منظور الشرير - الفصل 24
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
“هوف”
أخذت نفسا عميقا … متأملا جسدي المثخن بالجراح ..
“هاها … أنا في حالة مزرية”
رغم أنها كانت مجرد جروح سطحية لم تحمل أي خطورة الا أنها إصابات كنت أستطيع تجنبها ..
معارك حياة أو موت مثل تلك تحتاج إلى تركيز مطلق و إنغماس تام في أجواء المعركة .
لكن عقلي كان بعيدا معظم الوقت عن جسدي … كم مرة تجمدت مكاني عندما كنت أرى جثث خصومي تسقط..
لحسن الحظ هم لم يكونو أعلى مني بكثير… لو جاء قاتل في الفئة B أو أعلى و واجهني و أنا في تلك الحالة لربما كنت الشخص الميت الأن…
“أقتل المشاعر الغير ضرورية..”
صفعت نفسي بينما شققت طريقي ..
“السحرة بالذات وجود أخطر مما توقعت … عندما تم نقلي إلى ذلك البعد المنفصل لم أستطع فعل أي شيء لمنع حدوث ذلك ..”
كنت دون دفاع ضد التعاويذ السحرية و هذه كانت كارثة ..
“يجب أن أفعل شيئا ما حيال ذلك..”
فجأة أحسست بموجة من الصداع الحاد ..
أمسكت برأسي محاولا فهم ما يجري..
بدأت موجة من الألم الحارق تعصف بجسدي لدرجة أنني سقطت على ركبة واحدة تلقائيا ..
“مالذي يحدث هنا بحق ؟”
فجأة إنتبهت لأحد الجروح الموجودة على ذراعي لأرى مادة خضراء لزجة تغزو جرحي ..
“هل هذا … سم؟’
بدأ الألم يصبح أقوى و أقوى عندما بدأت الأرض تدور من حولي ..
اللعنة … هل كانت خناجر أبناء السافلة تحمل السم ؟!
“يالي من غبي ..”
هم قتلة … بالتأكيد سيحاولون قتلي لا هزيمتي ..
تبا ..
كانت الإصابات كثيرة على جسدي بعد القتال المتهور الذي خضته ..
لابد أن كمية هائلة من السم تجري داخل عروقي الأن..
لعنت بينما قاومت موجة الغثيان المصحوبة بالألم التي هددت بأن أفقد وعيي ..
“يجب أن أفعل شيئا ..”
سحبت حاسوبي الشخصي على الفور ..
لحسن الحظ كنت أملك فكرة مناسبة للتعامل مع هذا الوضع..
أضفت على الفور موهبة جديدة الى فئة المواهب ..
{مناعة ضد السموم} : 2000 نقطة إنجاز
نقاط الإنجاز الحالية: 6700
اللعنة على هذا النظام ..
الموهبة الأولى كلفتني 500
الثانية 1000..
و الأن هذا يريد 2000 ؟!
كانت النقاط المطلوبة تتضاعف في كل مرة ..
لم أملك الخيار لذلك سرعانما وافقت لتظهر موهبة جديدة بجانب مواهبي الاخرى بعد دفع 2000 نقطة إنجاز أحسست و كأنهم قطعوها من جسدي ..
و ماهي الا ثواني لأفقد الوعي و أسقط هناك بعدما نال مني الإرهاق ..
…
…
…
دغدغ نسيم الهواء وجهي عندما بدأ وعي يعود تدريجيا ..
عندما فتحت عيني رأيت سقفا مألوفا …
“مرحبا بك مجددا”
كم مرة فقط رأيت هذا السقف؟؟
بابتسامة رفعت الجزء العلوي من جسدي لأجد نفسي وسط سرير الملعب حيث بدأ كل شيء ..
كنت ملفوفا بضمادات غطت جروحي بأكملها ..
أحسست بالخمول ما أثبت حقيقة أني كنت فاقدا للوعي لبعض الوقت الأن..
في تلك اللحظة دخلت آدا إلى الغرفة بتعابير دلت على القلق ..
“فراي… لقد إستيقظت..”
“أجل … منذ متى و أنا فاقد الوعي ؟”
ترددت آدا في البداية لكنها جلست بجانبي عندما رأت أنني بخير..
“هذا هو اليوم السادس ..”
“اللعنة”
أنا قفزت من مكاني..
“هذا يعني أن الإفتتاح غدا !”
عندما رأتني آدا أتحرك بتلك الطريقة تدخلت على الفور ..
“فراي أنت لا تزال مصابا مالذي تفعله !”
لكنها توقفت عندما رأتني أرمي الضمادات على الأرض … تحتها كان جسدي الرياضي في أحسن أحواله دون ترك ندبة واحدة حتى ..
منذ تلك الحادثة داخل طائفة الظلال أصبحت أتعافى بسرعة قياسية ..
إبتسمت بينما فتحت يدي ..
“أنظري … أنا بخير تماما..”
“فعلا ..”
