منظور الشرير - الفصل 145
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ماهو المعنى الحقيقي للقوة ؟
هل يكمن الأمر في العضلات ؟ الفنون القتالية ؟ الأسلحة الفتاكة ؟
ذلك سؤال راود ذلك الشخص لوقت طويل .
رجل عاش قبل الكارثة و بعدها .
تشون ما ، الذي لقب بعراب الموت الأسود .
إنحدر تشون ما من عائلة محافظة داخل أحد اقدم المقاطعات بالصين قديما ، التطور التكنولوجي بالكاد بلغهم و كانوا يعيشون على الطرق القديمة .
لذلك تشون ما و منذ صغره قرأ الكثير من الاساطير القديمة و الشعبية لكيف عاش الناس قديما و قد كان مهووسا بأن يصبح فنانا قتاليا ليرضي ذلك الطموح الجامح الذي نمى بداخله يوما بعد يوم .
لذلك هو تدرب ، و تعلم ، و مارس الفنون القتالية باستمرار منذ طفولته .
تعلم كيف يحمل السيف إضافة لمعظم الفنون القتالية مثل الجودو و الملاكمة .
لكن مهما حاول و مهما فعل هو لم يستطع أن يطفئ تلك النار بداخله .
ذلك الشغف اللامتناهي الذي إحترق بداخله .
بعد التدريب لسنين طويلة هو علم كم كان البشر ضعفاء و محدودين ، فمهما زادت قوته هي كانت تظل لا شيء أمام الكوارث الطبيعية ، و كل الظواهر التي يعيشها العالم .
هو وصل إلى قناعة كاملة بانه سيموت قبل أن يرضي شغفه .
إلى أن جاء اليوم .
الأرض ، السنة الميلادية 2026 .
بداية الكارثة ..
بوابات غريبة إنفتحت من العدم بكل انحاء العالم نتج عنها دخول مخلوقات مرعبة تشبه إلى حد كبير تلك الوحوش التي ذكرت بالقصص الخيالية.
تلك كانت الكارثة الأكبر التي حلت على البشر منذ القدم ، كارثة دفعتهم إلى حافة الانقراض
إختفت الدول الواحدة تلوا الأخرى و عمت الفوضى ، بينما لم يعد هنالك قوة تقود العالم ، فقط شياطين مرعبة تلتهم الاخضر و اليابس .. بل التهموا قوة الحياة نفسها .
لكن و تزامنا مع ظهور البوابات ، أيقظ البشر نوعا من القوة التي غزت الغلاف الجوي نفسه و أصبحت جزءا من كل شيء حولهم .
الأورا .
هالات انتجتها اجسادهم ، و إستقبلتها و كأنها شيء طبيعي مثل التنفس .
تلك القوة جعلت البشر قادرين على بلوغ أبعاد لم يحلموا يوما ببلوغها .
و من بين أولئك الأشخاص ، كان الفنان القتالي تشون ما من أكبر المفتونين بها .
هذا الأخير كان يعيش بداخل طائفة منعزلة وقعت بين الجبال ، لذلك يمكن القول أن الغزو بالكاد بلغهم . و حتى عندما بلغتهم تلك الشياطين الادنى كانوا لها بالمرصاد .
تشون ما و بينما كان الناس يعيشون في رعب مهددين بالإنقراض ، هو وجد نفسه منتشيا
ناداه البعض بالممسوس ، أو المجنون عندما كانوا يرون تلك الإبتسامة المرعبة على وجهه ..
“كيف تضحك بينما كل هؤلاء الناس يموتون ؟”
بينما بكى العالم ، ضحك تشون ما .
مستفيدا من حقيقة أنه كان على قمة الفنون القتالية بالفعل ، قوته نمت بشكل مرعب . حاول فهم تلك الأورا الغريبة و تسخيرها بما يرضي قلبه و قد نجح بحد كبير فقوته زادت بشكل مهول لدرجة جعلته في حالة سكر .
سيفه أصبح يقطع الحديد و الفولاذ ، حركته أصبحت سريعة جدا لتراها العين المجردة بينما أتيحت له القدرة على اطلاق قوة تدميرية عندما أيقض عنصره الاساسي .. “الظلام”
و على هذا النحو ، مرت الأيام.
أصبحت شدة هجمات الشياطين عليهم أشد ، و قام سيف تشون ما بذبحهم كل مرة .
