منظور الشرير - الفصل 40
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
ما هي إلا بضع دقائق لنصل إلى مكان التجمع ، سواء الفصل A أو B كان الجميع حاضرا هنا .
كانت صوفيا تقف في المقدمة مرتدية سروال جينز ضيق مع قميص أبيض مكوي للداخل ما جعلها تبدو مثيرة بشكل خاص…
إبتعدت عن سنو خوفا من أن يكتشف ما فعلته البارحة و إندمجت مع زملائي من الفصل B .
“فاليتجهز الجميع ، سنغادر بعد 10 دقائق”
بسماع إعلانها التزم الجميع الصمت … لا أحد هنا كان يعرف إلى أين سنذهب … ما عداي بالطبع ..
بعد بضع دقائق أتت حافلة ضخمة لتتوقف بجانب البوابة ..
كانت هذه إحدى تلك الحافلات الفاخرة التي تراها فقط في المطارات الكبرى من عالمي السابق ما عدا أنها كانت أكثر تطورا بكثير ..
الحافلة كانت مزينة بحيث ثم رسم إثنين من لاعبي كرة القدم على واجهتها بينما كتب بخط عريض على جانبها كلمة ” GOAL ”
عبست عندما لم أتعرف على اللاعبين المرسومين عليها..
تذكرت أنه قد مر أكثر من 300 سنة منذ كارثة البوابات ..
“إذا لا وجود لكريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي هنا…”
هذا كان سببا آخر لأسارع بلعودة لعالمي … كيف أعيش في عالم لا يعرف الدون ؟
“حسنا جميعا ، فالتركبوا حسب تصنيفكم بالصف ”
كان معظم المتواجدين هنا يرتدون إما ملابس الرياضة الخاصة بالمعبد أو ملابس القتال … ما عدا البعض الذين إعتبروا هذه رحلة إستجمام و ليس إختبار … كنت أنتمي إلى الفئة الأخيرة..
دخلنا إلى الداخل لننصدم بفخامة المكان ..
جلست فوق المقعد المخصص لي لأجد نفسي أغرق بقاعدته الجلدية …
إرتخى جسدي بأكمله مستمتعا بالمقعد المريح ..
“اللعنة يمكنني العيش داخل حافلة كهذه ”
أثناء جلوسي سمعت صوت تهكم من الجانب ..
عندما إستدرت وجدت فيريث و حاشيته يجلسون بالقرب مني ..
هذا كان طبيعيا بحكم تصنيفنا المتقارب ..
يبدوا أن الدرس من المرة السابقة لم يكن كافيا ..
وضعت ملاحظة جانبية داخل عقلي لأتعامل معهم لاحقا ..
أما الأن ..
“سأتجاهلهم فحسب ..”
أغلقت عيني محاولا النوم … بعد كل شيء ستستغرق الرحلة بعض الوقت..
كانت صوفيا تجلس بالمقدمة حاليا … تقدم الأمير إيغون إليها في محاولة منه للحصول على تلميح عن الإختبار..
“آنسة صوفيا ، هل لي بالسؤال عن المكان الذي نتجه إليه الأن ؟”
كانت صوفيا تعبث ببعض الاوراق لذلك هي جاوبت فقط دون مبالاة ..
“أرض الكابوس”
كلمتان … لكن كان لهما وزن هائل لدرجة أن الجميع قد أصيب بالذعر ..
“أرض الكابوس ؟ هل سمعت بشكل صحيح ؟”
“أجل ، يمكنك العودة إلى مقعدك الأن طالب إيغون فاليريون.”
أغلقت صوفيا المجال أمام أي أسئلة إضافية ..
عم التوتر المكان ، جان دوفر بالذات لم يستطع إخفاء خوفه عندما بدأ بالإرتعاش …
لكن ما فاجأني كان الموقف الهادئ الذي إتخذه فيريث ..
بعض الأشخاص كانو أذكياء بما يكفي ليعرفوا أن المعبد لن يخاطر بحياة النخبة مستنتجين أن صوفيا لم تشرح بشكل كافي ..
لكن فيريث ؟ … من أين أتى بهذه الثقة ..
على أي حال أنا لم أهتم كثيرا ..
كان المعبد يقع بجانب العاصمة بلغراد … حاليا كنا نتجه نحو منطقة جبال أوكلاس … تحديدا إلى الأراضي التي كانت تحت سيطرة عائلة ستارلايت..
لم أكن غبيا لأفوت فرصة النوم فوق هذه المقاعد المريحة .. لذلك أنا نمت فقط ..
أو هذا ما ظننت أنني سأفعله ..
