منظور الشرير - الفصل 183
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
هذا الفصل هو نهاية ارك اسرار النظام .. و بداية ارك جديد بعنوان .. المطاردة .
ايضا هذا آخر فصل بتحدي ال 30 يوم اللعين .. و من هذا المنبر اعلن فوزي على كل اولئك الذين صوتوا ضدي قبل شهر .. موتوا بغيضكم .. و استمتعوا بالفصل !!
-منظور فراي ستارلايت –
مضى شهر كامل منذ أحداث لوندور.
عدت إلى حياتي اليومية داخل المعبد، والذي انغلق على نفسه تمامًا، جاعلًا من نفسه منشأة حرب عسكرية معاملًا إيانا كجنود..
وقد حصل فصل النخبة للسنة الثانية على النصيب الأكبر من تلك المعاملة، نظرًا لجودة المقاتلين التي اظهرها جيلنا. من المبارزين والدبابات إلى المتلاعبين بالموجات والسحرة.
لن يكون من الخاطئ قول أن معظم قوة الإمبراطورية المستقبلية تتواجد هنا بين جدران فصل النخبة. لكن الوتيرة الحالية للتدريب لم تؤثر عليَّ إطلاقا نظرًا للزيادة الكبيرة بقوتي. وهذا ما جعلني أفوز معظم الوقت عندما يتعلق الأمر بالسجال ضد طلاب النخبة الآخرين.
اليوم تحديدًا.. فُصل الطلاب إلى زوجين كالعادة، كي يقاتل كل زوجين بعضهما البعض.
“زملاؤكم في الفصل سيكونون بنسبة كبيرة رفاق الحرب الخاصين بكم.” قالت صوفيا التي راقبت من الاعلى النزالات التي نخوضها نحن بالأسفل.
“معرفة نقاط قوة وضعف حلفائك تحمل نفس القدر من الأهمية، وربما أكثر حتى، من معرفة عدوك.”
وكثيرًا ما جعلونا ننازل نقاتل بعضنا البعض لهذا السبب.
عادة ما كانوا يضعوني مقابل أمثال سنو أو دايمن.. أو سانسا وغوست حتى. ودائمًا ما تكون هذه النزالات مثيرة وشيقة، إذ تتقارب قوى جميع أطرافها، بدون إضافات خارجية بطبيعة الحال.
لكن اليوم، وعلى غير العادة، وجدت نفسي ضد فرد لم أكن اتعامل معه كثيرًا مؤخرًا. فرد آخر من عائلة ستارلايت.. وقريبة تشاركني الدم من بعيد.
“كلانا ستارلايت..”
هذه الأخيرة هاجمتني بواسطة سيفها الذي غطته هالة من الضوء الساطع. هجمتها اتت من اليسار مستهدفة جانبي الأيسر، وهذا ما رأيته قادمًا بالفعل. فتفاديت ضربتها بسهولة.
قد توقعت كلانا حدوث هذا، وذلك ما جعلها تواصل الهجوم بسرعة من الجانب الآخر. هالة الضوء جعلت سيفها شديد السرعة محاصرة إيايَّ من كل الجوانب.
ترك سيفها خطوطًا من الضوء خلفه مع كل قطع، مما جعل هجومها مبهرجًا تمامًا. لكن الغريب بالأمر هو أنني لم أحتج لعيني الصقر من الأساس لرصد تلك الهجمات القاطعة شديدة السرعة.
بالعادة كنت سأضطر لصد هذا النوع من الهجمات بسيفي.. لكن هذه المرة، لم يقطع سيفها سوى الصور اللاحقة التي تركها جسدي الذي تفادى من تلقاء نفسه كل هجوم شنته علي.
وللعلم، تستعمل كلانا أسلوب غبار النجوم، لكنها لم تتقن سوى نصفه بالكاد.. وذلك النصف لم يكن بالشيء الذي لم تسع رقصة الظلال من المستوى الثالث التعامل معه.
رأيتها تطبق أسنانها بغضب محاولة زيادة سرعتها، بعدما لم يتسنى لها لمس خصمها مطلقًا.. لكن محاولاتها لم تجدي اطلاقًا. فمنذ البداية.. كنت أسرع منها بكثير.. وأسرع من أي شخص آخر داخل فصل النخبة.
