منظور الشرير - الفصل 211
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة 
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 211 – همونكلوس الساحرة
بمكان ما غرب قارة الألتراس ..
أرض قاحلة نال منها الموت ما جعلها حلبة مثالية ..
حلبة لمعركة لم يعلم عنها أحد بين إثنين من عائلة ستارلايت ..
أحدهما من الجيل الجديد ، و الاخر عجوز قديم نال منه الزمن ..
ليونايدس ستارلايت إندفع ناحية فراي و اورا النجم تغطي جسده بشدة مرسلا ضغطا بلغ الفئة SS- التي لطالما حلم ببلوغها ..
الأسد الخالد لم يكن وحيدا ، بحيث أن العديد من أتباعه قد انضموا له و كانوا نفسهم الأشخاص الذين انشقوا من عائلة ستارلايت سابقا بعد الخسارة ضد آدا ..
بعدما اكتسب الخالد عقدا شيطانيا جعله يحطم حدوده التي عجز عن تجاوزها أخيرا ..
أراد ليونايدس تحقيق ما عجز عنه لسنين طويلة جدا و رد الاعتبار لنفسه ..
و البداية كانت من فراي ستارلايت ، الشوكة المزعجة التي علقت بحلقه لوقت طويل .. و شبح للرجل الذي اطاح به ذات يوم ..
يفترض أن تكون قوته أكثر من كافية لهزيمة الشاب الذي بالكاد تجاوز الفئة B مؤخرا ..
لكن الواقع قد كان مغايرا تماما لما تخيله العجوز القديم .
فمنذ الاصطدام الاول ، أرسله فراي طائرا ليصطدم بالارض خلفه بعنف .
حاملا إثنين من السيوف السوداء بكل يد ، احدهما كاتانا تعرف عليها على الفور ..
“الدارك سيستر..”
السيف الذي إستعمله ابراهام ستارلايت ذات يوم عندما قام بسحقه و اخذ العرش بنفسه ..
اما الآن ، فقد حمل ابنه السيف نفسه بينما مزق إثنين من اتباع ليونايدس بسرعة فائقة مرسلا ضغط اورا مدمر بلغ الفئة SS على الأقل ..
حاول خليفة ، المختص بالنقل الآني و التلاعب بالفضاء مباغتة فراي من الخلف ، محاولا قطعه بسيفه ..
ظن المقنع القديم أنه نجح بالبداية ، ليكتشف لاحقا ان ما قطعه هو مجرد نسخة لاحقة تركها فراي خلفه من شدة سرعته ..
عندما استدار خليفة محاولا ايجاد فراي ، كان هذا الأخير قد قطع له رأسه بالفعل ..
ثم بنفس السرعة الجنونية .
واصل فراي ارسال السلاشات المظلمة الواحدة تلوا الأخرى ممزقا جميع اتباع ليونايدس الخونة قاتلا اياهم بسهولة ..
جميعهم كانوا في الفئة S ، على الرغم من ذلك ..
لم ياخذ منه الأمر سوى بضع دقائق معدودة ليقتلهم جميعا تاركا ليونايدس لوحده ..
واصل فراي السير ناحيته ببطء بوهج بنفسجي بارد أصدرته عيونه ، ملطخا بدماء اتباع ليونايدس الذين قتلهم للتو ..
كانت نظرة تعالي ..
نظرة إزدرت و إستنقصت من ليونايدس تماما و كأنه مجرد حجر مرمي على جانب الطريق ينتظر أن يتم دهسه ..
“لماذا أظهرت وجهك أمامي مجددا يا ليونايدس ؟ ”
سأل فراي فبل أن يختفي تماما من أعين الأسد الخالد الذي فشل بتتبع سرعة حركة خصمه ..
و ما هي إلا لحظات معدودة ليظهر فراي على جانبه الايمن قاطعا اياه بكلتا سيوفه ..
ضربة سريعة بالكاد صدها ليونايدس بينما تراجع عدة امتار من شدتها ..
فراي لم يسمح له بالتقاط انفاسه ، بل واصل الهجوم عليه مرسلا المزيد و المزيد من موجات الاورا المظلمة التدميرية التي طغت تماما على اورا النجم الخاصة به ..
