منظور الشرير - الفصل 27
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
واضعا كلتا يدي داخل جيوبي تجولت داخل المعبد ..
في الساعات القليلة التي مضت قمت بزيارة مختلف المرافق داخل هذا المكان من الفصول الدراسية إلى ميادين التدريب وصولا لمراكز التسوق ..
رغم حقيقة تجولي لساعات إلا أنني لم أقترب و لو قليلا من مسح المعبد بأكمله ، كان شديد الضخامة و كأنني أتجول داخل مدينة وليس أكاديمية ..
عندما تفقدت الساعة وجدت أنه وقت الظهيرة بالفعل ، هذا ذكرني بحقيقة أنني لم أتناول شيئا طيلة اليوم ..
“هل أجد لنفسي شيئا آكله ؟”
إذا لم تخني الذاكرة فقد تواجد أحد الشوارع المشهورة داخل المعبد ، شارع مميز لن تجد فيه شيئا سوى المطاعم من مختلف الاجناس و الثقافات ..
بعد كارثة البوابات و إنشاء الإمبراطورية إختفت تلك الحدود التي فصلت بين الدول في الماضي ، لذلك رغم أن البشر كانو ينتمون حاليا إلى إمبراطورية واحدة إلا أنك ستجد العديد من الأشخاص ذوي الاصول المختلفة من مكان إلى آخر..
المعبد كان مراعيا عندما بنى هذا الشارع الذي كنت أقف وسطه حاليا ..
مشيت في الأرجاء أتفقد مختلف المطاعم و الأكشاك التي تواجدت على طول الطريق ..
رأيت مختلف المأكولات بكل الأشكال و الأنواع …
بعض المطاعم كانت تقدم طعاما ذو أصول فرنسية ، في الجانب لمحت بعض المطاعم الإيطالية التي جذبت عددا هائلا من الزبائن ..
من المأكولات البحرية إلى مختلف أنواع اللحوم و المعجنات … كل شيء كان موجودا هنا ..
تجول الطلاب في مجموعات مستمتعين بوقتهم بعد تجاوز كارثة الإفتتاح التي تسبب بها المدير بلودمادير ..
لكن لسبب ما لم أشعر بالإنجذاب لأي من تلك المطاعم … رغم أنها كانت أشياء سأكون أكثر من سعيد لتناولها في العادة إلا أنني وجدت نفسي أنفر منها ..
“آه … كم أفتقد ما تطبخه يديك … و كم أفتقدك ..”
حاليا كنت مستعدا لمقايضة باليريون لو تطلب الأمر مقابل الحصول على فرصة أكل ما كانت تعده والدتي ..
يالسخرية … من تصور أن تلك الأطباق البسيطة ستصبح ثمينة لهذه الدرجة الأن.
حككت يدي اليسرى حيث تواجد وشم الأفعى العظيم بينما ضحكت.
“هاها ، آسف يا صديقي لم أقصد ذلك لا تغضب ..”
بينما كنت أعبث بسيفي العزيز توقفت للحظة عندما لمحت مكانا غريبا … أو مألوفا لأكون دقيقا ..
أمامي رأيت خيمة كبيرة بدت أشبه بخيم السيرك ، زينت بمصابيح قديمة مختلفة الألوان ..
في المقدمة رأيت لوحة خشبية عتيقة كتب عليها “خيمة المأكولات التقليدية ”
تجمدت للحظة أنظر إلى تلك الخيمة المنعزلة بوجه فارغ ..
“مستحيل ..”
وجدت نفسي أتجه نحوها دون وعي مني … بعد كل شيء كانت الامبراطورية مبنية فوق ما سمي في الماضي بالقارة الأوروبية لذلك كانت فرص تواجدها هنا ضئيلة ..
عندما دخلت إلى الداخل ضربت وجهي رائحة لاذعة لمختلف البهارات ذات الطعم القوي ..
أمامي رأيت المكان مزينا بطريقة تقليدية تناقضت تماما مع بقية المطاعم من حولنا ، كانت أماكن الجلوس و الطاولات منخفضة جدا لدرجة أنها ستجعلك تتعجب عندما تراها ..
لكن لم يكن هذا سبب الصدمة التي حلت بي في المقام الأول…
لم أكتب عن مكان كهذا في روايتي..
توجهت إلى الداخل لأجد المكان فارغا تماما لدرجة أنني تساءلت ما إذا تواجد شخص ما هنا ..
لكن صوتا عجوزا أخرجني من ذهولي ..
