منظور الشرير - الفصل 150
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
غرفة مظلمة ، و الكثير من الأشخاص الغرباء الذين لم تراهم من قبل .
طاولة باردة ، بدماء لزجة و رائحة مقرفة أزعجت أنفها .
ضوء مصباح ساطع أعمى عينيها من شدة تصليطه عليها .
بشفتين متيبّستين من شدة الجفاف ، و جسد نحيل هزيل فقد كل ما كان يقتات عليه ذات يوم .
الأشخاص من حولها لم يكن لهم وجوه بنظرها ، و بالكاد فهمت كلمة مما كانوا يتفوهون به .
مالذي فعلوه لها ؟
هي لا تتذكر ، لكنها تتذكر الكثير من الصراخ .. و كم كان الامر مؤلما ..
من جوف الفتاة إنبثقت مجسات سوداء مزقت كل اولئك الغرباء من حولها لتحولهم إلى عجينة لحم ممزقة إياهم إربا إربا .
في الظلام ، حليفها الوحيد لم يكن أحدا سوى الظلام .
“هاه ؟”
فتحت الاميرة عينيها .
أول ما دخل مجال بصرها ، كان ندبة عملاقة مزقت الجدار أمامها .
كانت ترتدي ملابس نومها المعتادة ، أما تلك فقد كانت غرفتها داخل اقامة النخبة الخاصة بالمعبد .
واقفة حافية القدمين ، لكن ما أزعجها بشكل خاص كانت الدماء على يديها .
إرتعشت سانسا بينما شعرت بصدرها يحترق .
“لا بأس ، كل شيء بخير”
يد دافئة ربتت بلطف على رأسها ، كانت تخص رجلا مقنعا قد ظهر من العدم خلفها .
أعينه القرمزية خلف قناعه قد كانت واضحة للعيان حتى بوقوفه وسط تلك الظلمة الدامسة ، أما سانسا فقد تعرفت عليه منذ البداية و هذا ما أجج تلك المشاعر التي تصاعدت بداخلها.
بصوت مكتوم سألت ذلك السؤال الذي وترها منذ إستيقظت و هي تمشي أثناء نومها .
“هل أنا من فعل هذا؟”
سألت و هي تنظر إلى الدماء بين يديها ، أما اوليفر خان فقد نفى على الفور .
“لم تفعلي شيئا ”
“لكن !”
“هذا مجرد كابوس ”
بضربة سريعة من يده تحركت بسرعة الصوت نحو عنق سانسا التي إنهارت فاقدة للوعي بين ذراعيه .. هو قام بحملها إلى سريرها من جديد .
“مجرد كابوس سيء .”
أعاد اوليفر خان الاميرة الى مكانها بينما مسد شعرها الاشقر البلاتيني الذي بدأ يفقد تألقه و يتحول للسواد .
يده دون وعي تفقدت الجانب الايسر من معدته متحسسا جرحه الذي لا يزال ينزف ..
و ماهي إلا لحظة واحدة ليشتد اللحم مع اللحم و ينغلق الجرح المرعب بشكل شبه فوري .
أوليفر خان ، رغم صمته فأعينه قد قالت الكثير و هو ينظر إلى الاميرة الراقدة أمامه .
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت –
النوم .
الأكل.
التدريب .
الحديث بشكل عشوائي مع .. أصدقائي .
ثم التدريب من جديد .
و المزيد من الاكل و النوم .
آه .. و التغوط .
أستيقظ صباحا بالساعة الخامسة . و أخرج لممارسة بعض الرياضة الصباحية التي يمكن إعتبارها بمثابة إحماء جيد من اجل بقية اليوم .
تلك كانت عادة إلتقطتها أثناء محاولتي للفوز بالفيكتورياد .
بعد ممارسة حصتي التدريبية الصباحية ، اعود لغرفتي لأجدها الساعة السادسة صباحا .
آخذ حماما سريعا أطرد به كل العرق ، رغم أن جسدي بالكاد يفرز أيا منه ..
لكنها كانت عادة حافظت عليها هذه المرة من قبل تناسخي حتى .. كما أن هذا الجسد قد إمتلك بعض الوسواس تجاه النظافة ذات يوم .. ولا أعتقد أنني قد تخلصت من الامر تماما حتى الآن .
بعد الحمام و إلقاء نظرة على جسدي الرياضي و لكن النحيل بنفس الوقت ، أقوم بارتداء ملابسي و الخروج من غرفتي .
