منظور الشرير - الفصل 144
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
هذا هو الجزء الثاني من قصة سنو ، تم نشر الجزء الأول من الفصل بالفعل لذلك لا تنسى قراءته قبل هذا . فنظرا لحجمه كنت مجبرا على تقسيمه لفصلين .
هذا الفصل هو جائزة الفائز بمسابقة التوقعات ياسين الذي اختار شخصية سنو ليونهارت.
بعد هذا الفصل سيأتي الفصل الخاص للفائز بمسابقة الأسئلة و صاحب لقب أفضل قارئ لرواية منظور الشرير “سونغ” و الذي إختار شخصية تشون ما لذلك سيكون الفصل القادم عنه .
بهذه المناسبة أردت الإعلان عن المسابقة القادمة بالديسكورد التي ستقام بعد أسبوع من العيد المبارك و سيكون إسمها : الفيكتورياد.
ستكون كالتالي:
فعالية الفيكتورياد.
بطولة ستقام بين قراء الرواية ، و على عكس الفعالية السابقة هي لن تعتمد على السرعة .
الفعالية ستقام بعد العيد ، و ليس الآن و ستكون كالتالي :
سيشكل القراء فرق من 2 -3 ، و سيقدمون من أجل المشاركة عن طريق تسجيل فريقهم و إختيار تسمية لفريقهم .
سنبدأ المسابقة عندما يتجاوز عدد الفرق 8 .
المسابقة ستلعب على شكل ادوار ، دور ربع نهائي و نصف نهائي و نهائي .
سيتم تحديد المواجهات عن طريق قرعة .
مثلا لنقل أن الفريق 1 يواجه الفريق 2 .
سيحصل كل منهما على 10 أسئِلة ، 3 سهلة و 3 عادية ، 3 صعبة و 1 مستحيل . الاسئلة ستكون اصعب بكثير من الفعالية السابقة و لن تعتمد فقط على الاسماء بل الأحداث نفسها .
لكل فريق 10 ثواني للإجابة على سؤاله ، إذا لم يجيبوا في الوقت يستطيع الفريق الآخر محاولة الإجابة على نفس السؤال و سرقة النقاط .
سنستمر بنظام المواجهات الى أن يبقى فريق واحد هو الأقوى و الأفضل بالرواية . و لعل هذا سيزيد التفاعل بشكل كبير.
يمكنكم التسجيل من الآن. المسابقة ستقام بالديسكورد الموجود في الدعم .
هذا كل شيء ، و الآن اترككم مع الفصل .
عندما إستيقظ سنو ليونهارت ، كان يرقد فوق سريره.
هو لمس وجهه ببطء ، ثم نظر ناحية ملابسه .
كان نظيفا جدا .
كل شيء بدا طبيعيا.
و كأن ما رآه كان مجرد حلم .. حلم سيء .
لكن ذلك الارتعاش ، ذلك الألم داخل صدره .
ذلك الرعب .. لقد كان حقيقيا جدا.
“أنا رأيت عالمي ينهار أمامي”
تمتم سنو بينما عانق جسده .
صورة المدير الدموي كانت لا تزال حاضرة داخل عقله .
الرجل الذي ناداه الجميع بالأب .. قد كان وحشا أكل اللحم البشري لمن نادوه بأبي .
هذه الحقيقة وحدها جعلت سنو يفكر بالجري بعيدا و الهرب إلى ابعد نقطة ممكنة .
لكن إلى أين ؟
فهم كانوا محتجزين ، داخل المكان الذي أطلقوا عليه اسم المنزل .
تلك الحمامة التي تواجدت بقلادته ، كانت شبيهة به .
هو كان اشبه بالحمامة ، لكن حمامة تم احتجازها وسط قفص حديدي . بينما لم يستطع القيام بشيء سوى الإنتظار .. إنتظار مماته .
بهذه الأفكار ، مرت الأيام.
سنو ليونهارت عاش كل يوم برعب ، مرعوبا مما رآه .