“أوه ماذا لدينا هنا ؟ هل حصلت على زبون أخيرا ؟”
من خلف ستارة بسيطة خرج عجوز قصير بلحية بيضاء كثيفة و ملامح حادة ..
كان جسده عضليا ما خالف سنه تماما ، الطريقة الفوضوية التي توزعت بها عضلاته أثبتت أنه حصل عليها من العمل الشاق و ليس التدريب المناسب ..
هذا الأخير نظر إلي نظرة شك ..
“ماذا ؟ هل ظللت الطريق أنت الأخر و أتيت لتسأل عن الإتجاهات؟”
جلست على أحد المقاعد بابتسامة..
“لا … أتيت لتناول الطعام ..”
“هوه حقا ؟ هل أنت متأكد يافتى من أنك لم تخطئ المكان ؟”
أومأت برأسي بينما مسحت عيناي الأرجاء ..
“أخبرني يا سيدي ، هل هذه حقا خيمة تقدم المأكولات التقليدية ؟”
عبث العجوز بلحيته قبل أن يجيبني ..
“هذا صحيح أيها الفتى لقد ورثت هذا المكان عن أجدادي ..”
“أجدادك ؟”
“أجل”
جاء العجوز ليجلس أمامي و في يده لائحة الطعام التي قدمها هذا المكان ..
هو وضعها أمامي بينما أخذ راحته فوق المقعد ..
لم أستطع سوى أن أضحك كرد فعل…
“هل من المناسب أن تجلس أمام زبونك هكذا ؟”
“لاعليك يا فتى فأنت الزبون الوحيد هنا ”
أمسكت اللوح الخشبي الذي كتبت عليه القائمة لأتفاجأ بما قرأت …
‘هذا حقيقي..’
الزعلوك ، شخشوخة … بيصارة …
ذكرت كلمات لم أكن لأقرأها سوى بعالمي السابق … في المنطقة التي عشت بها ..
وجدت نفسي أقرأ القائمة مرارا و تكرارا غير مصدق بينما كان العجوز يعطيني لمحة تاريخية عن المكان ..
“تعود أصولي إلى أحد المناطق التي تحولت الأن إلى أراضي الكابوس الجنوبية ..”
“لأكون دقيقا كان جدي أحد الناجين الأفارقة من المنطقة التي سميت في الماضي بالمغرب العربي ..”
“لقد ضاعت مختلف ثقافاتهم بالفعل الأن… لكن جدي قد حرص على تلقيني كل ما كان يعرفه و بالتالي ها أنا ذا … أدير هذه الخيمة التي تقدم مؤكلات لا يعرف قيمتها أي أحد … هوي أيها الشاب هل تستمع؟”
بنظرة تملؤها الشوق أنا فقط أومأت له ..
“أنا أستمع ..”
“حسنا هذا جيد … يميل معظم الشباب لتجاهل كلام الكبار هذه الأيام..”
توقف العجوز للحظة قبل أن يسأل ..
“بالمناسبة ، هل إخترت ما ستطلبه ؟”
أومأت كإجابة بينما أشرت إلى القائمة ..
“أريد إثنين من هذه ”
قرب العجوز وجهه ملقيا نظرة على ما طلبته ليبتسم في النهاية ..
“الزفيطي إذا ؟ إختيار جيد يا فتى لكن هل أنت متأكد من أنك ستتحمل طبقين منه ؟”
“لا تستخف بي أيها العجوز ، أنا أكثر من قادر على ذلك ”
“هاها سنرى بشأن ذلك ”
نهض العجوز بينما إرتدى مئزره ..
“هذا الطبق بشكل خاص هو المفضل لدي ، هو يعتمد بشكل خاص على مجموعة متنوعة من التوابل الحارة ما يعطيه طعما خاصا ”
كان العجوز ثرثارا لكنني وجدت نفسي مفتونا بكلامه فكل كلمة قالها كانت تعيدني تدريجيا إلى أجواء عالمي السابق ..
تذكرت تلك الليالي التي كنت أتوجه فيها رفقة أصدقائي في الماضي إلى أحد هذه الخيم ، فقط هذه الذكريات قد تمكنت من جعل يدي ترتعش ..
“أيها العجوز … هل لي أن أسألك عن إسمك ؟”
هو كان يقوم بدك بعض العجين داخل وعاء خشبي عندما سمع سؤالي …
“همم؟ هل تريد أن تصبح صديقي أم ماذا ؟”
“شيء من هذا القبيل ..”
