منظور الشرير - الفصل 184
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
اهلا و مرحبا بكم إلى الارك الذي على الارجح سيكون الاطول منذ بداية القصة ..
عدنا للكتابة ، و هذه المرة لا وجود لتحدي 30 لعين يجعلني اكتب كالمجنون لذلك على الاقل ستكون الجودة افضل ..
الارك الحالي يوازي الفيكتورياد ، سيشهد تقلبات كثيرة و سيؤثر بشكل كبير على القصة .. و فراي نفسه .
ارك المطاردة هو حرب نفسية و جسدية لمراهقي فصل النخبة الذين وجدوا انفسهم ضد قارة كاملة .
ما اريد قوله ، هو أن منظور الشرير ستستمر دوما .. هذا المجلد الثاني من 6 مجلدات .
لدينا الكثير لتقديمه .. الكثير حقا بعدد لا متناهي من الافكار التي ستعجب الكثير ، و لن تعجب الكثير ايضا ..
إذا أعجبك ما تراه فإقرأ حتى النهاية و إستمتع .. و إذا لم يعجبك فشكرا على مرورك و بالتوفيق لك ..
منظور الشرير ستواصل دوما حتى نبلغ نهاية قصة فراي ستارلايت المكافح .
اترككم مع الفصل .
حدث كل شيء بسرعة ، لدرجة أن بعضهم بالكاد إستوعب الأمر .
بعدما وطأت أقدامهم تلك الاراضي القاحلة التي جفت تماما من كل مظاهر الحياة … تباينت ردود الأفعال بين طلاب فصل النخبة الذين تم رميهم بدون رحمة داخل أراضي مجهولة تماما .
من بينهم .. فراي راكعا على ركبة واحدة تحسس الرمال الخشنة بيديه العاريتين بينما زمّ شفتيه عابسا ..
“مالذي حدث للتو ؟”
سيرس مونلايت طرحت السؤال الذي كان يؤرق الجميع ..
يفترض بهم أن يحطو الرحال داخل أراضي الكابوس وفقا لما تم إخبارهم بهم .
لكن ذلك الانحراف الغريب الذي حدث اثناء عملية النقل الآني قد اخبرهم بطريقة أو باخرى أن خطبا ما قد وقع .
بالطبع ، لم تكن لهم اي طريقة لمعرفة أن ذلك الانحراف الغريب كان هو الشيء الذي انقذهم قبل قليل بعدما حرف فراي عملية الانتقال الآني مستعملا النظام ..
لو لم يفعل لكان قد إنتهى بهم الأمر بمواجهة الفخ الذي أعده لهم الالتراس .
طلاب النخبة لم يكونوا باغبياء .. أو على الأقل لنقل أن بعضهم لم يكن .
فبمجرد تفص المكان من حولهم .. السهل القاحل الذي امتد بعيدا بسلسلة من الجبال البعيدة .. كل ذلك بالإضافة الى الهالة المقفرة و الكئيبة ..
“قارة الالتراس..”
تمتم غوست بتلك الكلمات .. صوته الهادئ الذي لا يكاد يكون مسموعا و لن يعيره الناس أي انتباه بالعادة .. لكن لسبب ما و بتلك اللحظة بالذات فقد سمعه الجميع بوضوح .
في الحقيقة ، جميعهم كانوا يشكون بالأمر نفسه لكنهم افتقدوا الجرأة لتحويل تلك الافكار لكلمات و مواجهة الواقع ..
“أنت مخطئ !”
على عكس غوست الهادئ .. اتت صرخة متوترة من الابنة الصغرى للورد الصنلايت .. سكارايت ..
يبدو أنها لم تقصد الصراخ بتلك الطريقة و هذا ما يفسر كيف جفلت على الفور بعدما سقطت انظار الجميع عليها ما جعل كلماتها التالية تاتي بنبرة اخف ..
“أنت لا تعرف ذلك ..”
بعبارة أخرى ، لا يمكنه التأكيد أن هذه أرض الالتراس ..