و كل مرة ، كان يخسر المزيد من الأشياء.
خسر عائلته الواحد تلوا الآخر ، كان قويا ، كان سريعا .
لكنهم لم يكونوا كذلك.
بكل مرة ينتهي من إراقة الدماء ، كان يجد المزيد من الجثث ملقاة خلفه . لاتزال صورة جثة والدته الدموية محفورة داخل عقله .
لكنه و على نحو مفاجئ ، لم يحزن لموتها و لم يتأثر كثيرا .
عندما كان يلمس صدره كان يشعر بقلبه يكاد بنفجر ، و دفئ مذهل لتلك الحرارة يغزو عروقه .
تشون ما أراد أن يصبح أقوى . لقد عاش من أجل ذلك السبب قديما و لا يزال يعيش من اجله الآن .
عائلته ماتت ؟ ذلك ببساطة حدث لأنهم كانوا ضعفاء. لو كانوا أقوى.
لو كانوا اقوياء مثله لنجو حتى الآن.
إستمرت الوحوش بالقدوم ، و عندما كان ينتهي ذلك الرجل من محاربتها .. لم يكن يجد خلفه سوى الجثث .. جثث الشياطين و البشر على حد سواء.
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي لم يبقى فيه أحد داخل الطائفة سواه هو .
تشون ما .. الرجل الذي دفن كل من عاشوا معه ذات يوم .. هو قرر الانطلاق و إكتشاف العالم الجديد الذي كان يتشكل امامه.
ما نوع الأشياء التي كان سيراها الآن بعدما عمت الكارثة ؟ أي نوع من المواجهات سيخوض ؟ قلبه كان يشتعل من أجل تلك اللحظات المصيرية. أراد أن يكون أقوى..
“الأقوى تحت السماء”
تحت تلك السماء ، أراد أن يكون الأقوى.
و هكذا بدأت رحلة تشون ما .
لوهلة ، إعتقد انه سيجد البشر جميعا موتى .
لكن مع ترحاله إنصدم ذلك الرجل من إيجاده للبشرية تقاوم .
صحيح انهم في البداية تعرضوا للضرب من جانب واحد فالأسلحة النارية لم تكن مجدية أمام تلك الشياطين القاسية لدرجة أن البعض من الدول قد لجؤوا للنووي
و بالكاد حققوا أي نتائج ، لكن فيما بعد و مع إنتشار الاورا .. تمكن البشر من الرد و التطور ، لكن كيف ؟
ذلك لم يكن منطقيا ، فليس جميع البشر مقاتلين بطبيعتهم .
نعم سينمون تحت الضغط لكنهم لم يكونوا متساويين ، فحتى ابناء قرية تشون ما من كانوا مقاتلين هم الآخرون قد ماتوا .
إذا كيف نجى أولئك البشر الذين عاشوا بسلام حتى الآن ؟
عندما إنخرط تشون ما مع تلك التجمعات المتبقية من البشر الذين قاوموا إكتشف بعض الحقائق الصادمة ..
“رواية ؟”
الكارثة ، وضع البشر الحالي ، الاورا ، الشياطين . كلها كانت أمورا قد ذكرت من قبل بشكل دقيق و بدأت تحدث على أرض الواقع .
رواية تدعى “أرض البقاء” كتبها رجل وجد ميتا رفقة عائلته بقارة أفريقيا .
لاحقا ، تلك الرواية قد إختفت من كل مكان و لم يعد لها أثر مع بداية الكارثة .
و كأن كل شيء كان مفتعلا .
تشون ما لم يصدق الأمر ، أي نوع من الخزعبلات كان ذلك ؟ رواية خيالية روت كل شيء بدقة ؟
لكنه لم يملك الخيار سوى التصديق ، فتلك الرواية تنبأت بشكل مثالي بما كان يحدث و قيل أنها روت أحداث ستحدث بعد 300 سنة من زمنهم .
لكن الأمر لم يكن منطقيا .
“إذا إختفت تلك الرواية بشكل كامل ، فكيف يكون الجميع متأكدا لهذه الدرجة ؟”
كانت الإجابة ببساطة ، هي قراء تلك الرواية نفسهم .
