منظور الشرير - الفصل 178
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
السعادة ، البهجة .. الفرح ..
الألم ، الحزن ، اليأس ..
ما هي إلا مصطلحات نسبية تصف الظروف التي يعيشها المرأ .
لكل شخص بهذه الحياة لحظاته الخاصة التي يصل فيها إلى ما يسمى “بقمة الحياة” بالغا أوج طموحاته ..
و هنالك لحظات اخرى يسقط فيها المرأ عميقا جدا بحفرة اليأس المظلمة .
جميعها عوامل تؤثر على البشر بشكل خاص بالنظر إلى حجم المشاعر و الأحاسيس التي يملكونها ..
لكن الاغلبية العظمى منهم سرعانما تتجاوز تلك المحن المؤقتة سواءا السعيدة أو الحزينة منها و تمضي الحياة قدما .
قد تترك بعضها ندوبا لا يمكن محوها ، لكن الحياة ستمضي بطريقة أو باخرى ..
لكن ماذا عن تلك الحالة الشاذة .. عندما تنقلب الحياة رأسا على عقب في اللحظة التي تصل بها إلى قمة النجاح .. تجد نفسك تسقط داخل هاوية اليأس و الموت ..
لهو سيناريو مرعب يتجنب اغلب الناس التفكير فيه حتى ..
ثم ماذا لو أضحى هذا السيناريو المرعب واقعا ؟
و ليس ذلك فحسب .
بل سيناريو تعيشه ليس لمرة ، ولا مرتين ..
بل مرارا .. و تكرارا ..
الثانية تحولت إلى دقيقة ، ثم ساعة .. ثم أيام و أشهر.. و اخيرا .. سنوات.
عالقا بدوائر أبت أن تنتهي .. وجد فراي ستارلايت نفسه يعاني الأمرين ..
بكل مرة يصل فيها إلى قمة السعادة ، يهوي بقوة الى قمة اليأس ..
ثم يفقد كل ذكرياته و يعيد السيناريو مجددا و مجددا ..
بمرحلة ما ، أصبحت روحه متعبة ، و منهكة .
دموعه جفت بالفعل لدرجة أنه بكا دما بالكثير من الأحيان.
الذكريات تذهب ، لكن القلب يتذكر ..
عاش فراي بذلك الفراغ داخل صدره .. الفراغ الذي كبر كثيرا ليصبح ثقبا أسود أكله من الداخل ببطء ..
تضاربت المشاعر بين حزن و سعادة .. بين هم و غم .. و سرور و فرح ..
الحلقة رقم 100 ..
وقف فراي ستارلايت يحدق بجثث عائلته للمرة ال 100 ..
مقطعين ممزقين لأشلاء .. دماؤهم التي ملأت المكان و رائحة الموت التي تخللت أنفه ..
الشيطان الواقف امامه مبتسما ..
و فراي الذي ابتسم بشكل طفيف ..
“تبدو مختلفا ”
قال الشيطان بابتسامة ..
لوهلة ، هو أراد أن يسأله .. من تكون ؟
هل أنت حقا فراي ستارلايت ؟
وجهه كان لشاب في العشرين بالكاد .. لكن لسبب ما ، تلك الهالات السوداء التي تضخمت كثيرا رفقة أعينه الميتة .. هو بدا و كأنه عجوز قد سئم من الحياة ..
لقد عاد شعره ناصع البياض من جديد .. لكن على عكس المرة السابقة التي لم يكن فيها سوى نتيجة ثانوية للعنة القلب المتجمد الخاصة بعائلة مونلايت ..
هذه المرة هو كان شيبا .. فراي الذي شاب رأسه بعد كل تلك الحلقات المتكررة قد حدق بهدوء مبتسما في المنظر الشنيع الذي هيأه له الشيطان الماثل أمامه ..
فراي بمظهره الجديد غير قادر على البكاء بعد الآن قد أنزل رأسه محدقا في الأرض بابتسامة ..
“أنا أفهم ”
هو قال بصوت ثقيل ..
“أفهم ما تريدونه مني ”
بعد الخضوع لكل ذلك العذاب النفسي الذي مزقه الى قطع عجز عن جمعها مع بعضها البعض ..