كان الأطفال يختفون من حين لآخر كالعادة ، بينما جاء آخرون جدد.
لكن الفرق هذه المرة ، هو معرفته لمصيرهم .
اولئك الأطفال كان ينتهي بهم الأمر اما مقطعين أو مأكولين احياء.
كل مصير كان أسوء من الآخر ، معرفته لذلك دون قدرته على القيام بأي شيء قد أثقلت كاهل الفتى ذو العشر سنوات كثيرا .
قد ينام أحدهم فوق السرير الموجود بجانبه اليوم ، ثم يختفي باليوم التالي لينام فوق سرير الموت الخاص بالمدير .
بالحديث عن المدير ، كان وجه سنو ليونهارت يظلم كل ما رأى ذلك الرجل .
لكن المدير لم يتفاعل معه إطلاقا ما جعله يتساءل .
هل لربما .. لم يحن الوقت بعد ؟
وقت موته ؟
حرب افكار لا تنتهي كانت تحدث داخل عقل ذلك الطفل .
لعل عزاءه الوحيد كان الوقت الذي أمضاه مع نائبة المدير آناليز.
كانت ضوءه الوحيد داخل ذلك المكان المظلم .
هي دوما ما عانقته ، لتخبره بأن كل شيء بخير.
لكن كلماتها التالية كانت الشيء الذي حفر عميقا بروحه .
“كن فتى جيدا و مطيعا ، عندها كل شيء سيكون بخير ”
تلك الكلمات ذكرته دوما بذلك اليوم الذي بدا اشبه بالحلم .
مع مرور الأيام ، تمكن الطفل من الحفاظ على نفسه عاقلا بينما طور أفكارا جديدة .
“سأهرب ”
سيهرب من الميتم ، و يخرج من ذلك الجحيم .
“و سآخذها معي ”
الشخص الذي ناداه بأمي .
نائبة المدير آناليز.
سنو أراد إنقاذها .
هو أراد إخراجها من ذلك المكان الملعون .
ثم بعدها سيعيش كلاهما بسلام بعيدا عن ذلك المكان ، كأم و إبنها .
أعمى الفتى الشاب نفسه بتلك الاحلام الوردية بينما بدأ يخطط بجدية لكيف يهرب من ذلك المكان ، و كيف يعيش حياته بعد ذلك.
كان قراره انانيا بحيث انه سيترك كل الاطفال الآخرين خلفه ، لكنه لم يكن بطلا ، بل مجرد طفل .
طفل حطمه تأنيب الضمير عندما ذهب كل اولئك الاطفال من حوله غير مدركين لمصيرهم .
لقد كان يعرف ما إنتظرهم ، و رغم ذلك لم يقل شيئا .
كان الأمر اشبه بالمشاركة بقتلهم ، لذلك أراد الهرب و ترك كل شيء وراءه .
هو عرف أن ما يحدث من حوله سيترك ندبة عميقة بداخله ، لكنه لم يعرف ما يجب عليه القيام به .
خصوصا عندما حاول البعض منهم مصادقته ..
لم يكن يعرف مالذي يفترض به أن يقوله لهم حتى .
لذلك هو عمل بجد من أجل الهرب.
تدرب بشكل سري على التحكم بالاورا بينما شيئا فشيئا بدأ يبحث عن طريق الهروب .
كان يخطط لاخذ آناليز معه بمجرد ايجاده لطريق الهرب لذلك هو لم يخبرها بخطته حتى النهاية .
مرت الأيام بسرعة ، الأشهر ..
و بلغ سنو ليونهارت ال 12 من عمره .
طيلة سنتين ، هو بنى طريقه من أجل الهرب .
و طيلة تلك السنتين ، مات عدد لا يعد و لا يحصى من الاطفال .. أطفال شعر سنو و كأنه قتلهم بنفسه .
لقد ماتوا جميعا و قد كان يعرف ذلك لكنه لم يفعل أي شيء لمنعهم .
