منظور الشرير - الفصل 19
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“إنه أنت حقا ”
بعد العبث بوجهي لبعض الوقت تمكنت كارمن من تأكيد هويتي أخيرا ..
“إعفيني من هذا الهراء … ضربتك تلك كانت ستقتلني..”
بإبتسامة قامت كارمن بدعم جسدي..
“أجل … رغم أنني لم أكن جدية هناك إلا أن ضربة كتلك يفترض أن تكون كافية لإنهائك ”
سكتت كارمن للحظة قبل أن تواصل بتعبير مرعب ..
“لكنك نجوت ، بل خرجت بأقل الأضرار ..”
تم ضبطي متلبسا..
أدرت رأسي نحو الجهة الاخرى متفاديا كارمن ..
“لقد حالفني الحظ ”
لقد أظهرت جزءا صغيرا فقط من باليريون في تلك اللحظة و هو الذي صد ضربة كارمن ، تمنيت من كل قلبي الا تكون قد لاحظته ..
“حظ هاه ؟”
لا أظن أنها إقتنعت بإجابة كهذه ، يجب أن أفكر في حل بسرعة … أو أتصرف بجنون فحسب ..
“لا أعلم منذ متى يساعد الحظ في صد ضربة من الفئة S ، لكنك محق عندما قلت أن الحظ حالفك و قابلتني قبل الآخرين”
أومأت برأسي كإجابة … هي كانت محقة ..
منذ اللحظة التي هربت فيها من بايرون بدأ جسدي كله يصرخ محذرا إياي من القادم ..
العديد من الهالات الساحقة كانت تتجه نحوي ، لحسن الحظ كانت كارمن هي الأسرع و ظهرت أمامي قبلهم ..
لو واجهت أحد الشيوخ الذين أرادو موتي لكنت ميتا الأن..
بالحديث عن بايرون ..
رأيت العملاق قادما من بعيد يحترق وسط هالة مدمرة ..
دوى صوت صراخه في المكان بأكمله ..
“أيها اللعين هل تظن أنك تستطيع الهرب مني ! أنا بايرون !”
مدد العملاق قبضته قبل أن يدفعها نحوي بسرعة هائلة …
كانت يده تصبح أكبر و أكبر كلما إقتربت مني … لكنني لم أكن قلقا … و السبب كان يقف بجانبي..
ردا على ضربة بايرون رفعت كارمن إصبع السبابة ..
إصبع واحد فقط كان كافيا لحظر لكمة بايرون الجبارة ، هي لم تكتفي بل طعنت بإصبعها قبضة ، ثم جسد بايرون بأكمله ..
بواسطة عين الصقر المطورة تمكنت من رصد 61 ضربة ، لكنني واثق أنها قامت بأكثر من ذلك بكثير ..
المرعب في الأمر كان حقيقة أن كل طعنة إستهدفت نقاط حيوية بجسم العملاق ..
سقط هذا الاخير بينما فقد السيطرة على كل أطرافه جاهلا بما حدث ..
بإبتسامة مرعبة وقفت كارمن أمامه ..
“هو هو … ألست الجنرال بايرن أو أيا كان إسمك؟ أخبرني هل وجودي مثل عدمه بالنسبة لك؟ أو لربما أصبحت شخصا مهما دون علمي؟”
فتح بايرون أعينه على مصرعيها عندما رأى من وقف أمامه…
حاول الركوع على الفور ، لكن بفضل الهجوم الذي تعرض له هو لم يتحكم بجسده لذلك لم يستطع سوى ضرب رأسه على الارض بعنف ..
“إعتذاراتي سيدة كارمن … لقد كنت أعمى بمحاولة إمساك الدخيل يرجى أن ..
“سيدة؟!!!!”
قاطعت كارمن بصرخة ..
بإبتسامة متكلفة كنت أنظر إليهم … لقد جلبت هلاكك لنفسك يا بايرون … لم يكن يجب أن تناديها بسيدة ..