بحركة سريعة انحنيت إلى الأسفل ضاربًا ساقها التي إرتكزت عليها، مما جعلها تفقد توازنها، ومستغلًا سقطوها أرضًا، طعنت بسيفي الأرضَ بجانب وجهها، منهيًا النزال العقيم بأكمله.
“شكرًا على النزال.”
قلتُ بدون إظهار أي تعبير يدل على أنني الشخص المنتصر.. أفترض أن لا مبالاتي هذه لم تعجبها – الساقطة عند اقدامي. فبادرت بمنحها يدي لمساعدتها على الوقوف.
“…”
كلانا ستارلايت، وعلى نحو غير متوقع، التقطت تلك اليد دون أن تنظر بعيني حتى..
بالعادة، ونظرًا لشخصيتها اللعوبة، ستحاول كلانا العبث معي أو اظهار رد فعل أكثر عنفًا.. لكنها لم تفعل.
“هل هناك من خطب؟”
سألتُ غير قادر على البقاء بعيدًا، خصوصًا وأن كلانا كانت تبدو شبيهة بأختي آدا، وكأنها نسخة مصغرة منها..
“لا شيء.. أنا بخير، شكرًا على النزال.”
بنبرة صوت أضعف من المعتاد، قالت كلانا كلماتها، من ثم هربت بعيدًا، مظهرة تصرف فتاة خجولة لم يكن مثلها.
لكن لأكون صريحًا.. لم يكن هنالك مساحة داخل عقلي لافكر بها كثيرًا، فسرعان ما تجاهلت أمرها بمجرد مغادرتها.
أنا مشغول بمعضلة مختلفة.. معضلة تتمثل بي.
أو قوتي بتعبير أدق..
“لقد بلغت حدودي..”
وبعبارة أوضح، لم تعد هنالك من قوة مستعارة أخرى تستطيع دفعي أكثر مما أنا عليه حاليًا. باليريون الرعب الاسود، ذابح الشياطين الدارك سيستر، رقصة الظلال، وكل قدراتي..
جميعها عوامل خارجية دفعت بي — أنا الذي لا يزال في الفئة B+ — لأخرج قوة تقارب الفئة SS.
كنت ممتنًا لهذه القوة الاضافية، لكنني قد أحرقت رمادها بالكامل.
لن يسعني دفع نفسي أكثر من ذلك بقوة مستعارة مهما حاولت، وهذا ما أدركته بعد التدريب داخل المعبد لشهر كامل. بالتالي وجدت نفسي مضطرًا للعودة إلى الطريق الأساسي.. بعيدًا كليًا عن الطرق المختصرة – أي قوتي الخام.
إذا ما أردت أن اصبح أقوى مما أنا عليه الآن فيجب عليّ ل
رفع تلك ال B+ إلى S على الأقل ليحدث تأثير اضافي.. وهذا ما أثبت أن كلمات ميلينيا كانت صحيحة.
وُجدت السيوف الأسطورية لإطلاق قوة الحامل بشكل أكثر سلاسة، لا زيادة قوته..
في النهاية أنا الأصل.. لا السيف.
مدركًا لبلوغِ حدودي، وضعت خططًا من أجل رفع موهبتي إلى SS، والتسريع من تدريبي قد الامكان.
لكن حاليًا، قوتي لن تزيد مطلقًا لقدر لا بأس به من الوقت، وهذا ليس خبرًا جيدًا بتاتًا، خصوصًا مع التحديات القادمة..
“انتهيت أنت أيضًا؟”
قوطعت من دانزو، الذي ظهر مرتديًا قميصًا مخلوع الأكمام أبرز عضلاته، بينما شعره الفضي مبللٌ بالعرق.
“أجل، وأنت؟”
“انتهيت توًا، اختيرت تلك الجبانة كخصم لي.”
أشار دانزو بإبهامه الى آدريانا الجالسة بعيدًا بالخلف، مطأطئة رأسها بعد الهزيمة النكراء قبل قليل أمام الدبابة دانزو.
يفترض برماحة مثلها ان تظهر قدرًا لا بأس به من الندية ضد أمثال دانزو.. لكن فرق القوة كان هائلًا.. ناهيك عن شخصية آدريانا الجبانة التي منعتها من التطور. مهما نظرت إليها لم يسعني سوى تكوين فكرة واحدة عنها..
