منظور الشرير - الفصل 152
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 152 – غير عادي
– منظور فراي ستارلايت –
مدت ميلينيا يدها ، اليد التي أمسكتها بصعوبة محاولا رفع جسدي المنهك من كثرة التعرض للضرب .
“لقد قاتلت بشكل جيد ”
جاء المديح من السيافة المرعبة ، كلمات بدت اقل مصداقية عندما وقفت حاملة لذلك السيف الشاهق مهددة إياي .
“هل أعتبر هذه مجاملة ؟”
“أبدا ”
هزت راسها نافية .
“تمكنك من الوقوف الآن لهو خير دليل ”
رغم أن الأمر لم يكن مشجعا البتة ، إلا أن ميلينيا كانت صادقة و لم استطع تخيلها تمدح أكثر من ذلك ..
قتالنا استمر لربع ساعة ، و هو الوقت الذي أستطيع خلاله تحمل هيأة الدم الخاصة بباليريون مصحوبة بتضخيم الاورا القادم من الدارك سيستر .
كل هذا بالكاد جعلني اصمد ضد نهج ضربات السيدة الحديدية امامي ..
و بطبيعة الحال ، انتهى القتال بمجرد نفاذ تلك ال 15 دقيقة ..
طيلة المعركة و حتى الآن ، هناك شيء غريب بنظرات تلك السيدة لي .
نظرات لم أستطع تجاهلها بعد الآن .
“امم ، هل من خطب ما ؟”
“انت ..”
و على غير المتوقع هي اجابت
“لم اتوقع اطلاقا أن أرى حاملا لإثنين من الاسلحة القديمة بآن واحد ..”
“و هل ذلك أمر غريب لهذه الدرجة ؟”
اعلم أنه لم يظهر اطلاقا شخص يحمل إثنين من الاسلحة السبعة .. لكنها كانت مجرد اسلحة قد تقع بيد أيا كان ..
لكنني كنت جاهلا على ما يبدو و هذا ما إستنتجته من النظرات الحادة التي رمقتني بها .
“السيوف من الفئة SS ليست بالعادية .. سيوف كهذه لا يستطيع ايا كان أن يحملها ”
كلامها كان منطقيا نوعا ما ، لكنني لم اعاني من أي مشاكل بالضرورة ..
“هل هناك متطلبات من نوع ما ؟”
لا اتذكر الكتابة عن أي شيء من هذا ما عدا بحالة الفيرميثار الخاص بسنو ..
لحسن الحظ ، ميلينيا كانت متفهمة بما يكفي لتشرح لي ..
“السيف من هذا النوع ليس مجرد قطعة معدن ”
مسحت ميلينيا سطح سيفها الذهبي برفق بينما واصلت..
“إنها قطع من الالغاز التي شكلت على هيأة سيوف .. أحيانا ستجد السيف هو من يقودك ، و ليس العكس ”
من الخطأ وضعها بنفس الفئة مع الاسلحة الأخرى.
“أنت الاخر يفترض أن تمر بموقف واحد أو إثنين .. مواقف عندما وجدت أن سيفك اشبه بكائن حي و بإرادة خاصة و ليس مجرد جماد لا لون له ”
بالحديث عن ذلك ..
حدقت بسيفي .. باليريون .
الرعب الأسود كان رفيقي منذ ايام طائفة الظلال ، و قد عشت معه الكثير ..
منها مواقف قام بها هذا السيف الأسود بأشياء فاقت تصوري ..
“ارى انك مررت به أنت أيضا”
“نوعا ما ..”
“من الصعب شرح الأمر بشكل صحيح ، لكنه اشبه بتلبس .”
“تلبس ؟”
“أجل .. احيانا طبيعة سيفك ستؤثر عليك ، مثل تعطش غير مفهوم للدماء ، أو هيجان للمشاعر .. أو حتى عن طريق شيء مادي أكثر مثل أن يتحرك سيفك بمفرده ..”
“…”
“المقصد هنا .. هذه السيوف تملك ارادة خاصة بها ، و هي تختبر حاملها قبل أن تخضع له ”
“إختبار ..”
أي إختبار ؟ هل كان ما حدث بطائفة الظلال هو اختبار باليريون ؟ ثم ماذا عن الدارك سيستر ؟ هو خاضع لي منذ البداية ..
“فراي ستارلايت ، لانها سيوف بإرادة فهي تستهلك حاملها ببطء .. و لانها تملك إرادة فهي ستؤثر عليه دوما .. و لهذا السبب لا يمكن إستخدام 2 منها .”
“فكل من فعل اما مات أو أصابه الجنون بسبب استحواذها عليه ”
بالكاد يستطيع البشر تحمل واحد منها ، لكن بمجرد إضافة واحد آخر فيفترض أن يتحطم الحامل تماما بسبب الضغط الذي تفرضه ، و حتى السيوف نفسها تملك كبرياءا يمنع الحامل من استخدام إثنين بآن واحد .
