منظور الشرير - الفصل 49
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
دخلت إقامة النخبة رفقة دانزو بالإضافة إلى فيريث و حاشيته لنجد العديد من الوجوه الجديدة تنتظرنا ..
لم تتواجد السنوات الأولى فحسب فحتى الكبار قد كانوا يقفون هنا ..
وجدت نفسي أنظر إلي السنوات العليا في محاولة مني للتعرف على بعض الشخصيات المهمة و قد وجدت البعض منهم بالفعل…
أشخاص سيقودون الحرب القادمة ، أتذكر كل لحظة كتبت فيها عنهم ما جعلني محتارا ككاتب أن أرى هذا الكم من شخصياتي أمامي..
وسط القاعة وقفت رئيسة مجلس طلبة النخبة ، إيلين وايت بينما كانت تنظم الحضور بصوتها فقط ..
بجانبها تواجدت طاولة ، أمام تلك الطاولة جلست فتاة و خلفها إثنان من الرجال الملثمين الذين أرسلو ضغطا قويا ..
لكنني وجدت نفسي أركز على تلك الفتاة دون سواها ..
كنت أتساءل من يكون مرشح القديس عالي المستوى الذي تكلمو عنه … إتضح أنها هي …
فتاة بدت في العشرينات من عمرها ، شعر أشقر طويل البعض منه ربط على شكل ظفائر ، أعين زرقاء و ملامح ناضجة نبضت بالجمال بجسم ممتلئ ..
لقد ظهرت اخيرا … أحد البطلات الرئيسيات على غرار سيرس ..
أوريل بلاتيني … مرشحة القديس الابرز..
هي كانت تجلس بهدوء أمام طاولتها غير مبالية بالناس من حولها تاركة كل شيء لإيلين ..
هذه الأخيرة أرسلت صوتها ليسمعه الجميع معلنة دون مقدمات…
“السنوات الأولى في البداية ، يرجى التقدم حسب رقمك لإجراء الفحص ..”
بسماع كلامها تقدم فتى بشعر أبيض و أعين ذهبية … سنو ليونهارت إلى الأمام آخذا زمام المبادرة ..
هو جلس أمام أوريل ، هذه الأخيرة إبتسمت له قبل أن تتكلم بصوت خافت ..
“مد يدك رجاءا ”
إمتثل سنو على الفور ، و بالمقابل قامت أوريل بإمساك ذراعه بكلتا يديها ..
هي أغمضت عينيها لتنتشر هالة ذهبية من حولها و تغطي كلاهما ..
كان الجميع مفتونا حاليا من المشهد و شدة نقاء تلك القوة المنبعثة منها ..
بالمقارنة مع هذا بالكاد يمكننا أن نسمي قوة أمثال إيميليا آتاراكس بالمقدسة ..
رغم وقوفي بعيدا عنها إلا أنني أحسست بقوتها بوضوح ..
كما هو متوقع من الفتاة التي ستصبح القديس مستقبلا ..
لم يدم الفحص لوقت طويل و كما هو متوقع ، مر سنو دون مشاكل ..
واحدا تلوا الأخر توافد طلاب الفصل A نحوها لتتكرر النتيجة نفسها مرارا و تكرارا ..
كان هناك نوع من المزاج العصبي يسود المكان..
الجميع هنا كانو يعرفون مالذي سيحصل في حال إكتشاف متعاقد ..
أولئك الاشخاص الملثمون لم يكونوا زينة بعد كل شيء..
لكنني لم احمل أي من هذه الأفكار..
كل تركيزي كان منصبا على الشاب الواقف بجانبي ..
‘مالذي ستفعله الأن يا فيريث ؟’
أوريل إنتهت بالفعل من طلاب الفصل A و هاهي ذا تتعامل مع الفصل B ..
كان مشهد جلوس سيرس أمام أوريل فاتنا بشكل خاص عندما جلست إثنان من البطلات الرئيسيات أمام بعضهن البعض..
أصبح الوقت نفسه يمر أبطأ الأن مع إقتراب دور فيريث ..
و بالفعل … حانت اللحظة أخيرا..
رأيت ذلك الشاب صاحب الشعر الأشقر الطويل يشق طريقه ..
