منظور الشرير - الفصل 45
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
العاصمة بلغراد – قصر الإمبراطور .
حاليا إجتمعت العديد من الأطراف على خلفية الأحداث الأخيرة التي ضربت الإمبراطورية.
بعد رد الفعل العنيف الذي أبدته العوائل و النقابات الكبرى تجاه الخونة كان الرد سريعا عندما تمكن الألتراس بطريقة ما من ضرب أحد اكثر الأماكن أمانا -المعبد-
إمتدادا لهذه الحرب الباردة قررت الإمبراطورية الرد عندما أرسلت عشرات القتلة من منظمة محكمة الظلال..
حاليا كان ميست أومبرا أعظم مغتال داخل الإمبراطورية يقف أمام منصة جلس عليها الإمبراطور نفسه إضافة الى سادة العوائل الكبرى و قادة النقابات .
الأخبار التي حملها ميست كانت صادمة مفادها أنه من بين 71 مغتال من الفئة B و أعلى الذين تم إرسالهم نحو قارة الألتراس… لم يعد أي منهم ..
في الحقيقة ، هم فقدوا الإتصال معهم في اللحظة التي تجاوزو بها البحر الشيطاني..
تنهد الإمبراطور مايكار … مؤخرا هو لم يسمع أي أخبار جيدة …
توالت الأخبار السيئة واحدة تلوى الأخرى..
على غرار ميست ، هذه المرة ظهر ليونايدس ستارلايت بالإضافة إلى إيريس صنلايت للإدلاء بقرير عاجل ..
و ياللمصادفة ..
كلاهما تكلم عن نفس الأمر بالضبط..
سواءا أراضي الكابوس الشرقية أو الجنوبية ، بدأت الوحوش تبدي تصرفات غريبة ، شهدت عدة مناطق هيجان مجموعات كبيرة من وحوش الكبوس ..
زادت الهجمات بشكل كبير ما هدد الحدود ..
ما حير حراس الحدود بشكل خاص كانت تلك الغارات التي شهدت تجمع عدد كبير من وحوش الكابوس التي من المفترض أن تكون على عداوة مع بعضها البعض ، لكن رغم هذا هم هاجموا معا و كأنه أكثر شيء طبيعي بالحياة ما صعب مهمة التعامل معهم..
ظهر تعبير جدي على وجه ليونايدس..
“تمكنا من الدفاع ضد الغارات بنجاح حتى الأن بما أنها لم تشهد ظهور وحوش الفئات العليا ، لكنها تزداد قوة في كل مرة و من يدري … لربما يظهر الضباب أو اللوامس بأحدها ..”
ظهر تعبير جدي على وجه ليونايدس عندما تابع ..
“في حال حدوث ذلك … لا أستطيع ضمان صمود الحدود ..”
كلام ليونايدس قد وتر الأجواء و حمل بداخله معاني منمقة … كان إيريس شجاعا بما بكفي للإشارة إليها ..
كعادته كانت لحيته تشتعل باللهب ، لكن تعبيره المرح المعتاد لم يظهر بأي مكان الأن و حل محله تعبير جدي..
ما في رأسه كان على لسانه ..
“دعونا نصل إلى النقطة مباشرة … ليونايدس..”
“هيجان الوحوش ، الغارات المستمرة و أحداث المعبد أضف إلى ذلك إقتحام قصر الإمبراطور ”
“أتخبرني أنها مصادفة ؟”
هو ضحك باستهزاء ..
“حتى الطفل لن يصدق ذلك ”
عبس مايكار في تلك اللحظة ..
“أتخبرني أن الألتراس قد تمكنو بطريقة ما من السيطرة على وحوش الكابوس ؟ مستحيل..”
أمام إنكار مايكار دوى صوت عجوز بداخل القاعة ..
“بل هو ممكن ”
مصدر الصوت كان رجلا عجوزا بجسد عضلي و عيون بيضاء دون بؤبؤ إضافة الى شعر رمادي طويل ..
“بلودمادير ..”
تقدم المدير و بجانبه عجوز قصير القامة إرتدى مئزرا أبيض ..
إستغل العجوز القصير الفرصة للكلام ..
