منظور الشرير - الفصل 22
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
منظور فراي ستارلايت
بعد الإحماء ألقيت نظرة على سرب الوحوش الذي أحاط بي ، أحصيت 38 فردا …
كان الإمتحان متنوعا جدا بحيث أن لكل وحش طريقة خاصة للتعامل معه ..
لكن .. هذا فقط في حال ما كنت أضعف من الوحش نفسه…
فجأة تذكرت تلك الروايات التي كنت أقرأها في الماضي عن الابطال الذين ينتقلون إلى عوالم جديدة و يضطرون لدخول أحد الأكادميات مثل المعبد ..
أغلبهم واجهو مواقف شبيهة بالتي أواجهها حاليا ..
كلهم دون إستثناء يقومون بإخفاء قوتهم بذريعة أنهم أضعف من أن يحمو أنفسهم و يفضلون العمل في الظل و كل ذلك الكلام الفارغ ..
ثم يظهرون قوتهم في النهاية مفاجئين الجميع ..
أيفترض بي أن أقول “واو البطل رائع ياللهول لم أتوقع هذا ” ؟
لطالما تساءلت عن هذا الغباء ..
مالفائدة من جعل نفسي أبدو ضعيفا و التعرض للإذلال من طرف الآخرين ثم أفاجئهم في النهاية ؟
لماذا لا أركل مؤخراتهم اللعينة منذ البداية و أتفادى كل هذا الإزعاج ؟
أخذت نفسا عميقا قبل أن أدفع بنفسي إلى حدود قوتي ..
“خطوة الشبح”
إجتحت حشد الوحوش أمامي بسرعة يصعب تتبعها ..
إستهدفت أحد السحالي الصخمة التي كانت تحاول الزحف نحوي سابقا ..
لوحت بسيفي المشبع بالأورا المظلمة محولا السحلية إلى قطع لحم ..
بإبتسامة بدأت أتنقل من وحش إلى آخر دون الإبطاء من سرعتي ..
“دعوني أريكم أيها الحمقى كيف تتم الأمور..”
بضربة واحدة فصلت رأس رجس السلطعون عن جسده ثم أكملت طريقي ..
“السر ليس في إخفاء قوتي … بل إخفاء أوراقي الرابحة”
سأدمر كل ما يقف في طريقي منذ البداية مستعملا قوتي الكاملة ، الجميع يريد قتلي في هذا العالم لذلك لابد من أن اريهم ..
كان مخلوق الغولم أصلب مما توقعت لكن تدميره لم يكن مشكلة عندما إستعملت تقنيات أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل الساحقة ..
فاليعلم الجميع..
أن العبث معي فكرة خاطئة ..
توقفت في النهاية وسط بحر الجثث … توقف المؤقت العملاق في السماء مظهرا أنني أنهيت الإختبار في 10 دقائق تقريبا ..
أنا أعلم أن أدائي هذا سيصدم الكثيرين ، لكنهم لن يفكرو ولو للحظة أن هذا فقط جزء مما أقدر عليه ..
لدي النظام الغبي إضافة إلى باليريون للتعامل مع أي شيء يخرج في وجهي ..
لذلك هلمو إلي أيها الحمقى ..
عندما كنت غارقا داخل أفكاري الجامحة أعادني صوت أنثوي إلى الواقع ..
“المرشح رقم 5780 ، فراي ستارلايت..”
“عمل رائع لقد أنهيت إختبارك العملي بتوقيت قياسي ، يرجى التوجه إلى البوابة التالية لإكمال الإختبار .”
إبتسمت عندما سمعت كلامها ..
بالتأكيد هو وقت قياسي ، أنا واثق من أنني ضمن أعلى 5 على الأقل بهذا التوقيت ..
على رغم من أنني مؤلف هذا الإختبار في المقام الأول الا أن الوحيد الذي أعرف نتيجته كان بطل القصة … أما الباقي فإكتفيت بذكر ترتيبهم ، لذلك كنت أجهل كم كان ترتيبي بالضبط ..
في أحسن الأحوال… أنا الثاني .
كان المركز الأول مستحيلا ..
بعد كل شيء … توقيت بطل القصة … سنو كان دقيقة واحدة فقط ..
تنهدت عندما تذكرت أنني مضطر لهزيمته في النهاية ..
لكن لا بأس ، أظنني ضمنت الدخول الى فصل النخبة الأن..
بعيدا عن حقيقة أن الشخصيات الرئيسية بأكملها تواجدت هناك ، أعطى فصل النخبة إمتيازات هائلة كنت بحاجة إليها ..
