منظور الشرير - الفصل 148
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
*تثاؤب*
مرتديا زي المعبد الرسمي لفصل النخبة ، شققت طريقي ذاهبا الى صفي .
بدا كل شيء أشبه بالحلم و أحسست و كأنني قد عدت سنة كاملة للوراء عندما وطأت قدمي هذا المكان لأول مرة .
لكن يمكن لأي أحد القول أن فراي الحالي ، وفراي القديم ليسا نفس الشخص إطلاقا .. بأكثر من طريقة.
صوت الهمس من حولي كان مثالا حيا على ذلك ..
‘إنه هو .. الفائز بالفيكتورياد ‘
‘هذا هو الحصان الأسود الذي هزم البطل ‘
‘إحذر من أن تتلاقى اعينك به ! هو مجرم ‘
‘سمعت انه خرج من السجن منذ بضعة ايام فقط .. و سجن الألكاتراز فوق ذلك ‘
‘مخيف حقا ‘
شكرا لحواسي المعززة ، كنت اسمعهم جميعا بوضوح .
من كثرة تكرارهم لإسمي اللعين وددت لو أغيره ..
فراي فراي فراي فراي ، أقسم إذا نطقه أحد مرة أخرى فسوف
“فراي !”
“…”
“هاها عدت اخيرا ، انظر الى نفسك !”
*صفع*
صفع دانزو ظهري بتلك اليد ، مجرد صفعة دفعتني مترين للامام قبل ان اتمالك نفسي ..
“مضى بعض الوقت ، دانزو ”
“بالفعل .. كيف كان سجن الألكاتراز؟ هل حقا هو جحيم كما يقولون ؟”
مر وقت طويل منذ رأيته آخر مرة ، لكنني شعرت بالفراغ من طريقة تفكيره الغريبة التي تركت حقيقة أنني مجرم دخل اخطر سجن بالعالم ، بدلا من ذلك هاهو ذا يسألني عن كيف كان السجن و كأنني كنت برحلة سياحية.
طريقة التفكير المتخلفة هذه ، أفترض انها كانت السبب الذي جعلني لا أنفر من أمثاله ..
عدلت من وقفتي بينما اجبته .
“ماعدا مسألة ابطاء الوقت ، هو كان اعتياديا ”
“حقا ؟ سمعت ان الناس يجنون هناك ”
“هل ابدو لك كالمجنون ؟”
“انت تبدو كواحد ، لكن قبل ان تسجن حتى ! هاها”
*صفع*
مع صفعة أخرى مشينا ناحية الصفوف بينما واصلنا الحديث ..
“هذا جيد لك يا فراي ”
“كيف يكون أي من هذا الهراء جيدا لي ؟”
“لقد اصحبت تمتلك سجلا جنائيا الآن ، افترض أن هذا يجعلك تبدو اقسى قليلا .. ربما يجب ان اسحب لقب المخنث منك ”
هذا مجددا ..
“حبذا لو تفعل ”
“وجهك ذاك لا يساعد إطلاقا حتى بتلك الهالات السوداء التي لا تزال تكبر .. انت تبدو مثل الأميرة ”
سياق الحديث قد إنعطف بشكل ما ليشمل الاميرة الآن ، ما جعلني اسأله دون وعي ..
“الأميرة ؟”
برؤيتي غير مدرك لكلامه ، شرح دانزو مقصده ..
“آه أنت لم تعد إلا مؤخرا .. حسنا هو ليس بالشيء الكبير فقط الأميرة كانت تبقى شاردة مؤخرا بينما اصبحت تمتلك هالات سوداء اسوء منك ”
توقف دانزو للحظة قبل أن يتابع .
“رؤيتها هكذا ذكرتني بك لسبب ما ”
كلماته الأخيرة جعلتني افكر للحظة كيف كان يراني الآخرون بالضبط ؟ أفترض أنني لم افكر بذلك كثيرا طيلة السنتين المنصرمتين بما انني لم اكن اهتم بعلاقاتي مع الآخرين.
من كلمات دانزو يمكنني إستنتاج أن شيئا ما كان يحدث مع سانسا .
“لكل منا ظروفه ”
قلتها دون وعي ، و دانزو أومأ على ذلك .
“معك حق ”
الأميرة..
التفكير بسانسا جلب ايغون بشكل تلقائي للصورة .
أتساءل مالذي كان يخطط له ، الآن بعدما أصبحت وجودا اكبر مما كان يتوقع .
أفترض أن علاقتنا قد تحولت إلى شيء مبهم الآن ، لكنه كان عدوي بكل تأكيد .
و قد كنت أنوي إنهاء الأمور معه قريبا جدا ..