“لن أقول أنهم تمكنوا من السيطرة عليهم ، لكن على الأقل هم عثروا على طريقة للتلاعب بهم و إدخالهم في حالة هيجان ما تسبب في الحوادث الأخيرة..”
“هو محق بكلامه … أنا قادر على تأكيد ذلك ”
كان العجوز القصير هو أحد أعظم علماء البشر بالوقت الحالي أشول إيدوارو ..
لذلك كلامه حمل بعض المصداقية و ما زاد على ذلك تأكيد المدير بلودمادير..
ظهر جهاز بيد العالم أشول لتنبثق منه شاشة ثلاثية الأبعاد ..
في الصورة ظهرت جثة وحش عملاق كان مزيجا غريبا من سحلية ضخمة و أفعى ..
كان وحشا شائعا من الفئة A .. أحد اخطر الوحوش بأرض الكابوس ..
شد أشول لحيته أثناء عرضه للوحش من مختلف الزوايا ..
“بفضل بلودمادير الذي إخترق أرض الكابوس الشرقية بمفرده تمكنا من إستعادة هذه الجثة … الأن أنظرو اليها جيدا هل لاحظتم شيئا ما ؟”
بإمعان النظر بالجثة لاحظ المتواجدون شيئا غريبا ..
عبس مايكار فاليريون..
“أليست هذه نفس الرموز ؟”
“بالظبط ”
تم تكبير الصورة و تسليط الضوء على رمز غريب كتب بلغة غير مفهومة ..
“هذا يا سيداتي سادتي … هو الكارثة التي حلت فوق رؤوسنا ”
رغم كلامه إلا أن أشول إدوارو لم يستطع إخفاء فضوله حول ذلك الرمز الغريب ..
“على الأرجح هو مرحلة متقدمة من العقود الشيطانية … لربما يجب أن أسميه الجيل الثاني ؟ أجل لنذهب مع هذا الاسم !”
“حسنا دعونا نرى … هذا الشيء هو أكثر الأمور تعقيدا التي رأيتها في حياتي… مجرد رمز بسيط لكنه يستطيع العبث بالأورا ، البنية الجسدية ، حتى أنه يستطيع التأثير على المشاعر نفسها اتصدق ؟”
يبدو أن أشول إدوارو قد إنغمس في الأمر لدرجة أنه نسي نفسه إلى أن قامت يد بلودمادير التي كانت بحجم جسده بإعادته للواقع ..
“إعفنا من هرائك .. أشول ، أعطنا بيت القصيد ”
أمسك أشول بظهره المترنح عندما إشتكى ..
“يالك من وقح ذو رأس فارغ ، من المفترض أن يتم تسجيل كلماتي بالحرف الواحد ! ”
تنهد أشول ثم إستدار ناحية الإمبراطور و بقية الحاضرين ..
في الوقت الحالي أنتشرت أصوات الهمهمة و الهمس بكل مكان بعد تصريحاته الاخيرة ..
هو لوح بيديه بنظرة مستسلمة عندما إختصر الكلام ..
“ببساطة … تلك الرموز ليست من عمل البشر ، بل الشياطين … شياطين علوية لأكون دقيقا .. بهذا زادت قوة العقود و هذا ما يفسر القفزة بالقوة التي شهدها العديد من الأشخاص ..”
“لكنها تأتي بثمن بالطبع … من جهة أخرى أعتقد أن شيئا مشابها يحدث مع الوحوش و هذا ما يفسر الهيجان الذي رأيناه سابقا ..في النهاية سواءا الشياطين أو مخلوقات الكابوس ، جميعهم جاءو من البوابات لذلك هذا منطقي نوعا ما ..”
إستغل بلودمادير الفرصة للتحدث بعدما شرح العالم أشول العديد من النقاط ..
“أنتم تعلمون ما يعنيه هذا أليس كذلك ؟”
عم الصمت عندما دوى صوت بلودمادير المكان ..
كإجابة هو حصل على العديد من ردود الافعال ، أبرزها كان الإمبراطور مايكار الذي انزل رأسه للأسفل ..
من جهة أخرى و بمقاعد منفصلة داخل المنطقة التي تم تخصيصها لعائلة ستارلايت ، جلست سيدتان بجوار بعضهما البعض ..
