منظور الشرير - الفصل 15
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إندفع رجس المناجل نحوي ملوحا بأطرافه الهائلة .
كان كل شيء يتحرك بالصورة البطيئة بفضل عين الصقر التي أتاحت لي رؤية كل شيء بوضوح .
كان رجس المناجل في حالة مزرية ، كانت آثار الحرق تظهر في كل أنحاء جسده ، لم يتبقى له سوى منجل واحد بحيث أن الثاني كان محطما تماما ..
من جهة أخرى لم يتبقى له سوى 6 أطراف يسير عليها بعدما كانت 8 .
“الحياة لم تكن رحيمة بك أنت الأخر هاه ؟”
هو كان على الأغلب في مكان ما بالفئة E .
أعلى مني برتبة كاملة ، لكن مع إصابات كتلك لربما أملك فرصة .
المنجل الهائل الذي هدد بقطع رأسي أخرجني من أفكاري ما جعلني أعود إلى الواقع .
أحنيت جسدي بزاوية مستحيلة ثم رميت نفسي تحت الرجس.
في تلك اللحظة سمعت صوت صرير العظام من داخل جسدي ما ذكرني بحقيقة بديهية .
“أنا الاخر كنت مصابا ..”
معركة عادلة أليس كذلك ؟
كنت حاليا تحت رجس المناجل الذي حاول سحقي بأطرافه ال 6 التي كانت أشبه بالكماشات ..
ضربة واحدة من هذه الأشياء كافية لترك حفرة هائلة على جسدي ..
“أيها اللعين”
لم أنسى تلك الإصابات التي تركها على جسدي في السابق لذلك دعني أذيقك بعضا من سحرك الخاص ..
أمسكت بسيفي و طعنت المخلوق اللعين من الأسفل ، قمت بحقن الأورا في سيفي ما جعله يتوغل أكثر .
طبعا إصابة كهذه كانت أشبه بلدغة حشرة بالنسبة له ، لكنني لم أنتهي بعد ..
دفعت سيفي و بدأت أركض أسفل المخلوقا فاتحا جرحا عملاقا أسفله ..
يبدو أنه قد شعر بذلك لأنه بدأ يتخبط بشدة محاولا دهسي بأطرافه .
“أحسست بها أليس كذلك أيها اللعين ؟ هو مؤلم هاه ؟”
غرقت وسط الدماء القرمزية التي كانت تتسرب من إصابة رجس المناجل لكنني لم أنزعج أبدا ، بالعكس لقد كنت سعيدا بذلك .
لكن رد الفعل جاء سريعا ، فجأة توقف المخلوق اللعين عن التخبط بحيث أنه لم يعد يحاول قتلي بأطرافه ..
“إنتظر .. لا تخبرني أنه ..”
رميت بجسدي على الفور محاولا الهرب لأن الرجس الهائل الذي يزن أطنانا رمى بنفسه علي محاولا سحقي .
إصطدم رجس المناجل بالأرض محدثا زلزالا في المنطقة ، لحسن الحظ كنت سريعا بما فيه الكفاية للخروج من مداه لكنني الأن كنت أقف أمامه مباشرة.
رفع اللعين منجله الهائل و لوح به في وجهي .
“لا مجال للتفادي …”
رفعت سيفي و غطيت جانبي محاولا صد الهجوم .
إصطدم المنجل بسيفي لكنني لم أكن قويا بما فيه الكفاية بحيث أنه قذف بي عشرات الأمتار .
تدحرجت على الأرض بعنف قبل أن أستعيد توازني أخيرا..
سيفي طار بعيدا عني و لم أعد أشعر بيدي .. الصدمة الناتجة عن ضربته أثرت بقوة على ذراعي لدرجة أن عظامي قد تحولت إلى غبار ..
اليقت نظرة على ذراعي المتدلية من الجانب ، غرق قلبي عندما فكرت في إحتمال أنني لن أستطيع إستعمالها ثانية ..
يبدو أن رجس المناجل لم يكتفي بعد فسرعانما هاجم ثانية ..
لن يتوقف حتى يراني ميتا ..
“اللعنة”
“خطوات الشبح”
إندفعت نحو الجبل الأسود مستفيدا من حقيقة أن المخلوق اللعين قد قذف بي تجاهه .
إبتلعت بنهم أحد جرعات إستعادة الصحة أثناء هربي ، لكن حتى مع الجرعة العلاجية لازالت يدي تتدلى من الجانب ..
“تبا تبا تبا !”
كان الوحش اللعين يزأر من ورائي ، منجله كان يخطئني على بعد شعرة في كل مرة .
