منظور الشرير - الفصل 47
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
كانت السماء تتحول إلى الأسود ببطء عندما إختفت الشمس في الأفق .
داخل أحد مقاهي المعبد جلس رجل أنيق يحتسي بضع رشفات من القهوة مستمتعا بالمنظر .
فجأة قام الرجل المعني بإلقاء نظرة على ساعته ليجد أنها تجاوزت السابعة بقليل ..
هو أخذ رشفة أخيرة قبل ينهض من مقعده تاركا بضع عملات فضية فوق الطاولة و بهذا هو أسعد العاملين هناك ..
هو تمشى بهدوء داخل أراضي المعبد الشاسعة التي كانت اشبه بمدينة صغيرة ..
إنعطاف تلوا الأخر هو وجد نفسه يسير وحيدا الأن عندما تعمق داخل الازقة المظلمة ..
في النهاية هو توقف عن المشيء أخيرا..
في الظلمة الحالكة إختفى الرجل تماما و لم تظهر سوى أعينه الحمراء التي كانت تلمع من بعيد ..
هو أخرج جهازا غريبا إتخذ شكل كرستالة بنفسجية ..
نقر عليه مرة ، و ماهي إلى بضع دقائق لتتشكل صورة ظلية لرجل غريب إرتدى بدلة سوداء ، لكن ملامح وجهه لم تظهر أبدا ..
رغم أنه بدا عاديا إلى أن تصرف صاحب العيون الحمراء قد أثبت العكس بحيث أنه ركع على ركبة واحدة في اللحظة التي ظهرت بها الصورة ..
“تحياتي للورد ”
لا يبدو أن الرجل الآخر قد تأثر بالتحية بل إختصر الكلام منذ البداية ..
“هل كل شيء جاهز ؟”
“أجل ، تم الإنتهاء بالفعل و أنا بانتظار إشارة سيادتك ”
أومأ صاحب البدلة في الصورة … لا يبدو أنه كان من محبي الكلام و هذا ما يفسر محاولته انهاء المحادثة بأسرع وقت ممكن ..
في النهاية هو رمى بعض الكلمات الأخيرة قبل أن يختفي ببطء ..
“لا تفسد الأمر ، كاي لوك … هذه فرصتك الوحيدة لدخول السيادة ..”
بقي كاي لوك راكعا على ركبة واحدة حتى النهاية ، عندما إختفى صاحب البدلة هو رفع جسده ببطء ..
كان هادئا جدا ، لكن الشقوق التي كانت تظهر ببطء فوق جدران المباني من حوله قد أثبتت العكس ..
هو شد قبضته بعنف بينما لمعت أعينه بشدة متوهجة بلون أحمر…
في تلك اللحظة لا أحد كان يعلم أي نوع من العواصف على وشك ضرب المعبد ..
…
…
…
منظور فراي ستارلايت
كنت أتصبب عرقا لبعض الوقت الأن بعد التدريب لوقت متأخر ، طوال الساعات القليلة الماضية أنا جربت مختلف الأشياء من التدريب المنفرد وصولا للتدريب الجماعي ..
كان الأمر مفيدا جدا على غير المتوقع بحيث أنني حصلت على زملاء جدد للنزال ..
شعرت بالحرارة داخل عضلاتي ما أعطاني الدافع للقيام بنزال اخير ثم إنهاء تدريبي ..
كنت على وشك أن أسأل سنو لكنني توقفت برؤيتي لشاب ذو شعر أشقر طويل يتجه نحوي..
هو رفع سيفه بإبتسامة ودية معلنا ..
“ما رأيك بنزال معي ؟”
برؤية موقف فيريث المهذب وجدت نفسي أضحك..
“تريد مباراة العودة ؟”
بسماعه لنبرة السخرية في صوتي عبس فيريث قليلا لكن تصرفه التالي هو ما فاجأني ..
هو قام بإحناء رأسه قليلا ..
“أعتذر عما بدر مني سابقا ، أدركت الأن كم كنت طفوليا و غير عادل تجاهك .. فراي لربما لن تغفر لي لكن ، أتمنى أن يساعد هذا ولو قليلا ”
إعتذاره قد جعلني أتجمد لثانية و حتى الآخرون قد تركو تدريبهم بعد سماعهم لهذا ..
كنت حائرا … هل حقا شرير الدرجة الثالثة فيريث يقول شيئا كهذا ؟
هذا الفتى كان الشخص الذي إعتقدت و بقوة أنه كان بديل فراي القديم بهذا المسار من القصة ..
