منظور الشرير - الفصل 21
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“إلى أين يا سيدتي ؟”
ألقيت نظرة على السائق لأتفاجأ برؤية الخادم الأقوى لعائلة ستارلايت ..
“إلى المنزل”
“مفهوم”
حتى النهاية رفض الخادم العجوز النظر الي بل فقط قاد العربة بهدوء ..
إستدرت نحو أختي ..
“منذ متى أصبح خادم من الفئة S- سائق سيارة ؟”
ضحكت بشدة على العجوز ..
“هوي فولكان مالأمر ؟ هل قررت الحياة العبث معك أخيرا ؟”
بقي الخادم العجوز دون تغيير في تعابير الوجه ورد بطريقة مهذبة .
“أنا ملتزم بخدمة و حماية الآنسة آدا ، أمرها هو حياتي و أنا فخور بالدور الذي منحته لي سيدي الصغير فراي.. أهلا بعودتك”
“هممم حقا ؟ حسنا شكرا لك ”
أعدت إنتباهي نحو آدا ..
“ألستي قاسية بعض الشيء على الخادم العجوز ؟”
بتعبير غير مبالي هي ردت.
“لقد نال ما يستحق بعد الذي فعله سابقا ”
“سابقا؟”
أهي تتكلم عن الحادثة قبل سنة ؟
إذا هي تفعل هذا من أجلي ؟
“أخبريني … آدا ، الا تكرهينني؟”
يبدو أنها لم تكن تنتظر هذا السؤال لأنني رأيتها تلعب بأصابع يديها مرتبكة ..
هي تنهدت قبل أن تجيب..
“أجل ، أنا أكرهك … أو بالأحرى كنت أفعل ..”
“كنت؟”
هي أومأت
“أجل ، لكن تلك المشاعر تبددت منذ اللحظة التي سمعت فيها خبر موتك … لا لقد كنت مترددة قبل ذلك بكثير ..”
“كما أنك تغيرت مؤخرا … لذلك ، لا أظن أنني أكرهك بعد الأن.. فراي”
إبتسمت عندما كنت أنظر إليها..
تتصرف بخجل رغم أنها كانت الأخت الكبرى هنا ..
“أخبريني … من قال أنني تغيرت؟”
جفلت آدا عندما سمعت كلامي ..
“لربما لازلت أخطط لأمور أسوء أكثر بكثير مستقبلا”
تمددت فوق الكرسي الفاخر للسيارة قبل أن أواصل الضغط عليها ..
“أجيبي على سؤالي …آدا ، ماذا لو واصلت ما كنت أقوم به مستقبلا و إنقلب الجميع ضدي … هل ستواصلين دعمي حتى و أنتي تعلمين بأنني مجرد حثالة؟”
رأيت تعابير الحزن على وجهها عندما أنزلت رأسها نحو الأسفل ، فولكان في الأمام كان يستمع باهتمام لكنه لم يقل أي شيء ..
في تلك اللحظة هي رفعت رأسها ..
“سأفعل”
هذه المرة كنت أنا الشخص الذي إنصدم من كلامها ..
لم أتوقع هذا ، حاولت إستفزازها لكي لا تتعلق بي كثيرا… بعد كل شيء علاقتنا التعاونية القائمة على مصالح مشتركة كانت أكثر من كافية بالنسبة لي سابقا .
الأن… كيف يجب أن أتعامل مع الفتاة أمامي؟ ..
تبادلت النظرات معها للحظات قبل أن أضحك بطريقة إنهزامية..
“آسف لقد كنت أمزح ”
“ماذا؟”
“لا أنوي على أي شيء سيء لذلك لا تقلقي ..”
رأيت بوضوح علامات الإضطراب على وجهها سابقا ، لربما كانت خائفة من أن أجعلها تقوم بأشياء فوق إرادتها لذلك قررت أن أريحها في الوقت الحالي ..
“لماذا تفعل هذا بي ؟”
هي تنهدت .
“لا تغضبي كثيرا… في الوقت الحالي كل ما أحتاج فعله هو دخول المعبد ..”
بعد سماع كلامي هي تذكرت شيئا مهما ..
“بهذا الشأن… فراي ، أنت متأخر قليلا ”
“هممم؟ متأخر؟”
“أجل لقد إنتهت إمتحانات القبول منذ بعض الوقت الأن”
تعبيري خانني في تلك اللحظة … لابد أن الأمر كان مضحكا لأن آدا و لأول مرة بدأت تضحك عندما رأتني ..
“هيهي لا داعي لأن تظهر هذا الوجه الأن… سأستعمل مركزي للضغط و الحصول على إمتحان منفرد من أجلك ”
في تلك اللحظة أضاء وجهي .
