منظور الشرير - الفصل 165
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 165 – نقطة التحول
محيط .. مظلم جدا و واسع جدا ..
هو غرق ببطء داخل تلك المياه الباردة التي سلطت ضغطا هائلا على جسده ذاك .
فراي ستارلايت الذي كان نائما بسلام قبل لحظات بينما تغدمته تلك المياه الموحلة ، فتح عينيه اخيرا .
لكن ما إعتلى وجهه كان هدوءا تاما .
“أعرف هذا المكان ..”
قال فراي بينما ابتسم بضعف .
لقد اتى إلى هذا المكان عدة مرات ، ذلك يحدث عندما يوصل نفسه إلى مرحلة قريبة من الموت دوما بعد قتال صعب .
لربما تفاجأ عندما حط الرحال هنا أول مرة ، لكن ليس بعد الآن .
هو فقط بقي ساكنا ينتظر بهدوء ، فالعامل المشترك بين كل تلك المرات هنا ، كان حقيقة أنه ينجو دوما بالنهاية .
“لم أستطع الموت مرة أخرى ..”
بصراحة ، هو أراد الموت هذه المرة حقا .
بعد كل شيء ، الموت في سبيل انقاذ الأميرة رفقة آلاف الارواح الأخرى داخل الإمبراطورية .
ذلك سبب كافي لكي يرمي بحياته التي وهبها له والده .
على الأقل ، هو يستطيع مواجهته بعذر كهذا .. فهو لم يتخلى عن حياته بدون معنى رغم أن تلك الإجابة لم تكن لترضي ابراهام ستارلايت ، لكنها سترضيه هو على الأقل..
لم يكن سيشعر بالذنب لو مات الآن ، لكنه حرم من الموت مرة أخرى .
في الحقيقة ، الموت الآن اصبح مهمة اصعب من الحياة نفسها .. لن يستطيع الموت و تلك القوى من الأعلى ترغب أن يعيش ..
منذ البداية ، حياته لم تكن ملكا له ليفعل بها ما يشاء ، بل كان مجرد مؤلف ضائع داخل متاهة صممها اشخاص اخرون بمعلومات أنشأها بنفسه .
فراي ستارلايت لا يزال لا يعلم المعنى من هذه الحياة ، ولا السبب الذي يستحق أن يواصل من اجله .
لكنه ترك امواج المحيط تجرفه كما ارادت ، إلى أن يصل إلى النهاية التي دعا أن تكون قريبة ..
بمجرد تفكيره بتلك الافكار ، سطع ضوء اعماه بينما تم سحبه بالقوة من الخيال عائدا على الواقع .
…
…
…
فتح فراي أعينه بينما شعر بصداع شديد .. كان هنالك احساس خفيف بالالم يصدر من اماكن مختلفة من أنحاء جسده لكنه لم يكن بالشيء الذي لا يستطيع تحمله .
هو تواجد الآن بغرفة لم يراها من قبل فوق سرير واسع و سقف جديد تماما .
أما بجانبه ، جالسة فوق كرسي خشبي جلست فتاة مألوفة حدقت به متفاجئة قليلة باستيقاظه المفاجئ عاجزة عن قول كلمة .
“سانسا ..”
قال فراي بينما تنهد عندما اكتشف أنه انهى مهمته بنجاح و لم يذهب كل شيء هباءا .
سانسا فكرت بالعديد من الكلمات التي يمكنها قولها له ، فكرت بأن تعتذر اولا ، او تشكره .. أو شيء ..
لكن بدلا من ذلك قررت الابتسام ..
“مرحبا بعودتك ”
فراي رفع جسده الذي لفته الضمادات من كل مكان .
“مرحبا بعودتي .. تقولين ، فقط كم بقيت نائما لتستقبليني بهذه الكلمات ؟”
سأل فراي ضاحكا بينما اجابت سانسا بقلق من أن يكون فراي لا يزال مصابا .
“أسبوع .. هذا اليوم الثامن ”
“تشه .. لم احطم الرقم القياسي ”
اطول مدة غاب بها فراي كانت شهرا كاملا و قد حدث ذلك نتيجة قتاله لعائلة مونلايت .. أما أن الأمر كان اسهل هذه المرة ، أو أنه أصبح أكثر قوة ببساطة .