بطريقي أصبحت دوما ما التقي سنو و دانزو ، و حتى غوست الذي يظهر من العدم .
كثيرا ما نتكلم عن مختلف المواضيع التافهة التي لا معنى لها ، لكنها كانت إعتيادية لمن هم بسننا .. أو يجب أن أقول .. سنهم .
بعد ذلك لا يحدث شيء سوى التدريب .
و التدريب .
و مزيد من التدريب .
بنهاية اليوم أخوض معركة تدريبية ضد أحد أقوى المبارزين على الاطلاق ، ميلينيا حاملة الكلايمور .
و هذا ما كنت أقوم به حاليا رفقة سنو ليونهارت .
حمل أحد الاسلحة الاسطورية يضع قوة تدميرية مهولة بيد حامله ، لكن القفزة الكبيرة بالقوة لا تحدث إلا لمن هم من أمثالي أنا و سنو .
نحن كنا بالكاد في الفئة B ، لكن بما أن أسلحتنا من الفئة SS ، فالمدى الحقيقي لقوتنا بزيد كثيرا ليلمس الفئة S .. لهذا لطالما كان باليريون اهم ورقة رابحة لدي .
لكن الأمر مختلف عندما يقع سلاح رتبة SS بيد مستيقظ فئة SS .
عند بلوغ ذلك المستوى ، الاسلحة لن تكون مصدر القوة الرئيسي ، بل ستصبح مجرد أداة فائقة تخرج إمكانيات حاملها بشكل كامل .
و هذا ما يحدث حاليا بمعركتنا ضد ميلينيا .
“لا تجعل نفسك تعتمد بشكل كامل على قوة سلاحك ، فما هو إلا أداة .. تسهل المعركة عليك نعم ، لكنها لا تحسمها ”
إذا لم يكن الأساس قويا ، فلن تهم قوة السلاح كثيرا .
هذا هو اليوم الرابع منذ بدأنا التدريب مع ميلينيا ، و حتى بجعلها معركة 2 ضد 1 رفقة سنو ، فنحن لم نلمس شعرة من رأسها حتى الآن .
حاول كلانا القتال بكل ما لديه و قد إعتمدت على هياة الدم و خاصية الظل الجديدة حتى ..
نجحت بجعل المعركة أشد عنفا و صخبا أجل ، لكنني لا أزال اخسر بشكل مزري على الرغم من ذلك .
“سنو ليونهارت ، لا تزال غير متحكم بشكل كامل بسيفك .. تحتاج إلى تسخير قدراته بشكل صحيص ”
كثيرا ما تبادلت معها الضربات .
كلايمور كان من نفس نوع باليريون .
سيف مدموج مع اليد ، ما عدا أن سلاحها كان كبيرا بشكل سخيف .
“ضرباتك قوية ، فراي ستارلايت”
“…”
تطاير الشرر الناري مع كل إحتكاك للمعادن بين سيوفنا .
و مع كل خطوة كنت أتراجع أكثر تحت تأثير ضغطها .
“ضرباتك قوية ، لكنها فارغة جدا”
رفعت ميلينيا يدها بينما هاجم سيفها بشكل شبه تلقائي .
“لا تبدو مهتما بأن تصبح أقوى؟ ”
عندما سألتني و هي تنظر إلي بتلك الاعين القرمزية ، أجبرت نفسي على الإبتسام..
“هل كان الأمر واضحا لهذه الدرجة ؟”
“أجل ، تبدو مختلفا عما كنت عليه أثناء الفيكتورياد”
إذا هي كانت تشاهد ؟
“ظننت نفسي أقوم بعمل رائع لإخفاء ذلك ”
هي أومأت .
“أنت تفعل ، لكن سيفك أصدق منك ببساطة ”
حالتي الحالية كانت أفضل بكثير من وقتي أثناء الفيكتورياد .
لقد حصلت على خاصية الظل العلوية ، كما بدأت أفهم رقصة الظلال .
لكن رغم كل ذلك ..
شتان بين فراي الفيكتورياد ، و هذا الذي أنا عليه الآن .
لسبب ما نفسي ما قبل الفيكتورياد بدت أقوى بكثير .
“هل هذا ما يسمى بالدافع ؟”
الدافع لمواصلة الحياة ؟ الدافع لكي أصبح أفضل و أقوى ؟
ميلينيا لم تقل كلمة أخرى حول الموضوع ، هي كانت هنا لتعليم السيف لا إصلاح نفسية طلابها .
