منظور الشرير - الفصل 177
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 177 – حلقة مفرغة
-منظور فراي ستارلايت-
علا صوت الضحك من غرفة المعيشة التي إحتضنتني رفقة عائلتي .
محيطين بي من كل جنب .. مانحين ذلك الدفئ الذي لطالما اشتقت له ..
جالسا بينهم .. شعرت بالسعادة .. سعادة قد سلبت مني و إسترجعتها اخيرا بعد عناء طويل …
لكن لسبب ما .. احسست بشيء آخر بجانب تلك السعادة .
أحسست بالفراغ و كأن شيئا بالغ الأهمية قد سلب مني هو الآخر .
لكنني لم أعرف ما هو مهما فكرت .. عاجزا حتى عن معرفة سبب توقي للعائلة إلى هذه الدرجة ..
والداي و اخوتي ..كانوا وجوها اراهم كل يوم ، إذا لماذا أجد نفسي مشتاقا اليهم هكذا ؟
و أيضا ..
لماذا أشعر بذلك الفراغ داخل صدري ؟
أسئلة عجزت عن ايجاد اجابة لها ..
غارقا في حيرتي .. اعادتني يد أمي إلى الواقع عندما نظرت إلي بأعينها القلقة ..
“هل أنت بخير يا بني ؟”
فقط سماع صوتها كان كافيا لإبهاجي ..
مدركا أنني قد جعلت أمي تقلق دون داعي ..قررت التوقف عن التفكير بتلك الاسئلة التي لا طائل منها .
“أنا بخير .. فقط متعب قليلا ”
اجبت بابتسامة بينما طلبت مني أمي أن آخذ قسطا من الراحة بالفعل …
لكن اخي الاصغر تشبث بي مانعا اياي من المغادرة إلى غرفتي ..
“لا تذهب … اريد أن أسمع عن روايتك!”
محدقا بي بتلك الأعين البريئة ، انا لم اعرف كيف أقول لا له ..
أوقفت أمي التي كانت على وشك توبيخه ثم أجلسته بجانبي راويا له حكاية خيالية حدث بعالم فانتازي .. حكاية معاناة لبطل تعيس الحظ وجد نفسه يتخبط عالقا بتيار من الأحداث المروعة ..
الحديث عن روايتي العزيزة ساعدني دوما على الهروب من الواقع ..
بعدما رويت له قصة فراي ستارلايت وجدت اخي سعيدا بما سمعه ..
“هذا مذهل !!” ردة فعله المتفجرة قد تبدو مبالغا بها لكنها كانت صادقة نابعة من إعجابه بما رويته له ..
وجدت والداي هما الاخران يوافقانه الرأي .. بل حتى نصحوني ببدأ روايتي الخاصة و نشرها .
كانت تلك فكرة رائعة .. و قد قررت تطبيقها على أرض الواقع بالفعل .
كل شيء كان يسير كما اردته أن يكون بطريقة مثالية جعلتني اشك ما إذا كان كل هذا حقيقيا .
لكن ذلك الشعور الغريب عميقا بداخلي قد تنامى هو الآخر كل يوم ..
شعور بأن هنالك شيئا خاطئا يحدث ..
لم أكن مرتاحا لتلك المشاعر الدخيلة .. لكنني قررت تجاهلها تماما مركزا فقط على الجانب السعيد من حياتي التي تطورت بالطريقة التي اردتها .
كبرت وسط عائلة محبة ، و حصلت على وظيفة .. و نشرت رواية ناجحة على مستوى العالم .
كنت اسعد رجل على وجه المستديرة ، تساءلت حقا ايوجد شيء اضافي قد يمنحني المزيد من السعادة ؟
ربما الزواج ؟
اظنني بلغت من العمر ما يكفي لأستقل بنفسي .. لكن بنفس الوقت أنا لم ارد الافتراق عن عائلتي ..
“هذه معضلة حقيقية”
فكرت بتمعن بما يجب علي فعله ؟ هل اتزوج و احضرها إلى منزل عائلتي لنعيش جميعنا معا ؟
لكن زوجتي المستقبلية قد ترفض ذلك أو ربما حتى تجعلني ضد عائلتي .
وقتها سأجد نفسي مضطرا للاختيار بينها و بينهم و اقع بمشكلة عويصة لانني ساختار عائلتي دوما ..
مفكرا بكل هذا الهراء .. تنهدت غارقا ببطء فوق كرسي مكتبي ..
“دعنا لا نتزوج فحسب ..”
بعدما اتخذت القرار ، خرجت من الشركة التي عملت بها عائدا إلى المنزل بعد انقضاء دوامي بالكامل ..
