منظور الشرير - الفصل 171
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
سقطت جثة التنين الذي تحول من العدم إلى شكل شبيه بالبشر .
واقفين من حوله ، بالكاد قاوم فراي و من معه الرغبة بالانهيار و التوقف بعدما طرقوا سقف العالم .
ثلاثتهم كانوا مجرد بشر عاديين بدأ عالمهم و انتهى بنفس الأرض التي عاشوا فوقها ..
كارثة البوابات قبل بضع قرون قد فتحت امامهم آفاق جديدة ، لكن محدودة .
بالنسبة لهم ، العالم كان دوما هو المكان الذي عاشوا فوقه فقط ..
لكن الأرض لم تكن سوى نقطة سوداء فوق لوحة عملاقة .
بعدما وطأت اقدامهم ارضا جديدة قابلوا فوقها مخلوقات لم يروا لها مثيلا من قبل .. هاهم الآن يرون شيئا لم يسمعوا عنه سوى بالأساطير ..
“أنا لا أتخيل يا رفاق اليس كذلك ؟ نحن رأينا تنينا للتو ..”
قال سنو و هو يحاول استعاب ما حدث .. خصوصا أن التنين قد أخذ هيأة مشابهة لهم هم البشر ..
“في الحقيقة.. اسمهم البانثيون .. لكنك محق فهذا تنين”
فراي الاعقل بينهم بهذا الصدد تقدم متفحصا ذلك السهم الذي صرع مخلوقا بذلك الحجم قتيلا .
بمجرد محاولته للمس السهم الأسود هو شعر بموجة حادة من الاورا تغلف ذلك السهم .. موجة لم تهدا حتى بعد انهائها لمهمتها ..
فراي من ضغط تلك القوة وحده إستنتج أن مطلقة السهم قد تجاوزت الفئة SS+ بكثير .. ربما حتى ابعد من ذلك …
هو تساءل ..
من هم اولئك الأشخاص ؟ مجموعة غريبة كانت بنفس الجانب مع المهندس ازرق العينين .
فراي أراد الذهاب إليهم و محاولة الحديث معهم على الأقل ، هو حزر انهم يتواجدون بمكان ما بالقرب .. لكن اكتشافهم بمستواه الحالي كان ضربا من الخيال ..
مدركا لذلك .. لم يكن امامه خيار سوى الانتظار إلى أن يقوموا هم باتخاذ الخطوة الأولى .
واضعا تلك المجموعة الغريبة بعيدا .. فراي عاد لرفيقي الرحلة الخاصين به ..
سنو و غوست كانا لا بزالان يحاولان استعاب ما حدث .. بينما تمتما من حين لآخر بالكلمات الجديدة التي خرجت من فم فراي ..
“بانثيون ..”
مواصلين طريقهم داخل الغابة المحترقة التي لم تهدأ نيرانها اطلاقا ..
لم يستطع فراي سوى أن يطأطئ رأسه غير قادر على النظر باعينهما .
بما أنه لم يملك اي حجة مقنعة خلف معرفته هذه بخفايا كانوا يسمعون لأول مرة .. هو لم يستطع سوى أن يعتذر عندما سألوه بالماضي قائلا أنه سيخبرهم عندما يحين الوقت المناسب .
لكن مالذي سيقوله بالضبط ؟ هل سيعترف أنه شخص متناسخ من الماضي بمعلومات عن المستقبل ؟
الامر برمته سخيف جدا عندما تفكر فيه ..
غير قادر على مواجهة اصدقائه بالحقيقة و ضائعا دون طريق عودة فوق أرض اجنبية .. مهددا من قبل كيان هو القوى ..
فوضى ..
فوضى كاملة جعلت فراي متماسكا بالكاد مواصلا رحلته نحو المجهول متبعا طريقا رسمه له شخص آخر..
بأوقات كهذه ، كان يفتقد تلك الاوقات التي ناضل بها وحيدا محاولا العودة لعائلته ..
رغم كل ما واجهه بذلك الوقت … إلى أن هدفه كان واضحا على الأقل على عكس المتاهات التي ادخل نفسه فيها الآن ..
كل ذلك صاحبه شعور غريب تنامى بداخله كلما اقترب من وجهته ..
و كأن عشرات الايادي قد دفعت به نحو الأمام محاولة جعله يسرع أكثر .
“إقتربنا ”
تلك الكلمة الوحيدة التي استطاع قولها لهم حاليا بعدما شعر انه اقرب من أي وقت مدى .
تاركين الحريق المهول خلفهم .. واصل الثلاثي رحلتهم بالغين اعماق الغابة .