إستحم بايرون بعرقه عندما أدرك خطأه ..
“آا ..آنسة كارمن … المعذرة”
عندما حاول العملاق التبرير طار جسده بركلة صاروخية جعلته يصطدم بالسقف ثم الأرض ثم السقف ثانية قبل أن يسقط أرضا مغشيا عليه …
أكبر غلطة يمكنك القيام بها هي تذكير كارمن بعمرها ..كما أنها ليست متزوجة ..
لربما كانت غاضبة بمناداتها بهذه الطريقة أكثر من حقيقة تجاهلها…
“إهدئي آنسة كارمن ، يميل العمالقة أمثاله إلى إمتلاك عقول صغيرة ..”
“تسك … لو لم يكن أحد أفراد العائلة لكنت حطمت رأسه ذاك ”
أنا واثق أنها لم تكن تمزح ..
إستعادت كارمن رباطة جأشها و عادت إلي ..
“إذا ناهيك عن النجاة مني ، أنت تمكنت من تفادي بايرون ”
“في الحقيقة هاجمني العديد من الحراس على طول الطريق … لا أفهم لماذا لا يستطيع أحد التعرف علي ..”
كإجابة أمالت كارمن رأسها ..
“يتعرفون عليك ؟ بالتأكيد لن يفعلو … هل تفقدت شكلك في المرآة؟”
“شكلي ؟”
في الحقيقة أنا لم أفعل … كنت محتجزا داخل طائفة الظلال لسنة بعد كل شيء ..
“أنت تبدو مثل نبيل متنكر في هيئة متشرد ، ذلك الشعر الذي يغطي وجهك جعل الأمور أسوأ … و دعنا لا نتكلم عن رائحتك الكريهة ”
“رائحتي ؟”
رفعت يدي مستنشقا الرائحة التي تكلمت عنها كارمن ، لكنني لم أشم أي شيء سوى رائحتي …
هل تعتبر هذه الرائحة كريهة ؟
“بفتتت مالذي تفعله الأن ؟”
“أحاول معرفة مالذي تتكلمين عنه ”
“يبدو أن الغياب لسنة كاملة جعل منك شخصا متخلفا … تعال لنصلح هذه الفوضى ”
جرت كارمن جسدي المتعب غير مبالية بي … لكنني كنت أعلم أنني لن أستطيع مقاومتها … لا أريد أن يحدث لي ما حدث لبايرون ..
بعد المشي لبضع خطوات تباطأت كارمن قليلا. .
“أوه و نسيت إخبارك … أنت شخص ميت في الوقت الحالي ”
بتعبير فارغ نظرت إليها ..
“ميت؟”
…
…
…
العاصمة -بلغراد-
تنهدت آدا عندما تفقدت حجم العمل الذي إنتظرها ..
تكدست الوثائق فوق مكتبها الضخم في إنتظار أن تقوم بتفقدهم ..
منذ أن حصلت على منصب اللورد تضاعفت الأعمال فوق رأسها ..
لطالما كانت إمرأة مشغولة ، بعد كل شيء هي تحكمت بجزء كبير من أعمال العائلة منذ سن صغير…
لكن هذا كان لاشيء مقارنة بما أضطرت للتعامل معه الأن …
رمت آدا الوثائق بين يديها ثم دفعت بنفسها بعيدا عن المكتب ..
هي تمتمت …
“لقد حققت حلمي ..”
لقد أصحبت رسميا لورد عائلة ستارلايت الضخمة ..
كانت هذه أكبر رغباتها منذ أن ترك والدها الراحل … أبراهام ستارلايت تلك الوصية التي طالبت بمنصب اللورد لأخيها فراي ..
في تلك الليلة شعرت آدا بالتهميش ..
مجرد حجر في الزاوية ، تم تجاهل وجودها من طرف أقرب الناس إليها ، والدها ..
