منظور الشرير - الفصل 20
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“هذا مستحيل”
رغم أن قناعه قد أخفى وجهه إلا أن أي أحد يستطيع معرفة التعبير الذي كان يصنعه خليفة في الوقت الحالي ..
قبل سنة أرسله ليونايدس في مهمة سرية من أجل قتل فراي ، وقتها هو لم يضطر لتلطيخ يديه بالدماء ، فذلك الفتى قاد نفسه نحو موته ..
عندما رآه يدخل منطقة الضباب هو تأكد من موته ، بعد كل شيء هو نفسه لم يكن لينجو رغم أنه في الفئة S
لكن ، بطريقة ما ذلك الفتى حي و شق طريقه ليقف أمامه الأن..
بجانبه كان ليونايدس يظهر وجها خاليا من المشاعر ، لكن خليفة أدرك أن الرجل الواقف بجانبه حاليا هو بركان سينفجر في أي لحظة ..
“سيد ليونايدس أنا ..”
“إخرس”
حاول خليفة تبرير موقفه لكنه توقف عندما دوى صوت العجوز بجانب أذنه ..
تجمد في مكانه عندما إستدار ليونايدس لمواجهته ، كانت أعين هذا الاخير تتوهج بضوء فضي مرعب ما جعل الرجل المقنع يجفل تلقائيا أمام هذا الضغط.
“سنتكلم عن هذا لاحقا ”
“مفهوم”
أنزل خليفة رأسه موجها نظرته نحو الأرض… لا مجال للرد ..
…
…
…
منظور فراي ستارلايت
“آدا ، هل يمكنك إطلاق سراحي الأن ؟ لا أستطيع التنفس ..”
“أممم”
بتردد هي فكت يديها من حول رقبتي ..خائفة من أن يكون كل شيء مجرد وهم .
“لا تقلقي ، أنا لن أذهب إلى أي مكان ”
في الوقت الحالي على الأقل…
هي أطلقت سراحي أخيرا ، أعدت إنتباهي للحشد من حولنا ، أغلبهم وجوه لم أتمكن من التعرف عليها ..
“تبدو متفاجئا من عدد الأشخاص هنا … لكن يجب أن تعلم أنهم جميعا من عائلة ستارلايت..”
“كل هذا العدد؟”
أومأت كارمن برأسها بينما وضعت نفسها بجانبي ..
“الصفقة الحقيقية تنتظرك خارج حدود أرض عائلة ستارلايت ، بعد كل شيء هذا المكان قاعدة عسكرية لذلك يمنع دخول المراسلين ، لكن بمجرد مغادرتك ستجد نفسك محاصرا ..”
هي ضحكت على محنتي ..
“أفضل القتال داخل أراضي الكابوس على أن أكون مضطرا للتعامل مع هذا الهراء ”
“ياله من كلام جريء تقوله ، لا بأس قصتك ستموت بسرعة لذلك ستواجه هذل الهراء لفترة وجيزة فقط..”
“الآنسة كارمن على حق ..”
آدا التي مسحت دموعها أخيرا و عادت إلى طبيعتها المعتادة شاركت بالمحادثة اللطيفة التي جمعتني بكارمن ..
“هم يبحثون عن قصة ، و قصة الفتى الذي نجى لسنة داخل أراضي الكابوس كانت كافية لإغرائهم رغم أن معظمهم لا يصدقها في المقام الأول..”
أنا تنهدت ..
“لا بأس طالما أن الأمر لا يزيد عن حده ..”
في تلك اللحظة رأيت ليونايدس و عدد من أصحاب الهالات القوية يشقون طريقهم نحوي ..
‘إذا لقد قررت التقدم أيها العجوز اللعين ..’
“آنسة كارمن ، الا بأس أن أتعامل معه كما أريد؟”
هي هزت كتفيها ردا ..
“إفعل ما تشاء ، هو لن يلمسك في الوقت الحالي ..”
بابتسامة تقدمت خطوة نحو الأمام ..
“هذا ما أردت سماعه ”
ماهي الا ثواني لأجد نفسي أقف أمام ليونايدس ستارلايت الاسد الخالد ..
رغم حقيقة أنه كان لا يزال أقوى مني بفارق هائل الا أنني تمكنت من رؤيته ..
كانت المسافة بيني و بينه مثل المسافة بين السماء و الأرض ، لكنني على الأقل تمكنت من رؤية تلك السماء الأن.
سابقا لم أستطع تقدير قوته حتى ..
بإبتسامة مزيفة هو واجهني ..
“لقد عدت … إبن آبراهام ”
قمت بالرد بنفس الإبتسامة .
“بالفعل ، مالأمر لورد ليونايدس ؟ تبدو و كأنك رأيت شبحا”
“هاها بالطبع سأتفاجأ ، بعد كل شيء لقد إعتقدنا أنك لاقيت حتفك هناك ..”
إذا قررت اللعب بطريقة جاهلة أيها العجوز هاه؟
“لقيت حتفي ؟ أتساءل من أتى بهذا الكلام السخيف ..”
