منظور الشرير - الفصل 166
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت –
شعرت أن كل اعضاء جسدي قد توقفت عن العمل دون سابق إنذار ..
متى حدث ذلك ؟
أقسم أنني كنت اجلس مع آدا قبل قليل ، فقط أنا و هي نحضى بوقتنا العائلي المميز دون أي تدخلات خارجية .
كنت قريبا ..
قريبا جدا من تحقيقها .. تحقيق تلك الحياة التي ارادها والدي مني ذات يوم .
لقد عشت بالماضي و كنت املك كل شيء .
ثم بدأت من ال 0 داخل هذا العالم و بدات اجمع كل تلك الاشياء من جديد ، كان الامر صعبا لكنني نجحت ..
إذا لماذا ..
واقعي تحول لرمادي .. كل شعرة فوق جلدي قد وقفت منتصبة و كأن صاعقة قد سقطت فوق رأسي .
جسدي لم يرد التوقف عن الارتعاش بينما اهتزت شفتي السفلية دون توقف من شدة الرعب ..
كنت قريبا جدا .
إذا لماذا ؟
شعرت باليأس و أنا انظر إلى آدا .
“لماذا تنظرين إلي بتلك الاعين ؟”
أعين حمراء زاهية كانت اللون الوحيد داخل هذا العالم الرمادي .
“مرحبا .. فراي ”
الصوت كان صوتها .
صوت اختي ، لكن الهالة الطاغية التي جعلت صدري يحترق و قلبي ينفجر لم تكن هالتها .
لقد عرفت هويته بالفعل .. لذلك مرتجفا كل ما استطعت قوله كان شيئا واحدا .
“لماذا ؟”
لماذا أنت هنا الآن ؟
آدا بتلك الابتسامة الهادئة و الاعين الحادة جلست بهدوء فوق كرسيها و كأنه عرش خيالي .
“لماذا ؟ هل حقا تسألني هذا يا **** ”
الكيان الوحيد الذي لم اتحمل العبث معه أو التواصل معه بأي شكل من الأشكال .. ذكره لإسمي القديم قبل التناسخ لم يساعد سوى بجعلي اصاب بالغثيان .
الهالة التي سحقتني لم تكن و لو 1% من هالته الحقيقية .. هو كان بعيدا جدا .. و فقط تلبس جسد آدا ، حتى بقوتي الحالية .. انا بالكاد تنفست امام حضوره المزيف هذا .
“لماذا … أنت هنا ؟”
مالذي تريده مني ؟
أردت قول الكثير ، لكن الارتعاش الذي لم يرد التوقف ، و تنفسي غير المنتظم منعاني بشدة .
لكنني أردت أن اعرف ..
لماذا قرر ملك الشياطين الجبار .. اغاروث أن يزورني الآن ؟
متلبسا جسد آدا ، هو وضع ساقا فوق ساق بينما إتكأ على مسند كرسيه بيد واحدة و إبتسامته تلك لا تفارق وجهه .
“مالذي تفعله .. يا **** .. لا .. بل فراي ستارلايت .. هذا ما أريد أن أعرفه”
سألني سؤالا لم افهم مغزاه لا من بعيد و لا من قريب ..
“مالذي ..هووف .. تعنيه ؟”
قاومت الرغبة لكي لا اركع مقاوما ذلك الضغط المميت الذي جعلني ارغب بالبكاء ..
“لا تعلم هاه ؟”
تنهد اغاروث ..
“حياة عادية .. اصدقاء عادييون .. عائلة عادية .. ”
قال اغاروث ثم اشار إلي..
“شخص عادي .. منذ متى أصبحت شخصا قبيحا للعين ؟ فراي ستارلايت ”
ابتسامة اغاروث كانت تتلاشى ببطء .. اما أنا فلم افهم شيئا .. رأسي كان فارغا جدا .
“مالذي تتحدث عنه ؟”
أي هراء هذا الذي كان يحدث حاليا .
اغاروث تنهد بينما وقف من جديد .
“فراي ستارلايت ، حتى الآن.. مصير قوي كان يقودك .. مصير تشابك مع أقدار العديد من الاشخاص .. حتى أن ضوءك قد بلغني .”
اغاروث تحدث بامور لا افهمها بينما واصل السير حول الغرفة .
“لأكون صادقا ، فنضالك البائس ذاك من أجل عائلتك رغم أنه كان سخيفا .. إلا أنه مثير للإهتمام بنفس الوقت .. كانت مشاهدة صراعاتك تلك امرا ممتعا حقا بينما رأيتك تنمو من حشرة صغيرة الحجم إلى حشرة اكبر قليلا ..”
اغاورث كان يتكلم كثيرا هذه المرة ..
كثيرا جدا مقارنة بآخر مرة ..
اما انا … راكعا ارضا بينما هدد قلبي بأن يخرج من صدري .. تمنيت فقط ان يتوقف .