“حقا ؟”
“أجل”
إرتحت في تلك اللحظة … بعد كل شيء إذا لم أدخل المعبد فلن أستطيع المشاركة في الفيكتورياد و بالتالي يضيع كل شيء قمت بفعله حتى الأن..
“هل أنتي متأكدة من أنك تستطيعين فعلها ؟”
“بالتأكيد ، أنا هي سيدة العائلة بعد كل شيء ..”
آه صحيح … هي كانت اللورد ..
“آنسة آدا هل من المناسب إستغلال سلطتك بهذه الطريقة ؟”
أصبح تعبير آدا باردا عندما سمعت مداخلة الخادم العجوز..
“أخرس فولكان … قراراتي لا تعنيك ”
“إعذري وقاحتي”
بفتتت
أنا ضحكت ..
كان الرب بعونك يا فولكان ..
الأيام القليلة التي تلت ذلك كانت هادئة … بفضل كارمن كان ليونايدس مقيدا مؤقتا كما أن آدا أبعدت كل من حاول مقابلتي …
لذلك بقيت مع آدا داخل قصرنا المنعزل ..
هذه الفتاة أصبحت قريبة جدا… إختفت تلك الأجواء الباردة من الماضي تماما ..
لكنني كنت أقمع نفسي تجاهها .. حاولت قدر المستطاع إبعادها عني مستفيدا من حقيقة أنني سأعيش داخل المعبد بعد أن يتم قبولي..
هذا للأفضل … لا يجب أن أتعلق بأي شخص داخل هذا العالم اللعين ..
و ما هي الا بضعة أيام قبل أن يتم إستدعائي لخوض إمتحان المعبد بضغط من آدا ..
الإمتحان يقام في أرضية منفصلة تماما عن المعبد الضخم ، كنت أقف حاليا أمام مركز عملاق بدا شبيها بالقلعة ..
هذا الشيء كان مجرد مركز إختبار لكنه كان بحجم الأكاديميات من عالمي السابق ..
تذكرت في تلك اللحظة أن المعبد كان عبارة عن مدينة صغيرة في حد ذاته ..
طبعا جعلته هكذا لتوفير بيئة مناسبة لبناء العلاقات بين الشخصيات الرئيسية..
بدأت أدرك أخيرا كم كنت مبتذلا ..
خرج شخصان من بوابة المركز لإستقبالي ، إرتدى كلاهما ملابس سوداء رسمية ، أحدهما فتاة و الاخر رجل .
خلفي أظهرت آدا تعبيرا حزينا ..
“لقد عدت للتو لكنك ستذهب بالفعل ..”
“آسف لكنني مضطر لفعل هذا ”
بابتسامة متكلفة هي ودعتني ..
“إحرص على أن تأتي للزيارة من وقت لآخر”
رفعت يدي عاليا تاركا آدا خلفي ..
“سأفعل ”
توجهت نحو أصحاب البدلات السوداء الذين كانو ينتظرونني ..
أومأ كلاهم لي في نفس الوقت..
“لورد فراي”
“نعم”
“من هنا رجاءا ”
تبعتهم بطاعة إلى الداخل.
كان المكان مبنيا بطريقة جعلته يبدو مثل سجن ضخم ، كانت التقنية المستعملة متطورة جدا و إختلطت بسحر الاورا ما جعلني لا أفهم شيئا مما رأيت ..
بعد المشي لبعض الوقت بادرت الفتاة في المقدمة بالكلام..
“لورد فراي ، الإمتحان الإستثنائي الذي أنت مقبل عليه بسيط .”
واصل الرجل في المكان الذي توقفت فيه الفتاة..
“ستدخل برنامج محاكاة طورناه داخل المعبد لاختبار المواهب الشابة ”
تبادل الإثنان ثانية عندما أكملت الفتاة ..
“سنختبر القوة ، السرعة ، الذكاء و القدرة على التكيف ، التفكير تحت الضغط … هذا هو مغزى هذا الإمتحان”
تنهدت ..
أنا أعرف كل هذا ، بعد كل شيء أنا من كتب هذا الهراء في المقام الأول ، لكنني تماشيت معهم..
“مفهوم”
“جيد”
“إذا حققت نتائج جيدة و تم قبولك فستدخل رسميا المعبد و سنتكفل بكل شيء سواءا الإقامة أو بقية ظروف المعيشة ”
“في حال حصولك على نتائج عالية لكن دون إظهار إمكانيات كبيرة ستدخل إلى مكان أفضل من الفصول العادية ، فصل الأبيس ”
أصبحت مهتما الأن…
“الأبيس لهم إقامة فاخرة خاصة بهم و مرافق أفضل ، ستحصل على ملخص لإمتيازات الفصل لاحقا”
سكت الإثنان قليلا قبل أن يتكلما عن ما كنت أنتظر سماعه…
“في حال ما حقق اللورد فراي نتائج تسمح له بدخول ترتيب أعلى 20 مظهرا إمكانيات عالية فسيدخل الى الفصل الأقوى … فصل النخبة”
إبتسمت عندما سمعت كلامهم الأخير… هذا ما كنت أهدف إليه ..