كتأكيد على كلامي تدخلت كارمن هي الأخرى..
“الفتى سلط الضوء على نقطة مهمة ..”
هي أخذت ثانية قبل أن تكمل ..
“قبل سنة أبلغتنا أن أحد مخلوقات الكابوس قد قتلته و لم تتمكنو من إستعادة جثته حتى … هل تمانع في إخباري مالذي يحدث هنا ؟ ”
أحسنتي يا كارمن ، أحشري العجوز القذر ..
هذا الأخير لم يبدي أي إنزعاج ، هو فقط أغمض عينيه و رد بهدوء و كأنه أكثر شيء طبيعي في هذا العالم..
“لقد كان سوء تقدير من جانبي ، أحد أتباعي لأكون دقيقا … ”
في تلك اللحظة سقطت أكتاف خليفة أكثر و أكثر ..
“أرجو المعذرة ، هذا خطئي أنني تعاملت مع الأمر باستهتار ”
“همف”
يبدو أن كلام الرجل العجوز قد أزعج آدا الواقفة بجانبي ..
“ليست أعذارك من أنقد حياته لذلك فلتتركها لنفسك”
رفع الأسد حاجبا عندما سمع التصريح الوقح من الفتاة الواقفة أمامه ..
كانت آدا على وشك المجادلة أكثر لكنني أوقفتها في تلك اللحظة ..
“لابأس ، أنا هنا الأن و هذا ما يهم أليس كذلك ؟”
يبدو أن تأثيري على آدا أصبح أقوى بكثير لأنها أومأت ردا علي بنظرة خاضعة ..
“بالفعل ، سعيد بحقيقة أنك لست شخصا ضيق الأفق يابن أبراهام ..”
بدى ليونايدس سعيدا ..
“تعال سيستقبلك قصر ستارلايت بأفضل طريقة ممكنة اليوم ”
حاول أن يبدو سخيا قدر الإمكان لكن آخر ما أريد فعله هو البقاء معك تحت سقف واحد ..
“أعتذر ، لكن بما أن أختي هنا الان فأنا أفضل العودة معها ”
أمسكت يد آدا بينما جررتها معي
“هلا ذهبنا ؟ ”
“حسنا”
لقد كانت مطيعة جدا ، لربما صدمة عودتي ستجعلها تفعل كل ما أقوله في الأسابيع القادمة ..
“آنسة كارمن هل هذا مناسب؟”
هي أومأت .
“إذهب ، سأجد طريقي إليك في حال حدوث شيء ما ”
“شكرا ”
عندما مررت بجانب ليونايدس هو ضحك ..
“هل أنت متأكد من أنك تريد الذهاب يا فتى ؟”
توقفت مكاني ..
“ولماذا لا أفعل ؟”
بنفس الضحكة اللعوبة هو إستدار نحوي ..
“قد يكون الذهاب أمرا خطيرا … بعد كل شيء أنت لا تدري ما يمكن أن يحدث في الخارج ”
جمعت قبضتي عندما سمعت كلامه..
أنت تهددني الأن أيها اللعين ..
لم أسمح لنفسي أن أنهار في حرب الأعصاب هذه.
“أقدر قلق الشيخ الكبير علي ، لكن لاتخف فالمكان الذي أقصده أكثر أمانا من قصر ستارلايت المهيب ”
“هوه ؟ هل يوجد مكان كهذا حقا ؟ ”
هززت كتفي ردا ..
“أجل ، سأدخل المعبد ”
إتسعت أعين ليونايدس قليلا عندما سمع كلامي لكنه واصل السخرية ..
“إعذر وقاحتي لكن … هل أنت مؤهل لدخول ذلك المكان ؟”
في تلك اللحظة ظهرت إبتسامة مرعبة شبيهة بسمايلي على وجهي .
كنت أنتظرك أن تسأل هذا السؤال ..
“أوه صدقني ، أنا أكثر من مؤهل ”
أخيرا إنهار تعبير ليونايدس لأول مرة عندما غرق جسدي وسط هالة سوداء مرسلا ضغطا قويا ..
جفلت آدا التي كانت تقف بجانبي بينما تغيرت تعابير الجميع من حولنا …
تأهب الشيوخ من حول ليونايدس في تلك اللحظة ..
“كيف تجرؤ على إطلاق هالتك في وجه الشيخ الأعلى !”
حشد العديد منهم قوته إستعدادا للرد علي لكن ضغطا هائلا سقط عليهم في تلك اللحظة ما جعلهم يتوقفون ..
إستدار الجميع نحو مصدر الضغط ليجدو كارمن ترسل موجهات مرعبة من الاورا المشتعلة ..
بصوت بارد هي أعلنت
“لا أحد يتدخل ”
لم يتجرأ أحد على الرد في تلك اللحظة ..
لكن ليونايدس لم يهتم بما كان حوله .. عينه لم تغادر الفتى أمامه ..
‘بالكاد يمكن تصنيف هذه الهالة في الفئة D’
هذا ما فكر فيه العجوز..