“تلك الفتاة لن تنجو.”
دانزو قالها بدلًا مني.
لو إندلعت الحرب مستقبلًا ووضُعت بساحة المعركة، فأفترض أنها ستموت سريعًا.. وحتى سانسا التي لطالما كانت صديقتها وحمتها دائمًا، لن تساعدها.
وذلك خطأ آدريانا بالكامل بعدما عاملت صديقتها على أنها وحش، رغم أن الاميرة لم ترغب سوى بمساعدتها.
آدريانا هي ذلك النوع من الطفيليات التي يحاول النجاة دون القيام بأي مجهود يذكر من أجل التطور.
شخص كهذا لن أشعر بأي شفقة تجاهه.
بهذه الافكار أبعدت عينيَّ عن الفتاة ذات الشعر البنفسجي الجالسة بالزاوية المظلمة للغرفة.
بعدما كنا أنا ودانزو أول من أنتهى من النزالات، سرعان ما انضم الينا سنو وغوست. انتهى الجميع من نزالاتهم مظهرين ما كانوا قادرين عليه.
ولعل الابرز الليلة كانا دايمن فاليريون وسيرس مونلايت..
خصوصًا هذه الاخيرة..
بداية، بات دايمن يستعمل البرق الأسود منذ البداية وباستمرار، متخليًا تمامًا عن النوع العادي من البرق. وبعد مراقبته، أدركت أن ذلك المحارب المتغطرس قد تخلص تمامًا من نقطة ضعفه السابقة.
البرق الأسود يحرق الهالة بسرعة مهولة، بالإضافة إلى إنهاك الجسد بشدة.. دايمن بطريقة ما تمكن من تمديد مدة استخدامه للبرق الأسود، نما جعل هزيمته بمعركة استنزاف الآن أمرًا بغاية الصعوبة.
أمّا سيرس مونلايت..
فقد أظهرت الفتاة التي لطالما قاتلت من بعيد كمتلاعبة بالموجات أسلوبًا جديدًا بالقتال، ومختلفًا كليًا.
سيرس التي وُضعت ضد سانسا قد قاتلت متخلية عن أفضليتها تمامًا.
“هل هذا.. درع؟”
تساءل سنو مندهشًا من سيرس التي قاتلت وكأنها دبابة متسلحة بدرعٍ من الجليد.
تشكل درع أزرق جليدي حول جسدها، حاميًا نقاطها الحيوية، ومتيحًا لها الحرية للتحرك بسرعة كبيرة وهي تمسك بزوج من السيوف الجليدية، والتي حاولت قطع سانسا بهما.
الأميرة، ورغم أن ظلالها لم تعد بسابق قوتها، إلا أنها لا تزال بغاية القوة ومن الصعب التعامل معها. متحكمة بظلالها بكل حرية، حاولت سانسا تحطيم سيرس عبر محاصرتها بعدد كبير من الهجمات والقذائف.
لكن سيرس ردت ظلال سانسا بجليدها، متلاعبة بالموجات هي الأخرى.
عالقين بصراع القوى النارية، وصل النزال إلى طريق مسدود، لكن سيرس كسرت ذلك التعادل مخترقة دفاع سانسا بجسدها.
“متلاعبة بالموجات تقاتل كدبابة؟”
بات بمقدور سيرس مونلايت القتال الآن من أي جبهة توضع بها، متخلصة من نقطة ضعفها أيضًا كدايمن.
لكن ظلال سانسا لم تكن ضعيفة بأي شكل من الاشكال ما جعل سيرس تعاني لاختراقها.
معركة أميرة الفاليريون ضد نظيرتها من المونلايت كانت الأعنف بكل تأكيد، وقد إنتهت بدون نتيجة واضحة بعدما حطم كلاهما الحلبة الخاصة بهما بالكامل.
“تعادل..”
التعادل مناسب لوصف نتيجة المعركة، لكن كمشاهد لمجرياتها يمكنني القول أن سيرس كثيرًا ما سيطرت على القتال.
دون إدراكي، قد زادت السيدة الشابة لعائلة مونلايت من قوتها كثيرا معلنة تطورها وأنني لم أكن الوحيد الذي تطور.
