندما بدأت يده تمزق ملابسها ببطء ..
“إنشغل الجميع ببحثهم السخيف عن المتعاقد جاهلين بأن الخطر الحقيقي .. كاي لوك كان بينهم منذ البداية ..”
“حسنا… يجب أن اشكر عزيزي فراي بما أنه جذب الشكوك نحوه بقدر ما فعلت أنا..”
ضحك فيريث قليلا قبل أن يعانق سانسا ثانية ..
“الأن دعينا من هذا … ليحدث ما يحدث في الخارج ، كل ما يهم هنا هم نحن ..”
“لقد عانيت كثيرا … عزيزتي سانسا ، فعلت كل هذا من اجل شخص واحد .. الا و هي أنت..”
“كنت ضوئي الوحيد ، السبب الوحيد الذي جعلني اصمد أمام آلام هذا العقد اللعين !”
نزع فيريث قميصه بينما تحسس ساق سانسا ببطء ليرتفع بهدوء في محاولة منه للمس أماكن لم يكن يجب أن يلمسها ..
لكن في تلك اللحظة أغمقت أعين سانسا بلون أسود غريب قبل أن ترسل موجة من القوى لتبعد فيريث ..
“هوه؟”
نهضت سانسا ببطء من مكانها محاولة تمالك نفسها ..
كان القوة التي أطلقها جسدها الأن أقوى بكثير من السابق ..
هي عضت شفتها بشدة بينما حاولت التحكم بها ..
لقد تم تحذيرها من إطلاق هذه القوة التي لم تكن تفهم ماهيتها …
لكنها لم تملك الخيار الأن..
خفت الإضاءة بشكل عجيب داخل الحلبة بينما غمر ظل سانسا المنطقة حولها بمجال دائري نصف قطره 5 أمتار ..
“فيريث إيرليت… كطالب داخل الفصل B ، تقع مسؤولية عدم ملاحظة أفعالك علي …”
“سأتحمل المسؤولية الأن ، و أبيدك هنا ”
برؤية مدى جدية الوضع ضحك فيريث ..
“تعالي إلي ~”
من ظل سانسا … إنبثقت العديد من المسامير السوداء لتطير بشكل محوم نحو فيريث…
هي لم تكتفي بذلك … بل ظهرت المزيد من الشفرات السوداء من خلفها لتمطره بعشرات الضربات التي حطمت الحلبة تماما ..
لكن و لسوء الحظ… كانت كل تلك القذائف المدمرة ترتد من حول حاجز غريب يحيط بفيريث ..
“مذهل … إذا هذه هي القوة التي تحدثوا عنها ..”
“مالذي تتكلم عنه ؟”
ضحك فيريث بشكل مرعب أثناء إقترابه ..
“لا شيء .. لاشيء .. أنت لا تدركين ماهيتك حتى الأن… هذا طبيعي فحتى انا لا أفهمها بشكل كامل ..”
رفع فيريث إصبعا لتظهر كرة صغيرة سوداء قوفه ..
تلك الكرة تمددت لتصبح إبرة سوداء رفيعة ..
هو تلاعب بها ببطء قبل أن تطير بسرعة مرعبة مخترقة يد سانسا..
هي دخلت جلدها مرة ، ثم مرتين ثم عشرات المرات لتمتلئ ذراع سانسا بالعديد من الثقوب بأقل من ثانية ..
سانسا لم تفهم ما حدث إلا بعد فوات الأوان لتكتم الصرخة التي كانت على الوشك الخروج من فمها ..
تمسكت بيدها الدموية بشدة بينما إقترب فيريث بهدوء ..
“أنت لا تعلمين كم تؤلمني رؤيتك هكذا … سانسا ، لكنني مضطر لهذا لذلك فالتسامحيني رجاءا ..”
قام بمد يده نحوها لكنه توقف عندما رن جهاز غريب من داخل ملابسه ..
عبس فيريث قبل أن يخرج بلورة بنفسجية من سرواله ..
“إعذريني لدقيقة … عزيزتي سانسا ، الأعمال أولا”
بمجرد أن ضغط فيريث على البلورة ظهرت صورة شخص معين بداخلها ..
“سيد كاي لوك..”
الشخص امامه لم يكن سوى الساحر … كاي لوك..
“مالذي تفعله … فيريث ؟”
“أنا بطريقي لإنهاء المهمة ..”
“لن أتحمل أي تأخير منك ..أريدك بجانب الجوهر الأن من أجل نسف هذا المكان … تعلم مالذي سيحدث في حال فشلك ..”
“أدرك الأمر جيدا … سأتولى الأمر ”
“يستحسن أن تفعل ”
إختفى كاي لوك كما ظهر … كان الإقتحام قد بدأ منذ بعض الوقت الأن بالفعل ..
