منظور الشرير - الفصل 175
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 175 – المنزل
-منظور سنو ليونهارت –
مضى وقت طويل .. منذ آخر مرة شعرت بها هكذا ..
تلك الرموز الذهبية التي لم أفهم معناها يوما قد اصبحت أقوى منذ حصولي على الفيرميثار..
و كأنه المفتاح الذي سمح بفتح الباب نحو عالم آخر من القوة ..
كل شيء كان مترابطا مع بعضه البعض .
هيأة ملك الحرب قامت بحرق قوتي بمعدل جنوني سامحة لي بإطلاق مستويات من القوة لا يفترض أن اصلها اطلاقا ..
و هذا ما سمح لي بمقارعة ذلك التمثال الغاضب .
وجها لوجه مع ذلك الكيان .. علق كلانا داخل زوبعة من المعادن التي ارسلت الشرر الناري يتطاير بكل مكان ..
الصدام العنيف للهالات المتفجرة قد حجب حواسي تماما لكنني كنت متأكدا من أن فراي قد مر بالفعل ..
بالتالي لم يكن هنالك داعي للتراجع ..
بابتسامة دموية سمحت للمزيد و المزيد من اورا النجم بالتدفق ناحية سيفي ما جعل وقع هجماتي اثقل بكثير مع كل صدام ضد ذلك المنجل العملاق .
بالكاد كنت قادرا على ضبط نفسي حاليا مانعا نية القتل تلك من جعلي افقد السيطرة .. لذلك وجب علي انهاء هذا بسرعة.
ممسكا الفيرميثار بيد .. استعملت اليد الاخرى من أجل التلاعب بالعناصر مستحضرا مجموعة من الرماح الجليدية شديدة القوة ..
لم اتوانى قط باسقاطها فوق رأس التمثال الغاضب الذي لوح برمحه و كأنه مروحة محولا هجمات الجليد إلى فتات.
لكنني لم اسمح له بفعل ما يحلو له .. مستخدما شرارة البرق الأسود ارسلت قطعا افقيا مستهدفا جذعه ..
مشغولا بصد الرماح الجليدية .. هو تأخر كثيرا ليحاول صد هجمة البرق السريعة التي دعمتها بخطوة الفراغ .
الضربة سقطت على جسده بشكل مباشر جاعلة اياه يتراجع عدة خطوات بينما فجرت اورا البرق الارض من حوله .
لكن فوق جسده الحديدي ذاك .. بالكاد ترك هجومي خدشا بسيطا ..
“تسك ..”
قاومت الرغبة للعن متسائلا من ماذا صنع ذلك الشيء بالضبط ؟
رغم كل ذلك الهجوم الساحق .. هو لم يتزحزح حتى بل واصل النظر الي باعينه البنفسجية و كأنه يحاول هو الأخير معرفة مما صنعت ..
الوقت كان يداهمني…
“بهذه الحالة ..”
ماذا عن هذا ..
*سووووش*
اطلقت موجة من الضوء المعمي للابصار بواسطة الفيرميثار… ضوء شديد السطوع اعمى التمثال و انتشر بشكل واسع جدا حاجبا القلعة السوداء باكملها ..
“خطوة الفراغ ”
استخدمت خطوة الفراغ التي تعززت كثيرا بفضل نمط ملك الحرب ..
مستفيدا من موجة الضوء من السابق .. غطيت سيفي بواسطة كمية هائلة من اورا النار الزرقاء الملتهبة مرسلا اياها على هيأة شعاع ازرق مدمر ..
بنفس الوقت ، فَعلت خطوة الفراغ مرة أخرى هذه المرة مستخدما البرق الأسود من جديد ..
شرارات البرق شقت طريقها ممزقة الأرض مستهدفة ظهر التمثال ..
“خطوة الفراغ”
كل شيء كان يحدث لحظيا ..
باستعمال اورا الجليد لاقصى مستوياتها .. اشعلت شعلة بيضاء من الصقيع على حافة سيفي مطلقا موجة من البرد على جانبه المكشوف .
كل ذلك مصحوب بموجة صوتية عالية التردد و تقييد بواسطة اورا الظل ..
حتى انني استخدمت الجاذبية من اجل تثبيته ارضا ..
من أجل تحطيم ذلك التمثال .. اخرجت كل ما لدي ..
محاطا ببحر من الهجمات الهائلة…
وسع التمثال الغاضب اعينه عندما انقشعت موجة الضوء السابقة و سقطت تلك الكوارث الطبيعية فوق راسه ..
كارثة العناصر تلك دمرت كل شيء بعنف مخلفة كمية مرعبة من الدمار و كأن زلزالا قد ضرب المكان ..