الفصل الذي تواجدت به الشخصيات الرئيسية ..
وصلنا أمام بوابة أدت الى ساحة قتال ضخمة ..
“هذا كل شيء للان لورد فراي ، حاول التعامل مع الإمتحان بطريقتك الخاصة ، حظا موفقا ”
“شكرا”
شققت طريقي إلى الداخل ، كان المكان فارغا ، لكنني كنت أعرف ما سيحدث تاليا ..
من حولي تغيرت البيئة بشكل عجيب لتتحول الى أراضي خصبة لحقل واسع..
ظهرت سماء إفتراضية في الأعلى بينما كنت أقف فوق بساط عشبي أخضر …
لمست الأرض بفضول مستمتعا بإحساس العشب ..
“هذا واقعي جدا ”
في تلك اللحظة سمعت صوت فتاة من العدم ..
“المرشح رقم 5780 ، فراي ستارلايت ”
“ستظهر أمامك نماذج لوحوش من أرض الكابوس إضافة إلى عوائق مختلفة ستقوم بستهدافك ”
“أمامك ساعة واحدة للنجاة أو تصفية المنطقة ”
“في حال الموت داخل الإمتحان قبل إنقضاء الوقت سيتم إقصاؤك مباشرة .. هذا كل شيء حظا موفقا ”
بفتت
أنا ضحكت
هل تظن أنني سأخاف من إمتحانها أنا الذي أمضى سنة كاملة داخل أراضي الكابوس…
كنت أعرف من كان يتكلم قبل قليل … الأستاذة سيلينا هامسوورث … مستيقظ من الفئة B و المسؤولة عن تطوير هذا الهراء بأكمله ..
ظهر مؤقت عملاق في السماء ، في نفس الوقت رأيت العديد من الأشياء تتشكل من العدم ..
بعضهم كانو مخلوقات شبيهة بالغولم ، البعض عبارة عن سحالي ضخمة ، حتى أنني رأيت بعض مخلوقات السلطعون التي واجهتها في الماضي … لكن هذه التي ظهرت أمامي بدت أضعف و أنحل ..
تمددت قليلا قبل أن أسحب أحد السيوف التي جهزتها ..
أحسست بشيء يحرق يدي اليسرى ..
“آسف يا باليريون ، أعرف أنك تحب الإستعراض لكن المسرح ليس لك هذه المرة ”
بابتسامة شققت طريقي نحو المخلوقات التي هجمت علي ..
“هلا بدأنا العرض ؟”
…
…
..
داخل غرفة مراقبة أطلت على ميدان الإختبار جلست إمرأة فاتنة بشعر بني و معطف مختبر ، النظارات فوق عينيها البنيتين جعلتها تبدو أكثر ذكاءا مما بدت عليه ..
راقبت سيلينا هامسوورث الفتى الذي كان يستعد لخوض الإمتحان ..
“إذا هذا هو فراي ستارلايت الذي قيل أنه نجى داخل أراضي الكابوس”
رغم أنها كانت مهتمة الا أنها لم تصدق أبدا ما سمعته ، بعد كل شيء كان الأمر هزليا … فتى في الفئة F ينجو لسنة كاملة داخل أراضي الكابوس …كان هذا سخيفا …
لهذا السبب هي كانت تنتظره أن يفشل … بعد كل شيء كثر الكلام عنه لكنها لم ترى أفعاله أبدا ..
في تلك اللحظة إنفتح الباب خلفها لتدخل فتاة بشعر أبيض المكان ..
إنخفضت درجة حرارة المركز بمجرد دخولها ، فتاة خارقة الجمال بأعين زرقاء كرستالية و بشرة شاحبة ..
إبتسمت سيلينا عندما رأتها ..
“مرحبا بعودتك … سيرس ، عمل جيد”
هذه الأخيرة أومأت بحترام كرد ..
في الحقيقة لم يكن فراي الوحيد الذي خضع لإمتحان إستثنائي
سيرس مونلايت .
قبل قليل كانت هي من كان يقاتل في الأسفل ..
ألقت سيلينا نظرة على لوحة البيانات في يدها الذي حمل النتائج .. في الوسط كتب التوقيت ..