سحبت أحد المسدسات و أطلقت النار بجنون محاولا إبطاءه و لو قليلا ..
أردت ثانية واحدة فقط لأتنفس ، لكن الرجس لم يهتم بالدفاع ، هو فقط هاجم ..
يبدو أن حظي قد نفذ أخيرا ففي اللحظة التي رفعت مسدسي لأطلق رصاصة أخرى رأيت المنجل يضرب يدي .
أمام عيني طار المسدس ، و بجانبه طارت يدي اليمنى السليمة …
“هاه؟”
ألقيت نظرة على ذراعي ، رأيت الدماء تنهمر بغزارة من ما تبقا من ذراعي ..
صرخت بأعلى صوت إستطعت إخراجه و الدموع تملؤ عيني ..
بقدر ما كان هذا مؤلما … لم أتقبل حقيقة أنني فقدت يدي ..
أما اليد اليسرى فكانت مجرد كتلة لحم متدلية بفضل الإصطدام السابق …
كلتا يدي كانتا بدون فائدة في الوقت الحالي ..
تحاملت على نفسي و ركضت ، في هذه المرحلة بدأت أفقد الأمل في الحياة بالفعل ..
كنت حاليا داخل الجبل الأسود ، خلفي إندفع رجس المناجل محطما كل شيء بطريقه..
رأيت شريط حياتي يمر أمامي في الوقت الحالي ، لكن لسخرية القدر كان ذلك السبب الوحيد الذي جعل جسدي يتحرك رغم كمية الدماء التي كانت تتسرب مني ..
الأورا كانت تدفع بالطاقة داخل جسدي بشكل لا إرادي و كأنها تصرخ علي “لا تتوقف .”
وسط الجبل الأسود الهائل ، رأيت درجا هائلا يمتد إلى الأعلى ، قمة الجبل كانت مثل فوهة البركان ما سمح لضوء القمر بإضاءة المكان بأكمله بضوء فضي ما جعل المكان يبدو عتيقا ..
هي موجودة في نهاية هذا الدرج ، طائفة الظلال ..
أسرعت نحو هدفي لكن ضربة خاطفة من المنجل إخترقتني من الخلف ..
رأيت المنجل يخرج من معدتي … تسرب الدم من الجرح قبل أن ترتفع موجة من القيء المصحوب بالدماء و تخرج من فمي كالشلال ..
لوح الرجس بمنجله ثم قام برميي نحو الدرج ..
سقطت فوقه مثل البالون المحطم ، فوق الدرج الرخامي الأسود سالت دمائي مشكلة بساطا أحمر ..
لم أستطع الصراخ بعد الأن… كل ما كان يخرج عندما أفتح فمي هو الدم فقط .
جرح هائل على بطني ، يد مفقودة ، يد أخرى محطمة ، عظام مهروسة .. كيف لا أزال حيا في المقام الأول ؟
بدأت دمائي تختفي بين فجوات الدرج ، و كأنه يشرب دمائي ..
زحفت متسلقا الدرجات … زحفت كالدودة ..
لقد وصلت … لقد بلغت هذا الحد … كل ما يفصلني عنها هو بضع درجات لعينة ..
من الخلف مشى رجس المناجل فوق بساط الدم الذي صنعته ، هو صعد ببطء و كأنه يسخر مني ..
القليل بعد … القليل بعد ..
غارقا في دمائي ، وسط موجات الألم التي هددت بأن أجن لم أعد أعرف ما كان أمامي ..
كل هذا منعني من ملاحظة ذلك الشيء الأسود الذي وقف أمامي الأن..
“هل أنا أتخيل الأمور ؟”
هناك وقف شيء أشبه بالتمثال ، في يده سيف أسود هائل ، كان مدرعا من الأعلى إلى الأسفل ، وجهه كان مغطى بقناع مرعب … بين فجوات ذلك القناع رأيت أعين مرعبة تنظر إلي ..
من الجانب ظهر مخلوق آخر شبيه بالأول لكن بقناع مختلف هذه المرة ..
أمام أعيني المحقونة بالدماء لم أعد أعرف شيئا … هل كنت أهلوس ؟ أم أنني متت أخيرا و جاءت هذه الأشياء لأخذ روحي ؟.
لا يبدو أن رجس المناجل قد إنتبه لهم لأنه واصل طريقه نحوي … رفع منجله عاليا و قام بالضربة الاخيرة..
“النهاية”
كان المنجل على وشك تحطيم رأسي ، لكن في تلك اللحظة تجمد رجس المناجل…لا لم يتجمد بل تعرض للهجوم ..