“يالإزعاج”
تنهد فيريث بإنزعاج قبل أن يعيد إنتباهه نحو سانسا ..
“هلا أكملنا ما بدأناه ؟”
بتلويحة واحدة طارت ملابس سانسا العلوية بينما محى فيريث المسافة بينهما ..
هي عانقت جسدها لكنه طغى عليها تماما..
“أنا لا أملك الوقت كما ترين … عزيزتي سانسا لذلك من فضلك… إمنحيني مكافأتي الأن ”
برؤية يد فيريث تقترب منها شدت سانسا قبضتها بشدة عندما غمر أعينها الذهبية لون أسود غريب …
هي كانت تقف أمام المجهول الأن… إذا أطلقت العنان لتلك القوة بداخلها أكثر من هذا من يدري مالذي سيحدث…
لكنها أدركت أن أي سيناريو سيكون أفضل من أن يتم إنتهاكها من طرف الشخص امامها..
لذلك هي أغلقت عينيها بشدة بينما غطى لون أسود جسدها ..
لكن قبل أن تتمكن من القيام بهذا … إختفى فيريث من فوقها و ظهر بعيدا متفاديا ضربة السيف التي إستهدفت عنقه قبل قليل ..
فتحت سانسا عينيها ببطء لتتفاجأ بظهور طرف ثالث داخل الحلبة ..
كان وجها مألوفا بشعر أسود طويل ، غطت بعض الإصابات الطفيفة جسده ما أثبت أنه خرج من معركة للتو … يقف هناك بينما أغلقت أعينه على فيريث بشكل كامل ..
“يبدو أنني أتيت في الوقت المناسب قبل بداية العرض ..”
“فراي..”
تمتمت سانسا بضعف ..
إستدار نحوها بتعبير فارغ قبل أن يرمي معطفه إليها..
“تبدين بوضع مزري .. أميرة ”
حك فيريث شعره بإنزعاج و لم يستطع إخفاء مشاعره بعد الأن..
“لماذا تواصلون التدخل واحدا تلوى الآخر ؟ هل يجب أن أقوم بقتل الجميع لكي تتسنا لي فرصة البقاء بمفردي رفقة سانسا ؟”
كان الضغط من حول جسد فيريث يزيد بشكل مرعب شيئا فشيئا ما أنذر بحلول الكارثة ..
“آسف ، أنا اميل لتدمير هذا النوع من العلاقات الغبية كلما سنحت لي الفرصة لذلك فالتعذروا تطفلي ..”
فراي لم يأبه بكمية الضغط التي أرسلها جسد فيريث بل واصل إستفزازه كالعادة ..
تصرفه هذا جعل سانسا خائفة بشكل خاص لذلك هي ناشدته ..
“اهرب … فراي ، أنت لن تستطيع هزيمته ..”
هي تجاهلت موقفها تماما و طلبت منه الهرب …
لكن لا يبدو أنه القى لها بالا ..
“لن أستطيع هزيمته ؟ من المبكر قول هذا الا تظنين ؟”
بسماع كلامه إنفجرت قوة فيريث لتصل أبعاد عليا ردا على إستفزاز فراي ..
“كان يجب أن تستمع إليها… غر مثلك لم يعد يشكل أي تحد لي … فراي ستارلايت..”
هذا الأخير عبس بعدما أحس أخيرا بمدى قوة خصمه ..
‘قمة الفئة B … و لا تزال قوته تتزايد ..’
أخيرا ، أدرك ما عناه النظام عندما قال أن مستوى صعوبة العالم حاليا هو ‘كابوس’
فيريث كان أقوى بكثير من فراي القديم الذي يفترض أن يكون المتعاقد ..
لربما حصل على عقد مع الشيطان العلوي آستاروث بنفسه ..
فراي تساءل فقط ..
‘هل أستطيع هزيمته ؟ هذا الشخص أمامي..’
هو تنهد قبل أن يرمي سيفه و يقوم بمد يده اليسرى إلى الأمام…
برؤيته يرمي سيفه بعيدا ، إعتقد كل من فيريث و سانسا أنه قد إستسلم ..
“متأخر جدا… فراي ستارلايت ، أنا سأقتلك و امز”
“فالتصمت قليلا ”
إبتسم فراي قبل أن يتوهج الوشم على ذراعه اليسرى ..
“نحن على وشك البدأ بالجزء الجيد ”
توهجت الأفعى بعنف قبل أن يتمتم فراي ..
“تعال … باليريون”
مندمجا مع يده بشكل غريب… سيف أسود دون مقبض كان يرتعش بشدة مطالبا صاحبه بسفك الدماء..
“هلا بدأنا ؟”