لذلك هي بذلت جهدها … ضحت بطفولتها و جزء من شبابها ، نمت قدراتها و معارفها و بنت إسما لنفسها ..
حققت ما لم يحققه أحد في سنها … هي لم تكن ترغب بمنصب اللورد ، بل بالإعتراف الذي صاحب هذا اللقب .
لكن الكلمات التي إنتظرت سماعها لم تأتي … لقد مات الرجل الذي أرادت سماع تلك الكلمات منه ..
لم تحقد على والدها أبدا .. بعد كل شيء كان هو عائلتها … أرادت فقط أن تسمع ” لقد قمتي بعمل رائع آدا ”
منذ سنة هي لم تبتسم ولا مرة ..
لقد سقط عليها خبر وفاة فراي كصاعقة في وضح النهار .
هي كرهته نعم .
تمنت الموت له في أكثر من مناسبة ، وقد إستحق ذلك .
لكن كما يقال … “تدرك قيمة الشيء عندما تفقده .”
لقد كان شخصا فاسدا نعم .
لكنه كان ما تبقى من أسرتها … ناهيك عن حقيقة أنه تغير في اخر فترات حياته …
شعرت بالذنب ، أخذت مسؤولية موته على عاتقها ..
“ما كان يجب أن أدعه يدخل أرض الكابوس ، ما كان يجب أن أتركه بمفرده … ماكان يجب أن أتمنى الموت له ..”
أصبح الامر هاجسا ، كانت تذهب الأن إلى الكنيسة التي لم تدخلها من قبل من أجل طلب المغفرة …
على الرغم من أنها لم تكن السبب في المقام الأول ..
بنظرة فارغة تنهدت آدا و هي تتمدد فوق كرسي مكتبها …
“لماذا ذهبت … و تركتني بمفردي ..”
نزعت حذاءها ، رفعت نفسها فوق الكرسي دافنة رأسها بين ركبتيها ..
“مالذي يجب أن أفعله الأن؟”
في تلك اللحظة هي سمعت صوت طرق عنيف على بابها ..
دخلت خادمة عجوز المكتب على عجل و تعبير محير على وجهها .
“فريديريكا ؟ مالأمر ؟”
كانت آدا تعيش في القصر الذي تم منحه لفراي في الماضي الأن ، بينما جعلت من الخادمة العجوز مساعدتا لها.
تنفست العجوز فريديريكا بصعوبة قبل أن تقول ما لديها ..
“آنسة آدا… فراي … اللورد فراي …”
“لقد عاد!”
في تلك اللحظة إنهارت تعابير وجه آدا تماما..
…
…
…
منظور فراي ستارلايت
“آه ، أنا في النعيم ”
كنت أجلس الان داخل حوض إستحمام ضخم ..
كان هذا أول حمام لائق أحضى به منذ سنة كاملة ..
حملت خصلة من شعري الطويل الذي تساقط فوق وجهي ..
“يجب أن أعتني بك قريبا ”
“تعال ، باليريون”
توهج وشم الأفعى بعنف قبل أن يتم تغليف يدي اليسرى بمعدن أسود بارد إمتد منه نصل مرعب ..
عانقت سيفي العزيز ..
“لقد أنقذتني في السابق يا صديقي العزيز ، أحسنت ”
“تعال ، لنحظى بحمام جيد ”
لم يكن باليريون بحاجة الى شحذ أو أي شيء اخر… كان نصلا حادا لدرجة مرعبة ، متينا لدرجة ٱنه لن يتحطم و لن يصدأ مهما مر الوقت ، لم يسمى بالرعب الأسود من فراغ.
أمضيت عدة ساعات في الداخل قبل أن أخرج أخيرا من الحمام …
بمنشفة غطت فقط ما يجب تغطيته خرجت لأجد كارمن تجلس داخل غرفة إنتظار فخمة تنتظرني ..