فراي أعاد إنتباهه لسانسا التي جلست مترددة امامه وقد طرأت عليها العديد من التغييرات .
“سيكون عليك فعل شيء ما بشأن ذلك الشعر .”
قال فراي مبتسما و هو يشير لشعر سانسا الأسود الجديد ..
“أيضا اعينك .. حسنا ربما ارتداء عدسات سيساعد ؟”
الأميرة ببشرة أكثر بياضا و شعر أسود طويل ، بالاضافة إلى اعين مظلمة لم تعد شبيهة ابدا بالاميرة التي عرفها الناس ..
فراي لم يمانع التغيير ، لكن الناس من حولها سيفعلون بما انها اميرة .
هذه الأخيرة هزت راسها ..
“لا بأس ، انا راضية بما لدي الآن ..”
سكت فراي لبعض الوقت ، قبل أن يومئ .
“فهمت ، تقبلت نفسك إذا ”
ردا على ذلك ، بسطت سانسا يدها اليمنها لتشتعل نار سوداء داخل تلك اليد .
“أجل” هي قالت .
لقد تقبلت نفسها تماما ، و اصبحت تستطيع السيطرة على قوتها تماما الآن .
ضربة فراي النهائية قتلت الشيطان بداخلها تماما ، لكن ذلك القدر من القوة المقدسة لا يكفي أبدا لتدمير قوة ظل الملك التي كان مصدرها ملك الشياطين نفسه ..
بالتالي ظلت القوة موجودة داخل سانسا بينما اختفت تماما تلك الارادة التي سيطرت عليها .
“شكرا لك .. فراي .. حقا .. حقا ، شكرا على كل شيء ”
أي من هذا لم يكن ليحدث لولاه و هذا كان امرا مسلما به .
فراي نهض من مكانه بينما اشار لسانسا أن توقف الرسميات .
“لا داعي لشكري ، فقط عيشي حياتك فحسب كما اردتي دوما ”
“سأفعل .. لكن ذلك لا يغير من حقيقة انك قمت بانقاذي ” قالت سانسا بينما ابتسم فراي بخبث .
“أليس هذا هو الجزء الذي تقع فيه الأميرة بحب البطل بعد انقاذه لحياتها ؟”
سانسا ضحكت بمجرد سماعها لذلك .
“هل يفترض بك أن تكون البطل بهذه الحكاية ؟”
فراي هز كتفيه ..
“أبدا ، انا لست مناسبا لاكون البطل .. انقاذ الناس و قول الكلمات المنمقة لا يناسبني اطلاقا ”
كيف تخرج الناس من الهاوية عندما تكون غارقا داخل هاوية أكبر من خاصتهم .
سانسا ضحكت بينما تذكرت ما حدث اثناء المعركة .
“حسنا ذلك لا يناسبك بالفعل ، اتذكر كلامك لي عندما حاولت جعلي اقاوم الشيطان ؟”
سألت سانسا بينما ادعى فراي الجهل .
“لا أذكر ”
“حقا ؟ لان نصف كلامك كان إما “سحقا لك ” أو مفردات أخرى لم استطع فمها لكنها بدت كإهانات ..”
فراي بالتأكيد يذكر .. محاولا النجاة تحت ذلك القصف بينما كان مضطرا لقول شيء ما يشجع سانسا لكي تعيش .. ذلك كان مزعجا له لدرجة أنه كان يدس نوعا ما من السب وسط كل جملة قالها .
“آسف لم اجد أي بطل مناسب بالجوار ليتولى هذا الدور بدلا عني ”
على الارجح ، سنو ليونهارت كان ليبلي بشكل أفضل ..
“لم يكن الأمر لينجح لو كان شخصا آخر”
سانسا قاطعته.
“أنا نجوت .. لأن البطل الذي اتى كان أنت .”
حدق فراي و سانسا ببعضهما لثانية ..
فراي سارع على الفور قاطعا المزاج الغريب بينهما على الفور .
“أين انا الآن ؟”
تلك الغرفة لم تكن مألوفة له باي شكل من الاشكال .
“نحن لا نزال بداخل قلعة القمر .. ما تبقى منها على الاقل ”
تلك القلعة المهيبة قد تحولت إلى رماد و بالكاد نجى جزء صغير منها .. منزل الاميرة اصبح مجرد قطعة خراب .
