منظور الشرير - الفصل 185
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“فراي ! أتريد البعض ؟”
نادى دانزو علي لانضم للجميع من أجل تناول الطعام ..
“لا شكرا .. أنا بخير ”
رفضت مبتعدا عن البقية متجاهلا نظرات دانزو الملحة ..
“أنت لن تستطيع المواصلة هكذا يا رجل ..”
“…”
تفهمت وجهة نظر دانزو .
مضت بضع ساعات منذ وصولنا الى هذه الأرض القاحلة الميتة التي كثيرا ما ذكرتني بلوندور ..
إذا دل هذا على شيء .. فهو حقيقة أن هذا الكوكب بدأ ينزف ببطء بالفعل .
كان الوقت ليلا الآن و قد خيم الظلام فوق رؤوسنا .
رغم أننا سافرنا عدة ساعات داخل الأراضي القاحلة إلا أننا لم نجد أي شيء ..
لم يكن من مصلحتنا البقاء لوقت طويل على هذه الحال فقد دخلنا البوابات سابقا بنية خوض الاختبار، بالتالي لم يحضر منا أي مؤن أو خواتم بعدية من أجل الامدادات .
كل ما لدينا حاليا هو الطعام الذي صادف تواجده بداخل خاتم الاستاذ فينيكس الذي لحق بنا ..
لكن و مما رأيته .. الكمية التي معه ستصمد بالكاد بضعة أيام عندما أخذ بعين الاعتبار عددنا الكبير .
ثم في حال نفاذ كل الطعام .. لن يستطيع معظم المتواجدين هنا النجاة .. خصوصا أن هذه المنطقة كانت تخلوا من كل مظاهر الحياة .
جسدي كان مميزا و قادرا على المواصلة دون تنازل أي شيء لذلك رفضت عمدا المشاركة معهم لعل ذلك سيساعد و لو قليلا .. و يبدو أنني لم أكن الوحيد الذي فكر بهذه الطريقة.
“لا أنصحكما بالتشبث بي يا رفاق ..”
وجهت كلامي هذا لكل من سنو و سانسا اللذان إمتنعا عن الطعام بدورهما ..
“أتحسب نفسك الوحيد المميز هنا يا فراي ؟ أستطيع الصمود لأسابيع ببعض الماء فقط ”
قال سنو بابتسامة بينما لم تدلي سانسا باي ملاحظة عن الأمر ..
أفترض أنها لا تريد الحديث عن جسدها الشيطاني الذي يستطيع الصمود دون أي شيء سوى الاورا ..
“من الجيد اننا نملك سيرس معنا ..”
قالت سانسا و هي تنظر إلى سيرس مونلايت التي شكلت الماء من العدم باستمرار متلاعبة بالعنصر دون قيود .
سنو أومأ.
“رغم أنني أستطيع استعمال الماء أنا الآخر ، إلا أن سيرس اعلى مني بمراحل من هذه الناحية .. إنها تستطيع انتاج كمية كبيرة باقل قدر من الاورا ..تحكمها مذهل بالفعل”
كان معظم من في فصل النخبة يلتف حول سيرس كل مرة من أجل الحصول على الماء و تجنب الجفاف ..
هذا جعل الجميع يعطي الأولوية لسيرس بكل شيء .. فلو فقدت القدرة على المواصلة سيعاني الجميع من الجفاف . لحسن الحظ لم تمضي سوى بضع ساعات هنا ما جعل هذا الاحتمال بعيدا جدا بالوقت الحالي .
لكنني تساءلت .. هل هذا كافي حقا ؟
على هذا الحال ، حتى و لو لم يمت أحد بسبب الجوع و العطش .. فهل سنكون بحالة مثالية من أجل القتال ما إذا جاء الوقت ؟
كل دقيقة نقضيها فوق هذه الأرض تستنزفنا شيئا فشيئا .. ناهيك عن ذكر حقيقة أن معظم الحاضرين لم يملكوا أي خبرة من أجل النجاة بالعراء ..