التمثال و كما كان متوقعا قد نجا من كل ذلك ..
محاطا بوهج بنفسجي غلف جسده و كأنه درع .. هو تمكن من حجب كل تلك الهجمات .
لكن هذه اللحظة هي ما انتظرته بالذات ..
عندما انقشع الدخان و الضباب اللذين تراكموا جراء الهجوم السابق ..
تفاجأ التمثال الغاضب عندما وجدني امامه مباشرة على بعد سنتيمترات منه متخدا وضعية مفتوحة تماما مصوبا سيفي عليه .
هذه اللحظة بالذات التي يظن فيها أن الهجوم قد انتهى .. هي ما انتظرته .. اللحظة التي يبدأ فيها الهجوم الحقيقي ..
مستغلا هيأة ملك الحرب ، و الفيرميثار ..
ضخمت الاورا الخاصة بي إلى اقصى حد قدر الامكان بينما تراقصت جزيئات العناصر حول سيفي ..
مستنشقا نفسا من نار .. زاد سطوع الرموز الذهبية عندما قطعت بكل ما لدي نحو صدر التمثال ..
“تشكيل الكون العظيم!!!!”
هذه المرة كان اقوى ب 10 اضعاف ..
لا ..
بل أقوى من ذلك حتى ..
انفجار هائل من الضوء الذي ابتلع التمثال و القلعة على حد سواء عالقين جميعهم بمدى الهجوم ..
عمود ابيض شديد النقاء قد إرتفع إلى السماء مخترقا الغيوم و السحاب بعدما اطلقت أقوى هجمة أستطيع اخراجها بمستواي هذا ..
وسط ذلك الضوء الساطع الذي محى كل شيء بالجوار ..
تم سحق التمثال الغاضب الذي اختفى تماما بعدما تعرض لتلك الهجمة عن قرب ..
في تلك اللحظة .. تمنيت من كل قلبي .. أن يكون كل هذا كافيا لانهاء هذه المعركة ..
…
…
…
– منظور فراي ستارلايت –
دخلت القلعة أخيرا ..
القلعة السوداء التي جعلت جسدي بأكمله يرتعش دون توقف ..
نظرت إلى يدي محاولا ضبط نفسي .. لكن تلك الاصابع المرتجفة قد اثبتت كم فشلت بذلك ..
خطوة تلوا الأخرى ..
تجولت داخل القلعة الشامخة ..
ما تواجدت فوقه كانت الواجهة الاساسية لذلك المكان الرهيب .. مكان بجدران مزخرفة بنقوش و رموز لم افهمها اطلاقا .. بسقف عالي جدا يسمح لاكبر العمالقة بالدخول و الركض بسهولة ..
لكن ما لفت انتباهي بجانب تلك الرموز الغير مفهومة .. هو الرسوم الغريبة التي جاءت معها..
رسوم صورت ما حزرت أنه الحياة التي عاشها ملاك هذه القلعة…
المشاهد فوق الجدران قد اظهرت لمحات عن معارك طاحنة ..
معارك و حروب ضارية غزت الاراضي و السماوات على مقياس لم اسمع به من قبل.. قد نجح بنقل الرهبة الي من الصور فحسب دون أن اضطر لعيش تلك الأحداث بنفسي ..
الخصم بتلك الحروب كان مألوفا و و متكررا دوما .. الشياطين ..
لكن علامة الاستفهام المطروحة كانت تخص من حارب تلك الشياطين ..
على عكس الشياطين الذين كانوا جنسا واحدا يمكن تمييزهم دوما من اشكالهم .. إلا أن الطرف الآخر قد كان عبارة عن فوضى كاملة .. تكتل للعديد من الاجناس و المخلوقات التي لم ارى أو اسمع عنهم من قبل ..
تساءلت ما إذا كان كل ما أراه حقيقيا .. أو مجرد لوحة خيالية زينت هذا المكان ..
مفتونا تماما بما كنت أراه .. إستعدت حواسي عندما ضرب زلزال المكان ..
إهتزت الأرض بعنف بينما سمعت صوت انفجار هائل هز جدران القلعة بأكملها ..
“هذه الاورا ..”
مندهشا .. تعرفت على تلك الاورا المألوفة التي كانت أقوى بكثير عما اعتدت رؤيته منها ..
صاحب الهجوم لم يكن سوى سنو الذي قاتل آنغري بالخارج ..
ذلك الانفجار قد ذكرني مجددا بضرورة المضي قدما و انهاء هذه المهمة مرة و الى الأبد ..
هذا ما أدين به لرفاقي الذين خاضوا المعركة بدلا مني بالخارج ..
