منظور الشرير - الفصل 159
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
متبقي 15 يوما على إنتهاء المهمة ..
فراي ستارلايت قد أغمي عليه أمام أنظار كل من الأميرة و أوليفر خان ..
سانسا قامت على الفور باسعاف فراي بما تقدر عليه ..
“هو ينزف كثيرا ، هل كان هنالك داعي من إصابته لهذا الحد ؟”
“لقد إرتكب جريمة .. و قد نال عقابه ”
هذا القدر ضروري .. و فراي يعي ذلك جيدا و هذا ما إكتشفه المقنع اثناء نزاله معه ..
تلك كانت معركة نفسية اكثر منها جسدية ، فراي يستطيع تقديم مستوى أفضل من ذلك بكثير و ذلك كان واضحا .. لكنه ترك أوليفر يصيبه لهذه الدرجة بدون مقاومة تذكر ..
بهذه الطريقة فراي أظهر إستعداده لتتعاون و البقاء على الجانب الجيد من الوصي الاعظم .. و الا لكان قتالهم قد إنتهى بتدمير القلعة بأكملها .
أوليفر قرر أن يسمح له بلقاء الأميرة مستقبلا … لكن ذلك لن يحدث إلا و هو حاضر معها .
لعله بهذه الطريقة يساعد على التغيير من الحالة المزاجية للأميرة ..
هذه كانت افكار أوليفر عندما قام بحمله و إلقائه عند البوابة الأمامية .. المكان نفسه الذي أطاح فيه فراي بالحراس سابقا ..
نطاق الروح الخاص باوليفر يستطيع تغطية كامل قلعة القمر و يمكنه تمديده مقابل استهلاك قدر اكبر من الاورا ..
بالتالي هو ملم بكل صغيرة و كبيرة تحدث داخل مجاله .
بمجرد التخلص من فراي ، يفترض به العودة إلى مكانه المعتاد بجانب الاميرة ..
لكن هذه المرة ، اوليفر إتجه إلى مكان مختلف .
مستعملا سرعة حركته التي تجاوزت المادام آي بالسابق ، هدفه كان أحد الزوايا المظلمة لمقاطعة فاليريون ..
وسط الظلام ، أعينه القرمزية كانت الشيء الوحيد الذي أضاء داخل ذلك المكان الموحش .
محدقا بالفراغ و أعينه ثابتة على هدفه .
“أظهر نفسك ”
صوته الهادئ المعتاد قد أظهر لمحة من نفاذ الصبر ..
و كإستجابة لكلماته .. ظهر شخص آخر بعين المكان أمام أوليفر .
مر شعاع اخضر فوق جسد الشخص الماثل أمامه كاشفا عن وجوده ببطء ..
رجل بنفس طول أوليفر ، مرتديا رداءا اسود و خوذة حديدية فوق رأسه ..
هذا الأخير تبادل النظرات مع أوليفر بعيونه ذات اللون الأخضر الفاتح ..
“حواسك لا تزال قوية كما كانت دوما ”
صوته الشبه الآلي .. و الطريقة التي أخفى بها وجوده كلها أمور أثبتت هوية ذلك الرجل ..
سيد محكمة الظلال الحالي قد جاء بنفسه .. ميست أومبرا .
“يبدو أن إصابتك قد تعالجت بشكل جيد ”
ميست قد تلقى ضربة مباشرة من آستاروث عندما حاولت الإمبراطورية الاغارة على قارة الالتراس بالسابق .
إصابة قد أبعدته عن الانظار لوقت طويل .. لكن هاهو ذا المغتال الاعظم داخل الإمبراطورية يعود مجددا .
ميست و أوليفر .. كلاهما كانا قليلي الكلام و بالكاد جامل أحدهما الآخر و هذا ما كان واضحا من طريقة تعاملهم و الجو الخانق بينهما ..
“مالذي جاء بك ؟”
“الأميرة ”
ميست أجاب بشكل مختصر بينما قاطع اوليفر على الفور .
“أنا أتولى الأمر”
“و هل تفعل ؟”
مشى ميست حول اوليفر ببطء .
“لقد ظهرت الكثير من العلامات حتى الآن ، ثم ماذا فعلت أنت ؟”
“…”
أوليفر لم يقل أي كلمة ، لكن ميست اجاب بدلا عنه .
“لا شيء .. لم تفعل شيئا على الإطلاق ، تركت عواطفك تسيطر عليك عاجزا عن الحكم بشكل صحيح حتى على أبسط الأمور ”
ميست قد ضغط على أوليفر خان .. الضغط من حول إثنين من مستيقظي الفئة SS لم يكن بمزحة .
“أهذا ما أتيت من أجله ؟ فقط لتقول كلماتك الفارغة هذه ؟” سأل اوليفر بنبرة دلت على نفاذ الصبر .