“هاها لا تتوتر يا فتى أنا أمزح معك ، أسمي شاهين ”
إبتسمت عندما سمعت إجابته ..
“و أنا فراي ”
“فراي ؟ أتعني فراي مثل ذلك النبيل سيء السمعة فراي ستارلايت ؟”
يبدو أن إسمي يسبقني أينما ذهبت ..
“هذا صحيح يبدو أننا نملك نفس الإسم على ما يبدو ..”
في الوقت الحالي سأقوم بإخفاء هويتي طالما أستطيع فعل ذلك ..
يبدو أن العجوز شاهين لم يشك بأي شيء عندما أجابني بعبوس
“ياله من فأل شر ، لكن لابأس يا فراي الصغير طلبك جاهز ..”
ضرب العجوز شاهين إثنان من الأوعية الخشبية فوق الطاولة .
“لا تنسى هذا بعد كل شيء هذا الطبق لا يكتمل بدونه ”
هو سكب لي كأسا عملاقا من الحليب قبل أن يجلس أمامي ثانية ..
إجتاحتني تلك الرائحة المألوفة لدرجة أنني تجمدت لبعض الوقت ..
الرائحة اللاذعة لهذا الطبق الحار الذي لم أتناوله منذ زمن طويل … هو كان أمامي الأن..
أمسكت بالملعقة على الجانب بينما وضعة كمية كبيرة داخل فمي دفعة واحدة ..
“على رسلك يا فتى فهذا الطبق حار جدا … لا أظن أنك ستستطيع تحمل ”
هو كان على وشك قول شيء ما لكنه تجمد لثانية عندما رآني ..
بعد الحصول على ذلك الطعم الذي إفتقدته بشدة و الإستمتاع بذلك الدفئ الذي لطالما أردته لم أستطع السيطرة على نفسي على ما يبدو ..
سقط خط من عيني اليمنى … عندما رأيت قطرات من الدموع تتساقط فوق الطاولة أمامي أدركت أخيرا سبب الذي جعل العجوز شاهين متفاجئا ..
“هااااا هل أنت تبكي ؟!”
هو صرخ عندما نهض لكنني أوقفته ..
“توقف أيها العجوز … أنا لا أبكي ..”
غطيت وجهي بواسطة مرفقي الأيمن عندما لم أستطع إيقاف خط الدموع هذا ..
هي فقط سقطت دون إرادة مني ..
لكنني شكرت بشدة … كنت ممتنا ..
شكرا … شكرا … أنا لا أزال أستطيع البكاء..
منذ وصولي إلى هذا العالم مرورا بكل ما عانيته داخل أراضي الكابوس و طائفة الظلال ..
العودة إلى عائلة ستارلايت و إضطراري لقتل البشر للمرة الاولى ..
في مرحلة ما أنا أصبحت قاتلا ..
رغم أنني رفضت تصديق الأمر إلا أنني كنت قد بدأت أصاب بالجنون شيئا فشيئا ..
كنت قد بدأت أتساءل … ‘هل سأكون نفس الشخص عندما أعود إلى عالمي… إلى عائلتي ؟’
هل سيكونون سعداء برؤية هذا الشخص الذي تحول إليه إبنهم ؟
بينما كنت أفقد نفسي ببطء أتى شيء سخيف كهذا ليذكرني بما كنت عليه..
” شكرا … شكرا لك أيها العجوز … في النهاية أنا لازلت أستطيع ذرف الدموع … لم أفقد نفسي بعد ..”
“مالذي تقوله أيها الفتى ؟ هل كان طبقي سيئا لدرجة أنه جعلك تبكي ؟”
رأيت العجوز يحاول مد يده لأخذ الطعام من أمامي لكنني أوقفته…
هو نظر إلي بذهول عندما رآني آكل ما تبقى بداخل الوعاء بسرعة هائلة دون أن أترك لنفسي المجال للتنفس حتى ..
“اللعنة … سحقا لك أيها العجوز ، هذا ألذ ما تناولت طيلة حياتي ”
في النهاية هو وقف فقط بجانبي مراقبا إياي آكل كل شيء بسرعة فائقة ..
رغم الطعم الحار الذي غزى لساني إلا أنني لم أتوقف أبدا ..
في النهاية وضعت الملعقة فوق الطاولة عندما أنهيت كل شيء … كان جسدي لا يزال يرتعش حتى الأن.
في تلك اللحظة ربت العجوز شاهين على ظهري ..
“لا أعلم ما يحصل معك يا فتى .. لكنها أول مرة أرى شخصا يبكي بعد تناول ما أعده … تعال فالتبقى هنا بقدر ما تريد ..”