من أجل وضع نهاية لكل هذا الجنون .. و الحصول على الإجابات .. إجابات أسئلة كثيرة تركت علامات استفهام بحياتي .
بتلك الافكار .. إندفعت داخل القلعة طامعا بمعرفة الحقيقة ..
و كلما تقدمت .. كنت ادرك كم هي عملاقة تلك القلعة ..
صرح عظيم بني و كأنه متحف قديم .. لكن فارغة جدا ..
ما عدا تلك الجدران المزخرفة التي حملت تلك اللوحات .. لم يكن هنالك أي شيء آخر داخلها ..
و كأنه منزل اشباح لحروب قديمة بقي وحيدا هنا وسط بحر من الحجاج الراكعين لملك لم يعد قط ..
كلما تقدمت أكثر .. و كلما صعدت الدرج إلى الاعلى ..
كنت اتباطأ شيئا فشيئا بينما إشتعلت تلك النار داخل صدري أكثر و أكثر لدرجة أنني أحسست به يحترق ..
صوت نبضي المتسارع .. و ذلك الصداع الشديد ..
بدأت اتنفس بصعوبة ممسكا بالحائط محاولا التقدم أكثر ..
“مالذي … يجري ؟!”
رؤيتي أضحت ضبابية تماما ما جعلني بالكاد اتماسك باخر خيوط وعيي ..
الرواق الطويل أمامي قد بدأ يتموج و كأنه مجرد لوحة قديمة قد بدأت تذبل الوانها ..
اما أنا.. فقد نال مني الصداع بشدة جاعلا اياي اسقط ارضا ممسكا برأسي ..
الم شديد ..
الم جعلني حتى أنا الذي اعتاد العذاب أصرخ بكل جوارحي …
متخبطا ارضا.. فقدت القدرة على الرؤية بينما بدأت تلك اللوحات تظهر داخل عقلي و كأنها واقع اعيشه ..
أشخاص لم أراهم من قبل .. أماكن لم أزرها قط ..
مصحوبة بألم مروع لم أستطع القيام بشيء سوى الصراخ آملا أن ينتهي كل شيء قريبا ..
لكن الألم لم يتوقف قط .. و كأن احدهم يسحق رأسي بواسطة مطرقة عملاقة بشكل متكرر ..
لأول مرة بحياتي .. لعنت حقيقة امتلاكي لقدرة عقلية قوية تجعلني ابقى واعيا مهما كان الألم مبرحا ..
قدرتي التي كانت نعمة ذات يوم قد تحولت إلى نقمة .. نقمة جعلتني اتحمل لساعات طويلة اتلوى مكاني مثل الحشرة .. الى أن تحولت أعيني إلى البياض فارغة تماما بعدما فقدت وعيي أخيرا .
و حتى بحالة اللاوعي .. طاردتني تلك الصور إلى عالم الاحلام دون توقف ..
بعد المرور بقطار العذاب ذاك .. فتحت عيني أخيرا ..
بعد مسلسل العذاب ذاك .. اخذت بضع ثواني احدق بالمساحة أمامي قبل أن يعود وعيي تدريجيا ..
بمجرد حدوث ذلك .. أدركت أنني لم اعد داخل القلعة المظلمة بعد الآن ..
“أين انا ؟”
كان ذلك هو السؤال الأول الذي طرحته لكن الاجابات قد تكونت شيئا فشيئا لوحدها .
كنت أجلس فوق كرسي خشبي .. داخل غرفة عادية بسرير واحد و مكتب و بعض الاثاث البسيط و المستلزمات التي يمكنك أن تحزر انها كانت لشاب في العشرينات من عمره .
أمامي مباشرة .. جلس شخص آخر بدأ في منتصف العشرينات هو الآخر بمظهر مألوف جدا تعرفت عليه على الفور ..
كلانا جالسين وجها لوجه .. بدأت اضحك .. ضحكة مكتومة متسائلا ما إذا كنت قد فقدت عقلي بالفعل ؟
بعد كل شيء ..
هذه الغرفة لم تكن سوى غرفتي انا.
و تلك الاغراض كانت اغراضي انا ..
اما الشخص الجالس أمامي .. فلم يكن سواي انا ..
أو بالاحرى ..
المظهر الذي اعتدت على أن ابدو عليه بالماضي البعيد .. قبل أن اتناسخ و يبدأ كل شيء ..
نفسي من الماضي قد ابتسم بعد رؤيتي اضحك بجنون ..
“مرحبا بك ”
مستعملا صوتي القديم .. رحبت بي نفسي ما جعلني اشعر بأن كل شيء كان خاطئا ..
