منظور الشرير - الفصل 36
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
فتحت عيني ببطء بينما تخللت أنفي رائحة المستشفيات التي كنت اكرهها ..
“لا أعرف هذا السقف”
كنت محاطا بمختلف انواع الاجهزة الطبية التي لم أستطع التعرف عليها ..
نهضت ببطء ملقيا بنظرة فاحصة على جسدي المغطى بالضمادات ..
أحسست ببعض الفتور عندما لم تستجب عضلاتي بالسرعة التي اردتها ..
إصاباتي الخارجية قد شفيت بشكل كامل لكن الإصابات الداخلية لا تزال موجودة على ما يبدو ..
لابد أن الضربة الأخيرة قد وضعت حملا زائدا على جسدي ما أصاب مسارات نقل الأورا بشدة ..
تنهدت بينما قفزت من السرير ..
“الأمور بدأت تزداد صعوبة بشكل كبير … لم أعد أعرف ما إذا كانت هذه هي روايتي نفسها بعد الأن..”
في تلك اللحظة دخلت ممرضة الغرفة … هي تفاجأت برؤيتي واقفا لذلك سرعانما أتت إلي بسرعة ممسكة بكتفي ..
“مالذي تفعله ؟! أنت لا تزال مصابا لا يجب أن تنهض من السرير بعد ”
كانت على وشك جعلي أعود إلى السرير بالقوة لكنها تفاجأت عندما رأت أنني لم اتزحزح من مكاني مهما حاولت دفعي ..
أبعدت يدها دون مبالاة بينما بدأت أزيل الضمادات التي غلفت كلا من صدري و خصري مظهرا جسدي بشكل كامل ..
“أنا بخير ، لقد تعافيت بالفعل …”
هي كانت مصدومة بالبداية … بعد كل شيء ما هي إلا بضع ساعات منذ أن تم إحضاري مثخنا بالجروح … و الأن كل ما ظهر امامها كان بشرة شاحبة خالية من الندوب ..
سرعانما تحول وجهها إلى الأحمر عندما أدركت أنها كانت تنظر لبعض الوقت الأن لتدير رأسها بالنهاية ..
غير آبه برد فعلها المبتذل سحبت ملابس المعبد الموحدة من خاتمي … إرتديتها بسرعة بينما شققت طريقي مغادرا المكان ..
“مهلا ! لا يجب أن تغادر ”
أنا فقط لوحت لها بينما غادرت ..
توجهت نحو مكتب الإستقبال لإستعادة ساعتي الذكية و مختلف الأشياء التي تم أخذها مني عندما كنت فاقدا للوعي ..
وجدت رجلا إرتدى ملابس سوداء رسمية يجلس هناك ..
وقفت أمام مكتبه بينما دخلت إلى صلب الموضوع مباشرة ..
“أريد إستعادة أشيائي ..”
هو أومأ بوجه خالي من التعابير ..
“الإسم و رقم الفصل ”
“فراي ستارلايت ، فصل النخبة B9 ”
رأيت تغييرا طفيفا بتعابير وجهه عندما ذكرت أنني كنت جزءا من النخبة لكنه سرعانما عاد إلى طبيعته ..
هو سحب بطاقة إضافة إلى ساعة ذكية و بعض العملات الذهبية ليقدمها لي ..
“هذه هي الاشياء التي تمكنا من إستعادتها ، للأسف ملابسك تعرضت لضرر كبير لذلك تم التخلص منها بالفعل ..”
تنهدت بينما أخذت أشيائي ..
“بخير ”
كنت على وشك المغادرة لكن ذلك الرجل أوقفني ..
“و أيضا … لقد حصلت على هذه…”
هو قام بسحب زجاجتين … كلاهما تميز بلونه الأخضر الفاتح ..
لقد تعرفت عليها بطبيعة الحال … لقد كانت جرعات شفاء عالية المستوى….
رفعت إحداهما بينما سألت بعبوس ..
“من أحضرها إلى هنا ؟”
كان الرجل أمامي محترفا لذلك هو تذكر بالظبط الأشخاص الذين أحضروا هذه الجرعات ..
“الأولى من إيغون فاليريون A-3 ”
توقعت هذا بالفعل … إذا هذه هي أولى مبادرات الصداقة التي تكلم عنها ..