“ه-هذا صحيح .. هذا جزء من الإختبار على الارجح ”
“اجل!”
وافقت كل من آدريانا هايجيفورن و إيميليا اتاراكس على ما قالته سكار .. محاولين التماسك و البقاء إيجابيين قدر المستطاع ..
غوست لم يبدي أي تغيير بتعابير وجهه الهادئة ، حتى بمعرفته لمدى خطورة الوضع .. بل رد بنفس الهدوء .
“هذا صحيح ، أنا لا اعرف حقا ما إذا كنا فوق أراضي الالتراس ”
“أجل انت لا تستطيع..”
“لكن ..”
غوست اكمل كلامه الأول بعدما إستوقفته الفتيات .
“أنتم لا تستطيعون انكار الأمر بدوركم ”
“مالذي ؟..”
غوست لم يكلف نفسه عناء الشرح أكثر ، لكن سنو ليونهارت كان كريما بما يكفي ليشرح ما عناه .
“مثلما لا يمكننا التأكد من أن هذه هي قارة الالتراس .. لا يمكننا الجزم بالعكس أيضا .. و حتى لو كان كل هذا مجرد اختبار اعده المعبد فمن الصعب تصديق ذلك”
البوابة التي إستعملوها هي نفسها تلك التي دخل منها طلاب السنة الأولى الآخرون .. لكن لسبب ما لا يوجد سواهم هنا .
سنو فكر بالفعل ما إذا كان كل ما يرونه من حولهم مجرد وهم ، لكنه سرعانما نفى تلك النظرية فبعض الحاضرين من حوله بمن فيهم نفسه قد إمتلكوا قدرات مضادة لذلك .
مهما فكر بالأمر.. فقد توصل لنفس الإستنتاج دوما ..
“نحن حقا باراضي الالتراس ..”
سنو اعلن بعبوس وسط الصحراء القاحلة ..
“أتخبرني اننا محاصرون داخل قارة كل من فيها يرغب بنا أمواتا ؟”
دانزو عابسا شعر بوضوح بخطورة الوضع .. ناهيك عن العودة إلى الإمبراطورية .. هل سينجون حقا داخل قارة الاعداء الذين يوشكون على الدخول في حرب معهم عما قريب ؟
ثم مجددا .. هم لم يكونوا بمحاربين مخضرمين بل مجرد مراهقين بعضهم لم يبلغ ال 18 من عمره حتى ..
سقوط امثال ايميليا و آدريانا ارضا منهارين قد ذكرهم بتلك الحقيقة ..
“لا .. ”
“مالذي سنفعله الآن ؟!”
متباكين .. غير قادرين حتى على حبس الدموع بدأ الهلع يسيطر عليهم عندما لم تستطع عقولهم تقبل الواقع..
على عكس فراي و قلة اخرين الذين خاضوا الكثير من مواقف الحياة و الموت ما جعلهم قادرين على التماسك بأوضاع كهذه .. البعض الآخر لم يفعل ..
بكاء اميليا اتاراكس .. النحيب و اليأس الذي بدأ يتفشى داخلهم ..
كل ذلك توقف للحظة عندما ضرب صوت إصطدام السيوف العنيف آذانهم ..
بزوبعة من الغبار التي نشأت جراء ذلك الصدام .. سقطت أعين الجميع على الثنائي الذي تقاطعت سيوفهم ..
لم يعرف طلاب النخبة كيف أو متى سحب فراي ستارلايت باليريون .. ولا كيف هاجم بواسطته الامير إيغون فاليريون الذي صد هجوم فراي بواسطة سيفه مستخدما موجة من اورا البرق الأسود ..
اعين فراي الباردة قد طعنت بمزيج من الكراهية و الإزدراء نحو ذلك الامير القذر .
“قمت بصدها إذا..” تكلم فراي ببرود بينما رد عليه الامير بابتسامة و سيفه يرتعش .
“بالكاد ..”
*سوووش*
بتلويحة سريعة من سيفه ، فراي ابعد إيغون الذي ضغط باقدامه على الأرض من تحته محاولا التماسك ..