بدأ فراي يدرك المغزى من كل ما يحدث و لماذا خضع لكل تلك المآسي المتكررة ..
لكن على هذا المستوى ، حتى فقدان الذاكرة لم يعد كافيا ليجعله ينسى همومه و اصبح عاجزا عن اختبار أي سعادة تذكر بتلك السيناريوهات .
بل كل ما شعر به هو اليأس المطلق .
“هو يريدني أن اعتاد على هذا المنظر الكئيب ”
ما أراده أزرق العينين .. أو أيا كان الشخص المسؤول عن كل هذا .. هو جعل فراي قادرا على تحمل رؤية اعز شيء إلى قلبه يموت امامه ..
مرارا .. و تكرارا .
“يريدني ان اعتاد على موتكم دون إظهار أي رد فعل .. هذا هو المستوى الذي يريدني أن ابلغه ”
قال فراي بعدما خطا بخطوات ثقيلة متجاوزا الشيطان الماثل امامه بهدوء و كأن الشيطان لم يكن واقفا هناك من الأساس .
فراي .. راكعا أمام جثث عائلته تكلم بنفس الابتسامة المتعبة من السابق ..
“كل ما يجب علي فعله هو أن اعتاد على الأمر”
يده تحسست الدم الذي إنخفضت درجة حرارته ببطء شديد معلنة أنهم ماتوا بالفعل ..
“هذا سهل أليس كذلك ؟”
‘لا يجب أن أحزن .. أو أغضب من موت عائلتي .. لا يجب ان اشعر بشيء إزاء فقدانهم ..يجب أن أبقا هادئا و هكذا سأتجاوز كل هذا ..’
واصل فراي الإبتسام اثناء قوله لتلك الكلمات ..
“سهل .. أليس كذلك ؟”
ذلك هو كل ما تطلبه الأمر لإنهاء معاناته ..
“مثير للإهتمام ”
قال الشيطان و هو يحدق بفراي ..
هذا الأخير قد أعطى ظهره للشيطان الذي ضحك بخبث ..
“هذا سهل يا فراي .. أنت قادر على فعلها بكل تأكيد”
قال الشيطان .. أما فراي فقد إرتعشت أكتافه ..
أن تصل الى النقطة التي لا تحزن فيها عندما يموتون امامك ..
أن تكون هادئا لدرجة الا تعطي أي رد فعل حتى عندما تراهم ميتين ممزقين بينما تداعب رائحة دماؤهم أنفك .. و تشعر بأجسادهم تبرد بعدما غادرتها الحياة بيدك ..
هل هو قادر على ذلك ؟
موجة مظلمة قد إنفجرت من داخل صدر فراي الهادئ قبل أن يرفع رأسه نحو السماء صارخا بكل جوارحه…
“و كأنه توجد طريقة بأن أقدر على ذلك !!!!”
أطلق فراي موجة مظلمة من الاورا التي هزت المكان بعدما جن جنونه ..
“كيف تريدني أن اعتاد على هذا ؟!”
*بووم !!*
إنفجر المكان بأكمله بعدما اندفع فراي ناحية الشيطان ..
“أتقبل موتهم ؟”
*بووم!!*
“أتقبل ذلك و كأنه لا شيء ؟”
*بوووم !!!*
بحالة غضب لا ترحم .. حطم فراي الغاضب كل شيء من حوله بجنون بما في ذلك بقايا جثث عائلته ..
كل شيء تحطم تماما ما عدا الشيطان المبتسم الذي لم يصب بخدش ..
محدقا بفراي .. هو مد يده ..
“مرة أخرى”
و يعود إلى نقطة ال 0 .
لكن هذه المرة .. فراي لم يفعل شيئا عندما تخبط داخل نفق الزمن الذي عاد به إلى الوراء .
تشكل المشهد مرة أخرى ، لكن حتى بعدما فقد ذاكرته .. إلا أن قلبه و جسده قد تذكروا كل شيء .
الحلقة 101 ..
ماتت عائلته من جديد ..
“أبي .. أمي ..”
كم من مرة رآهم يموتون ؟
“لقد ربيتماني لاكون ذلك الرجل الذي لطالما أردتما أن أكون ”
منحنيا امامهم .. واصل فراي رثاء نفسه ..