تساءل سنو لوقت طويل ، لماذا لم يتم اخذه هو ؟
لماذا لم يأكله المدير فحسب ؟
لماذا يجب أن يعاني بصمت بتلك الطريقة ؟ و يتحمل مسؤولية كل تلك الارواح ؟
صحيح انه لم يقتلهم ، لكنه كان مشاركا بكل ما كان يحدث .
الساكت عن الجريمة مثل مرتكبها .. كلما نظر سنو ناحية يديه كان يرى الدم و الدم فقط .
دم كل اولئك الاطفال .
كل تلك الحقن التي كان يتلقاها طيلة السنين التي غيرت من تركيبة جسده .
و البيئة الغريبة التي عاش بها .
سنو احس بنفسه يتحول إلى شيء آخر تماما.
شيء بعيد عن البشر .
و قد جاء اليوم الموعود أخيرا.
بعد سنتين من البحث و التخطيط ، إضافة إلى التدريب بسرية .
تمكن سنو من إيجاد طريقة للهرب .
هو قرر الذهاب وحيدا أولا و معرفة ما إذا كان الطريق آمنا حقا . لو تحقق ذلك فسيعود على الفور لاخذ نائبة المدير معه.
لذلك و بوقت متأخر من الليل تسلل سنو من فراشه و انطلق من جديد .. آملا أن يجد خلاصه .
بعد سنتين كاملتين من البحث هو حفظ كل شيء عن ظهر قلب لذلك هو و بشكل شبه مثالي تمكن من الهروب من الميتم .
كان الأمر سهلا .. بل أسهل بكثير مما توقع . وكأنهم يسمحون له بالرهب . هو لم يدرك وقتها أن تلك الأعين الحمراء قد راقبته على الدوام .
عندما وجد نفسه خارج اسوار ميتم يوسيفكا داخل تلك الغابة التي احاطت بالميتم .
هو شعر بالإنتعاش .
مستعملا الاورا التي تدرب عليها لوقت طويل لدعم جسده ، انطلق بين الاشجار مسرعا .
أراد أن يهرب بعيدا .. بعيدا جدا عن ذلك المكان .
هو للحظة ، نسى أمر نائبة المدير تماما ..
الحرية كانت شيئا تاقت له تلك الروح المسكينة لوقت طويل .
لذلك هو جرى ، و جرى ..
إلى أن تعبت أقدامه تلك .
أراد الابتعاد قدر المستطاع .
لكن خيوطا رفيعة كانت تربطه بالميتم .
شعر و كأنه ترك الكثير من نفسه المحطمة هناك .
لذلك حتى عندما ابتعد عن الميتم بمسافة كبيرة .. هو توقف.
“كن فتى جيدا و مطيعا ، عندها سيكون كل شيء بخير”
آناليز ..
الأم التي لم يحظى به يوما .. كانت لا تزال هناك .
كان خائفا ، و مرعوبا مما تركه خلفه .
سواءا جسده أو روحه ، كلاهما حقن بقذارة ذلك الميتم.
هل حقا يمتلك ذلك الفتى الحق للنجاة هكذا بمفرده ؟
لا .. هو لا يستطيع .
على الأقل ..
“على الأقل سآخذها معي ”
عاد الفتى أدراجه .
هو عاد نحو الجحيم .
…
…
…
عندما قرر سنو ليونهارت العودة إلى الميتم ، هو أدرك اخيرا كم إبتعد عندما أعماه شعور الحرية .
الاورا الخاصة به تجاوبت مع مشاعره و جعلته يبتعد بسرعة .
لدرجة ان رحلة العودة أخذت منه عدة أيام..
هو أدرك في تلك اللحظة ، كم كان الميتم مكانا معزولا عن العالم .
و أدرك ثانية ، أنه لا يعلم شيئا عن ما يوجد حوله .
و عن مدى كبر العالم الذي عاش فيه .