إنتظر … الأولى ؟
“ماذا عن الثانية ؟”
بسماعه لسؤالي حنى الرجل رأسه قليلا ..
“إعتذاراتي ، لكن الشخص الثاني قد طلب إبقاء هويته سرا … كما أنه كان يخفي وجهه عندما أتى إلى هنا … لذلك لم أستطع التعرف عليه ..”
“هكذا إذا..”
قمت بأخذ الجرعات أمامي بينما غادرت ..
“شكرا لك ”
خرجت من المستوصف بينما كنت أعبث بالجرعات بين يدي ..
لدي فكرة عن الشخص الذي أحضر هذه لكنني لم أكن متأكدا بعد … لكن لا بأس ..
وضعت ساعتي على يدي ثم شغلتها ..
على الفور ظهرت إشعارات للعديد من المكالمات الفائتة …
آدا ستارلايت -13 مكالمة فائتة-
هل وصلت الأخبار إليها أم ماذا ؟
تنهدت ..
“سأكلمها لاحقا ..”
ألقيت نظرة على الساعة … كانت تشير إلى السادسة مساءا ما يعني أنني فوتت فصول اليوم بالفعل ..
ثم سأعود إلى غرفتي فقط ..
أثناء مشيي داخل أراضي المعبد الشاسعة أحسست بالهواء البارد يداعب وجهي ما ذكرني أن فصل الخريف قد إقترب من نهايته بالفعل ..
كان يمر علي بعض طلاب المعبد العاديين من حين لآخر… هم بدوا سعداء أثناء حديثهم و قهقهتهم مع بعضهم البعض ..
هم كانوا يستمتعون بحياتهم المدرسية جاهلين ما حمله المستقبل ..
إستمتعت بغروب الشمس للحظة قبل أن أعود لإقامة النخبة .
لحسن الحظ لم التقي بأي أحد لذلك دخلت غرفتي مباشرة ..
قمت بسحب حاسوبي لألقي نظرة فاحصة ..
نفس الواجهة ، كل شيء كان بمحله ..
بقيت أنظر إليه لبعض الوقت قبل أن أعلن بصوت عالي ..
“ألا يوجد شيء ترغب بإخباري به أيها النظام اللعين ؟”
ما أجاب على سؤالي كان الصمت فقط ..
“لا تحاول … أيا كان القمامة خلف هذه الشاشة … أعلم أنك تسمعني… أريد تفسيرا الأن”
منذ إستيقاظي … كان هذا الأمر يشغل بالي ..
لقد قاتلت سنو ليونهارت و إختبرت قوته عن قرب …
لربما لم أكن لأدرك الأمر لو كان شخصا آخر… لكن ليس هو ..
لقد عرفت كل شيء عن بطل قصتي … و ما أنا متأكد منه … هو أنه لم يكن بهذه القوة في الوقت الحالي من القصة ..
من المفترض أن يكون هذا مستواه دون الخاتم الذي كان يكبح قواه … أن يتمكن من إبراز هذا المستوى أثناء وضعه للخاتم … لابد من وجود خطئ ما ..
إذا أردت مني تقدير قوته … فستكون ما يقارب ضعف القوة التي من المفترض أن يملكها ..ما أثبت حقيقة وجود خطب ما ..
فجأة … تغيرت شاشة حاسوبي عندما ظهرت شارة المهرج و تحتها كتب بخط أحمر دموي..
“كما هو متوقع من المؤلف … ذكي جدا ”
برؤيتي للشاشة الدموية هربت شهقة من فمي ..
هو حقا رد علي ..
“من تكون ؟”
أنا سألت لكن النظام تجاهل سؤالي ..
“أظن أنه من العادل أن أشرح الوضع لك الان …”
تجاهلني النظام عندما بدأت الجمل تظهر واحدة تلوا الأخرى…
“نظرا للزيادة السريعة لقوة المؤلف التي تجاوزت التوقعات ، تم رفع مستوى صعوبة العالم إلى المستوى الأقصى “الكابوس” ”
“سيشهد الجميع ، سواء الابطال أو الأعداء زيادة ملحوظة بمستوى القوة بطريقة تخدم مسار القصة كما تم إعادة كتابة المسارات المبهمة لتتماشى مع بناء العالم ”
“تم تعديل مستوى صعوبة الأرك الأول: إقتحام الألتراس للتتناسب مع ما سبق ”
“مهمة رئيسية : النجاة حتى نهاية حدث الإقتحام ”
مكافأة : 1000 نقطة إنجاز .