لكن بشكل عام، فصل النخبة للسنة الثانية يرتقي حاليًا ليتجاوز كل التوقعات، وهذا خبرٌ سعيدٌ للإمبراطورية المقبلة على حرب طاحنة بالمستقبل القريب..
فاستمر فصل النخبة بإظهار عضلاته بكل مرة، بعدما تألق أفراده جميعهم بطريقتهم الخاصة متجاوزين أقرانهم.
«لربما هذا الجيل سيكون الأقوى بتاريخ المعبد..»
عبارات كهذه أصبحت تذكر على كل لسان الآن. مجموعة من الشبان، الذي بالكاد بلغوا الثامنة عشر من عمرهم، قد صاروا بطريقة أو بأخرى بذرة الأمل لسكان الإمبراطورية.
ومدركين حكم تلك الآمال والمسؤولية الملقاة عليهم، تدرب فصل النخبة بكثافة. أما أنا؟ مارست روتيني اليومي المعتاد: التدرب صباحًا، ثم التسكع مع الأصدقاء لاحقًا.
عيشي لحياةٍ أتطلع بها للمستقبل دومًا جعلني أنشر أجنحة الحرية قليلًا، رغم علمي أنني بعدم مقدوري للتحليق عاليًا، بما أنني لا أزال محتجزًا داخل قفص أكبر.
لكن على الأقل وللآن، مر كل شيء بسلاسة وهدوء، جاعلًا مني شاكٍ ما إذا كان واقعًا..
…
وبلمح البصر مر شهر آخر مع اقترابنا من نهاية السنة ودخول الأجواء الباردة لفصل الشتاء.
وبحلول ذلك الوقت.. أتى ذلك الإعلان..
إعلان بأن تدريباتنا المضنية هذه ستخضع للإختبار على أرض الواقع أخيرًا..
جامعين إيانا داخل نفس القاعة التي أُعلن إختبار الجزيرة فيها، وقف آيفار فاليريون، مدير المعبد، فوق منبره، معلنًا عن اختبار جديد، قد يكون اكثر صعوبة حتى من ذلك الذي جرى فوق الجزيرة الغير مأهولة.
يسعني اختصار خطاب آيفار المنمق ببضع كلمات..
كل ما قام به هو تذكيرنا بالموقف الحالي للإمبراطورية، وكيف أن الحرب قد تندلع بأي لحظة، مشددًا على ضرورة التدريب والإستعداد بشكل صحيح..
كلها مجرد مقدمة قبل أن يعطي تفاصيل الاختبار.
إختبار لم أعلم عنه شيئا بما أن أحداث الرواية التي كتبتها ذات يوم قد انحرفت كثيرًا، لدرجة أن توقع ما سيحدث بات مستحيلًا.
لكن، ولأكون صادقًا، لم أتوقع الكثير من الإختبار الذي سيُعلن عنه.. فالمعبد لم يعد قادرا على تقديم أي لي.
لكنني لم أستطع إخفاء خيبة أملي عندما أعلن آيفار أن الإختبار سيكون النجاة داخل أراضي الكابوس الشرقية..
“ذلك المكان مرة أخرى؟” تذمر سنو بجانبي، وقد فهمت سبب رد فعله.
لقد كنا هناك منذ وقت ليس بطويل، والنجاة بذلك المكان سهلة للغاية.
افهم أن نية المدير هي وضع الطلاب تحت الضغط قدر الإمكان.. لكن هذا سيعمل على الطلاب الاقل شأنا فقط، وليس فصل النخبة.
لكن خيارنا الذي بأيدينا لم يكن سوى الإمتثال..
…
أخذ التجهيز للإختبار بضعة أيام فقط.. على غرار إختبار الجزيرة، سنغادر إلى وجهتنا عبر بوابة نقل آني بطبيعة الحال؛ من أجل تسهيل الرحلة وجعلها أكثر عملية..
مرتديين دروعنا نفسها التي خضنا بها الاختبار السابق، وقفت وسط رفاقي من فصل النخبة إستعدادًا للإختبار..
“لا أصدق أننا على وشك تضييع الوقت هكذا بأراضي الكابوس الشرقية..”
تذمر دانزو الذي أراد مواجهة نوع أقوى من التحديات بدل المنافسة المستمرة ضد أقرانه.