“كان عليك مواصلة الاختباء بين الألتراس و طلب الحماية منهم!”
تبارز الاثنان محاولين قطع بعضهم البعض ، لكن موازين القوى لم تكن متسواية مطلقا ..
فشتان بين فراي الذي قاتل هاجم بكل اريحية و ليونايدس الذي كافح محاولا الصمود غير قادر على التنفس بشكل صحيح حتى ناهيك عن الرد على فراي الذي واصل استفزازه ..
“لست سوى إبن سافلة جبان ، مجرد خائن لعين لا فائدة منه !”
*بوووم *
صبغت دماء ليونايدس الأرض باستمرار ، باليريون و الدارك سيستر .. كلاهما قطعا لحمه تاركين ندوبا دموية عليه دون توقف ما جعل معالم جسده تتغير تماما إلى شيء آخر دموي ..
“أهذه هي القوة التي كنت تسعى اليها ؟!”
*سلاش !!*
زاد فراي من قوته أكثر و أكثر ما جعله يخترق دفاع ليونايدس بشكل كامل ..
و ما هي إلا ثواني معدودة قبل أن تهز صرخة ليونايدس المتألم أرض الألتراس القاحلة ..
فبضربة واحدة ، قام فراي بقطع يده اليسرى من جذعها ما جعل الدماء تنسكب بكميات مرعبة فوق الأرض القاحلة التي شربت تلك الدماء بسرعة مرعبة ..
حاول ليونايدس التراجع على الفور متألما ، لكن فراي بقي ملتصقا به كالظل ..
“مالذي جعلك تظن انك ستفوز ضدي بمستواك الضئيل هذا ؟”
تصادمت السيوف مرة أخرى بينما امتزجت اورا الظلام و النجم محاولين التهام بعضهم البعض ..
“أنت مثير. للشفقة .. ليونايدس ستارلايت”
مبعدا سيف ليونايدس بسهولة ، امسك فراي بوجه الأسد الخالد بينما دفنه ارضا بعنف ..
لم يتوقف فراي هنا ، بل جر جسد الأسد الخالد ماسحا به الأرض قبل أن يرميه بعيدا ليصطدم بالارض التي تركت دماؤه مسارا قرمزيا فوقها ..
“عِشت أكثر من أي شخص آخر ، لكنك لم تتعلم أي شيء رغم ذلك .”
جلس فراي القرفصاء بجانب ليونايدس المستلقي ارضا يتنفس بصعوبة محدقا به بازدراء شديد و برود و كأنه لا يقاتل بشريا ، بل حشرة أزعجته بطنينها المستمر من حوله ..
“خسرت ضد جدي ، ثم خسرت ضد والدي .. و ها أنت ذا تخسر ضدي ، ألم تعرف شيئا سوى الفشل بحياتك ؟”
“ايها اللعين !!”
حاول ليونايدس النهوض على الفور و قطع فراي الذي واصل اهانته ..
لكن فراي حظر سيفه بسهولة قبل أن يقطع بسيفه الآخر حلق ليونايدس..
“لا ترفع صوتك امامي ايها الفاشل ”
تحدث فراي بنفس البرود بينما تقيأ ليونايدس الدم من فمه و رقبته النصف مقطوعة محاولا امساكها بيده الوحيدة المتبقية ..
“اكح اكك ااكك”
من داخل فمه الذي قطعت اوصاله .. لم يعد ليونايدس قادرا على الكلام ، فكل ما استطاع اخراجه هو مجرد صوت خرخرة غريب غير مفهوم رفقة الدم الذي واصل التدفق من خلال حلقه ..
“يسمونك الأسد الخالد اليس كذلك ؟”
*سلاش!!*
“دعنا نكتشف ما مدى صحة ذلك ”
بتلويحة سريعة أخرى ، سقطت يد ليونايدس اليمنى المتبقية ارضا بعدما قطعها فراي هي الأخرى من الكتف تاركا اياه يسقط ارضا بينما تسرب الدم من بغزارة صابغا الأرض و فراي نفسه من شدته ..
من كلتا يديه و حلقه المقطوع ، تحول ليونايدس إلى مجرد قطعة من اللحم الدموية التي نزفت دون توقف ..