مهما فكرت بالأمر .. وجدت نفسي اذهب إلى أكثر السيناريوهات تشاؤما داخل عقلي ..
لكنني سرعانما تخليت عن تلك الافكار بعدما إستوقفتني سانسا بنقرة خفيفة على جبهتي .
“هلا توقفت بالفعل ؟ كلما نظرت الى وجهك شعرت بسمومك المشؤومة تنتقل إلي ”
بسماع ملاحظتها وجدت نفسي اتحسس وجهي دون وعي مشكلا نصف ابتسامة .
“آسف .. هل جعلت الأمر واضحا ؟”
“أجل لدرجة انني لا أريد النظر إليك بعد الآن”
“هيه .. آسف بشأن ذلك ”
كانت هذه لعبة كثيرا ما لعبتها رفقة سانسا مؤخرا بحيث تحاول قراءة افكاري عن طريق تعابير وجهي بينما أحاول إخفاءها عنها عن طريق صنع وجه عديم المشاعر .
“أفترض بانه لا فائدة من التفكير بالأمر كثيرا ”
سيكون من الافضل أن اقلق بشأن الأمور بوقت وقوعها بدلا من اتعاب عقلي بالوصول لطريق مسدود كل مرة .
لو سألتني ما إذا كنت قادرا على النجاة .. فسأجيب بنعم … أستطيع فعلها بطريقة ما حتى و لو كانت الاحتمالات ضدي .
و لكن ..
رفعت رأسي ملقيا بنظرة على الآخرين .
تفقدت وجوههم واحدا واحدا .. طلاب النخبة البالغ عددهم 21 ، و الاستاذ فينيكس .
بنهاية هذه المطاردة ، كم سيتبقى منهم ؟
كانت هذه هي الفكرة التي أرقتني أكثر من غيرها .
“فقط للتأكد .. لكن دعني أسألك هذا يا فراي ”
قال سنو الواقف بجانبي فجأة من العدم ..
“ماذا ؟”
“ألا تملك أي شيء ؟ خطة ؟ دليل ما ؟ تعلم .. مثل المرة السابقة ”
“اوه ..”
فهمت ما عناه سنو ..
لقد كان يتحدث على الارجح عن الوقت بلوندور .. و كيف كنت أستطيع ايجاد الطريق دوما .
و بهذه الحالة .. نصيحة النظام هي المقصودة ..
بابتسامة متكلفة اجبت سؤاله فارضا الحقيقة المرة عليه منذ البداية .
“آسف .. لكنني بالظلام تماما هذه المرة ، لا فكرة لدي أين يمكن أن نجد بوابات النقل الآني تلك ..”
رأيت بعض المفاجأة على وجه سنو فور قولي لذلك .
لكنه سرعانما تقبل الأمر بإيماءة جدية ..
للأسف ، نصيحة النظام تتطلب نقاط الانجاز .
ليس الكثير .. لكن كمية معتبرة منها .
لكن عدد نقاط الانجاز لدي .. كان ببساطة كالتالي :
– نقاط الانجاز الحالية : 0 –
هذه المرة الأولى على الاطلاق التي أصل فيها الى ال 0 .
التأثير على عملية النقل الآني سابقا و انقاذ الجميع قد حرق كل نقاط الانجاز لدي تاركا اياي دون سلاحي الاعظم هذه المرة .. النظام .
بمعنى آخر.. لا وسيلة غش لدي ، سيكون علي الاعتماد على قدراتي الخاصة لوحدها ما إذا اردت النجاة .
و البداية عبر إيجاد بوابات النقل الآني تلك .
“في المقام الأول ، كيف سنشغل تلك البوابات بالضبط ؟ اليست شديدة التعقيد ؟”
و كأنها تقرأ أفكاري ، طرحت سانسا سؤالا بديهيا .
“لديك وجهة نظر .”
قال سنو بعدما ظهر متغير جديد ..