اغاورث وقف أمامي و هو ينظر إلي من الأعلى .. تلك النظرة جعلتني ادرك كم كنت صغيرا .
صغيرا جدا ..
“مما أراه ، لم يعد لديك ما تقدمه بعد الآن .. فراي ستارلايت”
كلماته ازعجتني بشدة ..
عرض ؟ نضال ؟ شخص قبيح للعين ؟
هل كان يراقبني طيلة هذا الوقت ؟
المهندس .. ويسكر .. اغاروث ..
كل هذه الكيانات تلتف من حولي .. من أجل ماذا ؟
“هل أنا .. ”
كل ما عانيته حتى الآن ..
كل ذلك الدم ..
كل تلك الدموع ..
“هل انا مجرد عرض ؟”
مجرد شيء تافه ؟ تشاهدونه هناك من الأعلى لقتل الملل ؟
شيء تافه تستمتعون برؤيته يعاني ؟
اغاروث بابتسامته تلك انحنى لي مستخدما جسد آدا .
“هذا صحيح ، فراي ستارلايت … أنت كنت حتى الآن مصدر تسلية لا يفشل بإبهاجي ”
قال اغاروث بينما تركت ارضا عاجزا عن قول أي كلمة .
“كل قتال خضته ، و كل معركة ..و كل ثانية عشتها حتى الآن ، كنت هناك معك اراقبك عاقدا آمالا كبرى عليك .. لكن مالذي فعلته أنت ؟”
آغاروث زاد من شدة نبرته ..
“عائلة .. اصدقاء .. هراء .. إسمع جيدا يا فراي ”
هو أمسك بتلك السكين الحادة من السابق ..
“حياتك ، تعتمد على ما ستقدمه من الآن فصاعدا .. هذه السعادة التي تعيشها الآن ، هذه الحياة التي جاهدت من أجل بنائها ”
اغاروث وضع تلك السكين على رقبة آدا بسرعة خاطفة جارحا اياها ما اسال دمها بينما ابتسم اغاروث .
“لا !!”
بالكاد صرخت من مكاني بينما ضحك اغاروث ..
“كل ما هو عزيز على قلبك .. عائلتك .. اصدقاءك .. كل شيء أستطيع انهاءه بلحظة واحدة .. اظننت انني لن اصل اليك فقط لأنني محتجز بعيدا عنك ؟”
تهديداته ضربت عميقا رفقة ذلك الضغط ما جعلني اكاد انفجر .. عضضت شفتي بشدة لدرجة ان الدم لم يتوقف عن التسرب منها بينما سألت ..
“لماذا أنا .. لماذا جميعكم تصرون علي أنا!”
صرخت .. بل حاولت الصراخ .
لكن اغاروث لم يتجاوب .
“من أنت ؟ ”
هو سأل .
كنت على وشك فتح فمي لكنني تجمدت ..
ما هي الإجابة ؟
فراي ستارلايت ؟
مؤلف بشري عادي ؟
ماذا بالضبط ؟
اغاروث رأى إرتباكي .
“فالتلم حظك ، أو لُم نفسك … لا يهم ، لكن تذكر ..”
حاملا ذلك الخنجر بيد آدا و اعينه الحمراء امام عيني واصل سحقي .
“أنا موجود دوما .. اينما ذهبت و اينما إختبأت ، سأجدك دوما .. لذلك يستحسن أن لا تخيب ظني مرة أخرى .. والا ..”
صفق اغاروث .
“ينتهي العرض مبكرا ”
تلك كانت طريقته ليخبرني .. أنه قادر على قتلي بأي وقت يريد ..
“الوداع .. فراي ستارلايت ، أتطلع لما ستقدمه مستقبلا ”
و كأنه يودع حيوانا اليفا يلاعبه بأي وقت يشاء .
اختفى الضغط ، بينما عادت الالوان التي سلبها وجوده ..
تلك الاعين الحمراء عادت إلى سوادها المعتاد بينما إستيقظت آدا ممسكة برقبتها بعدما احست ببعض الالم من مكان الجرح .
متفاجئة ، القت بنظرة علي عندما لم تفهم ما حدث و كيف اصيبت بالضبط .
“فراي ؟”
نطقت اسمي ..
لكنني ساقطا ارضا ..
دفنت رأسي داخل الأرض بينما بالكاد توقف الارتعاش ..
آغاروث ..
شددت قبضتي إلى أن سالت الدماء ..
كيف نسيت ذلك ؟
ذلك المخلوق اللعين ..
ملك الشياطين يمتلك قدرات لا متناهية .. من بينها هو يملك قدرة التلبس اللعينة تلك التي تجعله يستطيع السيطرة على جسد أي شخص كان دون فئة معينة ..
فئة لم يصل لها أي شخص فوق هذا الكوكب .. بمعنى آخر ..
اغاروث يستطيع السيطرة على أي بشري يريد دون مشاكل ..