مالذي يجب أن أفعله بمجرد أن أصل ؟
لربما اكتب فصلا آخر ؟
أو العب مع اخي قليلا .. لا أعلم ربما أجلس مع والدي و نحظى بحديث للبالغين ..
أردت القيام بالكثير اليوم لذلك اسرعت إلى المنزل .
بمجرد وصولي ، ادخلت المفتاح متحمسا بثقب الباب قبل أن افتحه بقوة ..
“لقد عدت !”
قلت بحماس متوقعا رؤية أمي التي لطالما كانت أول المرحبين بي .. لكن اليوم .. انا لم أحصل على أي اجابة منها ..
“اوووه أهلا! لقد تأخرت كثيرا!!”
الذي رحب بي لم يكن أيا من افراد عائلتي ..
بل شيء آخر تماما ..
نظرت إليه متجمدا .. إلى ما يمكن وصفه بالوحش ..
ملفوفا برداء أسود اشبه بالعباءة .. ب 4 قرون زينت رأسه مثل التاج .. وجه شديد البياض باستان سوداء و 3 أعين حمراء .
هو صفق لي سعيدا ..
“مرحبا بعودتك ! فراي ! لقد جهزت لك هدية !”
متجمدا مكاني بعد رؤيتي لمخلوق غريب لا يوجد له مثيل .. تأخرت باستعياب المشهد القابع خلفه ..
غرفة المعيشة التي لطالما جلست بها رفقة عائلتي قد تحولت إلى ميدان تعذيب دموي بسوائل حمراء و سوداء و صفراء مسكوبة بكل مكان .
لكن المشهد الذي شدني أكثر من غيره كانت تلك الجثث الاربعة المعلقة ..
جثث والداي و أخواي مربوطة بواسطة حبل مشنوقين جميعا بينما قطعت ايديهم و ارجلهم ثم تمت اعادة لصقها بطريقة مقرفة…
الايادي و الارجل ملصوقة مع بعضها البعض مشكلة كلمة .. ” WELCOME”
“آسف أنا لم اجد الوقت لتجهيز شيء أفضل من اجلك! أتمنى أن تكون اللوحة قد نالت على اعجابك”
ذلك الشيء واصل الحديث بمرح .. لكنني كنت مصعوقا جدا متجمدا بمكاني عاجزا عن سماع أي من كلماته .
احسست بذلك الشعور الغريب مرة أخرى ..
الشعور بأن هنالك شيئا خاطئا .. لكنه كان اقوى بملايين المرات هذه المرة ..
منهارا ارضا .. وجدت نفسي اصرخ بجنون عاجزا عن فهم ما كان يحدث لي ..
الحزن ، الغضب .. الخوف .. الغثيان ..
كلها جاءت مع بعضها البعض .
وجدت نفسي ابكي دون توقف .. بينما تقيأت كل ما إحتوته معدتي ..
“هيه .. مثير للشفقة ..”
أمام محنتي و إنهياري الهستيري .. ذلك الشيطان الخسيس قد ضحك على معاناتي ..
بعدما رأيت عالمي الذي أنقلب رأسا على عقب ينهار أمامي ..
وجدت غضبي و حزني يسيطران علي لدرجة أنني انقضضت بغضب عليه .. الجاني الرئيسي الذي تسبب بكل ذلك ..
إندفعت اصرخ بينما لكمت نحوه بطريقة خرقاء بما أنني لم أكن أجيد أي فن قتالي يساعدني على القتال ..
في المقام الأول .. هل ستنفع أشياء كهذه ضد مخلوق من الجحيم كهذا ؟
تساءلت ..
و قد جاءت الإجابة من الشيطان المبتسم الذي امسك بي بسهولة من رقبتي خانقا اياي ..
هو رفعني ببطء نحو الأعلى مواصلا الضحك ..
أما أنا .. فغارقا بدموعي و القيئ و القذارة .. نظرت اليه بخوف معلقا ..
“سيء جدا .. فراي ستارلايت .. أنت مخيب للآمال ”
هو قال بمرح كلمات بدت بدون قيمة .. لكن سماعها قد تسبب بزلزال داخل صدري ..
فراي ستارلايت ؟
من هو فراي ؟
شخصية روايتي الرئيسية .. البطل الذي كتبت عنه دوما ..
لا ..
اتستعت حدقة عيني متجاهلا الواقع من حولي لثانية ..
ثانية عادت فيها كل تلك الذكريات مخترقة عقلي بالقوة ..
فراي ستارلايت لم يكن شخصية خيالية ..
ذلك البطل التعيس الذي عاش حياته يتخبط .. لم يكن خيالا .. بل من لحم و دم ..