كل شيء كان يدعم شكوكي ، لكن ما كان يحدث مؤخرا بدأ نوعا ما يضرب في الإتجاه المعاكس ..
لكن بما أنه جاءني بنفسه فلم أكن غبيا لتفادي فرصة النبش أكثر..
نقرت في تلك اللحظة على كتفه بإبتسامة ..
“لا بأس ، أنا الأخر إنفعلت أكثر من اللازم بذلك الوقت … لا ضغائن ”
“سعيد بسماع هذا ”
بعد تبادل الإبتسامات المنمقة شققت طريقي نحو أحد الميادين الموجودة..
“هلا بدأنا ؟”
بسماع سؤالي هو أومأ لي ..
“تعال متى ما أردت”
رفعت سيفي بعد سماع رده ..
تحولت للبرود على الفور بينما إختفت تعابير وجهي الودية من السابق ..
فيريث إيرليت ، لربما هذه فرصتي لإخراجك إلى الضوء و إنهاء الأمر الأن..
تفاديت كل حركات الإحماء و دخلت اجواء المعركة على الفور عندما ظهرت امامه ، لوحت بسيفي مستعملا كمية كبيرة من اورا الظلام…
فيريث رد الهجوم بسرعة بتلويحة سريعة من سيفه ..
قامت السيوف بحظر بعضها البعض ، ظن فيريث أنه صد الهجوم لكنه تفاجأ عندما ظهرت 10 نسخ مني من حوله و قطعت بنفسه الوقت مستهدفة عدة مناطق من جسده ..
كرد فعل على هجومي ظهرت عدة حواجز من الرياح حول جسده لتصد كل هجماتي ..
فيريث بشكل غريب تمكن من تحديد مكاني على الفور و شن هجوما هو الآخر ليعلق كلانا داخل مواجهة قريبة المدى ..
خارج الحلبة كانت العديد من الأعين تراقب ..
واقفين بجانب بعضهم البعض شاهد كل من سنو و داون النزال ..
بعد الإلتحام الأول تعجب داون مما كان يحدث ..
“فراي عدواني على غير العادة …”
سنو لم يجب ، هو فقط شاهد بصمت ..
من جهة أخرى كنت أحاول الضغط على فيريث ، هو كان أقوى بكثير بالمقارنة مع آخر مرة تواجهنا بها ..
لكنني توقعت هذا ..
ألقيت نظرة فاحصة على ساحة التدريب … كان العديد من الأشخاص هنا ، ابرزهم سنو ..
أردت الضغط على فيريث و جعله يظهر معدنه الحقيقي ، بعد ذلك حتى ولو دخل في حالة هيجان فسأتمكن رفقة سنو من كبحه ..
لكن السؤال كان كيف ؟..
كانت المعركة قائمة لكنني لم أستطع جعله يتراجع مهما فعلت ، في الحقيقة هو صدني دون مشاكل …
إذا ما أطلقت أقوى قدراتي بالمقابل فلن يتم إعتبار هذا نزالا بعد الأن..
في تلك اللحظة غرقت بتفكير عميق …
‘ فكر … كيف أجعله يستعمل القوة الشيطانية ؟’
بعد مراجعة معلوماتي حول العقود الشيطانية ضربت فكرة ما رأسي ..
كانت الشياطين تأخذ المشاعر كمحفز … مشاعر الغضب ، الكراهية … و الحب !
ظهرت إبتسامة على وجهي عندما تراجعت بضع خطوات للخلف ..
لنجرب هذا ..
“علي أن أقول ، لقد تحسنت بشكل كبير … فيريث ”
بسماع مديحي هو عدل وقفته ..
“سعيد بسماع هذا ، لكن الطريق لا يزال طويلا أمامي”
“لالا ، أنت قوي حقا … أراهن ان العديد من الفتيات سيقعن بحبك هكذا ”
إندفعت من جديد لتضرب السيوف بعضها البعض … في تلك اللحظة كنت امامه مباشرة ما جعلني أستغل الفرصة لرمي كلماتي التالية ..
“فتيات مثل سانسا مثلا”
بعد سماع كلامي هو تجمد للحظة ، راقبت بصبر تعابير وجهه …
يجب أن أحصل على رد فعل الأن ..
لكن و على عكس توقعاتي هو ضحك فقط بينما دفعني بعيدا ..
“سأكون سعيدا لو حدث هذا ”
رد طبيعي ؟
مستحيل ..
واصلت الضغط متعمقا بالموضوع أكثر و أكثر..