كثيرا ما إرتقى البعض ليتجاوزوا الآخرين ، كثيرة هي تلك الحكايات عن أشخاص بلغت قوتهم مستويات جنونية و هم من كانوا يقودون الحرب ضد الشياطين .
ببساطة ، أولئك كانوا هم قراء الرواية الذين إستفادوا من معرفتهم و أصبحوا أقوياء بما فيه الكفاية لقيادة العالم.
لاحقا ، هم بدأوا يرشدون البشرية جمعاء و هذا ما يفسر نجاة البشر حتى الآن.
طبعا لعل السبب الابرز هو حقيقة أن الشياطين لم تكن تهاجم بجدية حتى تلك اللحظة .
و حتى بين أولئك الأشخاص الذين لقبوا “بالقراء” لم ينجوا الجميع .
فمعظم قراء رواية أرض البقاء قد ماتوا بشكل بائس ، أما النسبة القليلة التي نجت منهم فقد قادوا ما تبقى من البشر .
تشون ما عرف كل تلك الحقائق التي صدمته بشدة ، و أزعجته بشكل أكبر.
مع مرور السنين كان تتقاطع به السبل مع بعضهم . و قد رأى كم كانت قوتهم مرعبة.
هم من كانوا يدرسون الجميع عن الأورا ، الأساليب القتالية ، المراكز ، كل شيء .
تم صنع كل تلك القواعد من قبلهم ، لذلك وجد تشون ما نفسه يتعلم منهم .
و هذا ما أزعجه بشكل خاص .
أولئك الناس لم يكونوا مقاتلين حقيقيين ، بل فقط أشخاص محظوظون .. محظوظون بما فيه الكافية ليعرفوا ما لم يعرفه غيرهم .
قوة تشون ما أتت من جهوده وحدها ، بينما هم وجدوا كل شيء جاهزا .
ذلك جعل الرجل المحارب يبذل جهدا مضاعفا بينما تعلم كل شيء ممكن منهم و في نفس الوقت هو رفض كل عطاياهم .
بمجرد سماعه بوجود لشيء يسمى الأسلوب القتالي ، هو انعزل عن الجميع .
عندما أراد البشر النجاة من الكارثة.
هو أراد أن يصبح أقوى ، كان ذلك هو مدى شغفه و رغبته المرعبة ليصبح أقوى.
العناصر ، المهارات ، الاساليب .
فاليكن .
قوته بناها بنفسه حتى الآن ، و سيواصل بتلك الطريقة .
انعزل الرجل لوقت طويل بينما وضع كل خبراته و شغقه و روحه داخل سيفه و فنه القتالي مبتكرا أحد أكثر الاساليب رعبا بتاريخ البشر.
أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل.
الأسلوب الذي جعل تشون ما يلقب بعراب الموت الأسود.
تمكن من إيقاظ الخاصية العلوية “الظل” بينما بنى قوته ببطء .
بلغ أقصى امكانياته بالإنعزال ثم عندما حان الوقت المناسب هو خرج للعالم .
بذلك الوقت كانت الحرب قد بدأت تبلغ أشدها مع ظهور شياطين ذكية شديدة القوة جلبت الكثير من الكوارث .
لكن تشون ما كان طاغيا ، فبعدما حصل على ما يكفي من المعلومات التي ذكرها القراء ، بالإضافة إلى بلوغه لقمة الفنون القتالية و ذلك الشغف الذي دمج كل شيء كوقود .
تشون ما هز السموات و الأراضي عندما قطع سيفه بشكل عنيف كل شيء وقف بطريقه .
يقال أنه كان يتحرك مثل الظل تاركا الجثث و الدم خلفه .
شعره الأسود الطويل و رداءه الأسود البالي هي ما كانت تميزه .
رجل لم يهتم سوى بزيادة قوته .
فيما بعد حصل على لقبه .. عراب الموت الأسود.
الرجل الذي تساوى ، بل تخطى أولئك الأشخاص الذين قادوا العالم معتمدين على معرفتهم .
تشون ما كان يتحرك من ساحة معركة إلى أخرى قاتلا أكبر عدد ممكن من الشياطين و أثناء قيامه بذلك كان يفتن الكثير من البشر و يكسب إحترامهم .. بل ولاءهم في كثير من الأحيان.
دون أن يدري هو حصل على العديد من الاتباع الذين لحقوا به في كل مكان .