إلتوت العروق فوق جبهتي عندما صرخت بغضب عارم ..
“ويسكر !!!!!!!!”
غضب لم اشعر بمثيله قط ..
لم يخدعوني لمرة واحدة .. بل مرتين ..
الشيطان الضبابي في المرة الأولى ..
و الآن ويسكر بالثانية ..
صرخت بجنون جامعا كل الاورا محاولا ضرب الشيطان الخسيس امامي .. لكنني لم استطع الاتيان باي حركة ضده ..
بابتسامة .. هو إستهزأ بي ..
“لا تزال مجرد حشرة”
“مالذي تحاولون الوصول إليه بهذا ؟!!”
بدأت ألعن دون وعي غاضبا و حانقا ..
منهم هم الذين شوهوا ذكريات عائلتي مجبرينني على عيش الوهم .. جاعلينني أتجرع مرارة فقدانهم ليس مرة .. بل مرتين ..
و غاضبا من نفسي الذي سمحت لكل هذا بالحدوث ..
اردت القيام بشيء ما ..
أي شيء يساعدني على التحرر من هذا السيناريو اللعين و تخفيف تلك المشاعر التي إلتهمتني من الداخل .
لكنني لم أستطع الهرب من قبضة الشيطان حتى .. ناهيك عن القيام بٱي شيء ..
ويسكر بمنتهى السهولة رماني بعيدا بقوة دافعة جعلت كل شيء من حولنا ينهار ..
“مرة أخرى ”
هو قال بابتسامة بينما تخطبت من جديد داخل تيار الزمن المتسارع ذاك .
وسط كل تلك الفوضى امسكت برأسي بعنف مطبقا اسناني ..
“تذكر ..”
ذكرت نفسي مرارا و تكرارا ..
“أنت فراي ستارلايت!”
هذه ليست برواية .. بل واقع ..
“تذكر !”
صرخت على نفسي بكل جوارحي ..
“لا تخسر نفسك !!”
لا تدع ذلك يحدث مرة أخرى ..
عائلتي قد ذهبت منذ وقت طويل ..
ما هذا إلا مجرد وهم ..
“تذكر !!!!!”
صرخت لمرة أخيرة بكل جوارحي قبل أن يتوقف تيار الزمن مرة أخرى و تتشكل تلك الغرفة المألوفة ..
جالسين أمام طاولة العشاء المعتادة .. إبتسمت عائلتي لي مرة أخرى ..
“مرحبا بعودتك”
قالوا بصوت واحد .. أما أنا فقد حدقت بهم بصمت لبعض الوقت ..
سمعت صوت ازيز غريب بجانب اذني بينما احسست بأنني فقدت شيئا مهما ..
اعتقد بأنني كنت اردد شيئا ما .. شيء مهم جدا .
لكن ..
ماذا كان ذلك الشيء مرة أخرى ؟
تساءلت محاولا التذكر .. لكن يد أمي الدافئة قد اعادتني للواقع..
“بني ؟”
متبادلا النظرات معها .. ادركت أنني لم اجب تحيتهم من وقت سابق ..
هذا صحيح .. أنا مع عائلتي الآن .. مالذي كنت احاول التفكير فيه بالضبط ؟
بابتسامة اجبتهم جميعا ..
“لقد عدت .”
الى المنزل .
…
…
…
أحيانا يكون الألم مجرد كلمة تصف شعورا معينا ..
لكن ما يجهله الكثيرون .. هو الألوان الكثيرة للألم ..
فراي ستارلايت قد بدأ لتوه يستوعب لونا جديدا ..
لون مختلف كل الاختلاف عن الألم الجسدي الذي اعتاد عليه حتى الآن ..
حلقة مفرغة من السعادة و الحب و الدفئ .. ثم الحزن و الغضب و الموت .
حلقة تكررت مرارا و تكرارا ..
حدث ذلك بالحلقة رقم 27 ..
بعدما ماتت عائلته مرة أخرى ثم تم ارساله مجددا إلى البداية ..
داخل غرفة المعيشة المعتادة ..
رحبت به عائلته بصوت واحد ..
“مرحبا بعودتك”
أما فراي المعني بالأمر .. فقد حدق بهم بصمت قبل أن يقول بابتسامة ..
“لقد عدت ”
هو قالها سعيدا .. لكنه لم يفهم سبب الارتعاش الشديد الذي نال من جسده ..
والدته و بقية افراد عائلته حدقوا به متفاجئين ..
“بني ..”
“اخي ..”
هم سألوا بوقت واحد ..