“هوه ؟ أنت تعترف أنك تحبها إذا ؟”
كنا لا نزال نتقاتل بحيث أن السيوف قد أرسلت أصوات إصطدام عالية لكن هذا لم يمنع صوتي من الوصول إليه..
بسماع سؤالي الأخير هو تظاهر بالهدوء مجيبا بطريقة عشوائية ..
“لا أستطيع الإجابة على هذا ”
برؤيته يتظاهر بالخجل واصلت الهجوم ..
“إذا انا محق بكلامي ، لكن هل أنت متأكد من هذا ؟ فيريث ؟”
“ماذا تقصد ؟”
الإحتكاك العنيف بين سيوفنا قد أرسل شررا ناريا مظهرا قوة الضربات .. ما تناقض بشكل صارخ مع نوع المحادثة التي كنا نقوم بإجرائها ..
“مالذي أقصده ؟ ”
توقفت للحظة قبل أن اكمل..
“بصراحة فرصك تكاد تكون معدومة … فيريث أنصحك بالإستسلام ”
طغى الظلام على الرياح عندما أرسلت العديد من السلاشات السريعة نحوه ..
“هي أميرة بعد كل شيء … لا أظن أنها ستحب أمثالك ”
“هي خارج الدوري الذي تلعب به … فيريث ”
كان فيريث هادئا لبعض الوقت الأن مكتفيا بالدفاع فقط ..
نظرت إليه بعصبية ..
هيا … إفعلها ، لقد جعلتك تسمع أكثر كلمات لا تريد سماعها ..فالتقم بالرد !
كنت أنتظر رد فعل عنيف ..
لكن فيريث فقط أبتسم قبل أن تدور الرياح حوله بقوة ..
“شكرا على النصيحة … فراي ، لكنني لن أتخلى عن الأمر بسهولة”
هو هاجم هذه المرة… لكن لم يحدث ما أردته ..
بعد ذلك تقاتلنا لبعض الوقت لكننا توقفنا في النهاية عندما لم يطغى أي منا على الآخر..
“شكرا على النزال ”
هو شكرني قبل أن يغادر ..
راقبت ظهره من الخلف بوجه خالي من التعابير..
فقط … ماذا كان هذا ؟
لو جاء أحدهم و تكلم عن سيرس أمام فراي القديم لإهتاج على الفور ..
من جهة أخرى لم يبدي فيريث إيرليت أي رد فعل يذكر ..
هذا شبه مستحيل … بعد كل شيء العقود الشيطانية تقوم بتأجيج المشاعر …
هل لربما بطريقة ما … فيريث لم يكن المتعاقد ؟
وجدت نفسي حائرا ..
لسبب ما ، القشعريرة التي شعرت بها لم تختفي طوال فترة تواجدي داخل قاعة التدريب..
…
…
…
ما تلى ذلك كان بسيطا ، عدت إلى غرفتي بعد وقت متأخر … أخذت حماما للتخلص من رائحة العرق ثم رميت بنفسي فوق سريري ..
كنت متعبا لذلك نمت بسرعة ..
..
في الصباح الباكر توجهت كالعادة إلى الصف ..
كانت الدروس ما عدى الخاصة بصوفيا مملة كالعادة ..
راقبت فيلمينغ و هو يتحدث عن العناصر مرة أخرى..
قاومت بصعوبة محاولا الا أنام..
بعد إنتهاء الحصة ، نهضت من مقعدي و توجهت نحو فتاتين كانتا على وشك المغادرة..
برؤيتي أسد طريقهم توقفت كل من سانسا و آدريانا..
هذه الأخيرة إختبأت خلف سانسا كرد فعل..
في هذه المرحلة أنا إعتدت على هذا بالفعل لذلك لم أتفاجأ … بل فقط وجهت إنتباهي نحو الأميرة..
“هل لي بدقيقة ؟ ”
عبست سانسا قليلا و هذا كان جليا من الطريقة التي عقدت بها حاجبيها ..
“هل تريد شيئا ما ؟”
“أريد الكلام فقط ..”
“ثم تكلم هنا ”
رفعت حاجبا بعد رؤيتي لرد فعلها ..
هل هي غاضبة ؟
“على إنفراد لو سمحت ”
برؤتي مصرا هي بقيت تحدق بي لبعض الوقت قبل أن تتنهد بطريقة إنهزامية ..
“إذهبي أولا ، آدريانا سألحق بك لاحقا ..”
في تلك اللحظة همست آدريانا في أذن سانسا مغطية فمها بيدها في محاولة منها لمنعي من سماع ما تقوله ..