تشون ما لم يرفضهم ، لكنه لم يعترف سوى بالأقوى .
ثم ذات يوم ، حدثت معركة اكبر من سابقاتها .. معركة صعبة ضد شياطين شديدة القوة ، في ذلك اليوم ظهر طفل غريب لمساعدته .
فتى صغير بشعر اصفر و اعين زرقاء يرتدي معطفا بغطاء رأس .
ذلك الفتى كان خارقا
أقوى متلاعب بالموجات في العالم ، هو لم يمشي قط بل طار فقط عاليا .
أسلوب قتاله كان مميزا عن طريق القتال بواسطة اجرام سماوية كثيرة جدا يطلق منها الاورا الخاصة به .
في ذلك اليوم ، قام ذلك الطفل بملئ السماء بواسطة اجرام سماوية زرقاء لدرجة أن الليل قد إختفى من شدة ذلك الضوء .
تم تغطية السماء باكثر من 10 آلاف جرم سماوي بينما اطلق ذلك الطفل الاورا نحو الأسفل على شكل امطار ليقتل عددا لا يعد و لا يحصى من الشياطين .
في ذلك اليوم جاء الطفل نحو تشون ما داعيا إياه .
“سعيد بلقائك .. عراب الموت الأسود تشون ما ، إسمي هو رويال إليوت ”
الملقب بالموجة الزرقاء .
أحد أقوى البشر الاحياء ، و قارئ لتلك الرواية المزعومة .. أرض البقاء .
في ذلك اليوم ، رويال إليوت قام بدعوة تشون ما و من معه للإنضمام اليهم .
لكن تشون ما رفض .
بالنسبة له .. ذلك الطفل و رغم المستوى المرعب الذي أظهره له ، هو لم يعترف به .
بعد كل شيء ، كان أحد الأشخاص الذيت وجدوا كل شيء جاهزا امامهم .
بل يمكن القول أن تلك القوة قد أثارت حنقه . أراد المزيد.
المزيد من القوة .
مع مرور السنين بدأ العالم يتغير ..
كازيس فاليريون كان قد بدأ يبني اسطورته عندما ظهر بسيف مضيء بين يديه ليقود العالم بذلك الوقت .
من جهة أخرى ، كان القراء القدماء يختفون شيئا فشيئا..
حتى جاء اليوم الذي إلتقى تشون ما بذلك الشيء .
رجل غريب بأعين زرقاء إرتدى الأسود.
تشون ما قاتله ، لكنه خسر بشكل مزري أمامه .
يمكن القول أن تلك كانت أول و أكبر هزيمة يتعرض لها.. قوة ذلك الرجل كانت شيئا فاق إستعابه . و جعله مفتونا .
صاحب الأعين الزرقاء قد رأى ذلك بوضوح . لكنه لم يقل الكثير ..
“تريد أن تصبح أقوى أليس كذلك ؟ إذا خذ هذا ”
هو منحه سيفا .. سيف أسود نفاث إندمج مع يد تشون ما .
ذلك السيف كان هائلا لدرجة أن الرجل قد أحس بقوته تقفز عدة مرات بمجرد حمله ..
فيما بعد إختفى الرجل من أمامه .
ذلك اللقاء ترك علامة كبيرة داخل تشون ما ، قوة ذلك الرجل .. كيف تلاعب بالواقع نفسه.
كانت شيئا اثار رهبته .
لذلك هو واصل القتال ، و في نفس الوقت أراد لقاء الرجل من جديد .
السيف بين يديه كان يسمى باليريون .
كان سيفا مساويا لذلك الذي إستعمله كازيس فاليريون.
ما جعل تشون ما يصل إلى أبعاد مساوية للبطل الموعود.
و في نفس الوقت زاد عدد الأشخاص الموالين له باستمرار .
ما جعله يكون طائفة جديدة مكان طائفته القديمة .
طائفة ركزت على القوة و لا شيء غيرها .
مع مرور ما يزيد عن ال 50 سنة من الحروب المستمرة .
كان القراء القدامى الذين أرشدوا البشر قد إختفوا جميعا .
و لم يبقى سوى ابطال البشر الجدد بقيادة كازيس فاليريون في الطليعة .
مع بلوغ الحرب أشدها و ظهور شياطين أقوى بكل مرة.
بدأ البشر يصلون إلى طريق مسدود .
