منظور الشرير - الفصل 164
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
شعرت بالدوار ..
صوت صراخ الشيطان العملاق امامي الذي إبتلع الأميرة سانسا بمكان ما بالداخل ..
و تلك الدماء التي إنهمرت بغزارة من كل الجروح التي تسببت بها الهجمات القاطعة من السابق ..
دماء إمتزجت مع العرق الذي زحف فوق جسدي بعد تلك المعركة الطاحنة ..
لم تتبقى سوى بضع دقائق و ساخرج من هيأة الدم ما يجعلني بلا حول ولا قوة ..
“هل يمكنني الفوز ؟”
تساءلت ..
اوليفر خان راهن علي حتى النهاية ، هو اختار ان يضحي بنفسه بدلا مني .. لذلك كنت مضطرا لتقديم كل ما لدي بالفعل ،و الا الموت هو كل ما ينتظرنا .
اخذت نفسا عميقا شاحذا كل قطرة من الاورا أستطيع اطلاقها بينما تقدمت إلى الأمام بخطوات بطيئة مخترقا المجال القاطع الذي سلطه ذلك الشيطان .
“لنفعلها !!”
صوتي بالكاد كان مسموعا مقارنة بصراخ الشيطان الغاضب الذي ارسل الي ظلاله رفقة تلك الهجمات القاطعة ..
لم أستطع رؤية هذه الأخيرة لذلك لم يكن هنالك مفر من الاصابة ، لكنني قاومت بقية الهجمات بينما حاولت الاقتراب شيئا فشيئا ..
جسدي كان يتمزق بمعدل سريع ينذر بالخطر .. شدة القطع كانت تزيد كلما اقتربت لكنني لم اتوقف ..
مقاوما ذلك الشعور المقرف بالغثيان قمت بالصراخ .
“سانسا !!!! ”
محركا سيوفي بعنف محاولا صد مجسات الظلال تلك صرخت بكل ما لدي .
“هل هذا حقا ما تريدينه ؟!”
*بووم*
حدثت الانفجارات دون توقف بينما واصلت الاقتراب ..
“هل هكذا تريدين ان ينتهي الأمر!”
أحتاج أن تقاوم ..
كان علي اخراجها من ذلك اليأس الذي غرقت به بطريقة ما ..
“لم تكوني أنت من قتلهم سحقا لك ! بل هو من فعل !”
واصلت التقدم بينما سقطت علي الهجمات من كل مكان مقطعة جسدي دون رحمة ..
“و حتى لو قتلتهم فمن يهتم ! لقد قتلت عددا اكبر منك و ها انا ذا اعيش ، تبا لهم جميعا فقط حاربي هذا الشيء اللعين ! عيشي !”
بدأت أبزق كل الهراء الذي استطعت التفكير به .. بما أنني شخص لا يزال يكافح من أجل ايجاد سبب ليعيش لم أكن مناسبا إطلاقا لإعادة الامل للأخرين ..
لكنني كنت مضطرا لقول شيء ما .. لأن سانسا كانت لا تزال بمكان ما بالداخل تستمع الى هرائي الفارغ هذا .
عدم مهاجمة ذلك الشيطان لي جسديا كانت خير برهان على ذلك ..
عدد الهجمات التي سقطت علي كان جنونيا لدرجة أنها كانت بمثابة عاصفة.. عاصفة حطمت جسدي باستمرار ..
الشيطان واصل مهاجمتي من بعيد لكنه لم يتحرك من مكانه اطلاقا ما جعل هذه فرصتي الوحيدة لانهاء الأمر .
قمت بقرار جنوني عندما اندفعت عميقا داخل المجال القاطع الذي فرضه .. بمجرد اقترابي منه بعدة امتار زادت حدة القطع ، نشرت الاورا خاصتي حول جسدي مشكلا درعا ضدها صامدا حتى النهاية لكنني تفاجأت بنفسي اسقط ارضا ..
عندما تمرغ وجهي بالتراب بينما سقطت تلك الهجمات علي من الأعلى ادركت حينها أن ساقي اليمنى لم تعد بمكانها .
بل كانت لا تزال واقفة بالمكان الذي اندفعت منه .
تلك الضربة القاطعة قد قطعت ساقي بشكل نظيف ما ارسل موجة مدمرة من الالم إلى عقلي .
صررت على اسناني بينما لعنت محاولا الوقوف .