كنت أراقب كل خطوة قام بها بجنون …
لا مجال للنجاة من هذا ، حتى فراي القديم بنفسه لم يكن ليتمكن من إخفاء نفسه أمام أعين أوريل ..
هذا كان مستحيلا ببساطة ..
أمام عيني جلس فيريث و مد يده بتعبير هادئ ..
بيديها النحيلتين أمسكت أوريل بيده ..
على غرار ما حدث سابقا ، غطى الضوء الذهبي أجسادهم ببطء ..
كنت أنتظر بشدة تلك اللحظة التي تستيقظ تلك القوة المظلمة من جسده … لكن و لسخرية القدر …
إبتسمت أوريل قبل أن تبعد يديها ..
“شكرا على صبرك ، يمكنك المرور ..”
أومأ فيريث قبل أن يغادر بهدوء ..
أما أنا فكنت أنظر إلى المشهد أمامي بصدمة غير مصدق ما رأيته ..
“هو … بريء ؟”
تسابقت أفكاري في محاولة للعثور على مبرر لما حدث … لكن دون جدوى..
هناك إحتمالان فقط لا ثالث لهما كتفسير لما حدث ..
اما أنه بريء بالفعل… أو..
في تلك اللحظة تم مناداة إسمي ..
تنهدت محاولا إخفاء إرتباكي قبل أن اذهب و أجلس أمام أوريل..
الفتاة أمامي كانت ناضجة و جميلة بما فيه الكفاية ليتم مقارنتها بسيرس مونلايت .. لكنني لم أستطع منحها أي من إنتباهي حاليا …
“مد يدك رجاءا..”
إمتثلت لطلبها و دفعت يدي اليسرى ، على غرار ما حدث سابقا هي أمسكت بيدي و تكررت العملية ..
شعرت بالأورا شديدة النقاء تخترق جسدي ..
كانت هادئة و لطيفة لدرجة أنها لامست قلبي ..
في تلك اللحظة عبست أوريل التي كانت تغلق عينيها حتى الأن..
تصرفها هذا لم يفت الرجال الملثمين من حولها عندما سأل احدهم على الفور ..
“هل من خطب ما ؟ ”
من جهة أخرى عبست برؤية رد الفعل هذا ..
ماذا الأن ؟
جعلتني فكرة معاداة الكنيسة بهذا الوقت المبكر أجفل بشكل لا إرادي ، لكن كلماتها التالية رمت الماء البارد فوق رأسي ..
هي أفلتت يدي قبل أن تبتسم بهدوء ..
“لا شيء ، هو آمن … يمكنك المرور فراي ستارلايت”
أومأت برأسي قبل أن أنهض من مقعدي و أغادر بأسرع وقت ممكن..
بعد الإبتعاد عنها بدأت يدي اليسرى تخزني ما جعلني أدرك ما حدث ..
“باليريون ايها اللعين … كدت تجلب أجلنا ..”
…
…
..
من جهة أخرى واصلت أوريل فحص بقية الطلاب … لكنها لم تستطع نسيان ذلك الفتى قبل قليل ..
فراي ستارلايت ، على عكس الآخرين هي شعرت بشيء ما يصد قوتها عن التوغل بجسده ..
هي توترت بذلك الوقت لأن هذا لم يحدث معها من قبل ..
لكن لحسن الحظ لم تدم تلك المقاومة طويلا و سرعانما إختفت ..
هي إبتسمت إبتسامة لعوبة بينما كانت لا تزال تفحص الأخرين ..
“السنة الأولى ليست بسيطة هذه المرة..”
…
…
…
بعد الفحص الغريب سابقا عدت إلى غرفتي على الفور ..
فتحت حاسوبي بشكل محموم بعدما لم أستطع تحمل ما كان يحدث بعد الأن..
ألقيت بنظرة خاطفة على نقاطي ..
نقاط الإنجاز الحالية : 9550
أنا قريب … قريب جدا ، لكن للأسف لا خيار أمامي الأن..
كنت أمام طريق مسدود ، شكوكي تبعثرت كليا و لن أستطيع تحمل أي متغيرات أكثر من هذا ..
كنت بحاجة لدليل … و هذا الجهاز الغبي أمامي كان دليلي الوحيد ..