هو حقا يستطيع قتل كل من أحبهم بسهولة و دون أن يحرك إصبع ..
“فراي ؟! مالذي حدث ؟!”
امسكت آدا بي بعدما رأت حالتي المزرية ..
لكنني لم اكن قادرا على النطق بأي كلمة .
مالذي يفترض بي فعله الآن ؟
تساءلت .
لماذا هذه الكيانات شديدة القوة تهتم بي لهذه الدرجة ؟
مالذي يرونه بي ؟
بالكاد واجهت ذلك الشيء داخل سانسا الذي إحتوى على جزء بسيط من قوة الرتبة الاعلى الثالثة .. ناهيك عن أن احلم بمواجهة الحقيقي ..
مالذي يعتقدون أنني قادر على فعله ..
“اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة . اللعنة !!!!!”
ضربت الارض بينما شعرت بنفسي اكاد اجن .
مالذي يريدونه مني ؟
لماذا أنا ؟
لماذا الآن ؟
عندما اقتربت ..
عندما ظننت أنني وجدتها ..
لماذا الآن ؟!!!
هل أبكي ؟ أم اضحك ؟ مالذي يفترض بي فعله و أقوى رجل بهذا العالم يضع سيكنا حادا فوق رقبتي ؟
أنا لا أستطيع تخيل هزيمته حتى بأجمل أحلامي ..
فكيف تريد مني النهوض ضده بكابوس الواقع هذا ؟
لعنت بشدة… حطمت الأرض برأسي عندما وصلت لطريق مسدود ..
آدا حاولت مواساتي لكن دون جدوى ..
لا شيء أستطيع فعله ..
ليس امامه ..
ليس عندما يكون الخصم اغاروث ..
بأعين ميتة .. حدقت بالارض ..
هو يعرفني جيدا ..
يعلم انني أريد الموت .. لذلك هو لم يهدد بقتلي قط .
بل هددني بمن هم حولي ..
دون وعي مني وجدت نفسي أضحك على تلك الحالة المزرية ..
“لا فائدة ..”
هذه هي النهاية ..
تلك كانت افكاري .. التي سيطرت علي قبل أن يظهر ذلك الاشعار العاجل أمام عيني ..
النظام انفتح لوحده بينما ظهرت الكتابة الحمراء التي لم أراها من قبل أمام عيني ..
عندما قرات اول كلمتين من ما كتب وجدت نفسي متعجبا مما قرأت ..
“مهمة طارئة ”
مهمة لم اراها من قبل ..
حتى الآن لم احصل سوى على المهام الثانوية .. الرئيسية .. و واحدة نهائية .
لكنني لم ارا يوما مهمة طارئة .
النظام كان على وشك الانفجار بوجهي ..
و كل ذلك جاء كرد على الظهور المفاجئ لاغاروث ..
و كأن المسؤول عن هذا النظام اللعين لم يتوقع ما حدث ..
لذلك ها هو ذا يصدر لي هذه المهمة ..
‘ مهمة طارئة : العودة إلى طائفة الظلال ‘
شروط : إحضار قوة كافية معك .
جائزة : لا شيء .
عقوبة : موت آدا ستارلايت ، دانزو .. سانسا الخ ..
المهلة : 3 أيام .
مهمة لعينة فرضت علي الذهاب إلى طائفة الظلال ..
ضحكت بجنون عندما قرأت بنود تلك المهمة ..
خصوصا عندما رأيت العقوبة ..
اصبحوا جميعا يعلمون الآن .. أن موتي لم يعد تهديدا كافيا ..
جميعهم اصبحوا يستعملون الناس من حولي من أجل تحريكي ..
اغاروث ..
المهندس ..
ما أنا سوى مجرد قطعة تتحرك على اهوائهم … يلعبون بها كما يشاؤون ؟
ارغب أحيانا بضرب رأسي مع الحائط كلما افكر بهذا ..
عاجزا عن فهم سبب اهتمامهم بي لهذه الدرجة .
اغاروث اقتحم المكان دون مقدمات .
أما المهندس الذي كان يعرف كل خطوة اخطوها لم يتوقع ذلك .. لهذا بادر باصدار هذه المهمة كرد .
أبعدت آدا بينما زحفت بعيدا متكئا على الحائط محدقا بالسقف .
شعرت بمئات الخيوط تحرك جسدي ، متصلة به مقيدة اياه بينما لم يكن لي أي حول ولا قوة للتعامل معها .
لم املك الخيار حتى ..
اغاروث يريد عرضا جيدا ..
المهندس يريد مني العودة إلى طائفة الظلال .
لكن مالذي أردته أنا ؟
ذلك لا يهم ..
لا خيار لدي سوى الامتثال .. و إتباع ذلك الطريق الذي رسمه لي غيري ..
جاهلا بكل شيء ..
سأستمر بالنضال .. حتى النهاية .
…
…
…