منظور الشرير - الفصل 5
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“عندما يرمي العالم بهرائه عليك فلا خيار أمامك سوى مجاراته رغم معرفتك بأن الأمر سينتهي بموتك. “
…
…
…
جفلت آدا بشكل لا إرادي عندما قابلت نظراتها أعين فراي شديدة السواد .
لسبب ما بدا فراي مختلفا اليوم ، بدا مخيفا أكثر من العادة ، و كأنه نضج أخيرا ليظهر معدنه .
ترددت بشدة عندما أدركت أنه سيستفيد منها بطريقة ما … لم ترد أن تكون جزءا من أعمال فراي بأي شكل من الأشكال .
لكن لم يكن أمامها خيار آخر ، ما عرضه فراي كان ما أرادته لسنوات طويلة … تلك الرغبات التي دفنتها عميقا داخل قلبها قد فاضت من جديد و كانت تهدد بالإنفجار ..
عضت آدا شفتها السفلية برفق قبل أن تومئ في النهاية لفراي الماثل أمامها ..
“من الأفضل أن لا تتراجع عن كلماتك … فراي .. أنا أقبل عرضك لذلك هيا ، فالتخبرني مالذي تريده ..”
أظهر فراي إبتسامة عريضة و هو يجلس على كرسي مكتبه ، شعرت آدا بأعصابها المشدودة و هي تنتظر كلماته التالية لمعرفة ما أراده لكن الإجابة كادت أن تجعل فمها يلمس الأرض..
رفع فراي كلتا يديه بطريقة جاهلة و هو يجيب بإبتسامة… “لا أعلم”
سقط الصمت على الغرفة لبضع ثواني قبل أن تستوعب آدا كلمات فراي ..
شدت آدا ملابسها عندما صرخت للمرة الألف
“اذا أنت تعبث معي بعد كل شيء !”
“ها أنتي ذا تقولين نفس الهراء ثانية ، أخبرتك أنني سأوقع على عقد أورا فأين العبث بالموضوع؟”
“لكنك قلت أنك ترغب بشيء ما بالمقابل !”
هز فراي كتفيه قبل أن يرد بلا مبالاة ” لقد فعلت ، لكنني لا أعرف ما أريده في الوقت الحالي لذلك لنؤجل تقرير ذلك لوقت آخر ..”
تمتمت آدا تحت أنفاسها برؤيتها لموقف فراي البارد..
“تقول أنك ستتنازل عن منصب اللورد لكنك لا تعرف ما تريده في المقابل … هذا لا معنى له ..”
إتكأ فراي على مكتبه مسندا رأسه على راحة يده ..
“و لماذا الإستعجال؟ ليس و كأن عقد الأورا سيكون جاهزا في أي وقت قريب ، في المقام الأول لن أستطيع التنازل عن المنصب إلى أن أحصل عليه بالفعل بعيد ميلادي السادس عشر عندما أصبح بالغا رسميا … أي شهر من الأن…”
لم تستطع آدا نقض ما قاله فراي لأنها كانت تعرف بأنه محق في كلامه .
برؤية خضوع آدا لحجته واصل فراي بابتسامة ..
“لدينا الكثير من الوقت آدا ، لماذا لا تبقين هنا في الوقت الحالي؟ … مضى وقت طويل منذ أن عشنا تحت سقف واحد أليس لذلك؟ كما سيكون لدينا الكثير من الوقت لتجهيز العقد مستقبلا ..”
“أنا؟ أعيش معك؟ هنا؟”
شعرت آدا بقشعريرة تصيب جسدها مظهرة إشمئزازها من الفكرة و لم يستطع فراي سوى أن يضع تعبيرا فارغا برؤيته لردة الفعل المبالغة …
“غرفتك القديمة لا تزال كما هي … و ليس الأمر و كأنني أعض ..”
دخلت آدا في تفكير عميق ما جعل فراي يضرب وجهه … هي لم تأخذ كل هذا الوقت حتى عندما كانت تفكر في قبول صفقته سابقا… كان هذا صادما ، فقط لأي درجة كان فراي القديم حثالة ليجعلها هكذا ؟ ..هذه كانت أفكاره الحالية ..
طبعا موقف آدا لم ينشأ من العدم و هذا يرجع في المقام الأول للكوارث التي كان يقوم بها فراي في الماضي فآدا لا تستطيع نسيان ذلك اليوم الذي وجدت فيه فراي يعذب إحدى الخادمات بوحشية … هو كان في العاشرة من عمره فقط ذلك الوقت ..