“أنظرا كم إنحرفت الأمور .. أنظرا إلى ما أصبحت عليه ؟”
اشار فراي لنفسه بينما ضحك بجنون ..
“أنا اشعر بأنني افقد عقلي مؤخرا .. لم اعد قادرا على التفكير بشكل صحيح بعد الآن .. الرب وحده من يعرف كيف لا أزال اتحدث بشكل صحيح هكذا حتى ..”
لقد تغير الكثير بكل تأكيد ..
“لدي رغبة عامرة لتدمير كل شيء .. أريد تحطيم كل هذا العالم الذي قيدني بهذه الطريقة .. أريد الموت .. أريد .. و أريد ..”
لكنه لم يحصل على أي شيء ..
“لقد فقدت عقلي .”
منهارا غير قادر على البكاء بعد الآن .. تضخمت موجة الظلام من جديد داخل صدر فراي .
“لكن حتى بجنوني هذا .. أنا لم أستطع فعلها ..”
تكلم فراي بينما ابتلعته اورا الظلام أكثر و أكثر..
“لم أستطع الاعتياد على موتكم مهما حاولت ..”
مهما جن جنونه .. هو لا يستطيع تخطي الأمر ..
“أنا احبكم ..”
الظلام إبتلع فراي تماما .. بينما صعد عاليا إلى السماء مخترقا إياها ..
“أحبكم أكثر من أي شيء آخر”
تلك كانت آخر كلماته قبل أن يدخل بحالة جنون كاملة أفقدته السيطرة ما جعله يدمر كل شيء من حوله ..
لكنه لم يستطع لمس الشيطان مهما حاول .
“مرة أخرى”
نفس الكلمات التي كانت اشبه بتعويذة شريرة قد تكررت على مسامعه ..
“لماذا يعيش البشر ؟”
سؤال طبيعي .. لكن ذو معنى كبير قد طرحه فراي عندما فكر بالمعنى من حياته حتى الآن ..
لكل منا قيمة تحددها هذه الحياة الكئيبة ..
أما قيمة فراي الحقيقية فقد جهلها تماما ..
القيمة التي جعلت كل تلك الكيانات الجبارة تلتف من حوله هو الذي لم يرد شيئا سوى عيش حياة عادية بين عائلة محبة ..
“هذا هو مصيري ”
مصير لا يد له به ..
– الحلقة 107-
واقفا أمام جثث عائلته مرة أخرى ..
هو حدق بهم لمرة أخيرة ..
“كل ما أنا عليه اليوم .. يعود الفضل فيه لكم ..”
“أنتم من صنع فراي ستارلايت الذي أكونه الآن ”
لربما تحكمت تلك الكيانات العليا بمصيره حتى الآن ، مسيرين حياته كما ارادوا ..
لكن نقطة الانطلاق و البداية .. كانت منهم هم .
“شاء من شاء .. و أبى من أبى .. لطالما كنتم و ستظلون الأساس”
كل شيء قد بدأ منهم .. فحتى عندما تناسخ .. كان والده آبراهام ستارلايت هو من أحضره إلى هذه الحياة ..
“أنا لن أنساكم قط ما حييت ”
قال فراي بوجه هادئ .. أكثر هدوءا حتى من الحلقات السابقة ..
هو لن يستطيع الاعتياد على مشهد موتهم المتكرر مهما حاول .. ذلك مستحيل ببساطة ..
“أنا لن أستطيع فعلها .. في الحقيقة أنا بالكاد أتماسك الآن مانعا نفسي من تدمير كل شيء مرة أخرى و الدخول بحالة جنون كاملة ..”
ذلك كان الخيار السهل بعد كل شيء ..
“لكن هذا ليس ما تريدونني أن أكون عليه .. أليس كذلك ؟”
لقد علمه والداه أن يتحمل المسؤولية دوما .. و أن لا يتوقف أبدا ..
“لذلك أنا لن أتوقف .. و سأواصل المضي قدما ”
قال فراي كلماته بجسد مرتجف بينما قمع موجة الظلام التي حاولت تملكه ..