أمامي كان يجلس ثنائي المجانين دانزو و راغنا اللذان لم يهدآ طوال الرحلة ، و بعد سماعهما عن أراضي الكابوس هما أمطراني بمختلف الأسئلة بما أنني نجوت هناك سنة كاملة ..
“ما نوع الوحوش هناك ؟ هل هم ٱقوياء ؟ كيف هي أراضي الكابوس ؟ الخ ”
مهما جاوبت … أتت المزيد من الأسئلة ..
دفنت رأسي داخل الكرسي ..
“دعوني أنام فقط ..”
…
…
…
بعد ما بدا و كأنه سيستمر إلى الأبد بلغنا أخيرا وجهتنا ..
إستمرت الرحلة لعدة ساعات و قد تم حماية الحافلة من قبل 4 سيارات مدرعة من كل الجوانب ما فتح الطريق لذلك لم نتوقف أبدا إلى أن بلغنا هدفنا..
للأسف لم أستطع النوم ..
خرجت من الحافلة بتكاسل ملقيا بنظرة على المكان ..
كنا حاليا متوقفين على حافة الطريق الذي كان فارغا تماما ..
أمامنا إمتدت غابة خضراء على طول البصر منتهية ببعض الجبال ..
كانت تلك جبال أوكلاس ..
في تلك اللحظة أشارت صوفيا لنا كي نتجمع ..
بجانبها وقف رجل بمنتصف العمر بشعر أبيض و أعين خضراء ..
“دعوني أعرفكم علبه … إيمون ستارلايت ، سيكون أحد المشرفين على هذا الإختبار”
بعد تقديم صوفيا تقدم إيمون …
“الإختبار بسيط … لابد أنكم تعرفتم على الغابة أمامكم أليس كذلك ؟”
كانت الإجابة واضحة ..
“أرض الكابوس ..”
أومأ إيمون بينما واصل ..
“كبداية فالتسلموا ساعاتكم الذكية و خذوا هذه كبديل ..”
أشار إيمون نحو صندوق كانت تحمله صوفيا ، بالداخل تواجدت 20 ساعة سوداء مستطيلة الشكل…
سلم الجميع ساعاتهم الذكية بينما لبسوا الجديدة ..
عندما وضعتها على يدي ظهر رقم على الفور على شاشتها ..
“0 متر ”
لم يفهم الجميع ما عناه هذا الرقم… لكن إيمون كان كريما بما يكفي ليشرح ..
“إسم الإختبار هو بلوغ الهدف ، هذه الساعات ستحسب المسافة التي تقطعونها … أمامكم تتواجد أراضي الكابوس… لقد تمكنت عائلة ستارلايت من تصفية هذه الغابة بأكملها وصولا الى الجبال البعيدة أمامكم”
“لقد قمنا بإبادة الوحوش الأقوى و تركنا فقط تلك التي بمستواكم لكي نستطيع بناء بيئة مناسبة لهذا الإختبار .. ”
مسح إيمون بيده في الهواء لتظهر شاشة بيضاء عرضت مختلف الامكان داخل الغابة ..
“سأكون أنا إضافة إلى الآنسة صوفيا و بقية أساتذة المعبد مسؤولين عن المراقبة في حال حدوث شيء خاطئ … لكن تذكروا ، هذه أراضي الكابوس… رغم تصفيتنا لها لا نعرف ما قد يظهر هناك فجأة … لذلك كونوا حذرين .. و حاولوا بلوغ الهدف .”
كاختبار لما قاله إيمون مشيت بضع خطوات بعيدا عن الحافلة و على الفور بدأ الرقم يرتفع ..
“4 أمتار”
هممم .. هكذا إذا ..
هذه المرة كانت صوفيا هي من تقدم ..
“سيتم منحكم النقاط حسب آدائكم … أنتم تقاتلون الأن من أجل أنفسكم و صفوفكم أيضا ، الاقرب إلى الهدف بالنهاية يأخذ أكبر عدد من النقاط … في حال التعرض للإقصاء سيخسر الفصل 50 نقطة للفرد الواحد لذلك كونوا حذرين …لديكم ساعتين حتى نهاية الإختبار ، بالتوفيق ..”
كانت صوفيا هي المسؤولة عن هذا الإختبار على ما يبدوا ..
بعد سماع أن الإختبار سيكون بين الفصول تجمع كل من الفصل A و B بعيدا عن بعضهم البعض ..
كنا نقف حاليا حول سانسا و سيرس … كانت سانسا هي القائد المحبوب لهذا الفصل بينما كانت سيرس الأقوى..
بطبيعة الحال وقفت بعيدا عنهم قدر الإمكان ..
تناقش الإثنان حول الخطة الأنسب للعمل ..
“هل نتحرك معا ؟ ”
بسماعها لسؤال سانسا هزت سيرس رأسها ..