اعينه الدموية واصلت التحديق بفراي بغضب ..
غضب تلاشى بسرعة من شدة الالم الذي اضطر لتحمله ، ليتم استبداله باليأس الذي نال منه ..
مدركا أن كلام فراي ستارلايت صحيح تماما ..
“عشت ل 150 سنة لعينة ، وقت طويل يكفي لنباء حضارة كاملة ، ثم أخبرني مالذي فعلته أنت ؟”
*سلاش!!*
قطع فراي ساق ليونايدس اليسرى ما جعل هذا الأخير يحاول الصراخ .. لكن ما خرج من فمه كان المزيد من الدم فحسب ..
“تركت هوسك الطفولي يسطير عليك طيلة هته السنين راغبا بالسلطة وحدها ..”
“لقد سألتني ذات مرة يا ليونايدس قبل سنتين .. عن ماذا لدي لاقدمه لعائلة ستارلايت كلورد لها ، دعني اطرح عليك السؤال نفسه ايها الاسد الداعر ..”
“مالذي قدمته أنت لهذه العائلة بحق ؟”
*سلاش !*
قاطعا الساق الاخيرة .. قال فراي الكلمات التي لطالما أراد قولها منذ زمن طويل ..
“أنت مجرد عار على عائلة ستارلايت”
إختفى كل من الدارك سيستر و باليريون عائدين لهيأة الوشوم باشارة من فراي الذي حمل سيف ليونايدس قبل أن يطعنه عميقا داخل صدره ..
متكئا على السيف الذي غرز بدقة داخل قلب ليونايدس .. واصل فراي التحديق بالعجوز المحتضر اسفله ..
الأسد الخالد ، اقدم عضو بعائلة ستارلايت الذي عاش لوقت طويل جدا لدرجة وصفه بالخالد ..
لم يستطع فعل أي شيء سوى التحديق مرعوبا بفراي الذي دمره تماما بدون رحمة سالبا منه الحق بالكلام حتى …
لم يستمر ليونايدس سوى بضع ثواني قبل تغادره الحياة ليموت بشكل مزري بجسد قطعت اوصاله ، و وجه مشوه بالجروح و الندوب لسيوف فراي التي قطعته عميقا بلا رحمة ..
بذلك ، انهى فراي ما بدأه والده و جده .. قاتلا ذلك الورم الخبيث الذي عاش لوقت طويل داخل عائلة ستارلايت ..
لم يصمد ليونايدس سوى لدقيقة بالكاد منذ بدأ فراي تعذيبه ما جعل هذا الأخير يتراجع تاركا السيف مغروزا مكانه كإهانة أخيرة لذلك العجوز الذي لطالما إحتقره ..
“الأسد الخالد ؟ ياله من هراء لا معنى له ”
أدار فراي ظهره لليونايدس و حاشيته ماسحا وجهه و درعه الذي تلطخ بالدماء القذرة قبل أن بندفع بعيدا تاركا جثثهم خلفه لتتعفن ..
“علي ايجاد الآخرين بسرعة ..”
لم تستمر المعركة لعشر دقائق حتى ..
بضع دقائق انهى بها فراي عداوة استمرت لسنتين ..
قام بقتله بسرعة ..
و نساه بسرعة أكبر مركزا على ما هو أهم من ذلك ..
الجولة الأخيرة من لعبة الساحرة كانت على وشك البدأ ، و معارك أكثر قسوة بكثير قد كانت بالانتظار ..
فراي وقتها لم يكن يعلم .. كم كان المستقبل مظلما ..
…
…
…
كل ثانية مرت بالجانب الغربي لقارة الألتراس قد كانت مؤثرة بشدة …
توزعت قوات الألتراس باماكن مختلفة محيطة بالمنطقة الغربية التي كانت هي المكان الذي تم إختياره لاحتضان الجزء الأخير من لعبة الساحرة ..
أخذ اللاعبون اماكنهم منتظرين الوقت المانسب لبدأ اللعبة ..
من الشرق ، زحف جيش غودفري ببطء متجهين ناحية ضالتهم ..
الشيء الغريب كان حقيقة أن قائدهم غودفري نفسه و الايمبيريل الخاص به غفارديول لم يكونوا موجودين بين صفوف ذلك الجيش ..