بوجه حزين لم يقدر على ذرف الدموع .. هدأ فراي تدريجيا بينما استدار معطيا ظهره لعائلته ماضيا إلى الأمام.
“لن أنساكم ابدا .. لكنني سأواصل المضي قدما .. لأكون الرجل الذي لطالما أردتموني أن أكون ..”
ما أرادته عائلته ..
ما أوصاه به آبراهام ستارلايت قبل أن يموت ..
عِش ..
و لا تتوقف أبدا عن المضي قدما ..
وجها لوجه مع الشيطان .
هدأ فراي ستارلايت تماما محدقا بتلك الأعين شديدة السواد بالكيان الماثل امامه ..
قلب ذلك الشاب قد أصبح هادئا دون أي تموجات .. و كأنه سطح بحيرة بدا سطحها مثل المرآة ..
لا يزال يحزن و يغضب على عائلته ..
غير قادر على رمي تلك المشاعر جانبا ..
لكن ما تغير هذه المرة .. هو أنه قد أصبح قادرا على المضي قدما تاركا جثث عائلته الحبيبة خلفه ..
هو لم يعد ينظر إلى الوراء بعد الآن .. بل تطلع إلى ما تواجد امامه فقط ..
لعل تلك لم تكن الاجابة الصحيحة التي ارادها أيا كان منشئ الحلقات اللانهائية ..
لكنها كانت كافية بكل تأكيد و هذا ما أثبته الانهيار الذي حل بالمكان من حولهم ..
إنهارت الأرض تماما بينما ترك فراي يحدق بالشيطان ..
بابتسامة قال البشري لنظيره ..
“قد تكون مزيفا .. لكنني أتساءل ما إذا كان الحقيقي يبدو هكذا هو الآخر ”
لوهلة .. ذلك الضباب الذي أخفى وجهه قد إنقشع سامحا لفراي برؤية ما قبع تحته ..
“آغاروث ..”
بمجرد نطقه لذلك الاسم ..
إنكسر الشيطان لقطع صغيرة متحولا إلى غبار تناثر بالهواء بينما بقي فراي وحيدا مرة أخرى .
لم يعرف ما إذا كان ما رآه حقيقيا .. لكن فراي لن ينسى ذلك الوجه طيلة حياته ..
ذلك كان آخر ما رآه فراي قبل أن ينهار الوهم تماما ..
إنتهى الاختبار و قد حان وقت العودة ..
من يدري كم من الوقت قد مر بالخارج .. لكنها كانت سنوات له هو الذي عاش تلك الحلقة المفرغة ..
بعدما أنهار كل شيء .. إتسعت عينا فراي الذي رأى شخصا مألوفا من بعيد .. بل أشخاص ..
هناك بعيدا .. وقفت تلك النفس المثالية التي تطلع إليها دوما و خلفه قد تواجد جميع افراد عائلته ..
فراي حدق بهم للحظة مستوعبا أنهم كانوا جميعا يبتسمون له ..
قوة غريبة سحبت ظهره مبعدة إياه عنهم لذلك بالكاد إستطاع النظر الى صورتهم التي إبتعدت بالتدريج ..
هو حدق بتلك الحياة التي خسرها ذات يوم لمرة أخيرة متقبلا مصيره بابتسامة حزينة. ..
بمجرد أن يفتح عينيه مرة أخرى ، أدرك أن ذلك المشهد سيصبح مجرد ذكرى بعيدة يدفنها بعيدا ..
هكذا .. تطلع فراي إلى المستقبل متجاوزا الماضي أخيرا ..
…
…
…
فتح فراي ستارلايت أعينه السوداء اخيرا عائدا إلى الواقع الذي هرب منه ..
بمجرد أن إستيقظ ، وجد نفسه داخل غرفة لم تكن مألوفة له لكن تلك الجدران السوداء تابعة للقلعة المظلمة بكل تأكيد و هذا ما كان فراي متأكدا منه .
قد يبدو كل ما حدث حتى الآن مجرد حلم سيء .. كابوس طويل ينتهي بمجرد أن تستيقظ منه .
لكن إنعكاس فراي داخل تلك الجدران قد اثبت العكس .
ملامحه الحادة ، و الهالة من حوله .. بالإضافة إلى شعره الذي نال منه الشيب ..