بمجرد خروجهم من خط الأشجار الشاهقة هم توقفوا مجبرين من هول المنظر امامهم ..
كم مرة حدث ذلك حتى الآن بهذه الرحلة ؟
فراي خسر العد ، لكن هاهم ذا متجمدين مكانهم محدقين بالأرض السوداء الصلبة امامهم.
فوقها ، انتشرت غمامة من ضباب احمر دموي بعث بهالة مشؤومة دغدغت اجسادهم .
داخل الضباب .. توهجت العشرات .. بل مئات الاعين الوحشية لمخلوقات مشوهة تجولت بدون هدف و شعرها يتطاير عاليا نحو السماء ..
جميعهم كانوا مشابهين لذلك المخلوق الذي واجهه فراي و رفاقه بالبداية ..
“فراي .. لا تخبرني أن ذلك الطريق هو ..”
قال سنو متخوفا ، ليؤكد فراي تلك المخاوف بايماءة متوترة .
“أجل .. ذلك هو طريقنا”
القوة التي حركته .. اشارت للمكان الذي تواجدت به تلك المخلوقات المشوهة ..
“ماذا الآن ؟ بالكاد هزمنا واحدا بالسابق .. اما هذه المرة قيوجد سرب كامل منهم”
الأمر ببساطة مستحيل .. فحتى مايكار فاليريون سيموت لو حاول اختراق مجموعة الوحوش تلك ..
“القتال ليس خيارا ”
اعطى غوست ملاحظة بديهية وافق عليها الاخران على الفور ..
بالعادة ، هو كان سيتبع غريزته التي صرخت عليه بأن يعود ادراجه و يغادر بعيدا .
لكنه يعلم أن ذلك لم يكن خيارا بما انهم مضطرون لاتباع فراي إلى النهاية ..
بتنهيدة ثقيلة وسع غوست ظله بينما دعى كل من سنو و فراي ليقتربا منه .
“خيارنا الوحيد هو محاولة التسلل ”
“هل ذلك ممكن من الأساس ؟”
فكرة التسلل هي خيار منطقي لكن كيف عندما يتواجد المئات من المخلوق الذي مشى على 4 و كأنه حصان من نوع ما ….
غوست كان صريحا هنا ..
“لأكون صادقا فرصنا ضئيلة .. لكنه خيارنا الوحيد”
بقدرات التخفي خاصته ، راهن غوست على التعمق بين تلك المخلوقات ثم الاندفاع من بينهم عندما يتجاوزونهم بفارق كافي .
تلك لم تكن الخطة المثالية ، لكنها الخيار الوحيد .
متبعين غوست الذي نشر هالته المظلمة من حولهم .. تحرك الثلاثي بهدوء محاولين التوغل من خلف ظهر تلك الوحوش الهائلة ..
نطاق غوست المظلم اخفى وجودهم تماما و تلك كانت تكتيكا كثيرا ما استخدمه عندما كان يقوم بعمليات الاغتيال .
لكنه لم يكن مثاليا البتة .. خصوصا عندما يكون الخصم وجودا قويا بحواس حادة .. ناهيك عن انه اخفى 3 أشخاص هذه المرة بدل 1 فقط .
خطوة بخطوة …
اصبح كل متر يقطعونه يبدو و كأنه كيلومترات ..
مسافة طويلة تلك التي اضطروا للمرور عبرها متعرقين بشدة بينما كان صوت خبط الحوافر بالأرض الصلبة هو الصوت الوحيد الذي سمعته آذانهم ..
كل ذلك مصحوبا بغمامة الدم التي حجبت رؤيتهم تماما ..
كلما تعمقوا أكثر .. زادت شدة الضباب الدموي من حولهم لدرجة انهم لم يعودوا يرون اشكال مخلوقات الكابوس من حولهم .. بل فقط ظلالهم و اصوات حوافرهم ..
مستعدين للانطلاق باقصى ما لديهم باللحظة التي يتم كشفهم بها .. هم واصلوا المضي قدما ..
و مر الوقت .. ببطئ شديد .. لكنه مر .
ولم يتم كشفهم اطلاقا …
شاكرين الحظ المطلق الذي سمح لهم بالتسلل هكذا .. شعر فراي ببعض السعادة اللحظية .
سعادة توقفت عندما وقعت عينه بعين أحد مخلوقات الكابوس الشبيهة بالحصان تلك ..
فراي تجمد مكانه ..
هو واثق من ذلك .. فقد تقابلت اعينهم لثانية .. لكن ثانية واحدة هي أكثر من كافية ..
ذلك الشيء قد رآه بوضوح ..