“حظا موفقا … ستحتاجه ”
…
…
…
تجمدت لثانية محاولا إستعاب ما رأيته …
“توقف مكانك أيها النظام اللعين!”
أمسكت بالحاسوب بينما حشرت وجهي داخل الشاشة ..
“أجب عن أسئلتي ! من تكون ؟ و مالذي تريده ؟ لماذا أحضرتني إلى هذا العالم ؟! و كيف أعود إلى عالمي بحق سحقا!”
أمطرت حاسوبي بعدد كبير من الأسئلة … لكن واجهة المهرج قد إختفت بالفعل تاركة مهمة جديدة فقط ..
ضربت سطح مكتبي بعنف محطما إياه بينما لعنت ..
“زيادة بمستوى الصعوبة..”
إبن السافلة ..
هل حصلت على قوتي بالنوم لكي ترفع الصعوبة لي ؟
من أجل ماذا عانيت كل ذلك الوقت داخل أرض الكابوس إذن ؟
هل أنا مجرد مادة ترفيهية ؟ لعبة يستمتع شخص ما بتعذيبها من بعيد ؟
على هذا المنوال ليس بطل القصة فقط … جميع الشخصيات الاخرى ستصبح أقوى لتصبح عائقا أمامي..
إتكأت على كرسي المكتب بينما أمسكت برأسي بيد واحدة ..
“مالعمل الأن ؟’
…
…
…
في النهاية لم يكن أمامي خيار سوى تقبل الواقع ..
لقد حصلت على مهمة جديدة … النجاة من الحدث القادم ..
لربما سيصبح الاعداء أقوى لكنني لم أكن قلقا …
“أنت معي بعد كل شيء ..”
مددت يدي ليمتد نصل أسود مرعب بينما إرتفع ضباب أسود من حوله ..
“إهدأ يا صديقي … اعلم أنك لم تسفك ما يكفي من الدماء مؤخرا … لكنك ستفعل قريبا ..”
كان هو ورقتي الرابحة و أقوى سلاح لي …باليريون الرعب الأسود..
كنت الأن استعد للحاق بصفي … بعد ما حدث مع النظام سابقا لم أعلم مالذي يجب علي فعله لذلك أنا فقط نمت و هاقد حل اليوم الموالي بالفعل..
إرتديت ملابس المعبد البيضاء بينما ربطت شعري ..
خرجت من غرفتي متوجها نحو الصف لبدأ يوم جديد ..
…
…
…
كنت أتكئ على يد واحدة بينما شاهدت فيلمينغ يشرح بشغف كالعادة ..
حاليا هو كان يتحدث عن الخواص العلوية ما جذب إنتباه الجميع بطبيعة الحال ..
رأيت سنو يجلس في المقدمة بعيدا عني بجانب فتاة إذا لم يخب ظني كانت لارا كروفت..
تفاجأت هذا الصباح عندما أتى و قام بتحيتي .. طبعا أنا لم أرفضه لكنني رسمت الحواجز بيننا … لم أرغب بتكوين أي صداقات بعد كل شيء … خصوصا مع بطل القصة ..
أعدت إنتباهي إلى فيلمينغ في تلك اللحظة ..
كان يلوح بيديه بجنون كالعادة عندما رسم عدة أشكال ..
“الخواص العلوية! أحد أكبر الأسرار التي حيرت جميع المستيقظين لوقت طويل ..”
“هذه القوى لا تنشأ من الطبيعة ، بل هي أشياء إضافية تأتي من العدم !”
“كل خاصية من الخواص العلوية – البرق ، الجليد ، الجاذبية ، الصوت – قد نشأ بطريقة غير طبيعية …”
“العديد من الباحثين قد رجحوا هذا كتفسير لسبب تفوق العناصر العلوية على الدنيا ”
“الماء ، الأرض… الرياح … هذه عناصر طبيعية موجودة من حولنا على عكس العلوية … لهذا يقول الكثيرون أن النار هي الأقوى بين العناصر الدنيا لأنها اقرب شيء للعناصر العلوية …بعد كل شيء هي الأخرى لم تأتي من الطبيعة”
في تلك اللحظة ظهرت شعلة من النار فوق يد فيلمينغ … زادت قوة النار بشكل كبير إلى أن تحولت للون الأزرق…
طارت الشعلة الزرقاء لتنفجر في عرض مبهر ..