لكن و على الرغم من إستخدامه للبرق الأسود إلا أنه بالكاد صد فراي الذي جعله يتراجع بضعة امتار .
“إبتسامتك تلك .. أنت مستمتع بالأمر حقا ايها الجرذ اللعين ”
على عكس إيغون الذي كافح ، فراي مشى نحوه بهدوء ممسكا بباليريون و كأنه منجل صائد الارواح..
“فراي مالذي تفعله ؟!”
بعد الكارثة التي حلت عليهم ، لم يتوقع أحد رؤية فراي ستارلايت يهاجم إيغون فاليريون من العدم ما جعل الذعر يزيد بقلوبهم ..
حاول بعضهم التدخل على الفور لكن فراي سمح لهالته بالخروج دون قيود عمدا مطلقا ضغطا ساحقا .. و هذه كانت المرة الأولى التي يرى فيها معظمهم جزءا من قوة بطل الفيكتورياد ..
“هذا ليس لطيفا .. فراي ستارلايت ، أن تهاجمني بهذه الطريقة ”
لوح ايغون بسيفه بينما إرتعشت يده جراء التصادم الأخير لكن إبتسامته لم تزل قط .
أما فراي فرد عن طريق رفع سيفه بوجه إيغون .
“كنت تعرف .. منذ البداية”
“هذه كذبة لعينة ”
انكر إيغون على الفور ، لكن فراي واصل الضغط .
لم يبدي أي رحمة تجاه الامير القذر امامه مستعملا باليريون الذي تغلغت بداخله موجة من الاورا المظلمة ..
مهاجما بكل قوته تم صد فراي للمرة الثانية هذه المرة ، لكن بدلا من سيف ايغون .. كان السيف الذي تعرض له مختلفا ..
الفيرميثار اضاء بشدة عندما صد سنو نظيره فراي تماما ..
“هذا يكفي .. فراي ”
“سنو ..”
قال فراي إسم نظيره بينما واصل الضغط..
“إيتعد عن طريقي ”
“أنظر من حولك !”
صرخ سنو بينما تصادمت هالة الضوء خاصته باستمرار مع ظلام فراي .
كلمات سنو جعلت فراي يعود لحواسه لينتبه اخيرا لوضعه الحالي .
فدون أن يدري كان معظم زملائه بالفصل يميليون الى جهة إيغون فاليريون ..
الوحيدون الذين بقوا بالقرب منه هم اصدقاؤه القلائل .. و حتى من بينهم فمعظمهم كان يتخذ موقفا محايدا لنفسه .
“توقف يا فراي ، هذا ليس بالوقت ولا المكان المناسب لفعل هذا ” قالت سانسا واقفتا بجانب فراي محاولة ثنيه عن ما كان يحاول القيام به .
“نعم ! إستمع لهم يا فراي”
من جهة أخرى ضخك ايغون ..
“أتتهمني بأنني أنا من تسبب بهذه الكارثة؟ أعني مالذي سأستفيده من رمي نفسي رفقة كل مواهب الإمبراطورية داخل أراضي العدو ؟ أي منطق هو هذا ؟”
إيغون فاليريون ببراعة رد بأكثر ما يجيده .. الكلام .
و ياله من متحدث بارع .
“مما يبدو لي يا لورد ستارلايت .. أنت تنسب الخيانة لي .. بينما أراك أنت الاجدر بها ”
تزامنا مع كلمات إيغون ، سقطت أعين الشك و الاتهام على فراي مباشرة ..
في تلك اللحظة ، ادرك أخيرا الخطأ الذي إرتكبه ..
الامير قضى سنين طويلة بترسيخ موقفه و مكانته داخل الإمبراطورية ما جعل معظم الناس مجرد بيادق له يؤمنون به بشكل تام .
و حتى أولئك من كرهوه امثال الساحرة سيلينا فقد كانت مجبرة على الامتثال له بما أنه يمسك والديها كرهائن .
من جهة فراي ، فلا يوجد كثيرون مستعدون للذهاب معه طول الطريق ضد إيغون .