“وضعنا سيء أليس كذلك ؟”
بسماع سؤال آدا الساذج تنهدت كارمن بإنزعاج..
“أنت لا تفهمين يا آدا … هذا ليس وضعا سيئا ، بل هو الأسوء ”
برؤية مدى إنزعاج كارمن تحولت آدا للجدية … هي نادرا ما رأتها هكذا ..
في الواقع سبب إنزعاج كارمن لم يكن بسبب ما كان يحدث من حولها … بل ببساطة لأنه تم منعها من التدخين داخل القاعة الملكية ..
هي وجدت نفسها تتكلم أكثر من العادة لتنسى الموضوع..
“ما قيل بهذا الإجتماع سيكون قاسيا على الإمبراطور مايكار ، دعيني أعلمك درسا بسيطا عن الجغرافيا..”
كارمن لم تنتظر إجابة ، هي واصلت الكلام فحسب ..
“الإمبراطورية تقع وسط العالم بالظبط … محاطون بأراضي الكابوس ، البحر الشيطاني ، ثم قارة الألتراس..”
“إذا كان العدو هم الألتراس لوحدهم … فسيكون من السهل القتال ضد جانب واحد … لكن لا!”
آدا لم تكن غبية ، هي فهمت كل شيء بالفعل لكن العجوز كارمن لم تكن تنوي التوقف بأي وقت قريب ..
“إذا ما ثبت أنهم يتحكمون بمخلوقات الكابوس فتلك هي النهاية … ستأتي الهجمات من كل مكان … الشرق ، الغرب ، الشمال ، الجنوب..”
“مخلوقات الكابوس بالملايين … وبعضها لا يوجد طريقة معروفة للتعامل معه … أتتخيلين حجم الكارثة ؟ … دون نسيان الألتراس … ناهيك عن اللوردات الاربعة ، الأن يقودهم شيطان علوي ..”
بسماع الحقائق ترمى على وجهها عبست آدا أكثر و أكثر قبل أن تبتسم بخوف ..
“ألسنا في مأزق ؟ ”
“مأزق ؟ الكارثة الحقيقية ليست هذا و لا ذاك … إنسي أمر الحصار المفروض علينا … حتى داخل الإمبراطورية نفسها لم يعد آمنا … هي ليست أبيض و أسود ..هناك رمادي أيضا.. أنا أتكلم عن الخونة ”
“بالمختصر ، من الخارج ، من الداخل … تم مضاجعتنا من كل الإتجاهات … نحن أشبه بتلك السافلة التي وجدت نفسها وسط عشرات الغوبلن المتوحشة التي ترغب بإنتهاكها ..”
تظاهرت آدا بأنها لم تسمع التصريح الأخير لذلك هي سألت بشكل عفوي ..
“مالحل إذا ؟”
بسماع السؤال الأهم سكتت كارمن لبعض الوقت عندما إستلقت فوق كرسيها … في النهاية هي أشارت نحو الإمبراطور مايكار ..
“الحل هناك ”
تعجبت آدا..
“الإمبراطور ؟”
“أجل… يوجد حل واحد لهذا الوضع ..”
شدت كارمن قبضتها بإحكام ..
“حرب شاملة … نضرب بكل شيء و نضع الجميع على الخط… نضربهم قبل أن يضربونا … هذا خيارنا الوحيد..”
رغم أن كارمن قد تكلمت عن الموضوع بسهولة لكن آدا لم تجرؤ على تركه يمر..
“حرب شاملة ..”
لربما يسهل قولها … لكن الحرب كانت أسوء قرار ممكن وقد كانت آدا تعرف ذلك …
الحرب ليست مجرد قوات عسكرية تواجه بعضها البعض … ضع في بالك أن كل المجالات تتأثر بالحروب … المال ، الإطعام ، الخسائر سواءا البشرية أو المادية … ناهيك عن جهلهم ما إذا كانوا قادرين على الفوز من الأساس..
و لو قليلا ، بدأت آدا تفهم حجم المسؤولية الملقاة على كتفي الإمبراطور ..
من جهة البعض و على رأسهم إيريس و بلودمادير يريدون الحرب … و من جهة أخرى يرفض البعض الأخر هذا الإقتراح ..
“ما رأيك ؟ آنسة كارمن ؟”
“رأيي ؟ الحرب بالطبع ”
رفعت آدا حاجبا..