دون ذكر أن أحداث الربع الأول من القصة تدور كلها حول ذلك الفصل داخل المعبد..
وصلت في النهاية إلى البوابة لأجد الثنائي من الوقت السابق بانتظاري ..
“عمل رائع ، لورد فراي”
أومأت لهم .
“شكرا”
بقيت تعابيرهم رسمية حتى النهاية لكن كلماتهم التالية ضربت مسمارا في رأسي ..
“لقد أبليت جيدا في الإمتحان العملي ، لم يبقى سوى الإمتحان الكتابي و ننهي الإختبار ”
الإمتحان الكتابي ..
‘اللعنة’
لماذا أستمر بنسيان الأمور المهمة بحق …
ضربت رأسي مدركا حجم الورطة ..
هذا الامتحان اللعين يتعلق بشكل مباشر بتقنيات هذا العالم التي لم أكن أفقه فيها شيئا… مالذي يفترض أن أفعله الان ؟
متجاهلين محنتي قادني الثنائي إلى أحد الغرف المنعزلة ، جلست فوق طاولة بينما وضعت أمامي عشرات الأسئلة التي تنتظر الإجابة ..
“لديك ساعة واحدة ، لورد فراي …بالتوفيق ”
توفيق ماذا أيتها السافلة ؟ أنا لا أعلم شيئا عن هذا الهراء ..
تذكرت في هذه اللحظة آدا التي ظلت تسألني باستمرار ما إذا كنت جاهزا للإمتحان … هي كانت تعني هذا بعد كل شيء ..
اللعنة … إذا حصلت على نتيجة كارثية لربما لن أستطيع دخول فصل النخبة الأن..
“ماذا أفعل ؟”
أخذت نفسا عميقا..
إهدأ … لربما أستطيع حل هذا الهراء بالمعرفة التي أملكها كمؤلف ..
ألقيت نظرة على ورقة الأسئلة و قرأت السؤال الأول..
دب الألب ، رجس قوي يسكن المناطق الشمالية من أراضي الكابوس ، نظرا لقدرته العالية على مقاومة البرد هو يعيش في الأماكن الباردة فقط .
سبب هذا الرجس مشاكل كثيرة للجنس البشري بحيث أنه يهاجم أثناء العواصف الثلجية ، لكن البشر تمكنو أخيرا من إكتشاف نقطة ضعفه .
س1 : ماهي نقطة ضعف دب الألب؟
س2 :ما هو تصنيفه ؟
س3 :سلاحه الأقوى؟
عندما قرأت السؤال أدركت أن أمري قد إنتهى ، أنا لم آتي بذكر هذا الشيء منذ بداية الرواية لذلك لا أعلم من أين ظهر ناهيك عن نقاط ضعفه .
“اللعنة ، هذا العالم يواصل العبث معي ”
تريد العبث ؟ لنفعل ذلك ..
أنا كتبت بالحرف الواحد
نقطة الضعف : المؤخرة .
أتمنى أن يعجبهم هذا ..
واصلت قراءة باقي الاسئلة لكنني فقدت الامل عندما أكتشفت أنها تتكلم عن تكنولوجيا هذا العالم التي لم أكن أفقه فيها شيئا ..
“لم أظن أنني سأكون مضطرا لترك ورقة إجابة فارغة منذ أيام الجامعة ..”
تنهدت ..
على هذا المنوال أنا لن أستطيع دخول فصل النخبة ، حتى و لو كان الإمتحان العملي هو الأهم ، لكن الكتابي له تأثير هو الأخر..
عندما فقدت الامل أخيرا لمحت أحد الاسئلة في الأسفل… سؤال تكلم عن الخواص و الأساليب القتالية ..
“إنتظر..”
عندما أمعنت النظر وجدت بعد الأسئلة هنا و هناك … أسئلة أثارت إهتمامي ..
“أنا أعرف الجواب ..”
كمؤلف لهذا العالم بذلت جهدا كبيرا لبناء موازين القوى ، لذلك وجدت نفسي أجيب على الكثير من الأسئلة دون أن أدري ..
“قد يعمل هذا !”
رغم أنني لم أجب على الكثير الا أنني تفاديت ترك ورقة الإجابة فارغة..
حاولت إستحضار ذكريات فراي القديم للمساعدة لكن كل ما ظهر داخل عقلي كان لقطات لتحرشه بالخادمات أو عبثه هنا و هناك ..
“تشه … عديم الفائدة.”
في النهاية إنتهى الإمتحان و غادرت الغرفة ..
لا أعلم كم ستكون نتيجتي لكنها بالتأكيد لم تكن جيدة ..