لكن على الأقل ، فراي لم يفقد هدوءه مطلقا حتى عندما كان يخسر من ناحية الارقام ..
“أنا الخائن إذا هاه ؟ ” ضحك فراي بخفة بينما انتشرت نية القتل الثقيلة مرسلا إياها ناحية ايغون و كل الطلاب الذين إلتفوا من حوله .
“هناك فرق جوهري بيننا ايغون .. فلو اردت قتلكم جميعا لفعلتها بالفعل”
لو كان فراي الخائن حقا ، لكان سينجح بقتل عدد كبير من طلاب النخبة قبل ان يحاولوا محاصرته ..
“إفعلها اذا ”
حتى بضغط فراي عليه ، إيغون لم يظهر أي علامة على الرضوخ .
فراي على تلك الحالة كان على وشك مهاجمة ايغون حتى لو عنى الأمر الصدام مع كل طلاب النخبة .. فقط من اجل قتل تلك الافعى التي هسهست كثيرا بجانب اذنه .
سنو ليونهارت رأى بوضوح ما كان نظيره على وشك القيام به لذلك عقد العزم على ايقافه قبل أن تحدث الكارثة و بالمثل عول كل من غوست و دانزو بالاضافة الى سانسا ..
لكن .. و قبل أن يذهب كل شيء غربا ..
توقف الجميع عندما سقط شيء ما من السماء مزلزلا الأرض متسببا بانفجار يصم الاذان ..
من وسط زوبعة الرمال ، ظهر رجل بهالة متفجرة و شعر بني ناري و أعين اضاءت بشدة و كأنها تبحث عن شيء ما .
و سرعانما وجد ما كان يبحث عنه .
فصل النخبة تعرف عليه على الفور .. فذلك الرجل شكل نقطة الامل الوحيدة داخل بحر اليأس الذي يتواجدون بداخله الآن ..
“أستاذ فينيكس !!”
صرخت أحد الفتيات ، التي كانت ايميليا على ما يبدو بينما ركضت نحوه على الفور ..
فينيكس صنلايت تنهد براحة مطولا بعدما وجدهم أخيرا ..
“أنتم بخير ..جميعكم”
من الهالة التي غطته و تعرقه الشديد .. يمكن استنتاج أنه كان يبحث عنهم منذ بعض الوقت بالفعل ..
معظم الطلاب كانوا سعداء برؤيته .. اما البعض الآخر فقد بحث عن الاجوبة .
“استاذ فينيكس ..”
سنو ليونهارت كان اول من تقدم ..
“مالذي حدث بالضبط ؟ و هل نحن حقا .. داخل قارة الالتراس ؟”
بمكان ما داخل قلبه .. تمنى حقا ان يكون كل هذا مجرد اختبار .. لكن إجابة فينيكس لم تكن ما اراده .
“لا اعلم ما حدث بالضبط ، كل ما اعرفه أن خطبا ما قد حدث بمجرد دخولكم البوابة لذلك سارعت من أجل اللحاق بكم .”
بمجرد دخوله البوابة ، انتهى به الأمر رفقتهم ثم بصقته البوابة خارجا بمجرد أن عبث فراي بها مستعملا النظام .. لكن و بما انه لم يدخل معهم منذ البداية فقد انتهى به الامر بعيدا عنهم ببضع كيلومترات .
فينيكس اخذ دقيقة كاملة من الصمت قبل أن يؤكد بحزم .. بعدما ادرك أن اخفاء الحقيقة لن يؤدي لأي مكان .
“يجب أن تعرفوا يا اولاد .. هذا ليس بالإختبار ، و نحن الآن حقا بمكان ما داخل قارة الالتراس”
فينيكس يستطيع تأكيد الأمر ما دمر آخر أمل لطلاب النخبة بأن يكون كل ما حدث حتى الآن مجرد اختبار .
من جهة أخرى ، كان كل من فراي و إيغون لا يزالان يحدقان ببعضهما البعض حتى بوصول فينيكس المفاجئ.