إخترقه التمثال الأول بسيف هائل من اليمين ، أما الثاني فقد إخترقه برمح عظيم من اليسار… ضرباتهم كانت سريعة جدا لدرجة أن المنجل لم يفهم شيئا ..
في ثانية واحدة ضربت التماثيل عشرات ، بل مئات الضربات محولين رجس المناجل إلى مئات الأجزاء الصغيرة ..
في تلك اللحظة تبخر رجس المناجل و تم إمتصاصه هو الاخر بين فجوات الدرج .
وقفت التماثيل من حولي تراقبني …
كنت أنزف منذ بعض الوقت الأن… من المفترض أن أفقد الوعي منذ زمن طويل ..
لكن قوة ما جعلتني أبقى واعيا ..
غمرت الدماء مقلة عيني ما جعل كل شيء يبدو باللون الأحمر..
محاطا بإثنين من التماثيل المرعبة ، فوقهم قمر أحمر قرمزي يطل من بعيد ..
حركت شفتي ببطء محاولا الحديث ، لكنني بصقت الدماء فقط ..
لكن رغم ذلك لازلت أحاول الكلام ..
“أق … أقتل …. أقتلني ..”
أنهو معاناتي هذه .. لماذا لازت واعيا أتحمل هذا الألم ؟ هذا كثير ليتحمله عقلي …
بدموعي المخلوطة مع دمي ترجيت المخلوقات من حولي أن تقوم بقتلي ..
لكنهم وقفو هناك فقط ..
بعد بضع دقائق بدأت أهلوس ..
سمعت همسات باردة تتخلل أذني ..
“بالدم ، وللدم”
“بالدم ، وللدم”
“بالدم ، للدم”
فجأة أمسك بي أحد التماثيل من جذع يدي اليمنى المقطوعة ، أما الثاني فأمسك بيدي اليسرى المحطمة ..
على طول الدرج قامو بسحب جسدي ، تم جري على تلك الارض الباردة مخلفا خطا أحمر من الدماء ..
لقد خسرت الكثير من الدم … من المفترض أن أموت … لماذا لازلت حيا ؟ لماذا لا أزال واعيا !؟
“بالدم و للدم”
“بالدم و للدم”
“بالدم و للدم”
كنت لا أزال أسمع تلك الأصوات عندما بلغنا القمة و الأن كان يتم سحبي وسط طائفة ضخمة ، كانت جدرانها مطلية بالأسود ، المباني كانت تحف معمارية لم أرى لها مثيل من قبل ، لكنني لم أملك ما يكفي من القوة العقلية لأركز عليها الان ..
في النهاية تم جري إلى داخل مبنى ضخم يشبه المعبد ..
“آه … هل هذا هو الجحيم ؟”
أخيرا ، فوق ضريح أبيض رخامي إمتدت منه أشواك سوداء تم رمي جسدي ..
أحسست بالأشواك تطعن عميقا داخل جسدي ، لكنني لم أعد أهتم بعد الأن..
فوقي أضاء القمر المكان ، و خلفي مربوطا بسلاسل وقف هناك سيف أسود محاط بهالة مشؤومة ..
كنت أعرف هذا السيف ، لكنني لم أكن في حالة تتيح لي التفكير في الأمر الأن..
إبتعدت التماثيل و تركت وحيدا فوق تلك المنصة ..
غرقت وسط دمائي أنظر إلى السماء ، لماذا ؟
لماذا لازلت واعيا ؟ لماذا لم أمت ..
بدأ جسدي يجف بالفعل … لم يتبقى لدي الكثير من الدم ..
“آه أخيرا ..”
عندما تنفذ دمائي سأموت … عندها فقط سينتهي هذا الكابوس ..
أصبحت رؤيتي ضبابية و فقدت كل حواسي… لدرجة أنني لم أرى تلك القوة المظلمة التي أحاطت بي ..
من حولي رقصت 7 ظلال بطريقة جنونية ..
راقد في المركز رقصت الظلال بجنون بينما إهتز المكان بعنف ..
بدأت أرى رؤى غريبة لم أفهم المعنى منها أبدا ..
ضحكت الظلال ، وبكى البعض منها ، و البعض الاخر كان يصرخ ..
إنتقلت دمائي عبر السلاسل و غمرت ذلك السيف الأسود تماما..
في النهاية أصبح جسدي شاحبا باللون الازرق و تحولت رؤيتي إلى الأسود تدريجيا ..
“آه … أخيرا … أنا أموت ”
ألقيت نظرة أخيرة على جسدي المحطم قبل أن أفقد وعيي أخيرا متخلصا من كل ذلك العذاب..