“لماذا تبكي ؟”
“هاه ؟”
متفاجئا .. لمس فراي خده المبلل متحسسا تلك الدموع التي أبت التوقف ..
لماذا تبكي ؟
“لا أعلم ..” هو قال محاولا ايقاف تلك الشهقة التي سدت حلقه.
“أنا سعيد جدا ..”
هو موجود بين افراد عائلته الحبيبة مرة أخرى .
“أنا سعيد .. لكن لماذا ابكي ؟”
لماذا تنهمر تلك الدموع دون توقف ؟
لماذا آلمه قلبه لتلك الدرجة ؟ مالذي فقده ليشعر هكذا ؟
هو تساءل عاجزا عن الحصول على أي إجابة ..
إستمر الوقت بالتدفق لتعيد الحلقة نفسها مرة أخرى .
مرارا .. تكرارا ..
الحلقة 41 ..
راكعا عند اقدام الشيطان ..
إنهار فراي ممسكا برأسه بشدة بعدما عادت ذكرياته مرة أخرى ..
هو بكا دموعا من دم .. مستوعبا تلك المشاعر المتفجرة .. مشاعر فقدان عائلة 41 مرة ..
شعر بقلبه يتقطع بينما ترجى الشيطان الماثل امامه ..
“أرجوك ..”
خاضعا متذللا .. هو ترجاه.
“توقف .. لا مزيد ..”
لكن الشيطان قد مد يده بوججه مرسلا اياه بعيدا ..
“مرة أخرى ..”
بمرحلة ما .. أحس فراي بروحه تغادر جسده .. إلى عالم آخر من الألم..
هو ناضل مرارا و تكرارا .. يعيش نفس المعاناة ..
معاناة تمت مشاهدتها من الأعلى ..
واقفا هناك .. حدقت نفس فراي المثالية من السابق به ..
نظرة تخللها الحزن … و هو يراقب فراي الذي دخل جحيما من نوع آخر تماما ..
حلقة مفرغة ..
“حلقة تجعلك بقمة السعادة ..”
تكلمت نفس فراي المثالية و هي تحلل معاناته ..
” حلقة تجعله يعيش الحياة المثالية التي لطالما رغب بها ، ثم بقمة تلك الحياة السعيدة .. يتم سلبه كل شيء بأبشع طريقة ممكنة ..”
“و الاسوء من ذلك كان حقيقة أنه لن يتذكر شيئا حتى اللحظة
الاخيرة ما يجعل التجربة مختلفة و جديدة بكل مرة ..”
من أجل تحمل ما ينتظره .. فراي مضطر للوصول إلى مرحلة جنونية من ضبط النفس لكي يستوعب ما سيتم إلقاؤه عليه ..
لكن أن يجعله يعاني بهذه الطريقة الغير إنسانية ..
رثت نفس فراي المثالية نفسه المسكينة..
“أي وحش تحاول صنعه هنا .. ايها المهندس ؟”
قالت تلك النفس المثالية و هي تحدق بفراي الذي تملكه الجنون ببطء .
…
…
…
الفصل 24 من تحدي ال 30 يوم اللعين ..
نشكر اسامة الذي يواصل دعمه للرواية .. شكرا كثيرا لك صديقي العزيز ..
اذا اردت الدعم .. علق .
البايبال و الديسكورد بخانة الدعم..
…
معلومات الفصل 0:
رقم 7 بين القوى السبع العظمى: أودن
القاب : حاكم العظماء .
العظماء هم جنس فريد من نوعه فلا يوجد منهم سوى القليل جدا ، بالكاد يتجاوز عددهم ال 100.
رغم ذلك هم اقوياء جدا خصوصا حاكمهم .. اودن .
العظماء يمتلكون تقنيات تتجاوز الفهم و لا يمكن نسخها او تقليدها . لا يمكن الحديث معهم لانهم تجاوزوا انواع التواصل التقليدية و يتواصلون بشيء اشبه بالتخاطر .
ايضا يستطيع كل واحد منهم انشاء عالم مصغر بنفسه شبيه بالوهم ، لذلك الاقتراب منهم هو اشبه بالانتحار .
اودن اقواهم ، لكن بالكاد يوجد فارق بينه و بين البقية لذلك هم تقنيا الجنس الأقوى بالفعل لولا قلة عددهم .
اشكالهم تختلف من واحد لاخر، بعضهم يبدون مثل الظلال ، البعض الآخر مثل الوحوش ، و البعض منهم لا يملك هياة مادية .. تغيير اشكالهم هو شيء شديد السهولة لهم ، و يرفضون المشاركة بالحروب مالم تتم مهاجمتهم اولا .