جسدي باكمله تحول الى كتلة لحم دموية سقطت فوق لوح التقطيع لذلك الشيطان الخسيس .
هياة الدم كانت السبب الوحيد لصمودي حتى الآن ، لكن تلك الهياة ستنكسر بأي لحظة ..
الشيطان المقزز امامي كان ينظر الي بابتسامة .
لكن داخل اعينه القرمزية تلك .. انا رأيت لمحة من الاسف ..
أو الحزن .. أو الاحباط .. اليأس .. لا أعرف ماذا كانت بالضبط ..
لكنها كانت سانسا و هذا ما كنت متأكدا منه .
“تقبلي نفسك .. سحقا لك ..”
ترنحت بينما شحذت كل الاورا الممكنة داخل ساقي اليسرى ..
“و اذا لم تستطيعي فعلها .. فسأتقبلك انا بدلا من ذلك ”
لذلك قاتلي .. كما اقاتل انا الآن راميا جسدي الى الهلاك .
ضربت قدمي الوحيدة الأرض محطمة إياها قاذفا بنفسي ناحية سانسا بسرعة بالغة .
طرت مصطدما بالشيطان الذي لف ذراعيه من حولي على الفور محاولا سحقي .
لكنني طعنت الدارك سيستر بالمقابل داخل جسده بينما اخدت نفسا عميقا داعيا ان انجو من هذا ..
الايادي السوداء كانت على وشك سحق رأسي .. لكن قبل أن يحدث ذلك ..
أنا أطلقت سيل القوة المقدسة التي منحتها إلي اوريل
تلك القوة قد اضاءت بعنف بينما تمتمت بصوت متعب
.
“الإنبعاث”
مثل الطوفان ..
اضاء الدارك سيستر بشدة منيرا المكان مبعدا كل تلك الظلمات بينما فجرت كل شيء بداخل جسد الشيطان مطلقا الانبعاث النووي الذي اخرج كمية لا متناهية من اورا القوة المقدسة بداخل جسد الشيطان .
الشيطان صرخ متالما وسط الانفجار الساحق الذي ارسل عمودا من الضوء ناحية السماء ..
رأيت جسده يتشقق باستمرار بينما انتشرت القوة المقدسة حول سانسا مانعة إياها من التضرر ..
الانبعاث ارسل موجة ارتدادية مدمرة إلى جسدي .. كنت آمل ان يكون هجومي كافيا لتدمير الشيطان اللعين ..
لكن هذا الأخير قد نجا مليئا بالشقوق. البيضاء للقوة المقدسة و مصابا بشدة.. لكنه لا يزال هناك ملتصقا بسانسا غير سامح لها بالذهاب .
وعي كان على وشك الذهاب بعيدا .. الشيطان لا يزال حيا و قد نشر تلك المجسات من جديد محاولا تمزيقي ..
كنت سأخسر .
حتى الانبعاث لم يكن كافيا ..
سيذهب كل شيء سدى ، تلك الفكرة المصحوبة بكمية الألم الغير واقعية ، كلها امور جعلتني العن بوجه دموي..
“و كأنني سأسمح للامور ان تنتهي هكذا !”
قاومت الألم حتى النهاية مانعا نفسي من فقدان الوعي بينما طعنت باليريون هو الآخر داخل الشيطان إلى جانب الدارك سيستر ..
بكل ما لدي ، و باخر صوت استطعت اخراجه من فمي..
بجسدي الذي تحطم عدة مرات و خطوط الاورا المنهكة ..
صرخت ..
“الإنبعاث !!”
انبعاث واحد كافي لتدمير جسدي بالفعل .. لكن ها أنا ذا اطلق واحدا آخر ..
المزيد … اخرجت كمية اكبر من اورا المحيط الاسود بداخلي مرسلا إنبعاثا نوويا آخر داخل الشيطان اللعين الذي صرخ باكيا ..
الانفجار محى المنطقة باكملها بينما تبخر جسده الاسود القذر ذاك بمعدل مرئي بينما لم ارى شيئا سوى البياض و صدمة اصابتني بالصمم ..
وسط كل ذلك .. رأيت جسد سانسا يسقط بعيدا بعدما تمزقت شرنقة الظلال من فوقه ..
لم أعلم حتى ما إذا كانت قد نجت .. أو ماتت .