“لكن ها أنت ذا ”
مشت ميلينيا من حولي و هي تنظر إلي محللة جسدي .
“تحمل إثنين من السيوف المشتعلة و كأنها لا شيء ”
“لديك جسد يتحمل ضربات مصنف في الفئة SS بينما لا تزال في الفئة B بالكاد ”
حتى و لو زادت الدارك سيستر و باليريون من قوتي بشكل متفجر ، يبقى ذلك غير كافي من اجل التعامل مع فارق مهول كهذا .
فالأساس مهم و ما الباقي إلا اضافات .
“هناك شيء غريب حولك ”
كلماتها .. لم تكن خاطئة .
“لن أجادلك بهذا ” بابتسامة انا قلت .
“فحتى أنا لا أفهم نفسي بشكل كامل ”
هناك الكثير من الفوضى بحياتي أكثر من أن أستوعبها بكثير .
“هل لي أن أسألك ، لماذا تقاتل ؟ ”
“مالذي تعنينه ؟”
“كل من يأتي إلى المعبد تكون له رغبة ، أو طموح يدفعه إلى القتال ”
أشياء مثل إكتساب القوة ، أو الشهرة .
أو حتى أمور تافهة مثل اكتساب الأصدقاء أو عيش حياة أفضل..
“أيهم أنت ؟ لورد ستارلايت”
بمجرد طرحها لهذا السؤال ، إستوعبت على الفور أنها تمكنت من الرؤية من خلالي .
فهي قادرة على قراءة خصومها من أقل عدد من التبادلات بالسيف .
“سبب للقتال ، لقد إعتدت على إمتلاك شيء كهذا منذ وقت ليس ببعيد .. لكن ليس بعد الآن”
لا أعلم مالذي رأته ميلينيا ، أو مالذي شعرت به من كلماتي الجوفاء و نظرتي الفارغة .
لكنها مدت يدها واضعة إياها على كتفي .
كانت يدا نحيلة تليق بفتاة ، لكن تلك الصلابة التي اعطتها راحة يدها أثبتت العكس .
ذلك لوحده كان كافيا لإثبات شغفها العميق بالسيف .
“لا بأس .. يمكنك ملؤ الفراغ ببطء و إكتشاف كل شيء عن نفسك مع الوقت ، لهذا السبب بني المعبد بالمقام الأول ”
هذه كانت طريقتها لتقول لي أن اعتمد عليها .. و أنها ستقوم بمساعدتي .
لا أستطيع معرفة نيتها الحقيقية بالضبط لكن للان .. قررت قبول تلك اليد التي مدتها إلي .
“أتطلع لذلك ..”
هي أومأت برأسها ، بعد ذلك جلس كلانا نتحدث عن طريقتي الجديدة بالقتال .
بشكل عام ، لم اكن معتادا على القتال بسيفين بعد لكنني كنت أملك الموهبة لذلك على حسب قولها ، اما أهم شيء يجب ان اركز عليه بالوقت الحالي هو تقوية اساسي و فهم قدراتي بشكل صحيح .
و هنا الكلام عن رقصة الظلال التي بلغت المستوى الأول أخيرا .
بين هذا و ذاك ، إستنتجت أنني أملك طريقا طويل أمامي لأقطعه.
“إذا أراك غدا سيدتي .”
“أجل”
قمت بتحية السيدة ذات الشعر الأحمر بينما شققت طريقي بعيدا.
اثناء مشيي ، القيت بنظرة على نافذة النظام المزعجة التي كانت تظهر من وقت لآخر حولي .
*دينغ !*
ميلينيا مايدن .
المستوى الحالي : SS .
نقاط المودة الحالية : 15 .
حاملة الكلايمور فضولية بشأنك .
-لا يمكن عرض المزيد من المعلومات نظرا لقلة نقاط المودة الحالية –
…
…
…
فضولية بشأني ..
أفترض أن هذا أفضل من أن تحقد علي أليس كذلك ؟
بهذه الافكار غادرت ساحة التدريب ، أما ميلينيا فبقيت تنظر إلي من الخلف و هي تفكر بما حدث قبل قليل ، و بما حدث قبل يوم واحد .
عندما تأكدت من أنها وحدها تماما ، ميلينيا رفعت سيفها عاليا و هي تحدق به .
“ياله من جيل غريب ”
إنعكست اعين السيدة الحديدية الحمراء فوق النصل الذهبي .
“البارحة يأتيني بطل الكنسية بهيأته الغريبة تلك ، و اليوم بطل الفيكتورياد بإثنين من السيوف المشتعلة .”
و الاغرب أن كلاهما صمد أمامها بالقتال .