فراي مذعورا كان على وشك دفع رفيقيه للتحرك و بدأ المطاردة .. لكنه لم يفعل .
بل تجمد مكانه متفاجئا من التصرف الذي أبداه ذلك الوحش الهائل .
بدلا من مهاجمته .. هو فقط واصل السير بعيدا غير مهتم لوجودهم من الأساس ..
فراي شكك بحواسه .. لكن غوست و سنو قد احسا بنفس الشيء منذ مدة هم الآخرون ..
“هم يتجاهلوننا تماما ”
“من الصعب تصديق ذلك”
قام غوست بسحب هالته بحذر بينما اقتربوا ببطء من تلك المخلوقات الشاهقة ..
بعد التعطش المرعب للدم الذي ابداه احدهم بالسابق .. هم رفضوا التصديق أن الحاليين لن يظهروا نفس التعطش .
لكنهم لم يفعلوا ..
“وجودنا و عدمه سيان عندهم..”
شعر الثلاثة بالحيرة .. مواصلين طريقهم وسط مخلوقات الكابوس التي تجولت بدون هدف .
بعد السير لمسافة طويلة .. طويلة جدا .
لم تتوقف مخلوقات الكابوس عن التدفق وسط الضباب الدموي الذي زادت كثافته كثيرا ..
اعداد تلك المخلوقات كانت بالآلاف .. و جميعهم قد تجاوزوا الفئة S ..
فراي لم يستطع سوى أن يتساءل .. و نفس السؤال قد تبادر إلى اذهان كل من غوست و سنو ..
“مالذي سيحدث لو أتى جيش كهذا لمهاجمة الأرض ذات يوم؟”
و الاسوء من ذلك ..
جيش بهذا الحجم قد خسر أمام جزء بسيط من قوة الشياطين ..
فراي اتى من أجل الاجابات ..
لكن ما حصل عليه حتى الآن كان اليأس و لا شيء غيره ..
و كأنه لعب لعبة خاسرة منذ البداية .. فراي لم يعد يرا الطريق بعد الآن ..
بمرحلة ما ، تحولت الأرض الصلبة إلى شيء لزج ..
شعروا بأحذيتهم تسحق شيئا ما الآن بينما اصبح الضباب فضيعا لدرجة انهم لم يروا شيئا من حولهم ..
اما ضغط الاورا الملوثة .. فكان التعامل معه لوحده مهمة شاقة دون غيره ..
المشي فوق تلك الأرض اللزجة مصحوبا بالرائحة القذرة التي دغدغت انوفهم ..
فراي لم يستطع سوى أن يتساءل عن ماهية تلك الاشياء التي مشوا فوقها بالضبط ..
محاولا اشباع فضوله .. إنحنى ببطء محاولا التدقيق بمعالم تلك الأرض اللزجة الدموية ..
بفضل اعين الصقر .. هو رأى كل شيء بوضوح ما جعل وجهه يظلم أكثر و أكثر ..
تلك لم تكن ارضا لزجة ..
بالارض السوداء الصلبة لا تزال موجودة بالاسفل ..
ما مشوا فوقه .. كان من لحم و دم ..
زاد التوتر بشكل حاد عندما اكتشف أن تلك لم تكن سوى جثث ..
جثث بالآلاف .. بل أكثر بكثير ..
اجساد مشوهة فُرشت فوق الأرض و كانها بساط من نوع ما ..
كانوا مشوهين جدا بدون جلد .. مجرد لحم مع بعض المعالم الغامضة لاماكن افواههم و اعينهم .
كل ذلك مصحوبا بالضباب الاحمر و الوحوش السائرة من حولهم ..
فراي تساءل … هل دخلوا إلى نوع ما من انواع الكابوس الذي صور الجحيم ؟
فالمكان مناسب ليكون واحدا ..
لحسن الحظ .. كان الثلاثة معتادين على الدم والا لانهاروا منذ وقت طويل .
لكن حتى هم وجدوا كل ذلك كثيرا ..
“فقط .. مالذي حدث هنا بحق ؟”
تساءل سنو بعد رؤيته لأكثر منظر قبيح بحياته ..
“مجزرة ..”
تلك كانت الكلمة الوحيدة التي تستطيع الوصف ..
ابادة جماعية قبيحة شوهت اجساد مخلوقات عاشت حياتها ذات يوم بسلام ..
لم تكن الكلمات كافية للتعبير بعد الآن ، لذلك الاسراع من أجل الخروج من ذلك الجحيم كان الخيار الامثل ..
محاولين التقدم ..
تواصلت المفاجآت عندما لم يستطع فراي الحركة بعدما تشبث شيء ما بساقه ..