“و لماذا هذا بالضبط ؟”
“هذا هو انسب وقت … رغم أن اللوردات الأربع للألتراس لا يزالون على قيد الحياة إلى أن زعيمهم قد مات بالفعل..”
بسماعها لكلام كارمن فهمت آدا عن من كانت تتكلم ..
” الشيطان البشري … دراغوث ..”
أومأت كارمن ..
“نجح والدك …آبراهام ستارلايت بقتله قبل عدة سنوات رغم أنه خسر حياته هو الآخر بالمقابل … لكن موت دراغوث كان ضربة موجعة لهم … حتى لو جاء شيطان الرتبة العلوية داك … اشك أنه أسوء من دراغوث..”
تنهدت كارمن ..
“في النهاية … القرار بين يديه وحده ..”
…
جالسا فوق عرشه … غرق مايكار بتفكير عميق ، كان هو الإمبراطور الرابع و وريث مباشر للبطل الذي اغلق البوابات قبل مئات السنين
لكن رغم كل هذا هو على وشك أن يصبح أسوء إمبراطور بالتاريخ ..
يكفي أنه فقد زوجته و كاد يفقد إبنته نفسها … لم يستطع حماية عائلته … ناهيك عن التفكير بحماية الإمبراطورية..
كان إعلان الحرب الشاملة أمرا سهلا … لكن تداعياته كانت كبيرة جدا…
هو سيقوم بجر جيله و الجيل القادم لحرب لا يعرف ما إذا كان قادرا على كسبها ..
رغم الوضع الحالي الذي هدد بالإنفجار ، لم يستطع الإمبراطور القدوم بقرار حاسم ..
أثناء تخبطه جفل الجميع عندما إقتربت العديد من الهالات القوية من بعيد و في نفس الوقت ..
في تلك اللحظة دوى صوت هادئ المكان بأكمله ..
“لقد هرب كل شيء من بين يديك … مايكار ..”
في تلك اللحظة دخلت مجموعة كبيرة من الأشخاص ، قادهم 3 عجائز بالمقدمة ببنيات جسدية متباينة ..
الشخص في المقدمة قد إرتدى جلبابا نقيا أبيض بياض الثلج ، لحيته ، شعره الأبيض و ملامحه العجوزة قد أظهرت كم كان مسالما عكس طبيعته الحقيقية ..
خلفهم دخلت جوقة مختلطة بين نساء و رجال إرتدى جميعهم الأبيض ..
“هووو ؟ لقد جاءو بكامل قوتهم على ما يبدو ”
ضحكت كارمن في اللحظة التي رأتهم بها …
الإمبراطورية تم قيادتها من قبل قوتين … العائلة الإمبراطورية بالإضافة للعوائل الأربع الكبرى ..
أما القوة الثانية… فكانت قوة الدين… الكنيسة.
عبس مايكار في اللحظة التي رآهم بها ..
لقد جاء أسقف الكنيسة الثلاث جميعهم بنفس الوقت في مشهد نادر ..
في المقدمة جوزيف بلاتير ، مستيقظ في الفئة SS و الملقب برسول الحكام ..
على اليمين رجل عجوز بجسد عضلي و ندبة مرعبة على عينه المينى … أسقف الكنيسة … راميئيل كاليستيس .. مبعوث حكام الفوضى ..مستيقظ فئة SS
على اليسار ، أسقف الكنيسة ، ميخائيل بلاتيني ، إرتدى الأسود من الأعلى إلى الأسفل بينما غطى رأسه .. كان المسؤول عن فرقة الإعدام للكنيسة و مستيقظ من الفئة SS ..
في العادة كانت الكنيسة تبقى بعيدة عن هذا النوع من التجمعات … لكن يبدو أن الأمر قد إختلف الأن..
“بلاتير ، مالذي يعنيه هذا ؟”
ضد عبوس مايكار بقي بلاتير هادئا ..
“هذا سؤالي … مايكار ، أخبرني مالذي يعنيه هذا ؟”
كان صوت بلاتير يحتوي على ذلك المهدئ الذي يجعلك تسقط له على الفور … و كأنه مبعوث حقيقي ..