و هذا ما قامت به حتى النهاية .
و بعد ساعتين .. سقطت أرضا رفقة سنو نتصبب عرقا .
كلعادة نحن لم نلمس ميلينيا حتى ..
بينما كان عقلي لا يزال شارذا .
بعد إنتهاء القتال ، كثيرا ما نتبادل الملاحظات معها مستمتعين برؤية فينيكس يبرح دايمن و دانزو ضربا .
“فراي ستارلايت ، وضعيتك القتالية ناقصة .”
تم كسر الصمت من حولنا بكلماتها.
“مالذي تعنينه ؟”
“وقفتك مناسبة ، لكن المشكلة تكمن بيدك اليمنى .”
يدي اليمنى ..
“و كيف ذلك بالضبط ؟”
“أنت تميل لمحاولة إستعمالها دون وعي منك اثناء القتال .. ما يعني أن القتال بسيف واحد ليس الطريقة المثالية لك ”
أدهشتني دقة ملاحظتها .. التي جعلتني أدرك أن الماثلة امامي مبارزة من النخبة ..
“فكرت بأنك قد تستفيد من حمل درع بتلك اليد .. لكن ذلك لا يناسب أسلوبك .. ثم لا يفكنني سوى التفكير بسيف آخر .. أسلوب قتال بسيفين ”
“بالتفكير بالأمر ، ألم تكن تقاتل بيدك اليمنى أثناء الفيكتورياد ؟”
كان سنو من سأل هذه المرة مستذكرا نزاله ضدي .
و قد أومأت بالإيجاب.
بالتالي تم تأكيد شكوك ميلينيا تماما .
“حاول القتال بسيفين من الآن فصاعدا ، قد تكون المفتاح لك .”
“سأضع ذلك بعين الاعتبار .”
أجبت بختصار بينما إنتهت الحصة تماما .
هي لم تخطئ بالطبع .. كما أن يدي اليمنى أخفت سيفا مشتعلا آخر ..
“اسلوب سيفين هاه ..”
في الواقع ، لقد كنت أخفي الدارك سيستر منذ وقعت يدي عليه.
سيف والدي ، و شيء إعتبرته مثل البطاقة السرية الرابحة في حال حدوث طارئ .
و مجددا ، هذه طريقة تفكير قديمة إكتسبتها منذ زمن طويل.
إخفاء الاوراق الرابحة من اجل النجاة ضد الخصوم الاقوى .
كل خطوة كنت اقوم بها كانت تمتلك معنى خلفها ، لكن حتى كل ذلك بدا دون فائدة الآن..
أعني ، أنا لم أعد أعرف حتى أين أوجه سيفي ، فما بالك بمعرفة أعدائي .
بهذا الصدد ، هل يجب حتى أن أخفي سلاحي ؟
الإجابة هي أجل ، إخفاؤه مهم جدا و إظهاره للعلن لهو قمة الغباء .
لكن هل أي من ذلك يهم ؟
أردت التفكير بشكل أبسط .
أبسط بكثير .
هذا كان سيف والدي و سلاحه و اقرب رفيق له .
أريد إستخدامه .
“أريد القتال مستعملا إياه .”
رغبة بسيطة و أنانية مني ، و غبية أيضا لكنني قررت تحقيقها .
ميلينيا كانت لا تزال هناك عندما عدت إليها ..
“مالامر؟ لقد إنتهينا بالفعل ”
“أريد طلب نزال منك يا سيدتي ”
“و أليس هذا ما كنا نفعله قبل لحظات ؟”
أجل ذلك صحيح ، لكن ما أردته هذه المرة كان شيئا آخر تماما ..
“بدل نزال تدريبي ، أريد شيئا أعمق .. أريد معركة حتى الموت ”
لا أريد القتال و أنا متأكد بانني سأنجو .
و لا أريدها ان تتراجع هي الاخرى .
“فراي ستارلايت ، لا فائدة من القتال بجدية ضدك الآن فأنت لم تصل الى المستوى الادنى المطلوب لدعم طلبك هذا .”
كيف أتحداها و انا لم أستطع لمسها إطلاقا ؟
هذا كان المعنى الكامل خلف كلماتها ..
لكنني لم اجب بالكلمات هذه المرة .
“تعال .”