فكرة مواجهة وحوش الكابوس لم تكن سيئة.. لكنه شيء سبق وفعلناه بإختبار الجزيرة، والذي أحالَ المعنى من هذا الاختبار مضيعة للوقت، وجعله تافهًا جدًا.
“لا خيار أمامنا سوى الثقة بالمدير وما يريد إيصاله لنا.”
قلت كلامًا لست مقتنعًا به.. لكنني قلته على أي حال..
“سأبحث عنكم بمجرد بدأ الاختبار يا رفاق… أفضل القتال ضدكم وانهاء الأمر بسرعة على العبث لشهر كامل داخل أراضي الكابوس..”
تذمر داون بولاريس هو الآخر غير راضٍ بالأمر برمته.
بتلك الأفكار.. وقفنا جميعًا أمام بوابة النقل الآني غير متحمسين ولو قليلًا لما هو قادم.
عندما جاء دورنا للمرور ظهر فينيكس خلفنا بعدما إستشعر الحالة المزاجية السيئة لنخبة المعبد.
“لا داعي لكل هذا العبوس يا أولاد.. ثقوا أن العجوز آيفار لن يرسلكم إلى مكان ما مالم يضع هدفًا لذلك.”
ما واجه فينيكس الذي حاول تشجيعنا سوى الصمت فقط، ما عدا من سنو، اللطيف بما فيه الكفاية للرد.
“أتمنى أن تكون محقًا.. أستاذ فينيكس.”
حتى النجم المشرق للإمبراطورية، سنو ليونهارت، لم يتحمس قط لما هو قادم.
واقفين أمام البوابة.. وجدت نفسي بجانب شخص لم أحبذ الإقتراب منه قط.
“تبدو بحالة رائعة يا فراي.”
“أردت قول ذات الأمر عنك.. لكنك لم تتغير قط.. إيغون.”
كتف بكتف مع الأمير إيغون مشيتُ نحو البوابة.
وأثناء ذلك، انتبهت للإبتسامة التي توسعت ببطء على وجهه..
“تبدو سعيدًا بالإختبار على غير المتوقع.”
بسماعه لملاحظتي، سارع إيغون لضبط نفسه بواسطة يده اليمنى. “آه اعذرني.. أظنني أنني فقدتها للحظة هناك.”
“أفهم من رد فعلك هذا أنني لم لست مخطئًا.”
إيغون أومأ.
“هذا الإختبار سيكون شيئًا لن ننساه أبدًا يا فراي.”
للحظة.. توقفت مكاني محدقًا بإيغون الذي واصل المشي بنفس الابتسامة..
كنت سأعتبر هذه الكلمات مجرد كلام فارغ لو جاءت من أي شخص سواه..
لكن إيغون..
وجدت نفسي أضع بعض الاعتبار للإختبار الذي قللت منه حتى الآن. ولكن مهما فكرت بالأمر.. لم افهم مالذي قد يحدث بإختبارٍ كهذا.
بهذه الافكار، دخلت بوابة النقل الآني رفقة بقية فصل النخبة.
أضاءت البوابة بضوء أزرق، معلنة بداية عملية النقل الآني. استمر ضوء ازرق في الإضاءة للحظة قبل أن يتغير تمامًا..
لم يدرك المتواجدون بالخارج الأمر سوى باللحظة التي تحول بها ضوء البوابة الازرق إلى الأحمر، مرسلًا موجة من القوة الشديدة..
تحول كهذا لوحده يكفي ليعلن أن خطبًا ما قد حدث بالفعل.
من بين المتواجدين بالخارج، فينيكس الاقرب كان الأسرع، مندفعًا على الفور خلفنا محاولًا تدارك الوضع، فنجح لوحده بالدخول إلى البوابة خلفنا، بينما انغلق الطريق بوجه البقية.
“مالذي حدث؟” لم يعرف فينيكس الإجابة، لكنه لم يرد أن ينتظر بالخارج إلى أن يعرف.
أما نحن..
فبمجرد دخول البوابة فإذا بي أتفاجأ من النظام الذي أطلق إنذارًا غريبًا لم أراه يطلق مثله قد منذ ظهور آغاروث، معلنًا عن وجود خطب ما..
على الفور فتحت الواجهة، أحاول معرفة ما يحدث.
فإذا بي أتفاجأ من معرفة أمرًا لم أتوقعه قط..