اخيرا و بعد ما بدا و كأنه سيستمر إلى الأبد خضعت آدا في النهاية عندما تمتمت ..
“أتحمل فراي لشهر واحد و آخذ لقب اللورد … نعم الأمر يستحق و سأستطيع مراقبة فراي عن قرب لمعرفة اذا ما كان ينوي على شيء ما … نعم هذا ليس سيئا ..”
برؤيته لذلك لم يستطع فراي سوى أن يومئ برأسه ..
“أتطلع للعمل معك … اخت “
هزت آدا رأسها بالمقابل … ‘أخت’ … هي لم تعد تريد سماع هذه الكلمات من فم هذا الشيطان الصغير..
فجأة إنتبهت لفراي الذي كان ينقر في الفراغ فوق مكتبه ثانية … كان يفعل ذلك من قبل أثناء نقاشهم في السابق ما جعلها محتارة..
“فراي لماذا تواصل النقر في الفراغ ؟ هل جننت أم أنك تلعب نوعا من الحيل علي؟”
بسماع ما قالته آدا أمال فراي رأسه و هو ينظر الى حاسوبه الشخصي …
“أنقر في الفراغ ؟”
رفع فراي الحاسوب أمام آدا بيد واحدة عندما بدأ يدرك شيئا مهما ..
“الا ترين هذا ؟”
ضيقت آدا أعينها مركزة على يد فراي ..”أرى ماذا ؟ يدك فارغة ..”
بسماع إجابتها ضحك فراي بخفة ما جعله يبدو مثل ذلك الشرير الذي يستمتع بتعذيب ضحاياه ..
“لا شيء لا شيء … لا تهتمي لما أقوم به ، هذه عادة ٱقتل بها التوتر لذلك لا داعي للقلق ..”
“همف و من سيقلق عليك بحقك؟!”
واصل فراي الضحك .. “نعم نعم اعلم .. على أية حال لنواصل نقاشنا اللطيف لاحقا أظن أننا سلطنا الضوء على أهم النقاط … سأطلب عقد الأورا بنفسي لذلك يمكنك الإنصراف ..”
نقرت آدا على لسانها عندما اسرعت لمغادرة الغرفة …
“و من يريد البقاء معك في نفس الغرفة على أية حال ؟”
غادرت آدا في النهاية تاركة فراي لوحده ..
لكنها لم تستطع منع نفسها من إلقاء نظرة أخيرة عليه ..
كل ما كانت تفكر فيه حاليا كان شيئا واحدا فقط ..
“هل هذا حقا فراي الذي أعرفه؟”
بمثل هذه الأفكار غادرت آدا أخيرا…
…
…
…
تركت بمفردي داخل غرفتي العملاقة ثانية … “جيد … جيد جدا .”
تمتمت ببطء .. بمحادثتي الأخيرة مع آدا كنت قد حققت الكثير بالفعل .. لقد ضربت ليس عصفورين بل سرب طيور كامل بحجر واحد ..
ربما يبدو من الغباء أن أتنازل عن منصب اللورد لكنه كان القرار الافضل بالفعل … كان فراي بلا منازع هو عار عائلة ستارلايت … منصب اللورد جلب مصائب جمة تجاوزت بكثير منافعه .
الأن جعلت آدا لوردا مع جعلها مجبرة على فعل ما أريد ، هذا اشبه بالحفاظ على سلطاتي مع تجنب كل المخاطر .
كانت آدا عبقرية تم الإشادة بها بشدة و هي المسؤولة عن معظم أعمال العائلة و أموالها… لذلك يوجد مئات الطرق للإستفادة منها .
تمتلك عائلة ستارلايت الكثير من الثروات التي سأكون أكثر من سعيد للحصول عليها .
المال و المهارات .
كان هاذان هما أهم ما إحتجته من هذه العائلة .
بالنسبة لأسلوب السيف ، كنت أملك خطة في جعبتي للحصول عليه بالفعل لكنني لم أكن جاهزا بعد .
ألقيت نظرة أخرى على سيرتي الذاتية و ركزت على خاصية الأورا … الظلام .
كان هذا أحد الأسباب التي جعلت فراي يلقب بعار ستارلايت .
من مؤسس العائلة وصولا الى آخر لورد لها إمتلك اللوردات السابقون خاصية الضوء التي يمكنها أن تتطور للخاصية العلوية الأقوى “النجم”
من جهة أخرى فراي يملك الظلام الذي يمكن أن يتطور إلى الظلال .لورد عائلة ستارلايت لا يستطيع استعمال اقوى اسلحة العائلة أورا النجم بحيث أن كل الأساليب التي توفرها العائلة تتعلق بهذه الخاصية .