“سيكون علينا التفكير بالأمر عندما نجد واحدة اولا ”
لو كان النظام متاحا لشغلتها بسهولة رغم ذلك …
“المعذرة ”
تم مقاطعة نقاشنا اللطيف من طرف رابع رأيتهم قادمين من بعيد .
الثنائي القادم إلينا كان السحرة .. سيلينا و زميلها قليل الكلام اكزيفير آدمز .
نظر كلاهما إلى الآخر للحظة ، قبل أن تتقدم سيلينا متولية الحديث .
“سمعنا نقاشكم قبل قليل و أعتقد أننا نستطيع فعل شيء ما حول المشكلة الراهنة ”
“مالذي تعنينه ؟”
سأل سنو بينما اجابت سيلينا على الفور .
“سبق و عرضنا الامر على الاستاذ فينيكس ، كل ما عليكم فعله هو ايجاد البوابة ثم سنتولى نحن الباقي .. أثق بأننا قادران على تشغيل اي بوابة فوق هذه الأرض”
قالت سيلينا بثقة .. و كلماتها لم تبدو مثل مجرد كلام فارغ .
“فهمت .. من المطمئن سماع ذلك ”
أومأ سنو بابتسامة ، على الاقل لم يعد علينا القلق بشأن طريقة تفعيل البوابة بعد الآن .
إستمر النقاش لبعض الوقت بينما انفصلنا إلى مجموعات صغيرة بقيت بالقرب من بعضها البعض .
إنضم كل من دانزو و داون و غوست الينا رفقة راغنا ..
أما معظم الطلاب المتبقين فكانوا متشبثين بفينيكس يتبعونه اينما ذهب .
ثم هنالك الامير اللعين الذي لم أستطع إخفاض دفاعي مطلقا بوجوده .
بشكل عام ،كان الجو السائد بيننا شديد الكآبة .
و قد استمر على هذه الحال لبضع دقائق اضافية .
وحيدين وسط الصحراء التي خلت من كل مظاهر الحياة مقاومين البرد القارس الذي هدد بتجميد الدم بداخل عروقنا ..
كل ذلك رفقة الهدوء .. هدوء إستمر لوقت طويل .
لكن لا شيء يدوم الى الأبد بهذه الحياة .
فهذه الأرض الواسعة لم تكن صغيرة لنحتكرها بمفردنا .
أول من إنتبه للامر ، كان فينيكس صنلايت الذي نهض من مكانه بعبوس و أعينه مركزة على الشرق .
حركة فينيكس المفاجئة جعلت الجميع ينظرون لا غريزيا إلى نفس الاتجاه ..
في البداية ، لم يظهر شيء ..
لكن و مع مرور الوقت بدأت حواسي تلتقط ما حرك فينيكس قبل قليل .
“هذا سيء ”
قلت بدون وعي بينما اومأ سنو الذي شعر بها بنفس الوقت تقريبا .
“ماذا ؟ مالذي يجري ؟ لماذا جميعكم تصنعون هته الوجوه ؟”
سأل دانزو على عجل بينما قال فينيكس بصوت جليل .
“استعدوا جميعا .. سنتحرك ”
تزامنا مع كلماته تلك ، ظهرت الموجة الأولى من الخطر الذي إستشعرناه قبل قليل .
كان المكان مظلما لذلك لم نرهم بوضوح في البداية ، لكنهم كانوا اقرب بكثير مما توقعنا .
“ما هذه الاشياء بحق ؟”
لعن كل من راغنا و دانزو بوقت واحد عندما ظهر جيش كامل يغمره السواد من العدم .
“مخلوقات كابوس ؟!”
“لا !”
نفيت على الفور مستخدما أعين الصقر إلى أقصى حد لها .
“إنهم بشر ”
مشوهون ، مجرحون و محطمون .. إتجهوا نحونا حافي الاقدام بخرق بالية غطت أجسادهم .. البعض منهم كانوا عراتا تماما ..
عند امعان النظر ، يمكنك رؤية تلك المواد السوداء التي كانت تتسرب من مسامهم و جروحهم ..