“كيكيكيكي .. هلا نظرت إلى هذا ؟”
إستدار كلاهما بنفس الوقت ناحية الفرد الثالث بجانبهما الذي ضحك بصوت عالي .
بجسده الضخم و شعره الاشقر الذي ميز عائلة فاليريون.. علق دايمن من الجانب .
لقد كان أحد القلائل الذين إتخذوا موقفا محايدا على الرغم من حقيقة ان ايغون هو إبن عمه ..
“لماذا لا تقاتلان بعضكما البعض فحسب ؟ بسيط و واضح ”
كلمات دايمن حملت معنى مبطن للامير ايغون .. هذا الأخير كان يحب العبث من الخلف بينما فضل دايمن الطرق المباشرة ..
لعل هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل دايمن يكره ايغون ..
هذا الأخير هز كتفيه بنفس الابتسامة التي لم تزل قط بينما شق طريقه ناحية فينيكس الذي انتبه بالفعل لما كان يحدث بينه و بين فراي .
“هذه الطرق تناسبك أكثر.. دايمن ، لكن بدلا من ذلك ماذا عن هذا ؟”
فقط ببعض التلويحات من يديه مستعملا لغة الجسد لوحدها ، تمكن ايغون من جذب انتباه الجميع بالفعل ..
“بما أننا وقعنا داخل هذا الفخ المميت ..سيكون علينا ايجاد طريقنا من أجل النجاة .. بمعنى آخر العودة للديار ”
“وكيف سنفعل ذلك بالضبط ؟”
تهكمت سانسا عن قصد على إيغون .
قارة الالتراس بعيدة جدا عن الإمبراطورية ، و يفصل بينهما البحر الشيطاني الذي يعج بوحوش الكابوس الاشد فتكا .
فرصة قطع تلك المسافة بأكملها و النجاة حتى النهاية كانت ضربا من المستحيل .
لكن إيغون فكر بكل ذلك بالفعل .
“بوابات النقل الآني ”
قال إيغون بينما ضيق فينيكس عينيه .
“لا وجود لبوابات نقل آني مباشرة بين الإمبراطورية و قارة الالتراس ”
قالت سيلينا هذه المرة ، بينما ضحك ايغون .
“هل تصدقين ذلك حقا ؟ ”
“مهما نظرت إلى الامر فكلامك هو الغير القابل للتصديق .. أتخبرني بوجود بوابات تربطنا مع أسوء أعدائنا ؟!”
الإمبراطورية و الألتراس كانوا على وشك شن الحرب على بعضهم البعض … فكرة وجود بوابة مباشرة تربط بينهم كانت شيئا يصعب تصديقه ..
“إذا أنت ساذجة أكثر مما ظننت .. ” علق إيغون بينما جعدت سيلينا حواجبها .
“ماذا ؟”
“كيف تظنين أن الالتراس كانوا يهاجمون حتى الآن ؟ عبر قطع البحر الشيطاني بأكمله ؟”
“هذا ..”
عند التفكير بالأمر ، فكثيرا ما كانوا يظهرون من العدم .. دون أي مقدمات ..
“لابد من وجود بوابات بمكان ما … اليس كذلك ؟ استاذ فينيكس ؟”
وجه إيغون كلامه عن عمد الى الاقوى داخل المجموعة ..
لورد الصنلايت بقي صامتا ..
في الحقيقة هو لا يستطيع انكار ما قاله إيغون ، فكثيرا ما شكت الإمبراطورية بوجود بوابات كهذه .. هم عثروا على البعض منها حتى..
بوابات موجودة من زمن الحرب الاولى قبل 300 سنة .. إحتمالية وجود بوابة اضافية او إثنتين لا يعرفون شيئا عنها كان كبيرا جدا .
“الامير محق ”
بمجرد قول فينيكس لتلك الكلمات تضخمت ابتسامة إيغون .
في الحقيقة .. هو كان متأكدا من وجود تلك البوابات فقد استعمل واحدة منها بنفسه ذات يوم عندما كان يتفاوض مع الالتراس .