ربما تعتبر موهبة فراي من الفئة A جيدة ، لكنها لم تغطي بأي حال من الأحوال عن بقية الكوارث ، خصوصا و أن والده كان وحشا من الفئة SS.
لكن رغم أن هذا العنصر كان سبب تسمية فراي بالعار إلا أنه كان الانسب لي بالفعل … بعد كل شيء يعتمد الاسلوب الذي اريده عليه في المقام الأول .
علي الإستعداد لأنني بعد شهر من الأن سأشرع في رحلتي للحصول على ذاك الأسلوب… و لفعل هذا يجب أن أصلح فوضى الإحصائيات هذه ..
في تلك الليلة سهرت أجرب أدوات المؤلف بشتى الطرق إستعدادا للمستقبل .
عندما أشرقت الشمس كنت قد أدركت أنني أمضيت يوما كاملا أعبث بالحاسوب … الذي يبدو ٱنه كان يملك بطارية لا نهائية بما أنه لم ينطفئ أبدا … وهذا جيد لأنني كنت سأتورط اذا اضطررت لشحنه في عالم كهذا لم يعد يستعمل مفهوم الحواسيب ..
بإلقاء نظرة على حاسوبي تذكرت آدا التي على ما يبدو ، لم تستطع رؤيته ..
هذا كان مفيدا لي … بعد كل شيء ستكون كارثة لو إكتشف شخص ما أقدر على فعله بواسطته … لذلك لم يعد علي القلق بشأنه مستقبلا …
على أية حال لتلخيص الأمر … في الساعات الماضية إكتشفت الكثير ..
أولا عندما لا تجيب النصيحة سواءا العشوائية أو المباشرة على طلباتي لن أفقد نقاط إنجاز بما أن نقاطي كانت لا تزال 100 .
ثانيا لن أستطيع كتابة قدرة خارقة القوى أو مهارة غير منطقية لأنني عندما كتبت مهارات هائلة مثل قتل من نظرة واحدة فئة SSS ظهر أمامي مبلغ من نقاط الإنجاز لم أستطع قراءته حتى … مع سخرية ذلك المهرج اللعين مني لأنه كتب لي بالحرف الواحد … “قتل مؤخرتي أيها المؤلف الكسول ، هل تظن أن الأمر بهذه السهولة؟”
كنت أقمع رغبتي الجامحة برمي الحاسوب من النافدة …
على أية حال من جهة أخرى كانت المواهب أرخص بكثير من المهارات بحيث أن موهبة المبارزة تكلف ما يقارب 500 نقطة إنجاز .
رغم أنه كان مبلغا كبيرا بالنسبة لي الذي كنت أملك 100 فقط
بالنسبة للمهارات ..قررت الحصول على بعضها و تطويرها تدريجيا بدل إنشاء واحدة من العدم لأن ذلك سيكون أقل تكلفة بكثير و هذا ما إكتشفته أثناء عبثي بمهارة فراي الوحيدة “الإفتتان” . حيث أدركت أنني أستطيع تطوير المهارات بواسطة النقاط .
لم أستطع سوى النقر على لساني عندما تذكرت تلك المهارة الغبية ، كل الموارد التي تملكها و لم تحاول الحصول سوى على مهارة سخيفة كهذه ؟ إلى أي درجة كان فراي القديم غبيا …
على أية حال سأتمكن من زيادة قوة مهاراتي مستقبلا بفضل النقاط .
لكنني لا أملك ما يكفي للقيام بأي شيء … لذلك لا خيار أمامي سوى القيام بالمهام …
القيت نظرة على المهام أمامي و لم أستطع سوى التنهد ..
المهام الجانبية :
الجري 10 كلم :5 نقاط إنجاز (يوم واحد)
100 تمرين ضغط :5 نقاط إنجاز (يوم واحد)
100 تلويحة سيف:10 نقاط إنجاز (يوم واحد)
صفع مؤخرة آدا :100 نقطة إنجاز
التحرش بأحد الخادمات : 15 نقطة إنجاز
نظرت بغباء للمهام أمامي … لماذا المهام العبثية هي التي تعطي أكبر عدد من النقاط ؟
و صفع مؤخرة آدا؟ أسف لكنني لا أرغب بالموت بعد ..