أثناء إستعراض فيملينغ لقدراته رفع فتى يرتدي نظارات يده ..
فيلمينغ رحب بالأسئلة و قد إستغل ذلك الفتى هذا لطرح سؤاله ..
“أستاذ ، وماذا عن الضوء و الظلام و خواصهم العلوية ؟”
تحمس فيلمينغ بسماع السؤال و كأنه كان بانتظاره ..
“نعم! الضوء و الظلام … النجم و الظل .. هاذان الإثنان هم الغاز بحد ذاتهما ”
“الغاز ؟”
سأل الفتى بينما واصل فيلمينغ ..
“هذه أشياء خارج أيادينا نحن كبشر … النجوم هي أشياء بعيدة جدا عن متناولنا … في المقام الأول هل تسميته بالنجم تسمية صحيحة ؟ هل تلك القوة الأثيرية المرعبة حقا قوة النجوم ؟”
“ثم ماذا عن الظلال ؟ هي موجودة بجانبنا ”
أشار فيلمينغ إلى ظله بينما واصل ..
“هي هنا … أمامي ، لكن هل أستطيع لمس هذا الظل ؟ هل يمكنني دراسته ؟ لا ! نحن أمام المجهول يا فتى”
بعد ذلك هو بدأ باعطاء نظرياته عن الأمر… نظريات لم أكن مهتما بسماعها لذلك وجدت نفسي أعاني لكي لا أنام ..
بعد ما بدى أنه سيتمر إلى الأبد أخيرا أطلق فيلمينغ سراحنا ..
كنت على وشك الخروج من الفصل منزعجا من جسدي الذي كان لا يزال يستجيب بشكل ابطأ مما أدرت لكنني توقفت عندما وجدت فتاتا بشعر أشقر مموج تنتظرني ..
نظرت يمينا و يسارا لكنني كنت الوحيد ..
ضحكت بينما أشرت إلى نفسي ..
“هل لربما تنتظرينني أنا ؟”
كانت سانسا تقف هناك متكئة على الحائط ..
هي نظرت الي لبعض الوقت قبل أن تتكلم ..
“هل … هل تعافيت من إصاباتك ؟”
قمت بتحريك جسدي بطريقة إستعراضية بينما لوحت بيدي ..
“كما ترين … أنا بأفضل حال ”
حسنا .. ليس تماما ..
سانسا أومأت فقط لكن لا يبدو أنها كانت تصدقني ..
هي إستدارت مغادرة المكان ..
“إنتبه في المرة القادمة … ”
نظرت إلى ظهرها النحيل و هي تغادر ..
الا يفترض أنها غاضبة مني بعد ما حدث سابقا ؟
من الصعب فهم هذه الفتاة ..
كنت أملك بعض الوقت قبل حصتي القادمة مع صوفيا لذلك قررت إجراء إتصال ..
إذا لم أفعل لربما ستأتي آدا إلى المعبد غدا ..
إخترت مكانا هادئا نسبيا عندما جلست فوق أحد الكراسي و أجريت الاتصال..
على الفور تلقيت الرد عندما ظهرت صورة لفتاة بشعر أبيض و أعين سوداء..
“مرحبا .. آدا”
ردا على كلماتي الهادئة جاءت موجة من الصراخ.
“فراي ! مالذي حدث ؟ لماذا لم ترد ؟ سمعت أنك اصبت هل انت بخير ”
بلا بلا بلا …
كيف تريد مني الإجابة إذا كانت تسأل كل هذه الأسئلة دفعة واحدة ..
وجدت نفسي أجاوب على أسئلة أختي الكثيرة بصبر ..
إستغرق الأمر ازيد من نصف ساعة لجعلها تقبل فكرة أنني كنت بخير..
في النهاية خضت محادثة طبيعية معها بعد كل ذلك الصراخ ..
“فراي كيف هي الفصول ؟ هل كونت صداقات جديدة ؟”
قمت بهز كتفي بدون مبالاة.