لم تصدق آدا في البداية لدرجة أنها لمست أماكن إصاباتي لكنها لم تجد شيئا ..
إرتديت قميصا أسود بأكمام طويلة ثم جلست بجانب أختي ..
هذه الأخيرة لم تعد تتردد الأن بعدما رأت أنني تعافيت بالفعل، لذلك هي طرحت السؤال الذي كنت أنتظرها أن تطرحه ..
“فراي مالذي حدث ؟ وجدتك مغمى عليك وسط العديد من الجثث … في البداية صدمني الأطباء عندما أخبروني أنه تم تسميمك … ثم سمعت حقيقة أنك تملك مناعة ضد السم … أنا لم أعد أفهم شيئا ..”
تنهدت في تلك اللحظة ..
الأن سيبدأ العالم باكتشاف مواهبي بعدما كنت عديم موهبة … بالتأكيد سأتعرض لردة الفعل هذه..
أمضيت النصف ساعة التالية أشرح لآدا عن ما حدث ، كيف تمت مهاجمتي … و ما الى ذلك ..
بالنسبة للمناعة ضد السموم أخبرتها أنني أيقضتها مؤخرا فقط ..
“إذا هناك من يرغب بموتك ..”
بسماع كلامها أنا ضحكت ..
“من يرغب بموتي ؟ الإجابة واضحة يا آدا … هناك لعين عجوز واحد قد يفعل شيئا كهذا ..”
وضعت آدا يدها تحت ذقنها عندما دخلت في تفكير عميق ..
“حسنا لم أكن لأجزم بذلك … فراي ، بعد كل شيء يرغب الكثيرون بموتك ..”
“اه.”
في تلك اللحظة تذكرت ثانية من كان صاحب هذا الجسد … فراي اللعين ، لكن لم يكن يفترض أن يقوم بالعديد من الأمور الفظيعة بعد … هل هناك حقا هذا العدد من الذين يريدونني ميتا ؟!
“لكنني أتفق معك … ليونايدس هو أقرب شخص قد يفعل هذا ..”
أومأت ..
“هل عثرتي على أي أدلة ؟”
هي هزت رأسها بالنفي ..
“لا ، لقد كانو محترفين … لم يتركو أي أثر على جثتهم ..”
توقفت لثانية قبل أن تكمل كلامها ..
“لكنني أبلغت الآنسة كارمن بالفعل و هي ستتولى الأمور من هنا..”
تنهدت بوجه متعب ردا على ذلك..
“آمل أن تفعل ..”
…
…
…
جبال أوكلاس -مقر عائلة ستارلايت –
عمت الفوضى مكتب ليونايدس عندما إقتحمت إمرأة جامحة المكان ..
طارت الأبواب بعد تلقي ركلة مدمرة لتصطدم بعنف بالحائط خلف ليونايدس ، هذا الأخير لم يتحرك ولم يجفل للحظة ..
رفع رأسه ليقابل كارمن أمامه ..
هذه الآخرة كانت تضغط بنظرة باردة قبل أن تفتح النار على نظيرها ..
“هوي أيها العجوز… هلا فسرت لي ما حدث ؟”
بلامبالاة هو رد ..
“أفسر ماذا ؟”
“تعرف ما أعنيه ..”
هز ليونايدس رأسه ..
“كيف لي أن أعرف مالم تخبريني ؟”
ضربت كارمن يديها على المكتب ما هدد بتحطيمه بينما وضعت وجهها بالقرب من ليونايدس بطريقة مستفزة ..
“إلى متى ستستمر بالعبث أيها العجوز ؟ سمكة بحجم حوت مثلك تريد السباحة داخل حوض زجاجي … ألم تأخذ كفايتك بعد؟”
كانت أعصاب الاسد الخالد فولاذية لأنه لم يظهر أي تغيير على تعابيره ..
“كما قلت من قبل … لا أعلم عما تتحدثين .”
كانت كارمن إمرأة تملك مزاجا ضيقا لذلك كانت مثل بركان يهدد بالإنفجار في أي لحظة بعد رؤية تصرفات ليونايدس ..
“انا أتحدث عن فراي اللعنة … لقد تخلى عن منصبه ، ذهب الى الجحيم نفسه ثم عاد أخيرا … لماذا ..”
سحبت كارمن العجوز أمامها من ياقته …
“أخبرني لماذا لا تزال وراءه بحق؟!..”
في تلك اللحظة … و لمدة وجيزة تغيرت أعين ليونايدس عندما ظهرت صورة في ذهنه ..
صورة لنفسه ساقطا على الارض بطريقة مذلة ، أمامه وقف رجل في الثلاثينيات من عمره…
لو أمعنت النظر في ملامح ذلك الرجل ستكتشف أنه نسخة فراي الكبيرة … أو أبوه لنكون دقيقين..
هذا الاخير كان يحمل سيفا عظيما في يده … أعينه السوداء الشبيهة بالدوامات إبتلعت ليونايدس و كبرياءه تماما في ذلك اليوم..