“مهاراتي بدأت تصدأ ..”
بعد ذلك ، يقال أن البعض قد سمع صوت سيف ما و هو يقطع الهواء من على بعد كيلومترات ..
…
…
…
عندما خرجت من ساحة التدريب الجو كان ليلا بالفعل ، لكن المعبد كان حيويا جدا .
محاولين إبعاد صخب الحرب الوشيكة قدر الامكان ، حرص المسؤولون عن المعبد على جعله حيويا طوال اليوم .
و حتى الطلاب حاولوا هم الآخرين المساهمة بطرقهم الخاصة ، بحيث أن طرقات المعبد قد إمتلأت حتى آخرها .
أنا الآخر تجولت بين المطاعم و المحلات التي بدت و كأنها مدينة لوحدها بدلا من مرافق تابعة لمؤسسة دراسية ..
بأوقات كهذه ، أنا حقا إفتقدت العجوز شاهين . من يدري مالذي كان يفعله العجوز اللعين الآن ..
تمنيت فقط أن يكون لا يزال على قيد الحياة ..
بعد التجول قليلا ، قمت باختيار مطعم قدم بعض الوجبات الخاصة بالمطبخ الإيطالي قديما ثم جلست اعبث بالنظام لبعض الوقت .
النظام الجديد لم يتغير كثيرا سوى من ناحية نظام المودة الجديد .
وجدت إحصائياتي كالعادة رفقة نقاط الانجاز الحالية .
كنت بالفئة B- ، بذروتها لاكون دقيقا .
من حيث القدرات ، حصلت على منظور اللاعب الثالث التي تتيح لي التجسس أو التلاعب بمن لديهم نقاط مودة عالية لي .
بهذا الصدد ، قررت تجربتها بعدما لم أجد شيئا أقوم به .
أول من فكرت به كانت اختي آدا ، لكنني إستخدمتها عليها كثيرا لذلك قررت التغيير .
و قد وقع الاختيار على دانزو .
نقاط مودته الحالية لي كانت 50 ، و أفترض انها الحد الادنى لتعمل القدرة .
“لنجرب إذا ..”
فعلت القدرة ثم جاءت حالة الانغماس الغريبة تلك و كأن روحي يتم سحبها من جسدي .
شعرت بالغثيان بينما اظلم كل شيء بشكل تلقائي .
عندما فتحت عيني من جديد ، وجدت نفسي احلق في الهواء بينما تغير المشهد من حولي تماما .
كنت داخل غرفة واسعة تملك تفاصيل بسيطة لكن انيقة .
عندما نظرت إلى الأسفل وجدت شخصا مألوفا .
*هووووففف*
صوت تنفسه الخشن و عرقه الذي تساقط بغزارة قد كان مسموعا لي .
هناك وجدت دانزو يقوم بتمارين الضغط بشكل جنوني بينما ظهرت عضلات جسده للعيان .
“تمارين الضغط … يبدو مثله ”
شيء متوقع منه ، المرعب بالأمر هو انه لم يكن يعد حتى ، افترض انه يقوم بها إلا أن يسقط في النهاية .
و بالنظر إليه ، أفترض أن عداته بلغت رقما فلكيا .
أمضيت الدقائق التالية اتجول حول المكان بهيأة أثيرية ، لن انكر أنني كنت متحمسا في البداية ، اعني فكرة التجسس على الآخرين على هياة شبح و مهما كانت غير أخلاقية .. هي مثيرة بنفس الوقت .
أن تنظر الى الجميع بينما لا يعلمون انك موجود حتى .
لو لم اكن انسانا سويا لكنت قد تسببت بكوارث بهكذا قدرة .
“دعنا نبقى عاقلين يا فراي ..”
طردت الافكار الغير مرحب بها بينما واصلت التجول حول دانزو .
جربت حدود القدرة شيئا فشيئا ، مثل المدى .. للأسف أنا لا أستطيع الابتعاد عن الهدف سوى لبضع امتار ، بالتالي كنت مجبرا على الإلتصاق بمؤخرة دانزو .
ثانيا ، أردت معرفة الحد الزمني للقدرة إذا كان موجودا .
مرت الدقائق الواحدة تلوا الأخرى ، لكن لم تظهر أي علامات على انتهاء الوقت .
و هذا ما دفعني لإستنتاج أن هذه المهارة تعمل بالاورا .
بالتالي أفترض أنني أستطيع البقاء للوقت الذي اريده بفضل مخزون الاورا من الفئة SSS الذي أملكه .
واصلت السباحة في الفضاء فوق دانزو الذي غير التمرين و اصبح يقوم به بيد واحدة الآن .
عبثت بالنظام بتكاسل متسائلا .