“هل أنت متأكدة من هذا ؟ تعلمين بشأن الإشاعات حوله ماذا لو قام ب ”
“لا بأس ، سأكون بخير ”
“لكن ”
“آدريانا ، سأكون بخير فالتذهبي فقط ..”
نظرت إليهم بغباء ..
ما فائدة الهمس عندما امتلك حواس معززة تستطيع سماء أدنى الاصوات ؟
بعد محادثة قصيرة إنصرفت آدريانا …
بالمقابل خرجنا أنا و سانسا من القاعة … كان لدينا ساعة حتى الحصة التالية ..
فور خروجي إرتاح جسدي … لسبب ما عاد ذلك الشعور بالخطر في اللحظة التي دخلت بها القاعة صباحا ما جعلني محتارا الأن..
قررت التفكير بالأمر لاحقا و ركزت فقط على الفتاة أمامي..
هي كانت تسير أمامي بوجه خالي من التعابير..
قررت المبادرة بالكلام لأنني علمت أنها لن تفعل ..
“هل من خطب ما ؟”
هي بوضوح كانت منزعجة مني ..
“لا أعلم ، أخبرني هل هناك ؟”
“لا أعرف ، لم أكن لأسأل لو عرفت الإجابة ..”
تلا ذلك الصمت ..
وصلنا إلى أحد آلات البيع الشائعة التي قدمت مختلف أنواع المشروبات ..
إخترت مشروبا غازيا لي بينما إستدرت لسؤالها عما أرادته ..
هي أشارت بإصبعها فقط..
شاي مثلج إذا ..
بعد أخذ ما أردناه جلس كلانا بأحد المقاعد المتوفرة هناك ..
“إذا ، مالذي تريده ؟”
أخذت رشفة من مشروبي قبل أن أجيبها ..
“أولا هلا توقفتي عن هذا ؟ ”
“أتوقف عن ماذا ؟”
“هذا … هذه الهالة العدوانية من حولك”
“لا أعلم عما تتكلم ..”
تنهدت ..
أنا لن أفهم هذه الفتاة أبدا … بين كل الشخصيات الموجودة بهذا العالم كانت الوحيدة التي لم أكن من كتبها ما جعلها تؤرقني في الكثير من الأحيان..
“على الأقل أخبريني السبب ، أنا في موقف صعب هنا ”
هي نظرت إلي قبل أن تهز رأسها ..
“أنت شجاع حقا … فراي ، بعدما قمت بإبعادي سابقا تأتي إلي الأن و كأن شيئا لم يحدث ..”
أبعدتها ؟ هل تتكلم عن تلك المرة ؟
بعبوس قمت بالرد ..
“حسنا تصرفي كان طبيعيا ، أنت من كان يشك بي بعد كل شيء”
“أنا فقط سألتك عما إذا كنت بخير ، و بالطبع سأشك بك ! أنا أعرف أي نوع من الاشخاص أنت! لربما تم خداعك أو قد تغريك القوة و المكاسب … عندما يتم ذكر إسم فراي ستارلايت فكل الإحتمالات مفتوحة ”
بسماع كلامها أنا أنزلت رأسي ..
تجاهلت تحديقها المستمر و فقط واصلت إستهلاك مشروبي ..
حسنا … هي محقة ما إذا تكلمنا عن فراي القديم … لكنه لم يكن موجودا بأي مكان ..
أعدت إنتباهي لها عندما أشرت إلى حقيقة مهمة ..
“إذا كنت تشكين بي لماذا تبعتني بمفردك إلى هنا إذا ؟”
بسماع سؤالي هي أمالت رأسها فوق يدها و نظرت إلى الجانب بلا مبالاة ..
“أنا فقط أيقنت ان الشياطين لن تتعب نفسها بالتعامل مع شخص غبي ”
في تلك اللحظة أنا كدت أبصق مشروبي ..
كان سؤالي الأخير غبيا حقا..
بعد كل شيء رآنا الجميع نغادر سابقا و لربما كان بعض الأشخاص يراقبونني الأن… نسيت أنها كانت أميرة..
قمت بتجاهل الأمر و دخلت صلب الموضوع ..
“دعينا ننسى الأمر ، سانسا إعتبريه تعادلا ”
“فقط قل ما لديك ”
بسماع كلامها توقفت للحظة قبل أن أسأل ..
“حسنا … قد يبدو كلامي غريبا ، لكن هل بطريقة ما شعرت و كأنك مستهدفة ؟”
هي أمالت رأسها ..