“بل أتيت لأخبرك .. إذا لم تقم بتوجيه الضربة الأخيرة ، فهنالك من سيفعل ”
“أنا أتولى الأمر .. أتريد التدخل بالعقد الذي أقمته مع مايكار ؟”
هناك الكثير من الاشياء قد كانت على المحك .. اشياء مست الإمبراطور بنفسه .
ميست أومبرا قد تردد قليلا بعد جلب اسم مايكار الى حديثهم ، لكنه لم ينثني قط عن هدفه ..
“لا اعلم أي نوع من الاتفاقيات قد أقمتها مع الإمبراطور .. لكن يستحسن بك البدأ بالتصرف على طبيعتك ”
ميست إقترب من اوليفر بينما واجه المقنعان بعضهما البعض .
“تصرف كمغتال حقيقي ! كما تدربنا طيلة هذه السنين ”
كلمات ميست قد جلبت بعض الذكريات لأوليفر .. ذكريات قد رماها بعيدا .
“لم تعد تربطني أي علاقة بمحكمة الظلال ”
“أنت لا تستطيع الهرب ”
“بل أستطيع .. أما إذا ارادت المحكمة رأسي فالتأتي إذا و تحاول ”
مشى الوصي الاعظم متجاوزا ميست بينما ألقى تهديده ..
“إذا ما سعت المحكمة خلفي ، فستسكب الدماء … لكن من يعلم دماء من ستسكب ”
أمام تهديد اوليفر ، ميست لم يستطع قول الكثير .. ليس عندما لم يكن مستعدا للمخاطرة و محاولة قتل الرجل الذي كان ذات يوم غريمه .. و صديقه ..
“الفتاة خطيرة يا اوليفر .. إفتح عينيك قبل فوات الاوان ”
كانت مناشدة صادقة من القاتل ذو الدم البارد .. بدت و كأنها مجاملة اخيرة أبداها ميست ..
“أخبرتك .. أنا أتولى الأمر”
“من الأفضل أن تفعل ”
بتلك الكلمات .. ميست إختفى تماما تاركا سرابا ضبابيا من الاورا خلفه.
أوليفر لم يكلف نفسه عناء النظر ناحيته حتى .. بل شق طريقه بعيدا ..
لا يوجد من يعلم ما دار بعقل اوليفر الذي اخرج قلادة قديمة من جيبه .. سلسلة بجوهرة بيضاوية الشكل معلقة بها ..
هو فتح تلك القلادة البيضاوية .. بالداخل تواجدت صورة قديمة قد تم الحفاظ عليها بعناية ..
إذا أمعنت النظر اليها ، سترى امرأة بدت بعز شبابها بشعر اصفر و أعين ذهبية ..
هي بدت مثل سانسا الحيوية من الماضي .. لكن النسخة الأكثر نضوجا ..
تلك كانت والدتها ..
أوليفر قد حدق بها لبعض الوقت قبل أن يغلقها بعدما جدد عزمه ..
بتلك الليلة هو واصل ما كان يقوم به دوما .. حتى النهاية .
…
…
…
– منظور فراي ستارلايت –
– 10 أيام حتى موعد إنتهاء المهمة –
مضت 5 أيام كاملة منذ بدأت بزيارة سانسا بشكل يومي بالصباح الباكر .
5 أيام ، كنت أترقب فيها حدوث شيء ما ، لكن كل ما كنت أفعله هو الدردشة لساعات مع الأميرة بينما تلقيت تلك الهالة البغيضة من اوليفر خان الذي إنزعج بوضوح من زيارتي اليومية ..
لابد أنه لم يتوقع هذا عندما سمح لي بالزيارة سابقا ..
كنت أعتقد أنني سأواجه العائق الذي تضعه النصيحة المباشرة بوقت قريب ، لكن كل شيء كان يمر بسلاسة ..
و كأن ذلك المستقبل الذي رأيته بالسابق قد كان مجرد وهم ..
جالسا بغرفتي واصلت التفكير بكيفية التعامل مع المهمة البغيضة التي أُلقيت علي ..
هل هذا كل شيء حقا ؟ فقط الحديث مع الأميرة لعشرة أيام أخرى ؟
نقرت فوق سطح مكتبي الخشبي الذي لا أدري كم مرة قد إستبدلته حتى الآن بعدما حطمت الشعرات منه ..
كانت الساعة تشير الى منتصف الليل .. و لم استطع النوم مهما حاولت ..
مهما فكرت في الأمر ، ما رأيته بذلك المستقبل كان شيطانا ..
شيطان شديد القوة ..
لا يفترض بالبشر أن يحملوا بداخلهم أشياء كهذه .. ليس بعد على الأقل ..