“أنا امضيت اسبوعا كاملا فوق سرير الأميرة إذا .. ياله من امتياز ”
قال فراي بينما فُتح باب الغرفة بشكل مفاجئ.
الذي ظهر من ذلك الباب كان رجلا بالكاد رأى وجهه بسبب ارتدائه لذلك القناع على الدوام .
“هل قاطعت شيئا ما ؟ ” هو قال آخذا بنظرة على الاميرة و فراي .
“اوليفر خان .”
جاء رفيق المعركة الذي قاتل بجانب فراي .. كان اوليفر كالعادة تماما ما عدا ذراعيه التي تم لفهما داخل جبيرة عملاقة .
“ارى انك بخير .. لورد ستارلايت”
قال اوليفر بينما ركزت أعين على تلك الذراعين .
“ذراعك ؟”
اكبر ضرر بتلك المعركة تلقاه أوليفر بسبب حمايته لفراي من تلك الضربة القاتلة .. فراي كان بخير مع فكرة أن يضحي هو بنفسه .
لكن ليس أن يضحي الآخرون بانفسهم من اجله ..
كان يملك دينا كبيرا يحتاج لتسديده لوالده بالفعل ، إضافة اشخاص اخرين لذلك الدين لم تكن شيئا ارداه .
لحسن الحظ اوليفر خان طمأنه .
“لا داعي للقلق ، بالكاد تمكن كهنة الكنسية من اعادة ذراعي لكنني نجوت لاقاتل ليوم اخر .. رغم انهم لن يعودوا كما كانوا بالماضي ”
تنفس فراي الصعداء عندما علم أن الوصي الاعظم لم يصبح معاقا بسببه ..
“ما الاوضاع ؟”
سألت سانسا بينما سحب اوليفر كرسيا جالسا بجانبهم .
“المعركة الاخيرة خلفت ضجة كبيرة ، و اصبح سر امتلاك سانسا لقوة شيطانية امرا معروفا الآن ”
قال اوليفر بينما ضيق في فراي حاجبيه ..
“مالذي سنفعله الآن اذا ؟”
سؤال فراي كان بمحله .. فالوضع لم يكن بتلك البساطة .
“هناك الكثير من الكبار يطالبون بقتل سانسا .. معتبرين اياها قنبلة موقوتة ..”
“لكنها تسيطر على قوتها الآن .. هي لم تعد خطرا .” قال فراي بينما أومأ اوليفر .
“أجل هذا صحيح ، لكن لا دليل على ذلك .. خصوصا بالتغييرات التي طرأت عليها ”
حدق اوليفر باسانسا التي تحولت لشخص آخر تماما .
“لن يصدق الآخرون كلامنا اطلاقا ”
“فاليذهبوا للجحيم إذا” تذمر فراي ، بينما شد سانسا قبضتيها .
“لا بأس .. إنه دوري للقتال هذه المرة ، سأتولى الأمر ”
بمجرد قولها لذلك ، قام اوليفر بوضع يده المجبرة فوق رأس سانسا بلطف ..
“لا لن تفعلي ، لقد قاتلت بما فيه الكفاية بالفعل ..”
“لكن ..”
“لقد توليت الأمر بالفعل ..” قال اوليفر .
هو اخذ دقيقة صمت قبل أن يعود لفراي .
“الأميرة قد خسرت رسميا سباق العرش ضد إيغون و تم تجريدها من كل القابها .. بالمقابل ، هي ستعيش كشخص عادي داخل المعبد .. ”
أوليفر سرد الوضع الحالي عليهم معتذرا ..
“آسف ، لكن هذه كانت الطريقة الوحيدة لتركها تعيش ”
اعتذر اوليفر لكن سانسا ثنته عن ذلك على الفور .
“لا تعتذر .. فأنا من يجب أن افعل ”
أوليفر خان .. كان الشخص الوحيد الذي قاتل من اجلها منذ البداية و حتى الآن.. مضحيا بكل شيء جاعلا من نفسه خادما لأكثر شخص إحتقره بهذه الحياة .
شخص كهذا قدم كل شيء بالفعل لا يستحق أن يعتذر هكذا ..
لا أحد يعلم أي وجه هو صنع تحت قناعه .. لكن لابد أنه كان شيئا يستحق النظر إليه حقا .