“مرحبا بي أين ؟”
سألت بابتسامة لم تزل قط من على وجهي ..
“المنزل ” هو اجابني بهدوء..
بمجرد سماعي لتلك الكلمة .. تنهدت بتعب .. متعبا من كل هذا الوهم ..
“المنزل ؟ هل صنعتم لي نسخة من منزلي القديم ؟ جاعلين منه نوعا ما من انواع العقبات ؟”
لن اتفاجأ الان لو انفجرت جدران هذه الغرفة و دخلت الوحوش محاولة التهام دماغي ..
نفسي من الماضي قد ضحك بخفة بعد رؤيته لردة فعلي ..
“كل هذا التشاؤم ..الحياة لم تكن رحيمة بك قط ..”
كلماته البسيطة .. قد حملت الكثير من المعاني خصوصا عندما تصدر من نسختي الاقدم ..
النسخة التي عاشت حياة مسالمة بعيدا عن مسلسل الدم و الموت ذاك الذي عشته ..
لو كنت لا ازال نفس الشخص من الماضي .. لم أكن لافكر بهذه الطريقة على الارجح … ادراكي لهذه الحقيقة قد ترك طعما مرا في فمي ما جعلني اغضب بدون وعي .
“من أنت ؟ و أي وهم وضعتموني بداخله هذه المرة ؟”
لاكون صريحا ، لقد حاولت الانقضاض على المزيف الجالس أمامي أكثر من مرة حتى الآن ، لكن لا باليريون ولا الدارك سيستر.. لم يستجب لي اي منهما مهما ناديتهما ..
عاجزا عن استعمالي قوتي .. تركت بدون خيار سوى مجاراة هذه المسرحية ..
ابتسامة نفسي الماضية قد توسعت ببطء و كأنه يقرأ افكاري هذه بينما نظر من حوله قائلا ..
“هذا المكان ليس بوهم .. إنه ما تسميه بالمنزل لكنه ليس منزلك الحقيقي بنفس الوقت”
منزعجا قاطعت ..”مالذي تتحدث عنه ؟”
“هذا المكان هو الملجأ الآمن الذي صنعه عقلك .. و أكثر مكان تشعر فيه بالراحة .. اما أنا فأكون نفسك التي تتوق لها أكثر من أي شيء آخر ”
عم الصمت لبضع ثواني عندما حاولت استعاب ما يقوله ..
“بعبارة أخرى .. كل هذا يحدث داخل عقلي ؟”
هو أومأ .
“هذا صحيح ”
بمجرد حصولي على اجابتي تراجعت مستندا على الكرسي الخشبي ذاك …
“لقد جننت حقا هذه المرة إذا”
بابتسامة .. وافقت نفسي القديمة على ذلك .
“لقد جننت منذ وقت طويل بالفعل ”
جالسا هنا ، أحادث نفسي داخل عقلي دون قيود .. تساءلت متى افلتت الأمور من قبضتي بالضبط .. متى تغيرت لهذه الدرجة ..
“أنت لم تتغير بالضرورة .. و في نفس الوقت فعلت ”
قال نفسي الأخرى و كأنه يقرأ افكاري ..
“وجودي هو خير دليل ” اشار لنفسه بيديه ..
“مالذي تعنيه ؟”
“كما قلت من قبل .. أنا نفسك المثالية التي تتوق اليها ، و هذا المكان هو الملاذ الآمن الذي صنعه عقلك .. هنا حيث تتواجد عائلتك ”
“و ما الخطب بذلك ؟” تساءلت .
“إختياراتك هذه ، تعني انك لا تزال عالقا بالماضي .. لازلت تراني على انني النسخة الأفضل منك .. لا نفسك الحالية … فراي ”
“اما هذا المكان ..” ملقيا بنظرة فاحصة من حوله هو واصل حديثه..
“فهو لا يزال المكان الذي تسميه بالمنزل .. و ليس منزل ستارلايت حيث تواجد والدك بتناسخه .. و اختك حاليا ..”
هو بدا حزينا عندما قال تلك الكلمات ..
“بعبارة أخرى … أنت لا تزال عالقا بالماضي يا فراي .. لن تتغير و بنفس الوقت .. تغيرت ”
بين الماضي و الحاضر ..
تغير الكثير .. و ذلك كان حتميا بالنظر إلى نوع الحياة التي عشتها حتى الآن بعد التناسخ .
لكن في نفس الوقت .. كنت لا ازال محافظا على جوانب قديمة مني لم تتغير قط ..
عميقا هناك بالداخل .. كنت لا ازال اتوق إلى حياتي التي فقدتها تماما دون عودة الى الوراء ..