قادني الثنائي الى غرفة منفصلة بعد ذلك ..
“في العادة أنت لن تعرف نتيجتك الى أن يمر بعض الوقت لكننا قمنا باستثناء من أجلك … لورد فراي”
أومأت رأسي ..
“أقدر هذا”
“يرجى الإنتظار هنا ، ستكون نتائجك جاهزة قريبا ”
غادر الثنائي المكان و تركت لوحدي هناك ..
لم أختبر هذا التوتر منذ أيام الجامعة عندما كنت أنتظر سماع نتائجي بترقب ..
بقيت جالسا هناك أشعر بالملل ..
“لكن … هذا المكان ضخم حقا ..”
كانت غرفة الإنتظار هذه لوحدها بحجم ملعب صغير ..
هذا ذكرني ثانية بحجم الدعم المادي الذي يتلقاه المعبد سنويا ..
“هم بالتأكيد يمتلكون بعض الأموال الجيدة ..”
أثناء فحصي للمكان عاد الثنائي أخيرا حاملين لوحا شفافا ثلاثي الأبعاد ..
بطبيعة الحال هو حمل نتيجتي ..
بدون مقدمات و بتعابير رسمية لم تتغير منذ البداية هم أعلنو ..
“تهانينا لورد فراي … لقد دخلت فصل النخبة .”
كلامهم كان أشبه بقطعة جليد بردت قلبي المحترق ..
تنهدت بارتياح بينما إستلمت التقرير ..
“فراي ستارلايت المرشح رقم 5780”
“الرتبة العملية : 3”
“الرتبة النظرية : 489 ”
“الرتبة النهائية : 17”
“فصل النخبة B-9 ”
يبدو أن رتبتي النظرية لم تكن كارثية كما ظننت ، كما أن الربتة العملية كانت في نطاق توقعاتي ..إنتهى الامر بي داخل الفصل B إذا..
تفاجأت عندما رأيت تقرير إجاباتي … الإجابة الاولى كتب أنها كانت صحيحة … مهلا ، هل نقطة ضعف ذلك الشيء كانت مؤخرته حقا ؟!
بفتتت
إنهم يعبثون معي ..
لحسن الحظ ركز المعبد على القدرات القتالية بدرجة أولى والا لكان ترتيبي أسوء بكثير..
“نتيجة رائعة لورد فراي ، قدراتك القتالية تحديدا كانت مثيرة للإعجاب ..”
“نعم شكرا ، متى سندخل المعبد؟”
كنت متشوقا بعض الشيء لدخول إقامة النخبة التي لطالما تخيلتها في رأسي ..
“المعذرة لورد فراي ، لكن فقط الطلاب العاديون من سيدخلون في الوقت الحالي .”
“ماذا ؟”
مالذي يتكلمون عنه ..
“إقامة النخبة إضافة الى الأبيس ، كل واحد منهم منعزل عن بقية المرافق ، نظرا لعدد الطلاب القليل لكل واحد منهم لك حرية فعل ما تشاء و لن تضطر لدخول المعبد حتى يحين موعد الإفتتاح بعد أسبوع من الأن. ”
“هذا يعني ؟”
“نعم لورد فراي ، لك حرية المغادرة .”
“هاه؟”
حسنا علي أن أعترف أنني لم أتوقع هذا ..
هل كان هناك شيء كهذا في المقام الأول ؟ لا أتذكر أنني كتبت عن هذا الهراء … من يعبث بإعدادات قصتي بحق ؟
“و ها أنا ذا …وجدت نفسي أقف أمام بوابة المركز بينما غادر الجميع ..”
إفرحي يا آدا … أخوك سيعود مبكرا..
“حسنا … كيف يعمل هذا الشيء ثانية ؟”
عبثت بالساعة فوق يدي ..
آدا أعطتني هذه الساعة في السابق من أجل التواصل معها ..
هي كانت أشبه بالهاتف المحمول لكن أكثر تطورا ..
بعد الضغط بشكل عشوائي ظهرت شاشة ثلاثية الأبعاد أمام وجهي..
“هذا رائع ”
للأسف لم أعرف كيف إستخدامها لذلك أمضيت النصف ساعة التي تلت ذلك أعبث هنا و هناك الى أن تمكنت من الإتصال بآدا ..
“اللعنة .. ظننت أن هذا سيستمر للأبد ..”
رغم أنني إتصلت قبل ثانية الا أن آدا ردت على الفور ..