“أنظر إلى حال الإمبراطورية… تركناك تقوم بالأمر على طريقتك بما أنك كنت سليل البطل الذي تم إختياره من الحكام أنفسهم … لكن إلى أين قادنا هذا ؟ ”
سكت بلاتير للحظة قبل أن يكمل ..
“قادنا نحو هلاكنا ”
يبدو أن مايكار لم يتقبل ما سمعه عندما إنفجر المقعد من تحته و ظهر أمام بلاتير بينما كان البرق يتفجر من حوله ..
“الهذا أتيت إلى هنا أيها العجوز ؟’
“أتيت ؟ أنا ؟”
ضحك بلاتير قبل أن يرفع كلتا يديه ..
“أنظر من حولك … مايكار و أخبرني … مالذي تراه ؟”
في تلك اللحظة إهتزت الأرض نفسها عندما إتجه عدد هائل من الأشخاص الى القصر … أصواتهم قد ظهرت من العدم و كأنه تم تكميمهم ثم إطلاق سراحهم دفعة واحدة..
لم يفهم أحد كيف وصلوا إلى هنا … لكن القصر الإمبراطوري العظيم كان محاطا الأن بعشرات الآلاف من الأشخاص…
كلهم كانو ينددون بصوت واحد ..
“تطبيق مشيئة الرب ”
يبدو أن الواقع لم يكن رحيما بالإمبراطور مايكار حيث واصلت المصائب بالسقوط فوق رأسه ..
تجاهل بلاتير مايكار عندما شق طريقه لمنتصف القاعة الملكية ..
حاول بعض الحراس الملكيين التدخل… على رأسهم سيد الحراس … أوليفر خان الذي كان على وشك الإنقضاض لكن الضغط القمعي المشترك من طرف كل من راميئيل كاليستيس و ميخائيل بلاتيني قد أوقفه ..
“توقف… خان … لا تقم بأي حركة الأن”
سمع خان صوت مايكار داخل رأسه … كان أوليفر خان هو الآخر في الفئة SS و لم يكن أدنى من خصومه بأي شكل من الأشكال لكن مايكار قد عرف أن أي حركة تحدث الأن ستكون قاتلة ..
“سيدي … هذا إنتهاك صريح لسيادتك !”
“خان ، لا تجعلني أكرر نفسي ”
على مضض تراجع خان بعدما تم قمعه ..
“تحت أمرك ”
منذ البداية حتى النهاية لم يلتفت بلاتير لأي مما كان يحدث حوله ..
هو فقط وقف هناك بينما إجتاحه ضوء مقدس ..
“هناك عرض جيد على وشك البدأ”
تمتمت كارمن ..
و كتلبية لتطلعاتها فتح بلاتير يديه على مصرعيهما ..
“يا رعايا حاكم الضوء … أنظروا الى أين بلغت بنا الاحوال”
كلامه كان ينتشر داخل القاعة ، و خارج القصر نفسه بنفس الوقت ..
“لقد وصلنا إلى هذا الحد عندما إبتعد الجميع عن مشيئة الرب… غرق الجميع داخل رغباتهم الخاصة متجاهلين الوصايا و إرث أجدادنا ..”
“قبل 300 سنة ، حمل البطل العظيم … كازيس فاليريون سيفه المقدس و قاد البشرية جمعاء نحو النصر العظيم !”
أثناء مشاهدتهم للعرض أسفلهم … لم تستطع كارمن إخفاء ردة فعلها ..
“هو يحب الإستعراض بكل تأكيد ..”
زادت حدة الضوء من حول بلاتير ..
“بعدما حققنا النصر و تمكن أبطالنا من إغلاق البوابات … و في الوقت الذي كان من المفترض أن نكون فيه أقرب من أي وقت مضى من حاكم الضوء … شاكرين له على نعمه إرتد الزنادقة و إبتعدوا أكثر و أكثر عن الدين !”
“الموت للزنادقة !”
دوى صوت عشرات الآلاف من المواطنين بنفس الوقت مزلزلين المكان ..
“الموت للزنادقة !”
“الموت للزنادقة !”
كانوا يتكلمون بصوت واحد لكنهم توقفوا بإشارة واحدة من بلاتير الذي أظهر مستوى مرعب من السيطرة على الحشود ..