فكل ما كان يعرفه ينتهي بتلك الاسوار الخاصة بالميتم .
أراد العودة بسرعة و إنقاذ نائبة المدير آناليز ثم الهرب معا .
إنقاذ و لو نفس واحدة كانت ستخفف من العبئ الذي شعر به قلب ذلك الشاب .
لذلك و بعد مسيرة طويلة هو بلغ ذلك المكان بأحد الليالي المقمرة .. ليلة مثل تلك التي واجه بها الحقيقة المرعبة .
كان الأمر مثيرا للسخرية ..
سنو ليونهارت قد تجمد هناك عندما تحطم عالمه مرة ثانية.
امامه ، تحت جناح الليل ، تواجد ذلك الميتم الذي إبتلعته النيران و إحترق بشدة .
نار مستعرة لدرجة أنها اضاءت كل شيء في تلك الليلة الظلماء.
سنو وجد نفسه يركض .. نحو ذلك الحريق.
باحثا عنها .. ضوءه الوحيد .
…
…
…
ميتم يوسيفكا كان شيئا لا يجب أن يوجد من الأساس داخل أراضي الإمبراطورية.
بقاؤه لكل ذلك الوقت كان معجزة بحد ذاتها .
الأمر العجيب بذلك الوقت ، كان حقيقة أن ميتم يوسيفكا لم يكن الوحيد ، بل مجرد فرع لمنظمة كبيرة جدا ..
و ما ذلك الذي عاش به سنو إلا احدها .
قبل عدة أيام من هروبه ..
“لقد تم إكتشاف هذا المكان و ستهاجم الإمبراطورية بأي وقت .. لذلك فالتنتهي من الأمور هنا و لتغادري على الفور ”
قال المدير بذلك اليوم بينما غادر كعادته ..
و لم يترك خلفه سوى آناليز بالإضافة إلى الكثير ممن عملوا داخل جدران الميتم .
و الآن ها نحن ذا ..
النيران إبتلعت الميتم دون توقف .
سنو ركض إلى الداخل متحملا حرارة النار الحارقة بينما تنفس بصعوبة.
كلما تقدم أكثر ، هو كان يجد المزيد و المزيد من الجثث المحروقة .
جثث الأطفال و البالغين على حد سواء.
جثث إحترقت بشدة وسط النار و الدم .
الميتم بذلك اليوم كان مقدرا له الزوال و كأنه لم يكن .
لكن سنو لم يهتم بذلك ..
هو فقط أراد إيجادها .
و بعد بحث مضني وسط النار ، هو صادف أخيرا ظهر تلك السيدة .
واقفين وسط النار المسعورة .
مد سنو يده بينما صاح دون قصد .
“أمي !”
آناليز إستدارت على الفور و فمها مفتوح متفاجئة .
بدت و كأنها بحثت عنه كثيرا هي الاخرى .
على الفور هي ركضت ناحيته آخذتا إياه بعناق شديد .
عانق كلاهما الآخر وسط النار ..
سنو لا يزال يتذكر حرارة جسدها ذاك رغم الجحيم الناري من حولهم .
للحظة هو شعر بالسعادة عندما وجدها أمامه .
“آه سنو .. أنت هنا ..لا تصدق كم بحثت عنك ”
شعر سنو في تلك اللحظة بالخلاص ..
سقطت دموعه دون دراية منه بينما اعتذر بشدة ..
“انا آسف .. آسف لأنني غادرت بدونك ، آسف لأنني كنت طفلا سيئا ”
“لا بأس ”
مسدت يد آناليز شعر سنو ببطء بينما دفنت رأسها فوق كتفه النحيل .
“لا بأس .. أنت طفل جيد و مطيع ، كل شيء سيكون بخير ”
الكلمات نفسها من جديد.
الكلمات التي منها بدأ كل شيء .
معانقا اياها ، شعر سنو بشيء مهم يسلب منه متبوعا بألم حارق .