من جهة أخرى ، زحف جيش آخر من الجنوب ..
جيش مرعب بلغ قوامه ال 1000 شخصا من نخبة الدم الأعلى الذي بلغ الكثير منهم الفئة S .. مدججين بالسلاح و العتاد ..
قوة ضاربة للمنطقة الجنوبية التي حكمها ميرغو ..
هذا الأخير ترك تابعه الاقرب .. لورانس ليقود الجيش ..
لم يكن لورانس مناسبا للقيادة مطلقا ، فهو عبارة عن وحش كاسر بتصرفات صبيانية ..
لم يعرف جيش الالتراس كيف يتعاملون معه لذلك قرروا اتباعه بهدوء دون الاقتراب منه كثيرا ، فالوحيد الذي استطاع السيطرة على ذلك الوحش هو ميرغو و لا أحد سواه ..
لورانس لم يكن يفقه شيئا عن الخطط المعقدة التي رأى سيده ميرغو يناقشها ..
كل ما كان يعرفه ، هو أنه مضطر للزحف ناحية الموقع الذي أعطي له ..
القوة التي جمعها الألتراس كانت كبيرة لدرجة أنها تكفي لبدأ الحرب ضد الامبراطورية بأكملها ..
لكن ما إستهدفوه لم يكن جيشا ممثالا لهم .. بل شيء آخر تماما ..
فالاتجاه الذي زحفوا نحوه لم يكن سوى المكان الذي قصدته مجموعة فينيكس و من معه ..
و هذا ما كان واضحا تماما لغوست اومبرا الذي تنقل بين الظلال طيلة الأيام الماضية بحثا عن فراي ..
لكن بدلا من صديقه ، وجد القاتل الصامت شيئا آخر تماما ..
جيوش فتاكة ، مقاتلون مرعبون تم جمعهم بهدف الابادة ..
إبادتهم هم فصل النخبة ..
فإذا تعرض فينيكس و من معه للهجوم من قبل جيش كذاك فلن ينجو أي منهم مهما بلغت قوتهم ..
بين ايجاد صديقه الضائع الذي لا يعرف ما إذا كان ميتا أو حيا من الأساس..
و بين العودة و تحذير بقية رفاقه .
وجد غوست اومبرا نفسه حائرا ، فقد رأى بام عينيه ما يخبئه العدو لهم ..
“لازلت أحمل علامة سيلينا .. سأتمكن من اللحاق بهم لو إنطلقت بسرعتي الكاملة ”
بما ان علامة سيلينا لا تزال معه ، سيتمكن دوما من ايجاد الآخرين على عكس فراي الذي لم يملك أي دليل يقوده لمكانه ..
بالتالي ، قرر غوست العودة و تحذيرهم من الوحوش التي تربصت بهم من كل مكان ..
مندمجا مع الظل ..
إندفع غوست عائدا إلى رفاقه الذي غادرهم سابقا ..
أراد الوصول اليهم باسرع وقت ممكن لكي يتمكن من مواصلة بحثه عن فراي..
ترك القاتل الصامت افكاره السلبية تسيطر عليه للحظة متسائلا عن السبب الحقيقي الذي يدفع الألتراس لتنظيم جيش كذاك من أجل مجرد طلاب للنخبة..
لكن افكاره تلك لم تستمر لوقت طويل ، فما هي إلا لحظات معدودة قبل أن تحذره حواسه من هجوم اوشك على اختراقه ما جعله يقفز جانبا على الفور متجنبا ذلك السيف العملاق الذي اخترق ظله بسهولة ..
تراجع غوست على الفور مصطدما باحد الصخور العملاقة التي احاطت به بينما بحث عن الشخص الذي هاجمه للتو ..
و سرعانما وجده .. فهو لم يتكبد عناء الاختباء من الأساس ..
واقفا فوق مقبض سيفه العظيم المغروس بالارض ..
ظهر رجل لم براه غوست من قبل .. بشعر برتقالي و اسنان ذهبية ..
إبتسم دراكسلر بوجه غوست قبل أن ينزل ساحبا سيفه العظيم من داخل الأرض بينما إستمرت شرارات البرق بالتوهج من حوله .