تجاهلت نصيحة المؤلف بما أنني لم أملك الوقت لمحاولة حل لغز العشوائية ، و لا التعامل مع العائق الذي ستضعه أمامي المباشرة ..
لذلك وجدت نفسي أختار تلك القدرة التي لم أستخدمها حتى الأن..
“صورة ”
صورة من المستقبل ! ، مقابل مقدار معين من نقاط الإنجاز يتلقى المؤلف صورة لشيء سيحدث بأحد المسارات التي تمس المؤلف ! ، كلما كان الحدث الذي يستهدفه المستعمل بعيدا زادت تكلفة الصورة .
هذا هو دليلي ..
بقي يومان على الإقتحام ..
بالتالي إخترت الموعد على أنه يومان من المستقبل ..
على الفور ظهرت رسالة أمامي..
صورة من المستقبل ، اليوم : 17/01/2428
التكلفة : 300 نقطة إنجاز .
“اللعنة”
رغم قرب الموعد الذي إخترته إلا أنها كانت لا تزال مكلفة ..
لكن رغم كل هذا أنا وافقت …
لم أعد أملك حرية الرفض بعد الأن..
في اللحظة التي وافقت بها ، ضربت موجة حادة من الصداع عقلي ما جعلني أسقط على ركبة واحدة ممسكا برأسي من شدة الألم..
“مالذي يحدث الأن ؟!”
بدأ واقعي ينقلب رأسا على عقب عندما ذاب المكتب و معه الجدران و كل شيء من حولي ..
إمتزجت الألوان مع بعضها البعض بينما تشكلت صورة أمامي ببطء لكن بثبات…
قاومت بكل قوتي محاولا التركيز لكي لا أفوت أي شيء ..
و ماهي إلى بضع ثواني لأجد نفسي أفتح عيني على مصرعيهما ..
في الصورة أمامي… كنت أنظر إلى الأسفل من السماء ..
من هنا تمكنت من رؤية المعبد بشكل كامل … أو علي أن أقول ما تبقى منه ..
ما عرضته علي الصورة ، كان مشهدا مرعبا للمعبد الذي تم تدمير أزيد من نصف أراضيه بينما ترامت الجثث و الأشلاء بكل مكان ..
بعضها … كان للشخصيات الرئيسية ما جعلني أجن بشكل خاص ..
وسط الدمار و الدماء تم سحبي بالقوة لأعود إلى الواقع ..
لهثت بشدة محاولا إستعاب ما حدث..
تم تدمير المعبد … ماتت الشخصيات الرئيسية ، حدث ما لم يكن يفترض أن يحدث بالقصة الأصلية ..
نهضت من جديد عندما عبثت بحاسوبي بشكل محموم ..
ليس هذا ما أردته ..
هذه المرة قمت بتقديم الوقت و ضبط الساعة على أمل أن أكون محقا و أحصل على ما أريد …
نقاط الإنجاز المطلوبة : 300 نقطة إنجاز.
أحسست و كأنهم قامو بقطع هذه النقاط من جسدي ، لكنني وافقت على مضض بينما جهزت نفسي للصدمة ..
“أرجوك إمنحني ما أريد !”
هذه المرة و على غرار سابقتها ذاب الواقع نفسه لتتشكل صورة جديدة أمامي..
ما ظهر كان مشهدا لطلاب المعبد يحاربون مجموعة من الأشخاص الغرباء الذين إرتدى معظمهم الأسود..
الصورة عرضت جميع طلاب فصل النخبة و هم يقاتلون بضراوة …
وجدت نفسي أركز على تفاصيل الصورة لدرجة أن أعيني كادت تغادر محجرهيما ..
في البداية غرق قلبي عندما لم أرى أي شيء غريب في الصورة..
لكن بعد إعادة النظر أدركت شيئا مهما كان قد فاتني ..
عاد الواقع من حولي إلى الحاضر ..
جلست هناك أنظر إلى الفراغ قبل أن تظهر إبتسامة متكلفة على وجهي ..
“كنت انت إذا…”
…
…
…
مر الوقت سريعا ..
حصل المعبد على فرصته للتنفس أخيرا ، بفضل جهود الكنيسة بالإشتراك مع قوات المعبد تم قمع المتعاقدين جميعا ..
هذا الحدث برمته كان مدعاة للإحتفال ..