“ظننت أنني سأنتظر إلى الأبد هنا … كيف تجرؤ على تركي هنا كل هذا الوقت؟”
هززت كتفي ردا ..
“أنتي من طلب مني تنظيف نفسي ”
“أنظر الى نفسك ، كم عدد الأشخاص الوقحين بما يكفي للرد علي بهذه الطريقة ؟”
“هاها أجد الانسة كارمن جذابة لدرجة أنني لا أستطيع عدم الرد ”
نهضت كارمن من مقعدها متجهة نحوي بخطوات بطيئة ..
“الكلمات الحلوة لن تنفعك كما تعلم …”
مدت يدها نحو ذراعي الأيسر ..
أحسست بلمستها فوق جلد يدي العاري ..
“لقد حصلت على وشم ”
لمست كارمن وشم الأفعى بفضول مفتونة بتفاصلها المذهلة ..
‘صديقي الصغير هنا رائع أليس كذلك ؟’
“لم تخبرني بعد … كيف نجوت طوال هذا الوقت”
أدرت رأسي نحو الجانب ..
“صادف أنني نزلت بالقرب من أحد الطوائف القديمة … وجدت أحد الاساليب القديمة و إختبأت هناك طوال هذا الوقت ، كما أن موارد أختي قد ساهمت في نجاتي ..”
“هممم؟”
واصلت يد كارمن التجول على طول الطريق نحو عضلات صدري و بطني ..
“الفئة D … لا هل هي D – ؟”
“آنسة كارمن هذا تحرش” ضحكت بطريقة ساخرة ..
“من يتحرش بمن أيها الغر ؟ أنت مجرد نصف رجل لم يبلغ الا مؤخرا ..”
ضحكت ردا على ذلك ..
“قد أكون مجرد شاب ساذج لكن حتى أنا سأصبح مضطربا عندما تقوم إمرأة جذابة بلمسي جسدي العاري ”
حسنا تقنيا عمري العقلي قريب من الثلاثين إذا ما أضفنا عدد السنوات التي عشتها في عالمي السابق إضافة الى سنة هنا ..
لكن يجب أن أعترف ، كانت يد كارمن مثل جهاز كشف مواهب … بعد كل شيء هي عرفت فئتي بمجرد لمسة من يدها ..
توقفت يد كارمن عن لمسي بعد سماع كلامي الاخير.
“يبدو أنني كنت لطيفة معك أكثر من اللازم هاه؟”
شكلت كارمن قبضة و لمست بطني برفق لكن موجة من القوة إجتاحت جسدي ما جعلني أسقط على ركبتي ..
“أغغغ ، هذا قاسي ”
بإبتسامة هي مددت يدها .
“نعم هو كذلك ، أنت في الفئة D – ، حصلت على أحد الاساليب داخل أراضي الكابوس و نجوت على طول الطريق أليس كذلك ؟”
أومأت بالإيجاب ..
“قصتك تحتوي على الكثير من الثغرات ، بعد كل شيء أنت تجعل أرض الكابوس تبدو و كأنها لعبة أطفال ..”
توقفت كارمن لثانية قبل أن تواصل .
“كما أنك لم تفسر كيف قمت بصد ضربتي بالسابق ”
هي لا تزال تحفر في الموضوع …
“أخبرتك .. لقد حالفني الحظ ..”
“الحظ ؟ هل الحظ هو ما تسبب بهذا ؟”
هي وضعت قبضتها أمام وجهي… في تلك اللحظة عرفت ما كانت تتكلم عنه ..
كانت أصغر من أن أتمكن من ملاحظتها على الفور ، لكنها كانت موجودة بكل تأكيد ..
جرح صغير بالكاد رأيته عندما إقتربت قبضتها من وجهي ..
‘اللعنة … باليريون أيها الغبي ..’
“عدد الأشخاص الذين يستطيعون جرحي يعدون على الأصابع… ناهيك عن شخص في الفئة D ..”