حدقت المجموعة برعب ناحية ذلك الجيش الهائل القادم من بعيد ..
“هؤلاء بشر ؟ إنهم يبدون اشبه ..”
تمتمت ايميليا اتاراكس بينما اكمل داون بولاريس ما ارادت قوله .
“الغانادو ..”
كانوا شبيهين بهم لدرجة مرعبة .. مخلوق الكابوس الذي واجهناه اثناء اختبار الجزيرة ..
“هل نتحاشاهم ؟” سٱلت سيرس موجهة سؤالها لفينيكس الذي وقف بالقيادة .
“لا .. ذلك لن يجدي نفعا ”
بعد التركيز قليلا فهمت ما عناه فينيكس .
“إنهم قادمون خصيصا من اجلنا ”
وجود ذلك الجيش هنا لم يكن صدفة .. بل هم قادمون نحونا مباشرة بافواه مفتوحة تسرب منها اللعاب و تلك المادة السوداء على حد سواء .
“إستعدوا للقتال !”
صرخ فينيكس لنشكل على الفور تشكيلة المعركة التي إتفقنا عليها مسبقا .
بوجود فينيكس بالمقدمة رفقة دانزو و دايمن اللذان اطلقا انفجارا من الهالة الفضية و الذهبية تواليا مرتدين دروعهم .
يليهم مباشرة أنا رفقة سنو ليونهارت المبارزون الرئيسيون لهذه التشكيلة .. اما البقية فقد تمركزوا بالخلف حسب ادوراهم . قررنا القتال بجدية و بدون قيود و هذا سبب اخراج دايمن و دانزو لاوراقهم الرابحة .
“لا افهم .. استاذ فينيكس ، اليس من الأفضل تدميرهم بهجوم واحد كبير ينهيهم جميعا ؟”
سأل سنو الذي بدأ يشعر بالارض تهتز من تحته بسبب ذلك الجيش الهائل .
فينيكس هز رأسه فقط كرد على سؤال سنو .
“لا نستطيع فعل ذلك ”
فينيكس كان أكثر من قادر على تدمير ذلك الجيش بواسطة نيرانه .. لكن هذا لم يكن خيارا .
“لو أطلقت أحد أقوى هجماتي فساكون مضطرا لاستعمال مقدار كبير جدا من الاورا ، و هذا ما سيجعل الألتراس يعرفون مكاننا على الفور”
من الآمن الافتراض أن هذا الجيش أمامنا لم يجدنا سوى بسبب أنه صادف تواجده بالقرب .. بالتالي يمكن القول أنه لم يتم كشفنا بعد .
لكن الجانب الآخر يملك بطبيعة الحال الكثير من السحرة و المتلاعبين بالموجات .. هم سيشعرون بوجود فينيكس على الفور لو قرر اطلاق العنان لكل شيء .
“تذكر .. العدو ليس ما تراه عيناك فقط ، بل هو أبعد من ذلك بكثير ”
“مفهوم !”
اجاب سنو على الفور بينما اومأ فينيكس برأسه .
“سيكون علينا فعلها بالطريقة الصعبة !”
تزامنا مع كلماته إشتعلت قبضات فينيكس بالنيران المستعرة .. نيران اطلقها لورد الصنلايت الشاب على شكل شعاع ناري إبتلع الدفعة الأولى من طليعة الجيش الذي هاجمنا ..
بضربة واحدة فقط منه ، تم القضاء على العديد منهم بالفعل ..
نيران فينيكس كانت شديدة لدرجة أن ضحاياه لم يتركوا أي جثث حتى .
“لنفعلها !”
صرخ دايمن فاليريون هو الآخر قبل أن يندفع وسط موجة من البرق مخترقا صفوفهم ، دانزو إتبعه بنفس الطريقة هو الآخر .
من جهة أخرى إستهدف المتلاعبون بالموجات بقيادة سانسا و سيرس الاماكن الاعمق من الجيش امامنا .
و بعد الالتحام الأول ..
إكتشفت حقيقة معينة .