بوابة النقل الآني لم تُعد لنقلنا الى أراضي الكابوس الشرقية..
بل إلى مكان آخر تمامًا..
بهلع مدركًا لحجم الكارثة الوشيكة، حاولت استعمال قدرات النظام من أجل منع الأمر، لكن دون فائدة فنقاط الانجاز خاصتي لم تكن كافية قط..
“فات الآوان..”
لن يأخذ الانتقال الآني سوى بضع ثواني قبل أن تحدث الكارثة. اضطررت بذلك الوقت الضئيل أن أقوم بشيء ما حيال ذلك.. لكن رأسي كان فارغًا جدًا..
“وحوش النخبة ما هم سوى حشرات طالما يُقتلوا بمهدهم..”
تلك كانت كلمات غافيد ليندمان بذلك اليوم..
داخل عاصمة الألتراس.. كايلد..
أمام بوابة نقل آني اضاءت بلون أحمر.. تجمع جيش مرعب من حولها مستعدين لحرب إبادة..
بقيادة لوردات من عيار غافيد ليندمان وغودفري..
عقدوا العزم على قتل أيًا كان ما سيخرج من تلك البوابة.
الإمبراطورية والمعبد كانوا مهملين جدًا.. أعرضوا عن فهم وإدراك أن أيادي العدو قد توغلت كثيرًا داخل أسوارهم المحمية..
البوابة التي يفترض أن تؤدي الى الاختبار بأراضي الكابوس الشرقية عُبث بها لكي تقود إلى مكان مختلفٍ تمامًا..
إلى معقل العدو الذي أرادوا شن الحرب عليه!
و كل ذلك فقط من أجل حرمان الإمبراطورية من تلك المواهب الخارقة التي قد تغير من مد الحرب ذات يوم.
ومدركًا لذلك، حرقتُ كل نقاط الانجاز المتبقية لي مرهنًا كل شيء على الفكرة الوحيدة التي استطاع عقلي الخروج بها تحت كل ذلك الضغط.
مستخدمًا قدرة الكتابة الخاصة بالنظام حاولت انقاذ الجميع باللحظة الأخيرة من مصير الموت المحتم.. وماهي إلا ثواني معدودة لتنفتح البوابة ونسقط جميعًا فوق أرض لم تطأها أقدامنا قط..
غافيد ليندمان ومن معه قد انتظروا المشهد عندما تفتح البوابة ويخرج منها اولئك المراهقون الذي لم يدركوا حجم الكارثة التي تنتظرهم.. موقنًا بأنهم قد انتصروا بالفعل..
لكن المشهد الذي انتظره لم يأتي قط.. بل فقط انطفأت البوابة دون أن يخرج أحدٌ منها بعدما حدث متغير مفاجئ باللحظة الاخيرة..
…
في أرض قاحلة وكأنها صحراء قديمة عفى عنها الزمن…
تعرقت بشدة خاضعًا أرضًا، أتنفس الصعداء، بعدما لم يظهر مشهد الأعداء الذي انتظرته.. بل كنا وحدنا وسط الصحراء..
“أين نحن؟!”
“هل هذه أراضي الكابوس؟”
تركت رفاقي بفصل النخبة الذين لم يدركوا الحقيقة بعد، محاولًا تدارك الوضع والكارثة التي وقعت على رؤوسنا من العدم..
باللحظة الاخيرة، تمكنت من تحريف مسار النقل الآني الذي قادنا نحو فخ الألتراس، لكن لم يسعني اعادتنا للإمبراطورية بنقاط الانجاز لدي، فهي لم تكن كافية تمامًا لهذا..
كل ما استطعت تحقيقه هو نقلنا بمكان مختلف داخل قارة الألتراس، بعيدًا عن الفخ الذي أعده أعدائنا الألتراس من أجلنا..
لكن لم يغير هذا شيئًا..
رفعت رأسي، أتطلع لتلك السماء الكئيبة.. يلفحني هواء الصحراء بحقيقة وقوعنا داخل أرض معادية، يريد جل سكانها موتنا..
“نحن الآن.. داخل قارة الألتراس.”
قلتُ بوجه أظلمت تعابيره.. معترفًا بحقيقة ثقيلة علينا: المطاردة قد بدأت بالفعل!