“مالذي تخفيه أيها الفتى فراي ~”
تجاهلت نظرات كارمن ملتزما الصمت…
ماذا أقول ؟ أي حجة آتي بها الأن ستجعلها تغضب على الفور .. لذلك سألتزم الصمت فقط ..
بعد حرب التحديق التي إستمرت لبضع دقائق هي تراجعت أخيرا ..
“حسنا لكل واحد منا سر أو إثنان ”
*تنهد*
“شكرا على تفهمك”
عادت كارمن الى مقعدها بينما أخذت أنا الاخر الفرصة و إرتديت ملابسي ..
في تلك اللحظة تنبهت لشيئ مهم ..
“آنسة كارمن إعذري سؤالي … لكن لطالما تساءلت ، لماذا تساعدينني؟”
“هممم؟”
توقفت كارمن عندما كانت على وشك إشعال أحد السجائر .
“سؤالك متأخر قليلا الا تظن؟”
بالفعل … لقد مرت سنة ..
“أن تصل متأخرا خير من الا تصل أبدا ..”
“تسك”
“يجب أن أفعل شيئا بشأن طريقة الكلام هذه لديك ..”
هي أشعلت أحد السجائر قبل أن تأخذ نفسا عميقا..
“لدي عين جيدة يا فراي …. كما أنني أؤمن بحدسي ..”
“حدس هاه ؟”
هل حقا هي ساعدتني حتى الان بسبب الحدس ؟
بوجه فارغ واصلت كارمن التدخين قبل أن تعيد نظرتها إلي..
“حسنا… هذا جزء من السبب…. أنا أدين له بالكثير .”
“هو؟” سألت بفضول .
“والدك”
“أوه”
للأسف ، لا أعرف أي شيء عن ذلك الرجل …
جلست أمام كارمن ..
“أنا أقدر ذلك … شكرا ”
“لست بحاجة الى إمتنانك يا فتى … أنا أفعل ما أريد ..”
ضحكت ردا ..
“أكيد”
طوال الساعة التي تلت ذلك هي أخبرتني عن أبرز الأحداث ، ما فاتني طوال سنة ..
لم أهتم كثيرا في البداية ، فشؤون هذا العالم لا تعنيني لكنني تجمدت عندما ذكرت الحدث الرئيسي ..
“تم إختطاف كل من زوجة و إبنة الإمبراطور من طرف الألتراس ، تلى ذلك مواجهة قاسية شاركت العوائل الرئيسية بأكملها بتلك المعركة ، هي إنتهت باستعادة إبنة الإمبراطور ، لكن أمها لم تنجو ..”
أمسكت برأسي بشدة …
‘هذه كارثة’
يبدو أن كارمن قد إنتبهت للتغيير في تعابيري ..
“مالأمر ؟ ”
لكنني لم أتكبد عناء الرد عليها ، بعد كل شيء أكتشفت أخيرا كم أنا شخص غبي .
كيف نسيت حدثا مهما كهذا بحق ؟..
حادثة إقتحام الألتراس للقلعة ..
كان هذا حدثا مهما … بعد كل شيء فراي كان متورطا في القصة الأصلية..
كانت إبنة الإمبراطور هي صديقة الطفولة لفراي ، هذا الاخير كان ضعيفا جدا لذلك لجأ للألتراس من أجل الحصول على دعم الشياطين ..
كمقابل طلبو منه إثبات مؤهلاته ، وقد فعل عندما ساهم في إختطاف إبنة الإمبراطور مستفيدا من قربه منها ..
في النهاية تموت الفتاة و يحصل فراي على ما أراد ..
لكن تلك الحادثة تصبح السبب الرئيسي لموته مستقبلا ..
هذا ما يفترض أن يحدث ..