“فراي … كان هذا سريعا هل أنهيت الإمتحان ؟”
“أجل … و الأن أنا بحاجة إلى من يقلني ”
“هاه ؟ هل فشلت ؟”
“بالعكس … لقد دخلت فصل النخبة…”
“أوه …. هذا مذهل ”
لم تتمكن آدا من إخفاء الدهشة من نبرة صوتها ، يبدو أنها لم تتوقع هذا .
“أخبروني أنني لن أبدأ الا بعد أسبوع من الأن..”
“إبقى مكانك سآتي إليك بعد قليل … لم أتوقع أنك ستدخل فصل النخبة والا لكنت إنتظرتك ”
“لحظة واحدة … هل كنتي تعلمين عن هذا ؟”
أخذت آدا بضع ثواني قبل أن تجيب..
“أجل … لكنني لم أتوقع أنك ستدخل فصل النخبة بالفعل ..”
*تنهد*
“فقط ماذا تظنيني؟”
“هيهي آسفة ، على أية حال سأمر عليك بعد قليل ..”
“حسنا…”
هذه الساعات مفيدة حقا ..
“إنتظري … بالتفكير في الأمر لماذا لم تعطوني أحد هذه الأشياء في السابق ؟ كنت سأستفيد منها لو كانت معي داخل أراضي الكابوس..”
أمالت آدا راسها كرد فعل ..
“فراي هل تحاول أن تبدو غبيا ؟”
“ماذا ؟”
“أنت تعلم أنها لن تعمل في مكان منعزل يخضع لتقلبات مستمرة مثل أراضي الكابوس..”
“اوه ..”
“أراك لاحقا ~”
أنهت آدا المكالمة بينما تركت وحيدا أقف هناك ..
“لا أظنني سأعتاد على الأمور هنا في أي وقت قريب ..”
…
…
…
جبال أوكلاس – مقر عائلة ستارلايت
نقر ليونايدس على مكتبه .. كل نقرة كانت تعبث بأعصاب خليفة الذي وقف أمامه مباشرة ..
“جساسة الضباب هاه؟”
جفل الرجل المقنع عند سماعه لكلام الأسد الخالد..
“الشيخ الأعلى … أقسم أنني رأيته بعيني !”
“إعفني من هراءك … هل تخبرني أن فتى في الفئة F نجى من ذلك الشيء؟”
إرتجف خليفة و حاول التبرير …
“أنا الأخر لا أعلم كيف فعلها ، هل حالفه الحظ أم أن شيئا ما قد حدث ..”
“الحظ ؟”
اصبح نقر ليونايدس أقوى ..
“منذ متى كان الحظ يكفي للنجاة من رجس قادر على قتلي و قتلك ؟”
غرق رأس خليفة بين أكتافه و هو يحاول تهدئة الأسد الغاضب أمامه ..
“أعتذر … لقد أخفقت هذه المرة ..”
هز ليونايدس..
“لا هو ليس خطأك … إنه خطئي أنا ..”
“الشيخ الأعلى..”
عندما ظن خليفة أنه تجنب الأسوء ظهرت نظرة مرعبة على وجه العجوز الخالد و أضاءت عيناه بوهج فضي مرعب …
“لذلك هذه المرة… سأقوم بالأمور على طريقتي ..”
أحس خليفة بقوة غير مرئية تقيده ..
عندما حاول التحرر نقر ليونايدس على مكتبه من جديد ، تلك النقرة أرسلت موجة من القوة المدمرة التي قطعت المكتب و الغرفة على حد سواء الى جزأين..
خليفة علق في المجال التدميري لتلك الضربة التي هددت بشطره لنصفين ، لكنه تمكن في اللحظة الأخيرة من تجنب الأسوء عندما بدد قوة ليونايدس و حرك جسده ..
رغم ذلك أخذت الضربة يده اليسرى لأنه لم يكن سريعا بما فيه الكفاية..
سقط الرجل المقنع أرضا و هو يصرخ ممسكا جذع يده اليسرى المقطوعة ..
“صمتا!”
صوت ليونايدس المهيب جعل خليفة يصمت بينما كان يصر على أسنانه لتحمل الألم..
“تذكر هذا خليفة… أنا لست بحاجة لمن يقوم بتخييب آمالي … المرة القادمة أنت لن تتفاداها..”
لم يستطع خليفة سوى ضرب رأسه على الارض كعلامة قبول لكلمات ليونايدس..
“الأن فالتختفي من أمامي ..”
تمكن خليفة من إستعمال قدرات الإنتقال لديه بعدما تحرر من قيود الأسد الخالد ليختفي من المكتب المدمر ..
“فراي ستارلايت… أرني كيف ستنجو الأن..