“الفصول على ما يرام ، ولا لم أكون أي صداقات …”
“هممم ”
توقفت آدا لتفكر قليلا قبل أن تتكلم مجددا ..
“ماذا عن سانس … اقصد الأميرة… لقد كنتم أصدقاء منذ الطفولة ..”
سانسا …
للأسف علاقتها كانت مع فراي .. و ليس أنا..
“الأمور بخير … نحن زملاء بالصف بعد كل شيء ..”
أومأت آدا بينما نظرت إلي بجدية .
“عاملها جيدا يا فراي … تلك الفتاة قد عانت الكثير ..”
بسماع كلامها بقيت صامتا للحظة … أعلم أنها قد أختطفت من قبل الألتراس ، لكنني لم أكن أعرف ما حدث لها بالظبط ..
وجدت نفسي أسأل عن التفاصيل دون وعي مني ..
ترددت آدا للحظة بما أنها لم تكن تفاصيل قد عرضت للعامة … لكنها قد قررت إخباري بالنهاية…
“الأميرة كانت مسجونة لبضع أشهر داخل أحد سجون الألتراس..”
“إستنادا على ما قالته عندما تم إنقاذها هي لا تتذكر الكثير … لكن بإلقاء نظرة عليها إضافة الى الأشخاص من حولها ..”
توقفت آدا قبل أن تكمل ..
“كانت الأميرة وقتها مجرد هيكل عظمي … على ما يبدوا لقد تم تجويعهم حتى الموت ..”
رفعت حاجبا بعد سماع كلامها .. هل أضطرت فتاة بسنها لمواجهة شيء كهذا ..
كنت على وشك قول شيء ما لكنني إنتبهت لحقيقة أن آدا لم تنهي كلامها بعد ..
هي تنهدت قبل أن تكمل ..
“حسنا .. الأميرة لم تكن وحيدة داخل ذلك السجن … بجانبها … كانت والدتها زوجة الإمبراطور الثانية إضافة الى العديد من الشخصيات المهمة هناك ..”
“عندما وجدوا أنفسهم على وشك الموت جوعا … تخلى بعضهم عن إنسانيته ..”
إتسعت عيني عندما بدأت أفكر باحتمالية معينة…
“مالذي تقصدينه بتخلوا عن إنسانيتهم؟”
عم الصمت لبعض الوقت عندما تكلمت آدا ثانية ..
“لا أعلم التفاصيل … لكنهم قتلو بعضهم البعض … ”
“و أكلوا بعضهم البعض ..”
تجمدت للحظة محاولا إستعاب الأمر…
“الأميرة ؟”
هزت آدا رأسها …
“هي لم تفعل ذلك … بعد فحصها ثبت أنها لم تأكل شيئا لعدة اشهر ما جعل طريقة نجاتها لغزا لحد الأن… لكنها على الاقل … لم تضحي بانسانيها ..”
“عاملها بشكل جيد يا فراي… اراك لاحقا ”
في تلك اللحظة اقفلت آدا الخط بينما بقيت وحيدا ..
“بالتفكير بالأمر… لطالما بدت سانسا نحيلة مقارنة بباقي الفتيات…”
من تصور أن تلك الفتاة عانت من شيء كهذا ..
كانت لطيفة بما يكفي لتعتبر قمامة كفراي صديقا لها … تلك الزجاجة الثانية التي تركها شخص مجهول .. كانت منها … تأكدت من ذلك عندما وجدتها تنتظرني سابقا ..
لربما كنت أنا السبب الرئيسي لما حدث معها … لا … ليس ربما … بل كنت السبب بكل تأكيد ..
أنا ضحكت ..
يبدوا أنني لم اكن الوحيد الذي كان يعاني ، لربما كانت أرض الكابوس شيئا بسيطا مقارنة بسجن الألتراس ..
نهضت من مقعدي عندما توجهت إلى الفصل ..
كمؤلف لهذا الهراء بأكمله أنا مسؤول عن معظم الاشياء التي أصابت أو ستصيب هذا العالم ..
رغم ذلك أنا لم أشعر بأي ذنب تجاه ذلك … كنت هذا النوع من الأشخاص ببساطة ..
لكنني لم أعد أعلم كيف أتعامل مع تلك الفتاة بعد الأن..