سالت الدماء من فوق كتف سنو . عندما استدار هذا الأخير ناحية والدته المزعومة .
وجدها منتشية وسط دمائه بعدما أخذت قضمتا كبيرة من لحمه الطري ..
“أمي ..؟”
“آه ..”
تنفست آناليز بصعوبة ..
“أنت لا تعرف يا سنو ”
لعقت آناليز الدماء فوق شفتيها ببطء بينما إستنشقت جسد الصبي بين يديها بشدة .
“انت لا تعرف كم إنتظرت من أجل هذه اللحظة ”
“مالذي ..”
كان سنو على وشك السؤال بعدما لم يستوعب الوضع حتى الآن لكن آناليز دفنت رأسها فوق كتفه من جديد.
“من أجل السيدة يوسيفكا”
سنو تجمد مكانه غير مدرك لما كان يحدث .. سقط ارضا و آناليز فوقه و هي تعض لحمه الهش .
أي نوع من آكلي لحوم البشر كانوا ؟ و من كانت يوسيفكا ؟
كانت أسئلة حيرت الشاب سنو ، لكن أيا من ذلك لم يهم .
ما كان يهم ، هو حقيقة أنه تعرض للخيانة .
الخيانة من ضوئه الوحيد.
بكى سنو بشدة بينما واصل السؤال .
“لماذا ؟”
لماذا حدث كل هذا ؟ لقد كانت تلك السيدة كل شيء له .
و الآن هاهي ذا تلتهم لحمه بنهم .
لربما لم يكن المدير من أخذ النصيب الأكبر من كل اولئك الأطفال.
لربما منذ البداية كانت هذه هي الشخص الذي قتلهم جميعا .
اقرب الناس إليهم .
منذ البداية ، تم التلاعب به .
تم التلاعب بكل شيء .. سواءا قلبه أو جسده .
“لا يغتفر ”
ذلك لا يغتفر .
في النهاية ، كل شيء حدث حتى الآن كان مجرد مسرحية كان مجرد بيدق بها .
اجل ، موت كل اولئك الاطفال لم يكن خطأه .
هذا الألم الحارق داخل صدره ، كان أكبر بكثير من أي إصابة جسدية .
“لا يغتفر ”
هو لم يكن السبب .
بل كانوا هم .
المدير ، و هي .
“آناليز ”
هذه الأخيرة قد توقفت عن العض .. بل أجبرت على ذلك .
عندما أصبح لحم ذلك الشاب أقسى من الحديد .
هي تراجعت على الفور محدقتا بسنو الذي غطت الرموز الذهبية جسده مطلقتا ضوءا مذهلا .
كانت رموزا لم تفهم أي شيء منها .
سنو ليونهارت قد وقف بينما توقف جرحه عن النزيف ، أعينه الذهبية كانت ميتة تماما لذلك بوجه مظلم هو سار ببطء ناحية آناليز.
“سنو .. مالذي تفعله ؟”
صرخت السيدة بوجه دموي بينما هاجمت ..
“أخبرتك أن تكون مطيعا !”
قامت بضرب جسده بعنف بينما صرخت .
“أخبرتك أن تكون فتى جيدا !”
واصلت ضرب جسده ذاك ، لكنها توقفت عندما احست بألم حاد فوق ذراعيها .
عندما تفقدت يديها ، وجدتهما مكسورين تماما .
شعرت آناليز بشيء خاطئ .
لقد كانت في الفئة S ، كيف يمكن لمجرد صبي أن يصد هجماتها بجلده العاري ؟
لكن ما كان أمامها لم يكن مجرد صبي .
سنو ليونهارت لم يكن يدرك حتى ما كان يحدث من حوله .
بوجه مرعب هو قفز نحو آناليز و تلك الرموز الذهبية تتوهج فوق جسده .
“لقد كنت تنوين قتلي قبل قليل”
بضربة عنيفة هو أرسل جسد آناليز طائرا وسط النار ..