بعد كل شيء املك الورقة التي تتيح لي اللعب معه .
بعدما إنغمست داخل قطار افكاري لبعض الوقت كنا قد بلغنا الصف بالفعل .
بمجرد وصولنا وجدنا معظم الآخرين هناك ، من الفصل B فقط .. الوجه الوحيد الجديد كان دايمن فاليريون الذي على ما يبدو فضل حضور حصصه معنا على الفصل A .
وصلنا على الوقت لذلك لم احصل على الفرصة للحديث مع أي أحد ما عدا دانزو .
هذا الأخير ذهب الى مقعده بعدما توعدني أنه سيطيح بي من الرتبة الأولى .
عندما نظرت إلى بطاقته انتبهت لحقيقة انه كان يحمل الرتبة الرابعة داخل الصف الآن..
‘لماذا لا تواجه الثاني و الثالث اولا و يمكنك أن تزعجني بعدها ..’
تنهدت متكئا على طاولتي التي تواجدت بمؤخرة الصف .
قبل قدوم الاستاذ ، تفقدت معظم الحاضرين بسرعة خاطفة.
راغنا ، سيرس ، و الاميرة.
بدت هذه الأخيرة متعبة ، و قد كانت تمتلك هالات سوداء مشابهة لي .
أعين الصقر رات حتى ذلك التباين الغريب بلون شعرها الاشقر .. الذي اصبح نوعا ما .. داكنا .
بينما كنت أطعنها بأعيني ، هي إلتقطت ذلك لتتلاقى أعيننا ما دفعني للتلويح لها لترد بالمثل بينما لم يتغير وجهها إطلاقا .
رؤيتها جعلتني استذكر تلك القوة التي أظهرتها بالماضي ..
كانت تمتلك بطريقة ما قوة لا تستعملها سوى الشياطين .
يمكن الخلط بسهولة بين قواها المظلمة و بين خاصية الظل العلوية لكن الأمر كان واضحا لي .
فقط مالذي كانت تخفيه .
فكرت بذلك ، لكن تم مقاطعتي بصوت فتح الباب و ظهور وجه جعلني أتفاجأ بشكل تلقائي .
رؤية ذلك الشعر البنفسجي .. دخلت مرتدية معطفا اسود طويلا بوجه عابس عكس الصورة التي رسمتها عنها بالماضي ..
“صوفيا ..”
رؤية الاستاذة التي اختفت منذ سنة كاملة كانت شيئا لم اتوقعه إطلاقا ..
لقد تمتمت اسمها دون وعي، و على ما يبدو هي سمعتني لانها نظرت إلي على الفور .
“اوه فراي ستارلايت ، عدت أخيرا اذا”
أومأت على كلماتها .
“اجل ..”
“جيد جدا ، الآن يستطيع صفكم التقدم بتدريبه بشكل صحيح ”
كلمات صوفيا كانت مختصرة ، و بدأت درسها على الفور .
نظرا لما كان يحدث مع الامبراطورية حاليا، اصبحت دروس المعبد تركز بشكل كامل على التدريب العملي و بالكاد نجلس داخل الصف النظري .
جعلتنا صوفيا نتبادل الضربات فيما بيننا بينما كانت تتدخل فقط لاعطاء النصائح هنا و هناك .
كانت فعالة بشكل خاص مع المتلاعبين بالموجات من امثالها .
لكن عندما حان دوري هي كان فقط تومئ بينما تنتقل للتالي . على ما يبدو لم يكن لديها ما تعلمه لي ..
لاكون صريحا ، انا لم اتوقع عودتها .
بالمقام الأول يفترض بصوفيا أن تغادر المعبد تماما بعد حادثة الاقتحام .
بالماضي كانت قد فقدت الوعي عندما ظهر ايغون و هزم كاي لوك ذلك هي لا تعرف شيئا عن المجزرة التي قام بها بعد ذلك .
لاحقا ستبدأ بالبحث في محاولة منها للوصول الى الحقيقة ، بالنهاية ستكتشف أن المتسبب بذلك هو الامير نفسه.
تذهب ضده و تحاول الانتقام لينتهي الأمر بها ميتة بعد أن يتلاعب بها الأمير .
كان هذا هو مصيرها البائس .
لكن ها نحن ذا ، تغير المستقبل ثانية ووجدت صوفيا نفسها كأستاذة مجددا ..
كان لدي بعض الفضول بشأنها و تساءلت أي مستقبل كان ينتظرها الآن ..
…
…
…
إنتهت حصص صوفيا ، بعد رؤيتها ظننت أنني لن ارى أي وجوه قديمة لوقت طويل ..
لكنني كنت مخطئا كالعادة عندما ظهر عجوز عجيب بشعر ابيض يرتدي بدلة سوداء ..
