منظور الشرير - الفصل 160
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت –
* 9 أيام على موعد إنتهاء المهمة *
أنا لم أنم بتلك الليلة ..
ضوء الشمس قد إخترق غرفتي و أنا جالس بعدما أتعبني التفكير بما رأيته البارحة .
إذا ما صدقت مخاوفي ، فهذه قد تكون مهمة مستحيلة علي .. فمهما بلغت قوتي إلا أنني لا أستطيع التعامل مع وحش يستعمل أحد قدرات المقاعد العليا العشر ..
خياري الوحيد كان هو الثقة بالنظام الذي قادني حتى الآن .. لكي يصدر لي مهمة كهذه فلابد من وجود طريقة لإنهائها مهما بلغت صعوبتها ..
يكفي أنه قد تم التعريف عنها كمهمة رئيسية فحسب ، و ليس مهمة نهائية .
“لابد من وجود طريقة ما ”
كانت هذه هي افكاري عندما غادرت غرفتي متجها إلى المعبد.
روتيني اليومي يتمثل بالذهاب الى المعبد كالعادة ، ثم تخصيص ساعيتن من أجل زيارة الأميرة و اخيرا العودة من أجل إستكمال التدريبات مع ميلينيا و سنو .
هذا ما كنت أفعله حتى الآن منتظرا ظهور العائق الذي سترميه النصيحة المباشرة امامي ..
…
…
…
– منظور سانسا فاليريون –
حل الصباح معلنا بداية يوم آخر ..
مستلقية فوق سرير غرفتي الصغيرة التي لم تكن سوى واحدة من عشرات الغرف الفارغة الأخرى داخل قلعة القمر الموحش .
المكان كان هادئا جدا .. و صاخبا جدا بنفس الوقت ..
“قتل .. موت .. دم ”
بلمسة خفيفة من يدي ، رفعة شعري المترامي ملقية بنظرة عليه ..
ما حملته داخل تلك اليد كان شعرا داكنا شديد السواد ..
شعرت و كأنني بدأت أفقد هويتي ببطء .. و قد آلمني ذلك حقا بعدما فقدت الشيء الوحيد الذي كان يربطني بأمي ..
لم أستطع أن احزن حتى بسبب تلك البرودة التي أحاطت بقلبي و سلبتني القدرة على الإحساس بأي شيء سوى الفراغ .
“البشر غير متساوين ”
علمت بهذه الحقيقة منذ اللحظة التي ولدت بها كأميرة .. إبنة لأقوى رجل بالعالم .. الشخص الذي حكم الجميع من الأعلى.
كان هذا مصيرا يمكن إعتباره موضع حسد لكل الناس ..
لكن الحقيقة كانت بعيدة كل البعد عن ذلك ..
فما هذا سوى نوع آخر من اللعنات التي قد يُبتلى بها البشر ..
*موت .. دم .. قتل ..*
“بدأ الأمر قبل سنتين ..”
بليلة باردة شتوية .. عصفت الرياح بقلعة القمر عندما تعرض كل من تواجد هنا بذلك اليوم الملعون إلى الخطف من قبل وحوش القارة الأخرى ..
إعتبرني الجميع فتاةً محظوظة لأنني نجوت بينما مات غيري ..
لكن..
“هل نجوت حقا ؟”
من عاد بذلك اليوم ؟ هل هي سانسا فاليريون الأميرة ؟ ام شيء آخر تماما ..
لسنتين .. لم أستطع النوم إطلاقا .. لم أعد بجاجة للأكل أو الشرب لكي اعيش .
كانت هذه قدرات خارقة للطبيعة جعلتني أبتعد شيئا فشيء عن بقية البشر ..
و لم أعد أستطيع الهروب من هذا الواقع بعد الآن محرومة من عالم الاحلام .
لكن ذلك تغير تماما مؤخرا ..
ذلك الشعور بالنعاس الشديد .. الرغبة بإغلاق عينيك .. كلها قد عادت إلي فجأة من العدم ..
كنت سعيدة بذلك ..
“لكن حتى هذه النعمة البسيطة لم تأتي دون مقابل .”
إستعدت حقي البسيط للنوم ، لكنه جاء مصحوبا بتلك الاصوات التي جعلتني أشعر و كأن هنالك حربا عارمة تجري داخل عقلي ..
*موت .. دم … أقتل … مزق .. أقتل ! *
فقط صوت من كان هذا ؟
هو لا يصمت قط ..
محاولا زرع هذه الافكار السوداء بداخلي .. لدرجة أنه يلحق بي إلى كوابيسي حتى ..
“الواقع كابوس .. و الخيال كابوس اسوء منه ..”
قاومته .. و قاومت ..