لكنني قدمت كل ما لدي بالفعل .. بجسد ممزق من الداخل و الخارج بعد اطلاق الانبعاث مرتين .
سقطت ارضا فاقدا للوعي تماما .. كل شيء تحول إلى الأسود معلنا نهاية معركتي اليائسة ضد الأميرة الساقطة .
…
…
…
سقط فراي ستارلايت ممزقا ارضا ، لا أحد كان يعلم ما إذا كان حيا أو ميتا .
المعركة باكملها لم تاخذ سوى 15 دقيقة من البداية إلى النهاية ، لكنها جلبت انظار العاصمة بأكملها ..
خصوصا نشهد اليد العملاقة التي سقطت من السماء و ذلك الرمح المرعب الذي حطمها .
قلعة القمر قد انفجرت تماما بينما تم محو المنطقة بأكملها.
العديد من الاعين قد شاهدت القتال من بعيد ..
من بين أطراف المعركة المحتدمة .. أول من استعاد وعيه كان اوليفر خان … بدون قناعه و بوجه دموي نعض الوصي الاعظم من مكانه بينما نظر إلى ذراعيه ..
هو لم يجد سوى جذع أياديه التي تم تفجيرها ..
لكن اعينه ركزت بعيدا داخل ساحة المعركة .
هناك ، هو رأى سانسا أولا ..
الأميرة مستلقية وسط الحطام بثوب نومها الأبيض ، هي كانت نظيفة جدا و نائمة بهدوء و كأنها لم تخض المعركة اطلاقا .
اما الآخر ..
“فراي ..”
نطق اوليفر خان مفجوعا من منظر الشاب المستلقي مصابا بشدة لدرجة لم يجد اي مكان بذلك الجسد لم يتعرض للقطع .
الشيء الوحيد السليم كان تلك السيوف السوداء التي بقيت متمسكة بأياديه و كأنها لا تريد تركه يذهب .
“اللعنة ..”
ترنح اوليفر خان بينما ركض بكل ما تبقى له من قوة ، لكنه بالكاد ترنح قبل أن يسقط على وجهه .
اوليفر خان نهض من جديد محاولا الوصول لفراي .
كلما اقترب ، هو كان يدرك اكثر و أكثر حجم الضرر الذي تعرض له ذلك الشاب .
على الفور هو وضع راسه على صدر فراي … لكنه لم يسمع اي نبض ، كما انه لم يكن يتنفس ..
“تبا .. ”
تنفس اوليفر بصعوبة دون يدين بينما اضاء جسده بضوء ازرق خافت .
“لا تمت يا فتى ”
انتقلت تلك الاورا ببطء إلى جسد فراي .. كانت ضئيلة جدا بسبب حالة الاستنزاف التي وصل اليها اوليفر
.. لكنه قرر القيام بكل ما يستطيع من اجل الشاب امامه ..
“لقد نجحنا يا فتى ”
حاول اوليفر بكل ما لديه ..
“بل أنت من نجحت .. لقد فعلتها يا فتى .. لذلك لا تمت الآن اللعنة !”
بينما ناضل اوليفر وحيدا ، خطى شخص آخر الى مكان فراي .
هو رفع راسه ليجد فتاتا مألوفة تنظر إلى فراي بوجه مظلم مفجوع ..
“هل هو ؟”
بالكاد سألت سانسا مرتعشة بينما اخفض اوليفر خان راسه للاسفل ..
بفعله لذلك ، هي انتبهت لأذرعه التي تم تفجيرها ما زاد من كآبتها أكثر و اكثر ..
“لقد قاتل من اجلك .” قال اوليفر .
سانسا كانت ترا كل شيء من بعيد بالفعل .. طوال المعركة المدمرة التي حدثت سابقا .
وقتها هي لم تستطع فعل شيء .. الأمر كان اشبه بالغرق عميقا داخل محيط موحل بينما صرخت تلك الاصوات داخل آذانها مطالبة اياها بالقتل .. و الدم .
لدرجة ان الشيطان تمادى لدرجة أنه أراها المشهد و هي تقتل والدتها مئات المرات .
لكن بجانب كل ذلك هي رأت فراي .
هذا الآخر قاتل بكل ما لديه .. و قام بتحقيق المستحيل .
هي لم تعد تسمع تلك الاصوات داخل عقلها بعد الآن ، لقد تحررت اخيرا .