هنالك شيء مشابه سيظهر بالمستقبل البعيد ، حالة عندما يصبح البشر أوعية للشياطين ..
لكن ذلك لن يحدث بأي وقت قريب .. و لو كان ما حدث لسانسا هو نفس تلك الحالة .. ففرص إنقاذها تساوي الصفر حرفيا ولا يوجد شيء أستطيع القيام به ..
بالتالي ، وجدت نفسي اقف أمام طريق مسدود ..
عاجزا عن القيام بأي شيء سوى الانتظار .. إنتظار لعين لا أدري إلى أين سيقودني حتى ..
الخيارات بين يدي قد كانت محدودة جدا ، لكنني قررت إستخدامها جميعا.
فتحت شاشة النظام متفقدا مهاراتي الجديدة التي إعتمدت على نقاط المودة ..
– منظور اللاعب الثالث –
لحسن الحظ ، نقاط سانسا قد بلغت ال 50 بالفعل ما سمح لي باستعمال القدرة عليها ..
قررت هذه المرة التعمق .. و رؤية ما كانت تراه بنفسها ..
لربما يساعدني هذا على الاقتراب من الحقيقة و لو قليلا ..
أخذت نفسا عميقا قبل أن افعل منظور اللاعب الثالث متطلعا إلى ما سأراه ..
لكن مشهد الاميرة ذات الشعر الاشقر الذي تحول للاسود مؤخرا لم يظهر قط ..
بهيأة الشبح خاصتي .. وجدت نفسي أطير وسط الظلام .. ظلام لا نهائي ..
محتجزا وسط شرنقة السواد تلك .. تساءلت ما إذا كانت القدرة معطلة أو ما شابه ، فذلك لم يحدث من قبل ..
كلما زاد الوقت الذي أمضيته بذلك المكان .. زاد ذلك الشعور الذي كان ينمو بداخلي ..
شعور بعدم الإرتياح ..
و كأن شيئا ما قد راقبني خلف ذلك الستار المظلم .
ما زاد الطين بلة ، كان عدم تمكني من تعطيل قدرة منظور اللاعب الثالث ، ما عنى أنني سأبقى محتجزا داخل هذا الظلام إلى اجل غير مسمى ..
مرت الدقائق ..
و الساعات ..
بينما تضخم ذلك الشعور بشكل مرعب ..
“هناك شيء ما خاطئ ..”
مالذي حدث ؟ أين انا بحق ؟!
أن تبقى محتجزا وسط الظلام كل هذا الوقت ..
ذلك لم يكن شعورا مريحا بكل تأكيد .
الأمر أشبه بالسباحة بقعر المحيط بعيدا عن الضوء .
كنت احاول الخروج دون هوادة ..
محاولا بعنف .. متخبطا بكل مكان ..
لكن كل شيء قد إنقلب رأسا على عقب دفعة واحدة عندما أمسكني شيء ما من رقبتي ..
يد سوداء لزجة .. شعرت بتلك الأظافر تحفر داخل عنقي بينما لم أستطع فهم ما كان يحدث حتى ..
فأنا الآن من المفترض أن أكون بهيأة أشبه بالطيف ..
لكن الشعور كان حقيقيا جدا .
حاولت التمسك بتلك اليد التي منعتني من التنفس .. لكن دون فائدة ..
ذلك الشيء زحف فوق جلدي بينما همس عند أذني ..
“مت ، مت ، مت ، مت ، مت ،مت ، مت ، مت ، مت ، مت ، مت ..”
كلمة تكررت بسرعة هامسة لي بقرب موتي بينما خنقتني تلك اليد ..
بدأت أفقد الوعي تدريجيا غير قادر على قول أو فعل شيء حتى..
كل ما رأيته كان الظلام .. و يد تحاول سلب الحياة مني .. بالإضافة الى شيء ما همس بأذني ..
بمرحلة ما .. لم أعد أسمعه و هو يريد مني الموت .. بل سمعت صوت دقات قلبي الذي كاد ينفجر داخل صدري ..
وعي تلاشا تدريجيا .. لكن و في اللحظة الأخيرة .. إنبثق نور ازرق شديد القوة أمسك بجسدي مبعدا تلك اليد السوداء و ساحبا إياي نحو الواقع .
و ما هي الا ثوان لأستيقظ بعنف ساقطا من فوق كرسي مكتبي بينما صرخت متعرقا ..
تحسست رقبتي بشدة .. المكان الذي كانت تعتصره تلك اليد قبل قليل .. لأستشعر سائلا من نوع ما من عليها..
“مالذي حدث ؟”
ذلك كان السؤال الذي طرحته ..
لكنني تجمدت من جديد .. عندما وجدت شيئا يزحف فوق ذراعي ..
شيء أسود .. مخلوط بدم أحمر ..