“ها أنت ذا ، ايها الجرذ الهارب ”
مغطيا جسده بهالته ، سار دراكسلر ببطء ناحية غوست الذي اخرج خناجره مستعدا للقتال ..
“هذا ليس جيدا .. كان عليك البقاء مكانك فحسب و لعب دورك بلعبة الساحرة ”
“لعبة الساحرة ؟”
سأل غوست متسائلا عما كان دراكسلر يتحدث عنه ..
هذا الأخير واصل الضحك ساخرا ..
“تصرفاتك هذه كادت تتسبب بتخريب اللعبة ، لذلك اصبحنا مضطرين للاسترجال قليلا و بدأ معركتك قبل الآخرين”
تحدث دراكسلر و كأنه يناقش أحد اصدقائه و ليس عدوه تاركا نفسه بدون دفاع ما جعل غوست ينقض عليه بسرعة ..
خناجر غوست كانت قريبة من اختراق رقبة دراكسلر ، لكن هذا الأخير قد أمسك الخناجر بايديه العارية بينما ابرز اسنانه الذهبية بوجه غوست مرة أخرى..
“أتستعجل موتك هكذا ايها المغتال ؟”
باقل من ثانية واحدة ، شعر غوست بعظام صدره يتم طحنها بعدما تلقى ركلة شديدة السرعة من دراكسلر .
ركلة واحدة جعلته يطير بعيدا ليصطدم باحد الصخور العملاقة مرة أخرى و يبصق الدماء ..
حاول غوست التماسك ، لكنه بالكاد إستطاع التحرك مرة أخرى بمجرد تلقي هجوم واحد ..
واضعا يده على صدره ، قدر غوست أن الركلة الاخيرة قد حطمت من 3 الى 4 عظام على الأقل ما جعله يدرك أن فرق القوة بينه و بين خصمه قد كان كبيرا جدا ..
“اهاهاها .. بياتريس فظيعة حقا يا رجل ، تجعلني انظف الفوضى التي تخلفها لعبتها دوما ”
بتلويحة واحدة من سيفه ، ارسل دراكسلر موجة من الكهرباء ..
ضربة واحدة كانت كفيلة بتدمير المكان الذي كان يقف به غوست قبل لحظات معدودة مخلفا حفرة مرعبة من الدمار الشامل ..
تمكن القاتل الصامت من تفادي الهجوم بالكاد ، لكنه كان مدركا أن دراكسلر لم يهاجم بجدية مطلقا ..
“لا تنفك تتحدث عن هذه اللعبة الغبية منذ وصولك ، مالذي تتكلم عنه بحق ؟”
سأل غوست بينما وضع ايديه داخل ظله ممسكا بزوج من الخناجر التي اطلقت وهجا بنفسجيا مرعبا ..
تلك هي الخناجر نفسها من الفئة SS التي عاد بها من لوندور سابقا ..
كان القاتل الصامت مدركا أنه لن يستطيع الفوز على دراكسلر مالم يقاتل بكل ما لديه ..
هذا الأخير لم يبدو مهتما باي كان السلاح الذي اخفاه غوست و كأنه متكأد من انتصاره منذ البداية ..
“تريد أن تعرف ما هي لعبة الساحرة ؟”
*سوووش*
اختفى دراكسلر ليظهر على يمين غوست ملوحا بسيفه العظيم الذي غطته الكهرباء .. لكن المغتال استطاع التفادي بنجاح بينما ابتعد عن دراكسلر ..
“لعبة الساحرة هي ما سيحدد مصير رفاقك يا فتى ، ستكون شيقة و قد بدأت بالفعل ”
*بوووم*
فجر دراكسلر المكان من حوله مواصل قذف الافاعي الكهربائية على غوست الذي تفادى كل شيء بمهارة..
“فالتتطلع لها يا فتى ”
ضحك دراكسلر بينما اخرج المزيد من هالته ..
“ستكون لعبة ممتعة ”
مشغولا بالقتال ضد دراكسلر ، لم يعد غوست قادرا على تحذير رفاقه بعد الآن .. تاركا اياهم يسيرون إلى المجهول ..
…
…
…
بعيدا عن مكان غوست و فراي اللذان تخبطا لوحدهما داخل أرض الألتراس الغربية ..