فالشياطين لم يتوقفوا عن الظهور مهما قتلوا منهم .
من جهة أخرى كانت البشرية على وشك الانقراض.
أثناء تلك الحروب المضنية ، تشون ما تمكن من لقاء أزرق العينين .
الملثم الاسود..
لم يكن يجده أبدا عندما يريد ، لكن من حين لآخر هو كان يأتيه بنفسه .
لم يفهم تشون ما ماذا كان ذلك الشيء ، لكنه كان مرهوبا من قوته .
ذلك الملثم قد أرشد تشون ما و أراه الكثير.
أمور ساهمت بزيادة قوة عراب الموت الأسود كثيرا.
و في نفس الوقت هو أطلعه على الكثير من الأسرار.
تشون ما علم بجزء من الحقيقة .
حقيقة النايملس.
الحقيقة التي جعلته يصاب بالجنون بينما خضع له .
في تلك الفترة تشون ما تحول من محارب متعصب ، الى محارب متعصب يعبد كيانا لا إسم له .
لم يعلم لما أراه صاحب الأعين الزرقاء كل تلك الأمور الجنونية التي لا يتقبلها العقل البشري ، لكن ما رآه دفعه للجنون من شدة هوله .
لدرجة أنه شكل طائفة الظلال التي عبدت ذلك الكيان . بينما ركز على القوة ولا شيء غيرها .
فما رآه كان التعريف الحقيقي .. للقوة .
و أخيرا ، بلغت الحرب البشرية نهايتها ..
البطل كازيس فاليريون قرر التضحية بنفسه من أجل منع الشياطين من الدخول الى عالمهم من جديد.
هو كان يخشى من ظهور شياطين أقوى فكلما فاز البشر بمعركة ، كانت الشياطين تعود باعداد فلكية بقيادة شياطين عليا أقوى.
هم لم يواجهوا المراتب الأعلى منهم حتى الآن ، لكن كازيس فاليريون كان يخشى ذلك .
حتى بفريقه الذي بلغ جميعمم الفئة SSS هو لم يحمل ما يكفي من الشجاعة للقتال .
و هذا ما أثار غضب عراب الموت الأسود تشون ما ، و في نفس الوقت الرجل الآخر الذي لقب بإله السيف.. آفالون .
في ذلك الوقت هذا الأخير كان محاربا مرعبا و متعجرفا في قمة شبابه ، حاملا سيفا أسود هو الآخر سمي بالدارك سيستر.
تشون ما و آفالون كانا يملكان الأفكار نفسها .
لماذا نستمر بتلقي الضربات و الدفاع بشكل أخرق إلى أن نموت ببطء ؟
لماذا لا نقلب الأدوار ؟ و ننقل الحرب لهم
لقد كانوا اقوياء ، بل شديدي القوة لدرجة انهم حسبوا أنفسهم قادرين على إنهاء هذه الحرب المضنية عن طريق قتل أقوى ما إمتلكه ذلك الجنس الخبيث .
كازيس فاليريون و من معه عارضوهم بشدة ، لكن كل من تشون ما و آفالون كانا محاربين حقيقيين .. و لم يرضخوا لهم .
في النهاية قرر كلاهما الهجوم على الجانب الآخر من تلك البوابات بأنفسهم .
في تلك الليلة التي سبقت خطتهم المجنونة .
جاء صاحب الأعين الزرقاء إلى تشون ما ثانية ، و أخبره بأن لا يذهب .
“إذا ما ذهبت فالموت هو كل ما ينتظرك”
لكن تشون ما لم يرضى بتلك الكلمات ، ألم يكن ذلك الشخص هو الآخر ينتمي إلى النايملس ؟
لماذا كان يرفض إظهار نفسه ؟ لماذا أراه كل تلك الأشياء العظيمة ؟ لكي يبقى مكتوف اليدين ؟
تشون ما فضل الموت بساحة المعركة على ذلك .
لذلك هو لم يصغي لنصيحة ذلك الرجل .
في ذلك اليوم ، صاحب الأعين الزرقاء لم يثنه عما كان يحاول القيام به ، لكن بالمقابل هو قام بشيء ما له .
قام بحقن شيء غريب داخل جسده بينما إختفى تماما .
تشون ما لم يفهم ما حدث ، لكن ذلك لم يغير مما يجب عليه القيام به .