“أنت لا تمانعين لو فعلت المثل أليس كذلك؟”
“الطفل اللعين !”
تواجه كلاهما بذلك اليوم.
سنو أحس بجسده يغرق نحو المجهول بينما سيطرت عليه قوة غريبة حركته كما كان يحلو لها .
لقد تم تدمير كل شيء. .
لقد خسرها .. خسر نفسه ، و خسر كل ما يوجد من حوله .
لذلك هو لم يعد يهتم بأي شيء .
في ذلك اليوم طغى مجرد صبي بدون أي مستوى تدريبي يذكر على شخص في الفئة S .
و هي راقدة امامه بينما لعنته بشدة ، سنو ابتسم بحزن .
“لأكون صريحا ، أريد أن أجرب الأمر.. ذلك الشيء الذي كنتم تتوقون له كثيرا ، أريد أن أعرف ماهية ذلك الشيء الذي جعلكم تفعلون كل هذا ”
سنو ثبت جسد آناليز المحطم بينما اقترب منها.
“لكنني على عكسكم ، أنا مجرد بشري عادي ولا أستطيع أكل لحوم البشر ”
آناليز لم تستطع الحركة ، فبعد قتالهم لوقت طويل هي تعرضت لعدد مرعب من الإصابات و نزفت من كل مكان .
من جهة أخرى هي لم تستطع جرحه حتى.
سنو وضع وجهه بجانب وجه آناليز بينما تمتم .
“على الأقل سآخذ جزءا صغيرا ”
“ماذا ؟”
“جزء صغير فقط ”
فتح سنو فمه بينما قضم رقبة آناليز .
“جزء صغير سيعيش بداخلي للأبد ”
مذاق الدم و اللحم القذر ، بمجرد دخولهم فمه قاوم سنو الرغبة من أجل التقيؤ ..
آناليز رأت كل ذلك بكفر بينما كانت على وشك الموت من كل إصاباتها .
مهما ناشدت سيدتها يوسيفكا لتمدها بالقوة ، هذه الأخيرة لم تفعل ، بل تركتها فقط لتموت .
من ظن أنها ستموت بينما أكل شخص آخر من لحمها؟ هي بين كل الناس ؟
سنو بكى بذلك اليوم و الدماء تغمر وجهه .
“وداعا .. أمي ”
إنتهى الأمر تماما ..
لاحقا عندما وصلت قوات الإمبراطورية إلى ذلك المكان بقيادة مدير المعبد السابق رافاييل بلودمادير .
هو لم يجد سوى الرماد .
وسط كل ذلك الرماد جلس طفل وحيد إحترق بشدة و بجانبه رقدت امرأة ميتة بعدد لا يعد و لا يحصى من الاصابات.
نجى الطفل ، و ماتت المرأة.
و لو بشكل طفيف ، هو أحس بشيء غريب ينبع من جسد ذلك الطفل .
قوة لم يفهم ماذا كانت بالضبط.
“أيها الصبي ”
نادى عليه ، لكن أعين سنو ليونهارت الذهبية كانت شاردة تماما.
إنحنى بلودمادير ليكون على نفس
مستوى نظره بينما سحب سكينا رفيعة من داخل أحد جيوبه .
هو مرر السكين أمام وجه الفتى بينما جرح خده قليلا.
سنو في تلك اللحظة هو أمسك بالسكين بشدة إلى أن سالت الدماء من فوق يده .
عينه حدقت ببلودمادير الذي إبتسم .
“لتأتي معي .. أيها الطفل المولود من وسط الرماد ”
في ذلك اليوم ، تستر بلودمادير على ذلك الشاب و أخذه معه .. إلى المنزل .
لاحقا ، عرف سنو أن كل ما حدث كان شيئا جاء من قارة أخرى .. قارة الألتراس.
في ذلك اليوم .. وضع ذلك الشاب هدفا جديدا له .. هدف يوجه سيفه نحوه .
بذلك بدأت قصة سنو ليونهارت.