بلغ فينيكس و من معه مكان البوابة التي قادتهم اليها الخريطة أخيرا ..
بعدما قطعوا ما يزيد عن ال 100 كلم بنجاح متحاشين الاعداء قدر الامكان ..
وصلوا أخيرا إلى هدفهم ..
تلك البوابة العملاقة التي كانت طريقهم الوحيد إلى المنزل ..
“اخيرا ..”
سقطت سكارايت صنلايت ارضا غير مستوعبة انهم سيغادرون هذه الأرض الملعونة بعد طول انتظار ..
“لا ترخوا دفاعكم ، فنحن لم نعد للمنزل بعد ”
تحدث فينيكس الذي اشار لسيلينا لكي تتفقد البوابة ..
الخريطة كانت صحيحة تماما و يستحيل أن تكون فخا ، لكن احتمال أن يتعرضوا للهجوم قبل أن يقوموا بعملية النقل الآني قد كان واردا جدا ..
بالتالي إستعملت سيلينا سحرها من أجل تعديل البوابة لكي تعيدهم إلى الامبراطورية باسرع وقت ممكن ..
العملية بأكملها لم تكن ستستغرق سوى بضع دقائق ما جعل الجميع يتنفسون الصعداء ..
“بمجرد تفعيل البوابة ، ستغادرون جميعا كما اتفقنا بينما أذهب بنفسي لاعادة غوست اومبرا .. هل هذا مفهوم ؟”
كلام فينيكس كان موجها لسنو و من معه الذين ارادوا سابقا البقاء بالخلف و الانتظار ..
لكن فينيكس اقنعهم بالمغادرة قائلا أنه سيتولى اعادة غوست بنفسه ..
فبمجرد مغادرتهم ، سيتمكن من تحديد مكان غوست على الفور باستعمال علامة الساحرة لديه ..
بوجود غوست وحده ليقلق عليه ، سيتمكن فينيكس من انقاذه بسهولة و الطيران إلى المنزل رفقته لو تطلب الأمر ..
بهذا تمكن اللورد الشاب لعائلة صنلايت من اقناعهم بضرورة المغادرة ..
سواءا دانزو أو سانسا .. و حتى سنو ..
لم يكن أي منهم مقتنعا بالأمر..
لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء سوى السير مع الخطة التي اتفقوا عليها جميعا ..
واقفين أمام البوابة التي كانت طريقهم الوحيد نحو المنزل ..
“لست مرتاحا لهذا ..”
تحدث دانزو بعبوس جامعا يديه حول صدره بينما حدق ناحية البوابة التي بدات تعمل بالفعل نتيجة سحر سيلينا ..
“العودة و ترك الآخرين خلف ظهري ، المرور عبر البوابة و المغادرة بهذه البساطة .. الأمر أسهل بكثير مما ظننت ما يخالف طبيعة هذه القارة الوحشية ”
كان الأمر سهلا جدا لدرجة تبعث بالشك ..
هل حقا سيتمكنون من الهرب هكذا ؟
دانزو لم يكن مرتاحا للأمر مطلقا ..
سنو ليونهارت الذي تمسك بسيفه بشدة لم يخالفه الرأي ..
“لا خيار آخر امامنا سوى المضي عبر هذه الطريق ، فهو المسار الوحيد الموجود امامنا ”
ما عدا الخريطة التي وجودها سابقا ، لم يكن لهم أي دليل يقودهم ما جعل اتباع هذا الطريق خيارهم الوحيد ..
لم يرد سنو ليونهارت المغادرة من الأساس ، لكنه قرر قمع مشاعره و السير فقط مع المجموعة بدل التسبب بمتاعب لا داعي لها لهم ..
بهذه الطريقة ..
وجد الجميع انفسهم هناك واقفين أمام البوابة التي توهجت بلون أبيض شبيه بالدوامة ..
“لقد عملت يا رفاق !!”
صرخت سيلينا بعدما تمكنت اخيرا من تفعليها ..
“سيتعرف سحرة الامبراطورية على سحري بمجرد أن تتصل هذه البوابة بشبيهتها الموجودة داخل الإمبراطورية ما سيسمح لنا بالمرور و العودة إلى المنزل !”