لكن بالطبع .. هو لم يقل ذلك لهم .
“ماذا الآن يا فراي ؟ الا تزال تعتقد انني الخائن ؟ لقد اعطيتكم نصف الحل بالفعل”
إيغون لم يكن يفوت الفرصة مطلقا من أجل استفزاز فراي .
هذا الأخير التزم الصمت أما الامير فقد اختتم حجته باعطاء المجموعة هدفا تسعى خلفه ..
“علينا إيجاد أحد تلك البوابات ”
تلك كانت الطريقة الوحيدة ..
“لكن .. كيف ؟ اتقترح أن نبحث بكل مكان داخل قارة يريدنا كل من فيها أمواتا ؟”
سأل دانزو بعبوس بينما هز إيغون كتفيه معلنا أنه قام بدوره بالفعل ..
ايجادهم للبوابات من عدمه مرهون بهم تماما ..
“استاذ فينيكس .. اثق ان هذه مسؤوليتك بالكامل ”
قال إيغون بينما تنهد فينيكس ..
“أعدكم أنني لن أدع مكروها يحل بكم .. ليس و أنا لا ازال أتنفس ”
إيغون اومأ براسه على الفور بمرح ..
“نعم ، واثق انك ستفعل ذلك ”
شعر بعض الطلاب ببعض الراحة فور سماعهم لذلك .. بعد كل شيء فينيكس كان شديد القوة .
بدت المحادثة عادية تماما.
لكنها لم تكن كذلك اطلاقا .. إيغون بشكل غير مباشر قد حمل فينيكس المسؤولية الكاملة للتو و كافة اللوم في حال وقوع اي شيء .
بعد كل شيء ، وجودهم هنا هو نتيجة اهمال المعبد الذي سمح بحدوث كارثة كهذه .
فينيكس تساءل كثيرا .. كيف فعلها الألتراس ؟
كيف كسروا حماية المعبد و اندسوا من تحت انوفهم لدرجة العبث بالبوابة و تحضير فخ كهذا ؟
العرق البارد كان يزحف تلقائيا فوق ظهره كلما فكر بذلك ..
“مع كامل الإحترام .. استاذ فينيكس ، لكنني لست بحاجة لحمايتك ”
صوت فراي ستارلايت اخرج فينيكس من افكاره .
الشاب امامه .. مطلقا هالته الخاصة و قوته التي بلغت مستويات مرعبة .. أعلن أنه لن يختبئ خلف ظهره .
“سنقاتل بأنفسنا .. أليس هذا هو المغزى من كل ذلك التدريب؟”
متخذا نفس موقف فراي ، اتبع سنو كلام صديقه ..
و لم يكونا الوحيدين .. فقد اظهر عدد لا بأس به منهم الرغبة للقتال .
أن يبقوا متماسكين حتى بعلمهم لخطورة موقفهم .. فينيكس لم يستطع منع تلك الابتسامة التي تشكلت تلقائيا ..
“إذا لنفعلها .. سنخرج من هذا المكان .. معا ”
أعلن فينيكس .. بمشاعر متضاربة ، 22 شخصا بداوا رحلة نحو المجهول داخل قارة كاملة ..
مجموعة شاركت الصداقات .. العداءات .. و الكثير من المشاعر الأخرى .
يا ترى .. كيف سينتهي بهم الأمر ؟
فراي بذلك الوقت لم يعلم .. كم كان المستقبل الذي إنتظره مظلما فوق تلك القارة…
…
…
…
بعيدا جدا عن قارة الالتراس ..
– المعبد –
مرت بضع دقائق ..
دقائق معدودة منذ أن حدثت الكارثة .
البوابة الحمراء التي ظهرت من العدم ، فينيكس الذي سارع بالدخول و اللحاق بهم ..
السحرة الذين واصلوا احضار التقارير ..
تقارير مظلمة افادت بأن اعظم جيل للإمبراطورية .. جيل حمل ابطال الكنيسة ، الفيكتورياد ، ابناء اللوردات الحاليين .. و ابناء سادة النقابات ..