قوة من هذا المستوى هي لعب أطفال بالنسبة له ، رغم أن بلوغ هذه الفئة في سن صغير كهذا كان إنجازا الا أنه لا يزال لا شيء أمامه ..
لكن لماذا …
حاول ليونايدس ضبط نفسه قدر الإمكان لكنه لم يستطع..
لماذا … رغم فارق القوى الا أنني أشعر بالخطر من هذا الغر الواقف أمامي ؟!
ليونايدس لم يعلم أن التهديد الذي شعر به وقتها كان من السيف العظيم الذي نام بداخل يدي ، لكن لا بأس ..
رؤية تعبيره ينهار إستحقت العناء ..
سحبت هالتي بينما رفعت يدي عاليا مستسلما.
“لماذا التوتر يا رفاق ، دعونا نهدأ هلا فعلنا ؟”
إستمتعت للحظة بتعابيرهم الغاضبة قبل أن أستدير و أغادر ..
“بهذا ينتهي لقاءنا ، شكرا على كل شيء أيها الشيخ العظيم ليونايدس ”
بعد التقدم بضع خطوات وجدت نفسي أقف وسط حشد كبير من الناس ..
هؤلاء هم أفراد عائلة ستارلايت ..
نفس الأشخاص الذين وقفو متفرجين عندما كنت على وشك الموت داخل مجلس الشيوخ قبل سنة..
بإبتسامة مرعبة دعمت صوتي بالأورا بينما فتحت ذراعي بطريقة مرحبة…
“أوه أهلا بعائلتي العزيزة ”
تمايلت بجنون عندما كنت أخاطب الجمهور الغفير من حولي..
“لقد عدت ! هل إشتقتم لي؟”
وضعت يدي خلف أذني متظاهرا بالإستماع لكن لم يرد أحد ، صامتون كالعادة ..
“مالأمر ؟ ألستم سعداء برؤية قريبكم العزيز ؟ أنتم تجرحون مشاعري كما تعلمون ..”
في تلك اللحظة لمحت شابا مألوفا من بعيد … ذاكرتي المتعبة تمكنت من إستحضاره بطريقة ما ..
“أووووه أليس هذا إبن العم؟”
تحت نظرات الجميع المرتبكة ركضت نحو ذلك الفتى ذو الشعر الأبيض ..
رأيت نظرة الإشمئزاز على وجهه لأنه صرخ علي.
“إيتعد عني أيها اللعين ”
كان إيموند يقف أمام سيدة بدت في الأربعينيات بشعر أسود… على ما يبدو كانت أمه التي شاركته نفس التعابير ، بجانبهم وقفت أخته التوأم بتعابير لا مبالية ..
لكن أين والده الذي حاول قتلي سابقا؟
ضحكت على المشهد أمامي ..
“مالأمر يابن العم ألسنا قريبين من بعضنا البعض ؟”
منع إيموند نفسه من الإنقضاض ، بعد كل شيء الشخص الذي وقف أمامه حاليا كان السبب الرئيسي في تعرض والده لإصابات دائمة و حبسه حتى الأن..
جاهلا أنه كان مجرد كبش فداء في مؤامرة ليونايدس..
برؤية الحقد الذي أكنه إيموند لي قررت العبث أكثر قليلا ..
“أتذكر أنك طلبت نزالا ضدي في السابق … ما رأيك ؟ هل تريد فعلها ؟”
في تلك اللحظة إشتعلت هالة بيضاء فوق جسد إيموند ..
كان هذا نفس الاسلوب الخاص بأقوى أفراد العائلة ، لكن نار إيموند كانت ضعيفة جدا..
هذا الأخير صاح في وجهي
“أنا قادر على سحقك في أي وقت أيها الغر ”
ضحكت على ثقته هذه ..
“نعم أحسنت قولا ، لكن دعنا نتوقف هنا بعد كل شيء كلانا سندخل المعبد… دعنا نحسمها هناك ”
“همف ، غر مثلك لن يستطيع أن يدخل المعبد في المقام الأول..”
“أجل أجل أنت رائع يابن العم ، أراك هناك ~”
بوقفة إستعراضية وقفت في نهاية الحشد قبل أن أنحني بطريقة رائعة ..
“سيداتي سادتي لقد إنتهى العرض الذي أتيتم من أجله ، أراكم لاحقا ~”
قاومت الرغبة الملحة بالضحك عندما رأيتهم ينظرون الي و كأنني أحد المجانين ..
دخلت رفقة آدا التي شاركتهم نفس تعابير الوجه أحد العربات قبل أن نغادر المكان أخيرا ..
أولا سأركل مؤخرة إيموند ثم أتعامل مع والده فيما بعد عندما يحين الوقت المناسب ..
أنا لا أنسى بسهولة كما أنني أعيد الديون بشكل صحيح ، خصوصا اللعين ليونايدس… حدسي أخبرني أن قصتي مع ذلك العجوز لاتزال في بدايتها ..
أنا أو هم ؟ هذا شيء سيقرره المستقبل …