“هذا سهل ”
قاطعا رأس أحدهم بباليريون .. ادركت انهم كانوا بالفعل مثل الغانادو ..
“ضعفاء جدا ”
كانوا بدائيين لدرجة انهم هاجموا بافواههم محاولين عضي .. لكن حتى هذا كان بطيئا جدا ..
“لنسرع بالقضاء عليهم”
توغلت رفقة سنو بسرعة كبيرة بين صفوفهم مقطعين اياهم بسرعة شديدة ، أما النصيب الاكبر فقد كان من نصيب فينيكس الذي قتل العشرات منهم بثواني .
“ما خطب هؤلاء الأشخاص بالضبط ؟!”
*بوووم !*
بلكمة سريعة ارسل الدانزو سربا كاملا منهم طائرين .. بعضهم تحول الى اشلاء باجساد نصف مقطوعة .
لكن حتى بتلك الحالة هم لا يزالون يهاجمون ..
“ما هذه اللعنة ؟! زومبي ؟؟”
“توقف عن الحديث و اقتلهم بشكل صحيح !”
*سلاش !!*
بقوس بنفسجي عملاق ، قطعت المزيد و المزيد ..
سرعانما قتلنا المئات منهم بوقت قياسي ، لكن لسبب ما لم أكن مرتاحا لما كان يحصل .
“هناك خطب ما ..”
في المقام الأول ، كيف وجدونا بالضبط ؟
هل تم كشف مكاننا ؟
إذا كان ذلك صحيحا ، لماذا ارسلوا هؤلاء الضعفاء ؟
“شيء ما خاطئ ..”
بعدما بدأت أستعمل عقلي .. أدركت أخيرا كم تعمقت داخل جيش البشر المتحولين هذا ..
الادرينالين و نشوة القتال منعاني من ملاحظة ساحة المعركة من حولي لدرجة أنني فشلت بملاحظة كم كنت بعيدا عن الاخرين بالخلف .
لكنني لم اكن وحيدا ، فينيكس و سنو رفقة دانزو و دايمن كانوا لا يزالون متقدمين علي .
اما بقية المبارزين و الرماحين من امثال داون و راغنا فلم يكونوا بعيدين .
لكنني لم ارى سانسا و البقية بأي مكان قريب .
مستعملا عين الصقر .. و بعد البحث قليلا تمكنت من رؤيتهم اخيرا ..
لقد ساندونا بطريقتهم الخاصة من بعيد و تلك كانت مساعدة كبيرة ..
لكنني سرعانما تجمدت مكاني باللحظة التي مددت فيها نظري نحو ما تواجد خلفهم ..
“جميعا ! فالتتراجعوا حالا !!”
صرخت بكل ما أتيت من قوة لافتا انتباه الجميع لما كان يحدث بالخلف لكنني كنت متأخرا جدا .
…
…
…
دور المتلاعبين بالموجات لم يكن ادنى باي شكل من الاشكال مقارنة مع المبارزين .
سانسا و سيرس كانتا المسؤولتين عن تلك المراكز و قد ساعدا بشكل كبير ..
لكنهما سرعانما توقفا بعدما ظهر متغير غير متوقع خلف ظهورهم ..
من الغرب .. ظهر جيش آخر يكاد يتجاوز حجمه الجيش الأول الذي هاجم من الشرق ..
“متى إلتفوا من حولنا هكذا ؟”
الخطوط الخلفية لم تتكون سوى من سانسا و سيرس رفقة السحرة و إيميليا اتاراكس المعالجة ..
بالتالي لم يكن من المناسب السماح لجيش آخر بالاقتراب منهم و هذا ما ادركه جميعهم .
“لنهاجمهم من بعيد ريثما يتراجع الآخرون!”
قالت سيرس بينما أومٱت سانسا على عجل .
شكل كلاهما رماح الجليد و الظلال مستعدين من أجل الهجوم مرة أخرى ، لكنهما توقفا بمجرد رؤية مشهد معين جعلهم يعيدون حساباتهم ..
من بعيد ..