مذعورا هو نظر ناحية الأسفل ليجد زوجا من الايادي تمسك بساقه .. بينما اطلقت الجثة تحته صوت تأوه هش ..
فراي سارع على الفور لركل الجثة بعيدا ، لكن الوضع تحول إلى كابوس حقيقي عندما بدأت كل الجثث من تحت اقدامهم ترتعش .
متسلحين و خائفين من أن يتعرضوا للهجوم من ذلك العدد الهائل.. من اشياء ظنوا انها ميتة ..
استعد الثلاثة للقتال ..
لكن الهجوم الذي توقعوه لم يأتي اطلاقا ..
بل تأوهت تلك الجثث زاحفة .. محاولة الهرب ..
“الرحمة ..”
قالت الجثث بصوت واحد ..
“الرحمة .. أرحمنا . ”
تلك الاشياء طلبت الرحمة ..
فراي امسك على الفور باحدها الذي تشبث بساقه محاولا معرفة ما كان يحدث وسط كل ذلك الجنون الدموي ..
“مالذي حدث ؟!”
هو سأل بينما بكت الجثة التي تم سلخ جلدها ..
“هوف .. شر هظيم .. كابوس .. وحش بين الوحوش .. هو فعل بنا هذا ”
ايا كان الشيء بين ذراعيه .. فقد عانى لدرجة أن فراي قد احس بألمه من بضع كلمات ..
“الرحمة … الرحمة ..”
عم الضجيج و الصخب المكان بعدما استيقضت كل تلك الجثث من العدم محاولة الهرب مذعورة .. لدرجة أن الهدوء قبل بضع دقائق بدا و كأنه وهم الآن ..
ذلك الشيء ذكر شرا عظيما ..
“من هو ؟” سأل فراي ..
“من فعل هذا ؟!”
أي شيء دفع بهم لهذه الحالة المزرية ..
سؤاله تم الايجابة عنه عندما تأوه المخلوق المسكين ..
“لورد المقابر”
هو مجددا ..
لعن فراي بينما زاد صوت الصراخ من حوله ..
الجثة بين يديه بكت أكثر و أكثر ..
“لقد انتظرنا لوقت طويل .. طويل جدا .. منتظرين عودته .. لكنه لم يعد قط ”
بمرحلة ما .. تحولت دموع تلك الجثة إلى دم بينما رثى نفسه ..
“لذلك اختار الكثير منا القتال بدل الانتظار .. لكن كل ما انتظرنا هو مصير اسوء من الموت ..”
فراي بالكاد كان قادرا على التقاط كلمات الجثة وسط كل ذلك الصراخ و حث كل من سنو و غوست له بالمغادرة سريعا ..
“تنتظرون من ؟!”
صرخ بكل ما لديه محاولا الحصول على صورة على الأقل لما حدث ..
“ملكنا ”
اجاب الجثة .
“لكنه لم يعد قط .. لم يكن يجب علينا الخروج من أراضي التاج .. فهي الملاذ الوحيد بعيدا عن براثن لورد المقابر”
بمجرد ذكر اسمه مرة أخرى ..
انتشر ضغط مروع ..
ضغط اورا لم يشعر به لا فراي .. ولا سنو من قبل ..
ضغط مروع جعل انفاسهم تنقطع ..
“آه .. فات الاوان”
قالت الجثة ..
“هو هنا بالفعل”
تلك الكلمات سقطت كالصاروخ مزعزعة نفوسهم رفقة ذلك الضغط الخانق الذي زاد بمعدل مرعب ..
شيء ما كان يتجه نحوهم ..
شيء مروع ..
“فراي!!”
صرخ سنو و غوست بوقت واحد محاولين دفع انفسهم من اجل الهرب ..
الهالة القادمة كانت شيئا آخر تماما ..
“إخرسا !!”
فراي بتعبير مرعب على وجهه صرخ بينما سحب سيوفه مطلقا هيأة الدم المصحوبة بكل قدراته ..
مستعملا التعالي و قوته الكاملة ..
فراي سحب اكبر قدر ممكن من القوة شافطا مياه بحر الاورا بداخله ..
كل ذلك حدث بالوقت الذي بدأت الأرض تهتز من تحت اقدامه ..
هو كان قريبا منهم ..
الوقت داهمهم ..
فراي على الفور صرخ على سنو و غوست ليستعملا قدرة هذا الأخير من أجل القفز لظله ..
نظرا لهول الموقف … لم يجادل الاثنان حتى ..
بوجودهم داخل ظله ..