أكدت سيلينا أن البوابة جاهزة ما جعل الامل يعود لجميع الحاضرين بعد وقت جحيمي قضوه داخل قارة الالتراس ..
“نستطيع العودة اخيرا ..”
واقفة أمام البوابة ، تجمدت سانسا فاليريون مكانها بينما غرقت داخل تفكير عميق ..
“مالأمر ؟ سانسا ؟”
جاءت ادريانا من الخلف لتقف بجانب صديقتها و ابتسامة دافئة مرسومة على وجهها ..
“سنعود إلى المنزل اخيرا ، فلما العبوس؟”
“ادريانا ..”
تنهدت سانسا بعبوس بينما حاولت اقناع نفسها بأن كل شيء بخير ..
” إنها المرة الثانية التي سأهرب فيها من هذا المكان منذ أن تم إختطافي مرة بالفعل .. أنا فقط لم أستطع مقاومة ذلك الشعور الغريب الذي يتضخم داخل قلبي مع كل ثانية تمر ..”
“و كأن كل الطرق تقودني دوما للعودة إلى هذا المكان .. إلى قارة الألتراس ”
واصلت سانسا سرد افكارها الداخلية بينما أمر فينيكس الجميع بالدخول الى البوابة ما جعلهم يتجهون إليها الواحد تلوا الآخر ..
ادريانا و سانسا كانتا الوحيدتان اللتان بقيتا بالخلف بينما ابتسمت ادريانا ..
“أنت محقة .. سانسا ”
استدارت سانسا ناحية ادريانا التي حدقت هي الأخرى بالبوابة التي واصلت التوهج بضوء ابيض نقي ..
“الطرق كلها تقود على هنا .. قارة الالتراس ، بما في ذلك هذه البوابة ”
“مالذي تتحدثين عنه ؟”
“إنه فخ ”
“ماذا ؟”
“الم تسمعيني ؟ انه فخ .. فخ سيقودنا جميعا إلى المرحلة الاخيرة من اللعبة ”
إبتسمت ادريانا بوجه سانسا التي تغيرت تعابيرها ..
بنفس الوقت ..
تحول الوهج الابيض للبوابة إلى احمر دموي من العدم بينما سحبتهم جميعا إلى الداخل دون سابق انذار ..
“هذه هي لعبة الساحرة بعد كل شيء !”
تزامنا مع الوهج الاحمر الذي ابتلع الجميع و كأنه ثقب أسود..
توهج جسد ادريانا هي الأخرى لتظهر مرتدية فستانا بنفسجيا مصحوبا بقبعة انيقة فوق رأسها ..
ابتسامتها الدافئة قد تحولت إلى شيء آخر أكثر رعبا بينما بقيت رفقة سانسا وحيدين أمام البوابة التي إبتلعت الجميع بداخلها بعدما تم تفعيل الفخ السحري الذي جهزته بياتريس منذ البداية ..
“مالأمر سانسا ؟ كيكيكيي”
ضحكت ادريانا بشدة بوجه سانسا المصدومة ..
واقفين أمام البوابة الحمراء الدموية ..
“تبدين و كأنك رأيت شبحا .”
تزامنا مع كلماتها .
تم نقل الجميع على حدة ..
كل شخص انتقل إلى مكان مختلف عن الآخر ليجدوا خصومهم المختارين بانتظارهم ..
فينيكس صنلايت الذي وجد نفسه أمام غودفري ..
سيرس مونلايت التي رأت وجها لم تراه منذ وقت طويل ..
وجه بايلور مونلايت الذي انتظرها ..
سنو ليونهارت أمام المقنع V الذي واجهه بالماضي ..
راغنا كلود الذي التقى اخيرا بلورانس قاتل والده وجها لوجه ..
داون بولارس الذي وجد نفسه أمام امراة غريبة لم يراها من قبل بحياته ..
دايمن فاليريون ضد 2 من مقاتلي الدم الاعلى ذو الفئة S ..
حصل الجميع على خصمه الموعود ..
ما اعلن بداية الجولة الاخيرة بشكل رسمي ..
الكفاح الأخير لفصل النخبة .. قد بدأ .
…
…
…