الكثير تغير .. كثير جدا لدرجة أن العودة إلى الوراء لم تعد خيارا بعد الآن .
بمجرد إستيقاظه .. فراي شعر بشيء ما يجذبه ..
هو سمح لذلك الشعور بقيادته .. ليتعمق داخل تلك الغرفة العملاقة التي وجد نفسه بداخلها .
لقد جاء إلى هذا المكان بنية الحصول على اجوبة .. عانى الامرين و خضع لعذاب لم يعرف مثيلا له من قبل فقط من أجل هذه اللحظة .
وجهه لم يعطي أي تعابير او مشاعر قد تساعد الآخرين بمعرفة ما كان بفكر فيه ..
لكن عميقا بالداخل .. هو قد بلغ اشده بالفعل .
لقد أراد الأجوبة ، و هذا ما كان على وشك الحصول عليه .
بمجرد التعمق داخل الغرقة الواسعة .
توقف فراي عندما خفق قلبه بشدة و كأنه وجد ظالته اخيرا ..
الغرفة الفارغة .. لم تعد فارغة بعد الآن ..
اما واجهة النظام فقد أومضت بشدة ..
فمن بين تلك البنود الثلاثة ، أحدهم قد كان على وشك أن يتحقق بالفعل ..
فالذكريات قد أومضت بشكل قوي مغطية على كل شيء آخر داخل الشاشة ..
لكن فراي لم ينتبه لأي من ذلك ..
بل وقف يحدق بذلك الشيء أمامه ..
كان يطفوا بشكل سحري وسط الغرفة .. دون أي شيء مميز ..
لا حواجز .. لا أضواء ولا شيء غير معتاد ..
“قناع ..”
قال فراي و هو يحدق بذلك القناع الأسود أمامه ..
قناع بسيط دون أي شيء مميز .. فقط قطعة من المعدن الأسود بفجوات حادة للأعين ..
فراي تقدم ببطء ناحيته و كأن شيئا ما يقوده ..
لم يشعر بأي ضغط أو هالة محيطة به .. و هذا ما جعله يتساءل ما إذا كان هنالك أي معنى من كل هذا .
لكنه لم يستطع التوقف .
ممسكا بالقناع الذي طفى في الهواء ..
قام فراي بتقريبه ببطء ناحية وجهه ، و كأنه قد فعلها لمرات لا تعد و لا تحصى من قبل ..
أراد وضعه ببطء .. لكن القناع و من العدم قد طار بشكل سحري ملتصقا بوجهه و كأنه نوع من المغناطيس ..
بمجرد حدوث ذلك .. حاول فراي نزعه ، لكن واقعه قد إنقلب رأسا على عقب بأقل من ثانية ..
هو لم يدرك الأمر حتى بدأ يصرخ بكل جوارحه .. صرخة هزت اركان القلعة عندما سقط فراي يتخبط ارضا ..
بمجرد وضعه لذلك القناع .. شعر بعقله يكاد ينفجر ..
كم هائل من المعلومات قد إخترق عقله دون توقف ..
معلومات و ذكريات .. و كل شيء ..
أحس و كأن معرفة الكون بأكملها قد بدأت تُغرس داخل عقله بالقوة..
لكن كمية المعلومات الهائلة تلك لم تكن شيئا يمكن لعقله البشري أن يتحمله…
و كأن أحدهم يسحق رأسه بواسطة مطرقة حديدية باستمرار صرخ فراي بينما إجتاحته تلك الذكريات ..
ذكريات لم تكن ملكه إطلاقا ..
هو رأى حروبا و معارك لا تعد و لا تحصى .. رأى الجيوش و الاجناس و الكواكب …
الدمار و الدم و الموت ..
حرب ..
حرب على مستوى آخر تماما ..
تلك الذكريات كلها قد تدفقت عميقا داخل عقله مصحوبة بكمية لا نهائية من المعلومات عن فنون قتالية لم يرا لها مثيلا من قبل ..
رقصة الظلال : 1››››2
هو لم يدرك حتى ما كان يحدث له .. مفتونا بما رآه محاولا مقاومة ذلك الألم .. فراي تخبط بعنف فوق الأرض ..