بالاضافة إلى الموهبة الاقوى لجيله .. فينيكس صنلايت ..
جميعهم الآن قد سقطوا بمكان ما .. داخل قارة الالتراس.
ايفار فاليريون المدير الحالي للمعبد واقفا أمام كل تلك التقارير التي كانت تصل الواحدة تلوا الأخرى ، وجد نفسه يضع يده على الجدار بينما انتابه صداع شديد جعله بالكاد متماسكا ..
كلما فكر بهول الموقف .. لم يستطع ايجاد حل مطلقا ..
“مالعمل الآن ؟”
مالذي سيقوله ؟ مالذي سيعلنه ؟
أيذهب لجبابرة الإمبراطورية و يخبرهم ببساطة ..
“مرحبا ، لقد تم خطف كل ابنائكم و هم الأن بقارة الاعداء ؟”
كارثة ضخمة سقطت فوق رأس إيفار .. جعلته يشد قبضته محطما الحائط بجانبه دون وعي منه ..
“كيف حدث هذا ؟”
كيف تمكنوا من فعلها ؟
يستحيل أن يتمكن الالتراس من تحقيق شيء كهذا فلا وجود لسحر أو قدرة تتيح التلاعب عن بعد بالبوابات ..
الطريقة الوحيدة لتحقيق شيء مستحيل كهذا ..
“من الداخل ..”
تمتم ايفار بعدما وصله ادراك مفاجئ ..
من أجل التلاعب بمسار النقل الآني ، فلابد أن يحدث ذلك من طرفهم .. بمعنى آخر .. هنا داخل المعبد .
ذلك يعني شيئا واحدا فقط لا غير ..
ايفار مرر اوامره على الفور عازما على اراقة الدماء ..
باقل من دقيقة واحدة ، ثم اغلاق المعبد بالكامل بينما تم احتجاز الجميع بالداخل مع ايفار ..
هذا الأخير عقد العزم على تحمل المسؤولية و تلقي كل اللوم لو تطلب الأمر لاحقا ..
لكن الآن كان عليه القيام بشيء اهم اولا ..
“هنالك خائن ”
شخص ما يتواجد بينهم ..
جاسوس قذر تسبب بتلك الكارثة ..
ايفار عقد العزم على ايجاده بالفعل ..
واقفا أمام تلك البوابة التي ابتلعت طلاب النخبة قبل قليل ..
عرف المدير الحالي انهم تجاوزوا نقطة اللاعودة بالفعل ..
كانوا يبحثون عن سبب من أجل بدأ الحرب ..
سبب من أجل اراقة الدماء .
و قد حصلوا عليه بالفعل .. لكن بالطريقة الاكثر قسوة ..
“إلاهي .. كن رحيما بنا ..”
دعا ايفار من كل قلبه .. من اجله و من أجل اولئك المراهقين الذي وجودوا أنفسهم داخل قارة الاعداء .
…
…
…
-قارة الالتراس-
الجانب الآخر من البوابة ..
المكان الذي يفترض أن يكون المقبرة الخاصة بفراي و رفاقه ..
هناك تواجد جيش كامل ..
جيش من رجال ارتدوا دروعا سوداء مرعبة .. محاطين بمباني شاهقة الحجم بنيت بالحجر و الحديد الاسود ..
إنتظر الجيش المرعب مطولا أمام تلك البوابة .. منتظريم ظهور تلك الخراف من أجل الذبح .
لكن فريستهم لم تصل قط ..
منزعجا من التأخير الشديد .
مرتديا بدلته الفاخرة و معطفه الطويل متمسكا بغمد سيفه .. وصل غافيد ليندمان حدوده .
“مالذي يعنيه هذا ؟ ”
بنبرة عميقة حملت بعض الغضب و نفاذ الصبر .. سأل لورد الألتراس .
” أنا أسألك .. يا بياتريس ”
نطق غافيد ليندمان باسم معين بينما نظر إلى شخصية جلست بالخلف من زاوية عينيه .