“ظل ؟”
لا .. بل نفس ذلك الشيء الذي حاول قتلي منذ قليل .
“مستحيل ..”
يفترض أنني كنت بهيأة مثل الشبح .. يفترض أن هذه الاشياء غير ممكنة الحدوث ..
لكن ذلك الشيء كان خير برهان .
الاظافر التي غُرزت داخل رقبتي .. و اليد السوداء اللزجة ..
بهلع .. أطلقت موجة من الاورا البنفسجية.. موجة حملت قوتي الكاملة مبددتا كتلة الظلام القبيحة تلك ..
هي تبخرت على الفور تاركة اياي منصدما بمكاني ..
ليس بسبب ما حدث ..
بل لأنني تعرفت على ذلك الشيء ..و ذلك المكان ..
هذه القوة .. هذا الظل ..
“ظل الملك ..”
مستحيل..
أنكرت بشدة ..
“شيء كهذا يستحيل أن يحاكيه بشري ..”
كيف يمكن لمجرد بشري أن يحاكي قدرة لا يملكها سوى أحد اقوى الشياطين على الإطلاق ؟!
قدرة .. جاءت منه هو ..
عجزت حتى عن نطق إسمه .. خوفا من أن يحدث شيء لا يحمد عقباه ..
تمنيت بشدة أن أكون مخطئا ، لكن الواقع كان قاسيا جدا و ما أحسست به قبل قليل كان حقيقيا جدا .
بوجود شيء كهذا لم اعد أستطيع الثقة بالنصيحة المباشرة لوحدها من أجل التعامل مع ما سيحدث بالمستقبل ..
يكفي أن ذلك الشيء قد صد أحد قدرات النظام أمام عيني قبل قليل ..
أردت التأكد ..
التأكد من حقيقة ما رأيت ..
بدون وعي .. وجدت نفسي أستعد لإستعمال لقطة من المستقبل مرة أخرى بعد آخر مستقبل رأيته ..
” هذا سيكلف المزيد من نقاط الانجاز ..”
لكنني لم أملك شيئا آخر أستطيع القيام به بالوقت الحالي ..
“ارني المستقبل بعد 10 ايام من الآن ..”
طلبت من النظام الذي شفط على الفور 1000 نقطة انجاز اخرى مني ..
تغير الواقع بينما بلعت لعابي مترقبا ما سأراه تاليا ..
تساءلت حتى عن مدى صحة ما رأيت .. أنا لا أفقه الكثير عن امور الزمن و الوقت .. لكن الا يفترض أن المستقبل أمر غير ثابت ؟
هل ما أراه حقا هو المستقبل ؟ ام مجرد إحتمالات تتغير بكل مرة ؟
فكرت بالأمر بجدية بينما تشكل المشهد أمامي ..
وجدت نفسي احلق فوق قصر القمر من جديد .. أو ما تبقى منه ..
هذه المرة ، المستقبل لم يكن رحيما إطلاقا ..
“منطقة الفاليريون .. ”
مقاطعة كاملة قد إحترقت تماما بينما حدثت مجزرة دموية بداخلها ..
من بين الجثث ، و داخل قصر القمر ..
رقد شخصين ممزقا الاطراف بإصابات مرعبة ..
الأول كان اوليفر خان ..
و الثاني ..
ذلك لم يكن سواي انا .. مرميا هناك بلا حول ولا قوة ..
“أنا .. مت ؟”
لم أستطع التفاجؤ بخبر موتي حتى عندما كسرت صرخة وحشية طبلة اذني .
من بعيد .. رايت شيطانا قذرا يرتفع عاليا و الظلال تلتف من حوله ، بينما إصطدم برجل آخر نزل حاملا رمحا عظيما من الرعد وسط صدام مرعب مزق السماء ..
مايكار كان يقاتل ذلك الشيء هناك ..
تلك المعركة قد ارسلت موجة من القوة حملتني بعيدا لتعيدني إلى الحاضر ..
بمجرد عودتي .. بقيت متجمدا مكاني .. محاولا إستعاب ما رأيته ..
“أنا مت .. سانسا قامت بقتلي ..”
النصيحة المباشرة ؟ فالتذهب للجحيم ..
“انا مت سحقا لك ..”
أنا فكرت ..
هل ميتة كهذه تكفي ؟
هل هي كافية لإرضاء والدي ؟
“لا ..”
هي لا تكفي..
أظلمت اعيني بينما تسابقت الافكار داخل عقلي ..
أنا لا أستطيع الموت بعد ..
بعدما وصلت إلى طريق مسدود .. وجدت نفسي أستلقي فوق الكرسي محدقا بالسقف بابتسامة متكلفة ..
“انا حقا سأضطر لقتلك .. سانسا .”
…
…
…