صر فراي اسنانه مستعدا لما هو قادم بينما توهج جسده بعنف ..
تحقق اكبر مخاوفه .. و العدو الذي لم يرد مواجهته قد كان قادما ..
بالتالي لم يستطع سوى القيام بشيء واحد…
و هو الهرب ..
ثانيا جسده متخدا وضعية المتسابقين .. انتشرت الاورا داخل اقدام فراي عندما صرخ بكل ما لديه ..
“الإنبعاث !!!”
مطلقا الانبعاث هذه المرة .. لكن ليس من سيوفه .. بل اقدامه ..
مفجرا اياهم تماما .. زلزلت الأرض بموجة من الاورا البنفسجية عندما قذف فراي ستارلايت بنفسه بعيدا مثل الصاروخ محاولا الابتعاد قدر الامكان ..
الأرض التي وقف فوقها قبل قليل قد تحولت لحفرة من الدمار بينما تم محو كل تلك الجثث المتأوهة من الوجود ..
اما فراي ، فلم يكن بأي مكان يمكن رؤيته من قريب ..
بعد تفجير اقدامه .. مقاوما الالم الحاد الذي ضرب عقله .. فراي واصل الطيران من شدة اندفاعه مخترقا كل شيء امامه .. لدرجة انه دمر الصخور و الجبال و كل شيء ..
إلى أن توقف اخيرا على بعد مسافة مرعبة من مكان اقلاعه ..
ساقطا ارضا .. فراي تنفس بصعوبة بأقدام تحولت لعجينة دموية ..
وجهه لم يعرف الراحة اطلاقا خصوصا أن تلك الهالة المهددة من السابق كانت لا تزال تقترب ..
أيا كان ذلك الشيء .. فهو لا يزال يتبعهم بجنون ..
سنو و غوست خرجا على الفور من الظل ..
منظر فراي اصابهم بالقلق .. لكنهم لم يمتلكوا الوقت لذلك حتى ..
هذه المرة .. قام سنو بحمل كلاهما مستعملا كل قوته ..
“خطوة الفراغ !”
مستعملا كل قوته ..
بدأ سنو يختفي ثم يظهر بعيدا مكررا العملية بجنون محاولا الهرب بكل ما لديه ..
“خطوة الفراغ !!”
كم عدد الكيلومترات التي قطعوها ؟
هو تساءل ..
لكنه كان يعلم شيئا واحدا فقط ..
لا يجب ان يتوقف ..
الضغط جعل قلبه يريد الخروج من صدره بينما احس بشيء لم يحس بمثيله منذ وقت طويل ..
الخوف ..
خوف شديد ..
“خطوة الفراغ !!”
أشد رعبا من أي شيء واجهه بحياته ..
وحش بين الوحوش ..
“خطوة الفراغ!!!”
واصل سنو الاختفاء و الظهور بشكل متتالي ابعد .. و ابعد ..
هو لم يرد أن ينظر للخلف ابدا ..
لو فعل .. لرأى الارض عندما اسودت أكثر و أكثر ..
بينما مات كل ما هو حي .. بعدما وصل ما يرمز له بالموت .
“خطوة الفرا …
كان سنو على وشك ان يخطو ..
لكنه توقف مكانه …
فراي و غوست اللذان كانا معه تجمدا هما الاخران ..
شاعرين بحبات العرق و هي تتدحرج فوق جلودهم .. هم لم يستطيعوا القيام و لو بحركة ..
الضغط الخانق قد اختفى ..
لكن الرعب كان أكثر من أي وقت مضى ..
خصوصا بوجود ذلك الظل الذي تضخم تحت اقدامهم .. ظل شيء وقف خلفهم .
بتردد ..
*ضرب*
*ضرب*
*ضرب*
اصبح صوت نبضهم مسموعا لهم بوضوح ..
بحذر شديد هم نظروا للخلف ..
بمجرد قيامهم بذلك .. سمع ثلاثتهم صوت هسهسة حادة ..
ما وقف هناك .. كان شيئا يتجاوز عقولهم تماما ..
مغطى بعباءة مظلمة من الاورا شديدة القوة .. بوجه على شكل جمجمة من العظم .. فجوات اعينها اطلقت ضوءا احمر مشؤوما .. اطل بهم آخر خصم ارادوا مواجهته ..
شعر الثلاثة بالموت يدنو اليهم عندما مد لورد المقابر يده نحوهم ..
لم يستطيعوا الحركة حتى ..
فراي بالكاد حافظ على اعصابه عندما ظهر امامه الرتبة السادسة من المقاعد العليا ..
لورد المقابر .. اسموديوس .
…
…
…