“شكرا لك … ”
لم تكن هنالك أي مرآة أرى منها نفسي في الوقت الحالي ، لكن و لأول مرة منذ زمن طويل … أنا إبتسمت إبتسامة حقيقية داخل هذا العالم..
…
…
…
أمسكت بالكوب الذي وضع فوق الطاولة و شربت بنهم الحليب المسكوب بالداخل…
تنهدت بارتياح قبل أن أضرب الكأس فوق الطاولة ..
“أيها العجوز ، إذا كان لديك إبنة فسأتزوجها ..”
عبس شاهين الجالس أمامي عندما سمع ما قلته ..
“أيها الفتى الوقح أنت أكلت طعامي و لم تدفع حتى الأن و ها أنت ذا تريد إبنتي ؟ ستأخذ مؤخرتي القديمة أيها اللعين ..”
“هاها طريقة الكلام هذه لا تناسب عجوزا مثلك ، لكنك محق فأنا لم أدفع بعد ..”
أدخلت يدي داخل جيبي و سحبت عملة ذهبية مستديرة قبل أن أضعها فوق الطاولة ..
في تلك اللحظة لم يستطع العجوز شاهين إخفاء الصدمة من وجهه ..
“يا فتى … هذه ؟”
“خذها .. هذا ثمن أتعابك معي ”
“هل قلت أن إسمك فراي ؟ هل تدرك ما تقوم به الأن؟”
أومأت برأسي ردا ..
رد فعله كان أمرا طبيعيا ، بعد كل شيء كان ثمن الطبق الذي تناولته بضع قطع نحاسية ، لم تكن فضية حتى ..
قطعة فضية تساوي 100 قطعة نحاسية ..
و بالمثل قطعة ذهبية تساوي 100 قطعة فضية…
ما يعني أن العجوز الأن قد أدخل ثروة ستكفيه لأشهر .
هذا الاخير لم يتردد لأنه سرعانما سحب القطعة الذهبية ليضعها بجيبه ..
“مادمت مدركا لما تفعله فسآخذ هذه ”
هذا العجوز لم يفشل في جعلي أضحك أبدا..
“هوه؟ توقعت أنك ستقوم بمحاولة ثنيي عن الأمر ، لكن أنظر الى نفسك … أخذتها مباشرة ..”
إبتسم العجوز شاهين بطريقة أظهرت أسنانه عندما شد لحيته ..
“إسمعني يا فتى … هذه الحياة علمتنا العديد من الدروس … أولها هو أن لا تتردد في شيأين …”
رفع العجوز إصبعين ..
“الأول هو الطعام ، لا تتردد في أخذ ما يملؤ بطنك ”
“الثاني هو المال ، لاتخجل من أخذ ما يملؤ جيبك ”
*بفتتتت*
“أنت محق تماما أيها العجوز ..”
يبدو أنني كنت الزبون الوحيد ما جعلني أدردش لبعض الوقت مع العجوز شاهين ..
في النهاية غادرت الخيمة راضيا تماما بعدما أمضيت ساعة كاملة بالداخل ..
“أيها العجوز لقد حصلت على زبون دائم للتو !”
لوحت لشاهين ليفعل هو الأخر المثل…
“هاها هذا رائع ! أحضر أصدقاءك المرة القادمة !”
خرجت أخيرا بعد توديع العجوز..
“أصدقاء هاه ؟”
آسف … لكنني لا أملك شيئا كهذا هنا ..
شققت طريقي عائدا نحو إقامة النخبة ..
لقد صرفت قطعة ذهبية كاملة ، لكنني لم أكن قلقا بشأن المال … بعد كل شيء كانت آدا هناك من أجلي ..
تنهدت بعمق مخرجا أنفاسي الحارة ..
“كان هذا منعشا ..”
لقد حصلت على ما يكفي من الطاقة للتعامل مع الشخصيات الرئيسية ثانية ..
…
…
…
و ها أنا ذا وجدت نفسي أقف داخل قاعة الإنتظار العملاقة من السابق ..
تكرر المشهد أمامي ما عدا حقيقة أنني كنت الشخص الوحيد الذي وقف هنا حاليا ..
“هل ذهب الجميع إلى غرفهم ؟”
صعدت الدرج المؤدي إلى الطابق الأول …
“في الوقت الحالي سأتفقد غرفتي …”
كانت إقامة النخبة مكونة من 7 طوابق.