حدثت زوبعة فوق وجه مايكار الذي لم يستطع تمالك نفسه..
“بلاتير … إلى أين تريد الوصول بالظبط ؟ مالذي تريده ؟”
“مالذي أريده ؟”
هو أجاب عن السؤال بسؤال ..
“إرادتي … هي ما يريده الرب … ما يريده حاكم الضوء ”
في تلك اللحظة رفع بلاتير يده بينما صرخ ..
“و الحاكم … يريد الحرب !”
“الحرب !”
“الحرب!”
“الحرب!”
إهتزت السماء نفسها عندما صاح الجميع على قلب رجل واحد ..
“هلا نظرتي إلى هذا ؟”
ضحكت كارمن ..
تزامنا مع صراخ المواطنين بدأت جوقة الكنيسة بالغناء لتتشكل هالات لعدة مخلوقات مقدسة بثمانية أجنحة خلف ظهورها …
“ملاك !”
صاح أحدهم لتزداد حدة صراخهم ..
“حاكم الضوء يستجيب لنا !”
وسط الصيحات المنددة بالحرب عبس مايكار أكثر و أكثر..
في تلك اللحظة أشار بلاتير نحوه ..
“سنعيد إحياء أسطورة السيف الواحد … الحاكم يقول أن الحرب هي الحل … من اليوم فصاعدا سنبدأ التجهيز للحرب …”
“و لفعل ذلك … نحن بحاجة إلى السيف الواحد الجديد … البطل الجديد الذي سيقود الحرب القادمة … لهذا أنا أطالبك … مايكار فاليريون ، سلم السيف المقدس فيرميثار و كرس قلبك لخدمة حاكم الضوء ”
لم يستطع مايكار إخفاء غضبه بعد الأن عندما ضربت صاعقة مدمرة المكان محطمة القلعة بأكملها … مطلقة القوة الكاملة لمستيقظ فئة SS+
“بلاتير … السيف المقدس فيرميثار هو رمز عائلة فاليريون … و الان تريد مني تسليمه لك ؟!”
كان الضغط يزيد مع كل كلمة لكن بلاتير لم يتأثر ..
“رمز عائلة ؟ لا تجعلني أضحك”
احاط الضوء المقدس بالمكان عندما تم محاصرة مايكار من كل الجهات سواءا بقوات الكنيسة أو الحشد الهائل في الخارج ..
“السيف المقدس فيرميثار هو هدية حاكم الضوء لنا و المنارة التي سيحملها البطل في يده عندما يحرر هذا العالم الكئيب … هو لم يكن يوما ملكا لعائلتك ”
وجد مايكار نفسه يسقط ببطء … أي حركة يقوم بها الأن ستنعكس ضده ..
“من الأن فصاعدا … و مهما أخذ منا من وقت ، سنبدأ التحضير للحرب الشاملة ضد عبدة الشياطين … سواءا أخذ منا الأمر يوما ، أو شهرا ، أو سنة … مهما طالت الحرب نحن لن نتوقف لأن الرب معنا ”
“سنبدأ حملة تطهير واسعة ، إلى أن يظهر البطل سنواصل الإستعداد … لن نخاف … لن نتوقف … إلى يموت جميع الكفار ”
“هذه هي مشيئة حاكم الضوء ”
“مشيئة الحاكم !”
“مشيئة الحاكم !”
“مشيئة الحاكم !”
وسط الجنون ، و من القصر الإمبراطوري المدمر تم إعلان بداية حرب ستستمر لسنين طويلة … حرب ستشمل أجيالا كاملة ..
حرب لا أحد يعلم أي تداعيات ستحملها على العالم ..
بعيدا عن ذلك المكان … داخل المعبد ، كان شاب يمضي أيامه غير آبه بما حوله … كل همه كان العودة إلى عالمه و إبعاد تلك الشكوك عنه ..
…
…
…
ملاحظة المؤلف:
السيف المقدس فيرميثار هو بنفس فئة الرعب الأسود باليريون.
إذا أردت دعم الرواية فاترك تعليقا عن رأيك بالرواية ، سواءا الايجابيات ، السلبيات … الخ … بالتعليقات الرئيسية للرولية لعلها تكون سببا في أن يقرأها غيرك ..
إستمتعوا .