من العدم ، تشكل سيف الدارك سيستر أمامي لأمسكه من غمده .
ميلينيا سيطرت على تعابير وجهها بمهارة ، لكنها لم تستطع منع دهشتها بعد رؤية تلك الكاتانا السوداء المفقودة .
“الدارك سيستر ..”
“ليس هو فحسب ”
من يدي اليسرى ، ظهر باليريون الرعب الاسد هو الاخر .
حاملا إثنين من السيوف القادرة على التسبب بدمار شامل .
أحسست بنفسي أقوى من أي وقت مضى .
لكنني أردت أن ارى إلى أي مدى أستطيع أخذ السيدة أمامي .
هذه الأخيرة قد مشت الي بخطوات بطيئة محدقة بالدارك سيستر .
“تلك الكتانا .. آبراهام ستارلايت ؟”
“لقد تركها لي والدي كهدية منه ”
“فهمت .”
أجابت باقتضاب ، بينما نزعت رداءها مستدعية سيفها .
“أردت معركة جدية يا فراي ستارلايت ، و هذا ما ستحصل عليه .”
حتى هي قد شعرت بالاثارة برؤية شخص يحمل إثنين من الاسلحة الاسطورية .
و هذا ما جعلها تقبل طلبا طفوليا كهذا .
“هلم إلي ”
هي فتحت لي المجال .
و قد قبلت العرض .
“قاتلي بكل ما لديك !!”
أبي ..
لا أزال جاهلا عن معنى الحياة الذي جعلتني اعيش من أجله.
لا أزال جاهلا بالسبب الذي جعلك تسلب مني حقي بالموت .
لا أعلم .. لكن على الأقل ساقوم هذه المرة بما أريد .
سأتبع فقط رغباتي ، لا تخطيط ولا أي محاولة للتذاكي على خصومي .
سأقوم فقط بكل ما أريد و أرمي بنفسي أين تقودني السفن .. تاركا الرياح تسيطر تماما .
ثم سأرى إلى أين سأصل بالنهاية .
بابتسامة ، بدأت معركة مدوية ضد ميلينيا ..
…
…
…
الجانب الآخر من العالم .
غافيد ليندمان .. لورد الألتراس حامل الاثير المتعجرف .
واقفا هناك مرتديا بدلته الرسمية المعتادة هو وقف يحدق بحائط السحرة المدمر تماما و كومة الجثث الممزقة بكل مكان .
“كارثة ”
تمتم غافيد و هو ينظر إلى لوحة الدماء تلك .
“أوافقك الرأي ”
ظهر العجوز ميرغو خلفه بينما حدق كلاهما إلى نفس المشهد .
تم جر اللورد غودفري بينما كان جسده محطما تماما مثخنا بالجراح بدرع مهشم .
في السماء ، وقف آستاروث شيطان الرتبة 19 منزعجا بشدة بينما طار هناك يطفوا و نظرة حانقة منه ركزت على شخص واحد .
ذلك الشخص كان يرقد حاليا وسط حفرة عملاقة و درعه الصدئ لا يزال كما هو .
أما آستاروث ، فلم يكن هنالك أي أثر ليده اليمنى سوى شعلة بسيطة كانت تتطاير مع الرياح .
“لقد أسأنا التقدير ..”
لعن غافيد ليندمان .
هنا و بمكان وقوفهم ، حدثت معركة سميت بمعركة السجن الابدي .
المهمة كانت أن يقوم غودفري رفقة جيشه بجلب الهولو الاقوى بونتيف سوليڤان إستعدادا للحرب .
لقد ظنوا حقا أن اللورد و جيشه سيكونون كافين .
لكن هيهات ..
لقد إخترق .
بونتيف سوليڤان قد ب
لغ الفئة SS+ بالفعل ..
باسلوب قتال وحشي و مدمر كان على وشك قتل غودفري لولا قدوم آستاروث بالنهاية ..
و حتى الشيطان لم يخرج سالما من مواجهة وحش دون عقل كذاك ..
فحتى الشيطان بدا عاقلا جدا امامه .
أثار معركتهم كانت متواجدة بكل مكان ، فتلك لم تكن سوى بؤرة دمار و حرب .
حرب كانت تلوح بالأفق .
الألتراس نجحوا بالنهاية بجلب البونتيف سوليڨان هذه المرة ..
الهولو اصبحوا حاضرين بشكل رسمي الآن .
…
…
…