الوقت المتبقي:00:41:45
“رائع ، لقد أنهيتي الإمتحان بسرعة كبيرة حقا ، 18 دقيقة و 15 ثانية ..هذه نتيجة كافية لتضعك بين أعلى 3”
صرحت سيلينا التي لم تتمكن من إخفاء إعجابها بالفتاة أمامها ..
“هل من المناسب إخباري بالنتائج هكذا ؟”
بوجه خالي من التعابير تكلمت سيرس ..
“هاها لا تكوني هكذا ، أنتي مميزة بعد كل شيء … كما أننا لسنا بغرباء … أنا أحزن عندما تعاملينني ببرود كما تعلمين ..”
“أنا لا أعاملك ببرود ، هذه هي الطريقة التي أتكلم بها مع الجميع ”
لم تستطع سيلينا سوى أن تتنهد ..
“هذا هو تعريف البرود ..”
كانت سيرس مستيقظة من الفئة D بخاصية علوية … الجليد ..
هذا لوحده كان مذهلا ..
لكن على ما يبدو كانت مشارعها مجمدة هي الأخرى… رغم أنها كانت تعرفها منذ طفولتها الا أن سيلينا لم تستطع لومها … بعد كل شيء هي كانت تعرف ماضيها المؤلم ..
كانت سيرس على وشك المغادرة لكن سرعانما أوقفتها سيلينا ..
“إنتظري ! إلى أين أنت ذاهبة ؟”
“همم؟”
إستدارت سيرس بنفس تعابير الوجه ..
“لقد حصلت على نتيجتي ، لذلك أغادر بطبيعة الحال ..”
‘هذه الفتاة ..’
“حسنا لما لا تبقين قليلا ؟ هناك عرض جيد على وشك البدأ..”
أمالت سيرس رأسها الى الجانب …
“عرض؟”
تعالي و أنظري بنفسك ..
وجهت سيرس نظرتها نحو الشاشة العملاقة أمامها ..
هناك هي رأت شابا بشعر أسود مربوط على شكل ذيل حصان ، يرتدي ملابس سوداء خاصة بالقتال ..
كان ذلك الفتى يقوم بتمارين الإحماء متجاهلا الوحوش التي أحاطت به ..
هي تعرفت عليه ..
“فراي ستارلايت ”
بلمحة من الإنزعاج في صوتها هي نطقت إسمه ..
سمعت الكثير من الإشاعات عنه … قيل أنه مات ، ثم قيل أنه حي و نجى من أراضي الكابوس… كل تلك التصريحات لا تهم .
ما يهم هو أنه كان يقف أمامها الأن…
“لديكم معرفة ببعضكم البعض أليس كذلك ؟”
“نوعا ما ”
حقيقة أنها بقيت للمشاهدة كانت كافية لإظهار إهتمامها ..
“أخبريني … هل هو قوي ؟”
ردا على سؤال سيلينا هي هزت رأسها بالنفي ..
“بالعكس … هو كان ضعيفا … ضعيفا جدا..”
قالت كلماتها بينما كانت تراقب فراي ..
لكن في تلك اللحظة … هو إختفى ..
“هاه؟”
سواءا سيلينا أو سيرس ، لم يفهم الاثنان ما حدث..
في البداية ظنو أنه تأخير في الشاشة لكن المشهد الذي تلى ذلك نفى تفكيرهم تماما..
أمام أعينهم بدأ فراي يظهر أمام أحد الوحوش لثانية ثم يختفي على الفور تاركا جثة يصعب التعرف عليها خلفه ..
إجتاح فراي حشد الوحوش تاركا سرابا أسود خلفه ..
“مالذي يحدث هنا؟”
ألصقت سيلينا وجهها بالشاشة مندهشة مما رأته ..
ضربات سيف فراي كانت غريبة ، تحركاته كانت أغرب..
“أي أسلوب هو هذا ؟”
هي فتحت فاهها أكثر و أكثر عندما رأته يحطم الغولم الصلب إلى قطع ..
من البداية حتى النهاية هو لم يتعرض لأي ضربة …
و ما هي الا لحظات لتراه يتوقف ..
واقفا وسط حقل الجثث التي تحولت الى أشلاء وقف فراي هناك يمدد ذراعه و الملل بادي على وجهه ..
في السماء توقف المؤقت مظهرا النتيجة..
الوقت المتبقي : 00:49:30
“أنهى الإمتحان في 10 دقائق …”
إستدارت سيلينا نحو سيرس ..
“هل هذا الوحش … ضعيف ؟”
وضع سيرس لم يكن أفضل…. بأعينها المفتوحة على مصرعيها كانت تنظر الى الشاشة ..
“هل هذا … فراي ؟”