و بهذا تجمع الطلاب داخل ساحة المعبد الشاسعة بينما كانو يوجهون انظارهم نحو المنصة امامهم ..
جالسة فوق مقعدها تنهدت صوفيا تان بارتياح بينما هربت بضع كلمات من فمها ..
“أخيرا سينتهي هذا الجنون ”
برؤية موقفها المريح نقرت امرأة كانت تجلس بجانبها على كتفيها ..
“لماذا العبوس ، صغيرتنا صوفيا … إذا واصلت هذا فستصيبك التجاعيد مثلي ..”
إبتسمت صوفيا للسيدة الجالسة بجانبها ..
“لم أكن لأقول هذا … أنت لا تزالين تحافظين على جمالك .. سيدة سينيثيا ..”
“هوهو ، لا فائدة من قول هذا يافتاة ، اعلم أن الزمن قد تركني في الخلف بالفعل ..”
بجانب صوفيا كانت تجلس تلك العجوز اللطيفة بشعرها الابيض و أعينها الزرقاء … أحد مدرسيها بالماضي و شخص كانت ممتنة له طوال حياتها … سينيثيا آدمز ..
“لربما سنحصل على مجال للتنفس أخيرا..”
“لا أظن ذلك يا عزيزتي ..”
أنزلت سينيثيا رأسها نحو الأسفل بابتسامة بسيطة ..
“هناك حرب تلوح بالأفق و عدو نجهل عنه الكثير يتربص بنا …نحن لن نرتاح بأي وقت قريب ”
كانت الحقيقة أحيانا مرة ، لكن صوفيا حاولت تقبلها بصدر رحب ..
“على الأقل ، لنحاول إبعادها قدر المستطاع عن الجيل القادم ”
إبتسمت العجوز بلطف بسماع كلام تلميذتها القديمة ..
“أحسنتي القول … على الأقل نستطيع حماية تلك البراعم لبعض الوقت ..”
دردشت الفتاتان لبعض الوقت لكن سرعانما وجه الإثنان إنتباههما لذلك الرجل الذي إعتلى المنصة ..
بما أن المدير بلودمادير كان غائبا فسيتولى نائبه الأمور بطبيعة الحال ..
هو كان رجلا في منتصف العمر بشعر أسود و ملامح باردة مرتديا نظارة ناسبت وجهه بشكل تلقائي ..
كان يرتدي ملابس رسمية سوداء فوق جسده المبني بطريقة مثالية ..
كان يمشي و يداه خلف ظهره بمزاج الملوك … هو وقف أمام حشد الطلاب و الأساتذة امامه ..
نائب المدير و أحد أقوى 5 أشخاص بالمعبد … بايك ريون .. وجود بالفئة S+
إجتاحت نظرة هذا الأخير الحشود أمامه قبل أن يتكلم بصوت عميق ..
“إلى طلبة المعبد و زملائي… أولا أريد أن أتوجه بخالص كلمات الإعتذار لطلبتنا … ”
برؤيته يحني رأسه امامهم تفاجأ الطلاب من موقف نائب المدير … وجود قوي كهذا كان يعتذر لأمثالهم ما جعلهم يذهلون لبعض الوقت. .
هو لم يطل ذلك عندما رفع رأسه مواصلا خطابه…
“مهمتنا كانت ولا تزال تقديم الدعم للجيل الجديد و توفير بيئة مناسبة لنموهم و حمايتهم … و هذا ما فشلنا به عندما مات الطلاب أمام أعيننا ..”
“لكن كما سقطنا معا ، نحن ننهض معا … رغم أن هذا لا يكفر عن الارواح التي فقدت إلا اننا تمكنا من قمع الخونة و إستعادة مكانة المعبد ..”
إنحنى نائب المدير ، بايك ريون قليلا مواصلا كلامه بوجه مصمم ..
“المستقبل الأن أمامنا ، سيتم تمرير المشعل إليكم أنتم أيها الجواهر … هنا سيتم صقلكم لمواجهة أيا ما كانت تخفيه الايام القادمة … لكن على الأقل إبتداء مني وصولا إلى كافة موظفي المعبد … تأكدوا أننا سندعمكم بكل ما لدينا … لنقرر مصيرنا ، معا ”
أنهى نائب المدير خطابه ليصفق له جميع الحاضرين بحرارة ..