“لا تلمسوا شيئا بأياديكم القذرة ! اذهبوا إلى قاعة التدريب اللعينة و إنتظروني !”
بينما صرخ ، أنا تنهدت فقط ..
لوغا بوناطيرو .. العجوز الوغد وجد طريقه ليعود هو الآخر.
مختبره لا يزال كما هو بأشياءه الثمينة تلك ..
تساءلت حقا ما إذا لم اكن قد عدت سنة للوراء بطريقة ما ..
على اي حال ، هو طردنا جميعا لذلك كتت مغادرا إلى أن إستوقفتني كلماته ..
“ليس أنت ، فراي ستارلايت”
توقفت مكاني بينما نظرت إليه من الجانب .
“عذرا ؟”
“ستبقى هنا ”
و هذا ما كان ..
بالنهاية وجدت نفسي وحيدا مع بوناطيرو .
هو لم يتكلم اطلاقا لذلك حاولت بدأ الحديث بنفسي ..
“المعذرة ، لكن لماذا أوقفتني ؟”
نظر الي بوناطيرو للحظة قبل أن يعود للعبث بما كان لديه بين يديه
“تسألني لماذا منعتك من الذهاب مع الآخرين ؟”
“أجل ، الا يفترض ان يبدأ التدريب الآن ؟”
“تدريب ؟ همف .. أنت معفى منه يا ستارلايت ”
“ماذا ؟”
“ليس لدي ما أعلمه لك ، أنت أقوى مني بالفعل ”
ضاقت أعيني الداكنة قليلا على كلماته الأخيرة.
هو لم يهتم و واصل كلامه .
“المعبد لا يزال نفس المكان الغبي مهما تغيرت الادارة ، غير مدركين لحجم الوحوش التي يأوونها ”
“أنت تبالغ بتقديري على ما يبدو ”
“هراء ”
نقر بوناطيرو على لسانه بينما نهض من مقعده .
“أنت ، ذلك البطل المتوج .. بعض طلاب السنوات العليا .. جميعكم لا يجب أن تبقوا هنا بعد الآن”
جاء بوناطيرو إلي..
“فأنتم لن تستفيدو شيئا ”
كلماته جعلتني افكر قليلا..
هل البقاء بالمعبد سيجعلني أقوى ؟
هل سيكون مفيدا لي ؟
لكن قبل أن أسأل هذه الأسئلة .. السؤال الأهم كان ..
لماذا يجب أن اصبح اقوى في المقام الأول ؟
لم اعد أملك إتجاها أوجه به سيفي الآن..
لم أعد نفس الشخص..
بوناطيرو رأى بوضوح نظرتي الفارغة ..
“حدثت الكثير من الأمور هاه ؟”
أومأت ..
“أجل.. الكثير ”
“حسنا .. لا شيء غير متوقع”
ضحكت دون وعي على كلماته ..
“لا شيء غير متوقع ؟ هل توقعت أن الطالب امامك سيفوز بالفيكتورياد ؟ و يفعل ما فعله حتى الآن ؟”
اخذ بوناطيرو دقيقة صمت بينما نظر إلي بتلك الاعين الذابلة ..
“لم أتوقع ذلك .. لكن الاحتمال كان موجودا ”
“و كيف ذلك بالضبط ؟”
قبل سنة من الآن كنت لا شيء حرفيا .. مالذي رآه بي إذا ؟
“منذ البداية لقد كنت مميزا يا فتى ، فجسدك لم يكن يملك روحا واحدة بل إثنتين ”
قال بوناطيرو كلماته بشكل عرضي ، لكنها نزلت مثل الصاعقة فوق رأسي .
“مالذي قلته الآن ؟”
تغير الجو بيننا بشكل كامل .
عم الصمت ، و نظر كلانا للآخر .
لم اكن أملك أي نية للقيام بأي شيء ، لكن جسدي أصبح مبرمجا ليطلق نية القتل على الفور بهكذا ظروف .
لذلك لم أستطع منع الوضع الحالي .
بوناطيرو لم يبدو منزعجا ، بل أخذ الأمر كدليل على صحة كلامه بالبداية .. عندما قال أنني اقوى منه .
“هل كنت تعلم يا ستارلايت ، أنني رجل أعمى ؟”
“ماذا ؟”
واصل بوناطيرو النظر إلي بينما أشار لبؤبؤ عينه .
كانت ثابتة و بدت عادية جدا .
” منذ البداية هذه الاعين لا ترى ما يراه الآخرون ، كل ما أستطيع رؤيته هو مجرد الهالة التي تحتويها الاشياء”
الهالة ، الاورا ، قوة الحياة نفسها .