“أعلم أنني لست وحيدة ..”
أوليفر معي ..
لدي أصدقاء ..
كل من إلتقيت بهم داخل فصل النخبة ..
“و فراي ..”
لدي مكان اعود إليه .. شيء يعطيني الرغبة للنضال و الحياة..
لكن الشعور بالنعاس كان أقوى ..
بأعين محمرة .. حاولت المقاومة ..
لكنني لا أستطيع ..
أُغلقت تلك الاعين أخيرا بينما سقطت دمعة …
“أنا آسفة ..”
و يبدأ الكابوس من جديد ..
…
…
…
فوق طاولة باردة حديدية .. وضع جسد الأميرة المختطفة بينما تم تسليط ضوء شديد القوة أعمى عيونها الذهبية .
محاطة بعدد كبير من الأشخاص الملثمين بالاسود ..
أياديهم كانت ملطخة بالدماء الحمراء القرمزية .. دماءها التي إنسكبت بشدة ..
مستلقية فوق ذلك المكان البارد .. شعرت الأميرة بألم لا يطاق بعدما تم إجبارها على البقاء واعية عندما قام أولئك الوحوش بإجراء تجاربهم ..
تم شق صدرها من تحت رقبتها وصولا إلى معدتها بالأسفل ..
أعضاؤها و جلدها المقطوع قد ترامى يمينا و يسارا مع كمية مرعبة من الدم المنسكب ارضا ..
هم قطعوا عميقا وصولا إلى إلى قلبها النابض بالكاد .. من الاعلى نزل شيء مستدير تم وضعه هناك فوق قلب الأميرة التي فقدت إحساسها بالواقع من شدة الألم ..
“هي تتحمل الأمر أفضل مما توقعنا ” قال أحد الملثمين .. ليجيبه أحد رفاقه .
“الدماء الملكية ليست مزحة بعد كل شيء ”
كانوا متحمسين .. لانهم حصلوا على عينة قد تنجو حقا من مآربهم المظلمة ..
“لكن هل من المناسب وضع شيء بهذه القيمة بداخلها ؟ ” سأل أحدهم .
“إفعلها .. ما هذه إلا نسخة تجريبية و ستموت بمجرد الانتهاء من مهمتها ..”
تناقش الملثمون بشغف .. بينما لم تستطع الأميرة سماع شيء سوى صوت ازيز مزعج مصحوب بضوء قوي و الم لا يطاق …
الأميرة نجت من تلك التجربة .. لاحقا تم إعادتها إلى زنزانتها ..
هناك ، هي كانت تظل ملتصقة بوالدتها ..
الالتراس قد إختطفوا عددا كبيرا من الناس ، من بينهم الأميرة و والدتها بالإضافة إلى الخدم بقصر القمر رفقة بعض افراد العائلة الملكية ذوي النسب البعيد .
كلهم قد عانوا ما عانوه محاصرين داخل زنزانة مظلمة ..
دون ضوء ، محرومين من كل مظاهر التحضر ..
هم صبروا هناك .. محرومين من الطعام و أي شيء يمكن أكله ..
كل ما حصلوا عليه ، كانت بعض المياه القذرة الملوثة .
و هكذا مرت الايام .. الواحدة تلوا الأخرى ..
أجساد البشر كانت قوية بفضل الاورا .. لكن معظم المختطفين مجرد أشخاص غير محاربين لا يستطيعون استخدام قوتهم حتى ..
و تمر الأيام ..
الفوارق بين البشر و الحيوان ضئيلة جدا .. و لا تفصل بينهم سوى بعض الحواجز الهشة التي يحكمها العقل مانعا تلك الغرائز الحيوانية من السيطرة ..
لكن بعض العوامل تستطيع الضغط على تلك الغرائز الوحشية ..
التجويع حتى الموت كان أحد طرق الموت البطيء القاسية ..
مصحوبا بذلك الضغط النفسي بعدما تُركوا وسط الظلام .. هم بدأوا يفقدون صوابهم شيئا فشيئا ..
كل ما يتطلبه الأمر هو مجرد دفعة بسيطة من الخلف ..
شيء يشجعهم على تجاوز الخط ..
بعدما تم تجويعهم حتى الموت .. سقطت الروح الأولى عندما ماتت امرأة بمنتصف العمر كانت جزءا من خدم قلعة القمر ..
الموت جوعا .. اضافة الى تلك المياه الملوثة قد ساهمت بموتها السريع .
جثتها تركت وسطهم راقدة غير قادرين على دفنها حتى ..
الوقت مضى للأمام ..
هم رأوها مجرد جثة في البداية .
جثة لشخص عاشوا معه و رأوا وجهه لوقت طويل ..