موقفه الدافئ كان مختلفا بشكل جذري عن بلودمادير القاسي ما جعل الطلاب سعيدين بشكل خاص ..
كانت سنيثيا رفقة صوفيا يصفقون له هم الآخرون..
أومأت العجوز برأسها ..
“لم أكن لأقوم بعمل أفضل..”
من جهة اخرى إبتسمت صوفيا ..
“لا يزال بارعا بإنتقاء كلماته ..”
وسط التصفيق لم يولي الكثيرون إهتماما لذلك الرجل الذي كان يتجه حاليا نحو بايك ريون…
*تصفيق *
*تصفيق*
بسماع الصوت من خلفه إستدار نائب المدير ببطء ليجد رجلا أنيقا بشعر بني مصفف جيدا و أعين حمراء مرتديا بدلة أنيقة يتجه نحوه…
“أحسنت القول ، بايك … لقد تأثرت ”
عبس نائب المدير برؤية ذلك الوجه المألوف يتجه إليه ..
“كاي لوك ؟ مالذي تفعله ؟”
هذا الأخير تجاهل كلامه عندما وقف امامه بالند للند على مرأى من الجميع..
“لنواجه المستقبل معا ”
“كلمات جميلة و رائعة ..”
وضع كاي لوك يده فوق كتف نائب المدير المرتبك و إبتسامة غريبة تعلو وجهه ..
“أتمنى لك التوفيق بكافة معاركك و حروبك المستقبلية..”
فجأة إختفت إبتسامة كاي لوك و حتى نائب المدير أحس بوجود خطب ما…
من جهة أخرى لم يفهم الاساتذة الآخرون سبب تقدم كاي لوك الأن بالذات رغم أنه لم يكن مخططا له ..
لكن كلماته التالية ضربت بقوة عندما إجتاح ضوء غريب جسد نائب المدير المحتار ..
“تلك الحرب ، تبدأ الأن”
أمام مئات ، بل آلاف العيون التي شاهدت من الأسفل إختفى نائب المدير بايك ريون دون ترك أي أثر خلفه ..
في هذه اللحظة تحرك معظم الاساتذة بالفعل عندما علمو بوجود خطب ما ..
لكن كاي لوك وقف هناك مستمتعا دون قلق ..
كانت الشمس قد بدأت تختفي بالفعل عندما فتح كلتا يديه لتنتشر دائرة غريبة من تحت قدميه ..
واصلت الدائرة التوسع مرسلة قوة غريبة دفعت بالأساتذة المتجهين نحوه إلى الخلف..
عبست صوفيا بعدما أحست بحجم القوة داخل تلك الدائرة ..
“متى تمكن من تجهيز شيء كهذا ؟!”
أخيرا ، توقفت الدائرة عندما غطت ساحة المعبد بأكملها ..
هي توهجت بضوء احمر يعمي الأبصار بينما إشتدت إبتسامة كاي لوك أكثر و أكثر..
واقفا هناك فاتحا كلتا يديه على نطاق واسع دوى صوته بجانب آذان الجميع ..
“لنبدأ العرض”
في تلك اللحظة و من داخل الدائرة ، ظهر العشرات … بل مئات الأشخاص من العدم … جميعهم كانو يتردون الأسود و بعضهم أرسل ضغطا مدمرا ما جعل الجميع يصابون بالذعر ..
دون سابق إنذار ، أستلت السيوف و حملت الرماح و إنطلقت القذائف ..
في عرض غريب للقوى علم الجميع حجم الكارثة عندما سقط رأس أحد الطلاب عن باقي جسده ..
صاحت سينيثيا بصوت عالي محاولة تدارك الوضع قبل فوات الأوان عندما صرخت ..
“حماية الطلاب !”
لكن دون جدوى …
سقط الاول ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، ثم سقطت عشرات الجثث ما أعلن بداية مجزرة دموية صبغت القاعة التي كانت مسالمة قبل ثواني بالأحمر ..
كان الاساتذة سريعين لكنهم لم يستطيعو القيام بالكثير عندما تم صدهم من قبل أشخاص بنفس مستواهم ..