“مستهدفة ؟”
“أجل ، مثلا تشعرين و كأن شخصا ما يراقبك ؟ أو لربما تقرب منك كثيرا في الآونة الأخيرة ؟”
برؤية كم كنت جديا بطريقة طرح سؤالي هي ضحكت ..
“الوحيد الذي تقرب مني مؤخرا كان أنت ، كما أن أكثر شخص كان يحدق مؤخرا هو أنت أيضا ~”
“هاه؟”
تعبيري خانني ..
في تلك اللحظة إستوعبت أخيرا عما كانت تتكلم ..
ضربت جبهتي ..
عندما سمعت قصتها سابقا كنت أنظر إليها كثيرا من حين إلى آخر… هل كانت تنتبه بكل مرة ؟
بطريقة ما إختفى البرود من السابق عندما ضحكت الأميرة..
“أنا امزح فحسب ، لماذا تظهر لي هذا النوع من ردود الافعال الأن ؟”
“…”
برؤيتي صامتا هي اجابت على سؤالي بجدية ..
“لنرى ، أنا لا أشعر أن أحدا يراقبني ، أحصل على بعض التحديق هنا و هناك لكن لا شيء خارج عن المألوف ، أشخاص يتقربون مني … حسنا يفعل الكثيرون ذلك بحكم مكانتي… غير هذا لا يوجد شيء آخر.. ”
أنزلت رأسي للأسفل للتفكير قليلا قبل أن أنظر إليها ثانية ..
“ماذا عن الإعتراف ؟ مثلا … إعتراف بالحب ”
سؤالي الأخير كان غريبا و حتى هي إستغربت ..
بعد التحديق لبعض الوقت هي تنهدت قبل أن تجيب ..
“بحكم منصبي كأميرة لا يستطيع أحد التقدم الي بهذه الطريقة… أنت تعلم هذا بالفعل ..”
كنت أعرف أن معظم أسألتي كان غبيا ، لكنني كنت مضطرا لطرحها لتثبيت شكوكي حول فيريث ..
هي كانت تنظر إلي الأن لبعض الوقت ..
“لماذا تطرح هذه الأسئلة الأن ؟ هل لربما أنت قلق علي ؟”
كرد أومأت برأسي…
“نعم ، على ما أظن”
هي لم تنتظر سماع هذه الإجابة و هذا ما يفسر رد فعلها المتفاجئ ..
لا أريد أن أقول أنني فعلت هذا لمصلحتي الشخصية … بما أنني أصلحت الوضع معها بالفعل فلا رغبة لي بإفساده ثانية..
“هذه ليست طباعك … فراي ، هل تقلق على شخص غير نفسك ؟”
“أنا أفعل من حين لآخر”
برؤية أني لم أنكر هي لعبت بأصابعها ..
“حسنا … لا داعي للقلق ، أنا أميرة كما تعلم لن يكون من السهل لمسي … ”
اومأت لها ، هي كانت محقة ..
إذا كان وضعها مثل الامير إيغون فلابد من وجود أعين تنظر الينا من الظلام حاليا … من المستحيل أن يتم ترك شخص بمكانتها دون حماية ..
ما تلى ذلك كان صمتا إستمر لبضع دقائق عندما انهى كل منا مشروبه ..
في تلك اللحظة أنا سألت دون مبالاة …
“أخبرتني سابقا أنك تستطيعين قراءة المشاعر من تعابير الوجه فقط أليس كذلك ؟”
هي أومأت بالإيجاب..
“ثم أخبريني … مالذي يظهره وجهي عادة ؟”
هي بقيت صامتة لبضع ثواني قبل أن تجيب ..
“إذا كان علي أن اعطي إجابة محددة … فسأقول الحزن ، لسبب ما كان هذا أكثر ما إستطعت رؤيته ..”
“فهمت ..”
هذا كان مطمئنا … على الأقل مشاعري و رغباتي لا تزال قائمة و لم تمت ..
لربما ارادت سؤالي عن الأمر ، لكنها تراجعت على ما يبدو بحكم أننا لم نكن بهذا القرب …
“لأكون صريحة ، أصبح من الصعب قراءتك مؤخرا … كل شيء تغير بك … و كأنك شخص آخر تماما ..”
بسماع هذا أنا إتكأت على الكرسي بكسل مجيبا على سؤالها
“هذا طبيعي ”
تقابلت أعيننا في تلك اللحظة ..
“بعد كل شيء ، أنا لست فراي ”
ما تلا ذلك كان الصمت …