لكن ذلك لم يكن ليحدث أبدا لولا فراي .
لم ترد أن تنجو على حسابه ..
مشاعرها تلك سيطرت عليها تماما ما جعلها تمد يدها دون وعي منها .
استجابة لتلك المشاعر .. ظهرت الظلال من جديد ما جعل اوليفر يقفز من مكانه ، لكن هذه المرة و بدلا من تلك الظلال التي تحركت بمفردها مدمرة كل شيء .
التفت هذه الظلال بأمر سانسا ملتفة حول فراي برفق مغلفة جسده ببطء .
سانسا مندهشة لم تكن تعرف ما فعلته حتى ، لكن رؤية اصابات فراي تلتئم ببطء جعلتها تواصل بينما ادرك اوليفر خان الامر ..
“هي تسيطر على قواها.. ”
لا تعطش للدم ، ولا رغبة بالقتل .
فقط سانسا التي ارادت انقاذ فراي ، هذا الأخير كان يستعمل خاصية الظلام و الظلال ما جعل قوة سانسا تتوافق معه و تدعم جسده .
هي لم تنقذه بالكامل ، لكنها ابعدته عن الموت حاليا على الأقل .
كانت تلك نهاية معاناة ، و عذاب استمر لوقت طويل .
لم تعد تسمع تلك الاصوات .. و تلك القوة الباردة التي احاطت بقلبها قد اختفت أخيرا بينما احست بدفئ شديد داخل صدرها ..
تحكمت بقوتها اخيرا ..
كل تلك عوامل جعلت سانسا تنفجر بالبكاء فوق صدر فراي بعدما انهى هذا الأخير قصة معاناة طويلة .
اوليفر خان و هو يرا ابنة اخته الوحيدة بتلك الحالة ، اصبح عاطفيا هو الآخر لكنه لم يستطع الاقتراب بل توقف عندما أراد معانقتها ، ثم اكتشف ان اياديه لم تعد هناك .
رغم الألم و كل شيء ، انتهى الأمر بشكل سعيد للمقاتل الوحيد و الأميرة الملعونة هذه المرة .
خلاصهم قد رأته العديد من العيون .
مايكار فاليريون ، الإمبراطور واقفا في السماء محدقا بهم من بعيد .
اعينه لم تهتم لا بسانسا ، ولا باوليفر خان .
بل نظر إلى فراي ستارلايت الراقد بينهما .
هو لم يرا الشاب الساذج من السابق بعد الآن ..
بل رأى محاربا مرعبا بعمر ال 18 سنة فقط بلغ من القوة ما يؤهله لهزيمة مستيقظي الفئة SS –
كل تلك أمور جعلته بتمتم ..
“آبراهام ؟”
تلك هي الموهبة الوحيدة التي لربما تقارن مع الوحش الصغير بالاسفل .
الإمبراطور محتارا بين الاستفادة من قوة عظمى ربتها إمبراطوريته التي حكمها لوقت طويل .
او القضاء على وحش قد ينمو ليبتلع الجميع ذات يوم .
هو حسم قراره بينما اندفع وسط شعاع من البرق مختفيا بعيدا .
شعاع البرق تحرك تحت اعين إيغون فاليريون الذي شاهد من بعيد بابتسامة .
“سيدي .. هل نقتلها الآن ؟”
قال أحد فرسان الطاولة المستديرة ، لكن الامير هز رأسه بهدوء .
“لا ”
صحيح أنه يستطيع ابتلاع الأميرة الآن و انهاءها مرة و إلى الأبد ، لكن ذلك لن يغير شيئا فمسألة فوزه كانت امرا مسلما به ، فقد اصبحت حقيقة سانسا معروفة عند كبار الامبراطورية جميعا .
“لندعهم يحصلون على بعض الراحة .. و الخلاص ”
استدار إيغون محدقا بالفراغ بينما تعمقت ابتسامته .
امامه ، لربما لم ترا الأعين الاخرى أي شيء ، لكنه رأى اعين تذرف الدموع .
“سنتركهم يعيشون بينما نحرك القطع من الخلف كما فعلنا دوما .. سانسا ستنجو ”
بابتسامة مرعبة قال الامير .
“هذا ما اردته دوما أليس كذلك ؟ إيغون..”
قال الامير قبل ان ينسحب بعيدا مسدلا الستارة على تلك الليلة الطويلة .
…
…
…