بدأت معركة مدوية بينما إستمتع شخص واحد بالمشاهدة من الأعلى…
“أخيرا … لقد بدأنا ..”
…
بعيدا جدا عن المعبد … بل خارج الإمبراطورية نفسها ..
ظهر رجل يرتدي النظارات من العدم ..
كان نائب المدير لا يزال يحاول إستعاب ما حدث للتو عندما وجد نفسه فوق اراضي أجنبية بعدما كان يقف داخل المعبد قبل قليل ..
لكنه لم يحصل على أي فرصة للتفكير عندما هاجمه عشرات الأشخاص دفعة واحدة من كل الجهات ..
في تلك اللحظة توهجت أعين نائب المدير بشدة عندما ضربت صاعقة من البرق محولة جميع من هاجمه إلى غبار ..
غارقا وسط هالة زرقاء رقصت أفاعي البرق حول بايك ريون بينما ظهر الغضب على وجهه ..
“كاي لوك … سيد سحرة المعبد ، ذلك الخائن !”
هو ألقى بنظرة فاحصة على ما حوله محاولا فهم وضعه ..
كان محاطا بالسهول الشاسعة من كل الجهات بينما تمكن من لمح قلعة سوداء غريبة تلوح في الافق ..
“أين أنا بحق ؟”
هو كان على وشك التحرك لكنه توقف مكانه عندما سمع صوتا يأتي من الخلف…
“خائن … ياله من مصطلح معقد تستعمله ..”
إستدار بايك ريون بفزع عندما لم يشعر بالشخص من خلفه و هو يقترب ..
هذا الاخير لم يهتم بموقفه بل واصل المشي نحوه متابعا الكلام و كأنه أكثر شيء طبيعي بالحياة ..
“أخبرني يا من تدعون أنفسكم بالبشر الحقيقيين و تنادون ما سواكم بالخونة … أريد أن أعرف أي رد فعل ستبديه ..”
غرق قلب نائب المدير بايك ريون عندما إشتدت أفاعي البرق من حوله أكثر من أي وقت مضى بعدما بدأ يتعرف على الشخص امامه أخيرا ..
كان رجلا إرتدى بدلة فاخرة على الطراز العسكري فوقها معطف أسود طويل رفرف من خلفه بسبب الرياح ..
كان شعره الأسود المنسدل إلى الجانب و وجهه الخالي من التعابير إضافة إلى تلك الأعين المرعبة مواصفات خاصة تعرف عليها نائب المدير على الفور ..
خصوصا برؤية ذلك السيف المشؤوم الذي ربط على خصره ..
غير آبه بموقف خصمه واصل ذلك الرجل المشي بهدوء بينما قام بسحب سيفه ببطء ..
دوى صوت غريب اشبه بصرير السلاسل عندما ظهر سيف غريب بهالة أثيرية شفافة بيد ذلك الرجل ..
“سواءا بشر ، شياطين ، أو خونة ..”
“كلكم تظهرون نفس الوجه بالنهاية ..”
أخيرا لم يستطع نائب المدير تمالك نفسه عندما أرسل موجة هائلة من البرق نحو الرجل امامه..
ضربة مدمرة جرفت كل شيء حاملة القوة الكاملة لمستيقظ فئة S+ ..
أضاءت تلك الضربة المكان بأكمله مرسلة إنعكاسها على ذلك الرجل الذي لوح بسيفه الغريب دون مبالاة ..
تلويحة واحدة ، ثم أعاد السيف إلى غمده ليغادر دون بنفس الطريقة التي ظهر بها ..
“في النهاية ، جميعكم تظهرون نفس التعبير عندما أقطعكم بسيفي ..”
خلفه … تلك الضربة الرائعة ، بالإضافة إلى نائب المدير و الفراغ نفسه ..
إنقسم كل شيء إلى إثنين كاتبا نهاية شخص أعتبر أحد أقوى الأشخاص داخل هذا العالم ..
توهج ذلك السيف بشدة عندما لم ينل كفايته لكن صاحبه لم يولي له إهتماما بل فقط عاد بهدوء إلى قلعته المظلمة ..
قلعة اللورد … غافيد ليندمان .. دوق الجحيم ، و حامل السيف الملقب ب “الأثير”
معلنا بداية الكابوس .