لكن بمرحلة ما ، تلك أصبحت مجرد كتلة من اللحم ..
لحم حرموا منه ..
سانسا ذات يوم قد فتحت عينيها بعدما كانت نائمة فوق حضن والدتها لتجد منظرا بشعا امامها ..
منظر لأربعة رجال ينهشون تلك الجثة بوحشية بعدما أهلكهم الجوع ..
أفواههم الدموية ..و شكلهم المرعب ..
هي رأت كل شيء بأعينها التي إعتادت على الظلام ..
كان الأمر بغاية البشاعة .. و غير مفهوم لها هي التي لم تعد تشعر بالجوع أو العطش بعد الآن ..
هي عانقت امها غير راغبة بالنظر بعد الآن ..
لكنها تفاجأت عندما وجدت اللعاب يتقاطر من فوق راسها ..
“أمي ؟”
هي نادت بينما وجدت والدتها تنظر إلى المشهد امامها باعين متلهفة ..
سانسا لم تكن الوحيدة التي تم العبث بجسدها ..
لكنها كانت الوحيدة من نجح الأمر معها .. اما الآخرون ، فكل ما حصلوا عليه كان غرائز وحشية منعتهم من استخدام عقولهم بشكل صحيح ..
و بعد أسبوع واحد اضافي ..
تحول السجن إلى مكان وحشي تماما عندما هاجم الصديق صديقه .. و الرفيق رفيقه ..
بأجساد هزيلة قتلها الجوع ، هم أكلوا بعضهم البعض لتنسكب الدماء و تمتزج بقذارة السجن البارد ..
أياديهم القذرة تلك قد طالت سانسا و والدتها هم الآخرين ..
الأميرة رأت والدتها و هي تتحول إلى وحش أهلكه الجوع حاول الصراع من أجل قطعة من اللحم البشري ..
مزق الجميع بعضهم البعض امام عينيها .. و أسوء ما في الأمر كان حقيقة أن والدتها قد شاركت بالمجزرة ..
ذلك كان مشهدا قبيحا لتراه اعينها ..
مشهد لم تستطع تقبله ، هي رفضته ..و أنكرته ..
و قد تلبية رغباتها تلك ..
الظلام الذي عاشوا بداخله قد إستيقظ بنفسه ملتفا من حولها ..
الظلام كان له انياب .. و ايادي ، و اعين حدقت بؤولئك البشر الذين فقدوا إنسانيتهم قبل أن تعصف بهم الواحد تلوا الآخر .
شفرات مظلمة شديدة السرعة قد قطعتهم جميعا اربا اربا بينما إنسكبت الدماء بكميات مضاعفة ..
جميعهم ماتوا .. ما عدا والدتها التي سقطت ارضا مرتجفة غير قادرة على الحركة بعد هول ما رأته ..
“أمي ..”
همست سانسا باعين دامعة لأمها بينما مدت يديها إليها ..
خطت خطوة ناحيتها ، بالمقابل فأمها قد زحفت بعيدا و هي ترتجف ..
“لا-لا تقترب ”
“أمي ”
“إبقى بعيدا !!”
صرخت والدة سانسا بصوت اجش ..
أعين سانسا كانت على والدتها ، لكن أعين والدتها لم ترا شيئا سوى ذلك الكيان الواقف خلف سانسا باسطا ذراعيه ناظرا إليها بأعين حمراء قرمزية ..
الأميرة مدت يديها محاولة الوصول اليها ، و بالمثل مد الظل الاسود اذرعه اللزجة ..
سانسا بعدما افقدتها تلك القوة حواسها ارادت فقط أن تعانق والدتها التي كانت إلى جانبها طوال ذلك الوقت ..
خطوة بخطوة ، بلغت سانسا هدفها بينما إصطدم ظهر والدتها بالحائط بعدما لم يعد هنالك مكان تهرب اليه ..
و ما هي إلا ثواني لينتشر صوت صراخ يصم الآذان لتلك السيدة التي عقلت بالهواء ..
سانسا عانقتها بإحكام .. أو هذا ما خُيل لها ..
فالظل الأسود هو من فعل ذلك .. ملتفا بشدة حول تلك السيدة رافعا إياها و أرجلها متدلية ..
هي فارقت الحياة بين ذراعيه السمكيتين التي عصرت جسدها الى ان تحطم العظم و تم تدمير كل أعضائها الداخلية .. لتسقط ميتة أخيرا أمام أرجل إبنتها ..
سانسا حدقت بأمها بفراغ قبل أن تتساقط الدموع .. و يشتد الصوت ..
*قتل .. دم … موت *
وصل الكابوس إلى نهايته .. و سقطت الأميرة داخل الظلام مرة أخرى ..