هذا المشهد لا يزال محفورا داخل عقل الأسد الخالد…
هو لم يسمح لنفسه بالإنهيار لذلك سرعانما أبعد يد كارمن ..
“للمرة الأخيرة… لا أعلم عما تتحدثين .”
تراجعت كارمن بضعة خطوات بينما إبتسمت بطريقة ساخرة..
“الا تزال تحمل عقدة النقص تلك ضد عائلة أخيك ؟”
مجرد كلمات… لكن الضغط المدمر الذي إنفجر من جسد العجوز أثبت أنها كانت مؤدية أكثر من السيوف ..
“كارمن ”
صاح ليونايدس بصوت عميق ..
“إنتبهي لكلماتك ..”
راقبت كارمن خصمها بفضول ..
كلاهما مارس أسلوب “غبار النجوم” ، كما أنهما كانا الوحيدين من الأحياء اللذان بلغا المستوى السابع من هذا الأسلوب في الوقت الحالي ..ناهيك عن حقيقة أن كلاهما في الفئة S+ ..
بتعبير آخر هما كانا في نفس المستوى ، لكن ليونايدس كان أكبر بكثير … لا أحد علم مالذي كان يخفيه تحت أكمامه ..
بمعرفتها لذلك لم تغامر كارمن كثيرا ..
“فهمت فهمت … لادعي للغضب ..”
هي إستدارت وشقت طريقها للخروج ..
لكنها توقفت عند المدخل ..
“ليونايدس… لقد إنتهى زمننا … أترك الساحة للصغار … هذا أو واجه حوتا بنفس حجمك ..”
العجوز الخالد فهم التحذير وراء كلماتها ..
غادرت كارمن ليبقى العجوز وحيدا ..
ضربة من قبضته حولت مكتبه الذي أستبدل مؤخرا فقط إلى غبار ..
“اللعنة”
لم يتوقع أن ينجو فراي من فخه ..
كانت تلك فرقة كافية للإطاحة بشخص في الفئة B ، ناهيك عن طفل في الفئة D..
هل يملك شخصا يدعمه في الخفاء ؟
كان هذا أكثر إستنتاج منطقي جاء به …
الأن فراي سيدخل المعبد و سيصبح بعيدا عن قبضته ، كما أنه مراقب بشدة في الوقت الحالي ..
جلس العجوز هناك منهزما ..
في البداية أخوه … اللورد الثاني إيزان ستارلايت ، ثم الثالث آبراهام ستارلايت…و الأن فراي ..
شد الأسد الخالد قبضته بجنون ..
“لن أفشل هذه المرة ”
لا يبدو أن تصميم ليونايدس قد ضعف ما أثبت أن المعركة ضد فراي … ستستمر ..
…
…
…
منظور فراي ستارلايت
وفقت حاليا أمام بوابة عملاقة ..
لم أستطع إخفاء دهشتي عندما ألقيت نظرة على ما كان أمامي ..
رأيت أسوارا عالية ، إنبثق منها حاجز شفاف شكل قبة عملاقة ..
قبة قامت بحماية مكان مقدس … كان عبارة عن مدينة بحد ذاته ..
الأن ، كنت أقف أمام المعبد ..
رحلة اليوم هددت بسقوط فكي على الأرض..
في البداية إندهشت عندما دخلنا العاصمة بلغراد التي تواجد المعبد داخلها..
خصوصا عندما رأيت خطوط الترام الجوية ، ذلك القطار الذي يمر على كل ركن من أركان العاصمة العملاقة..
والان ها أنا ذا أدخل المعبد بعد طول إنتظار ..
كان المكان ضخما حقا ، فقط من مكاني رأيت عشرات المباني الهائلة التي بلغت السماء ..
أمامي رأيت طابورا لا ينتهي من الطلاب الذين خضعو لفحص أمني شديد أثناء دخولهم ارض المعبد..
طبعا أنا لم أهتم بالطابور الذي لا ينتهي بل شققت طريقي مباشرة نحو البوابة بعد توديع أختي ..
و السبب كان بسيطا … لقد كنت من النخبة ..
بعد الوصول إلى الأمام تم توقيفي من قبل شخص ذو جثة ضخمة بمزاج حاد ..
حقيقة أنني لم أستطع الشعور بأي شيء من جسده أظهرت أنه كان أعلى مني بكثير..
“الإسم”
هو سأل بكلمة واحدة فقط ..
“فراي ستارلايت”
رأيت تغييرا طفيفا في تعابيره لكنه سرعانما عاد إلى بروده ..
عبث هذا الاخير بلوح رقمي في يده ما جعله يبدو مثل غوريلا مثقف في مشهد غريب لم يناسبه ..
في النهاية هو أومأ ..
“فراي ستارلايت … فصل النخبة … الرتبة B-9”
بعد تأكيد معلوماتي أشار إلي..
“من هنا .”
شققت طريقي إلى الداخل خلف الرجل أمامي ..
لقد دخلت المعبد أخيرا .