“لا أظنها فكرة جيدة .”
“هممم ؟ ولماذا هذا ؟”
إستدارت سيرس ملقية نظرة فاحصة على الجميع قبل أن تجيب..
“طبيعة هذا الإختبار تفرض علينا الإسراع و بلوغ الهدف ، إذا ما تحركنا جميعا معا فسيكون البعض عائقا … بعد كل شيء لسنا بنفس المستوى..”
كلام سيرس قد حصل على موافقة كتل العضلات مثل دانزو و راغنا … بينما لم يعجب أمثال آدريانا ..
عبست سانسا عندما جادلت ..
“أتقترحين الذهاب منفردين ؟ ثم ماذا لو حاول الفصل A مهاجمتنا ؟”
كانت هذه نقطة مهمة … بعد كل شيء لم يكن وحوش الكابوس هم العدو بالضرورة ..لربما سنتعرض للهجوم من قبل الفصل A ..
أومأت سيرس و كأنها توقعت هذا لذلك هي واصلت تصريحها السابق ..
“بالظبط … لهذا سنتحرك في فرق من إثنين ”
“إثنين ؟”
هي أومأت ..
“شخصان بمستوى متقارب بكل فريق … هكذا سنستطيع الدفاع و لن يتم إبطاؤنا ”
كما هو متوقع من سيرس … أتت بالخطة الأفضل للعمل ..
لم يكن هناك إعتراضات … كانت سانسا على وشك التأكيد لكن في تلك اللحظة ..
إبتسم كل من دانزو و راغنا بطريقة مرعبة قبل أن يقفزا كالمجانين نحو الغابة ..
“حسم الأمر! سنكون أول الواصلين إلى الهدف !”
كان الإثنان مثل الدبابات لدرجة أنهم لم يهتموا بما تواجد بطريقهم بل و سحقوا الأشجار نفسها محدثين ضجة هائلة ..
الفصل A أصيب بالذعر برؤيتهم لكل من دانزو و راغنا يتحركون لذلك قاموا بحركتهم هم أيضا…
ذهبت الخطط إلى سلة المهملات عندما إندفع الجميع داخل الغابة..
قام الجميع بإختيار شركائهم ثم إستعدوا للذهاب ..
في تلك اللحظة إنطلقت سيريس إلى جانب كلانا التي كانت شريكتها على ما يبدوا ..
تشكل الجليد خلف ظهر سيرس لتظهر أجنحة بيضاء عملاقة جعلتها تبدوا كالملاك ..
إنبهر الجميع عندما طارت سيرس عاليا …
“هذا غش ! هي ستحصل على الأفضلية هكذا !”
سمع الجميع صوت صياح سكارايت صنلايت من الجانب …
لم تهتم سيرس بل واصلت الإرتفاع فقط ..
لكن في تلك اللحظة ظهر إيمون ستارلايت فوقها .
“آسف … نسيت ذكر هذا ، لكن يرجى عدم الطيران عاليا جدا… بعد كل شيء نحن طهرنا الأرض لا السماء ، من يدري ما قد يظهر في حال إرتفاعك أكثر من اللازم ”
بسماع إيمون أومأت سيرس على مضض بينما طارت نحو الأسفل ..
“في هذه الحالة سأطير بين الأشجار فحسب ..”
هي كانت على وشك تطبيق خطتها لكن كرة نارية هائلة قد ضربت جناحها الأيسر لتسقط سيرس نحو الأرض..
ظهرت سكارايت صنلايت من بين الأشجار بينما إشتعلت ذراعيها بنيران مستعرة ..
“إلى أين تظنين نفسك ذاهبة آنسة مونلايت ؟ ”
إختفت الأجنحة من خلف ظهر سيرس عندما وقفت أمام سكارايت. .
“سكارايت … كان يجب أن أعرف هذا ..”
ظهرت عشرات الأجرام السماوية المستديرة خلف سكارايت … كل جرم كان يحمل قوة نارية هائلة ..
بدأت الأجرام السماوية بالدوران بعنف قبل أن تندفع أشعة نارية نحو سيرس ..
“فالتبقي هنا و تشاركيني المتعة !”
برؤيتها لعشرات الخطوط النارية تتجه نحوها قامت سيرس بتمرير يدها دون مبالاة ليظهر جدار جليدي هائل حظر جميع الضربات …
“لا وقت لدي لأضعيه معك ”
ظهرت شعلة من الصقيع الأبيض بيد سيرس ، كانت أشبه بالنيران الباردة التي جمدت كل شيء ..
إزدهرت شعلة الصقيع لتندفع بغضب نحو سكار …هذه الأخيرة لم تجرؤ على الإستخفاف بالهجوم ..