التفكير بذلك جلب مشاعر لم ارغب بتجربتها ما جعلني اكسر كلماته ببرود ..
“هاي ..”
بنظرة القتل الباردة التي رمقت بها اعدائي دوما .. نظرت اليه ..
“ألم يحن الوقت لتخبرني لماذا أنا هنا ؟”
بمجرد أن طرأت السؤال.. تفاجأ نفسي الآخر للحظة قبل أن يبتسم بحزن مرة أخرى ..
“نفذ الوقت هاه ؟”
“أي وقت ؟”
“أنت الآن على وشك الحصول على اجوبة على البعض من الاسئلة التي حيرتك حتى الآن ”
بمجرد قوله لذلك .. وجدت نفسي مهتما دون وعي ..
“لكنك لست جاهزا لسماعها .. ما يجعلك مضطرا للخضوع إلى ما ينتظرك خلف ذلك الباب ”
“باب ؟” سألت حائرا فإذا بي أتفاجأ من باب غريب ظهر خلف ظهر نفسي الأخرى الذي اظهر ملامح الحزن ..
بنصف ابتسامة … حدقت به ..
“لا يزال هنالك اختبار آخر إذا ؟”
لا شيء جديد .. أنا لم اكتسب شيئا بسهولة قط .. لكن نفسي الاخرى قد زاد حزنا ..
“الأمر مختلف هذه المرة ..”
هو تلعثم بالكلام محدقا بي بحزن ..
“أنت لن تستطيع تجاوز ما يقبع خلف ذلك الباب .. ”
هو احنى راسه بينما ارتعشت اكتافه ..
“لهذا السبب سحبتك إلى هنا .. من فضلك يا فراي ..لا تدخل ذلك الباب ”
مع كل كلمة قالها .. كانت فجوات الباب المغلق من خلفه تتوهج أكثر ..
“لابد من طريقة أخرى .. أنت لست مضطرا لفعلها ..”
“ارجوك .. لا تذهب ”
حانيا رأسه لي .. حدقت بالرجل الذي يفترض به أن يكون أنا ..
رغم أنه حاول ثنيي .. إلا أنه كان قلقا علي حقا .. أستطيع قول ذلك بما أنه كان أنا ..
لكن ..
هو رفع رأسه عندما وضعت يدي على كتفه الايمن مبتسما نصف ابتسامة ..
“آسف ..”
لم اقل شيئا .. لو كان أنا حقا .. فهو يعرف الإجابة ..
بحزن .. هو أومأ ..
“لا مفر هاه ؟”
لم تكن هنالك من طرق سهلة أو ملتوية ..
من أجل الوصول .. انا مضطر لتحمل ايا كان ما يرمونه بوجهي .
و مهما كان ما يقبع خلف الباب ..
فانا مضطر لمواجهته ..
بتلك الافكار .. تقدمت بحزم فاتحا الباب الذي اطرق وهجا ساطعا ابتلعني بداخله ..
نفسي الأخرى قد بقي جالسا مكانه بابتسامة حزينة..
“أنت لن تستطيع الفوز هذه المرة يا فراي ..”
الوهج قد خف ببطء سامحا لي برؤية ما تواجد خلفه..
“الخصم هذه المرة لا يمكن هزيمته ..”
المكان الذي وقفت به كان مألوفا جدا ..
لكن ما جعلني ارتعش لم يكن المكان نفسه .. بل الأشخاص الذي تواجدوا هناك بالداخل ..
“لن تستطيع الفوز .. امامهم هم ..”
ابتلع الظلام الغرفة الاخرى و نفسي القديمة بداخلها ..
بينما اضاءت الغرفة الاخرى التي خطوت بداخلها ..
هناك و بذلك المكان تواجد 4 اشخاص ..
“مرحبا بعودتك ..”
هم قالوا بصوت موحد ..
اما انا .. فقد بقيت واقفا مكاني مصعوقا ..
“ما…ذا ؟”
بطرفة عين شعرت بعقلي يصبح فارغا بينما تلاشى كل شيء ببطء .. كل شيء عني حتى الآن معيدا اياي الى نقطة 0 بعدما هربت الذكريات بعيدا ..
أمام الأشخاص الذين لم يكونوا سوى عائلتي .. العائلة التي جريت خلفها لوقت طويل مطاردا اياها و كأنها سراب ..
جميعهم كانوا هناك ..
بعقل فارغ عجز حتى عن التفكير بشكل صحيح .. قلت بابتسامة لم اظهر مثيلها منذ زمن طويل .. طويل جدا
“لقد عدت ..”
الى المنزل ..
…
…
…