حتى الآن كانت قدرات النظام تحمل معنى ما ، سواءا النصائح العشوائية و المباشرة أو حتى قدرات الكتابة .
النظام لا يضع أي شيء دون معنى ، ما عدا المهام الجانبية بالطبع .
لذلك أتساءل ما فائدة نظام المودة الجديد بالضبط ؟
هل يريدني النظام أن أعمق علاقاتي مع باقي الشخصيات عن طريق فهمهم أكثر ؟
كلما فكرت بالأمر زدت ضياعا ..
أيضا ، نقاط المودة لم تكن المتغير الوحيد .
بل قدرة أخرى لم استخدمها منذ زمن طويل ..
صورة من المستقبل ..
القدرة التي سمحت لي بالماضي برؤية صورة للقطة واحدة من المستقبل قد تغيرت .
– لقطة من المستقبل –
– تتيح لك القدرة المطورة إمكانية رؤية لقطة من بضع ثوان لحدث من المستقبل .
الصورة اصبحت فيديو الآن .
هذه القدرة كانت مرعبة بالحقيقة .. اعني هي تريني المستقبل حرفيا .
بالفيكتورياد لم أستعملها لانني كنت اخشى أن أرى خسارتي ، لكن الآن افترض أنها اصبحت أحد اهم ما لدي .
فجأة ، تذكرت ما حدث بالماضي ، و الصورة التي أرتني دمار نصف المعبد .
وقتها ظننت أن السبب كان انفجار الجوهر ، لكنني كنت مخطئا .
ايضا …
هل من الآمن تصديق أن المستقبل الذي تريه لي صحيح ؟
أنا لا أفقه الكثير حول أمور التلاعب بالزمن ، لكن المستقبل لهو أمر غير ثابت و قد يتيغر بأدنى حركة .
بمعنى ادق .. لو رأيت المستقبل فقد تغير تصرفاتي ما أراه و لن يقود بالضرورة إلى سيناريو أفضل .
ثم من أين لي بقدرة كهذه .. هل لربما المستقبل أمر حتمي ؟ مثل أن يكون تفجير نصف المعبد أمرا لم يحدث بعد ؟
بدأت اشعر بالصداع من التفكير بقدرات الزمن هذه .. لذلك قررت رميها الى الزاوية بالوقت الحالي .
“دعنا لا نعبث بالزمن ..”
كان ذلك للافضل ..
فجأةً .. جأتني لحظة إدراك .
“إنتظر .. مالذي يحدث لجسدي عندما ادخل هذه الهياة ؟”
بمجرد تفكيري بذلك ادركت أنني كنت أتجسس على دانزو منذ نصف ساعة كاملة .
اللعين كان لا يزال يمارس تمارين الضغط ما جعلني لا أشعر بالوقت .
على الفور الغيت القدرة لتسحبني أيادي خفية من بعيد معيدة إياي الى الواقع رفقة موجة من الغثيان .
عندما فتحت عيني .
وجدت وجهي مغروسا داخل هريسة البطاطا و الدجاج التي تم تقديمها إلي ، شعري و وجهي ، كلاهما اصبح بحالة فوضى .
رفعت جسدي ببطء ماسحا وجهي لاجد كل من في المطعم ينظرون إلي بغرابة .
رأيت بعض العاملين هنا ينظرون إلي بقلق و هم يتحدثون عن أمر ما ، افترض انهم حاولوا إيقاضي عدة مرات لكن لم أستجب .
بادرت على الفور بالدفع و الاعتذار بينما خرجت بسرعة .
“دعنا لا نفعلها بمكان عام مرة أخرى ..”
كان الأمر محرجا .
عدت إلى اقامة النخبة بعد ذلك .
لم أملك شيئا أفعله ..
حتى المهام الخاصة بالنظام قد كانت فارغة ، ما عدا الجانبية المنحرفة التي طلبت مني الدخول بعلاقة مع امثال سيرس مونلايت .
كنت أتجاهل هذا النوع من المهام ، لذلك لم أجد ما اقوم به حقا .
كنت أعلم أن هذا لن يستمر إلى الأبد .
ازرق العينين ذاك .. المهندس ..
أعلم انه لن يتركني و شأني .
بدا وكأنه يعرف الكثير عني .. و كأنه خطط لكل شيء من البداية .. منذ ولادتي .
شخص كهذا قد يكون يحوم حولي الآن بمكان لا أراه به ..
لذلك كنت متأكدا أن هذا الهدوء ما هو إلا وضع مؤقت ..
ستأتي العواصف من جديد ..
عواصف لا أعلم ما إذا كنت جاهزا لها ..
“كل ما أستطيع القيام به هو بذل جهدي كما فعلت دوما أليس كذلك.. أبي ؟”
بابتسامة .. عدت إلى غرفتي منهيا يوما آخر داخل المعبد .
…
…
…