…
…
…
~هوف … هوف … هوف~
و لذلك ها أنا ذا أجري داخل حديقة القصر الخلفية أقوم بالمهام اليومية لأنها كانت الشيء الوحيد الذي إستطعت القيام به ..
اتذكر نظرة الخدم و آدا عندما رأوني أقوم بالتمارين … كانت شيئا لم يتوقعو رؤيته في حياتهم ..
رغم أن جسدي كان يعتبر قويا بمعاير البشر العادية الا انه كان لا شيء مقارنة بالاخرين في هذا العالم … كان هذا غير منطقي اذا نظرت الى مكانة فراي … اعني أمثاله يفترض أن يتم منحهم أفضل الموارد للتدريب ..
لكنني الان كنت الهث بعد الجري فقط 10 كيلومترات …
كان هذا مريبا بكل تأكيد ..
إستلقيت فوق العشب الأخضر للحديقة و أنا أتصبب عرقا مقاوما رغبة هذا الجسد العارمة للإستحمام ..
للأسف كنت مضطرا للقيام بهذا لان بقية المهام كانت مستحيلة …
صفع مؤخرة آدا لم يكن ممكنا ، و التحرش بالخادمة اصبح مستحيلا هو الاخر بعدما جعلت آدا تمكث هنا في الوقت الحالي لأنها كانت تمنع هذا النوع من التصرفات كما لا أريد إفساد صورتي التي كانت في الحضيض بالفعل لانها كانت ضرورية لخططي ..
نهضت و إتجهت الى الحقيبة التي تركتها بالقرب و سحبت حاسوبي لإلقاء نظرة ..
الجري 10 كلم :5 نقاط إنجاز (مكتمل)
100 تمرين ظغط :5 نقاط إنجاز (مكتمل)
100 تلويحة سيف:10 نقاط إنجاز (مكتمل)
نقاط الإنجاز الحالية : 120
“حسنا لقد نجح هذا”
تنهدت و أنا أنظر الى السماء الزرقاء في الأعلى …كان قصر ستارلايت منعزلا ما جعله هادئا … هذا المشهد المسالم كان نادرا في عالم كهذا ..
“بقيت سنة واحدة على بداية الأحداث الرئيسية لأكادمية المعبد …”
احتاج بطريقة ما أن أكون قويا بما يكفي في ذلك الوقت ..
كنت مهووسا بسباق الوقت لأنني راجعت خططي في كل ثانية جلست فيها …
إستعملت رغبتي في رؤية عائلتي و العودة الى عالمي كوقود و دفعت نفسي … يجب أن اصبح اقوى بسرعة ..
أثناء غرقي بأفكاري هذه لم أستطع سوى أن أعترف من حين لاخر بمدى واقعية هذا العالم الذي بدا مماثلا لعالمي الاصلي ..
رغم الكوارث التي ضربت أرض روايتي الا أنه لا يزال مكانا جميلا ..
في الوقت الحالي إنحسرت أراضي البشر لتشمل فقط جزء من ما كان في الماضي قارة اوروبا و البعض من غرب قارة آسيا تحت حكم إمبراطورية واحدة ضخمة…
الباقي إما خضع للشياطين أو للوحوش التي تحورت بفضل قوة ذلك الكيان الخبيث ..
بينما كنت أجلس بهدوء هنا داخل قصر ستارلايت المهيب ربما كانت تدور معارك لا تعد ولا تحصى في مكان اخر ..
كل يوم يموت المئات … إنخفض عدد سكان الارض منذ ظهور البوابات من 8 مليارات الى ما يزيد عن 500 مليون بقليل ..
كانت هذه خسارة ضخمة جعلت البشر مهددين بالانقراض…
إستمتعت بالهدوء المؤقت من حولي بينما رددت على نفسي ..
“هذا ليس عالمي… ليمت من يمت و ليعش من يعش … انا لا أنتمي الى هنا في المقام الأول”
“نعم … سأستعمل كل الوسائل أمامي للعودة الى عالمي … أما قصة أرض البقاء ؟ هناك غيري ليعيشها ..”
في النهاية شققت طريقي عائدا
الى القصر إستعدادا لخطوتي التالية … إذا نفذت الأفكار المجنونة التي كانت تدور في رأسي حاليا لربما لن أعيش طويلا ..
لكن ماذا أفعل ؟ على ما يبدو كانت المخاطرة بحياتي أقل ما يمكنني فعله لتحقيق هدف مستحيل كالذي طلب مني ..
لذلك فاليكن ..
أرني ما لديك ايها العالم .