تشكلت النيران الحمراء فوق يديها … كانت الحرارة تزيد بمعدل خطير لدرجة أن لونها تحول إلى الأزرق..
قامت سكارايت هي الأخرى بإطلاق نيرانها نحو سيرس..
إصطدمت كتلة الصقيع بالنيران الزرقاء محدثين إنفجارا هائلا وسط الغابة مظهرين المدى التدميري لإثنين من المتلاعبين بالموجات …
ما هي إلا ثواني عندما ظهرت كلانا بجانب سيرس بينما أتى إيفان لدعم أخته ..
حدثت معركة بينهما في تلك اللحظة بحيث أن كلاهما إستخدم السيف ..
لقد بدأ الإختبار بالفعل ..
…
…
…
كنت أقف حاليا بجانب الحافلة … أمامي تواجدت حاشية فيريث..
بالسابق إختار الجميع شركاءهم ..
راغنا مع دانزو ..
سيرس مع كلانا ..
سانسا رفقة آدريانا … إندهشت بشكل خاص عندما رأيت هذه الأخيرة تحمل الرمح … هي كانت حاملة رمح بالنهاية ..
على أية حال … بما أن الجميع إختار رفيقه الخاص تركت بمفردي رفقة حاشية فيريث …
عبس كايل وولكر ..
“مالذي سنفعله الأن ؟ لا أريد تشكيل فريق معه ..”
“ولا أنا ..”
عبر كل من جان و كايل عن أفكارهم … من جهة أخرى تنهدت ..
أنا أسمعكم كما تعلمون ..
قررت إنهاء الأمر بسرعة … هم كانوا ألما بالمؤخرة ..
صفقت جاذبا إنتباههم ..
“لا داعي لتشكيل الفرق يا رفاق … يمكنكم الذهاب سأتحرك بمفردي ..”
أضاءت أعين كل من كايل و جان ..
“حقا ؟”
أومأت ..
“أجل”
من جهة أخرى عبس فيريث الذي كان هادئا حتى الأن..
“فراي ، مالذي تنوي عليه؟”
هززت كتفي دون مبالاة ..
“لا أنوي على أي شيء … أنتم الثلاثة تعرفون بعضكم البعض منذ زمن طويل… ثم سيكون تشكيل فريق بينكم هو أفضل خطة ممكنة ..”
“ماذا عنك ؟”
بسماع السؤال تنهدت مرة أخرى..
لماذا أنتم ملحون … فالتذهبوا فحسب ..
“أنا معتاد على العمل بمفردي لذلك سأكون بخير..”
“هذه تبدوا خطة جيدة يا زعيم ”
همس جان لفيريث ..
“إذا ما تركناه لوحده فلن يحصل على نقاط كثيرة … ثم نضرب عصفورين بحجر واحد ..”
في النهاية وافق فيريث على مضض ليغادر ثلاثي الحمقى أخيرا…
ألقيت بنظرة فاحصة على الغابة أمامي..
كان الجميع مشغولا … البعض شق طريقه مخترقا الغابة ، الأخرون كانوا يقاتلون بعضهم البعض..
كلهم كانوا مشغولين ..
أنا إبتسمت ..
“هذا مثالي ”
كانت ساعتي تشير إلى أنني تحركت 5 أمتار فحسب ..
مشيت بهدوء غير آبه بما كان يحدث ..
4 أمتار
3 أمتار
مترين
متر واحد
0
صعدت إلى الحافلة ثم توجهت إلى مقعدي ..
تمددت بسعادة فوق الكرسي ..
“أخيرا ، أستطيع النوم ”
في تلك الحظة صعدت صوفيا إلى الحافلة هي الأخرى متفاجئة من تصرفي ..
“مالأمر يا فراي ستارلايت ؟ هل تخليت عن الإختبار ؟”
هزيت رأسي دون مبالاة ..
“لا ”
“ثم لماذا لا تزال هنا ؟”
في تلك اللحظة إبتسمت لصوفيا ..
“طلبتم منا بلوغ الهدف ، لا دخول أرض الكابوس”
بسماعها لكلامي تفاجأت صوفيا للحظة قبل أن تضحك هي الأخرى..
“ذكي جدا … فراي ستارلايت”
أغمضت عيني مستمتعا بالأمر برمته …
لست ذكيا … أنا غشاش ..
بعد كل شيء … كنت الشخص الذي أنشأ هذا الإختبار ..
نمت بهدوء متجاهلا كل شيء ..
إذا ألقيت بنظرة فاحصة من الخارج … ستراني نائما داخل حافلة كتب عليها بخط كبير ..
“GOAL !”
الهدف هنا … أيها الحمقى .