طارت المئات من الهجمات النارية و كأنها قذائف منجنيق مستهدفة المكان الذي تواجدت به سانسا و من معها.
بنفس الوقت .. سمع جميعهم صرخة المعركة للجيش الجديد الذي هاجمهم .
“هجوم !! ”
“أقتلوهم !!”
تلك الكلمات و الاصوات تزامنت مع الهجمات النارية التي سقطت فوق رؤوسهم بدون رحمة .
لقد إرتكبوا خطأ كبيرا باعتقادهم أن الجيش الثاني تكون من الغانادو الذين لم يمتلكو عقلا يفكرون به ..
فخصومهم الجدد .. هم الصفقة الحقيقية ..
تعرض الاميرة و من معها للقصف المفاجئ من طرف متلاعبي الموجات الخاصين بالألتراس جعل الجميع بالمقدمة يتفطنون لما كان يحدث مدركين سبب صراخ فراي قبل قليل .
“اللعنة !!”
لعن العديد منهم بوقت واحد محاولين التراجع ، لكن اعداد الغانادو من حولهم زادت بشكل مهول من العدم ما جعلهم غير قادرين على ادارة ظهورهم .
الوحيد الذي تحرك بحرية كان فينيكس الذي إندفع وسط شعاع من النار عائدا على الفور بعدما فات الاوان .
من الأمام و من الخلف .. تمت محاصرتهم تماما من العدم .
المطاردة تحولت إلى حرب ابادة ..
…
…
…
بعيدا عن ساحة المعركة ، و تزامنا مع الاحداث الحالية ..
بمكان بديع احتوى على حديقة خضراء ملأتها الزهور بانواعها ، زقزقت العصافير و إستمر الماء العذب باصدار صوت الخرير من نهر قريب زاد المكان جمالا .
وسط تلك الحديقة البديعة ، تواجدت طاولة مستديرة بيضاء بزوج من الكراسي الانيقة .
فوق الطاولة وُضعت فناجين الشاي الفاخرة باناقة بجانب رقعة شطرنج كبيرة جدا غطت الطاولة بأكملها ..
أما اللاعبان ، فكانا عبارة عن سيدة بشعر اشقر و فستان أنيق احمر ، و خصمها كان عبارة عن رجل بدا في الخمسينات من عمره مرتديا بدلة قديمة انيقة و قبعة طويلة بالاضافة الى نظارات قراءة حملها بيد واحدة .
“هذا ليس جيدا يا بياتو .. أن تلعبي مع خصمك بهذه الطريقة ”
تحدث الرجل ، بينما اجابت بياتريس بابتسامة .
“و لما لا ؟ لا تخبرني انك لست معجبا بتكتيكاتي فكثيرا ما كنت تمدحها بالماضي ”
اشارت بياتريس الى رقعة الشطرنج التي لم تحتوي على قطع اللعب المعتادة .. بحيث ان قطع الابيض كانت قليلة جدا على عكس الاسود الذي غزا الرقعة تماما .
هناك و بذلك المكان ، تم تطبيق تكتيك الحرب الشهير “المطرقة و السندان” حيث تمت محاصرة الابيض تماما .
“تم إلتقاط الطعم و الآن هم محاصرون تماما بين مطارقي اللطيفة ”
قالت بياتريس ، بينما أومأ الرجل الجالس أمامها .
“لكن .. أنت تعلمين أن هذا التكتيك الجميل لا يحمل أي معنى اليس كذلك ؟”
“هوه ؟ كيف بالضبط ؟”
اشار الرجل ناحية القطع البيضاء القليلة .
“إنه الفرق في الجودة ”
بياتريس أومأت بنفس الابتسامة و كأنها كانت تعرف ذلك بالفعل.
“ٱنت محق ”
تزامنا مع كلماتها .. إنقشع الدخان الناتج عن الهجوم الأخير كاشفا عن سيرس و سانسا اللتان شكلتا قبة من الجليد و الظلال حمت الجميع من الهجوم الناري .