في تلك اللية المشؤومة ، دخل عراب الموت الأسود رفقة آفالون من خلال البوابات .
متجهين نحو الجحيم المتواجد بالناحية الاخرى.
هدفهم كان نقل الحرب لتلك الشياطين و قتل أعتاهم .
ذلك كان هدفهم . بروح قتالية و رغبة بالقتال لا تلين هم دخلوا إلى ذلك المكان .
لكن الأمر لم يستغرق سوى ثواني لينقلب كل شيء رأسا على عقب .
و كأنهم داخلوا إلى عالم آخر.
وجد كل من تشون ما و آفالون أنفسهم يقفون في تلك السماء الحمراء الكئيبة يحدقون بالموت الذي زحف فب الأسفل.
تلك الأرض كانت ضخمة .. ضخمة جدا .
و فوقها ، زحف عدد لا يعد ولا يحصى من تلك المخلوقات القذرة .
أعداد هائلة غطت كل المساحة الممتدة أمامهم .
تشون ما و آفالون حدقوا غير مصدقين .
هل كانوا بالملايير ؟ لا ..
بل كانوا أكثر من ذلك .
في ذلك اليوم ، هم فهموا لماذا لم يتوقف الغزو رغم كل تلك الملايين من الشياطين الذين قتلوهم طيلة تلك السنين..
ذلك ببساطة كان بسبب أن ما واجهوه كان بالكاد طليعة الجانب الآخر ..
مجرد قطرة من بحر مظلم لا ينتهي هدد بابتلاعهم جميعا.
يومها و لأول مرة ، تردد تشون ما .
حدق المحاربان الفخوران ببعضهما البعض ، متسائلان عما يجب القيام به .
هدفهم كان قتل أقوى الشباطين
لكن المشهد أمامهم لوحده أصابهم باليأس فحتى لو قاتلوا طيلة حياتهم دون توقف فلن يقتلوا كل ذلك العدد الفلكي .
لكنهم ارادوا على الأقل قتل أقواهم .. أعتى الوحوش التي وقفوا أمامهم .
أراد قتل ملكهم و الشخص الأقوى بينهم .
و بمجرد تفكيرهم بذلك ، شعر كلاهما بقشعريرة هزت كيانهم .
و ذكرتهم بمشاعر نسوها منذ زمن طويل..
“الخوف”
عندما إرتعش رجلان كان كلاهما في الفئة SSS .
في ذلك اليوم هم أحسوا بشيء مشؤوم يزحف فوقهم ، لامسا أرواحهم و قابضا قلوبهم .
عندما نظروا للاعلى ، هم وجدوا مقلة عين قرمزية قد غطت السماء و نظرت إليهم .
عين دموية بثت الرعب بنفوسهم .
تلك الأعين بدا و كأنها تنظر داخلهم ، إلى ارواحهم و كل ذرة منهم.
و بلحظة واحدة ، إنفجرت العين العملاقة إلى بحر من الدم .
بحر أحمر ابتلع كلا من تشون ما و آفالون.
قاوم الإثنان بقوة ، لكن ذلك السيل قد جرفهم .
ثم بشكل سحري .
وجد كلاهما انفسهم يقفون بمكان آخر تماما .
ذلك المكان كان أشبه بالبرج .
و هم الآن كانوا في قمته .
كان المكان مظلما و فارغا ، و موحشا .
التفت كلاهما إلى ما وجد أمامهم .
لقد كان كرسيا بسيطا .. صنع من مادة لم يروا مثيلا لها من قبل .
لكن الصفقة الحقيقة .. كان ذلك الشيء الذي جلس فوق الكرسي .
تجمد كل من تشون ما و آفالون من ذلك الضغط .
ذلك الحضور .. تلك القوة .
كانت شيئا لم يرى تشون ما مثيلا له من قبل .. ولا حتى من ذلك الملثم صاحب الأعين الزرقاء .
ما جلس أمامهم ، كان شيئا إرتدى درعا قرمزيا ، درع مرعب لم يروا مثيلا له من قبل ، بجانبه وقف سلاح غريب .
رمح ؟ لا بل سيف.
لا ، بل كلاهما .
كان رمحا بشفرة عملاقة يمكن إستخدامه كسيف أيضا ، صاحب الدرع القرمزي قد حدق بهم بتلك الأعين الحمراء.