لكنني غيرت الحدث بأكمله الان … في الوقت الذي كان من المفترض أن يتسبب فيه فراي بموت الأميرة كنت محتجزا داخل طائفة الظلال ..
الاميرة التي من المفترض أن تموت … لا تزال حية ..
لقد ظهرت ورقة جوكر الان…
شخصية إضافية ستدمر سير الأحداث بالكامل ..
“اللعنة” انا لعنت ..
متغير واحد هو أكثر من كافي للتأثير ، فقط حقيقة بقائها على قيد الحياة كافية لتغيير أحداث مستقبيلة …ستتغير أحداث القصة التي أعرفها، كما أن مصير فراي قد تغير الان..
‘ماذا أفعل ؟’
هل أذهب و أقوم بقتلها الان؟
مستحيل … سأموت قبل أن تطأ قدمي القصر حتى ..
فجأة بدأت ذكريات فراي عن تلك الفتاة تتدفق نحو رأسي ..
اللعنة ..
فاليكن … ليحدث ما يحدث أنا لا أهتم … كل ما يهم هو أن لا تقف في طريقي مستقبلا.
“هوي فراي هل أصبت بالجنون مابك تتمتم بمفردك؟”
أعادتني كارمن للواقع ..
“أعتذر لقد أصبحت عادة ..”
“حسنا لا تبالغ في الأمر و حاول ضبط نفسك ..”
في تلك اللحظة أضاءت أعين كارمن ..
“هممم يبدو أنهم هنا ..”
أجبت بتعبير حائر
“من؟”
إبستمت كارمن ..
“تعال و أنظر بنفسك … خبر عودتك هو الحدث الرئيسي داخل الإمبراطورية بأكملها الان ..”
نهضت و تبعت كارمن ..
“جديا؟”
إلتقينا ببعض الخدم على طول الطريق الذين كانو يتجهون نحونا لإبلاغنا ، لكن كارمن كانت أسرع منهم بكثير … يبدو أن هالتها غطت على المركز بأكمله ..
عندما وصلنا الى البوابة رأيت العديد من العربات تتوقف هناك ..
كان عددهم هائلا ..
“هل أنا مضطر للتعامل مع هذا ؟”
بابتسامة ساخرة هي أجابتني …”نعم”
*تنهد*
في تلك اللحظة رأيت فتاة بشعر أبيض مألوف تركض نحوي ..
“آدا …”
بإبتسامة لطيفة لوحت لها ..
لكنها لم تتوقف بل رمت بنفسها علي ، هي عانقتني بشدة لدرجة أنني تنفست بصعوبة ..
تجمدت في مكاني … أنا لم أتوقع هذا ..
صوت بكائها إخترق أذني ، هي تمتمت بصعوبة ..
“لقد عدت … أنت حقا عدت ”
إنهمرت إثنان من الشلالات من عينيها ..
ترددت في تلك اللحظة… لا أريد أي علاقات تربطني بهذا العالم ..
لكن هذه الفتاة كانت مختلفة ، لم أكن لأنجو لولاها .. كانت أكبر دعم لي … حتى بعد الذي قام به فراي القديم..
‘هذه المرة فقط’
أنا بادلتها العناق بينما تمتمت لها في أذنها بلطف ..
“لقد عدت … آدا”
أمام بوابة قصر ستارلايت المهيب ، إحتضن الأخوان بعضهما البعض تحت أنظار الجميع … بعضهم لم يصدق ما رآه .
البعض كان مندهشا ..
أما ليونايدس الذي راقب من الخلف محاطا بحاشيته … فكان غاضبا ..
إبن أبراهام لم يمت … بل هو الان أمامه …
رغم أنه عانق أخته الا أن نظرات ذلك الفتى إخترقت الحشد بأكمله و سقطت على ليونايدس..
نظرة باردة لحيوان مفترس … تبادل فراي و زعيم مجلس الشيوخ النظرات … كل واحد منهم أراد إفتراس الاخر ..