رقصة الظلال : 2 ››››3
سواءا المعلومات اللامتناهية التي تم حقنها داخل عقله ..
أو الفنون القتالية التي دفعت برقصة الظلال خاصته أقوى ..
أو الألم المبرح ..
فراي لم يكترث لأي من ذلك ..
بل بقي مفتونا يحدق بتلك الذكريات .. لحرب شنها ملك ..
ملك دون إسم ( Nameless king )
هو وجد نفسه بحالة سكر .. غير مدرك لتلك الدماء التي تسربت من تحت القناع ..
مفتونا بذلك النايملس الذي رآه بتلك الذكريات .
لم يستوعب فراي أنه كان على وشك الموت بعدما تسربت الدماء من أعينه .. أنفه و فمه و حتى أذنيه ..
القناع قد حمل بداخله معرفة كانت بحجم الكون ..
كل شيء بهذا العالم من بدايته إلى نهايته قد وضع هناك لدرجة أنه دفع برقصة الظلال على الفور إلى المستوى الثالث .
لكن فراي لم يكن سوى بشري .. بعقل لا يمكنه تحمل كل ذلك حتى بعد خضوعه لكل تلك المحن .. هو بلغ حدوده .
موشكا على الموت تم سحب فراي بالقوة من تلك الذكريات عندما نزعت يد شاحبة القناع من فوق وجهه ..
بأعين دموية .. حدق فراي بالشخص الذي ظهر أمامه منقذا إياه ..
“لست جاهزا بعد ”
قال ازرق العينين الذي جاء من العدم ممسكا بالقناع بواسطة يده الوحيدة .
المهندس قد ظهر من جديد أمام فراي الذي تجاهل كل ذلك الألم الذي أصابه .
وجهه قد التوى بشكل مرعب بعدما وجد نفسه أمام الجاني وراء كل تلك المعاناة التي خاضها حتى الآن ..
مخرجا كلتا سيوفه .. فراي صرخ بكل جوارحه مطلقا قوته الكاملة بوجه ازرق العينين ..
“الانبعاث!!!”
بإنبعاث غاضب حمل القوة الكاملة لفراي الذي زادت قوته كثيرا .. هو أراد تدمير ذلك الكيان الغريب الذي عبث بحياته حتى الآن ..
انفجار الظلام ذاك قد كان عملاقا لدرجة أنه هدد بمحو القلعة بأكملها عن بكرة ابيها ..
لكن قوة فراي قد تم ردعها بسهولة عندما أمسك المهندس بسيوفه بيد واحدة موقفا هجمته بشكل كامل بسهولة ..
“اللعنة !!”
لعن فراي محاولا الهجوم من جديد ، لكن يد المهندس قد ابعدت سيوفه بسرعة خيالية ثم ضربت صدره ..
بضربة واحدة نجح المهندس بطرح فراي ارضا فاقدا للوعي ..
واقفا امامه .. حدق المهندس بالشاب الساقط عند اقدامه قبل أن ينظر إلى يده التي تسربت منها مادة زرقاء غريبة ..
ازرق العينين بابتسامة ساخرة … حدق بذلك الجرح الذي تركته ضربة فراي عليه .. جرح كان كافيا ليسرب دمه ..
ممسكا بالقناع .. قام المهندس بحمل فراي بابتسامة لم تكن معهودة منه ..
هو وضع القناع فوق صدر الشاب المغمى عليه متمتما بكلمات غريبة دون معنى ..
بنفس الوقت ، إنتشر صوت خطى ثقيلة داخل القلعة عندما ظهر آنغري داخل الغرفة هو الآخر ..
التمثال الغاضب قد ظهر هناك بينما جر كلا من سنو و غوست بيده بعدما أبرحهما ضربا لدرجة أن دماءهما قد تركت خطا احمر من الدم خلفهما على طول الطريق ..
كلاهما قد فقدا الوعي .. أما المهندس فقد أومأ برأسه لآنغري مرحبا بصديقه القديم ..
“كانت هنالك الكثير من المتغيرات ”
متغيرات تدخلت ملقية بظلالها ..
“لكن النتيجة ستكون نفسها ”
قال المهندس بعدما تمت الاطاحة بفراي و فريقه تماما ..
…
…
…