…
…
…
بالعودة الى الواقع ..
كانت لا تزال مستلقية فوق سريرها .. لكن تلك الاعين قد فتحت دون سابق إنذار و وهج احمر يتجلى منها ..
من تحتها إنتشر ظلام بدا مثل مادة سوداء لزجة ..
ظلام غطى على غرفتها بأكملها قبل أن ينتشر داخل بقية القصر بسرعة مرعبة و كأنه مرض شديد العدوى قد أعدى كل شيء من حوله .
الأميرة قد نهضت من مكانها بابتسامة مرعبة على وجهها و أعين حمراء زاهية اضاءت وسط الظلام..
هي خطة خطوة واحدة حافية القدمين ، لكنها قد إختفت عن الانظار تماما ..
مثل الشبح .. بدأت تظهر بأماكن مختلفة بكل مرة و كأنها تبحث عن شيء ما ..
تبحث عن الدم .
الظلام هدد ببلع القلعة بأكملها ..
في تلك اللحظة ، و من نهاية الظلام .. ظهر رجل مقنع حاملا مصباحا بيده اليسرى .. مصباح اطلق ضوءا ازرق اضاء المكان .
واقفا داخل بقعة الضوء الوحيدة ..
أوليفر خان قد وضع المصباح ارضا بينما سحب خناجره التي اشتعلت بالاورا ..
“أنت مرة أخرى .. ايها البشري ”
صوت غليض مرعب قد انتشر حول آذان اوليفر ..
صوت بعيد كل البعد أن يكون صوت الأميرة الرقيق الذي إعتاد على سماعه ..
اوليفر لم ينطق بكلمة بل سارع بالجهوم على الفور ناحية المكان الذي اختبأت به سانسا .
لكنه لم يقطع سوى الفراغ ..
“إلى متى تظن انك ستتمكن من إيقافي هنا ؟”
بدون سابق انذار ..
نهضت الظلال مشكلة مئات الشفرات السوداء من حول اوليفر خان ..
كل واحدة منها قد حملت قدرا مرعبا من القوة ..
“لقد بدأ الوقت ينفذ منك .. بشري ”
الشفرات قد مزقت الفراغ مستهدفة المقنع الذي اختفى متفاديا تلك الضربات التي مزقت الأرض و دمرت المكان بعنف ..
اوليفر اندفع نحو سانسا التي إلتفت الظلال من حولها مشكلة درعا صد خناجره المشتعلة ..
بابتسامة مرعبة هي شكلت المزيد و المزيد من المجسات السوداء ..
“أنت لا تستطيع قتل صاحبة هذا الجسد ”
ذلك الشيء كان يعرف الكثير ..
اوليفر خان واصل القتال بينما تساءل ..
كم من مرة ؟
كل يوم ..و كل ليلة ..
سانسا كانت تفقد السيطرة بهذه الطريقة ..
و بكل مرة .. هو كان ينجح بإيقافها ..
لكن قوتها كانت تزيد بكل مرة .. هي كانت تنمو اقوى ..
بينما وصل المقنع حدوده .. لم ينم قط و لم يسترح أبدا لانه كان مضطرا لمراقبتها دوما ..
جروحه تراكمت .. و قد بلغ اشده منذ وقت طويل بالفعل ..
“كم مرة كنت قادرا فيها على قتلك ؟”
مئات الفرص ..
لو اراد قتلها .
لفعل..
لكنه لم يستطع … هو أراد انقاذها ، لذلك وجد نفسه مضطرا إلى صدها بهذه الطريقة إلى أن تعود لرشدها ..
“أرجوك .. سانسا ..”
هو ترجاها ..
“قاوميه ..”
خناجر اوليفر قامت بتقطيع الظلام بسرعة تجاوزت سرعة الصوت بينما بذل كل ما في وسعه ..
“سأوقفك بكل مرة .. لذلك قاتليه !! ”
هو ببراعة مزق كل تلك الظلال كاشفا عن جسد سانسا المبتسم ..
“الوقت ينفذ منك .. ايها البشري ، قريبا .. ستموت على يديها ”
الشيطان قد ضحك ..
“يدي أكثر شخص تريد حمايته ..”
بعد قوله لتلك الكلمات .. جسد سانسا سقط ارضا بينما تبخر كل الظلام من حولهم و كأنه لم يكن ..
اوليفر خان منهكا شق طريقه نحوها ليجدها نائمة بسلام ..
هذا كان منظرا رآه كثيرا مؤخرا ..
هو إلتقط انفاسها قبل أن يحملها معانقا إياها .
“أرجوك .. لا تجبريني على قتلك ..”
لا تجبريني على قتل آخر من تبقى .. من عائلتي ..
…
…
…