كل طابق إستقبل سنة دراسية مختلفة لذلك كنت في الطابق الأول بطبيعة الحال بما أنني في السنة الأولى ..
عندما وصلت الى الطابق الأول إنفصل الطريق أمامي إلى إتجاهين …
لم أعلم إلى أين يجب أن أذهب لذلك إتجهت يمينا بشكل عشوائي ..
كان المكان ضخما و إحتوى على العديد من المرافق بالإضافة إلى غرف الطلبة ..
كانت الأقامة مختلطة بين الذكور و الإناث بحيث أنه لم يكن من المفاجئ رؤية غرف متجاورة لذكر و أنثى في هذا المكان ..
“ذلك المدير اللعين ”
قام بذلك الخطاب المرعب عن الحرب و ما إلى ذلك لكن الواقع كان معاكسا لكلامه…
بعد كل شيء كان الجنس البشري مهددا بالإنقراض من وقت ليس ببعيد لذلك هم يشجعون على التزاوج بين النخبة بطريقة غير مباشرة ..
على أي حال كنت أتجول سارحا في أفكاري عندما سمعت صوتا أنثويا من الجانب…
“هاي ، مالذي تفعله هنا ؟”
إستدرت بشكل تلقائي لأجد فتاتا بشعر أحمر ناري و أعين مشتعلة ببشرة بيضاء…
هي كانت تجلس بطريقة مسترجلة فوق أريكة فاخرة ..
كانت تنظر إلي بتعالي عندما قالت كلماتها في السابق..
إنتظر … الشعر الأحمر الناري و السلوك المتعالي … هل هذه سكارايت ؟!
لم أجد صعوبة في التعرف على ابطال روايتي … هذه الفتاة هي إبنة لورد عائلة صنلايت … سكارايت صنلايت..
إذا كانت الإجابة نعم ، فقد علقت مع شخص مزعج على ما يبدو ..
“هاي أنا أتكلم معك الا تسمع ؟”
إستدرت نحوها بابتسامة…
“أسمعك أسمعك …”
“همف إذا كنت تفعل فالتغادر بالفعل ..”
يبدو أنني أخطأت في السابق و دخلت الجهة المخصصة للفصل A ، لكن سلوكها هذا كان مشكلة لذلك قررت التصعيد ..
“هوه؟ ولماذا أغادر؟”
“هل أنت غبي أم ماذا ؟ هذه منطقة الفصل A لا مكان لأمثالك هنا ”
لسانها كان لاذعا مثل تصرفاتها ..
“آسف أنا لم أرى أي قانون يمنع دخولي لهذا المكان ، أم أن اللورد إيريس قد إشترى هذا المكان دون علمي ؟”
يبدو أن ذكر إسم والدها كان كافيا لإثارة غضبها لانني رأيت بعض النيران تشتعل فوق جسدها في الوقت الحالي ..
“أيها اللعين ، مالذي قلته للتو ؟!”
بسماع صوتها العدائي أنا فقط ضحكت ..
“أظنك سمعتني بوضوح ”
“يبدو أنك بحاجة لمن يركلك خارج هذا المكان ”
هي وقفت بالفعل بينما واصلت الضحك ..
“و من سيفعل هذا ؟”
هي عبست عندما سمعت كلامي ..
“هل وجودي غير كافي لملئ عينيك ؟”
كإجابة على كلامها أنا رفعت يدي بطريقة جاهلة…
“كل ما يملؤ عيني هو تلك المؤخرة الضخمة التي تمتلكينها ~”
يبدو أنني ضربت الوتر الحساس بكلامي الأخير عندما رأيت كرة نارية عملاقة تتجه نحوي..
لحسن الحظ كنت سريعا بما فيه الكفاية عندما تجنبت الهجوم بسهولة.
إصطدم الهجوم الناري بالجدار الذي على ما يبدو كان قويا بما يكفي لمقاومة الضربة …
“هاي هاي لما الغضب ؟ هل قلت شيئا خاطئا ؟”
“اللعين !”
رأيت سكارايت تندفع نحوي … كنت أعلم أنها كانت إنفعالية لكنني لم أتوقع أن تقوم بمهاجمتي بالفعل..
سكارايت المتهورة قد أدركت أنها لا تستطيع تدمير المكان بهجماتها بعيدة المدى والا ستقع في مشلكة ، لذلك سرعانما غرقت ذراعيها النحيلتين داخل اللهب قبل أن تندفع نحوي ..
هي إختارت القتال قريب المدى رغم حقيقة أنها كانت متلاعبة بالموجات ..