نفس العين العملاقة التي حدقت بهم بالسابق ..
لم يجرؤ أي من تشون ما أو آفالون على الحركة .
الهالة القمعية التي أطلقها ذلك الشيء كانت كارثة بكل المقاييس .
“مخلوقات جاهلة ، تجرؤ حتى على التفكير بمواجهة الملك ”
نهض القرمزي من مكانه .
و مع كل خطوة ، إقترب الموت أكثر.
“يا من لا قيمة لوجودهم ، تجرؤون على تحدي من وقف بقمة كل الوجود ؟ ”
ذلك الشيء اطلق نية قتل خانقة .
بينما حمل سلاحه ، كل من تشون ما و آفالون إستعدا من أجل القتال .
لكن في تلك اللحظة دوى صوت بشع لشيء آخر …
“توقف .. كريمزون ”
تفاجأ كل من تشون ما و آفالون من ذلك الشيء المظلم الذي تشكل بطريقة سحرية من الجانب و كأنه مصنوع من الحبر الأسود..
شيطان بشع ب 3 أعين ظهر بابتسامة مرعبة .
صاحب الدرع القرمزي لم يكلف نفسه عناء النظر إليه حتى ..
“ويسكر .”
“فالتعطني أحدهما ، كريمزون فلم يسبق لي مقابلة نوعهم ”
كان الشيطان الملقب ويسكر متحمسا عندما تعرضوا و لأول مرة منذ زمن طويل للهجوم من طرف جنس لم يراه من قبل .
“لقد إستعملت عين الملك عليهم ، كلاهما يمتلك مصيرا قويا للغاية لكن أحدهما يملك واحدا مثيرا للاهتمام .. دعني أحضى به ”
ناشد ويسكر بابتسامة ، بينما نظر الآخر إليه.. نظرة واحدة كانت كافية لقمع حتى شيطان الرتبة الرابعة.
أما تشون ما و آفالون ؟ فهم لم يستطيعوا الحديث حتى .
كان ذلك طبيعيا .
فالشيطان القرمزي امامهم كان شيئا يفوق استعابهم .
“الرتبة الأولى ، كريمزون”
و الذي يشارك حضور ملك الشياطين آغاروث .
بمعنى آخر ، ذلك الشيطان يملك اورا ملك الشياطين و حضوره .
ذلك الحضور لوحده كافي لقمع كل المخلوقات .
في النهاية واصل كريمزون المشي ناحيتهم .
“لديك ثانية واحدة ”
بلمح البصر ، ويسكر اطلق قوة غريبة مظلمة اشبه بالحبر ابتلعت آفالون تماما غير قادر على المقاومة ليختفي كلاهما و كأنهما لم يكونا هناك من الأساس، من جهة أخرى ..
تشون ما وجد نفسه أمام الشيطان القرمزي .
تشون ما و في حالة هيجان اطلق كل الأورا الخاصة به مستدعيا أقوى هجماته و مستعملا هيأة الدم الأقوى لدى سيفه باليريون الرعب الأسود.
مطلقا أقصى إمكانيات 10 آلاف خطوة من الظل هو هاجم وسط موجة مظلمة كافية لهز السماء نفسها .
أمامه ، كريمزون حرك ذلك السيف الشبيه بالرمح .
إصطدم الرمح بباليريون .
في تلك اللحظة إنفتحت أعين تشون ما على مصرعيها عندما تحطم باليريون الرعب الأسود إلى قطع أمام عينيه .
لاحقا هو لم يعرف ما حدث إلا بعد فوات الأوان و ذلك السيف الضخم قد حفر حفرة عميقة داخل صدره .
كريمزون و بتلك الأعين القرمزية قد حدق به بازدراء .
“فالتمت .”
المخلوق التافه الذي تجرأ حتى على التفكير بمواجهة ملكه .
ذلك السيف قد أطلق موجة مرعبة من القوة محت تشون ما من الوجود.
في ذلك اليوم ، ارتكب عراب الموت الأسود أكبر غلطة بحياته .
خطأ .. كلفه حياته .
بذلك انتهت .. قصة تشون ما
من جهة أخرى عاد القرمزي المدرع إلى مكانه من جديد . واقفا هناك يحرس القمة التي لم يبلغها أحد قط .
…
…