كانت عبارة عن سيدة غريبة بدت في الثلاثين من عمرها ، بينما ارتدت فستانا احمر من العصور الوسطى الذي زينته بعض الورود السوداء ..
شعرها الاشقر قد إختبأ تحت قبعة انيقة بينما جلست هناك بابتسامة تضم كلتا يديها ..
“كيف أستطيع خدمتك ؟ سيد ليندمان ؟”
بصوت عذب و سلس ردت على سؤال غافيد ليندمان بسؤال آخر .
هذا الأخير و كعادته لم يكن يجيد اخفاء نفاذ صبره .
“اين هم ؟! الا يفترض أن يكونوا هنا بالفعل ؟”
المرأة المسماة بياتريس و بوجه فضولي اجابت ..
“أتساءل حقا كيف فعلوها .. أنا واثقة من أنني عبثت بمسار البوابة التي دخلوها و ربطتها بهذه البوابة .. لكن و بينما كانوا على وشك الوصول تمكنوا بطريقة ما من الخروج عن المسار! هذه لمعجزة !!”
بدت بياتريس مستمتعة حقا بسرد الحقائق .
“أحدهم يستطيع العبث بمسار النقل الآني ، و هو شيء حتى أنا الساحرة الذهبية أعجز عن تحقيقه .. ياله من أمر بديع .. كيف فعلها ؟ هل هي اداة من نوع ما ؟ سحر ؟ فقط كيف فعلها ؟ أي واحد منهم هو المسؤول عن هذا ؟ ”
تحدثت المرأة بسرعة شديدة قبل أن تتم مقاطعتها من المادام آي التي ظهرت من العدم بجانبها ..
“بياتو .. لقد نسيت نفسك مرة أخرى”
“آه ! المعذرة ”
بادرت بياتريس بالاعتذار ، لكن ليندمان بصق بالمقابل بازدراء .
“ساحرة قذرة ”
“هذا شرف لي ”
بياتريس اعتبرت كلمات غافيد اطراءا ما جعل هذا الأخير يزدريها أكثر .
“أعطيناك مهمة واحدة فقط … و قد فشلتي بها تماما ”
“لا تكن هكذا سيد ليندمان ، اخبرتك أنني سأحضرهم .. و قد فعلت بالفعل فهم هنا بمكان ما غرب القارة ”
“غرب القارة ؟ أيفترض بي أن أسعد بذلك ؟”
قارة الالتراس لم تكن صغيرة باي شكل من الاشكال .
“ثم اتريد معاقبتي ؟ اوه ما رأيك بغرز سيفك العزيز عميقا داخل قلبي ؟ هنا تماما ”
اشارت بياتريس ناحية جزء معين من صدرها بينما ظهر الاشمئزاز على وجه غافيد .
“لا نية لي بتلويث سيفي بدم أحد دماك ”
“يالك من بارد القلب .. سيد ليندمان ”
ضحكت بياتريس .
“انت لا تعلم كم تعبت من أجل صنع هذه الهومونكلوس التي تناديها بالدمى .. عليك أن تكون ممتنا لها فهي السبب الرئيسي لنجاح هذه الخطة باكملها ”
من كان يعلم .. ان
تلك السيدة التي بدت كاملة تماما لم تكن سوى دمية ..
و بالمثل ..
“لا داعي للقلق .. فالامبراطورية لن تكشف ابدا عن دميتي الأخرى هيهيهيهي ”
تلاعبت بياتريس بعينها كاشفة عن الكثير .. بينما أمر غافيد ليندمان متجاهلا اياها تماما ..
“إلى جميع القوات .. الدم الأعلى .. أرسلوا لكل القارة و ايقظوا كل تابعي الدم الادنى ”
“الهدف هم مواهب الإمبراطورية .. من يجلبهم سواءا احياء او موتى .. سيكرم بالدم و المجد ! لا تتركوا ركنا من القارة إلا و فتشتموه !”
“حاضر !!”
صرخ الجيش بصوت واحد بينما بدأت عملية المطاردة بالفعل ..
كانت قارة كاملة .. ضد 22 شخصا .
…
…
…