“أتعلم يا فراي .. أنا حقا شعرت بالسعادة قبل قليل ..”
قال اوليفر الذي عاد لفراي .
هذا الأخير سأل متحيرا ..
“سعادة ؟”
أومأة اوليفر .
“أجل … لانك قلت “مالذي سنفعله الآن ؟” و لم تقل “مالذي ستفعلونه ؟”..
لم يقل فراي شيئا بينما بل تفاجأ باوليفر الذي انحنى له و كأنه ملك من نوع ما .
“ارجوك .. فراي ستارلايت ، أنا لا أستطيع التواجد بالقرب دوما .. ستكون الأميرة وحيدة داخل المعبد عندما انشغل بخدمة ذلك الملك الفاسد .. لذلك من فضلك .. لا أسألك أن تبقى ملتصقا بها لكن على الاقل و اذا وقعت بمشكلة ما ، انقذها لمرة ”
اوليفر خان ، مقاتل في الفئة SS منحنيا له بتلك الطريقة .. فراي تنهد بينما تراجع للخلف دون وعي منه .
لم يسعه سوى الابتسام ..
“بقوتها تلك ؟ انا من سيتم انقاذه لا هي ..”
كانت إجابة لم يتوقعها اوليفر ، فراي لم يقبل و لم يرفض .. لكن الوصي الاعظم كان راضيا بينما ابتسمت ثانيا هي الآخرى ..
“انا ممتن لك حقا ”
كانت لحظة سعادة غامرة نادرة بحياة ثلاثتهم .. لحظة مصحوبة باشعار ..
*دينق !*
اوليفر خان: الفئة SS .
نقاط المودة الحالية : 50 نقطة .
اوليفر يعتبرك حليفا و صديقا .. و يثق بك بالكامل .
*دينق !!”*
الثانية كانت اقوى ..
سانسا فاليريون : الفئة B+ .
نقاط المودة الحالية: 70 نقطة . ( تم كسر الحد الأول )
الاميرة تعتبرك أكثر من مجرد صديق ، و شخصا مهما بحياتها بنفس درجة اوليفر خان .
فراي نظر إلى تلك النوافذ امامه و هو يرى نفسه يكون العلاقات الواحدة تلوا الآخرى .. شيئا فشيئا هو بدأ يصبح جزءا من ذلك العالم ..
الفكرة التي كان ينفر منها ذات يوم .. اصبحت موضع ترحيب هذه المرة .
…
…
…
انتهت مأساة الأميرة .
و مرت الايام .
فراي ستارلايت وجد نفسه يعيش ذلك الروتين الذي لم يعشه منذ وقت طويل .
التسكع مع الاصدقاء ، الذهاب إلى المعبد ، العيش بهدوء .
الحياة الطبيعية .. لشخص غير طبيعي .
لكن الأمر حدث بطريقة ما .
متواجدا داخل منزل ستارلايت بعدما سحبته اخته عندما اتت عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بالمعبد .
فراي قضى يومه بأكمله مع آدا عندما تسكع كلاهما مع بضعهما البعض كعائلة حقيقية ..
العائلة الوحيدة المتبقية له كانت أمامه الآن ما جعله يتقبل واقعه الجديد أكثر و أكثر .
“لربما هذه هي الإجابة”
الحياة التي ارادها له والده .
ابتسم فراي عندما خيم الليل و جلس رفقة اخته على طاولة عشاء لم تجمع سواهما .
آدا ممسكة بسكين حاد قطعت اللحم المطهو بابتسامة.
“كم قطعة اقطع لك ؟”
“بقدر ما تريدين ”
“أنت من سيأكل لا انا ”
تذمرت آدا ، اما فراي فقد استلقى فوق كرسيه محدقا بالسقف راضيا لاول مرة منذ وقت طويل .
معتبرا أنه وجد الاجابة اخيرا .
لكن كل شيء قد تجمد عندما ارتعشت يده دون توقف ..
قلبه نبض بجنون .
رؤيته تحولت للرمادي ..
بينما انقلب العالم راسا على عقب عندما نظرت اليه آدا بتلك الاعين الحمراء و الابتسامة المرعبة ..
فراي نظر اليها مرتجفا غير مستوعب لما راه …
آدا بنبرة هادئة حيته ..
“مرحبا .. فراي ”
ضيف غير متوقع قد حضر .