من جهة أخرى ، فينيكس نجح بالعودة في الوقت المناسب منضما إليهم ضد الجيش الثاني الذي ظهر من العدم .
هذه المرة ، هم واجهوا خصما ذكيا بدل الغانادو ..
لكن الجيش الجديد و رغم تنظيمه ، إلا انه لم يحتوي على أي مقاتلين من مستوى النخبة .
“حسنا .. لا يمكننا توقع الكثير من الدم الادنى اليس كذلك ؟”
ضحكت بياتريس ..
تزامنا مع كلماتها ، مزق فينيكس خصومه بشكل مرعب في استعراض مدمر للقوة الجبارة ..
سيرس و البقية لم يستطيعوا سوى متابعته بشكل خافت من الخلف متسائلين كيف استطاع ذلك الرجل قتل هذا العدد الهائل من البشر دون أن يرمش حتى ..
الغانادو حتى و لو كانوا بشرا .. إلا انهم بدو اشبه بالزومبي ما جعلهم قادرين على قتل عدد كبير منهم دون تردد .
لكن الجيش الثاني كان شبيها جدا بهم .. بلحم و دم أحمر .
لكنهم فهموا أنهم بحرب الآن ، و التردد يعني الهزيمة .
رغم ذلك .. لم يكن من السهل الاعتياد على قتل البشر ..
“إنهم مجرد اطفال لا يعرفون عن رعب ساحة المعركة شيئا ”
قالت بياتريس بينما اضافت المزيد و المزيد من قطع اللون الاسود .
“يمكننا تعليمهم درسا قيما عبر علف المدافع الذي نملك منه الكثير هيهيهي ..”
و كأن لكلماتها تأثيرا سحريا من نوع ما ..
ظهر المزيد من الاعداء شمالا و جنوبا ..
المزيد و المزيد من الغانادو ..
تلك لم تعد مطرقة و سندان ..
بل اصبحت 4 مطارق هددت بسحق فراي و من معه بالوسط.
كل ذلك و بدون حضور أي فرد من نخبة الألتراس .. بل فقط كما وصفتهم بياتريس ..
“علف المدافع ”
ضحك الرجل بمنتصف العمر بمجرد رؤيته لتكتيكات الشطرنج المتطرفة ..
“لا يمكنني تسمية هذا بالشطرنج حتى .. يالك من قاسية القلب يا بياتو كيكيكي ”
لم يستطع الرجل منع نفسه من الضحك لذلك اخذ راحته قبل أن يكمل كلامه .
“أن تفعلي هذا بالأشخاص الذين عشتي بجانبهم طيلة هذه السنين .. ”
“أوه ”
كرد ، إبتسمت بياتريس إبتسامة حلوة و مغرية بينما قالت بمرح .
“حسنا أنا ساحرة بعد كل شيء ، مالذي تتوقعه مني ؟”
سرعانما تحولت تلك الابتسامة الحلوة لشيء شيطاني ..
“إنه يجري بعروقي ”
…
…
…
داخل ساحة المعركة ..
منذهلا من العدد الهائل للاعداء ، صر فراي ستارلا
يت على اسنانه بينما إستدعى الدارك سيستر..
قال فينيكس انهم لا يجب أن يبالغوا باطلاق قوتهم ..
“فاليذهب كل ذلك إلى الجحيم !”
على هذا المنوال حتى و لو كان خصمهم اضعف منهم بكثير فسيتم استنزافهم ببطء ..
آخذا بتلك الفكرة بعين الاعتبار .. إندفع فراي ملوحا بسيوفه مطلقا موجات مدمرة من الاورا المظلمة التي حولت الغانادو من حوله لقطع .
لم يكن ليسمح لنفسه بالموت بمكان كذاك .. ليس بتلك الطريقة .
نفس الافكار غزت عقول جميع من في فصل النخبة الذين وجدوا انفسهم يقاتلون بكل ما لديهم من أجل النجاة وسط بؤرة الموت تلك ..
كانت حربا يائسة حقا ..
…
…