“إنتهى كل شيء”
…
…
…
“ظلام … فقط ظلام لا ينتهي ”
كنت أغرق حاليا وسط الأسود ، مقتنعا بحقيقة أنني متت بالفعل..
“إستيقظ ، أيها المولود في الظلام ”
عندما ظننت أن كل شيء قد إنتهى سمعت ذلك الصوت …
صوت قديم ، صوت عميق دغدغ روحي ، سمعت كلماتي الخاصة .
“من رحم المعاناة ، يولد الاقوياء”
فتحت عيني في تلك اللحظة ، رفعت الجزء العلوي من جسدي أتنفس بصعوبة …
تحسست رأسي محاولا مقاومة الصداع الشديد الذي أصابني…
“إنتظر … يدي؟”
ألقيت نظرة على يدي اليمنى لأجدها هناك … يد بجلد أبيض شاحب … تلك اليد التي من المفترض أنني فقدتها ..
“هل أنا أهلوس ؟”
تفحصت جسدي لأتفاجأ بحقيقة أن إصاباتي قد إختفت كليا … حتى تلك الندوب القديمة … لم أجد لها أي أثر ..
“مالذي يحدث هنا بحق ؟”
فجأة ، أحسست بشيء ما على يدي اليسرى ..
لا أعرف إذا كان بسبب الصدمة أو أي هراء اخر ، لكنني لم أنتبه له حتى الأن..
ملتصقا بيدي ، نائما هناك ..
سيف أسود مشؤوم ..
لم يكن له مقبض ، بحيث أن يدي اليسرى قد أصبحت المقبض في حد ذاتها ، شفرة سوداء مرعبة أطلت علي ..
مجرد النظر إليه قد أصابني بالبرود ..
لكن أتعلم شيئا ؟
“أنا أعرف هذا السيف …”
“باليريون … الرعب الأسود”
وقفت هناك وحيدا … إختفت تلك التماثيل و لم أجد لها أثرا ..
لم يكن يفترض أن يحدث هذا … لم أكتب شيئا عن أي من هذا الهراء ..
خرجت من المعبد و ألقيت نظرة على الطائفة العملاقة أمامي ..
كيف نجوت ، و كيف إلتأمت إصاباتي و عادت أطرافي … أنا لا أعلم ..
من المفترض أن يجد بطل القصة ، سنو ..هذا المكان بعد عدة سنوات من الأن…
في ذلك الوقت سيجد إرث الرجل الذي لقب بسيد الظلال لكنه كان يمتلك أسلوبا بالفعل وقتها ..
رفعت السيف الأسود الذي كان ملتصقا بيدي .
حينها سيجد هذا السيف و يأخذه ، يدمر الطائفة بأكملها لكي لا يجد أحد أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل ثم يغادر..
هذا ما يفترض أن يحدث ..
لكن بطريقة ما تغير كل شيء … ماذا كانت تلك الظلال ، و من أين جاءت التماثيل … أنا لا أعلم ..
كنت أواجه المجهول .
إنتبهت لحقيقة أن الشمس ستشرق بعد قليل ما جعلني أتذكر شيئا مهما ..
“لا أعرف مالذي يحدث هنا ، لكنني حي .. ”
أنا لم أمت ..
“لهذا يجب أن أنهي ما بدأته … أتيت إلى هنا لسبب واحد … الحصول على أسلوب قتالي ..”
ألقيت نظرة على الطائفة من حولي ..
“يجب أن أجد مكانا عاليا..”
بعد التجوال لبعض الوقت إخترت أكبر مبنى وجدته ثم صعدت نحو قمته ..
الأساليب القتالية تأتي في العادة على شكل نصوص داخل كتب ..
حتى بطل القصة نفسه لم يكن إستثناءا بحيث أن أسلوبه “السيف الواحد” جاء على شكل كتاب ..
لكن أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل الذي سعيت نحوه كان مختلفا ..
تواجدت الطائفة فوق قمة الجبل ، من بعيد ظهرت شمس الصباح ما أرسل موجة الضوء الأولى..
أمام عيني ، إنعكس الضوء على الجدران السوداء لطائفة الظلال ..
في تلك اللحظة … أضاءت الجدران و المباني و الأرضية على حد سواء ..
ظهرت الكلمات و النقوش القديمة فوق الجدران مضيئة المكان بطريقة عجيبة ..
نعم … هذا هو أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل..
الطائفة بأكملها … كانت الأسلوب..
أمام عيني ، أضاءت الطائفة المظلمة بالذهب…
“هذا الأسلوب … أصبح ملكا لي الأن..”