“كما هو متوقع من شخص متهور مثلها ..”
بدأت سكار تلكم نحوي بعنف لكن حركاتها كانت سهلة التنبؤ لدرجة أنني لم أضطر لإستعمال عين الصقر حتى ..
“عزيزتي إذا كنت تريدنني لهذه الدرجة فلا داعي للعجلة فأنا لن ٱذهب إلى أي مكان ~”
واصلت العبث معها بينما زاد الإحمرار على وجهها من شدة الغضب خصوصا عندما لم تستطع لمسي ..
“لست سوى كلب جبان لا يعرف سوى كيف يتفادى !”
“ياله من لسان قذر تمتلكينه ”
بحركة خاطفة حظرت قبضتي سكار الغارقة باللهب قبل أن أقوم بحركتي ..
“آسف ، لست نبيلا بما يكفي لكي لا أرد الضرب حتى و لو كان من فتاة مثيرة مثلك ~”
بركلة نحو معدتها أرسلت سكار طائرة لتصطدم بحائط قريب ..
وضعت يدي داخل جيبي في تلك اللحظة ..
“شكرا على اللعب معي ”
شققت طريقي تاركا سكارايت تسعل بجانب الحائط بينما لعنتني بشدة ..
“لعين … *كحة* … إلى أين تظن نفسك ذاهبا ؟!”
“إلى أين ؟ غرفتي بطبيعة الحال فهذا ليس مكاني … و إسمي فراي و ليس لعين ..”
تجاهلت صراخها المزعج عندما شققت طريقي بعيدا لكنني أجبرت على التوقف عندما رأيت سيفا مشتعلا يقطع نحوي بسرعة هائلة ..
“عين الصقر”
بالتنسيق بين عين الصقر و خطوة الشبح تجنبت الضربة التي كانت على وشك قطع رأسي ..
ظهرت بعيدا عن خصمي ..
ألقيت نظرة فاحصة عليه لأجد فتى بمثل سني يقف هناك بشعر أحمر ناري و أعين حمراء بسيف طويل في يده ..
“إيفان !”
صرخت سكار لأدرك هوية الشخص الماثل أمامي ..
“رائع الأخت في البداية و الأن الأخ… يبدو أن أبناء إيريس يريدون العبث معي ..”
ألقى إيفان صنلايت نظرة على أخته قبل أن يحترق الغضب على وجهه
“كيف تجرؤ على فعل هذا بها ”
“هل ستصدقني إذا أخبرتك أنها من بدأت ؟”
برؤيته لوجهي المبتسم لم يهتم إيفان بأي شيء عندما إندفع نحوي وسط دوامة من اللهب ..
أضطررت لأخذ الأمور بجدية هذه المرة بما أن خصمي كان مبارزا لذلك سرعانما سحبت سيفا من خاتمي .
لففت نفسي داخل موجة من الأورا المظلمة عندما إندفعت نحوه أنا الاخر..
وسط مهجع النخبة إندفع خط أحمر و آخر أسود إلى بعضهما البعض قبل أن يتوقف كلانا في اللحظة الأخيرة..
كان سيفي على وشك الإلتحام بسيفه ، لكن موجة من البرق قد ضربت المساحة التي كنا سنصطدم بها بدقة ..
تراجع كلانا في تلك اللحظة متفادين الضربة شديدة السرعة التي هددت بحرقنا أحياء ..
إستدرت نحو مصدر الهجوم لأرى فتى بشعر أشقر و أعين ذهبية..
“هلا أوقفتما هذه الفوضى ؟ نحن داخل المهجع و ليس ساحة التدريب كما تعلمون ..”
رغم أنه كان يبتسم ، لكن سواءا إيفان أو سكارايت… كلاهما تجمد على الفور ..
الأمير ، إيغون فاليريون..
شق هذا الأخير طريقه نحوي بنفس الابتسامة..
“فراي ستارلايت ، يالها من مصادفة … لقد كنت أبحث عنك ..”
رفعت حاجبا كرد فعل ..
“تبحث عني ؟”
تحولت إلى الجدية على الفور … الأمير أمامي لم يكن شخصا أردت العبث معه بعد كل شيء ..
إيغون فاليريون… مالذي تريده مني ؟
…
…
…
سكارايت صنلايت – A5
الوظيفة : متلاعب بالموجات
الفئة : D-
إيفان صنلايت – A6
الوظيفة :مبارز
الفئة : D-
إيغون فاليريون – A3
الوظيفة : مبارز
الفئة : D