ذلك ما جعل بوناطيرو يتعرف على قيمة كل تلك الاشياء التي كان يجمعها داخل مختبره .
“منذ أول مرة سقطت بها عيني عليك ، رأيت هالتين .. هالة سوداء قاتمة ، و أخرى بيضاء ناصعة مكسورة و لم يتبقى منها سوى القليل ”
إستمعت بهدوء لما كنت غافلا عنه حتى الآن.
“أفترض أن بقايا إرادة ما كانت ترافقك دوما .. إرادة عظيمة .. لكنك فقدتها الآن بما أنني لا ارى سوى الظلام ”
“لهذا السبب لم تتفاجأ مما حققته حتى الآن ؟”
قاطعته ، بينما أومأ لي .
“أجل ، ذلك ليس دليلا كافيا لكن يمكن القول أنه حدسي ”
ضحكت ضحكة جافة بينما اعدت تقييم بوناطيرو..
لم أدرك أبدا أنه يمكن لشخص ما أن يعرف عن روحي المزدوجة ..
“هذا مفاجئ حقا ..”
ضحكت ، بينما تكلم بوناطيرو ..
“يبدو ان الحياة لم تكن رحيمة بك يا فتى”
“أجل..”
“لمن كانت ؟ تلك الهالة الأخرى”
سألني بوناطيرو بينما اجبت بصوت خافت .
“والدي ”
“آبراهام ستارلايت إذا ، أفترض أن هذا شيء يقدر عليه أمثاله من لا ينطبق المنطق السليم عليهم ”
عم الصمت ثانية بينما كنت افكر بما يجب علي القيام به إزاء بوناطيرو الآن..
لكن بدلا من ذلك .. تذكرت كلمات والدي الأخيرة .. كيف أن هنالك شيئا ما بداخلي ..
لقد إختفت الروح المزدوجة أجل .. لكنني فكرت مؤخرا بأن هنالك المزيد .. كل ذلك الكلام عن الوعاء .. و المهندس .. و النايملس ..
كل هذا دفعني للسؤال ..
“أقلت أن جسدي الآن اصبح روحا واحدة ؟”
“أجل”
“هل أنت متأكد ؟ ”
“لا يوجد سوى روح واحدة داخل جسدك يا فتى ، أعيني لا تخطئ .. ذلك الجسد له لون واحد الآن ”
كلمات بوناطيرو اربكتني أكثر مما كنت عليه حتى.. وذلك لم يساعد إطلاقا .
بوناطيرو لم يرد أن يطيل الامر على ما يبدو لذلك مر بجانبي بينما ربت على كتفي .
“على اية حال انت معفى من حصصي يا فتى ، لكن بالمقابل ! ”
هو صرخ بالنهاية ، بينما سألت .
“بالمقابل ؟”
فور سؤالي ، لمعت عيناه و اقترب مني بشكل غير مريح .
“إسمح لي بفحص سلاحك .. باليريون الرعب الأسود من وقت لآخر!”
“ماذا ؟”
نظرت إليه غير قادر على إخفاء تعابير وجهي المستغربة.
“هذا طلبي الوحيد يا فتى ! أنا اقدر التحف و ذلك السيف احدها بكل تأكيد ”
عندما دخل بوناطيرو وضعية المهووس الخاصة به عرفت أن النقاش أكثر لن يؤدي لأي مكان ، لذلك وافقت على مضض بعدما ذكرني بالقوة أن أمر إمتلاكي لباليرون اصبح امرا معروفا للعالم بأسره ..
فراي ستارلايت .. حامل أحد الاسلحة السبع الأسطورية .
في الحقيقة .. إثنان منهم ..
بعدما وافقت ، أومأ بوناطيرو بشكل محموم بينما غادر ..
“و هو كذلك!”
إختفى بوناطيرو بعدما ذهب لتدريب الآخرين.
أما أنا فقد غادرت منهزما بينما تساءلت ما يجب علي القيام به طيلة ال 3 ساعات القادمة ..
يوم واحد فقط داخل المعبد .. و بعض الوجوه القديمة كانت كافية لجعله حافلا بالفعل .
ضحكت فقط على ذلك ..
“حتى لو أراد العيش بشكل طبيعي .. فلا يوجد شيء طبيعي بفراي ستارلايت أليس كذلك ؟”
لربما يجب أن اذهب فقط لمشاهدة الآخرين و هم يتدربون
و إغاضتهم قليلا ..
بتلك الافكار غادرت إلى ميدان التدريب ..
“لو كانت حياتي فلما ترفيهيا .. كنت سأشاهده بكل تأكيد ”
(ملاحظة المؤلف : أنا أيضا)
…
…
…